حيوانات مقدسة
ظهرت بوادر تقديس أو عبادة الحيوان فى مصر منذ عصور ما قبل التاريخ فى الألف الرابع قبل الميلاد، حيث يمكن أن يستشف ذلك من خلال الأشكال الحيوانية المرسومة أو المنحوتة بدقة وعناية خاصة.
وقد عُثر فى العديد من المناطق الحضارية لهذه العصور على دفنات لحيوانات، ولا سيما الغزلان والكلاب، وابن آوى، وفى بعض الحالات لماشية أو كباش. ولعل ما حظيت به هذه الدفنات من عناية ملفتة، وما وضع معها داخل المقابر من قرابين، يمكن أن يساق كدليل على وجود تقديس وعبادة لهذه الحيوانات، أو لقوى إلهية اقتسبت صوراً من هذه الحيوانات.
وفى ضوء ذلك يمكن استنتاج أن المصريين قد عبدوا قوى إلهية فى صور وهيئات حيوانية منذ عصور ما قبل التاريخ، وإن لم يصل الأمر إلى درجة العبادة الخالصة للحيوان. وفى عصر "نقادة" الثانية، ومع بداية العصور التاريخية، نلاحظ كذلك وجود نقوش على لوحات أو أوانى وغيرها، تتضمن رموزاً وساريات تحمل رموزاً على أشكال حيوانية غالباً، والتى تطورت منها أيضاً رموز الأقاليم المعروفة خلال العصور التاريخية. وهذه الساريات والرموز تشير إلى عبادات لأشكال مقدسة.
الأواني الكانوبية الأربعة وبها احد الاواني يحمل قناع لابن آوى الذي هو المعبود انوبيس
وقد يرجع تقديس الإنسان للحيوان وعبادته فى هذه العصور المبكرة من التاريخ إما إلى الإستفادة والنفع منه، أو للخوف والرغبة فى دفع شره عنه. وقد برز تقديس الحيوان وعبادته خلال العصور التاريخية بشكل أوضح، كما أن العديد من الآلهة قد اتخذ هيئات حيوانية، أو مزيجاً بين الهيئة الحيوانية والبشرية.
فإن الديانة والفكر الديني هما مركز الثقل في الحضارة المصرية القديمة، فلولا إيمان المصري بأنه يعيش لفترة مؤقتة ويموت لفترة مؤقتة، ثم يبعث من جديد حياة أبدية خالدة، لولا هذا الإيمان لما ترك لنا المصري القديم كل هذه الإبداعات من أهرامات ومعابد وفنون وآداب وعلوم، وهي إبداعات بذل فيها كل الجهد، وأعمل فيها كل الفكر من أجل أن تكون حياته الثانية الأبدية كاملة غير منقوصة.
ولأن العقائد هي تعبير عن فكر الإنسان الديني والسياسي والاجتماعي، ولأنها كانت جوهر حياة الإنسان المصري الأولى والثانية، ولأنها تعايشت مع الإنسان المصري لآلاف السنين، وخضعت لبعض المتغيرات التي مر بها مجتمعه، سياسيةً كانت أم دينية أم اقتصادية أم عسكرية؛ لذلك اتسعت دائرة تناولنا لهذه العقائد لتشمل كل ما يتعلق بالفلسفة الدينية، ونتاجها الفكري والروحي؛ وهذا ما نحاول إلقاء الضوء من خلال هذه المحاضرة تزامنا مع ما وفقنا الله عز وجل من إخراجه في عمل متميز ألا وهو كتابنا عن الديانة المصرية القديمة .
المعبود أنوبيس.البر الغربي.مقبرة نفرتاري
وقبل أن نستطرد في الحديث عن عقائد المصريين القدماء، نود طرح سؤال هام عن سبب عبادة المصري القديم للحيوانات والطيور والزواحف والأشجار وغيرها من الموجودات، وعما إذا كان قد عبدها لذواتها، أم على اعتبار أنها تمثل قوىً خفية لم يستطع أن يدركها بآفاقه المحدودة في أولى مراحل حياته.
