إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

العالم الآخر في مخيلة المصري القديم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • العالم الآخر في مخيلة المصري القديم

    العالم الآخر في مخيلة المصري القديم


    امتاز تخيل المصري القديم لشكل وطبيعة العالم الآخر بالتباين والغموض الشديد، والذى استند على خياله الواسع في تصور كل ما يحب وما يبغض من أحداث قد تحدث للمتوفى. فكان لاعتقاد المصري في وجود حياة أخروية أبدية، ووجود ثواب وعقاب على ما قدمه في حياته الدنيوية، الأثر الواضح في حرصه على تصوير هذه الحياة الأبدية، والإسهاب في وصف المصير الخالد للمبرئين، وتنعمهم في حقول مملكة "أوزير" مع الآلهة والأرواح الطيبة، والتحذير من مدى سوء العاقبة للمذنبين الذين ينتظرهم مصير غامض مجهول من العذاب والجحيم.
    بل إن الأمر بلغ الحد لتصوير كيفية تغلبه على هذه المخاوف والصعوبات أثناء رحلته في العالم الآخر، والتي بدت من خلال الوصف أنها رحلة طويلة محفوفة بالمخاطر، تتطلب الاستعداد والتحصين له بالأعمال الطيبة في الحياة، وحفظ العديد التعاويذ والأسرار لهذا العالم وأماكنه، حتى يستطيع المتوفى أن يعبر في أمان وسلامة، وصولاً لمملكة "أوزير".
    وقد اختلفت هذه النظرة من فترة زمنية لأخرى، حيث يتضح من خلال نصوص الأهرام غلبة النظرة التفاؤلية على النظرة التشاؤمية، وإن وجد الاثنان معاً في هذه النصوص، وإن اقتصرت هذه النظرة في حديثه غالباً عن الملوك ورحلتهم، سواء في صحبة إله الشمس، أو في صحبة الأرباب، في حين تجاهلت الإشارة لمصير الأفراد خلال الدولة القديمة.
    وقد استمرت النظرتان بوضوح أكثر خلال عصر الدولة الوسطى، وفي تصوير هذا العالم بالحقول الغنية بالثمار وبحيرات الشراب المختلفة؛ بجانب النظرة التشاؤمية. وقد ظهر ذلك من خلال النصوص الأدبية والدينية التي زاد فيها التعبير عن مصير الموتى (الأفراد) بشكل كبير، ربما لتضاؤل مكانة الملكية، خاصة بعد الأحداث السياسية لعصر الانتقال الأول، والتي كان لها أبلغ الأثر في تغير نظرة المصري للملكية، وانتقال العديد من المزايا التي كان يتمتع بها الملوك إلى الأفراد.



    بردية برلين 3024، الأسرة الثانية عشرة
    ومن النصوص الأدبية التي أعطت بعض ملامح العالم الآخر؛ نص "اليائس من الحياة"، بردية برلين 3024، الأسرة الثانية عشرة؛ وأغاني مقبرة الملك "انتف"، والتي حملت نظرة متشائمة. ومن النصوص الدينية؛ مثلت نصوص التوابيت مجالاً واسعاً خصباً أظهر فيه المصري مصير المتوفى الفرد في العالم الآخر، ورحلته للوصول للنعيم والأبدية؛ بجانب "كتاب الطريقين" الذي صور المخاطر الشديدة والمرعبة التي تعترض المتوفى في العالم الآخر.


    الحائط الجنوبي للحجرة الأمامية
    التعويذة (260- 272) من الغرب إلى الشرق


    الجدار الشرقي من الممر المؤدي للحجرة التي تتقدم حجرة الدفن
    التعويذة (318- 321) من الجنوب إلى الشمال


    الجدار الغربى من الممر المؤدى للحجرة التى تتقدم حجرة الدفن
    التعويذة (313-317) من الجنوب إلى الشمال



    وقد اكتمل تبلور الصورة في ذهن المصري القديم خلال عصر الدولة الحديثة، وليس أدل على ذلك من كثرة الكتب الدينية التي تتحدث عن هذا العالم بالنصوص والمناظر؛ والتي تعطي وصفاً تفصيلياً لرحلة المتوفى بدايةً من الموت كمرحلة انتقالية، وكل ما يمر به من عواقب ومخاطر، وكيفية التغلب عليها، وصولاً لإعطاء تفاصيل دقيقية لما هو داخل العالم الآخر ومملكة "أوزير" من مناطق، وما يحدث بداخلها.

    وقد أظهرت هذه الكتب وفي مقدمتها "كتاب الموتى"، و"كتاب البوابات"، و"كتاب الكهوف" وكتاب "الإمي دوات" النظرتين التفاؤلية والتشاؤمية حول مصير الموتى. بل وأفسحت مجالاً للحوار بين المتوفى والآلهة وحراس بوابات هذا العالم. وقد استمرت هذه الكتب الدينية بما يتضمنه كل منها من نظرات خلال العصور المتأخرة والعصر البطلمي.

    وعلاوة على ذلك ظهرت نظرة تشكيك جديدة خلال العصر المتأخر، حيث لم تعد الرغبة في خلود المتوفى في العالم الآخر هي الهدف أو الطريق الوحيد، إذ يمكن للمرء أن يخلد نفسه بواسطة أعماله على الأرض، والتي تخلد اسمه بالطبع.

    الملفات المرفقة

    تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

    قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
    "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
    وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية


  • #2

    بداية إيمان المصري القديم بفكرة البعث والخلود



    كان للفكر المصري القديم دور مميز عن غيره من الشعوب صاحبة الحضارات القديمة، إذ اتسم المصري منذ العصور الحجرية بالتأمل والتتبع، ومحاولة فهم كل ما هو موجود في بيئته، ومحاولة إيجاد تفسير أو تبرير لبعض الحوادث والظواهر الكونية. إلا أن هناك الكثير من الأمور والظواهر التي كان من الصعب إدراكها بمدى ما توصل إليه من خبرة وحواس في بداية خطوه على درب الحضارة، ومثل هذه الأمور دفعت المصري للتدبر في بيئته، وإحساسه الفطن بوجود قوة غيبية لها من القدرة ما يفوق قدرته، تستطيع التحكم في حدوث الظواهر المختلفة.

    فقد تأمل المصري قدومَ الفيضان والجفاف، وشروق الشمس ثم غروبها من جديد، ولاحظ البرق والرعد وسقوط الأمطار، وتتبع خروج النباتات من الأرض ونموها وإثمارها؛ فأدرك من خلال ذلك كله وغيره يقيناً تاماً بوجود هذه القوة المؤثرة والمدبرة في البيئة والكون، والتي لم يكن عقله يستطيع إدراكها.
    وقد تأثرت مُعتقدات المصري القديم فيما يتعلق بفكرة خلق الكون وبداية الزمن بمظاهر الطبيعة المحيطة به والتي كانت تتغير على مدار السنة فالنبات كان ينمو ويحصد ثم ينمو من جديد ومياه النيل تفيض فتغمر الأرض والحقول ثم تغيض فتبزغ الأرض بين المياه من جديد على هيئة تلال أو روابي، وقد تخيل المصري القديم أن الكون كان مغموراً بمياه المحيط الأزلي نون قبل الخلق وهذه المياه تماثل مياه الفيضان حيث كانت هذه المياه مُمتدة بلا حدود ولكنها كانت المادة الأساسية لخلق الكون ولا غرابه في هذا الاعتقاد حيث أن الماء عنصر جوهري وأساسي للحياة تعتمد عليه جميع المخلوقات فبدون الماء لا حياة لجميع المخلوقات وكان مصدر المياه هو الأزلي نون Nwn وهو كان بمثابة ماء الحياة ولقد جسد هذه المياه الأزلية المعبود نون Nwn الذي لقبته بعض النصوص المصرية القديمة بلقب "أبو الآلهة".


