نصوص التوابيت
يبدو أنه نهاية عصر الدولة القديمة والدخول فى عصر الأنتقال الأول ومرور البلاد بحالة من الأهتزاز والأضطراب شملت كافة المجالات، فكان لها أكبر الأثر فيما يبدو فى تغير معتقدات الناس وعلاقتهم بآلهتهم ونظرتهم للحياة بعد الموت؛ خاصةً بعد أن أهتزت صورة الملكية المؤلهة فى الدولة القديمة، وبدت النظرة للملك على أنه بشر.
وفى ظل هذه الأوضاع والتطورات والتى تحدثنا عنها فى كتاب "تاريخ وحضارة مصر القديمة"، قد ظهر بصيص أمل جديد لدى عامة الشعب ألا وهو أمكانية الحصول على نفس مصير الملوك أى البعث مرة ثانية والتمتع بالحياة فى مملكة أوزير، خاصة بعد أتساع العقيدة الأوزيرية وأتخاذها مكان الصدارة لدى الشعب؛ فالمتوفى كان ملكاً أم فرداً يُصبح "أوزير" ويُلقب بـ "ماع خرو" أى "صادق الصوت" أو "المُبرء".
تابوت خشبى من الدولة الوسطى مزخرف نصوص التوابيت. دير البرشا
مجموعة من نصوص التوابيت "كتاب الطريقين" ترجع الى عصر الدولة الوسطى.دير البرشا
تابوت مزخرف بمتون التوابيت من دير البرشا. الأسرة الثانية عشرة
وكان لغلبة الطابع الأوزيرى على نصوص التوابيت، أن أصبح الحديث عن العالم الآخروى السفلى أكثر من الحديث عن العالم السماوى، وبعد أن كان يصور على أنه أوزير (المرتبط بالطبع بالعالم السفلى) يصعد للسماء، أصبح رع يصور ينزل للعالم السفلى "دوات". وعلى ذلك فإن عامة الناس بدءوا يُسجلون النصوص على توابيتهم الخشبية التى عُرفت كأدب جنائزى باسم "نصوص التوابيت"، وهى تطور عن نصوص الأهرام فى الدولة القديمة والتى كانت قاصرة على الملوك فقط.
نموذج لتوابيت الدولة الحديثة "متحف الأقصر"
وقد كان الهدف من نصوص التوابيت هو ضمان الحياة الأبدية الخالدة للمتوفي، وقد تأثرت ببعض المذاهب الدينية مثل مذهب هليوبوليس (عين شمس)، ومذهب أهناسيا، وكما اختلفت نصوص الأهرام فى بعض الأحيان وتجانست فى أحيان أخرى، فقد فعلت نفس الشيء نصوص التوابيت. ويتخذ المتوفى فى نصوص التوابيت أشكالاً عدة، حيث يُصاحب كلَّ شكل نصاً مختلفاً عن الآخر.
وتبرز هذه النصوص محاولات المتوفى لتجنب الأعمال الشاقة فى العالم الآخر فى الحقل وفى غيره، وكان على تماثيل الأوشابتى أن تقوم بهذه المهمة، وقد لعب كلاً من الإلهين رع وأوزير دوراً متوازناً فى معتقدات نصوص التوابيت.
بقايا تابوت مزخرف بنصوص التوابيت. بني حسن
كتب العالم الآخر، وينحصر هذا الاتجاه فى تصوير العالم الآخر بأنه مكان تحف به المخاطر من كل نوع وبأشكال لا حصر لها، وكان الوسيلة للتغلب على هذه المخاطر والعقبات التى تواجه المتوفى هو التسلح بعدد من التعاويذ السحرية لحمايته.
فكان لكل خطر يواجه المتوفى تعويذة تُتلى للتغلب عليه ودفعه، ومن الأخطار التى تصورها المصرى "قطع رأس المتوفى، مواجهة كائنات خرافية وشياطين"، وقد تزايدت هذه المخاطر وتنوعت فى كتاب الموتى فى عصر الدولة الحديثة.
وكان من الأفكار التى تداولت فى نصوص التوابيت فكرة البعث والخلود والأبدية، والتى اصبحت حق مباح للأفراد – بعد أن كان قاصر على الملوك فى نصوص الأهرام – وتحدثت بعض الفقرات عن كلمات وأسرار تحقق لمن يعرفه من الناس الخلود والسرمدية فى الحياة الأخرى
يبدو أنه نهاية عصر الدولة القديمة والدخول فى عصر الأنتقال الأول ومرور البلاد بحالة من الأهتزاز والأضطراب شملت كافة المجالات، فكان لها أكبر الأثر فيما يبدو فى تغير معتقدات الناس وعلاقتهم بآلهتهم ونظرتهم للحياة بعد الموت؛ خاصةً بعد أن أهتزت صورة الملكية المؤلهة فى الدولة القديمة، وبدت النظرة للملك على أنه بشر.
