الفن والحياة الاقتصادية في العصر الروماني
تعتبر الكتابات والأبحاث والدراسات العلمية التي تتعلق بمنطقة حوران في العصور القديمة قليلة للغاية، وتكاد تكون مستنسخة من بعضها ولا تعطي إلا القليل من المعلومات العلمية. وتأخذ مدينة بصرى النصيب الأكبر منها وذلك لعدة أسباب منها أهميتها المطلقة في جنوب سورية.
كذلك وصول عدد كبير من الباحثين والدارسين الأجانب إليها وتدوين أبحاثهم في مقالات وكتب. مع مشاركة بسيطة من بعض الكتاب العرب في تلك الأبحاث. فيما غابت باقي المدن والتجمعات الأخرى عن الذكر وكل ما ورد عنها حصر لما تحتويه من بقايا مع بعض الأحداث التي سجلت حديثا. نقلا عن روايات قديمة وليس ترجمة وتحليلا للكتابات والنقوش القديمة. ونعترف بوجود شح كبير في معلوماتنا عن منطقتنا الخيرة حوران في العصور القديمة. لكن ذلك لن يمنعنا بالطبع وبحكم دراستنا وعملنا في قطاع الآثار الإنساني الراقي، أن نبدأ وحسب إمكانياتنا المتواضعة ووقتنا الضيق بدراسة المدن والمناطق الحورانية بما تحتويه من مخلفات معمارية نضيف إليها باستمرار ما يتم كشفه سواء بالشكل المنهجي أم الطارىء. معتمدين كذلك كأساس عمل منهجي عما ذكر عن تلك الحواضر في الكتابات القديمة. وتوصلنا وعلى الرغم من كوننا لا نزال في بداية المشوار، إلى نتائج هائلة تشير إلى أن حوران مسكونة منذ أقدم العصور. وأنها لا تزال تخفي الكثير بين ذرات ترابها الأشم الذي يعود لآلاف السنين.
من الطبيعي الإشارة إلى أن للعصور الحجرية القديمة شواهد مادية واضحة في حوران، مثل الكهوف والمغارات والأدوات الصوانية والحجرية. نؤكد في الوقت ذاته ما ذهب إليه أغلب الباحثون والدارسون من أن نهايات الفترة النبطية، وبدايات الفترة البيزنطية مرورا بالفترة الرومانية. أي من القرن الأول قبل الميلاد وحتى السادس الميلادي هي الفترة الذهبية لحوران. فازداد التعداد السكاني ومورست الزراعة على نطاق واسع، وشقت الطرق وتطورت كافة مناحي الحياة. فسورية بشكل عام كانت بلدا هاما في الزراعة بالعصر الهلنستي (اليوناني الشرقي)، وأدى ذلك التعامل النشط مع البلاد الأجنبية المجاورة إلى تبادل المنتجات الزراعية وإدخال نباتات جديدة. ويعتقد بأن
الفاصولياء والعدس والخردل والقرع وغيرها، من النباتات المصرية النموذجية التي دخلت إلى حوران في عهد البطالمة. حيث كان يسكنها الأنباط وعاصمتهم البتراء. وتقع على طريق القوافل الذي يربط جنوب الجزيرة العربية حيث إنتاج التوابل، وبين مراكز الاستهلاك والبيع في شمالها. وكانت تسيطر على الطرق المؤدية إلى مرفأ غزة في الغرب والى بصرى ودمشق والعقبة على البحر الأحمر والى الخليج العربي. واحتوت مملكتهم في قمة ازدهارها على دمشق والإطراف الجنوبية والشرقية من فلسطين و حوران والأردن ومدين وسواحل البحر الأحمر. وصد الحارث الذي عين ملكا على دمشق عام 85 م، هجوما قاده
الإمبراطور الروماني بومبي الذي كان يتطلع إلى توسيع حدود الإمبراطورية الرومانية. ولابد من الشارة إلى أن رئبال الثاني كان آخر ملوك الأنباط عام 105 م. قبل مجيء تراجان الإمبراطور الروماني الشهير عام 106 م. الذي أعلن من بصرى عاصمة للولاية العربية. والمعروف أن سورية سقطت بيد الرومان عام 64 قبل الميلاد. إذاً فحوران كانت قوية مزدهرة لم تتمكن روما بقوتها وعظمتها من اقتحامها إلا بعد مضي 142 عام. تطورت حوران اقتصاديا وذلك نتيجة للشعور بالأمن وتوسيع شبكة الطرق وظهور تجارة عالمية جديدة، حيث بلغ سكان سوريا في القرن الثاني الميلادي سبعة ملايين نسمة وقد شملت الاختراعات الآلية في العصر الروماني: المحراث المتطور وطاحونة الماء وكان المثل يضرب بخصوبة ارض حوران وإنتاجها من الحنطة، لذا سميت (أهراء روما) وكانت تعد من البلاد المنتجة للخمور خاصة