رحلة إلي قلعة أســــــــوان
تعود قلعة أسوان إلي عاد بن شداد الذي شيدها بعد الطوفان ، والتي كانت تسمي دير عريقان ، ذلك الدير العظيم للملك عريقان المدفون في الدير داخل تابوت من النحاس ، ومكتوب علي التابوت كتابات بالعبرية ، ويسميه القبط الملك عرياق بن عيوام ، والذي تم فيه رفع سيدنا إدريس عليه السلام إلي السماء ، وسجن في عهده هاروت وماروت في بئر بمدينة بابل ، وقد خلف الملك عريقان ابنه الوخيم المدفون مع والده في الدير ، وخلف الوخيم ابنه خصيليم الذي بني أول مقياس للنيل .
جاء الخليفة المأمون العباسي إلي مصر من بغداد ، وبني المقياس في مصر ، وخرب مقياس أسوان الذي شيده الملك خصيليم ؛ حتى لا يكون مقياس موجود في مصر غيره ، ويعبر مقياس خصيليم فرع من النيل ، قام بفرش الفرع برخام أمام مدينة أسوان وبحجار ضخمة وكبيرة في حجم الفيل ، وتم تسوية هذه الصخور ، وصنع منه سد في بلاد النوبة باثني عشرة قنطرة دمرتها الزلازل ،ولم يبق منها غير قنطرة واحدة ، وظهر في عهد الملك خصيليم سيدنا نوح عليه السلام وركب معه الملك خصيليم في سفينة نوح عند الطوفان، وكان عمره 800 عام .
ذكر المؤرخون أن مدينة أسوان كانت قبل الطوفان عامرة ووجد فيها أثار خصيليم وأبيه الوخيم وجده عرياق ، وهي مكتوبة علي الصخور بالعبرية ، وقد عمرها بعد الطوفان ، ولكن خربها أبرهة حسب ما جاء بالتفصيل في كتب الخطط ومحمد بن إسحاق وتواريخ الشهابي رحمة الله عليهما، مما يدل أن مدينة أسوان عريقة وقديمة وعظيمة ، وبها سوق يقام كل أسبوع ، يجتمع بها خلق كثير ومن جميع الأجناس يبيعــون ويشترون ، ويوجد فيها ما ليس له من وجود ،وكانت خارج قلعة أسوان ضاحية بها حدائق وبساتين و700 بيت وجوامع وزوايا ومقاهي مصنوعة من الخشب والأكواخ والدكاكين.
كان جو أسوان في الشتاء دافئ تتأتى أليها الطيور من كل مكان ،والأسلحة لا تصدأ وتبقي بها مصقولة، وكان الجمال في أبناءها وبناتها ،وكانت القلعة التي بناءها شداد علي النيل سامقة مثمنة الشكل ،ومحيطها 3 ألاف وستمائة خطوة ، ولها ثلاثة أبواب التي فتحها عمرو بن العاص لتكون تابع كاشفية قوص ، ويتبعها 60 قرية ، وداخلها حدائق وخمسمائة بيت صغير للفقراء ، ولرئيس القلعة مائة وخمسون جندي وفرقة موسيقية ومخزن للسلاح وعشرون مدفع وجامع وسبع زوايا وثلاث مقاه و600 بيت كبير .
كان الفضل للملك خصيليم في ري أرض مصر وزيادة المحاصيل ،وبطن كل الترع بالرخام السماقي والمرمر الخام ،وأقام السدود علي جوانب النيل ، وشيد المدن ،وأوصل النيل إلي بلاد النوبة ،وتكاثر الناس في عهده ، وازدحمت الأرض لحد لما يبقي موضع لزراعته ، وأصاب الناس القحط والغلاء ، فعمد الناس لصيد الأسماك من الأنهار والبحار،وبعد موته تولي الملك ترسان بن هوسال ،وجاء بعده الملك شرياقي ، ثم ولده الملك شهلوق ،وبعده ابنه الملك سوريد الذي كان جباراً في الأرض وظالم وأول من فرض الخراج علي الرعية .
