العالم الآخر في مخيلة المصري القديم
امتاز تخيل المصري القديم لشكل وطبيعة العالم الآخر بالتباين والغموض الشديد، والذى استند على خياله الواسع في تصور كل ما يحب وما يبغض من أحداث قد تحدث للمتوفى. فكان لاعتقاد المصري في وجود حياة أخروية أبدية، ووجود ثواب وعقاب على ما قدمه في حياته الدنيوية، الأثر الواضح في حرصه على تصوير هذه الحياة الأبدية، والإسهاب في وصف المصير الخالد للمبرئين، وتنعمهم في حقول مملكة "أوزير" مع الآلهة والأرواح الطيبة، والتحذير من مدى سوء العاقبة للمذنبين الذين ينتظرهم مصير غامض مجهول من العذاب والجحيم.
بل إن الأمر بلغ الحد لتصوير كيفية تغلبه على هذه المخاوف والصعوبات أثناء رحلته في العالم الآخر، والتي بدت من خلال الوصف أنها رحلة طويلة محفوفة بالمخاطر، تتطلب الاستعداد والتحصين له بالأعمال الطيبة في الحياة، وحفظ العديد التعاويذ والأسرار لهذا العالم وأماكنه، حتى يستطيع المتوفى أن يعبر في أمان وسلامة، وصولاً لمملكة "أوزير".
وقد اختلفت هذه النظرة من فترة زمنية لأخرى، حيث يتضح من خلال نصوص الأهرام غلبة النظرة التفاؤلية على النظرة التشاؤمية، وإن وجد الاثنان معاً في هذه النصوص، وإن اقتصرت هذه النظرة في حديثه غالباً عن الملوك ورحلتهم، سواء في صحبة إله الشمس، أو في صحبة الأرباب، في حين تجاهلت الإشارة لمصير الأفراد خلال الدولة القديمة.
وقد استمرت النظرتان بوضوح أكثر خلال عصر الدولة الوسطى، وفي تصوير هذا العالم بالحقول الغنية بالثمار وبحيرات الشراب المختلفة؛ بجانب النظرة التشاؤمية. وقد ظهر ذلك من خلال النصوص الأدبية والدينية التي زاد فيها التعبير عن مصير الموتى (الأفراد) بشكل كبير، ربما لتضاؤل مكانة الملكية، خاصة بعد الأحداث السياسية لعصر الانتقال الأول، والتي كان لها أبلغ الأثر في تغير نظرة المصري للملكية، وانتقال العديد من المزايا التي كان يتمتع بها الملوك إلى الأفراد.
بردية برلين 3024، الأسرة الثانية عشرة
ومن النصوص الأدبية التي أعطت بعض ملامح العالم الآخر؛ نص "اليائس من الحياة"، بردية برلين 3024، الأسرة الثانية عشرة؛ وأغاني مقبرة الملك "انتف"، والتي حملت نظرة متشائمة. ومن النصوص الدينية؛ مثلت نصوص التوابيت مجالاً واسعاً خصباً أظهر فيه المصري مصير المتوفى الفرد في العالم الآخر، ورحلته للوصول للنعيم والأبدية؛ بجانب "كتاب الطريقين" الذي صور المخاطر الشديدة والمرعبة التي تعترض المتوفى في العالم الآخر.
الحائط الجنوبي للحجرة الأمامية
التعويذة (260- 272) من الغرب إلى الشرق
الجدار الشرقي من الممر المؤدي للحجرة التي تتقدم حجرة الدفن
التعويذة (318- 321) من الجنوب إلى الشمال
الجدار الغربى من الممر المؤدى للحجرة التى تتقدم حجرة الدفن
التعويذة (313-317) من الجنوب إلى الشمال
وقد اكتمل تبلور الصورة في ذهن المصري القديم خلال عصر الدولة الحديثة، وليس أدل على ذلك من كثرة الكتب الدينية التي تتحدث عن هذا العالم بالنصوص والمناظر؛ والتي تعطي وصفاً تفصيلياً لرحلة المتوفى بدايةً من الموت كمرحلة انتقالية، وكل ما يمر به من عواقب ومخاطر، وكيفية التغلب عليها، وصولاً لإعطاء تفاصيل دقيقية لما هو داخل العالم الآخر ومملكة "أوزير" من مناطق، وما يحدث بداخلها.
وقد أظهرت هذه الكتب وفي مقدمتها "كتاب الموتى"، و"كتاب البوابات"، و"كتاب الكهوف" وكتاب "الإمي دوات" النظرتين التفاؤلية والتشاؤمية حول مصير الموتى. بل وأفسحت مجالاً للحوار بين المتوفى والآلهة وحراس بوابات هذا العالم. وقد استمرت هذه الكتب الدينية بما يتضمنه كل منها من نظرات خلال العصور المتأخرة والعصر البطلمي.
وعلاوة على ذلك ظهرت نظرة تشكيك جديدة خلال العصر المتأخر، حيث لم تعد الرغبة في خلود المتوفى في العالم الآخر هي الهدف أو الطريق الوحيد، إذ يمكن للمرء أن يخلد نفسه بواسطة أعماله على الأرض، والتي تخلد اسمه بالطبع.