في درعا وبصرى. وكانت تعتمد على استعمال الصهاريج التي تجمع فيها مياه الأمطار وضربت النقود في بصرى ودرعا، وانعكس الازدهار في ارتفاع مستوى المعيشة وظهور المدن الجديدة. وتدلنا معاصر الزيت القديمة والمطاحن التي تظهر بكثرة بين البقايا القديمة والمطاحن على وفرة الإنتاج في ذلك الحين. وكان التجار على العموم وأهل البلاد يتبادلون البضائع ويبيعون المحاصيل المختلفة ويصدرونها إلى الخارج. أما صناعة الخمر والسيوف والثمار المجففة فقد بلغت الذروة بعد القرن الثاني للميلاد وتدلنا آثار الأسواق والمخازن التجارية في مدينة بصرى على مدى تطورها الاقتصادي في ذلك الحين، وغناها في الصناعة والتجارة وكان نموذج الرجل العادي هو الصانع أو البائع في المدينة والفلاح في القرية. والملاهي المعروفة في حوران هي من النوع الهلنستي كالتمثيل وسباق العربات والمباريات الرياضية والموسيقية كما أن سباق الخيل وركوب الهجن كان شائعا وكانت الحمامات ندوة يمارس فيها مزيج من النظافة والتسلية وتمارين القوى و نجدها تقوم حتى الآن في بصرى وشعارة ودرعا والصنمين. أما صناعة الفسيفساء والنقش بالألوان والرخام وغيرها من أساليب التزيين فتدلنا بقاياها الماثلة فوق الأبنية على تطورها وإتقانها حتى بلغت درجة الإبداع الفني، كان القطر المصري يستورد حاجاته من الأخشاب من أحراش البلوط الحورانية وما نعرفه أن حوران بما فيها منطقة اللجاة كانت منطقة غابات كثيفة. يذكر أن الإمبراطور الروماني كان يعهد لتسيير أمور الولايات إلى نائب قنصل مقيم يمثله فيها ويتولى قيادة الجيش ويرأس الإدارة، وذلك ليستطيع البت في شؤون الأمن الطارئة وكانت بصرى مركز للفرقة العسكرية ولكبار موظفي الإدارة والمالية وكان موظفو المالية يهتمون بجباية الأموال مباشرة أو بواسطة التلزيم. وما نعرفه عن الأمور المالية فقد كانت تطبق بأساليب مريبة يتولاها موظفون أجانب وكانت الولاية العربية مقسمة إلى مناطق ونواحي من خلال كتابات أثرية تحمل أسماء نواحي (بريكة ـ ازرع ـ المسمية) حيث كانت هذه المناطق مراكز للقرى المحيطة بها. أصبح فيما بعد للولاية حاكمان يرأس احدهما الإدارة والقضاء والشؤون المالية فيما يتولى الآخر قيادة الجيش. الطـــــــرق تطورت الطرق عما سبق ومرت بحوران طرقات دولية والهدف الأساسي من شق الطرق التي أنجزتها فرق من الجيش الروماني تسهيل حركة الجيش وتأمين الحماية الكافية لها، كذلك تحسين حركة القوافل التجارية والحقيقة أنها نفذت بأساليب علمية متطورة للغاية واشرف عليها مهندسون خبراء والدليل أن أقسام كبيرة منها لا تزال قائمة حتى الآن وبحالة إنشائية ممتازة. تم الاعتماد في تشكيلها على حصى رملي وملاط وحجارة مربعة ومستوية، وأقيمت على جانبي الطرقات حواجز من أحجار ضخمة تبعد عن بعضها البعض اثني عشر قدما. ويبلغ عرض الطريق ستة أمتار وأقيمت على طوله محطات للمراقبين والحراس حيث أبراج مربعة تتألف من عدة طبقات ومرابط للخيول ومستودعات للمئونة والعلف فكان الزائر يستطيع قطع مسافة مئة ميل بيوم واحد فقط. ونقشت الأبعاد بين المدن نصب في كل ألف قدم وكتبت المسافات باللاتينية وبعضها بالنبطية وتمركزت فرقة الخيالة الليرينانيكية (الخيالة الرماة المحليون) في أمتان MOTHA والفرقة الثالثة السيرنائكية والفيلق الثالث في مدينة بصرى. وأحدثت في بصير حامية عسكرية رومانية بغية حماية الجنود القادمين من بابل إلى القدس، وتمركزت في المسمية مفارز من الفوج الثالث GALLIGA والسادس عشر FLAVIA FIRMA وفرقة خيالة في صلخد. وقد وصلت الطرقات بين أغلب مناطق حوران وكان بعضها مقسم إلى قسمين عبر جزيرة وسطية للذهاب والإياب، وسمي الرصيف الممتد من دمشق إلى بصرى بطريق العربات نظرا لكثرة العربات التي تجرها الخيول المارة عليه ولاتزال