أسوان المدينة التي شهدت ولادة سيدنا إدريس عليه السلام فيها ،ومنها رفعه الله إلي السماء ،وقد جاءت النبوة لسيدنا إدريس عليه السلام في الأربعين من عمره ،وأصبح نبياً لقومه ،وأقام علي النيل مائة وأربعين مدينة،وكان له البراعة في علم الهندسة والمهارة في علم النجوم الذي تعلمه من مهلائل ،وتعلم علم الكتاب من جبريل عليه السلام ، وعلم الحياكة بتمامه ، وشاع أنه يعرف الغريب والعجيب في كل العلوم ، وفي أرض الجيزة المواجهة للفسطاط هرمان بناهما سوريد الحكيم بفضل علم سيدنا إدريس عليه السلام ،وحفظ في الهرمين جميع الكتب والكنوز لعلمه بوقوع الطوفان ، وبعد وفاة ادم وإدريس عليهما السلام أصبح الهرمان كعبة للصابئة يحجونها كل عام ،وكان الرجال من الجهة الشمالية والنساء من الجهة الجنوبية .
كان لسيدنا آدم أبو البشر ابنه شيث الذي أنجب قينان ومهلائل النبي هود ، الذي كان كاهن عصره في علوم النجوم ، وقد بدأ ذيوع علم النجوم بفضله ،أما اخنوخ هو هرمس ، وفي العبرية اخنوخ، أي إدريس ،وكان يقال عنه لأهل الجنة إدريس النبي الذي كان يدرس العلم لبني أدم والملائكة .
عندما رفع الله سيدنا إدريس عم الحزن والألم الصابئة لعروج إدريس عليه السلام للسماء ،وأظهروا الفزع والجزع ،وكفوا عن العبادات والطاعات في عهد ملك مصر عبقام الملك العادل بين الناس ، ويوجد في مغارة بأسوان أثر قدمه حين عرج للسماء وكل أثر لقدمه يبلغ ثمانية أشبار طولاً ،وعرض الأثر ثلاثة أشبار ،وهي حفرة كالصندوق ،وعندما ينزل المطر يمتلئ حفرة أثر قدمه بمطر الرحمة والوحوش والطيور تشرب منه .
وفي شرق مدينة أسوان توجد ربوة عالية من الرمال بها عمود يرتفع مائة ذراع، وعلي قمته صورة سيدنا إدريس عليه السلام ،وكأنما يجلس حبشي علي قمته ،وكأنه حي يبتسم ،وهو يرفع أصبع الشهادة ،ويشير إلي السماء ،والصورة هي من فعل الشيطان الذي أوهم أمته برسم صورة كبيرة له ،ويسجدوا له ،حتى ظهر النبي محمد صلي الله عليه وسلم ، وانتهي الأمر وسمي بعدها رمال الصنم .
ولد أيضا في أسوان ذو النون المصري ،ذلك الصحابي الجليل الذي حضر مع عمرو بن العاص فتح مصر ،واستشهد بها وكان طبيب الرسول صلي الله عليه وسلم ،ومن ذرية سيدنا إدريس عليه الصلاة والسلام ، وكذلك سيدنا لقمان الحكيم صاحب غار بجوار أثر قدم سيدنا إدريس ،تفوح منه رائحة العقاقير ،وهي رائحة طيبة ،ولم تنقطع هذه الرائحة من ألف سنة .
كما ولد بالقرب من أسوان في مدينة أرمنت سيدنا موسي وهارون عليهما السلام .
وتعتبر مدينة أسوان المدينة الروحانية لكثرة أصحاب الكرامات وأولياء الله ،وأيضا تجمع ألاف الصحابة المدفونين فيها بعد الفتح الإسلامي .
