إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
الــــمـــعارك الإســـلامــية
تقليص
X
-
الــــمـــعارك الإســـلامــية
التعديل الأخير تم بواسطة حجاجي; الساعة 2011-10-07, 11:18 AM.[CENTER][B][SIZE=4][B][FONT=arial black][COLOR=#333333]۞۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞
۞ *•.¸.•* بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الْرَّحِيمِ •¸ .*• ۞
۞ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ۞ اللَّهُ الصَّمَدُ ۞ لَمْ * • ۞
۞ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ۞ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ * • ۞
۞ *•.¸.•**• *•.¸.•* *• ۞
۞۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞[/COLOR][/FONT][/B][/SIZE][/B]
[/CENTER]
[CENTER][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=red]حجاجي :
[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=blue][COLOR=red]أصل الكلمة:[/COLOR] هو القفيز اتخذه الحجاج ابن يوسف على صاع عمر بن الخطاب وهو مكيال إسلامي يستعمل في الوزن والكيل اثاء العصور الإسلامية.[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5]
[/SIZE][/FONT] [FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=red]الحجاجي يساوي صاعاً حسب رأي أهل العراق وصاع وثلاث اخماس الصاع حسب رأي أهل الحجاز.[/COLOR][/SIZE][/FONT]
[/CENTER] -
معركة طريف
معركة طريف
بلغ الصراع ذروته بين مملكة غرناطة المسلمة وحليفتها دولة بني مرين في المغرب من جهة وإسبانيا الصليبية من جهة أخرى، وذلك في القرن الثامن الهجري وخاصة في نصفه الأول، فلقد حاولت قشتالة وهي أكبر الممالك الصليبية في إسبانيا أن تقضي على مملكة غرناطة التي تمثل الحصن الأخير للإسلام بالأندلس، ولكن الدعم القوي من دولة بني مرين المغربية حفظ الوجود الإسلامي بل حقق المسلمون العديد من الانتصارات الباهرة على صليبـي إسبانيا.
حدثت اضطرابات داخل مملكة غرناطة ذهبت باثنين من سلاطينها الأقوياء هما السلطان إسماعيل بن الأحمر الذي قتل على يد ابن عمه حقدًا وحسدًا وغيرة منه على منصبه، والسلطان محمد بن الأحمر الذي قتل على يد بعض المتآمرين بسبب إصراره على ملاحقة المفسدين والخوارج، وهكذا نرى المسلمين يقتل بعضهم بعضًا على أمور الدنيا، ويكفون عدوهم مشقة لقائهم في ساحات الوغى، وقد استغل الأسبان هذه الصراعات وقاموا بعدة هجمات ناجحة على غرناطة..
فأرسل السلطان يوسف بن الأحمر يستنجد بسلطان بني مرين أبي الحسن علي بن عثمان ملك المغرب، الذي أرسل بالإمدادات يقودها ولده الأمير أبو مالك، ولما علم الصليبيون قدوم جيش أبي مالك أخذوا استعدادهم واتحدت الممالك الصليبية في إسبانيا، وعند سهل بجانة سنة 740هـ التقى الجيشان فهزم المسلمون هزيمة شديدة وقُتل أبو مالك نفسه في الجهاد رحمه الله.
اهتز أبو الحسن ملك المغرب من نكبة المسلمين ومقتل ولده أبي مالك، وقرر العبور بنفسه للجهاد ضد إسبانيا الصليبية، وجهز جيشًا ضخمًا وأسطولاً مثله، ونزل في أوائل سنة 741هـ بمنطقة سهل طريف وانضم إليه السلطان يوسف بن الأحمر ومعه خلاصة أهل غرناطة وعلماؤها وقتها وفقهاؤها وسائر أبطالها، وكان النصارى قد استعدوا لمثل هذا اللقاء، فأسرعوا قبل قدوم المسلمين واستولوا على ثغر طريف وتغلبوا على حاميته، ورابط الأسطول الصليبـي في مياه المضيق بين المغرب والأندلس ليمنع قدوم الإمدادات من المغرب، واعتمد الصليبيون على أسلوب المطاولة؛ حتى تنفد مؤن الجيش الإسلامي الكبير.
وفي يوم 1 جمادى الأولى سنة 741هـ نشبت بين الفريقين معركة عامة على ضفاف نهر سالادو، وتولى السلطان أبو الحسن قيادة جيشه بنفسه، أما الجيش الصليبي فيقوده "ألفونسو الحادي عشر" وأثناء القتال المشتعل تسللت فرقة إسبانية من الجنوب وانقضت على مؤخرة الجيش الإسلامي، فدب الخلل إلى صفوفه وسقط معسكر سلطان المغرب الخاص في يد الصليبيين وفيه حريمه وبعض ولده، فذبحوا جميعًا على الأثر بوحشية مروعة، وعم الخلل كل صفوف المسلمين، وفر الكثيرون ووقعت هزيمة فظيعة وكارثة مدوية على المسلمين لم يشهدوا مثلها منذ موقعة العقاب، وقتل معظم العلماء والفقهاء والصالحين في المعركة حيث لم يفر منهم أحد، وكانت هذه الواقعة أولى الضربات المؤثرة والموجعة والمؤذنة بسقوط الأندلس
يتبــــــع
[CENTER][B][SIZE=4][B][FONT=arial black][COLOR=#333333]۞۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞
۞ *•.¸.•* بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الْرَّحِيمِ •¸ .*• ۞
۞ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ۞ اللَّهُ الصَّمَدُ ۞ لَمْ * • ۞
۞ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ۞ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ * • ۞
۞ *•.¸.•**• *•.¸.•* *• ۞
۞۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞[/COLOR][/FONT][/B][/SIZE][/B]
[/CENTER]
[CENTER][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=red]حجاجي :
[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=blue][COLOR=red]أصل الكلمة:[/COLOR] هو القفيز اتخذه الحجاج ابن يوسف على صاع عمر بن الخطاب وهو مكيال إسلامي يستعمل في الوزن والكيل اثاء العصور الإسلامية.[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5]
[/SIZE][/FONT] [FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=red]الحجاجي يساوي صاعاً حسب رأي أهل العراق وصاع وثلاث اخماس الصاع حسب رأي أهل الحجاز.[/COLOR][/SIZE][/FONT]
[/CENTER]
-
معركة مرج دابق
معركة مرج دابق
مرج دابق.. معركة حربية وقعت بين الدولة العثمانية بقيادة السلطان سليم الأول والدولة المملوكية بقيادة السلطان قانصوه الغوري في يوم 25 من رجب 922هـ الموافق 24 من أغسطس 1516م في مكان يسمى دابق, وهو اسم لقرية تقع بالقرب من مدينة حلب في شمال سوريا, بالقرب من الحدود التركية.وكان السلطان سليم الأول اتجه لتوحيد الأمصار الإسلامية لتكون تابعة للدولة العثمانية, وخاصة بعد أن تنامى الوجود الصليبي في المنطقة وسقوط الأندلس التي لم تحاول الدول الإسلامية الموجودة في ذلك الوقت إنقاذها, وأيضًا ظهور البرتغاليين الذين احتلوا بعض القواعد في اليمن وعمان بعد اكتشافهم لطريق رأس الرجاء الصالح, وعملوا على أن تكون هذه القواعد لمواصلة زحفهم إلى المدينة النبوية؛ حتى ينبشوا قبر رسول الله ويساوموا المسلمين على القدس الشريف بالجثمان الطاهر. وكذلك ظهور الدولة الصفوية الشيعية ومحاولتها مهاجمة الدولة العثمانية من ناحية الشرق، وقيامهم بعقد حلف مع البرتغاليين أعداء الإسلام على المسلمين السُّنَّة عمومًا وعلى العثمانيين خصوصًا. وأيضًا بسبب الضعف الشديد الذي أصاب دولة المماليك في مصر والشام بحيث أصبحت غير قادرة على صد هجمات البرتغاليين من الجنوب، وهجمات الأسبان من ناحية الغرب.كما كان السلطان سليم شديد الغضب على السلطان الغوري ودولته في مصر؛ بسبب مساعدتها للصفويين أثناء قتالهم مع العثمانيين, وأيضًا لتخاذل المماليك في التصدي لتهديدات البرتغاليين للأمة الإسلامية, وأيضًا لوجود نزاعات بين العثمانيين والمماليك على إمارة ذي القادر في شمال سوريا على الحدود الفاصلة بين الدولتين.وحاول السلطان قانصوه الغوري تهدئة الأمور بعدما أحس بعزم سليم الأول على مهاجمة دولته, فأرسل إليه سفيرًا ليمتص غضبه, ولكن سليم الأول طرد السفير وتوجه بجيوشه سريعًا إلى الشام, وعندما علم السلطان الغوري بذلك لم يجد مفرًّا من إعداد العدة لمواجهته, فأعد جيوشه وتوجه للقاء العثمانيين.وقد نجح السلطان سليم الأول في استمالة ولاة بلاد الشام المماليك إلى جانبه ووعدهم ببقائهم في إماراتهم إذا ما تم له النصر على السلطان الغوري, ثم سار بجيشه لملاقاة المماليك عند "مرج دابق" بالقرب من حلب في (25 من رجب 922هـ/ 24 من أغسطس 1516م)، واحتدم القتال العنيف بينهما, وأبدى المماليك في بداية هذه المعركة ضروبًا من الشجاعة والبسالة, وقاموا بهجوم خاطف زلزل العثمانيين, وأنزل بهم خسائر فادحة..ولكن سرعان ما دبَّ الخلاف بين فرق المماليك المحاربة, وانحاز بعضها إلى الجيش العثماني بقيادة الأمير المملوكي "خايربك"؛ فتسلل ولاة الشام بجيوشهم وانضموا للعثمانيين، فضعف أمر المماليك وهزموا هزيمة منكرة وتمزقت قواتهم, وسرت إشاعة في جيش المماليك أن الغوري سقط قتيلاً, فخارت عزائمهم ووهنت قواتهم, وفرّوا لا يلوون على شيء, ولم تفلح محاولات الغوري في تجميع جيشه بنداءاته وصيحته في جنوده بالثبات والصمود، وسقط عن فرسه جثة هامدة من هول الهزيمة، وتحقق للعثمانيين النصر الذي كان بداية لأنْ يستكمل سليم الأول فتوحاته في الشام, وأن يستولي على مدنه واحدة بعد أخرى, بعدها سلَّم معظمها له بالأمان دون قتال.وبهذه المعركة أصبحت الشام في قبضة سليم الأول, أي ما يعادل نصف دولة المماليك, وأول سقوط هذه الدولة ذات الأمجاد السابقة, ثم واصل السلطان سليم زحفه إلى القاهرة، وتمكّن من دخولها بعد أن انتصر على المماليك في موقعة الريدانية, وبذلك قضت الدولة العثمانية على الدولة المملوكية في مصر والشام, وأصبحت مصر إحدى الولايات العثمانية.
يتبــــع[CENTER][B][SIZE=4][B][FONT=arial black][COLOR=#333333]۞۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞
۞ *•.¸.•* بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الْرَّحِيمِ •¸ .*• ۞
۞ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ۞ اللَّهُ الصَّمَدُ ۞ لَمْ * • ۞
۞ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ۞ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ * • ۞
۞ *•.¸.•**• *•.¸.•* *• ۞
۞۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞[/COLOR][/FONT][/B][/SIZE][/B]
[/CENTER]
[CENTER][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=red]حجاجي :
[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=blue][COLOR=red]أصل الكلمة:[/COLOR] هو القفيز اتخذه الحجاج ابن يوسف على صاع عمر بن الخطاب وهو مكيال إسلامي يستعمل في الوزن والكيل اثاء العصور الإسلامية.[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5]
[/SIZE][/FONT] [FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=red]الحجاجي يساوي صاعاً حسب رأي أهل العراق وصاع وثلاث اخماس الصاع حسب رأي أهل الحجاز.[/COLOR][/SIZE][/FONT]
[/CENTER]
تعليق
-
معركة فيينا
معركة فيينا وقعت في (20 رمضان 1094هـ/ 12 سبتمبر 1683م)، وبعد محاصرة الإمبراطورية العثمانية فيينا لمدة شهرين، كسرت المعركة أسبقية الإمبراطورية العثمانية في أوربا, حيث انتصرت القوات البولندية والألمانية والنمساوية بقيادة ملك بولندا يوحنا الثالث سوبياسكي على الجيش العثماني بقيادة الصدر الأعظم (الوزير) قرة مصطفى قائد القوات العثمانية.
العثمانيون وفيينا
احتلال فيينا كان حلمًا طالما راود السلاطين العثمانيين؛ لما تمثِّله من أهمية استراتيجية للسيطرة على خطوط التجارة والمواصلات في القلب الأوربي؛ فقد كان العثمانيون في كل مرة يكتفون بالعودة من أسوار فيينا غانمين الأموال، وربما غنموا أجزاء جديدة من أوربا الشرقية أو الوسطى بموجب اتفاقات مع الإمبراطورية النمساوية.فقد كان الحصار الأول في زمان سليمان القانوني قبلها بقرن ونصف، وذلك بعد أن توغَّل في أوربا بعدما انتصر على المجريين في معركة موهاكس الرهيبة, ودخلت جيوش القانوني عاصمة المجر بودابست في (3 ذي الحجة 932هـ/10 سبتمبر 1526م)؛ لتجعل من (مجرستان) ولاية عثمانية أخرى وتكرس السيطرة المطلقة للعثمانيين في وسط وشرق أوربا، وقد استطاع العثمانيون احتلال بودابست بجزأيها الشرقي والغربي عام (1541م).وفي عام (1683م) حاصر الأتراك فيينا للمرة الثانية، ولكن استطاع جراف شتارهمبرج في معركة عند جبل الكالينبرج رد الأتراك, وبعد ذلك استردُّوا بودابست من الدولة العثمانية عام (1686م)، بعد حوالي 145 عامًا من السيطرة العثمانية على بودابست.قبل المعركة
كانت ألمانيا تنافس العثمانيين في مناطق المجر وسلوفاكيا، وكانت فكرة توجيه ضربة قوية لألمانيا لكفّ يدها عن التدخل في شئون المجر تُسيطر على الصدر الأعظم العثماني، فاستطاع قرة مصطفى باشا إقناع السلطان العثماني محمد الرابع والديوان الهمايوني (مجلس الوزراء) بإعلان الحرب على ألمانيا، فتحرَّك الصدر الأعظم أحمد باشا كوبريللي من أدرنة، ووصل إلى المجر على رأس جيش كبير، يبلغ نحو مائة وعشرين ألف جندي، ومزوَّد بالمدافع والذخائر المحملة على ستين ألف جمل وعشرة آلاف بغل..ودخل سلوفاكيا ضاربًا كل الاستحكامات العسكرية التي كانت في طريقه، متجهًا إلى قلعة نوهزل، وهي تقع شمال غرب بودابست، على الشرق من فيينا بنحو 110 كم، ومن براتسلافيا بنحو 80 كم، وقد حصَّنها الألمان، وجعلوها فائقة الاستحكام؛ لكي تُصبح أقوى قلاع أوربا، وبدأ الجيش العثماني في حصارها في (13 محرم 1074هـ/ 17 أغسطس 1663م).واستمرَّ حصار العثمانيين للقلعة 37 يومًا؛ مما اضطر قائد حامية القلعة إلى طلب الاستسلام، ووافق الصدر الأعظم على ذلك؛ بشرط جلاء الحامية عن القلعة بغير سلاح ولا ذخائر، وقد أحدثت هذه الحملة دويًّا هائلاً في أوربا، وأدخلت الرعب والهلع في قلوب ملوكها عامة. وبعد استسلام هذه القلعة العظيمة، استسلمت حوالي 30 قلعة نمساوية للجيش العثماني.وترتب على هذا الفتح العظيم أن تَقَدَّم أحمد كوبريللي بجيوشه فاتحًا إقليمي مورافيا (في تشيكوسلوفاكيا)، وسيليزيا في وسط أوربا.مجلس الحرب
جمع الصدر الأعظم قرة مصطفى باشا مجلس الحرب في جيشه، وأعلن أنه سيستولي على فيينا، وأنه سيُملي شروطه على ألمانيا في هذه المدينة؛ لأن الاستيلاء على "يانق قلعة" المدينة التي تُعتبر مفتاح فيينا، وتقع على بعد 80 كم شرقي فيينا على الضفة الغربية لنهر راب، لا يمكن أن يُخضع ألمانيا ويجعلها تكفّ يدها عن شئون المجر.أثار قرار قرة مصطفى باشا حيرة الوزراء وجدلهم، واعترض عليه الوزير إبراهيم باشا، الذي أكَّد أن رغبة السلطان محمد الرابع هي الاستيلاء على "يانق قلعة"، ومناوشة أوربا الوسطى بواسطة كتائب الصاعقة العثمانية، وأن الحملة على فيينا يحتمل أن تكون في العام المقبل..فأجابه قرة مصطفى باشا بأنه من الصعب أن يتجمع جيش مرة ثانية بمثل هذه الكثافة والقوة، وهذا الأمر يقتضي إنزال ضربة قوية قاضية بالألمان، وإلاّ فإن الحرب ستطول معهم، خاصة أن ألمانيا عقدت صلحًا مع فرنسا، وأصبحت آمنة من الجانب الغربي، وأن الإمبراطور "ليوبولد" اتفق مع الملك البولوني سوبياسكي على استعادة منطقة بادوليا، وأن البندقية لا بُدَّ أن تكون ضمن هذا الاتفاق. وبالتالي ستنضمُّ روسيا وبقية الدول الأوربية لهذا التحالف المسيحي إلى جانب ألمانيا، وهذا يقتضي كسره وتحطيم هذا التحالف الوليد في ذلك العام، وإلا فإن الحرب ستطول إلى أجل غير معلوم.موقف أوربا
تداعت الدول الأوربية بأقصى سرعة لنجدة فيينا من السقوط، وأعلن بابا روما الحرب الصليبية على العثمانيين، وأمر ملك بولندا سوبياسكي بنقض عهده مع العثمانيين، وأمر -أيضًا- أمراء ساكسونيا وبافاريا الألمان -وهم أقرب أمراء أوربا- بالتوجُّه إلى فيينا بأقصى سرعة ممكنة، فتجمَّعت الجيوش الأوربية من بولندا وألمانيا والنمسا حتى وصل تعدادها إلى 70 ألف جندي, وترك دوق لورين القيادة العامة لملك بولندا يوحنا الثالث سوبياسكي، واكتملت استعداداتهم يوم الجمعة الموافق 11 سبتمبر، بعدما شعروا أن سقوط فيينا ليس أمامه إلا أيامًا قليلة.لذلك أقدم الأوربيون على عبور جسر الدونة، الذي يُسيطر عليه العثمانيون بالقوة، مهما كلفهم من خسائر؛ حيث لم يكن بالإمكان إيصال الإمدادات إلى فيينا دون عبور هذا الجسر.الخيانة
كان قرة مصطفى قد وضع قوة عثمانية كبيرة يقودها أمير القرم مراد كراي حاكم القرم عند جسر الدونة، وهو الطريق الوحيد المُؤَدِّي إلى فيينا من ناحية الغرب؛ ليمنع تقدُّم الأوربيين، وأمر مراد كراي بنسف الجسر إذا اقتضت الضرورة.وهنا حدث ما لم يكن في حسبان أحد، لا من العثمانيين ولا من الأوربيين، إذ قام مراد كراي بخيانة عظمى للإسلام والمسلمين؛ وذلك بأنه سمح للأوربيين بالعبور من الجسر دون قتال؛ وذلك بسبب كراهيته وعداوته لقرة مصطفى؛ فقد كان مصطفى باشا يكره مراد كراي، ويعامله معاملة سيئة. أما مراد فكان يعتقد أن فشل مصطفى باشا في فيينا سيُسقطه من السلطة ومن منصب الصدارة، ولم يخطر ببال هذا القائد الخائن أن خسارة العثمانيين أمام فيينا ستُغَيِّر مجرى التاريخ العالمي؛ لذلك قرَّر مراد أن يظلَّ متفرجًا على عبور القوات الأوربية جسر الدونة، ليفكُّوا الحصار المفروض على فيينا، دون أن يُحَرِّك ساكنًا.يضاف إلى ذلك، أن هناك وزراء وبكوات في الجيش العثماني كانوا لا يرغبون في أن يكون قرة مصطفى باشا هو فاتح فيينا، التي فشل أمامها السلطان سليمان القانوني.المعركة الفاصلة
في يوم السبت (20 رمضان 1094هـ/ 12 سبتمبر 1683م) تقابل الجيشان أمام أسوار فيينا، وكان الأوربيون فرحين لعبورهم جسر الدونة دون أن تُسكب منهم قطرة دم واحدة، وكان الجيش العثماني في حالة من الذهول لرؤيتهم الأوربيين أمامهم بعد عبور جسر الدونة، إلا أن مصطفى باشا شنَّ هجومًا مضادًّا بمعظم قواته، وأجزاء من النخبة الإنكشارية لغزو المدينة، وكان القواد الترك ينوون احتلال فيينا قبل وصول يوحنا الثالث سوبياسكي، ولكن الوقت نفد..ففي الوقت الذي أعدَّ المهندسون العسكريون تفجيرًا كبيرًا ونهائيًّا لتوفير إمكانية الوصول إلى المدينة, وبينما أنهى الأتراك على عجلٍ عملهم فقاموا بوضع المتفجرات في نفق، وتم إغلاقه لجعل الانفجار أكثر فعالية، اكتشف النمساويون موضعه في فترة ما بعد الظهر, فدخل أحدهم النفق، وأبطل مفعول التفجير في الوقت المناسب تمامًا.وحدثت خيانة عظمى أخرى من جانب أوغلو إبراهيم قائد ميمنة الجيش العثماني؛ إذ انسحب من القتال، وكان لهذا الانسحاب الأثر الأكبر في هزيمة العثمانيين، وقد استطاع قرة مصطفى أن ينسحب بصورة منظَّمة من أرض المعركة، وفي طريق العودة قام قرة مصطفى بإعدام كلٍّ من مراد كراي وأوغلو إبراهيم، ولكن لم يشفع ذلك له عند السلطان محمد الرابع الذي أمر بقتله.قُتل من العثمانيين حوالي 15 ألف رجل في القتال، وقُتل من الأوربيين ما يقرب من 4 آلاف قتيل، وأخذ الجيش العثماني معه أثناء الانسحاب 81 ألف أسير, وانتهى الحصار الذي استمرَّ 59 يومًا.نتائج المعركة
كانت هزيمة العثمانيين عند أسوار فيينا نقطة تحوُّل فاصلة في التاريخ العثماني والأوربي، فقد فَقَدَت الدولة العثمانية بهزيمتها أمام فيينا ديناميكية الهجوم والتوسع في أوربا، وكانت الهزيمة نقطة توقُّف في تاريخ الدولة العثمانية، وتحرَّكت بعد ذلك جيوش التحالف المسيحي لاقتطاع بعض الأجزاء من الأملاك العثمانية في أوربا على مرِّ القرون اللاحقة.