    صورة تخيلية للتل الأزلى والمياه الأزلية نون الذي لقبته بعض النصوص المصرية القديمة بلقب "أبو الآلهة".

    ولا عجب في ذلك فقد ذكرت الكتب السماوية أن المياه كانت تغمر الكون قبل بداية الخلق على الأرض ومن هذه المياه دب في الكون الحياة حيث قال الله تعالى:
    "أَوَ لَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ المَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلاَ يُؤْمِنُونَ" صدق الله العظيم.
    وخروج الحياة من الماء يعنى مؤشرات وظواهر متعددة حيث أن الحياة هي الحركة التلقائية وهذا الحدث أخذ أشكالاً مختلفة تبعاً لتعدد أساطير خلق الكون، وقد كانت الشمس هي العامل المؤثر الثاني بعد الماء في عملية الخلق حيث أن بدون الشمس تختفي مظاهر الحياة ولقد أدرك المصري القديم المسيرة اليومية للشمس وصور شروق الشمس وغروبها على جانبي جبلين مُتلاصقين يمثلان الأفق أحدهما الجبل الغربي mAnw والأخر هو الجبل الشرقي bAxw حيث تغرب وتشرق الشمس عندهما.
    ومن هنا فقد بدأ التفكير من جديد في ماهية هذه القوة، وكيفية تصورها، وما إذا كانت خيرة نافعة (فهي تجلب الفيضان والأمطار، وتنبت الزرع)، أم شريرة مضرة (فهي تحدث الجفاف، والبرق والرعد). ومسَّ لُبَّ المصريَّ آنذاك - كما نتخيل - إحساسٌ دافئ وبارد في آن واحد، إحساسٌ بالرغبة في المعرفة والتأمل، وآخر بالخوف والحذر.
    ومن هنا فقد بدأ تبلور الخيال الخصب البنَّاء للإنسان المصري، فقد أقبل على معرفة ما يدور حوله، غير مستسلم وغير مكتفٍ بما قد تبوح به الطبيعة من أسرار، وعزم على السعي لكشف كل هذه الخبايا والأسرار بعقله وتدبره، وصبره في مراقبة الأحداث والظواهر.
    وبدأ المصري في رصد كل ما حوله من ظواهر كخطوة أساسية لإتمام أي بحث يقوم على أسس علمية نعرفها الآن، وتوارثت أجيالُ عصور ما قبل التاريخ هذه الرغبة الجَموح للمعرفة والاستجابة إلى تطلعات العقل الإنساني للإجابة على الأسئلة الحائرة التي طالما حثَّت خياله على الرصد والتأمل، والرؤية والتصور.
    وكان لإيمان المصري بوجود هذه القوة الخفية في الطبيعة أن بدأ بخلق وسيلة للاتصال والتواصل مع هذه القوة، فكان أن قدَّر قيمة بعض الظواهر والكائنات التي تتمتع بقدرات وخصائص تفوق تصوره؛ فتقرب إلى السماء والشمس والقمر والنجوم من الظواهر الكونية التي تحمل الخير له؛ وفى الوقت ذاته تقرب من ظواهر أخرى تحمل مخاوف وأضراراً له (مثل الرعد والبرق)، وذلك أملاً في دفع هذا الضرر.
    كما أنه ارتأى الخير في بعض الحيوانات والطيور (لا سيما الأبقار، والأرانب، والنعام)، بينما ارتأى الشر في البعض الآخر (مثل الأسد، وابن آوى، والصقر، والثعبان، والتماسيح). كما أظهر إعجاباً وتقديراً لبعضها (كالصقور والنسور التي تستطيع أن تحلق في آفاق بعيدة في السماء). ومن هذا المنطلق بدأت فكرة التقديس، وكان ذلك بمثابة خطوة أولى أساسية لرسوخ العقائد المصرية القديمة في العصور التاريخية، وكانت هذه المرحلة هي بداية إيمانه بحياة ما بعد الموت لاسيما خلود أبدي سرمدي.
    وبدأ المصري في أداء التقدمات من القرابين إلى ما قدسه من الصور الحية لهذه الظواهر أو الكائنات. ولم يلبث أن صاحب هذه التقدمات أداء بعض الحركات والرقصات، والتي كانت نواة أولى لما عُرف بعد ذلك من طقوس وشعائر عبادة.


    حقول الإيارو "الجنة" والخلود الأبدي، مقبرة سن نجم

    وقد تطور هذا الفكر بشكل مذهل، إذ سبق الإنسان المصري غيره في الاعتقاد بوجود حياة ثانية بعد البعث بعد الموت، فكان إيمانه بذلك بمثابة خطوة مذهلة فئ تفكيره في هذه الفترة المبكرة من التاريخ، كان لها الدور الأكبر في قيام كيان عقيدة وفكر ديني ذي باع كبير، لعب دوراً بارزاً في بناء حضارة هذا الشعب الذي ارتبط بشكل وثيق بعقائده الدينية.

    كما كان لهذه العقيدة الراسخة الأثر الأكبر والأهم في حفظ كل ما وصلنا عن هذه الحضارة؛ إذ كان اهتمام الإنسان المصري القديم عبر العصور التاريخية بحياته الأخروية دافعاً له لمحاولة إمداد قبره بكل شيء. وقد كان ما سجله بداخله من نقوش ومناظر، وما حفظ به من أثاث جنزي، بمثابة أرشيف عظيم حفظ لنا تاريخ أقدم وأعظم الحضارات على وجه الأرض.

    الملفات المرفقة

    تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

    قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
    "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
    وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

    تعليق


    • #3
      البعث والخلود



      في إطار إيمانه بحياة ما بعد الموت حياة أبدية لا موت بعدها، سعى المصري القديم إلى اتخاذ كل الوسائل اللازمة للحفاظ على جسده سالمًا لا يمس.
      ومنذ عصور ما قبل التاريخ والمصري حريص على أن يدفن موتاه في وضع القرفصاء، وهو نفس وضع الجنين في بطن أمه، معتقدًا أنه كما بدأ حياته جنينًا كان لابد أن يدفن على نفس الوضع ليبعث من جديد في العالم الآخر. ولهذا أخذ يهتم بالمقبرة التي بدأت على شكل حفرة أخذ يطورها على امتداد سنوات طويلة، ثم تطورت إلى مصطبة، فمصطبة مدرجة، فهرم، وأخيرًا إلى مقبرة محفورة في الصخر.

      بردية تصور رحلة التابوت

      ثم أبدى اهتمامًا شديدًا بالجسد فلفه بالحصير، ووضعه في تابوت من أعواد النباتات، ثم تطورت عملية الحفاظ على الجسد إلى أن وصلت إلى التحنيط، وأصبحت التوابيت تصنع من الخشب، أو تشكل من الأحجار. وامتلأت المقابر بالأثاث الجنزي وأدوات الحياة اليومية، والقرابين من طعام وشراب ليستخدمها المتوفى عندما يبعث في العالم الآخر.

      وزخرف جدران المقابر بمناظر تعبر عن أنشطة المتوفى في دنياه، وأخرى تتعلق بالمعتقدات الدينية والعبادات والدفن... إلخ.
      إذن فمنذ بواكير التاريخ المصري القديم، والمصري يتخذ كل التدابير الممكنة، بما فيها حماية المقبرة من السرقة، للاحتفاظ بالجسد سليمًا حتى يمكن للروح التي انفصلت عنه بعد الوفاة أن تعود، وتتعرف عليه وهو سليم، لتدب فيه الحياة فينعم بالخلود.


