بسم الله الرحمن الرحيم
موقع مكة :
تقع مكة المكرمة في الجهة الغربية من المملكة العربية
السعودية ,واهم سبل
الوصول اليها من جهة الغرب مدينة جدة على بعد 75كم وهي
بوابتها البحرية
والجوية ومن الجنوب الشرقي تحيط بها مدينة الطائف فوق جبال الحجاز على
بعد 80كم والى الشمال منها تقع المدينة المنورة وتبعد قرابة
400كم ويربطها بمكة طريق بري مزدوج
اما من حيث خطوط الطول والعرض فتقع مكة عند ملتقى دائرة
عرض 2َ 22ْ شمالاً مع خط الطول 8َ 39ْوملتقى 21َ 82ْ عرضا مع 37َ 54ْ من
الطول الشرقي ويعد هذا الموقع من اكثر التكوينات
الجيولوجية تعقيداً وترتفع
مكة المكرمة عن سطح البحر بأكثر من 300 م
يبلغ عدد سكان مكة نحو 850 الف نسمة تقريبا وهي
بذلك تعد ثالثة المدن السعودية من حيث عدد السكان
وتبلغ المساحة المعمورة لمكة المكرمة قرابة 6,50 هكتارا
اسماء مكة :
ان لمكة المكرمة اسماء كثيرة اكثر من
ثلاثين اسما وذلك بحسب الصفات المقتضية. ولكن الشائع على الالسنة للتسمية والمعروف اربعة منها مكة - بكة - أم القرى- البلد الامين
والاسماء الاربعة ورد ذكرها في القران
الكريم صريحا - قال تعالى ((وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيراً) (الفتح:24) وقال تعالى (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدىً لِلْعَالَمِينَ) (آل عمران:96)
وقال جلا وعلا(وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا) (الأنعام: من الآية92)) وقال جل جلاله( والتين والزيتون وطور سنين وهذا البلد الامين)التين ومن الاسماء التى وردت في القران ايضا عاد والقرية- البلد- البلدة ومن– الوادي -
أسماء مكة المكرمة التى لم ترد في القران
الباسة - الناسة - النساسة - الحاطمة - صلاح - القادس - كوثي - المسجد الحرام - البيت العتيق ام زحم - الرأس ولا يخفى ان كثرة الاسما تدل على شرف المسمىكما قال الشاعر
واعلم بأن كثرة الاسامي دلالة أن المسمى ســــــامي
الكعبة المشرفة :
هي بيت الله الحرام، اختصه الله بالفضل. وشرفه على جميع بقاع الأرض وهو أول بيت وضع للناس ، كان ادم علية السلام يزوره ويطوف به، ثم اندثر بسبب طوفان نوح علية السلام، وأعاد بناءه إبراهيم الخليل وابنه إسماعيل عليهما السلام.
قال جلا وعلا: ( وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت و إسماعيل ) وبعد أن قام البناء، أمر الله رسوله إبراهيم الخليل بأن يحج البيت، وأن يدعو الناس لحجة.
قال تعالى : ( وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامرٍ يأتين من كل فج عميق )
وكان العرب يحجون البيت ويعتمرون إلا أنهم غيروا وبدلوا، عبدوا لأصنام و الأوثان مع قيامهم بالحج والاعتمار، وكان بعضهم يطوف عرياناً وكانوا يصفقون حول البيت ويصفرون ويفعلون ألوانا من المناكر،
حتى بعث الله الحبيب المصطفى علية الصلاة والسلام فأعاد إلي البيت طهره وهيبته ووقاره، ونشر الإسلام وأصلح ما فسد من عقائد الناس وعباداتهم.
وقد اختلف المؤرخون في تحديد بناة الكعبة تحديداً مجمعاً علية ، إلا أن القول الثابت الذي لا خلاف فيه لقوة أدلته هو القول بأن بناة البيت ثلاثة ( إبراهيم الخليل ، فقريش ، فابن الزبير والحجاج ) ذلك لأن بناء الخليل ثابت بالقرآن ، وبناة قريش ثابت بالحديث الصحيح " رواه البخاري "
وبناه ابن الزبير والحجاج ، أجمع عليه المفسرون والمؤرخون ، ويمكن أن نقول إصلاح أو تعمير أو تجديد أو ترميم ، وكان لهم بذلك شرف عظيم تجاه ما قدموه لبيت الله من قليل أو كثير
أما هؤلاء الثلاثة فهم الذين ينوها حقيقيا من أساسها ، وذلك لأن هؤلاء الذين ذكر أنهم بنو الكعبة ، لهم ينقل التاريخ أنهم كلهم بنوها من أساسها ، فإن بعضهم من أنشأها كالملائمة وإبراهيم .
وبعضهم من بناها لتهدم بعض جدارها ، فرممها ، كَشيثِ وقصي والحجاج .. وفى إطلاق العبارات في بناء الكعبة تجوز ، فإن بعضها لم يستوعبها البناء كبناء الحجاج ، فإنه إنما هدم جانب الميزاب فقط وأعاده .