وفى ظل هذه الأوضاع والتطورات والتى تحدثنا عنها فى كتاب "تاريخ وحضارة مصر القديمة"، قد ظهر بصيص أمل جديد لدى عامة الشعب ألا وهو أمكانية الحصول على نفس مصير الملوك أى البعث مرة ثانية والتمتع بالحياة فى مملكة أوزير، خاصة بعد أتساع العقيدة الأوزيرية وأتخاذها مكان الصدارة لدى الشعب؛ فالمتوفى كان ملكاً أم فرداً يُصبح "أوزير" ويُلقب بـ "ماع خرو" أى "صادق الصوت" أو "المُبرء".
تابوت خشبى من الدولة الوسطى مزخرف نصوص التوابيت. دير البرشا
مجموعة من نصوص التوابيت "كتاب الطريقين" ترجع الى عصر الدولة الوسطى.دير البرشا
تابوت مزخرف بمتون التوابيت من دير البرشا. الأسرة الثانية عشرة
وكان لغلبة الطابع الأوزيرى على نصوص التوابيت، أن أصبح الحديث عن العالم الآخروى السفلى أكثر من الحديث عن العالم السماوى، وبعد أن كان يصور على أنه أوزير (المرتبط بالطبع بالعالم السفلى) يصعد للسماء، أصبح رع يصور ينزل للعالم السفلى "دوات". وعلى ذلك فإن عامة الناس بدءوا يُسجلون النصوص على توابيتهم الخشبية التى عُرفت كأدب جنائزى باسم "نصوص التوابيت"، وهى تطور عن نصوص الأهرام فى الدولة القديمة والتى كانت قاصرة على الملوك فقط.
نصوص التوابيت. المتحف الملكي للآثار
ويصل عدد التعاويذ المكونة لهذا لنوع من النصوص إلى (1200 تعويذة) مُسجلة طوال عصرى الانتقال الأول والدولة الوسطى على أسطح التوابيت من الداخل والخارج، وعلى صناديق حفظ أوانى الأحشاء، ولوحاتٍ وبرديات. وقد عُثر على هذه النصوص فى مواقع عدة فى مصر، منها: اللشت، وبنى حسن، وأسيوط، والبرشا، وقاو الكبير، وسدمنت الجبل، وأخميم، وأبيدوس، وطيبة، والجبلين، وسقارة، وأبو صير، ودهشور،... الخ.نموذج لتوابيت الدولة الحديثة "متحف الأقصر"
وقد كان الهدف من نصوص التوابيت هو ضمان الحياة الأبدية الخالدة للمتوفي، وقد تأثرت ببعض المذاهب الدينية مثل مذهب هليوبوليس (عين شمس)، ومذهب أهناسيا، وكما اختلفت نصوص الأهرام فى بعض الأحيان وتجانست فى أحيان أخرى، فقد فعلت نفس الشيء نصوص التوابيت. ويتخذ المتوفى فى نصوص التوابيت أشكالاً عدة، حيث يُصاحب كلَّ شكل نصاً مختلفاً عن الآخر.
وتبرز هذه النصوص محاولات المتوفى لتجنب الأعمال الشاقة فى العالم الآخر فى الحقل وفى غيره، وكان على تماثيل الأوشابتى أن تقوم بهذه المهمة، وقد لعب كلاً من الإلهين رع وأوزير دوراً متوازناً فى معتقدات نصوص التوابيت.
بقايا تابوت مزخرف بنصوص التوابيت. بني حسن
كتب العالم الآخر، وينحصر هذا الاتجاه فى تصوير العالم الآخر بأنه مكان تحف به المخاطر من كل نوع وبأشكال لا حصر لها، وكان الوسيلة للتغلب على هذه المخاطر والعقبات التى تواجه المتوفى هو التسلح بعدد من التعاويذ السحرية لحمايته.
فكان لكل خطر يواجه المتوفى تعويذة تُتلى للتغلب عليه ودفعه، ومن الأخطار التى تصورها المصرى "قطع رأس المتوفى، مواجهة كائنات خرافية وشياطين"، وقد تزايدت هذه المخاطر وتنوعت فى كتاب الموتى فى عصر الدولة الحديثة.
وكان من الأفكار التى تداولت فى نصوص التوابيت فكرة البعث والخلود والأبدية، والتى اصبحت حق مباح للأفراد – بعد أن كان قاصر على الملوك فى نصوص الأهرام – وتحدثت بعض الفقرات عن كلمات وأسرار تحقق لمن يعرفه من الناس الخلود والسرمدية فى الحياة الأخرى
تعليق