      إحدى التواتبيت المحكمة للحفاظ على المومياء.الدولة الحديثة

      فالمقبرة الحصينة، والتابوت المحكم، والتماثيل والمناظر، والنصوص المسجلة على جدران المقبرة، والأثاث الجنزي، وكل وسائل الحماية والتأمين والتربة الجافة، كلها أمور تساعد على الحفاظ على الجسد، لكن يظل التعامل المباشر مع الجسد نفسه (من خلال مراحل الحفاظ، وانتهاءً بالتحنيط) هو العامل الرئيسي لضمان السلامة، ومن ثم الخلود.
      والتحنيط يمثل علامة بارزة من علامات الحضارة المصرية القديمة، ويعبر عن خبرة متميزة في علوم الطب والتشريح والكيمياء وغيرها.
      وكلمة "تحنيط" تشير إلى معالجة الجسد بمواد عطرية وغير عطرية، بما يؤدي إلى الحفاظ عليه في حالة جيدة. وربما كانت البداية الأولى لعلاج الجسد هي تلك التي تعرف بـ "التصبير"، والتي تقابل في الإنجليزية (Embalming). أما التحنيط الذي يمثل العلاج الشامل للجسد فقد عرف في الإنجليزية بـ (Mummification)، ولهذا أصبح الجسد المعالج يعرف بـ (Mummy)، والتي حُرفت في العربية إلى "مومياء"، وكان الاعتقاد السائد حول سبب تسمية الجسد المعالج بـ "مومياء" هو أنها مشتقة من الكلمة الفارسية "موميا Mummia"، والتي تعني القار (البيتومين)، اعتقادًا ممن أطلقوا هذا المسمى بأن القار كان من بين المواد الرئيسية التي استخدمت في التحنيط عندما لاحظوا سواد لون بعض المومياوات، وإن اتضح بعد الفحص والتحليل أن القار لم يستخدم في تحنيط المومياوات المصرية.
      إن الديانة هي مركز الثقل في الحضارة المصرية القديمة، فلولا إيمان المصري بأنه يعيش لفترة مؤقتة ويموت لفترة مؤقتة ثم يبعث من جديد حياة أبدية خالدة، لولا هذا الإيمان لما ترك لنا المصري القديم كل هذه الإبداعات من أهرامات ومعابد وفنون وآداب وعلوم، وهي إبداعات بذل فيها كل الجهد، وأعمل فيها كل الفكر من أجل أن تكون حياته الثانية الأبدية كاملة غير منقوصة.

      لقد جاء هذا الفكر الديني نتاجاً لاستقرار الإنسان، ومن ثم ملاحظة ما يجري من حوله في الكون، فالشمس تشرق ثم تغرب ثم تشرق من جديد، والنبات ينمو ثم يحصد ثم ينمو من جديد، والنيل واهب الحياة يفيض ثم يغيض ثم يفيض من جديد.

      ولأن الديانة هي تعبير عن فكر الإنسان الديني والسياسي والاجتماعي، ولأنها كانت جوهر حياة الإنسان المصري الأولي والثانية، ولأنها تعايشت مع الإنسان المصري لآلاف السنين، وخضعت لبعض المتغيرات التي مر بها مجتمعه، سياسيةً كانت أم دينية أم اقتصادية أم عسكرية...الخ، كان لابد أن تتسع الدائرة لتشمل كل ما يتعلق بالمعتقدات الدينية، وهي أمور تحتاج لمؤلفات. لهذا رأيت أن أقصر الأمر على بعض أساسيات الديانة المصرية.

      الملفات المرفقة

      تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

      قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
      "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
      وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

      تعليق


      • #4
        مظاهر إيمان المصري القديم بالبعث والخلود


        السماء وملاحظة المصري القديم لها

        حاول المصري القديم منذ البداية التعرف على أسرار الكون المحيط به وعلى كيفية خلق الأرض وبدء الخليقة عليها، وكذلك ماهية السماء والأجرام السماوية التي تتحرك فوق صفحتها من خلال مشاهداته اليومية لما حوله من ظواهر طبيعية، ومن هذه الظواهر الطبيعية التي شغلت تفكير المصري القديم كانت السماء، وفى بداية مراقبته بحث في ماهية السماء وحاول أن يشبهها ببعض ما تعود أن يراه في البيئة المحيطة به، دون أن يسأل نفسه هل هناك تقارب بينهما، فأحياناً كان يشبه السماء بالبقرة بدون أن يفكر في أوجه التشابه بين السماء والبقرة، وقد أطلق المصري القديم على السماء بعد ملاحظة طويلة اسم pt وكانت السماء موقعاً للنجوم والكواكب حيث يجلس الراصد يراقب هذه القبة العظيمة وما بها من نقاط مضيئة تتفاوت درجات نورها تعرف بالنجوم، وتظهر النجوم في الأفق بعد غروب الشمس اللامع منها أولاً ثم الأقل لمعاناً يظهر كلما اشتدت الظلمة وهى تسير من الشرق إلى الغرب كما يسير القمر ليلاً وكما تسير الشمس نهاراً، وأثناء النهار لا تظهر النجوم لأن ضوء الشمس يحول دون رؤيتها.
        وتخيل المصري القديم أن السماء لا يُمكن أن تستقر بدون أن ترتكز على شئ، ونتج عن ذلك ظهور فكرة القوائم الأربعة sxnwt ، ومن هنا جاءت فكرة ارتباط السماء بالبقرة حيث الأرجل الأربعة للبقرة تُشبه أعمدة السماء الأربعة، وربطها كذلك بالجهات الكونية الأربع، ثم بأبناء حورس الأربعة، ويشير مصطلح pt nbt الذي يعنى "سيدة السماء" إلى معبودة السماء، وطبقاً لنظرية خلق الكون في عين شمس كان هذا اللقب من نصيب المعبودة نوت معبودة السماء، ولكن تطور الأمر بعد ذلك فحمل هذا اللقب أكثر من معبودة للسماء فعلى سبيل المثال لا الحصر، المعبودة حتحور وموت وإيزيس ونيت.


        تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

        قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
        "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
        وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

        تعليق


        • #5
          رصد ومراقبة النجوم والأجرام السماوية



          نظراً لاعتماد المصريون القدماء على فيضان النيل فقد حرصوا منذ القدم على ضبط وحساب موعده وكان ذلك مدعاة إلى التطلع للسماء ومراقبة النجوم، وقد كانت عملية رصد النجوم منذ أقدم العصور من الوظائف الكبرى التي يتولاها كبار الشخصيات في الدولة لاسيما الوزير أو كبير الكهنة وكان يلقب بقلب هام في ذلك الوقت وهو لقب كبير الرائين wr mAAw في عين شمس (أيونو)، التي تعتبر من أهم مراكز عبادة الشمس، ومنها خرجت إحدى نظريات خلق الكون في الفكر الديني المصري القديم، وهى عاصمة الإقليم الثالث عشر من أقاليم مصر السفلى، ويُعتقد أن عين شمس (أيونو) قد اتخذت اسمها من أحد أبراج المراصد الفلكية، وتشهد آثار المصريون القدماء على أنهم ارتقوا بالفلك واستخدموه طبقاً للحقائق المبنية على الرصد والمشاهدة والاختبار والتحليل.



          "النجوم التي لا تفنى" والنجوم لها رمزيتها حيث أنها ترتبط في المناظر الفلكية بتجدد الزمن والبعث وفصل الإنبات حيث بعث الحياة على الأرض
          وعرف المصريون عن طريق ذلك كثيراً من النجوم وخصائصها ورسموا لها الخرائط وعينوا مواقع النجوم من برج السماء حيث يوجد مناظر لها في بعض أسقف المعابد والمقابر وأغطية التوابيت وميزوا النجوم القطبية وأطلقوا عليها "النجوم التي لا تفنى" وقدروا أن روح المتوفى تسكنها لخلودها.