يتبــــع
[CENTER][B][SIZE=4][B][FONT=arial black][COLOR=#333333]۞۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞
۞ *•.¸.•* بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الْرَّحِيمِ •¸ .*• ۞
۞ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ۞ اللَّهُ الصَّمَدُ ۞ لَمْ * • ۞
۞ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ۞ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ * • ۞
۞ *•.¸.•**• *•.¸.•* *• ۞
۞۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞[/COLOR][/FONT][/B][/SIZE][/B]
[/CENTER]
[CENTER][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=red]حجاجي :
[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=blue][COLOR=red]أصل الكلمة:[/COLOR] هو القفيز اتخذه الحجاج ابن يوسف على صاع عمر بن الخطاب وهو مكيال إسلامي يستعمل في الوزن والكيل اثاء العصور الإسلامية.[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5]
[/SIZE][/FONT] [FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=red]الحجاجي يساوي صاعاً حسب رأي أهل العراق وصاع وثلاث اخماس الصاع حسب رأي أهل الحجاز.[/COLOR][/SIZE][/FONT]
[/CENTER]
تعليق
-
معركة نيكوبوليس
معركة نيكوبوليس
معركة نيكوبوليس وقعت سنة (800هـ/1396م) بين العثمانيين بقيادة السلطان بايزيد الأول وبين التحالف الصليبي بقيادة الملك سيجسموند ملك المجر, وكان النصر فيها لصالح المسلمين.
قبل المعركة
كان لسقوط بلغاريا عام (797هـ/1393م) في يد السلطان العثماني بايزيد الأول صدى هائل في أوربا، وانتشر الرعب والفزع والخوف في أنحائها, وتحركت القوى المسيحية الصليبية للقضاء على الوجود العثماني في البلقان، خاصة ملك المجر سيجسموند والبابا بونيفاس التاسع، فقد اتفق عزم الرجلين على تكوين حلف صليبي جديد؛ لمواجهة الصواعق العثمانية المرسلة، واجتهد سيجسموند في تضخيم حجم هذا الحلف وتدويله، باشتراك أكبر قدر ممكن من الجنسيات المختلفة.
وبالفعل جاء الحلف ضخمًا يضم مائة وعشرين ألف مقاتل من مختلف الجنسيات؛ مثل: ألمانيا، وفرنسا، وإنجلترا، وإسكتلندا، وسويسرا، وإيطاليا، ويقود الحلف سيجسموند ملك المجر. وتحرَّكت الحملة الصليبية الجرارة عام (800هـ/1396م) إلى المجر، ولكن بوادر الوهن والفشل قد ظهرت على الحملة مبكرًا؛ ذلك لأن سيجسموند قائد الحملة كان مغرورًا أحمقَ، لا يستمع لنصيحة أحد من باقي قواد الحملة، وقد بلغ به الغرور والاعتداد بجيشه وقوته أن قال: "لو انقضت السماء من عليائها لأمسكناها بحرابنا".
وحدث خلاف شديد على استراتيجية القتال؛ فسيجسموند يُؤْثِر الانتظار حتى تأتى القوات العثمانية، وباقي القواد يرون المبادرة بالهجوم. وبالفعل لم يستمعوا لرأي سيجسموند، وانحدروا مع نهر الدانوب حتى وصلوا إلى مدينة نيكوبوليس في شمال البلقان.
المعركة
بدأ الصليبيون في حصار مدينة نيكوبوليس، وتغلبوا في أول الأمر على القوات العثمانية، ولم يكد الصليبيون يدخلون المدينة حتى ظهر بايزيد ومعه مائة ألف مقاتل، كأنما الأرض قد انشقت عنهم، وكان هذا العدد يقل قليلاً عن التكتل الأوربي الصليبي، ولكنه يتفوق عليهم نظامًا وسلاحًا. وكان ظهور العثمانيين فجأة كفيلاً بإدخال الرعب والهول في قلوب الصليبيين, وبدأت المعركة التي تُعَدُّ من أشرس معارك التاريخ, وقاتل المسلمون يومها قتال مَنْ لا يخشى الموت, وأنزل الله على المسلمين الرحمة والسكينة، وأيدهم بجند من عنده, فقذف في قلوب الذين كفروا الرعب.
وانتهت المعركة بنصر مُبين للمسلمين، ذكرهم بأيام المسلمين الأولى بدر واليرموك, فانهزم معظم النصارى، ولاذوا بالفرار والهرب، وقُتل وأُسر عدد من قادتهم, فقد وقع كثير من أشراف فرنسا -منهم الكونت دي نيفر نفسه- في الأسر، فقبل السلطان بايزيد دفع الفدية، وأطلق سراح الأسرى والكونت دي نيفر، وكان قد ألزم بالقسم على أن لا يعود لمحاربته، وقال له: "إني أجيز لك أن لا تحفظ هذا اليمين، فأنت في حلٍّ من الرجوع لمحاربتي, إذ لا شيء أحب إليَّ من محاربة جميع مسيحيي أوربا والانتصار عليهم".
أما سيجسموند ملك المجر فقد ولّى هاربًا ومعه رئيس فرسان رودس، ولما بلغا في فرارهما شاطئ البحر الأسود، وجدا هناك الأسطول النصراني، فوثبا على إحدى السفن وفرت بهما مسرعة لا تلوي على شيء.
وعلى الرغم من القضاء على القوات الصليبية، إلا أن السلطان بايزيد انزعج لكثرة قتلى المسلمين في المعركة، التي قُدرت بثلاثين ألف قتيل!! وتذكر السلطان بايزيد ما فعله الصليبيون بالحاميات الإسلامية في بلغاريا والمجر, فأمر السلطان بايزيد بقتل الأسرى كلهم ثلاثة آلاف أسير، وفي رواية أخرى عشرة آلاف, ولم يُبْقِ إلا أكابر وعِلية القوم؛ للحصول على فدية ضخمة منهم.
نتائج النصر
تضاءلت مكانة المجر في عيون المجتمع الأوربي بعد معركة نيكوبوليس، وتبخَّر ما كان يُحيط بها من هيبة ورهبة، لقد كان ذلك النصر المظفر له أثر على بايزيد والمجتمع الإسلامي؛ فقام بايزيد ببعث رسائل إلى كبار حكام الشرق الإسلامي؛ يُبشرهم بالانتصار العظيم على النصارى، واصطحب الرسل معهم إلى بلاطات ملوك المسلمين مجموعة منتقاة من الأسرى المسيحيين؛ باعتبارهم هدايا من المنتصر، ودليلاً ماديًّا على انتصاره، واتخذ بايزيد لقب "سلطان الروم"؛ كدليل على وراثته لدولة السلاجقة، وسيطرته على كل شبه جزيرة الأناضول.
كما أرسل إلى الخليفة العباسي المقيم بالقاهرة، يطلب منه أن يقر هذا اللقب؛ حتى يتسنى له بذلك أن يُسبغ على السلطة التي مارسها هو وأجداده من قبل طابعًا شرعيًّا رسميًّا؛ فتزداد هيبته في العالم الإسلامي. وبالطبع وافق السلطان المملوكي برقوق حامي الخليفة العباسي على هذا الطلب؛ لأنه يرى بايزيد حليفه الوحيد ضد قوات تيمورلنك، التي كانت تهدد الدولة المملوكية والعثمانية.
بعد الانتصار العظيم الذي حققه العثمانيون في هذه المعركة ثَبَّتَ العثمانيون أقدامهم في البلقان؛ حيث انتشر الخوف والرعب بين الشعوب البلقانية، وخضعت البوسنة وبلغاريا للدولة العثمانية، واستمرَّ الجنود العثمانيون يتتبعون فلول النصارى في ارتدادهم، وعاقب السلطان بايزيد حكام شبه جزيرة المورة، الذين قَدَّموا مساعدة عسكرية للحلف الصليبي.
وعقابًا للإمبراطور البيزنطي على موقفه المعادي، طلب بايزيد منه أن يُسَلِّم القسطنطينية، وإزاء ذلك استنجد الإمبراطور مانويل بأوربا دون جدوى. والحق أن فتح القسطنطينية كان هدفًا رئيسًا في البرنامج الجهادي للسلطان بايزيد الأول؛ لذلك فقد تحرك على رأس جيوشه وضرب حصارًا محكمًا حول العاصمة البيزنطية القسطنطينية، وضغط عليها ضغطًا لا هوادةَ فيه، واستمر الحصار حتى أشرفت المدينة في نهايتها على السقوط، وبينما كانت أوربا تنتظر سقوط العاصمة العتيدة بين يومٍ وآخر؛ إذ ينصرف السلطان عن فتح القسطنطينية؛ لظهور خطر تيمورلنك على الدولة العثمانية.
[CENTER][B][SIZE=4][B][FONT=arial black][COLOR=#333333]۞۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞
۞ *•.¸.•* بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الْرَّحِيمِ •¸ .*• ۞
۞ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ۞ اللَّهُ الصَّمَدُ ۞ لَمْ * • ۞
۞ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ۞ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ * • ۞
۞ *•.¸.•**• *•.¸.•* *• ۞
۞۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞[/COLOR][/FONT][/B][/SIZE][/B]
[/CENTER]
[CENTER][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=red]حجاجي :
[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=blue][COLOR=red]أصل الكلمة:[/COLOR] هو القفيز اتخذه الحجاج ابن يوسف على صاع عمر بن الخطاب وهو مكيال إسلامي يستعمل في الوزن والكيل اثاء العصور الإسلامية.[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5]
[/SIZE][/FONT] [FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=red]الحجاجي يساوي صاعاً حسب رأي أهل العراق وصاع وثلاث اخماس الصاع حسب رأي أهل الحجاز.[/COLOR][/SIZE][/FONT]
[/CENTER]
تعليق
-
معركة طلاس .. نهاية النفوذ الصيني في آسيا الوسطى
كان للصين على مر التاريخ نفوذ كبير في منطقة آسيا الوسطى، والتي تضم اليوم جمهوريات (أوزباكستان, تركمانستان, طاجيكستان, قرغيستان, كازاخستان, أذربيجان). وكانت هذه المناطق مجالاً حيويًّا للصين منذ أقدم العصور, كما كانت لها أهميتها الجغرافية؛ حيث إنها تقع على طريق الحرير, وقد سكنت تلك المناطق قبائل تركية كانت شبه مستقلة، لكنها كانت تدين بالولاء لإمبراطور الصين، وكانت تدفع له الجزية.
ومنذ القرن السابع الميلادي ظهرت تطورات جديدة على الساحة العالمية, فقد ظهر الإسلام، وصاحب ذلك بداية الفتوحات الإسلامية التي لم تهتم بها الصين في أول الأمر لعدة أسباب؛ منها: بُعد الفتوحات الإسلامية عن الصين, ورغبة حكام الصين في التخلص من ملوك فارس (الساسانيين)، المنافس الأكبر لهم في آسيا الوسطي, بل إنهم -أي حكام الصين- تجاهلوا استغاثة ملك فارس بهم.
بداية الصراع بين المسلمين والصينيين
كانت البداية الحقيقية للصراع بين المسلمين والصينيين بعدما أكمل المسلمون فتح إيران، وما تلا ذلك من تطلع المسلمين إلى فتح آسيا الوسطى؛ لتأمين الفتوحات الإسلامية التي حققها المسلمون, ففتحت جيوش الدولة الأموية كلاًّ من (كابول وهرات وغزنة)، وكلها تقع الآن في أفغانستان. وكان لولاة المسلمين على إقليم خراسان أثرٌ بالغ الأهمية في التشجيع على الفتوحات, فقد كانت لمجهودات المهلب بن أبي صفرة (والي خراسان) أكبر الأثر في فتح ما يُعرف الآن بأفغانستان.
دور الحجاج بن يوسف في الفتوحات
وقد قام الحجاج بن يوسف الثقفي بدور كبير في التشجيع على الفتوحات الإسلامية لبلاد ما وراء النهر، عندما حشد الجيوش وقال قولته المشهورة: "أيكما سبق إلى الصين فهو عامل عليها". ووجد الحجاج في قتيبة بن مسلم الباهلي غايته، فقد كان قائدًا بارعًا, ولاّه الحجاج خراسان سنة (85هـ/704م)، وعهد إليه بمواصلة الفتح وحركة الجهاد، فأبلى بلاءً حسنًا، ونجح في فتح العديد من النواحي والممالك والمدن الحصينة، مثل: بلخ، وبيكند، وبخارى، وشومان، وكش، والطالقان، وخوارزم، وكاشان، وفرغانة، والشاش، وكاشغر الواقعة على حدود الصين المتاخمة لإقليم ما وراء النهر. وانتشر الإسلام في هذه المناطق، وأصبح كثير من مدنها مراكز مهمة للحضارة الإسلامية مثل بخارى وسمرقند.
لم تستطع الصين وقف موجات الفتوحات الإسلامية في آسيا الوسطى عسكريًّا، واكتفت بدعم زعماء القبائل، وتحريضهم على القتال ضد المسلمين دون أن تحقق نجاحًا يذكر.
وفي هذا الوقت لم يكن بمقدور الصين مواجهة المسلمين عسكريًّا؛ نظرًا للمشكلات والثورات التي عاشتها الصين في تلك الفترة, إضافة إلى سمعة الجيش المسلم الذي لا يُقهر، فقد هزم الفرس، وأسقط دولتهم، كما قلّم أظافر الدولة الرومانية، واستولى على أكثر أملاكها، حتى بلاد الغال البعيدة (فرنسا حاليًا) لم تستثنها غزوات المسلمين.