آثار تلك العربات ماثلة على الصخر بعد أن أحدثت فيها تجويفا. وأنشأت الجسور على مجاري الأودية والأنهار نجد أجملها في بلدة الطيبة وهناك ثلاثة جميلة في مدينة الصنمين واثنان في جمرين. الناحية العمرانية والفنية يخطئ من يظن أن حوران هي بصرى فقط بل هناك عشرات المدن والحواضر البالغة الأهمية والجمال وان كانت اكبر بالمساحة وبالسكان وبالمركز الاقتصادي والعسكري. فهي أي بصرى أم حوران بمسرحها وأسواقها وحماماتها وبركها ومعابدها وقصورها ولها ترتيب عالمي وهي مسجلة على قائمة التراث العالمي ولن نذهب بعيدا بوصفها وذلك لكثرة ما كتب عنها وأشير إليها. لكننا نشير إلى باقي مناطق حوران التي لم تأخذ بعد نصيبها من الدراسة والبحث وجدت أن أمانة ثقيلة ملقاة على عنقي تحثني باستمرار على البحث عن آثار هذه المنطقة وإظهار ما فيها من حضارات. ففي القرنين الثاني والأول قبل الميلاد كانت الكثير من مناطق حوران مسكونة بالقبائل العربية والنبطية مثل منطقة اللجاة وبصرى والمتاعية، هذه الأخيرة التي تحوي مدينة أثرية بالكامل يبرز منها معبدا غاية في الروعة والجمال وفيه من الزخارف والنحوتات ما يضعه في قائمة السجل الذهبي للعمارة العربية في القرون الأولى التي تسبق الميلاد. وذلك ليس غريبا فالمتاعية والتي لا يعرف اسمها القديم بعد، كانت تقع على طريق القوافل التجارية بين المدينتين النبطيتين البتراء وبصرى، فأثري سكانها وامتلكوا أموالا كثيرة فأشادوا البيوت الفخمة وزينوها بكل ما هو جميل وممتع على أنها بقيت مزدهرة على طول الفترة الرومانية حتى البيزنطية حيث وصل ازدهارها القمة من خلال احتوائها على ست كنائس مسيحية. وان لم يبق الكثير من عمارات الفترة النبطية التي تساير الفترة الهلنستية (اليونانية الشرقية) فهذا لا ينفي وجود كنوز ولقى كثيرة يقتنيها متحف دمشق الوطني من زجاج وبرونز ومعادن أخرى، كانت قد اكتشفت بحوران بمناسبات متنوعة تعود للقرنين الثاني والأول قبل الميلاد. ومع مطلع الميلاد وتطور مناحي الحياة ازدهرت حواضر حوران وأنشأت فيها البيوت الفخمة والمعابد الجميلة وباقي المرافق وإن أحبننا أن نعطي لمحة موجزة عن مثل ذلك لأوردنا مدينة الصنمين(ايرابوليس). حيث ضمت في العصر الروماني معبدا ً للآلهة تيكة من العام 191م. تؤكد كتابة لا تزال موجودة فيه أن قائدا ً محليا ً هو من أشاده. للمعبد المذكور هذا قيمة ً فنية ً وعمرانية ً كبيرة كونه يعد النموذج الأقدم لإنشاء البازليكات في سورية. إضافة ً لاحتواء الصنمين على حمام جميل بحالة جيدة وعدد من القصور الفخمة. ولو انتقلنا للغرب منها نجد أن العمارة والفن يذهبان بعيدا ً بتطورهما وتنوع أشكالهما. فلو بدأنا من قرية كفرشمس الصغيرة فهي تحتوي على خمسة قصور آية في الجمال. يتألف بعضها من طابقين والآخر من أربعة. واجهات عالية قناطر رشيقة زخارف متنوعة، حجر مصقول بشدة. كل ذلك يجعل منها قبلة للفن العربي في العصر الروماني. وكانت لأهميتها وفرادتها إحدى المحطات الهامة للمشروع السوري الأوروبي للتوثيق المعماري في جنوب سورية في منتصف العام 2004 م. وبمسافة قريبة من كفرشمس تقوم كفرناسج ولبيوتها خصوصية معمارية تنفرد بها من خلال وجود رواق أمامي تقوم وسطه قنطرة مزدوجة. ولو انتقنا إلى انخل المدينة الغنية، لوجدنا أنها تحتوي على أجمل وأضخم قصور حوران. وهو قصر زين العابدين الذي يخلب الأبصار بجماله وضخامته خاصة ً بعد ترميمه. وهو من الفترة الرومانية أنجز وكما أشار لنا الباحث الألماني شتانسل عن طريق فنانيين ومعماريين من مدينة بصرى. وكان مقرا ً ربما لحاكم المنطقة أو لأحد الأمراء والمترفين فيها.