          الاجرام السماوية كما عرفها المصري القديم

          وهذه النجوم لها رمزيتها حيث أنها ترتبط في المناظر الفلكية بتجدد الزمن والبعث وفصل الإنبات حيث بعث الحياة على الأرض، ورصدوا الكواكب وأطلقوا على كوكب الزهرة "نجم الصباح أو نجم المساء" وكوكب المشترى وصفوه باسم "البرَّاق" وكوكب زحل باسم "حورس الفحل" وكوكب المريخ "حورس الأحمر" وصوروا نجم الدجاجة أو صليب الشمال على هيئة رجلاً باسطاً ذراعيه وصوروا نجم الجبار رجلاً يجرى ملتفتاً خلفه وصوروا نجمة ذات الكرسي رجلاً يمد ذراعاه، ولم يعرف المصري القديم الأبراج الإثنى عشر إلا في العصرين اليوناني والروماني.

          الملفات المرفقة

          تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

          قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
          "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
          وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

          تعليق


          • #6
            فكرة الخلق وبداية الزمن . البعث الأول



            إن فكرة الخلق في مصر القديمة لم تكن مجرد أسطورة تقليدية وإنما كانت دعوة لفهم طبيعة الظواهر الكونية التي سيطرت على العالم لذا كانت الرمزية أهم ما لجأ إليه المصري القديم للتعبير عن هذه الظواهر الكونية وجعل كل عنصر من عناصر هذه الظواهر تكمن في أحد المعبودات لهذا كانت فكرة نشأة الكون وبداية الزمن بعد الخلق بمثابة سلسلة من الأعمال الفلسفية والأدبية تدور حول طبيعة هذه القوى الخالقة والظواهر الكونية، وقد أعتقد المصري القديم أنه قد ظهر في النون الخامل الموجود قبل أي شئ معبود للخلق ذو اسم وصفات مختلفة طبقاً للأسطورة المعنية بذلك وطبقاً للظهور للمرة الأولى لم يُخلق هذا المعبود من العدم كما أنه ليس معبوداً غير محدد الزمن بل كان قوة داخلية تُدرك نفسها وتَظهر بإرادتها الخاصة، ومن الملاحظ أن أكثر النصوص دلالة على ذلك هي نتاج تفكير ميتافيزيقي أكثر منه أسطوري ويُلاحظ مثلاً في نص بردية برمنر رند Pap. Bremner-Rhind التي تؤرخ بالقرن الرابع قبل الميلاد ولكنه كتب بالتأكيد قبل ذلك بفترة طويلة أن معبود الشمس رع يصف بأنه "سيد الكون" ويتحدث عن نفسه قائلاً: "حينما ظهرت إلى الوجود، ظهر الوجود وقد أتيت إلى الوجود في صورة الموجود الآتي إلى الوجود في المرة الأولى وحيث أنني أتيت إلى الوجود في صورة وجود الموجود فلقد وجدت إذن، وهكذا أتى الوجود إلى الوجود ذلك لأنني كنت سابقاً للأرباب السابقين وذلك لأنني خلقت العصر السابق، وكل الأرباب السابقين أيضاً"، ومن خلال ما سبق يتضح أن هذا المعبود قد خلق نفسه بنفسه دون أب أو أم كما رددت النصوص المصرية وربما يكون ذلك قد تم في صورة إنسانية إذ لم يتمكن المصري القديم من تصور المعبود الأصلي إلا على شاكلته حيث سيكون أب الآباء وأم الأمهات وسيأتي منه باقي المخلوقات وخاصة الأرباب وسيحل بعضهم بعد ذلك محله في خلق العالم مثل شو المولود من أتوم.


            تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

            قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
            "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
            وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

            تعليق


            • #7
              اهم ملامح خلق الكون المرتبطة ببداية الزمن



              بالرغم من كثرة نظريات خلق الكون فإن كل نظرية تتبع المكان الذي خرجت منه وبالرغم من اختلاف التفاصيل تبعاً لاختلاف العناصر فضلاً عن الغموض في بعض النظريات إلا أن كل هذه النظريات تدور في فلك واحد وتعالج موضوع واحد إلا وهو خلق الكون وخلق الزمن واتفقت فيما بينها على أن خلق الكون وبداية الزمن قد تم من خلال المياه الأزلية نون.


              تصور تخيّلي للتل الازلي المياه الأزلية نون.

              حيث تصور كهنة المراكز الدينية أن تلاً عالياً قد خرج من المياه الأزلية نون وكان هذا التل أول بقعة في العالم وحدد الكهنة هذا المكان في مواقع مختلفة من مصر القديمة حيث أدعى كهنوت كل مركز ديني أن معبد معبودهم قد أُقيم فوق ذلك التل الأزلي، وذلك حتى يُرجعوا عملية خلق الكون وبداية الزمن لمدينتهم ولإضفاء لوناً من ألوان القداسة على معبودهم المحلى وجعله بمثابة المعبود الأزلي الذي خلق الأرباب والبشر وسائر المخلوقات.


              تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

              قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
              "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
              وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

              تعليق


              • #8
                ملامح البعث والخلود تطبيقًا على بعض المعتقدات الدينية

                البعث والخلود من خلال العقيدة الشمسية
                تجسدت دورة الزمن وفكرة الأبدية في اعتقاد المصري القديم أن المعبودة نوت كانت تلد رب الشمس يومياً عند الفجر فيبقى في السماء حتى يحين وقت الغروب فتبتلعه ليمر داخلها طوال ساعات الليل ثم تعود فتلده من جديد فجر اليوم التالي ويُعتقد أن هذه الأسطورة أقدم من مذهب خلق الكون في أيونو على اعتبار أن رب الشمس هو أول مظهر بزغ للوجود من العدم وهو خالق الكون ومن المُلاحظ أن الحول دون تحقيق هذه الولادة لرب الشمس يومياً تعنى انقطاع أو توقف دورة الزمن على الأرض وهذا يُنبئ بنهاية العالم وتوقف مسيرة الحياة على الأرض، وكانت الشمس هي العامل المؤثر في عملية الخلق بعد الماء حيث بدون الشمس تختفي مظاهر الحياة واعتبر المصري القديم دوره الشمس يومياً من الشرق للغرب بمثابة دوره للزمن إذا توقفت توقف الزمن ولهذا اهتم المصري القديم بالشمس ودورتها وصورها على جانبي جبلين متلاصقين يمثلان الأفق أحدهما الجبل الغربي mAnw (غروب الشمس) والآخر الجبل الشرقي BAxw (شروق الشمس).


                اعتبر المصري القديم دوره الشمس يومياً من الشرق للغرب بمثابة دوره للزمن


                الربة حتحور يعتليها قرص الشمس.مقبرة نفرتاري



                الاندماج مع قرص الشمس الذي يظهر في الأفق، مقبرة نفرتاري

                وكان يُعتقد أن مصير المتوفى مماثل لمصير رب الشمس وكان يختفي معه في عالم الغرب حيث كان يمر معه داخل جسد نوت ربه السماء ثم يُبعث من جديد في الجهة الشرقية من السماء وهذا يمثل دورة الزمن ومسيرته دون انقطاع مثل مصير رب الشمس والمُتوفى، وقد جسدت المعبودة نوت في هذه الفكرة التابوت كما ورد في متون الأهرام، ذلك لأن المُتوفى داخل التابوت يُعتبر كما لو كان داخل رحم أو جسد نوت التي سوف تُعيد ولادته ليعيش حياة أبدية مجيدة وهذا يرمز لدورة الزمن التي لابد لها من الاستمرارية ليبقى الكون مستمراً، وتبعاً لمتون الأهرام كان يُعتقد أن الملك المتوفى بعد دفنه في الغرب كان يصعد للسماء ويتحول لجسم سماوي أو نجم ويُحتمل أن أقدم اعتقاد بالولادة الثانية كان يتم في السماء حيث يولد المُتوفى على هيئة نجم وهذه الهيئة تعبر عن الأبدية والاستمرارية فالنجم يرمز لخلود الزمن ودوامه، ومن المُعتقد أن سبب قلة النصوص التي أشارت إلى لحظة اختفاء الشمس أو ابتلاعها هو أن هذه اللحظة تجسد الموت وكان الناس يخشون الحديث عن الموت لذا تجنبوا وصف لحظة اختفاء الشمس بالرغم من اعتقادهم أنها كانت بمثابة مرحلة انتقالية ولهذا تجنبت متون الأهرام وصف هذه اللحظة لأن الموت يُعتبر بمثابة انقطاع لدورة الزمن وهذا يعنى نهاية الحياة ونهاية العالم إلا أن في الدولة الحديثة بدأ الحديث عن الغرب حيث اعتبروه رمزاً للحياة الأبدية.