المعركة الفاصلة
وعلى الرغم من استيلاء المسلمين على معظم مناطق آسيا الوسطى, إلا أن الصين احتفظت ببعض المناطق المهمة الباقية، والتي تتمثل في قرغيزيا.
لكن الصين كانت تطمح دائمًا في استعادة نفوذها المفقود، فاستغلت الأزمة التي تعيشها الدولة الأموية، وانشغالها بمقاومة الثورات والمعارضين, وقامت (الصين) بإرسال حملة عسكرية بقيادة القائد (جاو زيانزي) استطاعت تلك الحملة استرجاع بعض المدن المهمة من المسلمين، مثل كش والطالقان وتوكماك -تقع الآن في جمهورية أوزباكستان- بل وصل الأمر إلى تهديد مدينة كابول إحدى كبريات مدن المسلمين في آسيا الوسطى، وذلك في سنة 748م/130هـ.
استقرار الدولة الإسلامية
أدى وصول العباسيين إلى سدة الخلافة إلى استقرار الدولة الإسلامية، وبالتالي التفكير في تأمين حدودها, فأرسل الخليفة أبو جعفر المنصور إلى أبي مسلم -واليه على خراسان- بالتحضير لحملة لاستعادة هيبة المسلمين في تركستان الشرقية (أي آسيا الوسطى)، فقام أبو مسلم بتجهيز جيش زحف به إلى مدينة "مرو"، وهناك وصلته قوات دعم من إقليم طخارستان (يقع هذا الإقليم في أفغانستان)، وسار أبو مسلم بهذا الجيش إلى سمرقند، وانضم بقواته مع قوات زياد بن صالح -الوالي السابق للكوفة- وتولى زياد قيادة الجيش.
أحداث معركة طلاس
حشد الصينيون 30 ألف مقاتل طبقًا للمصادر الصينية، و100 ألف مقاتل طبقًا للمصادر العربية, وكان "جاو زيانزي" على رأس الجيش الصيني, وفي يوليو 751م اشتبكت الجيوش الصينية مع الجيوش الإسلامية بالقرب من مدينة "طلاس" أو طرار، والتي تقع على نهر الطلاس بجمهورية قرغيزيا.
اشتبكت الجيوش الإسلامية مع الجيوش الصينية, وحاصر فرسان المسلمين الجيش الصيني بالكامل، وأطبقوا عليه الخناق؛ مما أدى إلى سقوط آلاف القتلى من الجانب الصيني, وهرب "جاو زيانزي" من المعركة، بعد أن خسر زهرة جنده. أما زياد بن صالح فقد أرسل الأسرى -وكانوا 20 ألفًا- إلى بغداد، وتم بيعهم في سوق الرقيق.
أهمية معركة طلاس
ترجع أهمية المعركة في أنها كانت أول وآخر صدام عسكري حدث بين المسلمين والصينيين, كما أنها أنهت نفوذ الصين في آسيا الوسطى بعد أن سقطت قرغيزيا في أيدي المسلمين؛ حيث تم صبغ تلك المنطقة (آسيا الوسطى) بصبغة إسلامية، بعد أن أسلم أكثر قبائلها، وغدت مناطق إشعاع إسلامي وحضاري، وأنجبت علماء مسلمين عظام كالإمام البخاري والترمذي وأبي حنيفة وغيرهما, وأنها أدت إلى وصول الورق الصيني إلى دول الشرق الإسلامي بعد أن أسر المسلمون عددًا كبيرًا من صُنَّاع الورق الصينيين, وتم نقلهم إلى بغداد.
وبنهاية هذه المعركة انتشر الإسلام سريعًا في بلاد آسيا الوسطى، واختفى النفوذ الصيني بما يحمله من أفكار ضد الإسلام نهائيًّا, كما أدت هذه المعركة إلى تثبيت أركان الدول الإسلامية خارج أراضي آسيا الوسطى؛ لما عرفه الناس عن الجيش الإسلامي من أنه "قوة لا تقهر"، مما جعل القبائل تخشى من التعرض للمسلمين على أرضها.
ومن ثَمَّ كانت معركة طلاس بمنزلة فتحٍ عظيم ليس للإسلام في آسيا الوسطى فقط، بل في بقية البلاد المحيطة بها.
[CENTER][B][SIZE=4][B][FONT=arial black][COLOR=#333333]۞۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞
۞ *•.¸.•* بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الْرَّحِيمِ •¸ .*• ۞
۞ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ۞ اللَّهُ الصَّمَدُ ۞ لَمْ * • ۞
۞ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ۞ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ * • ۞
۞ *•.¸.•**• *•.¸.•* *• ۞
۞۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞[/COLOR][/FONT][/B][/SIZE][/B]
[/CENTER]
[CENTER][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=red]حجاجي :
[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=blue][COLOR=red]أصل الكلمة:[/COLOR] هو القفيز اتخذه الحجاج ابن يوسف على صاع عمر بن الخطاب وهو مكيال إسلامي يستعمل في الوزن والكيل اثاء العصور الإسلامية.[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5]
[/SIZE][/FONT] [FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=red]الحجاجي يساوي صاعاً حسب رأي أهل العراق وصاع وثلاث اخماس الصاع حسب رأي أهل الحجاز.[/COLOR][/SIZE][/FONT]
[/CENTER]
تعليق
-
معركة موهاكس
معركة موهاكس وقعت سنة (932هـ/1526م) بين الخلافة العثمانية بقيادة سليمان القانوني, وبين مملكة المجر بقيادة فيلاد يسلاف الثاني جاجليو, وانتصر فيها المسلمون انتصارًا ساحقًا؛ مما أدَّى إلى ضم المجر إلى الدولة العثمانية.
أسباب معركة موهاكس
كان ملك المجر فيلاد يسلاف الثاني جاجليو قد عزم على نقض أي تعهدات كانت قد أُعطيت من قِبل أسلافه لسلاطين الدولة العثمانية، وذهب إلى حدِّ قتل مبعوث السلطان سليمان إليه، وكان المبعوث يُطالب بالجزية السنوية المفروضة على المجر, ولهذا ردَّ سليمان بغزوة كبيرة ضد المجر.
التحرك لمعركة موهاكس
سار السلطان سليمان من إستانبول في (11 رجب 932هـ/23 إبريل 1526م) على رأس جيشه، الذي كان مُؤَلَّفًا من نحو مائة ألف جندي، وثلاثمائة مدفع وثمانمائة سفينة، حتى بلغ بلجراد، ثم تمكَّن من عبور نهر الطونة بسهولة ويسر؛ بفضل الجسور الكبيرة التي تمَّ تشييدها.
وبعد أن افتتح الجيش العثماني عدة قلاع حربية على نهر الطونة وصل إلى "وادي موهاكس" بعد 128 يومًا من خروج الحملة، قاطعًا ألف كيلومتر من السير، وهذا الوادي يقع الآن جنوبي بلاد المجر على مسافة 185 كم شمال غربي بلجراد، و170 كم جنوبي بودابست، وكان في انتظاره الجيش المجري البالغ نحو مائتي ألف جندي، من بينهم 38 ألفًا من الوحدات المساعدة التي جاءت من ألمانيا، ويقود هذه الجموع الجرارة الملك "فيلاد يسلاف الثاني جاجليو".
اللقاء المرتقب
وفي صباح يوم اللقاء (21 ذي القعدة 932هـ/29 أغسطس 1526م) دخل السلطان سليمان بين صفوف الجند بعد صلاة الفجر، وخطب فيهم خطبة حماسيَّة بليغة، وحثَّهم على الصبر والثبات، ثم دخل بين صفوف فيلق الصاعقة، وألقى فيهم كلمة حماسية استنهضت الهمم، وشحذت العزائم، وكان مما قاله لهم: "إن روح رسول الله تنظر إليكم". فلم يتمالك الجند دموعهم التي انهمرت تأثُّرًا مما قاله السلطان.
وفي وقت العصر هجم المجريون على الجيش العثماني، الذي اصطف على ثلاثة صفوف، وكان السلطان ومعه مدافعه الجبارة وجنوده من الإنكشاريين في الصف الثالث، فلما هجم فرسان المجر وكانوا مشهورين بالبسالة والإقدام، أمر السلطان صفوفه الأولى بالتقهقر حتى يندفع المجريون إلى الداخل، حتى إذا وصلوا قريبًا من المدافع، أمر السلطان بإطلاق نيرانها عليهم..
فحصدتهم حصدًا، واستمرَّت الحرب ساعة ونصف الساعة، في نهايتها أصبح الجيش المجري في ذمة التاريخ، بعد أن غرق معظم جنوده في مستنقعات وادي موهاكس، ومعهم الملك فيلاد يسلاف الثاني جاجليو وسبعة من الأساقفة، وجميع القادة الكبار، ووقع في الأسر خمسة وعشرون ألفًا، في حين كانت خسائر العثمانيين مائة وخمسين شهيدًا، وبضعة آلاف من الجرحى.
نتائج معركة موهاكس
كانت معركة موهاكس من المعارك النادرة في التاريخ، حيث هُزم أحد أطرافها على هذا النحو من مصادمَة واحدة، وفي وقت قليلٍ لا يتجاوز ساعتين، وترتب عليها ضياع استقلال المجر بعد ضياع جيشها على هذه الصورة في هزيمة مروعة. وبعد اللقاء بيومين في (23 ذي القعدة 932هـ/31 أغسطس 1526م) قام الجيش العثماني بعمل استعراض أمام السلطان سليمان، وقام بأداء التحية له وتهنئته، وقام القادة بدءًا من الصدر الأعظم بتقبيل يد السلطان.
ثم تحرك الجيش نحو الشمال بمحاذاة ساحل الطونة الغربي، حتى بلغ بودابست عاصمة المجر، فدخلها في (3 ذي الحجة 932هـ/10 سبتمبر 1526م)، وشاءت الأقدار أن يستقبل في هذه المدينة تهاني عيد الأضحى في سراي الملك، وكان قد احتفل بعيد الفطر في بلجراد في أثناء حملته الظافرة.
مكث السلطان في المدينة ثلاثة عشر يومًا يُنَظِّم شئونها، وعَيَّن "جان زابولي" أمير ترانسلفانيا ملكًا على المجر، التي أصبحت تابعة للدولة العثمانية، وعاد السلطان إلى عاصمة بلاده، بعد أن دخلت المجر في سلطان الدولة العثمانية.
[CENTER][B][SIZE=4][B][FONT=arial black][COLOR=#333333]۞۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞
۞ *•.¸.•* بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الْرَّحِيمِ •¸ .*• ۞
۞ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ۞ اللَّهُ الصَّمَدُ ۞ لَمْ * • ۞
۞ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ۞ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ * • ۞
۞ *•.¸.•**• *•.¸.•* *• ۞
۞۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞[/COLOR][/FONT][/B][/SIZE][/B]
[/CENTER]
[CENTER][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=red]حجاجي :
[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=blue][COLOR=red]أصل الكلمة:[/COLOR] هو القفيز اتخذه الحجاج ابن يوسف على صاع عمر بن الخطاب وهو مكيال إسلامي يستعمل في الوزن والكيل اثاء العصور الإسلامية.[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5]
[/SIZE][/FONT] [FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=red]الحجاجي يساوي صاعاً حسب رأي أهل العراق وصاع وثلاث اخماس الصاع حسب رأي أهل الحجاز.[/COLOR][/SIZE][/FONT]
[/CENTER]
تعليق
-
معركة الخرطوم
أصبحت السودان تابعة لولاية مصر ومحمد علي باشا كما نص على ذلك الفرمان العثماني 1257هـ/ 1841م، وعندما تولى الخديوي إسماعيل الحكم كانت الحركة الاستعمارية في عنفوانها، فخاف أن يقع السودان فريسة احتلال أوربي، فوضع خطة واسعة المدى لاستكشاف منابع النيل وحماية الوطن السوداني، ولكنه ارتكب خطأ فادحًا؛ إذ عيَّن رجلاً إنجليزيًّا هو السير "صمويل بيكر" حاكمًا عامًّا على السودان..
ذلك لأن صمويل بيكر هذا كان شخصية استعمارية صليبية شديدة الحقد على المسلمين، اتبع سياسة خبيثة ترمي لهدفين: الأول هو اقتطاع منطقة منابع النيل وجعلها مستعمرة إنجليزية. والثاني الإساءة إلى أهل السودان وتأليبهم على المصريين؛ وذلك للحد من انتشار الإسلام في جنوب السودان بعدما أصبح الشمال كله مسلمًا خالصًا. بعد انتهاء ولاية صمويل بيكر خلفه رجل لا يقل حقدًا وصليبية هو "تشارل جورج جوردون".
سار جوردون على نفس السياسة؛ مما أدى لظهور الحركة المهدية بقيادة محمد بن عبد الله المهدي وذلك سنة 1293هـ/ 1876م، وبدأت الثورة المهدية تكسب أنصارًا يومًا بعد يوم حتى قويت شوكتها، وبدأت في العمل والكفاح المسلح. وفي هذه الفترة احتلت إنجلترا مصر سنة 1299هـ/ 1882م، فازدادت الحركة المهدية قوة خاصة بعدما طلب الإنجليز من الجيش المصري الخروج من السودان سنة 1301هـ/ 1884م، وحقق المهديون عدة انتصارات باهرة حتى دانت لهم معظم الولايات السودانية.
طلب اللورد كرومر المندوب السامي البريطاني بمصر من "جوردون" الإشراف على إخلاء السودان من القوات المصرية تمهيدًا لاحتلالها، ولكن "جوردون" رفض ذلك الطلب، وأعلن أن القوات الإنجليزية والمصرية المشتركة بالخرطوم سوف تتحرك للقضاء على الثورة المهدية، وكان ذلك منه غطرسة وتكبرًا دفع ثمنهما عمره ورأسه.
تحركت قوات المهدي باتجاه الخرطوم أواخر سنة 1301هـ/ 1884م، وأرسل المهدي مندوبًا من عنده يطلب من جوردون تسليم الخرطوم، فرفض جوردون وأبى واستكبر بشدة، فضرب المهديون حصارًا شديدًا على المدينة، وعندها تحركت الحكومة الإنجليزية برياسة "جلادستون" وأرسلت قوات لنجدة المحاصرين، وذلك في أوائل سنة 1302هـ/ 1885م..
وعندها قرر المهديون اقتحام المدينة، فاقتحموها في 12 ربيع الآخر سنة 1302هـ/ 1885م، وكان رأس جوردون هي أول رأس تُقطع في هذه المعركة، التي أصبحت بعدها السودان كلها خاضعة للحركة المهدية، وكان لسقوط الخرطوم ومقتل جوردون رجَّة عظمى في إنجلترا، ولكن ثمار الحركة لم تكتمل؛ إذ مات زعيمها بعد ذلك بقليل.
[CENTER][B][SIZE=4][B][FONT=arial black][COLOR=#333333]۞۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞
۞ *•.¸.•* بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الْرَّحِيمِ •¸ .*• ۞
۞ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ۞ اللَّهُ الصَّمَدُ ۞ لَمْ * • ۞
۞ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ۞ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ * • ۞
۞ *•.¸.•**• *•.¸.•* *• ۞
۞۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞[/COLOR][/FONT][/B][/SIZE][/B]
[/CENTER]
[CENTER][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=red]حجاجي :
[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=blue][COLOR=red]أصل الكلمة:[/COLOR] هو القفيز اتخذه الحجاج ابن يوسف على صاع عمر بن الخطاب وهو مكيال إسلامي يستعمل في الوزن والكيل اثاء العصور الإسلامية.[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5]
[/SIZE][/FONT] [FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=red]الحجاجي يساوي صاعاً حسب رأي أهل العراق وصاع وثلاث اخماس الصاع حسب رأي أهل الحجاز.[/COLOR][/SIZE][/FONT]
[/CENTER]
تعليق
-
معركة الريدانية.. سقوط دولة المماليك
إن حياة الدول إنما هي تمامًا مثل حياة الإنسان تمر بنفس أطواره من ولادة ثم ترعرع ثم قوة ثم ضعف ثم شيخوخة ثم موت؛ لأن الله كتب على نفسه البقاء وعلى غيره الفناء، وبقاء الدول وطول مدتها إنما يتوقف على تعاطي أسباب القوة والبقاء والصمود واجتناب أسباب الزوال والهلاك، لذلك ترى دولاً تعمر طويلاً، ودولاً هلاكها سريع، ويبقى المسلم بين هذه وذاك متدبرًا معتبرًا.
دولة المماليك :
كان المماليك دائمًا أهل طعان ونزال كانوا أشقاء للسيف والرمح قهروا التتار والصليبيين أبطال عين جالوت ووقعة حمص وشقحب وفتحوا قبرص، ولكن لما نسوا تلك الرسالة السامية التي عاشوا من أجلها في الذود عن حياض الأمة المسلمة، وانقلبوا إلى متسلطين على شعوبهم فقدوا دورهم في التاريخ وحانت نهايتهم المحتومة وموت دولتهم السريع، تنقسم دولة المماليك إلى مرحلتين وهما:
دولة المماليك البحرية أو المعزية، واستمرت من سنة 648هـ، حتى سنة 784هـ، تعاقب فهيا 24 سلطان أشهرهم سيف الدين قطز قاهر التتار والظاهر بيبرس قاهر الصليبيين، والناصر محمد بن قلاوون.
دولة المماليك الشراكسة أو البرجية، واستمرت من سنة 784هـ حتى سنة 922هـ، تعاقب فيها 23 سلطانًا أشهرهم الظاهر برقوق والأشرف برسباي فاتح قبرص والأشرف قايتباي، وقنصوه الغوري، وآخرهم طومان باي الذي قاد المماليك في معركة الريدانية.
وقد قام المماليك بجهود مشكورة في خدمة الأمة الإسلامية وذلك كما يلي:
1- صد هجمات التتار وردهم إلى بلادهم بعد أن كادوا أن يستولوا على كل بلاد المعمورة.
2- تطهير سواحل الشام والثغور الإسلامية من بقايا وفلول الصليبيين في عكا وطرابلس وبيروت حتى لم يبق بها أثر ولا ذكر لعباد الصليب، مما أثار الحمية للإسلام عند عموم المسلمين في أيامهم.