وتشير الظواهر إلى أن المصري لم يعبد هذه الموجودات لذاتها، وإنما على اعتبار أن القوى الخفية التي يدركها متمثلة فيها. وبكلمات أخرى فإن الموجودات التي عبدها المصري هي بمثابة رموز أرضية لهذه القوى الخفية التي لا تعيش معه على الأرض. والدليل على أن المصري لم يعبد هذه الموجودات لذاتها هو أنه كان يذبح البقرة، ويقتل التمساح والثعبان، برغم أنها كانت رموزاً لمعبودات قدسها على مر العصور.
وحين عرف المصري استخدام الأواني المصنوعة من الفخار وأدوات الزينة، بدأ في تصوير بعض تصوراته العقائدية على هذه الأدوات. وتمثل ذلك التصوير البدائي في بعض الرموز والعلامات، والتي كان من الصعب فهم بعضها، واستمر البعض منها في العصور التاريخية المختلفة.
وقد استخدمت بعض هذه الأدوات في نقش رسوم وزخارف على جدران بعض الكهوف التي سكنها الإنسان قبل نزوله إلى الوادي، والتي حملت الكثير من أفكار هذا الإنسان، شأنه شأن غيره من شعوب العالم القديم في عصورها الحجرية البدائية.
وقد تطور هذا الفكر بشكل مذهل، إذ سبق الإنسان المصري غيره في الاعتقاد بوجود حياة ثانية تتمثل في البعث بعد الموت، فكان إيمانه بذلك بمثابة خطوة مذهلة في تفكيره في هذه الفترة المبكرة من التاريخ، كان لها الدور الأكبر في قيام كيان عقيدة وفكر ديني ذي باع كبير، لعب دوراً بارزاً في بناء حضارة هذا الشعب الذي ارتبط بشكل وثيق بعقائده الدينية.
كما كان لهذه العقيدة الراسخة الأثر الأكبر والأهم في حفظ كل ما وصلنا عن هذه الحضارة؛ إذ كان اهتمام الإنسان المصري القديم عبر العصور التاريخية بحياته الأخروية دافعاً له لمحاولة إمداد قبره بكل شيء. وقد كان ما سجله بداخله من نقوش ومناظر، وما حفظ به من أثاث جنزي، بمثابة أرشيف عظيم حفظ لنا تاريخ أقدم وأعظم الحضارات على وجه الأرض.
فقدس المصري بعض الحيوانات اتقاء شر أو ضرر يقع منها، مثل حيوان "ابن آوى" الذي كان ينبش القبور، ويفتك بجثث الموتى. كما قدس المصري بعض الحيوانات لصفات القوة والقدرة الخاصة التي يتصف بها هذا الكائن أو ذاك، مثل الصقر لقدرته على الطيران والتحليق، ودقته في الانقضاض على فريسته.
كما كان تقديس بعض الحيوانات لطبيعتها المميزة في أمر من الأمور، كالثعبان والضفدعة ككائنين برمائيين يستطيعان الحياة في الماء والبر معاً، وقدرتهما على التكاثر والتجدد. فقد لوحظ أن الثعبان يستطيع تغيير جلده، فظنوا بذلك أنه يولد من جديد. والضفدع يقوم بالبيات الشتوي، ثم يعود ويتكاثر بشكل كبير خلال فصل الصيف. وغيرها من الصفات والميزات التي تميز كل كائن، والتي استطاع المصري التعرف عليها بالملاحظة الدقيقة، والتتبع عبر العصور الطويلة منذ عصور ما قبل الأسرات.