                متون الأهرام

                وتجدر الإشارة إلى أن معظم الأفكار اللاهوتية التي وردت في متون الأهرام ومتون التوابيت قد صورت ابتداء من الأسرة الثامنة عشرة من خلال كتب العالم الآخر وسُجلت على جدران المقابر الملكية وكان الموضوع الرئيسي لهذه الكتب هو تجديد ولادة رب الشمس وبعثه فجر كل يوم وكان هذا الحدث بمثابة تجديد لعملية خلق الكون وتواصل لحلقات الزمن دون توقف ضماناً للسرمدية الزمنية والأبدية المكانية.

                البعث والخلود من خلال العقيدة الملكية

                تجدر الإشارة إلى أن الزمن قد أثر على كل شئ في مصر القديمة من مفاهيم وديانة وحياة حتى أنه أثر على الملك والملكية فقد اتخذ الملوك أسماء تربطهم بالزمن وتجعلهم متحدين مع الزمن لأنه دائم وأبدي وهذا ما يتمناه كل فرد في مصر القديمة فيوجد على سبيل المثال الملك "منى" يعنى اسمه "الدوام والاستمرارية" وهو ما يتفق مع مفهوم العقيدة الملكية التي تؤكد في جوهرها على توارث الحق الملكي من الأب (أوزير) إلى الابن (حورس) خلال الأسرات الملكية المتعاقبة.
                وعلى سبيل المثال - لا الحصر – فقد كُتب اسم الملك "منى" بهذا الشكل mn أي الدائم والمستمر مما يجعله يرتبط بدورة الزمن والأبدية، وقد كُتب اسم الميلاد الملك أحمس من الأسرة الثامنة عشرة (iaH – ms(.w "القمر مولود أو ميلاد القمر" مما يجعل اسم هذا الملك مرتبط بدورة القمر في الكون وهذا بدوره يرتبط بدورة الزمن في الطبيعة وجاء كذلك اسم الميلاد للملك رمسيس الأول من الأسرة التاسعة عشرة Ra-ms-sw "الذي أنجبه رع، أو المولود من رع" وهذا بدوره يربط اسم هذا الملك بدورة الشمس في الكون مما يجعله يتحد بدورة الزمن والأبدية الكونية، وجاء أيضاً المصطلح mn مع اسم التتويج للملك تحوتمس الثالث من الأسرة الثامنة عشرة mn-xpr-Ra بمعنى "فلتدوم (فلتستمر) هيئة رع" وكذلك اسم التتويج للملك تحوتمس الرابع من الأسرة الثامنة عشرة mn-xprw-Ra بمعنى "فلتدوم هيئات رع" وكذلك مع اسم التتويج للملك رمسيس الأول من الأسرة التاسعة عشرة mn-pHty-Ra بمعنى "فلتدوم (فلتستمر) قوة رع" وكذلك مع اسم التتويج للملك سيتي الأول من الأسرة التاسعة عشرة mn-mAat-Ra بمعنى "فلتدوم عدالة رع" وعبر ارتباط المصطلح mn مع أسماء الملوك السابقين عن دوام الزمن والأبدية الكونية وهذا ما كان يتمناه الملوك دوماً.

                البعث والخلود من خلال الشعائر الدينية

                يُعتقد أن بعض الشعائر الدينية ترتبط بدوره الزمن والأبدية حيث اعتُقد أن شعيرة هز أو اقتلاع نبات البردي في أحراش الدلتا التي ترجع أقدم مناظر لها إلى عهد الملك "تحوتمس الثالث" بمعبد الكرنك، ثم من عهد الملك "أمنحوتب الثالث" بمعبد الأقصر، ورمسيس الثاني بمعبد الكرنك، وهذه المناظر مأخوذ عن أصول أقدم، ترجع للدولة القديمة وعبرت النصوص عن هذه الشعيرة بتعبير sSS-wAD، واختلفت آراء العلماء حول هذه الشعيرة.


                "شروق خبري من جديد". الساعة الثانية عشر من كتاب "إمي. دوات". مقبرة أمنحتب الثاني


                طقسه التبخير للمعبود أمام المعبود "خنـوم" وبعض الأرباب، معبد مدينة هابو.

                إلا أن البعض ربط هذه الشعيرة بالكون والخصوبة حيث دورة الحياة الطبيعية من خلال ارتباط هذه الشعيرة بالمعبودة حتحور مما يشير لدورة الزمن في الكون،ويُعتقد أن هذه الشعيرة ترتبط بدورة الشمس في الكون حيث أن هذه الشعيرة تعتبر جزءاً من الاحتفالات الملكية التي ترتبط بتأكيد عودة الحياة القائمة على الاستمرارية والدوام المرتبطين بالزمن والأبدية الكونية.

                الملفات المرفقة

                تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

                قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
                "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
                وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

                تعليق


                • #9
                  أهم المعبودات المرتبطة بالبعث والخلود في مصر القديمة



                  المعبود أوزير وزوجته إيزيس

                  يُعتقد أن الحضارة المصرية القديمة تدور في ثلاث محاور أساسية هي المعبود أوزير كرمز للعالم الآخر والمعبود رع رمز الخلق والتجدد الزمني، والنيل (حعبى Hapy) كرمز للخير والنماء والاستمرارية الزمنية، وما عدا ذلك مهما اختلفت الرموز فهي ترتبط بصورة أو بأخرى بتلك المحاور السابقة، وقد ارتبطت الرموز بالأساطير في العقيدة المصرية القديمة حيث أن المصري القديم عندما نظر إلى الظواهر الكونية الطبيعية وجدها ثابتة ودائمة بدوام الزمن فحاول أن يحيك الأساطير كوسيلة لتفسير الرموز المعبرة عن تلك الظواهر الكونية.