وفي شمال أسوان يوجد شجرة منقطعة النظير ، وهي قائمة منذ عهد بني إسرائيل ،وهي تثمر صيفاً وشتاء، ويسقط ورقها كل سبع سنوات ،ثم تورق من جديد ،وتسمي شجرة الخــط ،وهي لها شهرة كبيرة في أسنا وأسوان والنوبة والسودان وفو نجستان ودوميية وعلوي والحبشة ،ويحتضن جذعها عشرة رجال ،ولها أربعون فرع ،يحتضن كل شعبة منها خمس رجال ، إنها دوحة عظيمة عالية ،ويمكن أن تظل أربعين إلف من الغنم ، وقيل أن احد الزنادقة استظل تحت هذه الشجرة ،فسقطت عليه إحدى الأوراق الخضراء من الشجرة ، فتعجب الزنديق من الذي أنبت هذه الورقة ، فأسقطت الشجرة ورقة أخرى بأمر الله ، وقد كتب علي الورق من الذي أنبت الورق علي الشجر ، وهو الذي شق السمع والبصر في وجه البشر ، وفي الحال نطق الزنديق بالشهادة ، ثم زفر زفرة وفاضت روحه ، وله قبر في ظل هذه الشجرة ، يسمي قبر الشيخ الزنديق ، ويزور الشجرة الخواص والعوام ، وإلى الآن أوراقها مخضرة ، وهي إلي ما شاء الله ، وهي في الطريق من أسوان إلي بلاد النوبة في مرح واسع الأرجاء ، وهي تبعد عن أسوان ربع ساعة .
عندما قدم السلطان قايتباي لمصر أمر بترميم قبر الشيخ الزنديق ، وانشأ صفة ومحراباً له ، وكتب عليه تاريخ الترميم .
يستخرج من مدينة أسوان أربعون معدناً ،علاوة علي الملح والنطرون وشمع العسل والصابون ،وهي كلمة عربية تطلق علي ما يصنع من الإعشاب والنباتات الموضوعة في أكياس ،وإذا غسل بها الثياب أصبحت بيضاء ،ويأكلون شمع العسل من شدة الحر ،وإذا دفن فيها أحد في ربوة الرمال أصحبت عظامه حجراً بعد سبع أيام ،وهذا من عجائب الله عز وجل .
وكل حجر من هذا الحائط حجمه من 40 إلى 50 ذراع ، علاوة علي هذا البناء خرائب أسوان ، يوجد بها كلام النبي عليه الصلاة والسلام عن شهادة سيدنا علي كرم الله وجهه في كتاب مفتاح الجفر للشيخ العلامة كمال الدين أبوسالم محمد بن طلحة غفر الله له أن سيدنا علي كرم الله وجهه قال : " أن أشراط قيام الساعة عند اقتراب آخر الزمان أن أسوان سوف تخرب بعد أن عمرت من قبل " وقال أيضا : " إذا عمرت أسوان من قطر مصر في آخر الزمان بالياء ثم العين يظهر بمصر الخصيان ، وتحكم النسوان ، وتفسد عليه السلطان ، وتكثر الغربان ، ويختل نظام صاحب الديوان ، وتقوي شوكة الجيم ، وذلك إذا حصل القرآن في برج الهواء ، وبعثر ما في القبور ، وحصل ما في الصدور ، وصار الأمر مأمور " .
وسبب هذه الإشارات ما نقل في تاريخ ابن مهدوية أن عمرو بن العاص وهو عامل مصر عند فتحها كتب إلي أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه يبشره بفتح مصر ، وذكر له صفتها وعدة حصونها المشهورة ، وأن من جملة حصونها الجنوبية قلعة تسمي أسوان علي قرب نيلها حصينة مانعة ، رأينا وجه الصواب في هدمها ، حتـى نقطع أطماع الكفار منها ، فهدمنها حجراً حجراً ، فلما بلغ إلي أمير المؤمنين عمر بن الخطاب قرأه واستوفاه ثم قال حضر علي كرم الله وجهه فقال نعم بذلك أخبرني رسول الله صلي الله وسلم وعندي خبر هذا : وستعمر في آخر الزمان عمارة حصينة علي يد ياء ونكره ثم عين ، ولم يصرح باسم أحد غير أنه رضي الله عنه أشار إلي حرفين صديقين لا منافرة بينهما ، وهما الياي والعين ، الياي حرف ترابي ، والعين حرف مائي ، ومن المعلوم أن التراب والماء صديقان ، وهما أعظم آلات العمارة .
أسوان بلد من سبع بلاد في وجه الأرض ، وبها رموز كثيرة لكنوز ، وفي أرضها مئات الآلاف من كبار الأولياء والشهداء والصحابة الكرام الذين قدموا مع الفتح من مصر ، ولهم قبور لا سبيل إلي حصرها من كثرتها .
