الأعيـاد والاحتفـالات الدينيـة
كان المصرى القديم بطابعه محباً للفرح، مقبلاً على المرح؛ فلم يكن يهتم فى حياته بالجوانب الدينية والعبادات وحدها على نحو ما يمكن أن يُستشف من كثرة ما خلفه لنا من آثار تعكس لنا حياته العقائدية وفكره الدينى؛ كما لم يكرس كل حياته للعمل والجد طول الوقت على النحو الذى نلمسه كذلك من كل ما خلفه لنا من آثار وشواهد تعبر عن إتقانه وحبه للعمل، وعن تنظيم وإلتزام شديد، وإدارة منضبطة بما لا يدع مجالاً للتهوين.
إلا أن الجانب الآخر من حياته -وهو الإقبال على المرح والفرح والفكاهة- كان مشرقاً حقاً، إذ يبدو أن المصرى كان يُعطى لكل شىء حقه.
فقد ترك المصريون لنا شواهد كثيرة تصور الأعياد والحفلات والرقص والغناء وعزف الموسيقى، وبما ينم عن تذوق وحس فنى تمتع به المصريون منذ أقدم العصور؛ فلا تكاد تخلو مقبرة (مكتملة) لأحد الأشراف أو كبار رجالات الدولة من مناظر الرقص والغناء وعزف الموسيقى أمام المتوفى.
وقد تعددت الأعياد فى مصر القديمة واختلفت أسبابها؛ فمنها ما كان يُحتفل به فى طول البلاد وعرضها، أو فى مدينة أو مقاطعة بعينها. وتنوعت هذه الأعياد ما بين الأعياد الرسمية، والأعياد الدينية، والأعياد الجنائزية، ومنها الأعياد الموسمية، والأعياد السنوية .
وقد استخدم المصرى القديم كلمة "حب" (Hb) للتعبير أو الدلالة عن العيد. وكان العيد بمثابة المتنفس الذى يعبر المصريون من خلاله عن رغباتهم وآمالهم البعيدة، ولذلك حرصوا على أداء طقوسه بشىء من التدين الشديد.
وبرغم كثرة وتنوع الأعياد المصرية المعروفة، إلا أن المعلومات المتوافرة حول هذه الأعياد ليست كاملة، وإن كان يمكن استكمالها وإخراجها فى صورة متكاملة من خلال تجميع كل المصادر والأدلة المتناثرة حول هذه الأعياد وأسبابها ومظاهرها.
ومن هذه المصادر التى استندت عليها بعض الدراسات المتخصصة حول الأعياد. وهناك التقاويم، وقوائم الأعياد المسجلة فى المعابد، وفى مقدمتها قائمة معبد "رعمسيس الثالث" فى "مدينة هابو"، إضافة إلى نقوش ومناظر المعابد والمقابر، واللوحات، والتماثيل والبرديات، والكتب الدينية.
ويوجد عدد من المشاكل وعلامات التوقف عند التعرض بالدراسة والتحليل للأعياد المصرية القديمة، والتى تستند على عوامل مختلفة. فيمكن تصنيف الأعياد المصرية إلى: "أعياد السماء" (Hbw nw pt)، و"أعياد دنيوية أو حياتية" (Hbw nw trw).
وكذلك أيضاً فيما يتعلق باختلافات الزمن والتوقيتات والأماكن، أو فيما يتعلق بالتقويم الذى تدوَّن فيه هذه الأعياد. فهناك على سبيل المثال: التقويم الزراعى، والتقويم الفلكى، والتقويم القمرى، والتقويم المدنى أو الشعبى؛ فأعياد السماء مثلاً تعتمد على التقويم الفلكى أو القمرى.
وقد كان لكل المعبودات المصرية -كبُر شأنُها أم قلَّ- أعيادٌ واحتفالات خاصة. وإن بدت أعياد المعبودات الكبرى فى عصر الدولة الحديثة هى الأكبر والأكثر اهتماماً من حيث المراحل والشعائر المؤداة، ومن حيث المشاركة الجماهيرية.
وفى مقدمة هذه الأعياد: أعياد "آمـون"، و"أوزير"، و"سوكر"، و"حـور"، و"ميـن"، و"حتحور"، و"سخمت".
ومن الأعياد الأخرى التى ارتبطت ببعض المدن أو المعابد: عيد "خنـوم" و"عنـقت" فى "إلفنتين"، وكان ابتداء من يوم 18 من شهر "هاتور"؛ وعيد "ساتت" و"عنقت" فى إقليم الجندل الأول؛ وعيد (اللقاء الجميل) فى "إدفـو"؛ وعيد (رفع السماء)؛ وعيد (وصول "نيت" إلى "سايس")؛ وعيد (الإمساك بالفأس) فى "إسنـا"؛ وعيد (شرب النبيذ)، وعيد (ولادة المعبودة)؛ وعيد (اللقاء الجميل) فى "دنـدرة"؛ وعيد (السنة الجديدة) فى "إدفـو" و"دنـدرة".