                  الآلة حعبى

                  الآلهة ايزيس




                  المعبود أوزير كرمز للعالم الآخر
                  وقد أعتُبرت أسطورة المعبود أوزير تمثيلاً للخلق وتجسيداً لدوره الزمن حيث اعتُبرت بمثابة وجه آخر لدورة الطبيعة ومسيرة الزمن التي لا تنتهي بل تتجدد وتستمر من خلال بعثة لذا فهو يُجسد الحياة والموت ويُجسد دورة الزمن التي إذا ما توقفت ولم يتم بعثه توقف نظام الكون وانتهت الحياة على الأرض، وقد كان للأسطورة الأوزيرية صدى كبير في العقيدة المصرية القديمة كما ارتبطت بالزمن والأبدية واستمرارية الكون حيث كان المعبود أوزير حاكم الأبدية ورب الغرب كما كان "خنتى أمنتيو" أي إمام الغربيين، وقد ارتبط المعبود أوزير ببعض الرموز والشعائر والأعياد التي تشير من قريب أو من بعيد للزمن والأبدية وكان من أهم هذه الأعياد "عيد الطلعة الكبرى أو عيد أوزير الكبير في أبيدوس "جدو" الذي كان يحتفل به في الشهر الأول للفيضان في بداية العام وكذلك احتفالات شهر "كيهك" التي كانت تقام في العصر المتأخر في معظم مراكز عبادة أوزير وكل هذه الاحتفالات ترمز للزمن والأبدية حيث كانت تقام تكريماً له حتى يجعل حلقات الزمن تتصل وتستمر الحياة في الكون، وكان أوزير واهب الحياة لجميع المخلوقات لأنه القوى الكامنة في الأرض التي تمنحها الحياة فتنتج النباتات والمحاصيل التي يتغذى عليها جميع الكائنات كما كان مصدراً لخصوبة أرض مصر السوداء حيث ارتبط بالفيضان وكان بمثابة القوى الدافعة لمجئ المياه من جديد سنوياً وقد أشارت متون الأهرام لهذه الفكرة حيث قالت "إن حور قادم، إنه يعرف أباه فيك، أنت الفتى في اسمك "الماء العذب". وكان قدوم الفيضان بمثابة تجديد للزمن ومولداً جديداً للحياة على الأرض وهناك صدى لنفس الفكرة في متون التوابيت.
                  وتجدر الإشارة إلى أنه كان يتم صنع تماثيل من الطين صغيرة الحجم على هيئة مومياء أوزير تخلط فيها حبوب القمح وتوضع مع المتوفى في جبانة طيبة ابتداء من الأسرة الثامنة عشرة وكانت ترطب بالماء فتنبت عيدان القمح وترمز لبعث أوزير وكانت تدفن في التربة الزراعية خلال الفصل الرابع من السنة المصرية القديمة عندما تنحسر مياه الفيضان وتكون الأرض مُعدة للبذر فلما تمر بضعة أيام تنبت البذور مما يعنى بعث أوزير وبعث الحياة على الأرض مما يشير إلى تجديد دورة الزمن في الكون، وقد أشارت متون التوابيت لهذه الفكرة حيث قالت على لسان المعبود أوزير ما يلي: "إنني نبات الحياة الذي يخرج من أوزير" وقال أوزير عن نفسه: "إنني أوزير أعيش كالقمح وأنمو كالقمح"، وقد أعتبر المعبود أوزير مصدراً لجميع التطورات على سطح الأرض على مدار العام حيث اعتبر هو مسبب الحياة على الأرض ومسير دورة الزمن والأبدية وقد شبه أوزير بالقمر نظراً لأنه يأفل ثم يعود مرة أخرى للظهور (يبعث) في الشهر التالي وهذا يدل على دورة الزمن المتواصلة.


                  "أوزير"، في هيئة مومياء راقدة منبتة. أحياناً ما يظهر المعبود "أوزير" بهذا الشكل فى بعض المقابر. تفاصيل من أحد التوابيت، متحف "كمبريدچ".

                  وتجدر الإشارة إلى أن متون التوابيت تتحدث عن "جزيرة اللهب" وهى مكان أسطوري يقع طبقاً للنصوص والمصادر الدينية في الأشمونيين، وتضم رفات المعبود أوزير، ويعتبر المعبود جحوتى سيد هذه الجزيرة التحى يعيش فيها الثامون وتولد فيها الشمس يومياً فهي مكان تجدد دورة الزمن والأبدية من خلال ديمومة دورة الشمس في الكون، كما أن زوجته المعبودة إيزيس تجسد النجم "سبدت" spdt، نجم الشعري اليمانية الذي يظهر قبل بزوغ الفجر مبشراً بقدم الفيضان السنوي وهناك نقش على بوابة "هادريان" بمعبد فيله يشرح ذلك، وهذا يدل على ارتباط إيزيس بالزمن والأبدية ومن خلال زوجها الذي يقوم بربط حلقات الزمن في الكون.
                  المعبود شو وزوجته تفنوت
                  اعتقد المصري القديم أن المعبود الخالق كانت له عينان، اليمنى هي الشمس واليسري هي القمر وهذا يشير إلى وحدتي الزمن حيث الأشهر القمرية والأشهر الشمسية كما وصف شو وتفنوت على أنهما بمثابة عيني المعبود الخالق أتوم حيث اعتُبر شوهو الشمس وتفنوت هي القمر كما إنهما يمثلان الشرق والغرب ويجسدان الليل والنهار.


                  الآلة شو يفصل بين الأرض والسماء
                  كما أنهما يمثلان عناصر الأبدية والخلود فقد اعتبر شو مُجسداً nHH وتفنوت تجسد Dt وبهذا يُلاحظ تجسيد عناصر الزمن والأبدية قد تمثلت في عيني المعبود الخالق الذي هو بمثابة المُسيطر والمُسير لدورة الزمن وعيناه تمثلهما الشمس والقمر وهاتان تمثلهما تفنوت وشو ومما سبق يتضح أن الزمن هو العامل المؤثر في الكون والحياة فبدون الزمن يتوقف كل شئ في الكون الذي أُنشئ منذ القدم على نظام الزمن والأبدية.



                  متون التوابيت


                  وتجدر الإشارة إلى أن الفقرة 335 من متون التوابيت، وهى الأصل القديم للفصل السابع عشر من كتاب الموتى حيث يدور موضوع هذه الفقرة حول عنصرا الزمن والأبدية لتحديد مصير المتوفى بين الموت والبعث فهي تتحدث عن الأمس (الزمن السالف) باعتباره أوزير وعن الغد (المستقبل أو الزمن اللاحق) باعتباره رع وتدور في نفس الوقت حول الليل أو الغرب (عنصر Dt وتجسده تفنوت) والنهار أو الشرق (عنصر nHH ويجسده شو) وهذا كله إشارة للزمن والأبدية المنشودة طبقاً لمعتقدات المصري القديم، وكان للمعبود شو أهمية عظمى في الديانة المصرية القديمة عامة والزمن خاصة حيث أعتبر المعبود شو تجسيداً لعنصر الزمن والأبدية nHH، وقد جاء في كتاب الأمي دوات أن المعبود شوهو الذي يعيد ولادة الشمس في العالم السفلى حيث يوجد منظر للمعبود شو وهو يفصل السماء عن الأرض التي كانت في ظلام ويُلاحظ أن يداه تحضران اليوم الجديد كناية عن تجديد الزمن ودورته الأبدية، وقد جسدت تفنوت عنصر الليل والغرب والأزلية Dt كما جسد شو عنصر النهار والشرق والأبدية nhh وبهذا تكتمل حلقات الزمن وتدوم دورته الأبدية من خلال عناصره الممثلة فيهما.
                  المعبود مين
                  يُعتبر المعبود مين من أهم المعبودات المصرية، فله العديد من الأدوار الهامة فيما يتعلق بمعتقدات المصري القديم، والجدير بالذكر أن بعض العلماء قد ربطوا بين دورة الزمن والأبدية ولقب kA-mwt.f. الذي ظهر لأول مرة ضمن نقوش مقصورة الملك سنوسرت الأول البيضاء بالكرنك حيث كان لقباً لآمون رع في هيئته الجنسية ثم ربطته النصوص بالمعبود مين فيما بعد، والمعنى المباشر لتعبير kA-mwt.f هو "فحل أمه" أما المضمون الذي يعبر عنه فهو ذو أهمية بالغة في إطار مفاهيم الإخصاب وتجديد الحياة والولادة ودورة الزمن والأبدية حيث كان هذا اللقب له الأثر العميق في عنصر الزمن وتعاقبه واستمراريته أكثر من الأجرام السماوية، التي ينتج عن دورانها الدائم في أفلاكها تعاقب الأيام وتتابع الشهور وتوالى السنين فضلاً عن تتابع الفصول تبعاً لدورة فيضان النيل، وقد ارتبط هذا اللقب بالمعبود مين بهيئته الجنسية من خلال الأمومة الرئيسية وربما الوحيدة التي ارتبطت بالمعبود مين هي المعبودة "إيزيس" ولا سيما في مدينة قفط، وقد عبر هذا اللقب عن النشأة الذاتية للمعبود الأزلي الخالق "آمون" في لقبه kmAt.f الذي أكمل وقته أو زمنه كما يعبر عن دورة الزمن والأبدية من خلال الخصوبة الكامنة في المعبود مين الذي كان بمثابة تجديد لدورة الحياة في الكون، ومن المُعتقد أن لقب kA mwt.f والذي تميز به المعبود آمون مين حيث وصف بأنه "المعبود الحي رئيس المعبودات"، يعبر عن الزمن الحاضر في مقابل آمون الجد km At.f الذي يجسد الزمن الماضي، كما أن الجيل الثالث يتمثل في المعبود "حورس ابن إيزيس" كا بن لامون مين kA-mwt.f، وحفيد لآمون الجد km At.f، ويتضح مما سبق أن الأجيال الثلاثة فى إطار مفهوم kA-mwt.f تجسد الأب، الزوج والابن مما يشير لدورة الطبيعة في الكون وتجسيداً لدوره الزمن والأبدية الكافلة للحياة الديمومة على الأرض، كما أن المعبود مين له علاقة وطيدة بدوره القمر والشمس مما يجعله مؤثراً في دورة الزمن والأبدية، حيث أن المعبود مين له صفة التجدد الدائم بصفته معبوداً للخصوبة والميلاد المتكرر مما يجعله مؤشراً من مؤشرات الزمن في الكون، وقد ارتبط المعبود مين من خلال أهم خصائصه (عضو الإخصاب والمذبة) بمرحلة زمنية على جانب كبير من الأهمية، وهى المرحلة الفاصلة بين نهاية الشهر القمري وبداية الشهر الذي يليه، أو بمعنى آخر المرحلة الزمنية الفاصلة بين الموت والحياة، بين طور الأب المتوفى وطور الابن الوليد، وكل ذلك من خلال موكبه الذي اختير له بعناية يوم الثلاثين من الشهر القمري ليكتسب تلقائية الانتقال بين آخر الشهر المنصرم وأول الشهر التالي له، فهو يقوم خلال تحركه هذا ومن خلال عضو إخصابه المنتصب بوصل حلقة الزمن بين جيل الأب المتوفى وجيل الابن الذي سيولد في اليوم التالي حيث أنه يجسد الأجيال الثلاثة الأب، الزوج والابن في إطار مفهوم kA-mwt.f، ومن خلال كل ذلك فهو يقوم بإخصاب حلقه الزمن الفاصلة بين النهاية والبداية ليضمن استمرار دورة الزمن دون انقطاع أو توقف، حيث أن أي انقطاع لدورة الزمن والأبدية التي خلق المعبود الأزلي عليها الكون يعنى نهاية محققة للكون مما يعنى نهاية الحياة على سطح الأرض.

