الترجمة عند العرب
الترجمة فن وعلم من العلوم الهامة التي تمتد جذورها إلى عصور قديمة، فقد تنبّه العرب لأهمية الترجمة منذ العصر الجاهلي، عندما كانت تربطهم علاقات تجارية واقتصادية بالأقوام المحيطة بهم، مثل الفرس والروم والأحباش، فكانت الحاجة إلى الترجمة والمترجمين وإن كان ذلك بشكل بدائي. وبقيت الحاجة للترجمة والمترجمين على مر العصور بشكلها البدائي ولم تتبلور إلا في العصر العباسي.
مرت الترجمة في العصر العباسي بدورين: بدأ الدور الأول في عهد الخليفة العباسي الثاني أبي جعفر المنصور، وكان من أشهر مترجمي تلك الحقبة يحيى بن البطريق وجورجيس بن جبرئيل الطبيب وعبدالله بن المقفع، ومن الكتب التي ترجمت أنذاك كتاب الأدب الصغير وكتاب الأدب الكبير وكلاهما من الأدب الفارسي وكذلك كتب المنطق لارسطو وغيرها.
أما الدور الثاني فقد بدأ في عهد الخليفة العباسي السابع، المأمون، عندما أنشأ "بيت الحكمة" في بغداد الذي وضع أساسه الخليفة العباسي الخامس، هارون الرشيد عندما جمع فيه كتبا هامة من الهند والروم والفرس وغيرها. وفي عهد المأمون انتعشت احوال المترجمين ومن ثم الترجمة "فبالإضافة إلى ما كان يغدقه على مترجميه من رواتب خيالية، كان يوزّع كل يوم ثلاثاء جوائز تبلغ وزن الكتاب ان استحسنه ذهبا".
من أشهر المترجمين في تلك الحقبة: يوحنا بن البطريق والحجاج بن مطر وحنين بن اسحاق ويحيى بن عدي ومتي بن يونس وسنان بن ثابت وعبد المسيح بن ناعمة الحمصي الذين ترجموا كتبا عديدة في المنطق والطب والطبيعة والفلسفة والسياسة، نحو كتاب الشفاء من الأمراض وكتاب القوى الطبيعية وكلاهما لجالينوس وكتاب أصول الهندسة لاقليدس وكتاب السياسة لافلاطون وغيرها.
يذكر البهاء العاملي في (الكشكول)، نقلا عن الصلاح الصفدي، أنه كان في عهد المأمون "للترجمة في النقل طريقان أحدهما طريق يوحنا بن البطريق وابن ناعمة الحمصي وغيرهما، وهو أن ينظر إلى كل كلمة مفردة من الكلمات اليونانية وما تدل عليه من المعنى. فيأتي الناقل بلفظة مفردة من الكلمات العربية، ترادفها في الدلالة على ذلك المعنى فيثبتها وينتقل إلى أخرى كذلك حتى يأتي على جملة ما يريد تعريبه. وهذه الطريقة رديئة لوجهين:
أحدهما أنه لا يوجد في الكلمات العربية كلمات تقابل جميع كلمات اليونانية ولهذا وقع في خلال التعريب الكثير من الألفاظ اليونانية على حالها. الثاني أن خواص التراكيب والنسب الاسنادية لا تطابق نظيرها من لغة اخرى دائما؛ وأيضا يقع الخلل من جهة استعمال المجازات وهي كثيرة في جميع اللغات.
الطريق الثاني في التعريب طريق حنين بن اسحق والجوهري وغيرهما، هو أن يأتي الجملة فيحصل معناها في ذهنه ويعبر عنها من اللغة الأخرى بجملة تطابقها سواء ساوت الألفاظ أم خالفتها. وهذا الطريق أجود ولهذا لم تحتج كتب حنين بن اسحق إلى تهذيب إلا في العلوم الرياضية لأنه لم يكن قيّما بها بخلاف كتب الطب والمنطق والطبيعي والالهي فان الذي عربه منها لم يحتج إلى اصلاح".