تعود قلعة أسوان إلي عاد بن شداد الذي شيدها بعد الطوفان ، والتي كانت تسمي دير عريقان ، ذلك الدير العظيم للملك عريقان المدفون في الدير داخل تابوت من النحاس ، ومكتوب علي التابوت كتابات بالعبرية ، ويسميه القبط الملك عرياق بن عيوام ، والذي تم فيه رفع سيدنا إدريس عليه السلام إلي السماء ، وسجن في عهده هاروت وماروت في بئر بمدينة بابل ، وقد خلف الملك عريقان ابنه الوخيم المدفون مع والده في الدير ، وخلف الوخيم ابنه خصيليم الذي بني أول مقياس للنيل .
جاء الخليفة المأمون العباسي إلي مصر من بغداد ، وبني المقياس في مصر ، وخرب مقياس أسوان الذي شيده الملك خصيليم ؛ حتى لا يكون مقياس موجود في مصر غيره ، ويعبر مقياس خصيليم فرع من النيل ، قام بفرش الفرع برخام أمام مدينة أسوان وبحجار ضخمة وكبيرة في حجم الفيل ، وتم تسوية هذه الصخور ، وصنع منه سد في بلاد النوبة باثني عشرة قنطرة دمرتها الزلازل ،ولم يبق منها غير قنطرة واحدة ، وظهر في عهد الملك خصيليم سيدنا نوح عليه السلام وركب معه الملك خصيليم في سفينة نوح عند الطوفان، وكان عمره 800 عام .
ذكر المؤرخون أن مدينة أسوان كانت قبل الطوفان عامرة ووجد فيها أثار خصيليم وأبيه الوخيم وجده عرياق ، وهي مكتوبة علي الصخور بالعبرية ، وقد عمرها بعد الطوفان ، ولكن خربها أبرهة حسب ما جاء بالتفصيل في كتب الخطط ومحمد بن إسحاق وتواريخ الشهابي رحمة الله عليهما، مما يدل أن مدينة أسوان عريقة وقديمة وعظيمة ، وبها سوق يقام كل أسبوع ، يجتمع بها خلق كثير ومن جميع الأجناس يبيعــون ويشترون ، ويوجد فيها ما ليس له من وجود ،وكانت خارج قلعة أسوان ضاحية بها حدائق وبساتين و700 بيت وجوامع وزوايا ومقاهي مصنوعة من الخشب والأكواخ والدكاكين.
كان جو أسوان في الشتاء دافئ تتأتى أليها الطيور من كل مكان ،والأسلحة لا تصدأ وتبقي بها مصقولة، وكان الجمال في أبناءها وبناتها ،وكانت القلعة التي بناءها شداد علي النيل سامقة مثمنة الشكل ،ومحيطها 3 ألاف وستمائة خطوة ، ولها ثلاثة أبواب التي فتحها عمرو بن العاص لتكون تابع كاشفية قوص ، ويتبعها 60 قرية ، وداخلها حدائق وخمسمائة بيت صغير للفقراء ، ولرئيس القلعة مائة وخمسون جندي وفرقة موسيقية ومخزن للسلاح وعشرون مدفع وجامع وسبع زوايا وثلاث مقاه و600 بيت كبير .
كان الفضل للملك خصيليم في ري أرض مصر وزيادة المحاصيل ،وبطن كل الترع بالرخام السماقي والمرمر الخام ،وأقام السدود علي جوانب النيل ، وشيد المدن ،وأوصل النيل إلي بلاد النوبة ،وتكاثر الناس في عهده ، وازدحمت الأرض لحد لما يبقي موضع لزراعته ، وأصاب الناس القحط والغلاء ، فعمد الناس لصيد الأسماك من الأنهار والبحار،وبعد موته تولي الملك ترسان بن هوسال ،وجاء بعده الملك شرياقي ، ثم ولده الملك شهلوق ،وبعده ابنه الملك سوريد الذي كان جباراً في الأرض وظالم وأول من فرض الخراج علي الرعية .