                  الملفات المرفقة

                  تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

                  قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
                  "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
                  وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

                  تعليق


                  • #10


                    البعث والخلود من خلال الكتب الدينية




                    تتجسد دورة الزمن والأبدية فيما تذكره مصادر الدولة الحديثة المصورة من أن رحلة معبود الشمس الليلية في العالم السفلى حيث يتحد مع المعبود أوزير ويصير الاثنان جسداً واحداً ويتحدثان بفم واحد وعندما يتحد "رع" مع "أوزير" يصبح بمثابة شمس الليل التي تضئ لسكان العالم السفلى وتوقظهم من رقده الموت إلا أن هذا الاتحاد لن يستمر طويلاً فالشمس يجب أن تشرق عند الفجر في الأفق الشرقي ويبعث رب الشمس من جديد ويتحرر من رقده الموت التي هي بمثابة توقف جزئي لمسيرة الزمن والأبدية إلا أنه عندما يتم البعث ويشرق رب الشمس من جديد تتواصل حلقات الزمن ويسير الكون وفقاً للنظام السرمدى منذ خلق الكون، ويُلاحظ في مقبرة الملكة نفرتارى تصويراً لهذا الاتحاد بين رع وأوزير حيث يُرى تصويراً لمومياء برأس كبش وبين قرنيه قرص الشمس ويشير النص إلى أن "رع يتحد مع أوزير وأوزير يتحد مع رع يومياً وقد أشارت معظم كتب العالم الآخر خلال الدولة الحديثة إلى هذا الاتحاد الذي يمثل دوره الزمن والأبدية المنشودة والنص هو:

                    رع يتحد مع أوزير


                    وسيتضح من خلال ما سيأتي ذكره أهم هذه الملامح كما يلي:

                    Ra Pw Htp(.f) m Wsir, Wsir (Pw) Htp(.f) m Ra
                    "رع يتحد مع أوزير، أوزير يتحد مع رع"




                    كتاب الأمى دوات imy-dwAt
                    عبر مصطلح imy-dwAt عن معنى "ذلك الذي في العالم الآخر أو الكائن في العالم الآخر"، وهو عنوان حديث لنص ملكي قديم يُعرف باسم "كتاب الغرفة السرية" والغرض منه تعريف الميت بعجائب العالم الآخر ويتكون من 12 ساعة نهارية تقابلها 12 ساعة ليلية، ويعود هذا الكتاب إلى بداية الدولة الحديثة وهو أقدم النصوص التي نُقشت على جدران المقابر الملكية في وادي الملوك.

                    الساعة الأولى من ساعات "إمي- دوات مقبرة تحتمس الثالث رقم 34 وادي الملوك.

                    الساعة الأولى من ساعات "إمي- دوات” مقبرة تحتمس الثالث رقم 34 وادي الملوك

                    تفاصيل من الساعة الأولى من كتاب "إمي- دوات" مقبرة توت عنخ أمون، رقم 62 بوادي الملوك

                    الملفات المرفقة

                    تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

                    قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
                    "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
                    وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

                    تعليق


                    • #11
                      الساعة الثانية


                      تفاصيل من الساعة الثانية من كتاب "إمى- دوات" مقبرة سيتي الأول رقم 17 بوادي الملوك، الجهة الشرقية، الأسرة 19، الدولة الحديثة.



                      تفاصيل من الساعة الثانية من كتاب "إمي- دوات"مقبرة سيتي الأول رقم 17 بوادي الملوك،الجهة الشرقية، الأسرة 19 الدولة الحديثة.



                      تفاصيل من الساعة الثانية من كتاب "إمي- دوات"مقبرة سيتي الأول رقم 17 بوادي الملوك، الجهة الشرقية، الأسرة 19 الدولة الحديثة.



                      الساعة الثالثة



                      الساعة الثالثة من كتاب "إمى- دوات" بمعنى ماهو موجود في العالم الأخر، مقبرة أمنحتب الثاني رقم 35 بوادي الملوك الأسرة 18، الدولة الحديث

                      الملفات المرفقة

                      تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

                      قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
                      "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
                      وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

                      تعليق


                      • #12
                        الساعة الرابعة


                        الساعة الرابعة من كتاب "إمى- دوات" مقبرة أمنحتب الثاني رقم 35 بوادي الملوك، الجهة الشرقية، الأسرة 18، الدولة الحديثة


                        تفاصيل من الساعة الرابعة من كتاب "إمي- دوات” مقبرة سيتي الأول رقم 17 بوادي الملوك، الجهة الشرقية، الأسرة 19، الدولة الحديثة



                        الساعة الخامسة



                        الساعة الخامسة من كتاب "إمى- دوات" مقبرة أمنحتب الثاني (مقبرة رقم 35 بوادي الملوك، الجهة الشرقية)- الأسرة 18، الدولة الحديثة.