الترجمة فن وعلم من العلوم الهامة التي تمتد جذورها إلى عصور قديمة، فقد تنبّه العرب لأهمية الترجمة منذ العصر الجاهلي، عندما كانت تربطهم علاقات تجارية واقتصادية بالأقوام المحيطة بهم، مثل الفرس والروم والأحباش، فكانت الحاجة إلى الترجمة والمترجمين وإن كان ذلك بشكل بدائي. وبقيت الحاجة للترجمة والمترجمين على مر العصور بشكلها البدائي ولم تتبلور إلا في العصر العباسي.
مرت الترجمة في العصر العباسي بدورين: بدأ الدور الأول في عهد الخليفة العباسي الثاني أبي جعفر المنصور، وكان من أشهر مترجمي تلك الحقبة يحيى بن البطريق وجورجيس بن جبرئيل الطبيب وعبدالله بن المقفع، ومن الكتب التي ترجمت أنذاك كتاب الأدب الصغير وكتاب الأدب الكبير وكلاهما من الأدب الفارسي وكذلك كتب المنطق لارسطو وغيرها.
أما الدور الثاني فقد بدأ في عهد الخليفة العباسي السابع، المأمون، عندما أنشأ "بيت الحكمة" في بغداد الذي وضع أساسه الخليفة العباسي الخامس، هارون الرشيد عندما جمع فيه كتبا هامة من الهند والروم والفرس وغيرها. وفي عهد المأمون انتعشت احوال المترجمين ومن ثم الترجمة "فبالإضافة إلى ما كان يغدقه على مترجميه من رواتب خيالية، كان يوزّع كل يوم ثلاثاء جوائز تبلغ وزن الكتاب ان استحسنه ذهبا".
من أشهر المترجمين في تلك الحقبة: يوحنا بن البطريق والحجاج بن مطر وحنين بن اسحاق ويحيى بن عدي ومتي بن يونس وسنان بن ثابت وعبد المسيح بن ناعمة الحمصي الذين ترجموا كتبا عديدة في المنطق والطب والطبيعة والفلسفة والسياسة، نحو كتاب الشفاء من الأمراض وكتاب القوى الطبيعية وكلاهما لجالينوس وكتاب أصول الهندسة لاقليدس وكتاب السياسة لافلاطون وغيرها.
يذكر البهاء العاملي في (الكشكول)، نقلا عن الصلاح الصفدي، أنه كان في عهد المأمون "للترجمة في النقل طريقان أحدهما طريق يوحنا بن البطريق وابن ناعمة الحمصي وغيرهما، وهو أن ينظر إلى كل كلمة مفردة من الكلمات اليونانية وما تدل عليه من المعنى. فيأتي الناقل بلفظة مفردة من الكلمات العربية، ترادفها في الدلالة على ذلك المعنى فيثبتها وينتقل إلى أخرى كذلك حتى يأتي على جملة ما يريد تعريبه. وهذه الطريقة رديئة لوجهين:
أحدهما أنه لا يوجد في الكلمات العربية كلمات تقابل جميع كلمات اليونانية ولهذا وقع في خلال التعريب الكثير من الألفاظ اليونانية على حالها. الثاني أن خواص التراكيب والنسب الاسنادية لا تطابق نظيرها من لغة اخرى دائما؛ وأيضا يقع الخلل من جهة استعمال المجازات وهي كثيرة في جميع اللغات.
الطريق الثاني في التعريب طريق حنين بن اسحق والجوهري وغيرهما، هو أن يأتي الجملة فيحصل معناها في ذهنه ويعبر عنها من اللغة الأخرى بجملة تطابقها سواء ساوت الألفاظ أم خالفتها. وهذا الطريق أجود ولهذا لم تحتج كتب حنين بن اسحق إلى تهذيب إلا في العلوم الرياضية لأنه لم يكن قيّما بها بخلاف كتب الطب والمنطق والطبيعي والالهي فان الذي عربه منها لم يحتج إلى اصلاح".
تعليق