3- قدموا نهضة حضارية كبيرة، ونشطوا عمرانيًّا فبنوا المدن والقلاع والمساجد والقصور والمعاهد والمدارس، واهتموا بالعلم اهتمامًا كبيرًا، وكان لبعضهم مشاركات علمية مثل الغوري, وانبرى أهل العلم في مدنهم للتدوين والتأليف حتى عدت فترتهم أخصب وأنتج الفترات الإسلامية ونبغ في أيامهم الكثير من العلماء الأفذاذ مثل: النووي وابن تيمية والعز بن عبد السلام وابن القيم وابن حجر والحافظ المزي والذهبي وابن كثير والمقريزي والسخاوي والقلقشندي وابن جماعة وغيرهم كثير.
4- أحيوا الخلافة العباسية مرة أخرى بعد أن زالت ببغداد ونقلوها إلى القاهرة.
العلاقة بين الدولة العثمانية ودولة المماليك :
في الوقت التي كانت فيه الدولة المملوكية تدخل طور الشيخوخة وللهرم كانت هناك على الطرف الآخر شمال شرق بلادهم دولة أخرى تدخل في طور القوة والشباب، وهذا أدى قطعًا لنوع من الخلافات لكون الدولتين متجاورتين وتعتبر جبال طوروس هي الحد الفاصل بينهما، وقد وقعت عدة حوادث وقامت عدة أسباب أدت في النهاية لتوتر العلاقة بين الدولتين ثم الامتثال بينهما وهي:
1- موقف المماليك العدائي من العثمانيين حيث كان يقوم سلاطين المماليك بإيواء المتردين والمعارضين للحكم العثماني، كما أدى الأشرف قايتباي الأمير (جم) المعارض لأخيه السلطان بايزيد الثاني، وكما أدى قنصوه الغوري الأمير (أحمد) أخو سليم الأول.
2- الموقف السلبي للدولة المملوكية في وقوفها المعنوي مع الشاه إسماعيل الصفوي بل تمادوا أكثر من ذلك، وراسل المماليك الصفويين للتعاون ضد العثمانيين, هذا رغم أن المماليك والعثمانيين أهل سنة والصفويين شيعة متعصبون يكرهون الاثنين.
3- الخلاف الحدودي بين الدولتين في منطقة طرسوس الواقعة بين الطرف الجنوبي الشرقي لآسيا الصغرى وبين شمالي الشام، والنزاع الدائم بين قبائل تلك المنطقة.
4- تفشي ظلم الدولة المملوكية ورغبة أهل الشام وعلماء مصر في التخلص من هذا الظلم والانضواء تحت لواء الدولة العثمانية، وقد كتب قضاة المذاهب الأربعة والأشراف عريضة نيابة عن الجميع يخاطبون فيها سليم الأول بالقدوم إلى بلادهم لأخذها ورفع ظلم المماليك الذي يخالفون الشرع الشريف, وقد جاءت رسائل من سوريا ومصر بهذا المعنى لسليم الأول، فاستشار علماء وفقهاء دولته فأشاروا عليه بضم الشام ومصر لأملاكه لرفع المظالم وتطبيق الشرائع.
5- ضعف المماليك عن رد عارية البرتغاليين الصليبيين الذين نزلوا الخليج العربي استولوا على عدن وفي نيتهم الزحف إلى الأراضي المقدسة والاستيلاء على المدينة، ونبش القبر الشريف للمقايضة بالجسد الطاهر على بيت المقدس، ونجاحهم في الاستيلاء على العديد من مدن جنوب الجيرة مما أوجب سرعة التحرك قبل سقوط الأماكن المقدسة.
موقعة مرج دابق :
كان السلطان سليم الأول، ذا عقلية عسكرة فذة، وهمة ونشاط في التحركات الحربية، وفي أثناء انشغاله في القتال مع الدولة الصفوية الشيعية التقطت مخابراته الحربية رسائل متبادلة بين الشاه إسماعيل الصفوي وقنصوه الغوري، مما أكد الشكوك القديمة من تحالف الطرفين على العثمانيين فقرر سليم الأول التوجه للمماليك فور الانتهاء من الصفويين..
وبالفعل زحف السلطان سليم بجموع غفيرة إلى الشام، وارع قنصوه الغوري للقاءه خارج مصر، وفي يوم 25 رجب سنة 922هـ التقى الجيشان عند مرج دابق على مشارف حلب، وانتصر العثمانيون رغم المقاومة الباسلة التي أبداها الغوري وكان في الثمانين من العمر، وقتل الغوري، ودخل حلب ثم دمشق وسانده الأعيان وأمراء الشام مثل جان برولي الغزالي وفخر الدين المعني، وكلاهما سيكون له خيانة بعد ذلك للعثمانيين يقتل بها، وأكرم العثمانيون الغوري بعد مقتله وكفنوه وصلوا عليه ثم دفنوه في مكان لائق ثم واصل سليم زحفه إلى مصر.
معركة الريدانية :
قبل أن يتحرك سليم الأول من الشام أرسل إلى زعيم المماليك بمصر وهو طومان باي برسالة يدعو فيها للطاعة للدولة العثمانية، ولكنه سخر من هذه الرسالة، تمادى أكثر من ذلك بأن قتل الرسول وهذا يعد إعلانًا بالحرب كما هو معروف.
أسرع سليم بجيوشه ومن دخل في طاعته من أهل الشام إلى مصر، واستعد طومان باي للقتال وفي يوم 29 ذي الحجة سنة 922هـ، التقى الجيشان في منطقة الريدانية، (وهي حي العباسية الآن في القاهرة)، وحاول المماليك صد الهجوم، وكانوا من قبل أرباب السيف والرمح واستبسلوا في القتال خاصة كبيرهم طومان باي الذي قاد مجموعة فدائية بنفسه واقتحم معسكر سليم الأول وقبض على وزيره سنان باشا وقتله بيده ظانًّا منه أنه سليم الأول..
ولكن الخطة العسكرية الذكية التي وضعها العثمانيون وأبطلت مفعول المدفعية المملوكية إضافة للتفوق العسكري المادي والخططي لصالح العثمانيين والروح المعنوية العالية لدى العثمانيين كل ذلك حسم المعركة لصالح العثمانيين.
وبذلك زالت دولة المماليك العظيمة لما حق عليها القول ووجبت جنوبها وركبت أسباب الهلاك وتعاطف مقومات الزوال، فأذن الله في ذهابها، وأخذتها سنة الاستبداد وسبحان من يبقى وغيره يفنى.
[CENTER][B][SIZE=4][B][FONT=arial black][COLOR=#333333]۞۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞
۞ *•.¸.•* بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الْرَّحِيمِ •¸ .*• ۞
۞ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ۞ اللَّهُ الصَّمَدُ ۞ لَمْ * • ۞
۞ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ۞ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ * • ۞
۞ *•.¸.•**• *•.¸.•* *• ۞
۞۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞[/COLOR][/FONT][/B][/SIZE][/B]
[/CENTER]
[CENTER][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=red]حجاجي :
[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=blue][COLOR=red]أصل الكلمة:[/COLOR] هو القفيز اتخذه الحجاج ابن يوسف على صاع عمر بن الخطاب وهو مكيال إسلامي يستعمل في الوزن والكيل اثاء العصور الإسلامية.[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5]
[/SIZE][/FONT] [FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=red]الحجاجي يساوي صاعاً حسب رأي أهل العراق وصاع وثلاث اخماس الصاع حسب رأي أهل الحجاز.[/COLOR][/SIZE][/FONT]
[/CENTER]
تعليق
-
معركة وادي المخازن وأبعادها الدولية
معركة الملوك الثلاثة والانتصار الباهر على العدوان الصليبي:
تظل معركة وادي المخازن التي وقعت في القرن 10هـ/16م، حدثًا تاريخيًّا غنيًّا بدلالاته، فهو الحقُّ الأبلج الذي انتصر على العدوان والباطل اللجلج، وهو الإسلام الذي ينتزع انتصارًا باهرًا في تلك السلسلة الطويلة من الحروب الصليبيَّة التي استهدفت بلاد المسلمين منذ أزمان.
تسمية المعركة:
تعدَّدت أسماء المعركة في الإسطوغرافية المغربيَّة، مثل: معركة الملوك الثلاثة، ومعركة القصر الكبير، ومعركة وادي المخازن، وهو الاسم الذي دَرَجَ على استعماله المؤرخون المغاربة في كتبهم، وربَّما خطر لبعض المؤرخين المعاصرين أنْ يسموها اليومَ بدافع تصحيح جاء متأخرًا عن موعده: "معركة الملوك الأربعة"؛ لأنَّها إضافةً إلى الملوك الثلاثة الذين ذهبوا ضحايا لها، كانت منطلقًا لبروز ملك رابع سطع نجمه عاليًا في المغرب، ألا وهو أحمد المنصور الذهبي
الدولة السعدية: الدولة التي حكمت المغرب في هذه المرحلة:
يرجع أصل السعديِّين الذين كانوا يحكمون بلاد المغرب إلى الأشراف السعديين من الحجاز، ينتسبون إلى ولد محمد النَّفس الزَّكية، وسبب قدومهم من الحجاز إلى المغرب أنَّ أهل "درعة" كانت لا تصلح ثمارهم، وتعتريها الأمراض كثيرًا، فقيل لهم: لو أتيتم بشريف إلى بلادكم، كما أتى أهل "سجلماسة"، لصَلَحَت ثماركم كما صَلَحت ثمارهم، وكان أهل "سجلماسة" جاءوا من أرض ينبع بشريف من آل البيت، فأتى أهل "درعة" بالمولى زيدان بن أحمد؛ لذلك يقال: دولة الأشراف السَّعديين من آل زيدان.
وأمَّا تسميتهم بالسعديين، هذه النسبة التي لم تكُن لهم في القديم، ولم تظهر في سجلاتِهم ورسائلهم، بل لم يجترئ أحدٌ على مواجهتهم بهذه التسمية؛ لأنَّه إنَّما يصفهم بها مَن يقدح في نسبهم، ويطعن في شَرَفِهم، ويزعم أنَّهم من بني سعد بن بكر بن هوازن، الذين منهم حليمة السَّعدية مرضعة رسول الله وكثير من العامَّة يعتقدون أنَّهم إنَّما سموا بذلك؛ لأنَّ الناس سعدوا بهم.
قامت دولة السعديين بعد دولة بني وطَّاس، فوقعت على كاهلهم مهمة جهاد البرتغاليِّين الذين سيطروا على شواطئ المغرب الأقصى.
بعد أن توفي الغالب بالله، بويع ابنه محمد الذي لقَّب نفسه "المتوكل على الله"، وكان فظًّا غليظًا مستبدًّا ظالمًا، قَتل اثنين من إخوته عند وصوله إلى الحكم، وأمر بسَجن آخر، فكرهته الرَّعية، خصوصًا والمُلك يئول إلى أكبر أمراء الأسرة سنًّا؛ لذلك رأى عمه عبد الملك أنه أولى بالملك من ابن أخيه، فأضمر المتوكِّل الفتك بعمَّيه عبد الملك وأحمد، ففرَّا منه مستنجدين بالعثمانيين.
وُصف المتوكل بأنه كان فقيهًا أديبًا مشاركًا مجيدًا قويَّ العارضة في النَّظم والنثر، وكان مع ذلك متكبرًا تيَّاهًا غير مبالٍ بأحد، ولا متوقفًا في الدِّماء، عسوفًا على الرَّعية، ومن شعره قوله:
فَقُمْ بِنَا نَصْطَبِحْ صَهْباءَ صَافِيَةً *** فِي وَجْهِهَا عَسْجَدٌ فِي وَجْهِهِ نُقَطُ
وَانْهَضْ إِلَيْهَا عَلَى رَغْمِ العِدَا قَلِقًا *** فَإِنَّ تَأْخِيرَ أَوْقَاتِ الصِّبَا غَلَـطُ
وأما عمه عبد الملك فقد كانت سجاياه حميدة، وسيرته عطرة، جمع بين العلم والشَّجاعة، وهو سياسي محنَّك، أتقن عدة لغات أوربيَّة وشرقية، أمُّه "سحابة الرَّحمانيَّة"، سارت به مع أخيه أحمد إلى الجزائر، فهيَّأ الوالي العثماني لهم سُبُل السفر إلى الأستانة؛ حيث التجأ إلى السلطان سليم بن سليمان طالبًا نجدته ومعونته، فتثاقل عنه السلطان سليم، إلى أن بعث بأسطول بحري لفتح تونس، وتخليصها من يد الحفصيِّين الذين استنجدوا بالإسبان، واستطاعت هذه العمارة البحرية تحقيقَ هدفها، وفرَّ الحسن بن محمد الحفصي إلى قشتالة، بعد أن فتح "خير الدين بربروس" تونس..
فشهد عبد الملك الفتح، وعاد بالبشرى إلى السلطان العثماني فأنجده، وكتب أمرًا للدَّولاتي صاحب الجزائر؛ ليبعث معه خمسة آلاف من عسكر التُّرك، يدخلون معه أرض المغرب الأقصى؛ ليعيدوا إليه حقَّه في الحكم، وعندما دخل عبد الملك المغرب مع الأتراك، كاتب حاشية المتوكل وبطانته، ورءوس أجناده، يَعِد طائعهم، ويتوعَّد عاصيهم، وكتب الله النصر لعبد الملك في معركة قرب مدينة فاس، وفرَّ المتوكل من المعركة، وكان ذلك سبب خراب ملكه، وإقامة ملك عمه، ودخل عبد الملك مدينة فاس يوم الأحد 7 ذي الحجة سنة 983هـ، ثم ضمَّ مرَّاكش، ففرَّ المتوكل إلى جبال السُّوس..
وجعل يتنقَّل بين قبائلها وأحيائها، إلى أن اجتمعت عليه طائفة من الصَّعاليك، وشكَّل ما يشبه الجيش استهوتهم منه الأضاليل والوعود وقادهم إلى مرَّاكش فدخلها، إلاَّ أن أحمد أخا عبد الملك جاء من مدينة فاس ففرَّ المتوكل إلى السُّوس ثانية، ومنها إلى سبتة ثم دخل طنجة مستصرخًا بملك البرتغال، فكان ذلك سببًا من أسباب معركة وادي المخازن
المعركة بين الفريقين :
المعركة بالنسبة للمغاربة معركة الفرقان :
شبَّه أغلبُ الإخباريين والمؤرخين المغاربة معركةَ وادي المخازن بغزوة بدر، التي كانت انتصارًا للإسلام وللملة المحمدية، واستبشر الفقهاء بهذا الانتصار ورأوا في موت ثلاثة ملوك رمزًا وإشارة إلى انهزام التَّثليث، وذكر المغاربة ذلك في نثرهم وشِعْرهم، وأشار ابن القاضي في كتابه "درة الحجال في أسماء الرجال"، إلى المسألة في شكل تعجُّب حين قال: "فانظر لحكمة الله القهار! أهلك ثلاثة ملوك في يوم واحد، وأقام واحدًا"، وفي قصيدة شعرية لأبي عبد الله محمد بن علي القشتالي نقرأ:
وَجَرَّدْتَ فِي ذَاتِ الإِلَهِ صَوَارِمًا *** تَصُولُ بِهَا وَالْعَاجِزُونَ نِيَامُ
ضَرَبْتَ بِهَا التَّثْلِيثَ لِلْحَتْفِ ضَرْبَةً *** فَلَمْ يَبْقَ بَعْدُ للصَّلِيبِ قِيَامُ
وَأَمْطَرْتَ وَيْلاً بِالْمَخَازِنِ قَطْرُهُ *** بِمَوْتِ الأَعَادِي بُنْدُقٌ وَسِهَامُ
المعركة بالنسبة للبرتغاليين عقاب من الله :
تناولت المصادر والوثائق البرتغالية المعركة من زاوية دينية تشاؤمية، على عكس المصادر المغربية والإسلامية؛ فرأى البرتغاليون في انهزامهم فيها عقابًا من الله، وحمَّلوا المسئولية للنُّبلاء ولرجال الدين (الإكليروس) الذين لم يعرفوا كيف يَحدُّون من اندفاعِ "دون سيباستيان" الناتج عن صغر سنِّه وقلة تجربته، وبالرغم من ذلك قدَّس البرتغاليون هذا الأمير، ونزَّهوه وجعلوا منه مثيرًا للمهدي المنتظر، وخلد الشاعر "فرناندو بْسُوَا" اسم "دون سيباستيان" بقصيدة في هذا المعنى سماها باسمه:
لتكن مآسي الرمال والموت والشقاء
فإني لن أعبأ بها ما دمت مصونًا في الرعاية الربانية
فمعنى ذلك أني عائد لا محالة
فالملِك حَسَبَ هذا المعتقد الخرافي لم يَمُت في معركة وادي المخازن، ولكنَّه ما زال أسيرًا عند المغاربة في جزيرة بعيدة، ومن هذه الجزيرة سيعود؛ ليحرر شعبه
قادة المعركة :
يشهد التاريخ بالعظمة والحكمة والشجاعة لعبد الملك المعتصم بالله ولأخيه أحمد المنصور، كما يشهد أيضًا لعدد من القادة كان لهم دور بارز في تحقيق هذا النصر المظفر، وتنجلي المعركة عن نصر خالد في تاريخ الإسلام، وعن موت ثلاثة ملوك.
لكنْ هناك اختلاف كبير في نهايتهم :
الملك الأول: صليبي مجندل، هو "دون سبستيان" ملك أعظم إمبراطورية على الأرض في هذه المرحلة بلا منازع آنذاك.
الملك الثاني: خائن غريق مسلوخ، هو محمد المتوكل، الذي منح للملك البرتغالي أحسنَ فرصة للتدخل في شئون المغرب؛ إذ تعهد بالتنازُل له عن الشواطئ المغربية، لقاء مساندته.
الملك الثالث: شهيد -بإذن الله- بطل فاضت رُوحه، هو عبد الملك المعتصم بالله، ازداد سنة 1541م، فقد حاول المعتصم بالله أن يخرج المغرب من المتواتر المألوف؛ ليدخله إلى المؤسساتي، وتؤكد بعض المصادر أنَّ عبد الملك كان يسهر بنفسه على صَهْر الحديد الذي يستعمل في صناعة الأسلحة.