قدس المصريون هذه الكائنات منذ عصور ما قبل الأسرات وفقاً لأقدم الأدلة والشواهد الأثرية التي تؤكد ذلك. وقد صوروا معبوداتهم في صور بعض هذه الكائنات بهيئة خالصة، أو هيئة مزدوجة أو مركبة بين أكثر من كائن، أي بين إنسان وحيوان، أو إنسان وطائر، أو مع بعض الحشرات والزواحف. ولكنهم حرصوا كل الحرص على أن يكون هذا التركيب أو المزج مقبولاً من حيث الشكل الفني.
ونود الإشارة إلى أن المصريين لم يكونوا وحدهم من عرف تقديس وتأليه الحيوانات والطيور، أو تصوير معبوداتهم أو أربابهم في هيئات بعض منها، ولكن شاركهم فى ذلك أيضاً أصحاب الحضارات القديمة الأخرى، مثل العراق، واليونان، والرومان.
ولكن يجب أن نتوقف عند نقطة هامة، ألا وهي ملاحظة أن أيًّا من هذه الحيوانات والكائنات المتعلقة بتصوير المعبودات لا تعطي أية معلومات عن الصورة الحقيقية للمعبود. فإن هذه الصورة الحقيقية - طبقاً لما ذكرته النصوص الدينية- هي صورة خفية وغامضة تكتنفها الأسرار، ولا يمكن لأحد أن يحيط بمدى ثراء وعمق طبيعته. وتشير "نصوص التوابيت" إلى أن المتوفى فقط هو الذي يعرف الصورة الحقيقية للآلهة . وكل صورة أو هيئة يصور بها المعبود هي وسيلة غير تامة لجعل المعبود مرئياً، وإبراز صفات طبيعته، وتمييزه عن بقية المعبودات.
ومن المعبودات المصرية التى اتخذت هيئات حيوانية "أنوبيس" فى هيئة (ابن آوى)، و"حتحور"، و"حسات"، و"شنتيت" (البقرة)، و"سخمت" و"باستت" (اللبؤة)، و"ﭽحوتى" (القرد)، و"باستت" فى هيئة (القطة) وغيرها.
ظهرت بوادر تقديس أو عبادة الحيوان فى مصر منذ عصور ما قبل التاريخ فى الألف الرابع قبل الميلاد، حيث يمكن أن يستشف ذلك من خلال الأشكال الحيوانية المرسومة أو المنحوتة بدقة وعناية خاصة.
وقد عُثر فى العديد من المناطق الحضارية لهذه العصور على دفنات لحيوانات، ولا سيما الغزلان والكلاب، وابن آوى، وفى بعض الحالات لماشية أو كباش. ولعل ما حظيت به هذه الدفنات من عناية ملفتة، وما وضع معها داخل المقابر من قرابين، يمكن أن يساق كدليل على وجود تقديس وعبادة لهذه الحيوانات، أو لقوى إلهية اقتسبت صوراً من هذه الحيوانات.
وفى ضوء ذلك يمكن استنتاج أن المصريين قد عبدوا قوى إلهية فى صور وهيئات حيوانية منذ عصور ما قبل التاريخ، وإن لم يصل الأمر إلى درجة العبادة الخالصة للحيوان. وفى عصر "نقادة" الثانية، ومع بداية العصور التاريخية، نلاحظ كذلك وجود نقوش على لوحات أو أوانى وغيرها، تتضمن رموزاً وساريات تحمل رموزاً على أشكال حيوانية غالباً، والتى تطورت منها أيضاً رموز الأقاليم المعروفة خلال العصور التاريخية. وهذه الساريات والرموز تشير إلى عبادات لأشكال مقدسة.
الأواني الكانوبية الأربعة وبها احد الاواني يحمل قناع لابن آوى الذي هو المعبود انوبيس
وقد يرجع تقديس الإنسان للحيوان وعبادته فى هذه العصور المبكرة من التاريخ إما إلى الإستفادة والنفع منه، أو للخوف والرغبة فى دفع شره عنه. وقد برز تقديس الحيوان وعبادته خلال العصور التاريخية بشكل أوضح، كما أن العديد من الآلهة قد اتخذ هيئات حيوانية، أو مزيجاً بين الهيئة الحيوانية والبشرية.