يضم أقسام كثيرة من طابقين، فيه الكثير من المنحوتات والصور الإنسانية ذات الملامح العربية والتي تشابه بطرزها وطريقة تنفيذها تلك القادمة من تدمر. والأمر نفسه ينطبق على قصري العلوه والفروان. وبالقرب من انخل تقوم نوى أكبر التجمعات الحورانية سكانا ً عبر مراحل التاريخ. ومافيها من قصور فخمة ذات زخارف مثيرة. وقد لحظنا ما يزيد عن سبعة بيوت جميلة، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن القسم الشمالي من حوران كان أغنى وأترف من القسم الجنوبي الذي لم يكن على الهامش. فمدينة طفس الواقعة وسط المناطق الخصبة كثيرة المصادر المائية، تحوي بيتا ً جميلا ً قريب من مركز المدينة. فيه الكثير من الصور والنحوتات يشابه بذلك قصر المصلح في معربة. كذلك قصر جمرين القريبة من بصرى. أما بيوت خربة غزالة الهائلة المساحة والحجم فهي تشير إلى مركز هام لهذه المدينة في الفترة الرومانية. لكن المحجة الواقعة وسط حوران تماما ً، فتحوي عشرات البيوت الفخمة ويمكن أن يفهم أن لها خصوصية فنية ودرجة كبيرة من الترف والغنى قد تمتع به أهلها. وفيما يتعلق بالأشكال والصور الممثلة على جدران وواجهات هذه البيوت الفخمة نجد أنها تنقسم إلى أربعة محاور رئيسية، المحور الأول ما يتناول الأشكال البشرية، ونجدها في قصر انخل حيث ثلاثة أشكال في سقف الغرفة الشرقية. وفي كفر ناسج شكلان على قنطرة البيت رقم (3) كذلك في محجة وقصر العلوه. المحور الثاني ما يتعلق بالأشكال الحيوانية ونجده في معبد المتاعية حيث نسران كبيران يفردان جناحيهما عند بداية الدرج الصاعد، وأشكال الطيور في كفرناسج وكفرشمس. المحور الثالث وهو الأوسع ما له علاقة بالأشكال النباتية، حيث نبات الغار في أغلب البيوت وأشكال الورود وسنابل القمح، وثمار العنب والإجاص والرمان. وكل ذلك بالطبع نقل وتسجيل للبيئة المحيطة من زراعات وأشجار. المحور الرابع هو الذي يتناول الأشجار والرسومات الهندسية، ونجد أجمله في طفس حيث عمودان كورنثيان مع قوس نصف دائري على قنطرة القصر. وأشكال القنطرة الفخمة في قصر زين العابدين وقصور نوى حيث التشكيلات الهندسية والمحاريب والأقواس. كذلك في خربة غزالة ومحجة. إن انتشار البيوت بزخارفها وتشكيلاتها يؤكد غنى المنطقة. وثراء أهلها فهذه العمارات تحتاج للأموال الكافية وان كنا قد أعطينا هذه الأمثلة البسيطة فأرجو أن لا يفهم من ذلك أن باقي المناطق كانت هاشمية بل إنما لم تختلف عن غيرها بالغنى والترف فدرعا مركز حوران احتوت على مسرح جميل معبد وحمامات. كذلك ازرع بقصورها وإسطبلاتها ومعابدها الكثيرة مروراً بعتمان حيث المدفن الروماني الجميل. ودير العدس والشيخ مسكين واليادودة والحارة الشهيرة بمدافنها المحفورة بالصخر، وقد لا يتسع المجال لإيراد كل شيء. يضاف إلى الطراز المعماري ما كان قد اكتشف من كنوز ولقى ومنحوتات من مناطق حوران حيث توجد في متحف دمشق الوطني ومستودع آثار درعا، من تماثيل برونزية لآلهة حوران في تلك العصور (فينوس -تيكة -كيوبيد -ايروس). وقطع فنية تنم عن الجمال كتمثال الأمومة الفخاري من طفس، وتمثال إله الصيد (جينيوس) من انخل، وكبش داعل وتماثيل سحر اللجاة ومنارة شريف وشعارة وفسيفساء الزيدي. لقد اتخذ الفن في حوران وكما يؤكد الأستاذ بشير زهدي مكانا ً له من مراكز الإبداع الفني الذي ترك لنا روائع فنية تضاف للتراث الفني في سورية، واستخدم الفنان الحوراني في هذه البقعة العريقة البازلت وأنجز منه روائع تعتبر بحق بمثابة مكافأة له على صبره الطويل، ورمز يشير إلى انتصاره في صراعه الطويل مع المادة الخام. بغية تحقيق الشكل الفني الذي تخيله في رؤاه وحلم في تحقيقه في عالم الواقع. إن القطع الفنية والنحتية التي أنجزت بحوران تحمل أصدق معاني الأصالة وتأثير الجذب الأرضي وصدى الحياة الاجتماعية مما جعل لها طابعا ً محليا ً خاصا ً بها. ومستوى عالمي من خلال دخولها للعديد من المتاحف العالمية.