أمَّا الملك أحمد المنصور، فقد بويع بعد انتصار وادي المخازن، بعد الفراغ من القتال بميدان المعركة؛ إذ كلف الكاتب محمد بن عيسى بكتابة نص بيعته، ثم جمع كبار قادة الجيش ورجال الدولة والشرفاء، وأخبرهم بموت أخيه المعتصم، وتوليته هو شئون الحكم.
السياق الكرونولوجي الذي مهد للمعركة :
كل حدث تاريخي يتحتم وضعه في سياقه التاريخي يظلُّ غامضًا ومستعصيًا على الفهم الصحيح، الشيء الذي يلزمنا بالنسبة لهذا الحدث الذي نعالجه الآن أنْ نبحث عن الأسباب التي جعلت المغرب والعُدوان البرتغالي الصليبي يقفان وجهًا لوجه:
إنَّها في الواقع نهاية مسلسل بدأ مع تدهور الدولة المرينية في القرن الرابع عشر، وتفاقمت بضياع سبتة التي احتلتها البرتغال سنة 1415م، وبالحصار الذي ضربته الدول الإيبيرية (البرتغال وإسبانيا).
يضاف إلى ذلك ما عاشته الدولة المغربية من انحطاط ومشاكل داخليَّة مستعصية في تلك الفترة، فما أبعدنا عن عهد الدولة الموحدية التي كانت هيبتها سارية في غَرب البحر الأبيض المتوسط بكامله، وكذلك في ثُغُور لدى النصارى الإسبان.
كما شهد القرن العاشر للهجرة/ السادس عشر الميلادي صراعًا قويًّا بين ثلاث إمبراطوريات هي: الأتراك العثمانيون، والإسبان، ثم البرتغال؛ من أجل السيطرة والتحكُّم في حوض البحر الأبيض المتوسط.
وتَمرْكَز الصراع منذ منتصف ذلك القرن في الشمال الإفريقي، وفي بلاد المغرب الأقصى بوجه خاص، فقد سعى الأتراك إلى ضمِّ المغرب في مُحاولة منهم لتأمين حدود الخلافة العثمانيَّة، ثم توظيف الموقع المغربي في مهاجمة غربي أوربا.
كما اتَّجهت أطماع الإسبان والبرتغال نحو المغرب منذ الانتصارات الأولى، التي أحرزوها في الأندلس في إطار ما يسمونها "حروب الاسترداد"، وازداد اهتمامهم بالمغرب على إثر حركة الاكتشافات الجغرافيَّة وتوسُّعهم في ميدان الملاحة البحرية، وكانت بلاد المغرب مُغرية بثرواتها لهم، بثروتها الزراعية، ومعادنها وطرقها التِّجارية نحو إفريقيا السوداء، وموقعها الإستراتيجي المطل على حوض البحر المتوسط من جهة المحيط الأطلسي من جهة أخرى.
من هنا ظهرت المبادرة البرتغالية للاستعداد للهجوم على المغرب، ومُحاولة القضاء على القُوَّة السعدية الناشئة.
أسباب نشوب المعركة :
يؤكد كثير من المؤرخين على أنَّ استنجاد محمد المتوكل المخلوع عن العرش السعدي بملك البرتغال "دون سبستيان بن جان الثالث"، وطلبه الحماية والمساعدة ضد عمه أبي مروان عبد الملك -كان السبب الرئيس لقيام الحملة العسكرية البرتغالية على المغرب، والتي أدَّت إلى وقوع معركة وادي المخازن، وبذلك يُحمِّل هؤلاء المؤرخون محمد المتوكل الخائن مسئوليةَ حَمْلة الصليبي "سبستيان" على المغرب.
في المقابل، الوثائق التي عرضها "هنري دي كاستري" في مجموعة "المصادر الأصلية للتاريخ المغربي" تؤكد أنَّ عام 987هـ/1570م يحدد بداية مشروع الحملة البرتغالية على المغرب؛ أي: قبل إرسالها فعلاً بثماني سنوات، وتجدَّد الحماس لمشروع الحملة، عندما قام سبستيان بزيارة سبتة وطنجة، أهم مراكز الاحتلال البرتغالي بالمغرب، في عام 982هـ /1574م.
كانت هناك أيضًا اتِّصالات لإشراك متطوعين من الدُّول الأوربية، فانضمَّ إلى الحملة كثير من الألمان والإنجليز والإيطاليين والنمساويين، فضلاً عن الإسبان؛ مما أغدق على الحملة طابعًا صليبيًّا، باركه البابا وحض عليه
قبيل المعركة :
اختار عبد الملك القصر الكبير مقرًّا لقيادته، وخصص مَن يراقب سبستيان وجيشه بدقَّة، ثم كتب إلى سبستيان مستدرجًا له: "إنِّي قد قطعت للمجيء إليك ستَّ عشرة مرحلة، فهلا قطعت أنت مرحلة واحدة لملاقاتي"، فنصحه المتوكل ورجاله ألاَّ يترك "أصيلا" الساحلية؛ ليبقى على اتِّصال بالمؤن والعتاد والبحر، ولكنه رفض النصيحة، فتحرك قاصدًا القصر الكبير، حتَّى وصل جسر وادي المخازن؛ حيث خيم قبالة الجيش المغربي، وفي جنح الليل أمر عبد الملك أخاه أحمد المنصور في كتيبة من الجيش أنْ ينسف قنطرة جسر وادي المخازن، فالوادي لا معبر له سوى هذه القنطرة.
وتواجه الجيشان بالمدفعيَّتين، وبعدهما الرُّماة المشاة، وعلى المجنبتين الفُرسان، ولدى الجيش المسلم قُوى شعبية متطوعة، إضافةً لكوكبة احتياطيَّة من الفرسان ستنقضُّ في الوقت المناسب.
المشاركون في المعركة، اختلاف التقديرات :
اختلفت تقديرات المؤرخين حول عدد المشاركين ضمن الحملة البرتغالية، إلاَّ أنَّ تقريرًا إسبانيًّا أفاد بأن الملك البرتغالي غادر لشبونة بـ (487) سفينة من مختلف الأنواع حملت 24 ألف جندي، بينهم ثلاثة آلاف فارس، والباقي من المشاة، وعند المؤرخين المغاربة أنَّ الحملة البرتغالية كانت ما بين ستين ألف و125 ألفَ مقاتل، وما يلزمهم من المعدات، وأقل ما قيل في عددهم ثمانون ألفًا، وكان منهم 20000 إسباني، 3000 ألماني، 7000 إيطالي، مع ألوف الخيل، وأكثر من أربعين مدفعًا، بقيادة الملك الشاب سبستيان، وكان معهم المتوكل بشرذمة تتراوح ما بين 300 - 6000 على الأكثر.
أمَّا الجيش المغربي، فكان بقيادة عبد الملك المعتصم بالله، ضم 40000 مجاهد من المغاربة المسلمين، يملكون إيمانًا قويًّا وتفوقًا في الخيالة، مدافعهم أربعة وثلاثون مدفعًا فقط، إضافة إلى القوات التي بعثها باشا الجزائر لصد الغزو البرتغالي؛ بناء على أوامر من السلطان العثماني مراد الثالث، والتي قدرت بنحو أربعة آلاف أو خمسة آلاف تركي.
لكن دائمًا نستحضر قوله تعالى: {كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ} [البقرة: 249].
نعم، فئة قليلة، مؤمنون، صادقون، يذلون أكبرَ جيش في العالم في تلك الفترة.
نعم، المعركة بين باطلين لا تنتهي، من هنا كان النصر الاستحقاقي والنَّصر التفضُّلي، وهناك نصر كوني إذا كان المتحاربان شاردين عن الله الأقوى ينتصر، الذي معه سلاح أحدث ينتصر، الذي يملك قدرة على الإصابة الدقيقة ينتصر، الذي يملك طيرانًا ينتصر، أمَّا إذا كان هناك إيمان وكفر، فالمؤمن ينتصر.
انطلاق المعركة :
في صباح الاثنين 30 جمادى الآخرة 986هـ، الموافق 4 أغسطس 1578م، وَقَف السُّلطان عبد الملك يُحرض الجيش على القتال، ولم يألُ القساوسة والرهبان جهدًا في إثارة حماس جند أوربا، مذكرين أن البابا أحل من الأوزار والخطايا أرواحَ مَن يَلْقَون حتفهم في هذه الحروب.
وانطلقت عشرات الطلقات النَّارية من الطرفين كليهما إيذانًا ببدء المعركة، وبرغم تدهور صحة السلطان عبد الملك الذي رافقه المرض وهو في طريقه من مراكش إلى القصر الكبير، فإنَّه خرج بنفسه؛ ليرد الهجوم الأول، ولكن المرض غالبه، فغلبه فعاد إلى محفته، وما هي إلا لحظات حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، ومات وهو واضع سبابته على فمه مشيرًا أن يكتموا الأمر حتَّى يتم النَّصر، ولا يضطربوا، وكذلك كان فلم يطَّلع على وفاته إلا حاجبه وأخوه أحمد المنصور، وصار حاجبه يقول للجند: "السلطان يأمر فلانًا أن يذهب إلى موضع كذا، وفلانًا أن يلزم الراية، وفلانًا يتقدم، وفلانًا يتأخر"، وفي رواية: إنَّ المتوكل دسَّ السم لعمه عبد الملك قبل اللقاء؛ ليموت في المعركة، فتقع الفتنة في معسكر المغاربة.
ومال أحمد المنصور بمقدمة الجيش على مؤخرة البرتغاليين، وأوقدت النَّار في بارود البرتغاليين، واتَّجهت موجة مهاجمة ضد رماتهم أيضًا، فلم يقف البرتغاليون لقوة الصَّدمة، فتهالك قسم منهم صرعى، وولَّى الباقون الأدبار قاصدين قنطرة نهر وادي المخازن، فإذا هي أَثَرٌ بعد عين، نسفها المسلمون، فارتموا بالنَّهر، فغرق من غرق، وأسر من أسر، وقتل من قتل.
وصرع سبستيان وألوف مِن حوله، بعد أن أبدى صمودًا وشجاعة تُذْكَر، وحاول المتوكل الخائن الفرار شمالاً، فوقع غريقًا في نهر وادي المخازن، ووجدت جثته طافية على الماء، فسلخ وملئ تبنًا وطيف به في أرجاء المغرب حتى تمزق وتفسخ.
دامت المعركة أربعَ ساعات وثلث الساعة، ولم يكن النَّصر فيها مصادفة، بل لمعنويات عالية، ونفوس شعرت بالمسئولية، ولخطة مدروسة مقررة محكمة.
نتائج معركة وادي المخازن :
- تحتل معركة وادي المخازن مكانة في الصِّراع الطويل بين الإسلام والنَّصرانية، ففي الوقت الذي كان يظهر فيه العالم الإسلامي تحت قيادة الدَّولة العثمانية قويًّا بالجناح الشرقي في مجابهته للعالم النصراني، الذي كانت تمثله أسرة النمسا الإمبراطورية، ويفوز في كثير من الأحيان بانتصارات باهرة، نجده في الجناح الغربي يعاني شيئًا غير قليل من الضَّعف؛ إذ كان يلتزم مواقفَ الدِّفاع السلبية، فجاء الانتصار المغربي في معركة وادي المخازن؛ ليرد للغرب الإسلامي بعض هيبته، ويرفع من سمعة المغرب، ويضع حدًّا بصفة نهائية للمشاريع الصليبية.
- كتبت المعركة صفحة ناصعة للعسكريَّة المغربية الإسلامية، وأثبتت لأوربا النصرانية أنَّ أرض المغرب مقبرة للغُزاة.
- جنى المولى أحمد أُولى ثَمَرات النصر؛ إذ آل إليه الحكم عشية يوم المعركة، وتلقب بلقب المنصور بالله.
- زاد تسليح الجيش السعدي بما غنمه من أسلحة العدو، كما تدفقت النقود الذهبيَّة والفضية على الخزينة السعدية، مقابل فك أسرى المعركة.
- اكتسب المغرب سمعة طيبة في العالم الإسلامي، وهيبة في العالم النَّصراني الأوربي، كما توافدت عليه سفارات التهنئة بالنصر، وسفارات كسب الوُدِّ والصداقة وحسن الجوار.
- فقدت البرتغال استقلالها ومستعمراتها؛ إذ احتلتها إسبانيا؛ نظرًا لضعف البرتغال بعد المعركة، وعدم وجود وريث للعرش.
وحتى هنري تيراس -المؤرخ الحاقد على الإسلام والمسلمين، الذي أظهر كثيرًا من التحفُّظ فيما يخص أهمية الحدث- لم يتمالك نفسه عن الاعتراف بانعكاساته الخطرة على المستوى الأوربي، وذلك حين يقول: "إنَّ انتصار المغرب على البرتغال في معركة واحدة خوَّله سُمعة دولة كبيرة، فربطت البلاطات الأوربيَّة العلاقات معه وطلبت -في بعض الأحيان- مساندته، وقد استفاد أبو العباس أحمد من هذا الخطأ في التقدير بأوربا، وكان لمعركة الملوك الثلاثة أثرها في إضفاء مجد مبالغٍ فيه على الدولة السعدية، حتَّى في وقت تدهورها".
والله أعلم وأحكم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
[CENTER][B][SIZE=4][B][FONT=arial black][COLOR=#333333]۞۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞
۞ *•.¸.•* بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الْرَّحِيمِ •¸ .*• ۞
۞ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ۞ اللَّهُ الصَّمَدُ ۞ لَمْ * • ۞
۞ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ۞ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ * • ۞
۞ *•.¸.•**• *•.¸.•* *• ۞
۞۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞[/COLOR][/FONT][/B][/SIZE][/B]
[/CENTER]
[CENTER][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=red]حجاجي :
[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=blue][COLOR=red]أصل الكلمة:[/COLOR] هو القفيز اتخذه الحجاج ابن يوسف على صاع عمر بن الخطاب وهو مكيال إسلامي يستعمل في الوزن والكيل اثاء العصور الإسلامية.[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5]
[/SIZE][/FONT] [FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=red]الحجاجي يساوي صاعاً حسب رأي أهل العراق وصاع وثلاث اخماس الصاع حسب رأي أهل الحجاز.[/COLOR][/SIZE][/FONT]
[/CENTER]
تعليق
-
معركة الزلاقة .. كسبها الإيمان وضيع ثمارها الخلاف
التاريخ ذاكرة الشعوب، وحاستها المنبهة، ومن ثَمَّ فهو أهم عوامل تحريك هذه الشعوب نحو غاياتها، والإدراك الواعي بالتاريخ ليس عملية سهلة أو بسيطة، لكنه أقسى من آلام الميلاد نفسها إن لم يشكل هذا الإدراك وهذا الوعي جديدًا بكل ما يصاحبه من آلام ومن تمخضات.
وربما كان هذا هو السبب في سعي القوى الاستعمارية والعدائية عامة إلى التعتيم على تاريخ الأمة العربية الإسلامية، وإلى العمل على طمس هذا التاريخ وتزييفه، وليست غريبة تلك الأصوات الناعقة بقطع صلتنا بالماضي، بل ووصول بعضها إلى القول بإلقاء تراثنا في البحر ثم تمضي بعد ذلك.
أقول: إن هذه الأصوات -بنيّة أو بغير نية- إنما تخدم مصالح أعداء هذه الأمة حين توصي بإهمالها لتراثها، ومن ثَمَّ لتاريخها.
وأهمية التاريخ الحقيقية تكمن في دراسته واستيعابه؛ لكي نتمكن -على ضوء الإفادة من تجاربه- من تصحيح الحاضر، والاستعداد للمستقبل.
ومعركة الزلاقة التي وقعت في شهر رجب من عام 479هـ الموافق أكتوبر من عام 1086م هي درس التاريخ الذي لا يُنسى، وإنما يدق بقوة على أفئدة وعقول أمتنا العربية الإسلامية لكي ينبهها إلى أن النصر والغلبة ليسا بحاجة إلى كثرة العدد والعدة فحسب، وإنما يجب أن يسبقهما الإيمانُ الكامل بالمبدأ، والاستعداد للتضحية من أجله. ومن ثَمَّ إذا ما توافر عنصر الإيمان واليقين والأخذ بالأسباب، فإن نصر الله قادم لا محالة.. بل هو رهن المؤمنين، فهو القائل : {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} [الروم: 47].
ولنستعرض معًا أيها القارئ الكريم قصةَ تلك المعركة، وظروفها وتطوراتها والنتائج المترتبة عليها..
أحوال المسلمين قبل الزلاقة
شهد القرن الرابع الهجري (العاشر الميلادي) قمة التقدم الحضاري والسياسي في بلاد الأندلس، وأضحت قرطبة عروس الغرب، وحكامها خلفاء بني أمية يتمتعون بمكانة عالية، سياسيًّا وعسكريًّا وحضاريًّا، ولم يدر بخلد أحد أن هذا الصراع الذي تسامى عاليًا على عهد المنصور بن أبي عامر كان يحمل في طياته عوامل هدمه وفنائه، فما أن مات المنصور، ومن بعده ابنه عبد الملك، حتى ثار القرطبيون على عبد الرحمن بن المنصور، وبدأت سلسلة من الأحداث الدامية أدَّت في النهاية إلى تمزُّق هذه الدولة تمزقًا يؤلم الصدور..
وقامت في جوانبها خلافات وممالك وسلطنات لا حول لها ولا قوة، بل إن قواها قد وجهت ضد بعضها بعضًا حتى أنهكت القوى واضمحلت الأندلس كما يقول الأستاذ محمد عبد الله عنان: "الصرح الشامخ، الذي انهارت أسسه وتصدع بنيانه، وقد انتقضت أطرافها، وتناثرت أشلاؤها، وتعددت الرياسات في أنحائها، لا تربطها رابطة، ولا تجمع كلمتها مصلحة مشتركة، لكن تفرق بينها، بل على العكس منافسات وأطماع شخصية وضيعة، وحروب أهلية صغيرة تضطرم بينها".