وقد نشأت الاحتفالات الدينية منذ بدايات التاريخ المصرى القديم، ويؤكد ذلك ما ورد على نقوش حجر "بالرمو" بين قائمة الأحداث الدينية الرئيسية خلال الأسرات الخمس الأولى، إذ يذكر لنا هذا الحجر بعضاً من هذه الأعياد، مثل: أعياد الأرباب "حورس"، و"سكر"، و"مين"، و"أنوبيس"، والربة "سشات".
ويعطى "شوت" فى دراسته قائمة بتواريخ الأعياد التى ظل الاحتفال بها قائماً على مدار العصور المصرية القديمة خلال شهور السنة المتعاقبة، إضافة إلى أيام النسىء الخمسة. وقد بلغ عدد أيام الأعياد هذه -خلال عصر "رعمسيس الثالث"- حوالى 162 يوماً، أى ما يعادل نصف السنة تقريباً.
وكان فصل الفيضان أكثر فصول السنة التى تقام فيها الاحتفالات والأعياد الشعبية والدينية، ولعل ذلك يرجع إلى امتداد هذا الفصل إلى حوالى مائة يوم، تخلو تقريباً من العمل لتوقف أعمال الحقول والزراعة بسبب الفيضان، مما كان دافعاً للمصرى لأن يستغل أوقات عطلاته فى إقامة الأعياد والاحتفالات.
ومن بين هذه الأعياد كما سنتناول بالتفصيل لاحقاً: عيد الفيضان؛ وعيد (GrH Hawty) فى اليوم السابع عشر من يوليو؛ وعيد بداية العام؛ وعيد (الواج)؛ وعيد (السُكْر txy•)؛ وعيد (أوبـت)؛ وعيد "أوزير"؛ وعيد "بتاح-سوكر-أوزير"، وغير ذلك من الأعياد. وتعتبر الدولة الحديثة هى أكثر فترات التاريخ المصرى تعبيراً وتصويراً لهذه الاحتفالات بمختلف أنواعها، والتى يمكن تصنيفها وفقاً لما أورده "كيتشن" فى تقسيمه للأعياد المصرية كالآتى:
أعيـاد سماوية
أعيـاد قومية
أعيـاد محلية
أعياد سياسية
الأعياد الشخصية أو الخاصة
الأعياد المسجلة على جدران المعابد والمقابر
كان المصرى القديم بطابعه محباً للفرح، مقبلاً على المرح؛ فلم يكن يهتم فى حياته بالجوانب الدينية والعبادات وحدها على نحو ما يمكن أن يُستشف من كثرة ما خلفه لنا من آثار تعكس لنا حياته العقائدية وفكره الدينى؛ كما لم يكرس كل حياته للعمل والجد طول الوقت على النحو الذى نلمسه كذلك من كل ما خلفه لنا من آثار وشواهد تعبر عن إتقانه وحبه للعمل، وعن تنظيم وإلتزام شديد، وإدارة منضبطة بما لا يدع مجالاً للتهوين.
إلا أن الجانب الآخر من حياته -وهو الإقبال على المرح والفرح والفكاهة- كان مشرقاً حقاً، إذ يبدو أن المصرى كان يُعطى لكل شىء حقه.
فقد ترك المصريون لنا شواهد كثيرة تصور الأعياد والحفلات والرقص والغناء وعزف الموسيقى، وبما ينم عن تذوق وحس فنى تمتع به المصريون منذ أقدم العصور؛ فلا تكاد تخلو مقبرة (مكتملة) لأحد الأشراف أو كبار رجالات الدولة من مناظر الرقص والغناء وعزف الموسيقى أمام المتوفى.
وقد تعددت الأعياد فى مصر القديمة واختلفت أسبابها؛ فمنها ما كان يُحتفل به فى طول البلاد وعرضها، أو فى مدينة أو مقاطعة بعينها. وتنوعت هذه الأعياد ما بين الأعياد الرسمية، والأعياد الدينية، والأعياد الجنائزية، ومنها الأعياد الموسمية، والأعياد السنوية .
وقد استخدم المصرى القديم كلمة "حب" (Hb) للتعبير أو الدلالة عن العيد. وكان العيد بمثابة المتنفس الذى يعبر المصريون من خلاله عن رغباتهم وآمالهم البعيدة، ولذلك حرصوا على أداء طقوسه بشىء من التدين الشديد.
وبرغم كثرة وتنوع الأعياد المصرية المعروفة، إلا أن المعلومات المتوافرة حول هذه الأعياد ليست كاملة، وإن كان يمكن استكمالها وإخراجها فى صورة متكاملة من خلال تجميع كل المصادر والأدلة المتناثرة حول هذه الأعياد وأسبابها ومظاهرها.