المسجد الحرام :
هو المسجد المستدير الدائر حوال الكعبة المشرفة والصلاة في هذ1ا المسجد المبارك تعادل مائة ألف صلاة فيما سواه ، وينزل الله كل يوم على المسجد مائة وعشرين رحمة ، ستين رحمة للطائفين وأربعين للمصلين وعشرين للناظرين إلى الكعبة المشرفة .
الحجر الأسود :
الحجر الأسود هو حجر ولكن ليس من الأحجار العادية المعروفة ، وإنما هو حجر جاء به جبريل إبراهيم عليهما السلام حين بناء البيت أنزله الله من الجنة ، وقد قال صلى الله علية وسلم : ( إن الركن والمقام ياقوتتان من يواقيت الجنة ) .والمقصود بالركن : الحجر الأسود ، ومن عنده يبدأ الطواف بالبيت .
ولما انهدمت الكعبة بسبب طوفان نوح علية السلام حفظ الله الحجر الأسود في جبل أبي قبيس ، فلما بني إبراهيم علية السلام الكعبة أتاه جبريل علية السلام بالحجر الأسود فوضعه في ركن الكعبة الشرقي ، وكان سيدنا محمد صلى الله علية وسلام هو اخر نبي وضعه لما جددت قريش بناء الكعبة وقد اختلفوا فيمن يضعه فاتفقوا على أن يحكموا أول داخل إلي السجد فكان أول من دخل محمد صلى الله علية وسلم فأخذة بيده الشريفة ووضعه في مكانه هذا، وارتفاع الحجر من ارض المطاف متر واحد ونصف المتر .
ومن إعمال الترميم التي شهدها الحجر أن أمر جلالة الملك عبد العزيز – رحمة الله - سنة 1351هـ . بوضع حراسة دائمة على الحجر الأسود ، كا نراها اليوم ، وفي سنة 1376 هـ تم وضع طوف جديد من الفضة الخالصة للحجر الأسود .
الملتزم :
هو الجدار الموجود بين باب الكعبة والحجر الأسود ، ويقال له المدعى و المتعوذ ، وسمي بالملتزم لأن يلتزمونه ويدعون عنده .
وهو مكان مبارك تستجاب فيه الدعوات . وقد وقف فيه النبي صلي الله علية وسلام بعد الطواف ودعا وكشف صدره وخده وذراعيه بالملتزم ورفع يديه ألي الأعلى – أي بعد الطواف
وقد قال صلي الله عليه وسلام: ( الملتزم موضع يستجاب فيه الدعاء ، ما دعاء الله فيه عبد دعوة ألا استجابها )
قال ابن عباس : فوالله ما دعوت الله عز وجل قط منذ سمعت هذا الحديث إلي استجاب لي .
الحطيم :
هو المكان الواقع بين الحجر الأسود وزمزم ومقام إبراهيم عليه السلام أي أمام باب الكعبة إلي حجر إسماعيل علية السلام وسمي حطيماً لأن الذنوب تحطم فيه أي تغفر وتمحي بفضل التوبة النصوح الصادقة .
الحجر أو حجر إسماعيل :
هو المكان الواقع بين الركن الشامي والركن العراقي ويقال : الركنان الشاميان للكعبة ، عليه جدار قصير علي صوره نصف الدائرة . بينه وبين كلا الركنين ممر يوصل إلى داخل الحجر والحجر قسم من أرض الكعبة المشرفة لما روى عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت : ( كنت أحب أن ادخل فاصلي فيه فأخذ رسول الله صلي الله علية وسلم بيدي فأدخلني الحجر .
وذكر كثيراً من العلماء أن نبي الله إسماعيل دفن في الحجر بعد أن عاش مائه سنة وثلاثين .
وحجر إسماعيل قد هدم عدة مرات وعمر عمارات مختلفة وبنى في المرة الأخيرة فى عصر السلطان عبد المجيد خان العثماني سنة 1260 هـ .
وفي عام 1375 هـ تم نلميع فوانيس جدار الحجر وإعادتها إلي مواقعها السابقة . وقد تم استبدال الشمعدانات الست بحجر إسماعيل بخمس نحاسية تضاء يالكهرباء .
بئر زمزم :
أول ما ظهر زمزم علي وجه الأرض جبريل علية السلام بأمر من الله عز وجل عندما ظمئ إسماعيل عليه السلام ، ولما أظهر الله ماء زمزم لإسماعيل علية السلام حوضت عليه أمه هاجر خشية أن يفوتها قبل أن تملأ منه شنتها ولو تركته لكان عيناً تجري .
وقال فيه الرسول صلي الله علية وسلام : ( ماء زمزم لما شرب له ) وقال صلى الله علية وسلام : ( خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم فيه طعام طعم وشفاء السقم ) .