وفي كل ناحية من نواحي الأندلس، قامت دويلة أو مملكة هشة، اتخذ أصحابها ألقاب الخلافة ورسوم الممالك، دون أن يكون لهم من ذلك حقيقته أو معناه، وقال الشاعر واصفًا هذه الحالة المؤسفة:
مما يزهدني في أرض أندلس *** أسمـاء معتضـد فيها ومعتمـدِ
ألقابُ مملكة في غير موضعها *** كالهرِّ يحكي انتفاخًا صورة الأسدِ
وكان تمزق الأندلس على هذا الشكل المأساوي ضرب لكيان الدولة الإسلامية لم تفق منها أبدًا، بل إنها كانت البداية الحقيقية لانحلال الدولة الإسلامية رغم ما انتابها في بعض الأحيان من صحوات ويقظة مدَّتْ في عمرها هنا مئات الأعوام.
واكب هذا الضعف الأندلسي تولي الملك ألفونسو السادس عرش قشتالة، الذي عمل جهده للاستفادة من هذا التدهور الذي أحاط بالدولة الإسلامية هناك، فبدأ باستغلال الصراع الدائر بين هذه الممالك، وأخذ يضرب بعضها ببعض، ويفرض عليها الإتاوات والغرامات حتى يستنفد طاقتها، ومن ثَمَّ تسقط في يده كالثمرة الناضجة.
سقوط طليلطة
مدينة طليطلة، من أهم المدن الأندلسية، تتوسط شبه الجزيرة تقريبًا، وكانت عاصمة القوط قبل الفتح الإسلامي لشبه الجزيرة، ومن هنا كانت أهميتها البالغة، وبالتالي أصبحت مطمعًا لآمال ألفونسو السادس، وخاصة أن حال المدينة كانت سيئة جدًّا على عهد ملوكها من الطوائف.. وهم أسرة ذي النون.
دبر ألفونسو خطته لغزو المدينة، وأرهب ملوك الطوائف الآخرين وتوعدهم إن قاموا بإنجادها، وحاصرها حتى اضطرها إلى التسليم. ومما يؤسف له وجود قوات ابن عباد ملك إشبيلية ضمن قوات الملك الإسباني، وضد المدينة التي حاولت الصمود أمام مصيرها المؤلم في خريف سنة 477هـ/1085م.
وسقطت طليطلة بأيدي ألفونسو السادس، ونقل إليها عاصمة ملكه، واستتبع سقوطها استيلاءُ الأسبان على سائر أراضي مملكة طليطلة، واستشعر الشاعر فداحة المأساة فهتف يقول:
حثوا رواحلكم يا أهل أندلس *** فما البقـاء بها إلا من الغلـط
الثوب ينسل من أطرافه وأرى *** ثوبَ الجزيرةِ منسلاً من الوسطِ
مَن جاورَ الشَّرَّ لا يأمنُ عواقبَه *** كيف الحياة مع الحيَّاتِ في سفطِ
لقد كان أسوأ ما في مأساة طليطلة أن ملوك الطوائف المسلمين لم يهبوا لنجدتها أو مساعدتها، بل على العكس، لقد وقفوا موقفًا مخزيًا، فاغرين أفواههم جبنًا وغفلة وتفاهةً. بل إن عددًا منهم كان يرتمي على أعتاب ألفونسو السادس، طالبًا عونه، أو عارضًا له الخضوع.. حتى قيل فيهم:
أرى الملوكَ أصابتهم بأندلس *** دوائرُ السوءِ لا تُبقي ولا تذر
وأطمع ذلك الملك ألفونسو السادس بباقي ممالك الطوائف، وانتشت أحلامه بالقضاء عليها الواحدة بعد الأخرى، وتجبر عليهم، وعلا وطغى.. فقام بنقض عهوده التي كان قد قطعها لأهل طليطلة، وحول مسجد طليطلة إلى كنيسة بقوة السلاح، وحطم المحراب ليقام الهيكل مكانه، ويقول ابن بسام في "الذخيرة":
"وعتا الطاغية أوفونش (ألفونسو) قصمه الله، لحين استقراره بطليطلة واستكبر، وأخلّ بملوك الطوائف بالجزيرة وقصر، وأخذ يتجنى ويتعتب، وطفق يتشوق إلى انتزاع سلطانهم والفراغ من شأنهم ويتسبب، ورأى أنهم قد وقفوا دون مداه، ودخلوا بأجمعهم تحت عصاه".
وبدأ ألفونسو في تنفيذ خططه بالإيغال في إذلال الطوائف، وخاصة المعتمد بن عباد أكبر ملوك الطوائف وأشدهم بأسًا، حيث أراد أن يمعن في إذلاله كأقوى أمراء الطوائف، فأرسل إليه رسالة يطلب فيها السماح لزوجته بالوضع في جامع قرطبة وفق تعليمات القسيسين، وقد أثارت هذه الرسالة ابن عباد حتى قيل: إنه قد قتل رسل الملك القشتالي وصلبهم على جدران قرطبة؛ مما أثار غضب ألفونسو السادس وصمم على الانتقام، وبدأت جيوشه في انتساف الأرض في بسائط إشبيلية وفي الأراضي الإسلامية.
الاستنجاد بالمرابطين
تعالت الأصوات في الأندلس تطالب بالارتفاع فوق الخلافات الشخصية، وتناسي المصالح الذاتية، والاستنجاد بالمرابطين الذين نمت قوتهم في ذلك الوقت على الضفة الأخرى من البحر المتوسط.
قام أبو الوليد الباجي وغيره من فقهاء الأندلس بالدعوة إلى التوحُّد، وضرورة الاستعانة بإخوة الإسلام الأفارقة من المرابطين، ولقيت الدعوة صدى عند أمراء الأندلس بسبب ازدياد عنف ألفونسو، ورغم كل التحذيرات التي وجهت إلى المعتمد بن عباد، وتخويفه من طمع المرابطين في بلاد الأندلس، إلا أن النخوة الإسلامية قد استيقظت في نفسه، فأصَرَّ على الاستنجاد بالمرابطين، وقال قولته التي سارت مثلاً في التاريخ: "لأَنْ أكون راعي جمال في صحراء إفريقية خير من أن أكون راعي خنازير في بيداء قشتالة".
وتقول بعض الروايات إن ألفونسو قد وصل في بعض حملاته إلى الضفة الأخرى من الوادي الكبير لإشبيلية. وأرسل رسالة سخرية إلى المعتمد بن عباد يقول فيها: "لقد ألمّ بي ذبابكم بعد أن طال مقامي قبالتكم، واشتد الحر، فهلاّ أتحفتني من قصرك بمروحة أروح بها عن نفسي، وأبعد الذباب عن وجهي؟". وردّ ابن عباد على الرسالة بقوله: "قرأتُ كتابك، وأدركت خيلاءك وإعجابك، وسأبعث إليك بمراوح من الجلود المطلية، تريح منك لا تروح عليك". ويقال إنه كان يقصد بذلك الجيوش المرابطية، ودعوتها إلى الأندلس.
عبور المرابطين
بدأت الجيوش المرابطية العبور من سبتة إلى الجزيرة الخضراء، ثم عبر أميرهم يوسف بن تاشفين في يوم الخميس منتصف ربيع الأول 479هـ/ يونيو 1086م، ثم تحركت العساكر إلى إشبيلية، وعلى رأسهم ابن تاشفين، ونزل بظاهرها، وخرج المعتمد وجماعته من الفرسان لتلقيه، وتعانقا، ودعوَا اللهَ أن يجعل جهادهما خالصًا لوجهه الكريم.
استقر الجيش أيامًا في إشبيلية للراحة، ثم اتجه إلى بطليوس في الوقت الذي تقاطرت فيه ملوك الطوائف بقواتهم وجيوشهم.
سار هذا الموكب من الجيش الإسلامي إلى موضع سهل من عمل بطليوس وأحوازها، ويسمى في المصادر الإسلامية بالزلاقة على مقربة من بطليوس.
معركة الزلاقة
لم تكن أعين الملك القشتالي غافلة عن تحرك الجيوش الإسلامية؛ ولذلك رفع حصاره عن مدينة سرقسطة الإسلامية، وكاتبَ أمراء النصرانية في باقي أنحاء إسبانيا وجنوبي فرنسا يدعوهم لمساعدته، وقدم إلى أحواز بطليوس في جيش كثيف، يقال بأنه حين نظر إليه همس: بهؤلاء أقاتل الجن والإنس وملائكة السماء.
اختلفت الآراء حول عدد الجيشين، لكنها اتفقت جميعها على تفوق ألفونسو السادس في عدد جيشه وعدته، وكانت كل الظروف في صالحه.
جرت الاستعدادات في المعسكرين بكل أشكالها، وبالبحث على الحرب والصبر فيها، وقام الأساقفة والرهبان بدورهم، كما بذل الفقهاء والعباد كل جهودهم.
حاول ألفونسو خديعة المسلمين، فكتب إليهم يوم الخميس يخبرهم أن تكون المعركة يوم الاثنين؛ لأن الجمعة هو يوم المسلمين، والسبت هو يوم اليهود، والأحد يوم النصارى.
أدرك ابن عباد أن ذلك خدعة، وفعلاً جاءت الأخبار بالاستعداد الجاري في معسكر النصارى، فاتخذ المسلمون الحذر، وبات الناس ليلتهم على أهبة واحتراس بجميع المحلات، خائفين من كيد العدو. وبعد مضي جزء من الليل انتبه الفقيه الناسك أبو العباس أحمد بن رميلة القرطبي، وكان في محلة ابن عباد، فرحًا مسرورًا، يقول: إنه رأى النبيَّ ، فبشره بالفتح والشهادة له في صبيحة غد، وتأهب ودعا، ودهن رأسه وتطيَّب.
فلما كان صباح الجمعة الثاني عشر من رجب سنة 479هـ، زحف ألفونسو بجيشه على المسلمين، ودارت معركة حامية، ازداد وطيسُها، وتحمَّل جنودُ الأندلس من المسلمين الصدمة الأولى، وأظهر ابنُ عباد بطولة رائعة، وجرح في المعركة، واختل جيش المسلمين، واهتزّت صفوفه، وكادت تحيق به الهزيمة، وعندئذ دفع ابن تاشفين بجيوشه إلى أتون المعركة، ثم حمل بنفسه بالقوة الاحتياطية إلى المعسكر القشتالي، فهاجمه بشدة، ثم اتجه صوبَ مؤخرته فأثخن فيه وأشعل النار، وهو على فرسه يرغب في الاستشهاد، وقرْعُ الطبول يدوي في الآفاق، قاتل المرابطون في صفوف متراصة ثابتة، مثل بقية أجنحة المعركة.
ما أن حل الغروب حتى اضطر الملك القشتالي -وقد أصيب في المعركة- إلى الانسحاب حفاظًا على حياته وحياة من بقي من جنده، وطُورِدَ الفارُّون في كل مكان حتى دخل الظلام، فأمر ابنُ تاشفين بالكفِّ. استمرت المعركة يومًا واحدًا لا غير - وقد حطم اللهُ شوكة العدو الكافر، ونصرَ المسلمين، وأجزل لديهم نعمه، وأظهر بهم عنايته، وأجمل لديهم صنعه.
وتُجمِع المصادر الإسبانية على أن الملك القشتالي ألفونسو السادس قد نجا بأعجوبة في حوالي خمسمائة فارس فحسب، من مجموع جيوشه الجرارة التي كان سيهزم بها الجن والإنس والملائكة.
سَرَتْ أنباء النصر المبين إلى جميع أنحاء الأندلس والمغرب، وسرى البشرُ بين الناس، وأصبح هذا اليوم مشهودًا من أيام الإسلام، لا على أرض شبه الجزيرة فحسب، وإنما على امتداد الأرض الإسلامية كلها، ونجح ذلك اليوم في أن يمدّ في عمر الإسلام والمسلمين على الأرض الإسبانية ما يقرب من أربعة قرون من الزمان.
نصر مبين.. ونتائج أقل
يعلق يوسف أشباخ في كتابه "تاريخ الأندلس على عهد المرابطين والموحدين" على موقعة الزلاقة بقوله: إن يوسف بن تاشفين لو أراد استغلال انتصاره في موقعة الزلاقة، لربما كانت أوربا الآن تدين بالإسلام، ولَدُرِّس القرآن في جامعات موسكو، وبرلين، ولندن، وباريس.
والحقيقة أن المؤرخين جميعًا يقفون حيارى أمام هذا الحدث التاريخي الهائل الذي وقع في سهل الزلاقة، ولم يتطور إلى أن تتقدم الجيوش الإسلامية لاسترداد طليطلة من أيدي النصارى، خاصة وأن الملك الإسباني كان قد فَقَد زهرة جيشه في هذه المعركة، ولا يختلف أحد في الرأي بأن الطريق كان مفتوحًا تمامًا وممهدًا؛ لكي يقوم المرابطون والأندلسيون بهذه الخطوة.
إن ما حدث فعلاً هو عودة المرابطين إلى إفريقية، وعودة أمراء الأندلس إلى الصراع فيما بينهم، وكأن شيئًا لم يقع، وقد أعطى ذلك الفرصة مرة ثانية للملك ألفونسو السادس أن يستجمع قواه، ويضمد جراحه، ويعمل على الانتقام من الأندلسيين، وكان حقده شديدًا على المعتمد بن عباد، فعاد إلى مهاجمة بلاده، وركز غاراته على إشبيلية، وتمكن من الاستيلاء على حصن لبيط؛ مما اضطر ابن عباد إلى العودة مرة ثانية إلى الاستنجاد بالمرابطين.
وذهب المرابطون للمرة الثانية إلى الأندلس، لكنهم في هذه المرة لم يجدوا مساعدة من معظم أمراء الطوائف المسلمين، حيث تغلبت عليهم شهواتهم وأهواؤهم الشخصية، وخلافاتهم الضيقة؛ مما اضطر أمير المسلمين أن يستفتي الفقهاء في خلعهم، وضم بلاد الأندلس إلى طاعة المرابطين، والعودة مرة ثالثة إلى الجهاد ضد الأسبان.
دروس مستفادة من معركة الزلاقة
- ليس من نافلة القول بأن الانقسام ضعف والوحدة قوة؛ فممالك الطوائف في الأندلس شربت المرارة والمذلة في تفرقها، وأحست بالعزة والنصر في اتحادها.
- ليس بالعدد والعُدَّة فقط تكتسب المعارك، وإنما بالإيمان بالهدف والإعداد له، والتنبه للخصم، والارتفاع إلى مستوى الأحداث.
- قد يكون إحراز النصر شاقًّا ومضنيًا، لكن الأكثر عسرًا وإجهادًا هو استغلال هذا النصر، وتطويعه لصالح الإسلام والمسلمين.
[CENTER][B][SIZE=4][B][FONT=arial black][COLOR=#333333]۞۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞
۞ *•.¸.•* بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الْرَّحِيمِ •¸ .*• ۞
۞ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ۞ اللَّهُ الصَّمَدُ ۞ لَمْ * • ۞
۞ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ۞ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ * • ۞
۞ *•.¸.•**• *•.¸.•* *• ۞
۞۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞[/COLOR][/FONT][/B][/SIZE][/B]
[/CENTER]
[CENTER][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=red]حجاجي :
[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=blue][COLOR=red]أصل الكلمة:[/COLOR] هو القفيز اتخذه الحجاج ابن يوسف على صاع عمر بن الخطاب وهو مكيال إسلامي يستعمل في الوزن والكيل اثاء العصور الإسلامية.[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5]
[/SIZE][/FONT] [FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=red]الحجاجي يساوي صاعاً حسب رأي أهل العراق وصاع وثلاث اخماس الصاع حسب رأي أهل الحجاز.[/COLOR][/SIZE][/FONT]
[/CENTER]
تعليق
-
معركة "ملاذكرد"
تعد معركة "ملاذكرد" من أيام المسلمين الخالدة، مثلها مثل بدر، واليرموك، والقادسية، وحطين، وعين جالوت، والزلاقة، وغيرها من المعارك الكبرى التي غيّرت وجه التاريخ، وأثّرت في مسيرته. وكان انتصار المسلمين في ملاذكرد نقطة فاصلة؛ حيث قضت على سيطرة دولة الروم على أكثر مناطق آسيا الصغرى وأضعفت قوتها، ولم تعد كما كانت من قبل شوكة في حلق المسلمين، حتى سقطت في النهاية على يد السلطان العثماني محمد الفاتح.
كما أنها مهدت للحروب الصليبية بعد ازدياد قوة السلاجقة المسلمين وعجز دولة الروم عن الوقوف في وجه الدولة الفتية، وترتب على ذلك أن الغرب الأوربي لم يعد يعتمد عليها في حراسة الباب الشرقي لأوربا ضد هجمات المسلمين، وبدأ يفكر هو في الغزو بنفسه، وأثمر ذلك عن الحملة الصليبية الأولى.
ألب أرسلان
تولى ألب أرسلان حكم دولة السلاجقة سنة (455 هـ/ 1063م) خلفًا لعمه طغرل بك الذي أسس الدولة ومدَّ سلطانها تحت بصره حتى غدت أكبر قوة في العالم الإسلامي، وقضى ألب أرسلان السنوات الأولى من حكمه في المحافظة على ممتلكات دولته وتوسيع رقعتها، وتأمين حدودها من غارات الروم.
ثم تطلع إلى ضم المناطق المسيحية المجاورة لدولته؛ فاتجه صوب الغرب لفتح بلاد الأرمن وجورجيا والأجزاء المجاورة لها من بلاد الروم، وكان أهل هذه البلاد يكثرون من الإغارة على إقليم أذربيجان حتى صاروا مصدر إزعاج وقلق لسكانه، وهو ما دفع بالسلطان السلجوقي إلى ضرورة كبح جماح هؤلاء الغزاة.
وأزعج ذلك إمبراطور الروم رومانوس ديوجينس، وأدرك أن التوسع السلجوقي لا يقف عند هذا الحد، وأن خطره سيهدد بلاده، فعزم على تحويل أنظار السلاجقة عن بلاده بالإغارة على بلاد الشام الشمالية، فهاجم مدينة "منبج" ونهبها وقتل أهلها، غير أن ذلك لم يكن كافيًا لدفع خطر السلاجقة على بلاده، فأعد جيشًا كبيرًا لضرب السلاجقة، وتحجيم قوتها وإضعافها.