منقووول
تعتبر الكتابات والأبحاث والدراسات العلمية التي تتعلق بمنطقة حوران في العصور القديمة قليلة للغاية، وتكاد تكون مستنسخة من بعضها ولا تعطي إلا القليل من المعلومات العلمية. وتأخذ مدينة بصرى النصيب الأكبر منها وذلك لعدة أسباب منها أهميتها المطلقة في جنوب سورية.
كذلك وصول عدد كبير من الباحثين والدارسين الأجانب إليها وتدوين أبحاثهم في مقالات وكتب. مع مشاركة بسيطة من بعض الكتاب العرب في تلك الأبحاث. فيما غابت باقي المدن والتجمعات الأخرى عن الذكر وكل ما ورد عنها حصر لما تحتويه من بقايا مع بعض الأحداث التي سجلت حديثا. نقلا عن روايات قديمة وليس ترجمة وتحليلا للكتابات والنقوش القديمة. ونعترف بوجود شح كبير في معلوماتنا عن منطقتنا الخيرة حوران في العصور القديمة. لكن ذلك لن يمنعنا بالطبع وبحكم دراستنا وعملنا في قطاع الآثار الإنساني الراقي، أن نبدأ وحسب إمكانياتنا المتواضعة ووقتنا الضيق بدراسة المدن والمناطق الحورانية بما تحتويه من مخلفات معمارية نضيف إليها باستمرار ما يتم كشفه سواء بالشكل المنهجي أم الطارىء. معتمدين كذلك كأساس عمل منهجي عما ذكر عن تلك الحواضر في الكتابات القديمة. وتوصلنا وعلى الرغم من كوننا لا نزال في بداية المشوار، إلى نتائج هائلة تشير إلى أن حوران مسكونة منذ أقدم العصور. وأنها لا تزال تخفي الكثير بين ذرات ترابها الأشم الذي يعود لآلاف السنين.
من الطبيعي الإشارة إلى أن للعصور الحجرية القديمة شواهد مادية واضحة في حوران، مثل الكهوف والمغارات والأدوات الصوانية والحجرية. نؤكد في الوقت ذاته ما ذهب إليه أغلب الباحثون والدارسون من أن نهايات الفترة النبطية، وبدايات الفترة البيزنطية مرورا بالفترة الرومانية. أي من القرن الأول قبل الميلاد وحتى السادس الميلادي هي الفترة الذهبية لحوران. فازداد التعداد السكاني ومورست الزراعة على نطاق واسع، وشقت الطرق وتطورت كافة مناحي الحياة. فسورية بشكل عام كانت بلدا هاما في الزراعة بالعصر الهلنستي (اليوناني الشرقي)، وأدى ذلك التعامل النشط مع البلاد الأجنبية المجاورة إلى تبادل المنتجات الزراعية وإدخال نباتات جديدة. ويعتقد بأن
الفاصولياء والعدس والخردل والقرع وغيرها، من النباتات المصرية النموذجية التي دخلت إلى حوران في عهد البطالمة. حيث كان يسكنها الأنباط وعاصمتهم البتراء. وتقع على طريق القوافل الذي يربط جنوب الجزيرة العربية حيث إنتاج التوابل، وبين مراكز الاستهلاك والبيع في شمالها. وكانت تسيطر على الطرق المؤدية إلى مرفأ غزة في الغرب والى بصرى ودمشق والعقبة على البحر الأحمر والى الخليج العربي. واحتوت مملكتهم في قمة ازدهارها على دمشق والإطراف الجنوبية والشرقية من فلسطين و حوران والأردن ومدين وسواحل البحر الأحمر. وصد الحارث الذي عين ملكا على دمشق عام 85 م، هجوما قاده
الإمبراطور الروماني بومبي الذي كان يتطلع إلى توسيع حدود الإمبراطورية الرومانية. ولابد من الشارة إلى أن رئبال الثاني كان آخر ملوك الأنباط عام 105 م. قبل مجيء تراجان الإمبراطور الروماني الشهير عام 106 م. الذي أعلن من بصرى عاصمة للولاية العربية. والمعروف أن سورية سقطت بيد الرومان عام 64 قبل الميلاد. إذاً فحوران كانت قوية مزدهرة لم تتمكن روما بقوتها وعظمتها من اقتحامها إلا بعد مضي 142 عام. تطورت حوران اقتصاديا وذلك نتيجة للشعور بالأمن وتوسيع شبكة الطرق وظهور تجارة عالمية جديدة، حيث بلغ سكان سوريا في القرن الثاني الميلادي سبعة ملايين نسمة وقد شملت الاختراعات الآلية في العصر الروماني: المحراث المتطور وطاحونة الماء وكان المثل يضرب بخصوبة ارض حوران وإنتاجها من الحنطة، لذا سميت (أهراء روما) وكانت تعد من البلاد المنتجة للخمور خاصة في درعا وبصرى. وكانت تعتمد على