فإن الديانة والفكر الديني هما مركز الثقل في الحضارة المصرية القديمة، فلولا إيمان المصري بأنه يعيش لفترة مؤقتة ويموت لفترة مؤقتة، ثم يبعث من جديد حياة أبدية خالدة، لولا هذا الإيمان لما ترك لنا المصري القديم كل هذه الإبداعات من أهرامات ومعابد وفنون وآداب وعلوم، وهي إبداعات بذل فيها كل الجهد، وأعمل فيها كل الفكر من أجل أن تكون حياته الثانية الأبدية كاملة غير منقوصة.
ولأن العقائد هي تعبير عن فكر الإنسان الديني والسياسي والاجتماعي، ولأنها كانت جوهر حياة الإنسان المصري الأولى والثانية، ولأنها تعايشت مع الإنسان المصري لآلاف السنين، وخضعت لبعض المتغيرات التي مر بها مجتمعه، سياسيةً كانت أم دينية أم اقتصادية أم عسكرية؛ لذلك اتسعت دائرة تناولنا لهذه العقائد لتشمل كل ما يتعلق بالفلسفة الدينية، ونتاجها الفكري والروحي؛ وهذا ما نحاول إلقاء الضوء من خلال هذه المحاضرة تزامنا مع ما وفقنا الله عز وجل من إخراجه في عمل متميز ألا وهو كتابنا عن الديانة المصرية القديمة .
المعبود أنوبيس.البر الغربي.مقبرة نفرتاري
وقبل أن نستطرد في الحديث عن عقائد المصريين القدماء، نود طرح سؤال هام عن سبب عبادة المصري القديم للحيوانات والطيور والزواحف والأشجار وغيرها من الموجودات، وعما إذا كان قد عبدها لذواتها، أم على اعتبار أنها تمثل قوىً خفية لم يستطع أن يدركها بآفاقه المحدودة في أولى مراحل حياته.
وتشير الظواهر إلى أن المصري لم يعبد هذه الموجودات لذاتها، وإنما على اعتبار أن القوى الخفية التي يدركها متمثلة فيها. وبكلمات أخرى فإن الموجودات التي عبدها المصري هي بمثابة رموز أرضية لهذه القوى الخفية التي لا تعيش معه على الأرض. والدليل على أن المصري لم يعبد هذه الموجودات لذاتها هو أنه كان يذبح البقرة، ويقتل التمساح والثعبان، برغم أنها كانت رموزاً لمعبودات قدسها على مر العصور.
وحين عرف المصري استخدام الأواني المصنوعة من الفخار وأدوات الزينة، بدأ في تصوير بعض تصوراته العقائدية على هذه الأدوات. وتمثل ذلك التصوير البدائي في بعض الرموز والعلامات، والتي كان من الصعب فهم بعضها، واستمر البعض منها في العصور التاريخية المختلفة.
وقد استخدمت بعض هذه الأدوات في نقش رسوم وزخارف على جدران بعض الكهوف التي سكنها الإنسان قبل نزوله إلى الوادي، والتي حملت الكثير من أفكار هذا الإنسان، شأنه شأن غيره من شعوب العالم القديم في عصورها الحجرية البدائية.
وقد تطور هذا الفكر بشكل مذهل، إذ سبق الإنسان المصري غيره في الاعتقاد بوجود حياة ثانية تتمثل في البعث بعد الموت، فكان إيمانه بذلك بمثابة خطوة مذهلة في تفكيره في هذه الفترة المبكرة من التاريخ، كان لها الدور الأكبر في قيام كيان عقيدة وفكر ديني ذي باع كبير، لعب دوراً بارزاً في بناء حضارة هذا الشعب الذي ارتبط بشكل وثيق بعقائده الدينية.