امتاز تخيل المصري القديم لشكل وطبيعة العالم الآخر بالتباين والغموض الشديد، والذى استند على خياله الواسع في تصور كل ما يحب وما يبغض من أحداث قد تحدث للمتوفى. فكان لاعتقاد المصري في وجود حياة أخروية أبدية، ووجود ثواب وعقاب على ما قدمه في حياته الدنيوية، الأثر الواضح في حرصه على تصوير هذه الحياة الأبدية، والإسهاب في وصف المصير الخالد للمبرئين، وتنعمهم في حقول مملكة "أوزير" مع الآلهة والأرواح الطيبة، والتحذير من مدى سوء العاقبة للمذنبين الذين ينتظرهم مصير غامض مجهول من العذاب والجحيم.
بل إن الأمر بلغ الحد لتصوير كيفية تغلبه على هذه المخاوف والصعوبات أثناء رحلته في العالم الآخر، والتي بدت من خلال الوصف أنها رحلة طويلة محفوفة بالمخاطر، تتطلب الاستعداد والتحصين له بالأعمال الطيبة في الحياة، وحفظ العديد التعاويذ والأسرار لهذا العالم وأماكنه، حتى يستطيع المتوفى أن يعبر في أمان وسلامة، وصولاً لمملكة "أوزير".
وقد اختلفت هذه النظرة من فترة زمنية لأخرى، حيث يتضح من خلال نصوص الأهرام غلبة النظرة التفاؤلية على النظرة التشاؤمية، وإن وجد الاثنان معاً في هذه النصوص، وإن اقتصرت هذه النظرة في حديثه غالباً عن الملوك ورحلتهم، سواء في صحبة إله الشمس، أو في صحبة الأرباب، في حين تجاهلت الإشارة لمصير الأفراد خلال الدولة القديمة.
وقد استمرت النظرتان بوضوح أكثر خلال عصر الدولة الوسطى، وفي تصوير هذا العالم بالحقول الغنية بالثمار وبحيرات الشراب المختلفة؛ بجانب النظرة التشاؤمية. وقد ظهر ذلك من خلال النصوص الأدبية والدينية التي زاد فيها التعبير عن مصير الموتى (الأفراد) بشكل كبير، ربما لتضاؤل مكانة الملكية، خاصة بعد الأحداث السياسية لعصر الانتقال الأول، والتي كان لها أبلغ الأثر في تغير نظرة المصري للملكية، وانتقال العديد من المزايا التي كان يتمتع بها الملوك إلى الأفراد.
بردية برلين 3024، الأسرة الثانية عشرة
ومن النصوص الأدبية التي أعطت بعض ملامح العالم الآخر؛ نص "اليائس من الحياة"، بردية برلين 3024، الأسرة الثانية عشرة؛ وأغاني مقبرة الملك "انتف"، والتي حملت نظرة متشائمة. ومن النصوص الدينية؛ مثلت نصوص التوابيت مجالاً واسعاً خصباً أظهر فيه المصري مصير المتوفى الفرد في العالم الآخر، ورحلته للوصول للنعيم والأبدية؛ بجانب "كتاب الطريقين" الذي صور المخاطر الشديدة والمرعبة التي تعترض المتوفى في العالم الآخر.
الحائط الجنوبي للحجرة الأمامية
التعويذة (260- 272) من الغرب إلى الشرق
الجدار الشرقي من الممر المؤدي للحجرة التي تتقدم حجرة الدفن
التعويذة (318- 321) من الجنوب إلى الشمال
الجدار الغربى من الممر المؤدى للحجرة التى تتقدم حجرة الدفن
التعويذة (313-317) من الجنوب إلى الشمال
وقد اكتمل تبلور الصورة في ذهن المصري القديم خلال عصر الدولة الحديثة، وليس أدل على ذلك من كثرة الكتب الدينية التي تتحدث عن هذا العالم بالنصوص والمناظر؛ والتي تعطي وصفاً تفصيلياً لرحلة المتوفى بدايةً من الموت كمرحلة انتقالية، وكل ما يمر به من عواقب ومخاطر، وكيفية التغلب عليها، وصولاً لإعطاء تفاصيل دقيقية لما هو داخل العالم الآخر ومملكة "أوزير" من مناطق، وما يحدث بداخلها.
وقد أظهرت هذه الكتب وفي مقدمتها "كتاب الموتى"، و"كتاب البوابات"، و"كتاب الكهوف" وكتاب "الإمي دوات" النظرتين التفاؤلية والتشاؤمية حول مصير الموتى. بل وأفسحت مجالاً للحوار بين المتوفى والآلهة وحراس بوابات هذا العالم. وقد استمرت هذه الكتب الدينية بما يتضمنه كل منها من نظرات خلال العصور المتأخرة والعصر البطلمي.
وعلاوة على ذلك ظهرت نظرة تشكيك جديدة خلال العصر المتأخر، حيث لم تعد الرغبة في خلود المتوفى في العالم الآخر هي الهدف أو الطريق الوحيد، إذ يمكن للمرء أن يخلد نفسه بواسطة أعماله على الأرض، والتي تخلد اسمه بالطبع.
تعليق