استعمال الصهاريج التي تجمع فيها مياه الأمطار وضربت النقود في بصرى ودرعا، وانعكس الازدهار في ارتفاع مستوى المعيشة وظهور المدن الجديدة. وتدلنا معاصر الزيت القديمة والمطاحن التي تظهر بكثرة بين البقايا القديمة والمطاحن على وفرة الإنتاج في ذلك الحين. وكان التجار على العموم وأهل البلاد يتبادلون البضائع ويبيعون المحاصيل المختلفة ويصدرونها إلى الخارج. أما صناعة الخمر والسيوف والثمار المجففة فقد بلغت الذروة بعد القرن الثاني للميلاد وتدلنا آثار الأسواق والمخازن التجارية في مدينة بصرى على مدى تطورها الاقتصادي في ذلك الحين، وغناها في الصناعة والتجارة وكان نموذج الرجل العادي هو الصانع أو البائع في المدينة والفلاح في القرية. والملاهي المعروفة في حوران هي من النوع الهلنستي كالتمثيل وسباق العربات والمباريات الرياضية والموسيقية كما أن سباق الخيل وركوب الهجن كان شائعا وكانت الحمامات ندوة يمارس فيها مزيج من النظافة والتسلية وتمارين القوى و نجدها تقوم حتى الآن في بصرى وشعارة ودرعا والصنمين. أما صناعة الفسيفساء والنقش بالألوان والرخام وغيرها من أساليب التزيين فتدلنا بقاياها الماثلة فوق الأبنية على تطورها وإتقانها حتى بلغت درجة الإبداع الفني، كان القطر المصري يستورد حاجاته من الأخشاب من أحراش البلوط الحورانية وما نعرفه أن حوران بما فيها منطقة اللجاة كانت منطقة غابات كثيفة. يذكر أن الإمبراطور الروماني كان يعهد لتسيير أمور الولايات إلى نائب قنصل مقيم يمثله فيها ويتولى قيادة الجيش ويرأس الإدارة، وذلك ليستطيع البت في شؤون الأمن الطارئة وكانت بصرى مركز للفرقة العسكرية ولكبار موظفي الإدارة والمالية وكان موظفو المالية يهتمون بجباية الأموال مباشرة أو بواسطة التلزيم. وما نعرفه عن الأمور المالية فقد كانت تطبق بأساليب مريبة يتولاها موظفون أجانب وكانت الولاية العربية مقسمة إلى مناطق ونواحي من خلال كتابات أثرية تحمل أسماء نواحي (بريكة ـ ازرع ـ المسمية) حيث كانت هذه المناطق مراكز للقرى المحيطة بها. أصبح فيما بعد للولاية حاكمان يرأس احدهما الإدارة والقضاء والشؤون المالية فيما يتولى الآخر قيادة الجيش. الطـــــــرق تطورت الطرق عما سبق ومرت بحوران طرقات دولية والهدف الأساسي من شق الطرق التي أنجزتها فرق من الجيش الروماني تسهيل حركة الجيش وتأمين الحماية الكافية لها، كذلك تحسين حركة القوافل التجارية والحقيقة أنها نفذت بأساليب علمية متطورة للغاية واشرف عليها مهندسون خبراء والدليل أن أقسام كبيرة منها لا تزال قائمة حتى الآن وبحالة إنشائية ممتازة. تم الاعتماد في تشكيلها على حصى رملي وملاط وحجارة مربعة ومستوية، وأقيمت على جانبي الطرقات حواجز من أحجار ضخمة تبعد عن بعضها البعض اثني عشر قدما. ويبلغ عرض الطريق ستة أمتار وأقيمت على طوله محطات للمراقبين والحراس حيث أبراج مربعة تتألف من عدة طبقات ومرابط للخيول ومستودعات للمئونة والعلف فكان الزائر يستطيع قطع مسافة مئة ميل بيوم واحد فقط. ونقشت الأبعاد بين المدن نصب في كل ألف قدم وكتبت المسافات باللاتينية وبعضها بالنبطية وتمركزت فرقة الخيالة الليرينانيكية (الخيالة الرماة المحليون) في أمتان MOTHA والفرقة الثالثة السيرنائكية والفيلق الثالث في مدينة بصرى. وأحدثت في بصير حامية عسكرية رومانية بغية حماية الجنود القادمين من بابل إلى القدس، وتمركزت في المسمية مفارز من الفوج الثالث GALLIGA والسادس عشر FLAVIA FIRMA وفرقة خيالة في صلخد. وقد وصلت الطرقات بين أغلب مناطق حوران وكان بعضها مقسم إلى قسمين عبر جزيرة وسطية للذهاب والإياب، وسمي الرصيف الممتد من دمشق إلى بصرى بطريق العربات نظرا لكثرة العربات التي تجرها الخيول المارة عليه ولاتزال آثار تلك العربات ماثلة