كما كان لهذه العقيدة الراسخة الأثر الأكبر والأهم في حفظ كل ما وصلنا عن هذه الحضارة؛ إذ كان اهتمام الإنسان المصري القديم عبر العصور التاريخية بحياته الأخروية دافعاً له لمحاولة إمداد قبره بكل شيء. وقد كان ما سجله بداخله من نقوش ومناظر، وما حفظ به من أثاث جنزي، بمثابة أرشيف عظيم حفظ لنا تاريخ أقدم وأعظم الحضارات على وجه الأرض.
فقدس المصري بعض الحيوانات اتقاء شر أو ضرر يقع منها، مثل حيوان "ابن آوى" الذي كان ينبش القبور، ويفتك بجثث الموتى. كما قدس المصري بعض الحيوانات لصفات القوة والقدرة الخاصة التي يتصف بها هذا الكائن أو ذاك، مثل الصقر لقدرته على الطيران والتحليق، ودقته في الانقضاض على فريسته.
كما كان تقديس بعض الحيوانات لطبيعتها المميزة في أمر من الأمور، كالثعبان والضفدعة ككائنين برمائيين يستطيعان الحياة في الماء والبر معاً، وقدرتهما على التكاثر والتجدد. فقد لوحظ أن الثعبان يستطيع تغيير جلده، فظنوا بذلك أنه يولد من جديد. والضفدع يقوم بالبيات الشتوي، ثم يعود ويتكاثر بشكل كبير خلال فصل الصيف. وغيرها من الصفات والميزات التي تميز كل كائن، والتي استطاع المصري التعرف عليها بالملاحظة الدقيقة، والتتبع عبر العصور الطويلة منذ عصور ما قبل الأسرات.
قدس المصريون هذه الكائنات منذ عصور ما قبل الأسرات وفقاً لأقدم الأدلة والشواهد الأثرية التي تؤكد ذلك. وقد صوروا معبوداتهم في صور بعض هذه الكائنات بهيئة خالصة، أو هيئة مزدوجة أو مركبة بين أكثر من كائن، أي بين إنسان وحيوان، أو إنسان وطائر، أو مع بعض الحشرات والزواحف. ولكنهم حرصوا كل الحرص على أن يكون هذا التركيب أو المزج مقبولاً من حيث الشكل الفني.
ونود الإشارة إلى أن المصريين لم يكونوا وحدهم من عرف تقديس وتأليه الحيوانات والطيور، أو تصوير معبوداتهم أو أربابهم في هيئات بعض منها، ولكن شاركهم فى ذلك أيضاً أصحاب الحضارات القديمة الأخرى، مثل العراق، واليونان، والرومان.
ولكن يجب أن نتوقف عند نقطة هامة، ألا وهي ملاحظة أن أيًّا من هذه الحيوانات والكائنات المتعلقة بتصوير المعبودات لا تعطي أية معلومات عن الصورة الحقيقية للمعبود. فإن هذه الصورة الحقيقية - طبقاً لما ذكرته النصوص الدينية- هي صورة خفية وغامضة تكتنفها الأسرار، ولا يمكن لأحد أن يحيط بمدى ثراء وعمق طبيعته. وتشير "نصوص التوابيت" إلى أن المتوفى فقط هو الذي يعرف الصورة الحقيقية للآلهة . وكل صورة أو هيئة يصور بها المعبود هي وسيلة غير تامة لجعل المعبود مرئياً، وإبراز صفات طبيعته، وتمييزه عن بقية المعبودات.
ومن المعبودات المصرية التى اتخذت هيئات حيوانية "أنوبيس" فى هيئة (ابن آوى)، و"حتحور"، و"حسات"، و"شنتيت" (البقرة)، و"سخمت" و"باستت" (اللبؤة)، و"ﭽحوتى" (القرد)، و"باستت" فى هيئة (القطة) وغيرها.
تعليق