                        الساعة السادسة



                        الساعة السادسة من كتاب "إمي- دوات"، مقبرة تحتمس الثالث رقم 34 بوادي الملوك

                        الملفات المرفقة

                        تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

                        قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
                        "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
                        وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

                        تعليق


                        • #13
                          الساعة السابعة


                          الساعة السابعة من كتاب "إمي- دوات" مقبرة أمنحتب الثاني رقم 35 بوادي الملوك، الجهة الشرقية، الأسرة 18، الدولة الحديثة


                          تفاصيل من الساعة السابعة من كتاب "إمى- دوات" مقبرة تحتمس الثالث رقم 34 بوادي الملوك، الجهة الشرقية، الأسرة 19، الدولة الحديثة


                          تفاصيل من الساعة السابعة من كتاب "إمى- دوات" مقبرة أمنحتب الثاني رقم35 بوادي الملوك، الجهة الشرقية، الأسرة 19، الدولة الحديثة

                          الساعة الثامنة

                          تفاصيل من الساعة الثامنة من كتاب "إمى- دوات" مقبرة سيتى الأول رقم 17 بوادى الملوك، الجهة الشرقية، الأسرة 19، الدولة الحديثة

                          الساعة الثانية عشر

                          تفاصيل من الساعة الثانية عشر من كتاب "إمى- دوات" مقبرة تحتمس الثالث رقم 34 بوادي الملوك، الجهة الشرقية،الأسرة 19، الدولة الحديثة.



                          تفاصيل من الساعة الثانية عشر من كتاب "إمى- دوات” مقبرة أمنحتب الثاني رقم 35 بوادي الملوك، الجهة الشرقية، الأسرة 18، الدولة الحديثة

                          وإذا كانت الساعات هي التي تحدد مسيرة الشمس في الزمن في كتاب الأمي دوات من خلال الزمان حيث يُلاحظ هنا ملامح الأبدية الزمنية، فإن البوابات هي التي تحدد مسيرة الشمس من خلال المكان في كتاب البوابات وهنا يُلاحظ ملامح الأبدية المكانية وهنا تتفق كتب العالم الآخر في الدولة الحديثة في المعتقدات والهدف المرجو من ذلك ألا وهو تواصل حلقات الزمن من خلال البعث اليومي للشمس وتحقيق الأبدية المنشودة حيث أن السموات والأرض والعالم الآخر تتلاقى جميعها في أعماق العالم السحيق التي يتعين على رب الشمس أن ينزل إليها ليُحقق التجدد اليومي الزمني والبعث للحياة على الأرض.
                          الملفات المرفقة

                          تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

                          قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
                          "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
                          وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

                          تعليق


                          • #14
                            كتاب الأرض Akr


                            يرجع هذا الكتاب إلى الأسرة 20 تعلق برحلة معبود الشمس الليلية عبر العالم الآخر، وهو مكون من أربعة أجزاء مليئة برسوم الأشكال المحنطة وأقراص الشمس، وقد تخيل المصري القديم من خلال هذا الكتاب أن صورة العالم الآخر هي الأرض المليئة بالمقابر والكهوف والتوابيت الحجرية التي تحوى العديد من الجثث المقدسة، وقد ورد في كتاب الأرض منظراً يمثل إبحار مركب الشمس فوق جسد المعبود آكر ونشاهد عدداً كبيراً من الأذرع ترفع الشمس للسماء.







                            والجدير بالذكر أن ربات الساعات الإثنى عشر قد صورن وهن يقمن بسحب حبل يجر مركب الشمس ليساعدن الشمس على الشروق وإتمام دورة الزمن، ومن أجمل المناظر التي تجسد دورة الزمن والأبدية الكونية المتمثلة في رحلة الشمس من الشروق للغروب وعملية البعث اليومي لرب الشمس ليبعث في الكون الحياة ما يوجد في أحد مناظر كتاب الأكر (الأرض) ذلك المنظر الذي يمثل شروق وغروب الشمس فوق جسد المعبود آكر الذي يرمز إلى جبل الغرب على اليمين حيث يرمز للأمس أو للزمن السالف وجبل الشرق على اليسار حيث يرمز لليوم أو للوقت الحاضر وبينهما في الوسط ذراعي المعبود نون مرفوعتين من الأعماق تحمل قرص الشمس وما يجد ذكره أن مركب الشمس في اليمين ترمز لمركب الأمس أو الزمن السالف وبها المعبود اتوم ومركب الشمس في اليسار ترمز لمركب اليوم أو الوقت الحاضر وبها المعبود خبري وهذا يمثل دوره الزمن ومسيرته الأبدية، هذا فضلاً عن منظر آخر من كتاب الأرض يُمثل دورة الزمن والنظام الكوني القائم على الأبدية المنشودة لاستمرار الحياة في الكون وكل ذلك رُمز له برحلة الشمس وبعثها من جديد حيث يُرى بالصف الأعلى مركب الشمس على اليمين بداخلها المعبود أنوم ويتعبد له أحد المعبودات ويتقدم المركب أربعة عشر معبوداً برؤوس الكباش وقرص الشمس يلتفتون تجاه المركب وبالصف الأسفل في الوسط يوجد معبوداً منتصب القضيب وصف بأنه الذي يحجب الساعات وهو هنا بمثابة معبود مُنجب للشمس حيث يُمثل الخصوبة المُسيرة لدورة الزمن وقد وقف داخل شكل شبه مُثلث يُحيط به ثعبان ضخم من الخارج وبجوار المعبود تسع نجوم وقرصين للشمس وعلى جوانب المثلث صورت أثنتى عشر معبودة بحجم صغير يرمزن للساعات (الزمن) وقد ارتبطن بالمعبود سالف الذكر عن طريق مجموعة من الخطوط على هيئة نقط متجاورة خرجت منه ليُنجب الشمس الجديدة التي صورت على هيئة أقراص شمس صغيرة في أيدي معبودات الساعات وهذا المنظر يمثل دوره الزمن الأبدية الكافلة الحياة للكون.

                            الملفات المرفقة

                            تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

                            قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
                            "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
                            وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

                            تعليق


                            • #15
                              كتاب الليل

                              يرجع هذا الكتاب لعصر الرعامسة وهو أكثر كتب السماوات تفصيلاً ويتم فيه الرحلة الليلية للشمس في عالم الأبدية عبر جسد المعبودة نوت التي تبتلع الشمس في آخر النهار وتلدها في الصباح، وهو يشبه توأمه "كتاب النهار".

                              أكمل نسخة من كتاب الليل وردت بمقبرة الملك رمسيس السادس.الب الغربي.الأقصر


                              جسد المعبودة نوت التي تبتلع الشمس في آخر النهار وتلدها في الصباح

                              وتجسدت دورة الزمن المتصفة بالدوام والأبدية مع ولادة الشمس كل يوم حيث يُلاحظ في الحدث الأخير الذي يُمثل ولادة الشمس وذلك من خلال من كتاب الليل الذي توجد أقدم نسخه منه في الضريح الرمزي للملك سيتي الأول في أبيدوس (الأوزيريون) على الجزء الغربي من سقف حجرة التابوت وكذلك سقف حجرة التابوت بمقبرة الملك رمسيس الرابع أما أكمل نسخة من هذا الكتاب فوردت بمقبرة الملك رمسيس السادس، ويُرى فيه تصويراً مزدوجاً للمعبودة نوت بجسدها الممتد طافياً بين أمواج المياه الأزلية (نون) ممثلةً إطار كتاب الليل وكتاب النهار أي أنها تجسد طرفي الزمن المتواصل دون انقطاع، كما تجدر الإشارة الرمزية لدورة الزمن الدائمة المعبرة عن الأبدية الزمنية أن هناك إشارة لأسطورة تقول أن مولد رب الشمس على هيئة العجل الصغير أو العجل الذهبي الذي تلده أمه بقرة السماء في الصباح وينمو أثناء النهار حتى يصبح ثوراً ليلقح أمه بقرة السماء ويأخذ لقد kA mwt.f فتلد البقرة شمساً جديدة (عجلاً صغيرا) صباح اليوم التالي مما يدل على البعث الدائم للزمن.
                              الملفات المرفقة

                              تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

                              قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
                              "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
                              وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

                              تعليق

                              يعمل...
                              X