على الصخر بعد أن أحدثت فيها تجويفا. وأنشأت الجسور على مجاري الأودية والأنهار نجد أجملها في بلدة الطيبة وهناك ثلاثة جميلة في مدينة الصنمين واثنان في جمرين. الناحية العمرانية والفنية يخطئ من يظن أن حوران هي بصرى فقط بل هناك عشرات المدن والحواضر البالغة الأهمية والجمال وان كانت اكبر بالمساحة وبالسكان وبالمركز الاقتصادي والعسكري. فهي أي بصرى أم حوران بمسرحها وأسواقها وحماماتها وبركها ومعابدها وقصورها ولها ترتيب عالمي وهي مسجلة على قائمة التراث العالمي ولن نذهب بعيدا بوصفها وذلك لكثرة ما كتب عنها وأشير إليها. لكننا نشير إلى باقي مناطق حوران التي لم تأخذ بعد نصيبها من الدراسة والبحث وجدت أن أمانة ثقيلة ملقاة على عنقي تحثني باستمرار على البحث عن آثار هذه المنطقة وإظهار ما فيها من حضارات. ففي القرنين الثاني والأول قبل الميلاد كانت الكثير من مناطق حوران مسكونة بالقبائل العربية والنبطية مثل منطقة اللجاة وبصرى والمتاعية، هذه الأخيرة التي تحوي مدينة أثرية بالكامل يبرز منها معبدا غاية في الروعة والجمال وفيه من الزخارف والنحوتات ما يضعه في قائمة السجل الذهبي للعمارة العربية في القرون الأولى التي تسبق الميلاد. وذلك ليس غريبا فالمتاعية والتي لا يعرف اسمها القديم بعد، كانت تقع على طريق القوافل التجارية بين المدينتين النبطيتين البتراء وبصرى، فأثري سكانها وامتلكوا أموالا كثيرة فأشادوا البيوت الفخمة وزينوها بكل ما هو جميل وممتع على أنها بقيت مزدهرة على طول الفترة الرومانية حتى البيزنطية حيث وصل ازدهارها القمة من خلال احتوائها على ست كنائس مسيحية. وان لم يبق الكثير من عمارات الفترة النبطية التي تساير الفترة الهلنستية (اليونانية الشرقية) فهذا لا ينفي وجود كنوز ولقى كثيرة يقتنيها متحف دمشق الوطني من زجاج وبرونز ومعادن أخرى، كانت قد اكتشفت بحوران بمناسبات متنوعة تعود للقرنين الثاني والأول قبل الميلاد. ومع مطلع الميلاد وتطور مناحي الحياة ازدهرت حواضر حوران وأنشأت فيها البيوت الفخمة والمعابد الجميلة وباقي المرافق وإن أحبننا أن نعطي لمحة موجزة عن مثل ذلك لأوردنا مدينة الصنمين(ايرابوليس). حيث ضمت في العصر الروماني معبدا ً للآلهة تيكة من العام 191م. تؤكد كتابة لا تزال موجودة فيه أن قائدا ً محليا ً هو من أشاده. للمعبد المذكور هذا قيمة ً فنية ً وعمرانية ً كبيرة كونه يعد النموذج الأقدم لإنشاء البازليكات في سورية. إضافة ً لاحتواء الصنمين على حمام جميل بحالة جيدة وعدد من القصور الفخمة. ولو انتقلنا للغرب منها نجد أن العمارة والفن يذهبان بعيدا ً بتطورهما وتنوع أشكالهما. فلو بدأنا من قرية كفرشمس الصغيرة فهي تحتوي على خمسة قصور آية في الجمال. يتألف بعضها من طابقين والآخر من أربعة. واجهات عالية قناطر رشيقة زخارف متنوعة، حجر مصقول بشدة. كل ذلك يجعل منها قبلة للفن العربي في العصر الروماني. وكانت لأهميتها وفرادتها إحدى المحطات الهامة للمشروع السوري الأوروبي للتوثيق المعماري في جنوب سورية في منتصف العام 2004 م. وبمسافة قريبة من كفرشمس تقوم كفرناسج ولبيوتها خصوصية معمارية تنفرد بها من خلال وجود رواق أمامي تقوم وسطه قنطرة مزدوجة. ولو انتقنا إلى انخل المدينة الغنية، لوجدنا أنها تحتوي على أجمل وأضخم قصور حوران. وهو قصر زين العابدين الذي يخلب الأبصار بجماله وضخامته خاصة ً بعد ترميمه. وهو من الفترة الرومانية أنجز وكما أشار لنا الباحث الألماني شتانسل عن طريق فنانيين ومعماريين من مدينة بصرى. وكان مقرا ً ربما لحاكم المنطقة أو لأحد الأمراء والمترفين فيها.