أسوان المدينة التي شهدت ولادة سيدنا إدريس عليه السلام فيها ،ومنها رفعه الله إلي السماء ،وقد جاءت النبوة لسيدنا إدريس عليه السلام في الأربعين من عمره ،وأصبح نبياً لقومه ،وأقام علي النيل مائة وأربعين مدينة،وكان له البراعة في علم الهندسة والمهارة في علم النجوم الذي تعلمه من مهلائل ،وتعلم علم الكتاب من جبريل عليه السلام ، وعلم الحياكة بتمامه ، وشاع أنه يعرف الغريب والعجيب في كل العلوم ، وفي أرض الجيزة المواجهة للفسطاط هرمان بناهما سوريد الحكيم بفضل علم سيدنا إدريس عليه السلام ،وحفظ في الهرمين جميع الكتب والكنوز لعلمه بوقوع الطوفان ، وبعد وفاة ادم وإدريس عليهما السلام أصبح الهرمان كعبة للصابئة يحجونها كل عام ،وكان الرجال من الجهة الشمالية والنساء من الجهة الجنوبية .
كان لسيدنا آدم أبو البشر ابنه شيث الذي أنجب قينان ومهلائل النبي هود ، الذي كان كاهن عصره في علوم النجوم ، وقد بدأ ذيوع علم النجوم بفضله ،أما اخنوخ هو هرمس ، وفي العبرية اخنوخ، أي إدريس ،وكان يقال عنه لأهل الجنة إدريس النبي الذي كان يدرس العلم لبني أدم والملائكة .
عندما رفع الله سيدنا إدريس عم الحزن والألم الصابئة لعروج إدريس عليه السلام للسماء ،وأظهروا الفزع والجزع ،وكفوا عن العبادات والطاعات في عهد ملك مصر عبقام الملك العادل بين الناس ، ويوجد في مغارة بأسوان أثر قدمه حين عرج للسماء وكل أثر لقدمه يبلغ ثمانية أشبار طولاً ،وعرض الأثر ثلاثة أشبار ،وهي حفرة كالصندوق ،وعندما ينزل المطر يمتلئ حفرة أثر قدمه بمطر الرحمة والوحوش والطيور تشرب منه .
وفي شرق مدينة أسوان توجد ربوة عالية من الرمال بها عمود يرتفع مائة ذراع، وعلي قمته صورة سيدنا إدريس عليه السلام ،وكأنما يجلس حبشي علي قمته ،وكأنه حي يبتسم ،وهو يرفع أصبع الشهادة ،ويشير إلي السماء ،والصورة هي من فعل الشيطان الذي أوهم أمته برسم صورة كبيرة له ،ويسجدوا له ،حتى ظهر النبي محمد صلي الله عليه وسلم ، وانتهي الأمر وسمي بعدها رمال الصنم .
ولد أيضا في أسوان ذو النون المصري ،ذلك الصحابي الجليل الذي حضر مع عمرو بن العاص فتح مصر ،واستشهد بها وكان طبيب الرسول صلي الله عليه وسلم ،ومن ذرية سيدنا إدريس عليه الصلاة والسلام ، وكذلك سيدنا لقمان الحكيم صاحب غار بجوار أثر قدم سيدنا إدريس ،تفوح منه رائحة العقاقير ،وهي رائحة طيبة ،ولم تنقطع هذه الرائحة من ألف سنة .
كما ولد بالقرب من أسوان في مدينة أرمنت سيدنا موسي وهارون عليهما السلام .
وتعتبر مدينة أسوان المدينة الروحانية لكثرة أصحاب الكرامات وأولياء الله ،وأيضا تجمع ألاف الصحابة المدفونين فيها بعد الفتح الإسلامي .