أما مكان هذا البئر فهو خلف مقام إبراهيم عليه السلام وكان علية من قبل بناء يسمي ( بيت بئر زمزم ) وكان فوق هذا البئر مقام الإمام الشافعي ، الذي أزيل عند التوسعة السعودية الأولى ، وكانت بشر زمزم قبل العهد السعودي عبارة عن بئر مستديرة الفوهة عليها قطعة من المرمر على قدر سعة الفوهة ، ويحيط بالبئر من أعلى سياج ( درابزين ) من حديد لمنع السقوط فيها ، وفوقه شبكة من حديد وقد تم تركيب مضخة لرفع مياه زمز سنة 1373 هـ وتم إنشاء بناية لسقيا زمزم أمام البئر سنة 1374 هـ.
أهم الإصلاحات
جرى على قبة زمزم بعد ذلك العديد من الإصلاحات والترميمات من أهم هذه الإصلاحات:
(1) عمرت زمزم في عصر المماليك في عهد السلطان الناصر فرج بن برقوق عقب حريق أصاب المسجد الحرام في ليلة الثامن والعشرين من شوال سنة اثنين وثمانمائة.
(2) عمرت قبة زمزم سنة 815هـ على يد قاضي مكة "جمال الدين محمد بن أبي ظهيرة".
(3) في عهد "السلطان قايتباي" تم إصلاح بئر زمزم وتجديد رخامها، وكان سنة 884 هـ.
(4) أما في العصر العثماني فقد كان الاهتمام كبيرًا بالمسجد الحرام، وقد جرى العديد من الإصلاحات على مبنى زمزم، وخصوصًا في عهد "السلطان سليم الثاني" سنة 982 هـ.
(5) تم تجديد قبة زمزم في عهد السلطان أحمد سنة 1201 هـ.
(6) تم تجديد مبنى زمزم في عهد السلطان أحمد الرابع سنة 1083هـ، وفي عهد السلطان عبد الحميد الأول سنة 1187هـ - سنة 1203هـ.
(7) جرت أكبر عمارة على قبة زمزم قبل أيامنا هذه في عهد السلطان عبد الحميد الثاني 1300هـ، وقام بها المهندس السيد محمد صادق.
(8) في العصر الحديث أُعيدَ بناء زمزم من جديد بعيدًا عن مكانها الأصلي؛ نظرًا لأن المبنى القديم بالقرب من الكعبة يعوق الطواف لكثرة أعداد الحجيج، وقد تم توصيل مياه زمزم إلى مكانها الجديد من الجزء الشرقي من الحرم عن طريق (مواتير) رفع ومواسير، كما تم تخصيص مكان للرجال وآخر للنساء، وأخيرًا فرغم مرور آلاف السنين على بئر زمزم؛ فقد بقي ماؤها للنقاء والطهارة والشفاء حتى بات ماؤها يسقى ساكني مكة وما حولها والمدينة، كما يسقي الحجاج والعمار، ويحمل منها الناس إلى بلادهم، وهي آية لا تزال حاضرة بين أيدينا تحتاج إلى تفكير وادّكار.
وقد تم هدم البناء للتوسة للمصلين.
أسماء ماء زمزم :
زمزم حرمية ، همزة جبريل ، مروية طيبة ، سالمة ، برة وعصمة ، ميمونة مضمونة ، مباركة ، عونة ، عافية ، سيدة ، طعام طعم ، نافعة مؤنسة ، بشرى ، شفاء سقم ، صافية ، مغذية ، طاهرة ،
مقام إبراهيم :
هو الحجر الذي كان يقف علية أبو الأنبياء علية السلام ، حينا كان يقوم ببناء الكعبة ، وكان يرتفع به كلما ارتفع البناء ، وقد كان من معجزاتة علية السلام أن صار الحجر تحت قدميه رطباً فغاصت فيه قدماه بعمق عشر سنتمترات وعمق الثانية تسعة سنتمترات .
وفي اليوم الثاني من شهر رجب 1387هـ أمر جلالة الملك فيصل بن عبد العزيز – رحمة الله – بصناعة غطاء زجاجي من البلور ( الكريستال ) الفاخر على قاعدة رخامية فوقها قاعدة نحاسية يحيط بها من الخارج هيكل معدنى أنيق يليق بالمقام ، وفي سنة 1417 هـ تم استبدال الهيكل المعدني الذي كان مركباً علية بهيكل أخر جديد مصنوع من النحاس ذي جودة عالية كما تم تركيب شبك داخلي كطلي بالذهب واستبدال كساء القاعدة الخرسانية للمقام التي كانت مصنعة من الجرانيت الأسود ورخام من وادي فاطمة بقاعدة مصنعة من رخام كرارة الأبيض الصافي المحلى بالجرانيت الأخر ليماثل في الشكل حجر إسماعيل علية السلام .
تعليق