يضم أقسام كثيرة من طابقين، فيه الكثير من المنحوتات والصور الإنسانية ذات الملامح العربية والتي تشابه بطرزها وطريقة تنفيذها تلك القادمة من تدمر. والأمر نفسه ينطبق على قصري العلوه والفروان. وبالقرب من انخل تقوم نوى أكبر التجمعات الحورانية سكانا ً عبر مراحل التاريخ. ومافيها من قصور فخمة ذات زخارف مثيرة. وقد لحظنا ما يزيد عن سبعة بيوت جميلة، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن القسم الشمالي من حوران كان أغنى وأترف من القسم الجنوبي الذي لم يكن على الهامش. فمدينة طفس الواقعة وسط المناطق الخصبة كثيرة المصادر المائية، تحوي بيتا ً جميلا ً قريب من مركز المدينة. فيه الكثير من الصور والنحوتات يشابه بذلك قصر المصلح في معربة. كذلك قصر جمرين القريبة من بصرى. أما بيوت خربة غزالة الهائلة المساحة والحجم فهي تشير إلى مركز هام لهذه المدينة في الفترة الرومانية. لكن المحجة الواقعة وسط حوران تماما ً، فتحوي عشرات البيوت الفخمة ويمكن أن يفهم أن لها خصوصية فنية ودرجة كبيرة من الترف والغنى قد تمتع به أهلها. وفيما يتعلق بالأشكال والصور الممثلة على جدران وواجهات هذه البيوت الفخمة نجد أنها تنقسم إلى أربعة محاور رئيسية، المحور الأول ما يتناول الأشكال البشرية، ونجدها في قصر انخل حيث ثلاثة أشكال في سقف الغرفة الشرقية. وفي كفر ناسج شكلان على قنطرة البيت رقم (3) كذلك في محجة وقصر العلوه. المحور الثاني ما يتعلق بالأشكال الحيوانية ونجده في معبد المتاعية حيث نسران كبيران يفردان جناحيهما عند بداية الدرج الصاعد، وأشكال الطيور في كفرناسج وكفرشمس. المحور الثالث وهو الأوسع ما له علاقة بالأشكال النباتية، حيث نبات الغار في أغلب البيوت وأشكال الورود وسنابل القمح، وثمار العنب والإجاص والرمان. وكل ذلك بالطبع نقل وتسجيل للبيئة المحيطة من زراعات وأشجار. المحور الرابع هو الذي يتناول الأشجار والرسومات الهندسية، ونجد أجمله في طفس حيث عمودان كورنثيان مع قوس نصف دائري على قنطرة القصر. وأشكال القنطرة الفخمة في قصر زين العابدين وقصور نوى حيث التشكيلات الهندسية والمحاريب والأقواس. كذلك في خربة غزالة ومحجة. إن انتشار البيوت بزخارفها وتشكيلاتها يؤكد غنى المنطقة. وثراء أهلها فهذه العمارات تحتاج للأموال الكافية وان كنا قد أعطينا هذه الأمثلة البسيطة فأرجو أن لا يفهم من ذلك أن باقي المناطق كانت هاشمية بل إنما لم تختلف عن غيرها بالغنى والترف فدرعا مركز حوران احتوت على مسرح جميل معبد وحمامات. كذلك ازرع بقصورها وإسطبلاتها ومعابدها الكثيرة مروراً بعتمان حيث المدفن الروماني الجميل. ودير العدس والشيخ مسكين واليادودة والحارة الشهيرة بمدافنها المحفورة بالصخر، وقد لا يتسع المجال لإيراد كل شيء. يضاف إلى الطراز المعماري ما كان قد اكتشف من كنوز ولقى ومنحوتات من مناطق حوران حيث توجد في متحف دمشق الوطني ومستودع آثار درعا، من تماثيل برونزية لآلهة حوران في تلك العصور (فينوس -تيكة -كيوبيد -ايروس). وقطع فنية تنم عن الجمال كتمثال الأمومة الفخاري من طفس، وتمثال إله الصيد (جينيوس) من انخل، وكبش داعل وتماثيل سحر اللجاة ومنارة شريف وشعارة وفسيفساء الزيدي. لقد اتخذ الفن في حوران وكما يؤكد الأستاذ بشير زهدي مكانا ً له من مراكز الإبداع الفني الذي ترك لنا روائع فنية تضاف للتراث الفني في سورية، واستخدم الفنان الحوراني في هذه البقعة العريقة البازلت وأنجز منه روائع تعتبر بحق بمثابة مكافأة له على صبره الطويل، ورمز يشير إلى انتصاره في صراعه الطويل مع المادة الخام. بغية تحقيق الشكل الفني الذي تخيله في رؤاه وحلم في تحقيقه في عالم الواقع. إن القطع الفنية والنحتية التي أنجزت بحوران تحمل أصدق معاني الأصالة وتأثير الجذب الأرضي وصدى الحياة الاجتماعية مما جعل لها طابعا ً محليا ً خاصا ً بها. ومستوى عالمي من خلال دخولها للعديد من المتاحف العالمية.
منقووول
تعليق