وفي شمال أسوان يوجد شجرة منقطعة النظير ، وهي قائمة منذ عهد بني إسرائيل ،وهي تثمر صيفاً وشتاء، ويسقط ورقها كل سبع سنوات ،ثم تورق من جديد ،وتسمي شجرة الخــط ،وهي لها شهرة كبيرة في أسنا وأسوان والنوبة والسودان وفو نجستان ودوميية وعلوي والحبشة ،ويحتضن جذعها عشرة رجال ،ولها أربعون فرع ،يحتضن كل شعبة منها خمس رجال ، إنها دوحة عظيمة عالية ،ويمكن أن تظل أربعين إلف من الغنم ، وقيل أن احد الزنادقة استظل تحت هذه الشجرة ،فسقطت عليه إحدى الأوراق الخضراء من الشجرة ، فتعجب الزنديق من الذي أنبت هذه الورقة ، فأسقطت الشجرة ورقة أخرى بأمر الله ، وقد كتب علي الورق من الذي أنبت الورق علي الشجر ، وهو الذي شق السمع والبصر في وجه البشر ، وفي الحال نطق الزنديق بالشهادة ، ثم زفر زفرة وفاضت روحه ، وله قبر في ظل هذه الشجرة ، يسمي قبر الشيخ الزنديق ، ويزور الشجرة الخواص والعوام ، وإلى الآن أوراقها مخضرة ، وهي إلي ما شاء الله ، وهي في الطريق من أسوان إلي بلاد النوبة في مرح واسع الأرجاء ، وهي تبعد عن أسوان ربع ساعة .
عندما قدم السلطان قايتباي لمصر أمر بترميم قبر الشيخ الزنديق ، وانشأ صفة ومحراباً له ، وكتب عليه تاريخ الترميم .
يستخرج من مدينة أسوان أربعون معدناً ،علاوة علي الملح والنطرون وشمع العسل والصابون ،وهي كلمة عربية تطلق علي ما يصنع من الإعشاب والنباتات الموضوعة في أكياس ،وإذا غسل بها الثياب أصبحت بيضاء ،ويأكلون شمع العسل من شدة الحر ،وإذا دفن فيها أحد في ربوة الرمال أصحبت عظامه حجراً بعد سبع أيام ،وهذا من عجائب الله عز وجل .
وكل حجر من هذا الحائط حجمه من 40 إلى 50 ذراع ، علاوة علي هذا البناء خرائب أسوان ، يوجد بها كلام النبي عليه الصلاة والسلام عن شهادة سيدنا علي كرم الله وجهه في كتاب مفتاح الجفر للشيخ العلامة كمال الدين أبوسالم محمد بن طلحة غفر الله له أن سيدنا علي كرم الله وجهه قال : " أن أشراط قيام الساعة عند اقتراب آخر الزمان أن أسوان سوف تخرب بعد أن عمرت من قبل " وقال أيضا : " إذا عمرت أسوان من قطر مصر في آخر الزمان بالياء ثم العين يظهر بمصر الخصيان ، وتحكم النسوان ، وتفسد عليه السلطان ، وتكثر الغربان ، ويختل نظام صاحب الديوان ، وتقوي شوكة الجيم ، وذلك إذا حصل القرآن في برج الهواء ، وبعثر ما في القبور ، وحصل ما في الصدور ، وصار الأمر مأمور " .
وسبب هذه الإشارات ما نقل في تاريخ ابن مهدوية أن عمرو بن العاص وهو عامل مصر عند فتحها كتب إلي أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه يبشره بفتح مصر ، وذكر له صفتها وعدة حصونها المشهورة ، وأن من جملة حصونها الجنوبية قلعة تسمي أسوان علي قرب نيلها حصينة مانعة ، رأينا وجه الصواب في هدمها ، حتـى نقطع أطماع الكفار منها ، فهدمنها حجراً حجراً ، فلما بلغ إلي أمير المؤمنين عمر بن الخطاب قرأه واستوفاه ثم قال حضر علي كرم الله وجهه فقال نعم بذلك أخبرني رسول الله صلي الله وسلم وعندي خبر هذا : وستعمر في آخر الزمان عمارة حصينة علي يد ياء ونكره ثم عين ، ولم يصرح باسم أحد غير أنه رضي الله عنه أشار إلي حرفين صديقين لا منافرة بينهما ، وهما الياي والعين ، الياي حرف ترابي ، والعين حرف مائي ، ومن المعلوم أن التراب والماء صديقان ، وهما أعظم آلات العمارة .
أسوان بلد من سبع بلاد في وجه الأرض ، وبها رموز كثيرة لكنوز ، وفي أرضها مئات الآلاف من كبار الأولياء والشهداء والصحابة الكرام الذين قدموا مع الفتح من مصر ، ولهم قبور لا سبيل إلي حصرها من كثرتها .
تعليق