ومن هذه المصادر التى استندت عليها بعض الدراسات المتخصصة حول الأعياد. وهناك التقاويم، وقوائم الأعياد المسجلة فى المعابد، وفى مقدمتها قائمة معبد "رعمسيس الثالث" فى "مدينة هابو"، إضافة إلى نقوش ومناظر المعابد والمقابر، واللوحات، والتماثيل والبرديات، والكتب الدينية.
ويوجد عدد من المشاكل وعلامات التوقف عند التعرض بالدراسة والتحليل للأعياد المصرية القديمة، والتى تستند على عوامل مختلفة. فيمكن تصنيف الأعياد المصرية إلى: "أعياد السماء" (Hbw nw pt)، و"أعياد دنيوية أو حياتية" (Hbw nw trw).
وكذلك أيضاً فيما يتعلق باختلافات الزمن والتوقيتات والأماكن، أو فيما يتعلق بالتقويم الذى تدوَّن فيه هذه الأعياد. فهناك على سبيل المثال: التقويم الزراعى، والتقويم الفلكى، والتقويم القمرى، والتقويم المدنى أو الشعبى؛ فأعياد السماء مثلاً تعتمد على التقويم الفلكى أو القمرى.
وقد كان لكل المعبودات المصرية -كبُر شأنُها أم قلَّ- أعيادٌ واحتفالات خاصة. وإن بدت أعياد المعبودات الكبرى فى عصر الدولة الحديثة هى الأكبر والأكثر اهتماماً من حيث المراحل والشعائر المؤداة، ومن حيث المشاركة الجماهيرية.
وفى مقدمة هذه الأعياد: أعياد "آمـون"، و"أوزير"، و"سوكر"، و"حـور"، و"ميـن"، و"حتحور"، و"سخمت".
ومن الأعياد الأخرى التى ارتبطت ببعض المدن أو المعابد: عيد "خنـوم" و"عنـقت" فى "إلفنتين"، وكان ابتداء من يوم 18 من شهر "هاتور"؛ وعيد "ساتت" و"عنقت" فى إقليم الجندل الأول؛ وعيد (اللقاء الجميل) فى "إدفـو"؛ وعيد (رفع السماء)؛ وعيد (وصول "نيت" إلى "سايس")؛ وعيد (الإمساك بالفأس) فى "إسنـا"؛ وعيد (شرب النبيذ)، وعيد (ولادة المعبودة)؛ وعيد (اللقاء الجميل) فى "دنـدرة"؛ وعيد (السنة الجديدة) فى "إدفـو" و"دنـدرة".
وقد نشأت الاحتفالات الدينية منذ بدايات التاريخ المصرى القديم، ويؤكد ذلك ما ورد على نقوش حجر "بالرمو" بين قائمة الأحداث الدينية الرئيسية خلال الأسرات الخمس الأولى، إذ يذكر لنا هذا الحجر بعضاً من هذه الأعياد، مثل: أعياد الأرباب "حورس"، و"سكر"، و"مين"، و"أنوبيس"، والربة "سشات".
ويعطى "شوت" فى دراسته قائمة بتواريخ الأعياد التى ظل الاحتفال بها قائماً على مدار العصور المصرية القديمة خلال شهور السنة المتعاقبة، إضافة إلى أيام النسىء الخمسة. وقد بلغ عدد أيام الأعياد هذه -خلال عصر "رعمسيس الثالث"- حوالى 162 يوماً، أى ما يعادل نصف السنة تقريباً.
وكان فصل الفيضان أكثر فصول السنة التى تقام فيها الاحتفالات والأعياد الشعبية والدينية، ولعل ذلك يرجع إلى امتداد هذا الفصل إلى حوالى مائة يوم، تخلو تقريباً من العمل لتوقف أعمال الحقول والزراعة بسبب الفيضان، مما كان دافعاً للمصرى لأن يستغل أوقات عطلاته فى إقامة الأعياد والاحتفالات.
ومن بين هذه الأعياد كما سنتناول بالتفصيل لاحقاً: عيد الفيضان؛ وعيد (GrH Hawty) فى اليوم السابع عشر من يوليو؛ وعيد بداية العام؛ وعيد (الواج)؛ وعيد (السُكْر txy•)؛ وعيد (أوبـت)؛ وعيد "أوزير"؛ وعيد "بتاح-سوكر-أوزير"، وغير ذلك من الأعياد. وتعتبر الدولة الحديثة هى أكثر فترات التاريخ المصرى تعبيراً وتصويراً لهذه الاحتفالات بمختلف أنواعها، والتى يمكن تصنيفها وفقاً لما أورده "كيتشن" فى تقسيمه للأعياد المصرية كالآتى:
أعيـاد سماوية
أعيـاد قومية
أعيـاد محلية
أعياد سياسية
الأعياد الشخصية أو الخاصة
الأعياد المسجلة على جدران المعابد والمقابر
تعليق