غرور القوة
جهّز الإمبراطور البيزنطي رومانوس جيشًا ضخمًا يتكون من مائتي ألف مقاتل من الروم والفرنجة والروس والبلغاريين واليونانيين والفرنسيين وغيرهم، وتحرك بهم من القسطنطينية عاصمة دولته، ممنِّيًا نفسه بنصر حاسم يقضي على خطر السلاجقة، فقد أطمعته قواته الغفيرة وعتاده الكثيف بأن النصر آتٍ لا ريب فيه، واتجه إلى ملاذكرد حيث يعسكر الجيش السلجوقي.
أدرك ألب أرسلان حرج موقفه؛ فهو أمام جيش بالغ الضخامة كثير العتاد، في حين أن قواته لا تتجاوز أربعين ألفًا، فبادر بالهجوم على مقدمة جيش الروم، ونجح في تحقيق نصر خاطف يحقق له التفاوض العادل مع إمبراطور الروم؛ لأنه كان يدرك صعوبة أن يدخل معركة ضد جيش الروم؛ فقواته الصغيرة لا قبل لها بمواجهة غير مضمونة العواقب، فأرسل إلى الإمبراطور مبعوثًا من قبله ليعرض عليه الصلح والهدنة؛ فأساء الإمبراطور استقبال المبعوث ورفض عرض السلطان، وأشاح بوجهه في غطرسة وكبرياء مطمئنًا من الفوز والظفر، ولم ينتظر سماع كلام مبعوث السلطان، وطالبه أن يبلغه بأن الصلح لن يتم إلا في مدينة الري عاصمة السلاجقة.
الاستعداد للقاء
أيقن السلطان ألاَّ مفر من القتال بعد أن فشل الصلح والمهادنة في دفع شبح الحرب؛ فعمد إلى جنوده يشعل في نفوسهم روح الجهاد وحب الاستشهاد، وأوقد في قلوبهم جذوة الصبر والثبات، ووقف فقيه السلطان وإمامه أبو نصر محمد بن عبد الملك البخاري يقول للسلطان مقوِّيًا من عزمه: إنك تقاتل عن دينٍ وعد الله بنصره وإظهاره على سائر الأديان، وأرجو أن يكون الله قد كتب باسمك هذا الفتح، فالقِهم يوم الجمعة بعد الزوال، في الساعة التي يكون الخطباء على المنابر، فإنهم يدعون للمجاهدين بالنصر، والدعاء مقرون بالإجابة.
وحين دانت ساعة اللقاء في (آخر ذي القعدة 463 هـ/ أغسطس 1071م) صلّى بهم الإمام أبو نصر البخاري، وبكى السلطان، فبكى الناس لبكائه، ودعا ودعوا معه، ولبس البياض وتحنط، وقال: إن قتلت فهذا كفني.
ساعة اللقاء في ملاذكرد
أحسن السلطان ألب أرسلان خطة المعركة، وأوقد الحماسة والحمية في نفوس جنوده، حتى إذا بدأت المعركة أقدموا كالأسود الضواري تفتك بما يقابلها، وهاجموا أعداءهم في جرأة وشجاعة، وأمعنوا فيهم قتلاً وتجريحًا، وما هي إلا ساعة من نهار حتى تحقق النصر، وانقشع غبار المعركة عن جثث الروم تملأ ساحة القتال.
ووقع الإمبراطور البيزنطي أسيرًا في أيدي السلاجقة، وسيق إلى معسكر السلطان ألب أرسلان الذي قال له: ما عزمت أن تفعل بي إن أسرتني؟ فقال: أفعل القبيح. فقال له السلطان: فما تظن أنني أفعل بك؟ قال: إما أن تقتلني وإما أن تشهر بي في بلاد الشام، والأخرى بعيدة وهي العفو وقبول الأموال واصطناعي نائبًا عنك. فقال السلطان: ما عزمت على غير هذا.
إطلاق سراح الإمبراطور البيزنطي
أطلق السلطان ألب أرسلان سراح الإمبراطور البيزنطي بعد أن تعهد بدفع فدية كبيرة قدرها مليون ونصف دينار، وأن يطلق كل أسير مسلم في أرض الروم، وأن تعقد معاهدة صلح مدتها خمسون عامًا، يلتزم الروم خلالها بدفع الجزية السنوية، وأن يعترف الروم بسيطرة السلاجقة على المناطق التي فتحوها من بلادهم، وأن يتعهدوا بعدم الاعتداء على ممتلكات السلاجقة.
ثم أعاد السلطان غريمه وأسيره الإمبراطور البيزنطي إلى بلاده، وخلع عليه خلعة جليلة، وخصص له سرادقًا كبيرًا، وأعطاه قدرًا كبيرًا من المال لينفق منه في سفره، ثم أفرج عن عدد من ضباطه ليقوموا بخدمته، وأمر عددًا من رجاله بصحبته حتى يصل إلى دياره سالمًا.
ولم تكد تصل أخبار الهزيمة إلى القسطنطينية حتى أزال رعاياه "اسمه من سجلات الملك"، وقالوا: إنه سقط من عداد الملوك، وعُيِّن ميخائيل السابع إمبراطورًا؛ فألقى القبض على رومانوس الرابع الإمبراطور السابق، وسمل عينيه.
نتائج معركة ملاذكرد
بعد انتصار المسلمين في هذه المعركة تغيّرت صورة الحياة والحضارة في هذه المنطقة؛ فاصطبغت بالصبغة الإسلامية بعد انحسار النفوذ البيزنطي تدريجيًّا عن هذه المنطقة، ودخول سكانها في الإسلام، والتزامهم به في حياتهم وسلوكهم.
وواصل الأتراك السلاجقة غزوهم لمناطق أخرى بعد ملاذكرد، حتى توغلوا في قلب آسيا الصغرى، ففتحوا قونية وآق، ووصلوا إلى كوتاهية، وأسسوا فرعًا لدولة السلاجقة في هذه المنطقة عرف باسم سلاجقة الروم، ظل حكامه يتناوبون الحكم أكثر من قرنين من الزمان بعد انتصار السلاجقة في ملاذكرد، وأصبحت هذه المنطقة جزءًا من بلاد المسلمين إلى يومنا هذا.
وكان من ثمار دخول هذه المنطقة في حوزة السلاجقة انتشار اللغتين العربية والفارسية، وهو ما كان له أثره في مظاهر الحضارة منذ ذلك الوقت حتى يومنا هذا، غير أن هزيمة الروم في موقعة ملاذكرد جعلتهم ينصرفون عن هذا الجزء من آسيا الصغرى، ثم عجزوا عن الاحتفاظ ببقية الأجزاء الأخرى أمام غزوات المسلمين الأتراك من السلاجقة والعثمانيين، وقد توالت هذه الغزوات في القرون الثلاثة التالية لموقعة ملاذكرد، وانتهت بالإطاحة بدولة الروم، والاستيلاء على القسطنطينية عاصمتها، واتخاذها عاصمة للدولة العثمانية، وتسميتها بإسلامبول أو إستانبول.
[CENTER][B][SIZE=4][B][FONT=arial black][COLOR=#333333]۞۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞
۞ *•.¸.•* بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الْرَّحِيمِ •¸ .*• ۞
۞ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ۞ اللَّهُ الصَّمَدُ ۞ لَمْ * • ۞
۞ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ۞ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ * • ۞
۞ *•.¸.•**• *•.¸.•* *• ۞
۞۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞[/COLOR][/FONT][/B][/SIZE][/B]
[/CENTER]
[CENTER][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=red]حجاجي :
[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=blue][COLOR=red]أصل الكلمة:[/COLOR] هو القفيز اتخذه الحجاج ابن يوسف على صاع عمر بن الخطاب وهو مكيال إسلامي يستعمل في الوزن والكيل اثاء العصور الإسلامية.[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5]
[/SIZE][/FONT] [FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=red]الحجاجي يساوي صاعاً حسب رأي أهل العراق وصاع وثلاث اخماس الصاع حسب رأي أهل الحجاز.[/COLOR][/SIZE][/FONT]
[/CENTER]
تعليق
-
معركة جبل الكاشف
المقاومة هزمت القوات الصهيونية الخاصة على تلة استراتيجية :
معركة جبل الكاشف خاضتها أذرع المقاومة العسكرية وعلى رأسها كتائب القسام الذراع العسكرية لحركة حماس مع القوات الإسرائيلية، فكان الإبداع في التصدي من قبل الكتائب التي كادت أن تختطف جنودًا إسرائيليين من (اللواء الفاخر) في دولة الاحتلال، وذلك لولا كثافة نيران الطيران الحربي الذي يستقوون به.
محللون وسياسيون فلسطينيون وعرب وإسرائيليون أيضًا، أكدوا أن هذه المعركة كانت شرسة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، حيث استطاعت المقاومة من خلالها أن تقلب نظرية الجيش الذي لا يقهر، وكسر أنف ما تعرف بالألوية على اختلاف أسمائها في الدولة العبرية، حيث إنها لم تحقق أهدافها المرجوة منها بل زادت الطين بلة، وأصبحت صواريخ المقاومة التي كانت تصل لبلدة سديروت المحتلة تصل إلى عسقلان والمجدل.
منطقة جبل الكاشف :
لماذا اختارت قوات الاحتلال الإسرائيلية هذه المنطقة لتنفيذ مخططاتها ضد قطاع غزة والنيل من المقاومة الفلسطينية؟! هذا السؤال وغيره الكثير دار بخلد كل من سمع بتلك المعركة الساخنة.
منطقة جبل الكاشف تقع شرق بلدة جباليا الواقعة شمال قطاع غزة، وتعتبر أعلى تلة في القطاع حيث من خلالها يمكن كشف جميع مدن القطاع، كما أن الكثافة السكانية فيها قليلة وأغلب الأراضي مكشوفة.
بالإضافة إلى العنصر الأهم هو أنها منطقة ضعف عسكري للمقاومة بحكم أنها مفتوحة ومحاذية للحدود مع دولة الاحتلال، وأن إمكانيات المناورة فيها ضعيفة الأمر الذي دفع عددًا كبيرًا من مجاهدي المقاومة من كافة أنحاء القطاع للنزول إليها للتصدي للقوات الإسرائيلية الغازية.
كما أنه يسهل من خلال هذه المنطقة الدخول إلى عمق القطاع والوقوف على أبواب أكبر تجمع سكاني فيه وهو معسكر جباليا.
التخطيط للمعركة :
كان واضحًا مع بداية دخول القوات الإسرائيلية الخاصة إلى جبل الكاشف بأنها ستكون خطة متدحرجة، تتطور يومًا بعد يوم وصولاً إلى إنهاك المقاومة واحتلال القطاع مؤقتًا لإنهاء حكم حركة حماس فيه، ويبدو أن كل عناصر الخطة تم اختيارها بعناية وعن دراسة مسبقة.
دخلت القوات الإسرائيلية الخاصة بكثافة في منطقة عزبة عبد ربه قبل أن تصل جبل الكاشف للسيطرة على المنطقة وصولاً إلى شارع صلاح الدين غربًا، ومنها ستتجه شمالاً نحو بيت حانون وجنوبًا نحو مدينة غزة وحي الشجاعية بالتحديد، ووصولاً لمفترق الشهداء (نتساريم) والاتجاه غربًا حتى شاطئ البحر.
ليتم بذلك محاصرة مدينة غزة والشمال التي تشكل مركز الثقل السياسي والعسكري الأكبر لحركة حماس، وليتم إنهاكها جويًّا وإشاعة الفوضى الداخلية من خلال العناصر العميلة للاحتلال التي تم ضبط بعض مجموعاتها التي كانت تعمل لتنفيذ هذا السيناريو، أما وسط وجنوب القطاع فسيكون التعامل معه أسهل إذا ما تم انهيار حكم حماس في غزة والشمال.
بداية المعركة :
في الساعة الثانية عشر من فجر يوم الأربعاء السابع والعشرين من شباط/فبراير الماضي، بدأت العملية العسكرية الإسرائيلية ضد منطقة شمال قطاع غزة وبالتحديد في منطقة جبل الكاشف عندما اندفع المئات من الجنود الإسرائيليين من الوحدات الخاصة نحو المنطقة المذكورة.
ويبدو أن عملية الرصد التي تقوم بها كتائب القسام كانت ناجحة إلى حدٍ بعيد، حيث تم تسهيل مهمة دخول القوات الخاصة في بعض المحاور لإيقاعها في شرك تم نصبه في المنطقة، وبالفعل حدث ما تم التخطيط له من قبل المقاومة ووقعت القوات الإسرائيلية الخاصة في الشرك حيث تم إطلاق النار على القوات الإسرائيلية من مسافات قريبة جدًّا أدت إلى قتل وجرح الكثيرين منهم بخلاف ما اعترفت به قوات الاحتلال.
محاولة ولكن!
وفي خضم المعركة الحامية الوطيس التي خاضتها المقاومة العنيدة، أوشك عدد من مجاهدي كتائب القسام على أسر جنود إسرائيليين لولا كثافة النيران التي تعرض لها المقاومون من قبل طائرات الأباتشي التي تدخلت لإنقاذ الموقف، لكنها لم تستطع الهبوط لإنقاذ الجرحى، وأُجبرت على التقهقر، ومن ثم تم استدعاء الآليات العسكرية من دبابات وناقلات جند، وقد استطاعت المقاومة أيضًا أن تتعامل معها من خلال تدمير بعض هذه الآليات.
وجهًا لوجه!
غرفة العمليات المركزية التابعة لكتائب القسام، كانت تعمل على قدم وساق منذ اللحظات الأولى لبدء المعركة، حيث أكدت في حينه أن مجاهدي كتائب القسام تمكنوا من الجنود الإسرائيليين الذين وقعوا في الكمين المحكم الذي أعدته الكتائب، مشيرة إلى أن أحد المجاهدين القساميين تمكن من تفريغ مخزن ذخيرة كامل (30 رصاصة) من سلاحه الخاص في جسد جندي صهيوني لم يبعد عنه سوى متر واحد.
وأوضحت غرفة العمليات المركزية أن مجاهدي كتائب القسام تمكّنوا من تفجير عدة عبوات ناسفة في الجنود الصهاينة بشكل مباشر، وأنهم سمعوا لمدة طويلة أصوات استغاثة الجنود الصهاينة المصابين جراء الاشتباكات العنيفة في معركة جبل الكاشف.
معلّقون صهاينة: كتائب القسام قاتلت ببسالة وأولمرت تراجع عن إسقاط حكومة حماس :
تنافس كبار معلقي قنوات التلفزة الإسرائيلية في تبرير تراجعهم عن المواقف التي كانوا يرددونها قبل شن عملية الشتاء الساخن، وما تبعها من عمليات للمقاومة الفلسطينية، وتحديدًا عملية القدس الاستشهادية، فمعظم المعلقين الصهاينة كانوا يعتبرون أن الحل الوحيد لمواجهة عمليات المقاومة في قطاع غزة هو استخدام مزيد من القوة.
عاموس هارئيل المعلق العسكري في صحيفة هآرتس ينقل عن جنود وحدات النخبة العسكرية التي نفذت الشتاء الساخن قولهم: إن أعضاء كتائب عز الدين القسام قاتلوا ببسالة وتصميم كبيرين، معتبرين أنهم واجهوا جنودًا أشداء ومدربين.
وفي مقابلة مع القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي، قال ضابط لواء الصفوة جفعاتي، الذي كان له دور في عملية الشتاء الساخن: إن ما واجهه في شمال قطاع غزة يدلل على مدى التطور الذي بات يميز فنون القتال الميدانية لدى نشطاء الجهاز العسكري في حركة حماس، وأضاف لقد واجهنا جيشًا مدربًا تتطلب مواجهته استعدادًا خاصًا.
وفي المقابل، أجمعت وسائل الإعلام الإسرائيلية أنه على الرغم من اللهجة المتشددة التي يتحدث بها رئيس الوزراء الصهيوني إيهود اولمرت ووزير حربه إيهود باراك، فإن أغلبية صناع القرار في المؤسستين السياسية والعسكرية باتت تعتبر أنه يتوجب بحث إمكانية التوصل لتهدئة مع حركة حماس في قطاع غزة، سواء عبر اتصالات مباشرة أم غير مباشرة، اللافت للنظر أن العمليات الأخيرة أقنعت الحكومة الإسرائيلية بالتخلي عن العمل على إسقاط حكومة حماس، رغم أنها أعلنت أن هذا كان هدفًا رئيسيًّا لعملياتها العسكرية في القطاع.
تشيكو منشيه، المعلق السياسي المعروف، قال: إن أحدًا من وزراء الحكومة الإسرائيلية لم يعد يرى أن إسقاط حكومة حركة حماس بات هدفًا واقعيًّا، مؤكدًا أن الحكومة الإسرائيلية تخلت عن العمل لتحقيق هذا الهدف، وأضاف منشيه أن تراجع الحكومة الإسرائيلية عن التشبث بهذا الهدف يرجع إلى حقيقة أن إسقاط حكومة حماس يتطلب شن حملة عسكرية يتم خلالها احتلال جميع مناطق قطاع غزة، مشيرًا إلى أن العمليات العسكرية الإسرائيلية الأخيرة وما نجم عنها من ردود أفعال فلسطينية أقنعت المستوى السياسي والعسكري بأن إعادة احتلال قطاع غزة سيكون مقترنًا بسقوط عدد كبير من الجنود الإسرائيليين.
وكان ثمة إجماع بين كبار المعلقين الإسرائيليين على أن إسرائيل يمكنها فقط انتظار الأسوأ في حال تواصل سقوط الضحايا الفلسطينيين بنيران الاحتلال الإسرائيلي، رفيف دروكير، المعلق السياسي لقناة التلفزة الإسرائيلية العاشرة، يعتبر أن ما يحدث حاليًا في أرجاء الضفة الغربية والقدس وغزة يمثل مقدمات أولية لانتفاضة ثالثة، أضاف ليس من الحكمة أن تساهم العمليات العسكرية في قطاع غزة في اندلاع انتفاضة ثالثة، يتوجب على الحكومة أن تبحث عن كل وسيلة لإطفاء النيران المشتعلة في غزة، وإلا فإنه ليس فقط مدن الضفة الغربية ستشتعل، بل إن هناك أساسًا للاعتقاد أن مدننا ستتحول إلى ساحة للعمليات الانتحارية من جديد.
من ناحيته حذّر عوفر شيلح، مقدم البرامج الحوارية في القناة نفسها، من أن إسرائيل من خلال تصعيدها غير المحسوب في غزة تخاطر بالقضاء على كل الإنجازات التي حققتها في العامين الماضيين، لا سيما على صعيد عزل حركة حماس وتشريع الحصار عليها.
وأضاف أن إسرائيل حققت إنجازًا كبيرًا عندما نجحت في تكريس الانقسام بين حركتي فتح وحماس، وتحديدًا عندما اقتنع أبو مازن بتوجيه قواته في الضفة الغربية لضرب حركة حماس. لكن في حال نشبت انتفاضة جديدة، فإن حماس وفتح ستتوحدان في مواجهتنا، وسنخسر أبو مازن وكل التيار المعتدل في منظمة التحرير، وتبقى الساحة الفلسطينية تحت سيطرة حماس المطلقة.
من ناحيته، قال يوسي بيلين، زعيم حركة ميريتس اليسارية ووزير القضاء الصهيوني الأسبق: إن المشاهد التي عرضتها شاشات التلفزة لمسرح العملية التي نفذها علاء أبو دهيم في مدرسة مركاز هراب الدينية، جاءت في الوقت الذي ظن فيه المجتمع الإسرائيلي أن هذه الفترة هي الفترة الأكثر هدوءًا. وأضاف بالأمس فقط أعربنا عن ارتياحنا بسبب الهدوء النسبي الذي شهده عام 2007م، لكنا مرة أخرى تصدمنا مشاهد سيارات الإسعاف وهي تنقل القتلى والجرحى. ومع ذلك، علينا ألا نعود للخطأ الكبير الذي وقعنا فيه في خريف عام 2000م، عندما اندلعت أحداث انتفاضة الأقصى، حيث اعتقدنا حينها أنه بإمكان قبضتنا الحديدية أن تقطع اليد الفلسطينية التي استهدفتنا. فلم تجرّ سياسة القبضة الحديدية علينا إلا المزيد من الكراهية وروح الانتقام التي أصبحت متجذرة في نفوس الفلسطينيين، على حد تعبيره.
وأعاد بيلين للأذهان أنه لم يسبق في تاريخ إسرائيل أن يقتل هذا العدد من الإسرائيليين كما حدث في انتفاضة الأقصى. وحذر قائلاً: كلما يقتل ويجرح الفلسطينيون كلما عربد الغضب، وسرعان ما تتعاظم الدعوات في الساحة الفلسطينية للمسّ بإسرائيل والانتقام من جيشها وجباية ثمن كبير من مواطنيها، ولسع وعينا الجمعي.
[CENTER][B][SIZE=4][B][FONT=arial black][COLOR=#333333]۞۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞
۞ *•.¸.•* بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الْرَّحِيمِ •¸ .*• ۞
۞ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ۞ اللَّهُ الصَّمَدُ ۞ لَمْ * • ۞
۞ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ۞ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ * • ۞
۞ *•.¸.•**• *•.¸.•* *• ۞
۞۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞[/COLOR][/FONT][/B][/SIZE][/B]
[/CENTER]
[CENTER][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=red]حجاجي :
[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=blue][COLOR=red]أصل الكلمة:[/COLOR] هو القفيز اتخذه الحجاج ابن يوسف على صاع عمر بن الخطاب وهو مكيال إسلامي يستعمل في الوزن والكيل اثاء العصور الإسلامية.[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5]
[/SIZE][/FONT] [FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=red]الحجاجي يساوي صاعاً حسب رأي أهل العراق وصاع وثلاث اخماس الصاع حسب رأي أهل الحجاز.[/COLOR][/SIZE][/FONT]
[/CENTER]
تعليق
-
معركة المنصورة
هي معركة حربية دارت أحداثها بمدينة المنصورة بين الأيوبيين والحملة الصليبية السابعة بقيادة لويس التاسع ملك فرنسا سنة (647هـ/ 1250م)، وتعد هذه المعركة من أهم العوامل لبزوغ فجر الدولة المملوكية وأفول نجم الدولة الأيوبية، حيث نجح جنود الملك الصالح أيوب -الذي اشتراهم بكثرة واهتم بتدريبهم عسكريًّا حتى أصبحوا عماد جيشه- في تحطيم آمال لويس التاسع وإفشال الحملة الصليبية السابعة، أما عن أسباب هذه المعركة وأحداثها فنستعرضها في السطور الآتية.
بعد أن استطاع الصالح نجم الدين أيوب الانفراد بحكم مصر سنة (637هـ/ 1238م)، ونجح في استرداد بيت المقدس من أيدي الصليبين بمساعدة الخوارزمية في (3 صفر 642هـ/ 11 يوليو 1244م) وهزم الصليبيين في معركة غزة في (جمادى الأولى 642هـ/ أكتوبر 1244م)، وكانت هذه الهزيمة أضخم كارثة حلت بالصليبيين بعد معركة حطين سنة (583هـ/ 1187م)، وبلغ من أثرها أن أطلق عليها "حطين الثانية"، ونجح أيضًا في استرداد قلعة طبرية (645هـ/ 1247م)، ثم استولى على عسقلان في العام نفسه، وبذلك نجح الصالح أيوب في توحيد مصر والشام تحت سلطانه بعد أن أصبحت القاهرة ودمشق وبيت المقدس في قبضة يده.
وقد أثار استرداد المسلمين بيت المقدس حفيظة الغرب الأوربي، وارتفعت الأصوات هناك تدعو إلى ضرورة إرسال حملة صليبية جديدة إلى مصر بعد أن ساد الاعتقاد هناك أن مصر ما دامت على قوتها وبأسها فلا سبيل إلى نجاح الحملات الصليبية واستعادة بيت المقدس من أيدي المسلمين، واستجاب لهذه الصيحات الغاضبة "لويس التاسع" ملك فرنسا الذي عقد مجلسًا عامًّا في باريس في خريف سنة (643هـ/ 1245م) حضره كبار رجال المملكة، ورجال الكنيسة على رأسهم البابا "إنوسنت الرابع"، وفي هذا المؤتمر أخذ العهود والمواثيق على الراغبين في الانخراط في الحملة، وبدأ بنفسه؛ فكان أول من أدرج نفسه في سجل الحرب الصليبية، وتتابع الأمراء في الاقتداء به.
وفي (20من ربيع الآخر 646هـ/ 12 من أغسطس 1248م) أبحرت الحملة من ميناء "يجور" جنوبي فرنسا؛ قاصدة قبرص حيث مكثت بها زهاء ثمانية أشهر.
ولما علم الصالح أيوب بأخبار الحملة الصليبية وهو في بلاد الشام من الإمبراطور الألماني "فريدريك الثاني"، الذي كان يرتبط به بعلاقات طيبة، فتحرك الملك الصالح بسرعة على الرغم من مرضه، فغادر دمشق محمولاً على الأكتاف في مِحَفَّة، ونزل بأشموم طناح التي تُسمى الآن (أشمون الرمان) بمركز دكرنس التابع لمحافظة الدقهلية بمصر في (3 من صفر 647هـ/ 18 من مايو 1249م)، وجعل من هذه البلدة الصغيرة معسكره الرئيسي، ومركز عملياته الحربية.
وبدأ في الاستعداد لمواجهة العدو، فعمل على تحصين دمياط؛ لعلمه أنها كانت هدف الصليبيين في حملاتهم السابقة، وتزويدها بالمؤن والعتاد، وعَهِد إلى طائفة بني كنانة -وهم قوم مشهورون بالشجاعة والإقدام- بحماية المدينة والدفاع عنها، وأرسل إليها جيشًا بقيادة الأمير فخر الدين يوسف إلى البر الغربي لدمياط حتى يكون في مقابلة الصليبيين عند وصولهم إلى الشاطئ المصري؛ ليحول دون نزولهم إليه، فعسكر تجاه المدينة، وأصبح النيل بينه وبينها.
فلما وصلت الحملة الصليبية إلى الشواطئ المصرية في صبيحة يوم الجمعة الموافق (20 من صفر 647هـ/ 4 من يونيو 1249م)، نزلت إلى البر بالرغم من وقوع بعض المناوشات بين الحملة والمسلمين، وانسحب الأمير فخر الدين بجيشه، وعَبَر النيل إلى دمياط نفسها، ثم غادرها إلى المعسكر السلطاني بأشموم طناح.
ولما رأى أهالي دمياط انسحاب الحامية العسكرية، فروا بنسائهم وأطفالهم وشيوخهم؛ فدخل الصليبيون دمياط بغير قتال.
استقبل الصالح نجم الدين أيوب أنباء سقوط دمياط بمزيج من الألم والغضب، فأنّب الأمير فخر الدين على تهاونه وضعفه، واضطر إلى نقل معسكره إلى مدينة المنصورة، ورابطت السفن الحربية في النيل تجاه المدينة، وتوافد على المدينة أفواج من المجاهدين الذين نزحوا من بلاد الشام والمغرب الإسلامي.
واقتصر الأمر على بعض الغارات التي يشنها الفدائيون المسلمون على معسكر الصليبيين، واختطاف كل من تصل إليه أيديهم، وابتكروا لذلك وسائل تثير الدهشة والإعجاب، وتعددت مواكب أسرى الصليبيين في شوارع القاهرة على نحو زاد من حماسة الناس، ورفع معنويات المقاتلين.
وفي الوقت نفسه قامت البحرية المصرية بحصار الحملة وقطع خطوط إمدادها في فرع دمياط، واستمر هذا الوضع ستة أشهر منذ قدوم الحملة، ولويس التاسع ينتظر في دمياط قدوم أخيه الثالث كونت دي بواتيه، فلما حضر عقد الملك مجلسًا للحرب لوضع خطة الزحف، واستقروا فيه على الزحف صوب القاهرة؛ فخرجت قواتهم من دمياط في يوم السبت الموافق (12 من شعبان 647هـ= 20 من نوفمبر 1249م)، وسارت سفنهم بحذائهم في فرع النيل، حتى وصلوا إلى قناة أشموم المعروف اليوم باسم "البحر الصغير"، فصار على يمينهم فرع النيل، وأمامهم قناة أشموم التي تفصلهم عن معسكرات المسلمين القائمة عند مدينة المنصورة.
وفي الوقت الذي تحركت فيه الحملة الصليبية توفي الملك الصالح أيوب في ليلة (النصف من شعبان سنة 647هـ/ 22 من نوفمبر 1249م)، فقامت زوجته شجر الدر بتدبير شئون الدولة بعد أن أخفت خبر موته، وفي الوقت نفسه أرسلت إلى ابنه توران شاه ولي عهده تحثه على سرعة القدوم إلى مصر ليعتلي عرش البلاد خلفًا لأبيه.
وتعين على الصليبيين لمواصلة الزحف أن يعبروا فرع دمياط أو قناة أشموم، فاختار لويس التاسع القناة، فعبرها بمساعدة بعض الخونة، ولم يشعر المسلمون إلا والصليبيون يقتحمون معسكرهم، فانتشر الذعر بين المصريين، واقتحمت فرقة من الصليبيين بقيادة "روبرت أرتوا" أحد أبواب المنصورة، ونجحوا في دخول المدينة وأخذوا يقتلون المصريين حتى وصلت طلائعهم إلى أبواب قصر السلطان نفسه، وانتشروا في أزقة المدينة، حيث أخذ الناس يرمونهم بالأحجار والطوب والأسهم.
وانقض المماليك البحرية بقيادة "بيبرس البندقداري" على الصليبيين في (4 من ذي القعدة 647هـ/ 8 من فبراير 1250م)، فانقلب نصرهم إلى هزيمة، وقُتلت الفرقة وقائدها الكونت أرتوا نفسه.
وفي فجر يوم الجمعة (8 من ذي القعدة 647هـ/ 11 من فبراير 1250م) بدأ الجيش المصري هجومه على معسكر الفرنج، لكن الملك لويس تمكن من الثبات بعد أن تكبد خسائر فادحة، وبذلك انتهت معركة المنصورة الثانية، وهي المعركة التي أيقن الصليبيون بعدها أن عليهم الانسحاب إلى دمياط قبل القضاء عليهم.
وفي (23 من ذي القعدة 674هـ/ 27 من فبراير 1250م) وصل توران شاه، وتولى قيادة الجيش، وأخذ في إعداد خطة لإجبار لويس التاسع على التسليم، بقطع خط الرجعة عليه، فأمر بنقل عدة سفن مفككة على ظهور الجمال وإنزالها خلف الخطوط الصليبية في النيل، وبهذه الوسيلة تمكن من مهاجمة السفن الصليبية المحملة بالمؤن والأقوات، والاستيلاء عليها وأسر من فيها، وأدى هذا إلى سوء الحال بالفرنسيين، وحلول المجاعة بمعسكرهم وتفشي الأمراض والأوبئة بين الجنود، فطلب لويس التاسع الهدنة وتسليم دمياط مقابل أن يأخذ الصليبيون بيت المقدس وبعض بلاد ساحل الشام، فرفض المصريون ذلك، وأصروا على مواصلة الجهاد.
لم يجد الصليبيون بدًّا من الانسحاب إلى دمياط تحت جنح الظلام، ولكن المصريين تعقبوهم وطاردوهم حتى فارسكور، وأحدقوا بهم من كل جانب في (المحرم سنة 648هـ/ إبريل 1250م)، وقتلوا منهم أكثر من عشرة آلاف، وأُسر عشرات الألوف، وكان من بين الأسرى أنفسهم الملك لويس التاسع نفسه، حيث تم أسره في قرية "منية عبد الله" شمال مدينة المنصورة، وتم نقله إلى دار القاضي "فخر الدين بن لقمان"، حيث بقي بها أسيرًا فترة حتى أفرج عنه لقاء فدية مالية كبيرة، وجلاء الفرنج عن دمياط، وأن يستمر الصلح بين الطرفين لمدة عشر سنوات.
[CENTER][B][SIZE=4][B][FONT=arial black][COLOR=#333333]۞۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞
۞ *•.¸.•* بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الْرَّحِيمِ •¸ .*• ۞
۞ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ۞ اللَّهُ الصَّمَدُ ۞ لَمْ * • ۞
۞ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ۞ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ * • ۞
۞ *•.¸.•**• *•.¸.•* *• ۞
۞۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞[/COLOR][/FONT][/B][/SIZE][/B]
[/CENTER]
[CENTER][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=red]حجاجي :
[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=blue][COLOR=red]أصل الكلمة:[/COLOR] هو القفيز اتخذه الحجاج ابن يوسف على صاع عمر بن الخطاب وهو مكيال إسلامي يستعمل في الوزن والكيل اثاء العصور الإسلامية.[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5]
[/SIZE][/FONT] [FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=red]الحجاجي يساوي صاعاً حسب رأي أهل العراق وصاع وثلاث اخماس الصاع حسب رأي أهل الحجاز.[/COLOR][/SIZE][/FONT]
[/CENTER]
تعليق
-
نكبة أنيشة
كانت مدينة بلنسية من أعرق مدن شرق الأندلس، وكانت محط أنظار ملوك أراجون الإسبان، وقد حاول خايمي الأول ملك أراجون فتح بلنسية عدة مرات ففشل بسبب وجود سلسلة من الحصون القوية حول المدينة العريقة تمثل خط الدفاع الأول والمتين عن هذه المدينة، وكان حصن أنيشة المنيع والذي يقع على ربوة عالية من أقوى هذه الحصون الدفاعية عن بلنسية، لذلك ركز خايمي على هذا الحصن من أجل الاستيلاء عليه.
واصل خايمي محاولاته الهجومية على بلنسية من أجل فتحها وشدد من وطأته على المدينة وشعر الأمير زيان والي بلنسية بخطورة الهجوم الإسباني وبأهمية موقع أنيشة وخطورة سقوطه في أيدي النصارى، فأمر بهدمه وتسويته بالأرض حتى لا يستفيد به النصارى، ولكن خايمي الأول أصر مع ذلك على احتلال موقعه، وألح في القتال حتى احتل الموقع، وابتنى مكانه حصنًا جديدًا منيعًا، وجعله قاعدة للإغارة على بلنسية.
شعر الأمير زيان بخطر وجود النصارى في هذا المركز الدقيق المهدد لسلامة بلنسية فصمم على استعادته من أيديهم وحشد جيشًا قويًّا ولكنه في أغلبه من المشاة، وسار بقواته نحو تل أنيشة، وفي يوم 20 من ذي الحجة 634هـ اشتبك المسلمون والنصارى في معركة عنيفة قاتل فيها الفريقان بمنتهى الشجاعة، وانتهت بهزيمة فادحة للمسلمين، قتل فيها عدد كبير من أعيان بلنسية وعلمائها وصلحائها وفي مقدمتهم كبير علماء الأندلس ومحدثيها يومئذ، أبو الربيع سليمان بن موسى الكلاعي وكان فوق علمه وأدبه الجم جنديًّا وافر الشجاعة والجرأة، يشهد كل الغزوات ويباشر القتال بنفسه، وكان في يوم أنيشة يتقدم الصفوف ويقاتل بشجاعة ويحث المنهزمين على الثبات ويصيح بهم: "أعن الجنة تفرون" حتى سقط شهيدًا.
وبهذه الهزيمة أصبح الطريق مفتوحًا أمام النصارى لأن يحتلوا بلنسية.
[CENTER][B][SIZE=4][B][FONT=arial black][COLOR=#333333]۞۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞
۞ *•.¸.•* بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الْرَّحِيمِ •¸ .*• ۞
۞ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ۞ اللَّهُ الصَّمَدُ ۞ لَمْ * • ۞
۞ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ۞ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ * • ۞
۞ *•.¸.•**• *•.¸.•* *• ۞
۞۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞[/COLOR][/FONT][/B][/SIZE][/B]
[/CENTER]
[CENTER][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=red]حجاجي :
[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=blue][COLOR=red]أصل الكلمة:[/COLOR] هو القفيز اتخذه الحجاج ابن يوسف على صاع عمر بن الخطاب وهو مكيال إسلامي يستعمل في الوزن والكيل اثاء العصور الإسلامية.[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5]
[/SIZE][/FONT] [FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=red]الحجاجي يساوي صاعاً حسب رأي أهل العراق وصاع وثلاث اخماس الصاع حسب رأي أهل الحجاز.[/COLOR][/SIZE][/FONT]
[/CENTER]
تعليق
تعليق