سومر
لقد ظهرت تلك الحضارة الأولى في القسم الجنوبي من بلاد الرافدين، أي في أرض العراق الحالية، فعلى هذه الأرض التي يبلغ طولها 700 ميل، والتي يشكلها واديا نهري دجلة والفرات، كان الناس يعيشون منذ زمن طويل.
وقد صارت في الأزمنة النيوليتية مكتظة بالقرى الزراعية، ويبدو أن أقدم المستوطنات كانت في أقصى الجنوب. كان الساحل الجنوبي لبلاد الرافدين أعلى بنحو 100 ميل إلى الشمال مما هو عليه اليوم، وبفضل قرون طويلة من تصريف مياه النهرين الكبيرين من الداخل وفيضاناتهما السنوية تراكمت تربة على درجة عظيمة من الخصب في المناطق المحيطة بالدلتا. وكانت المحاصيل تنمو بيسر إذا ما توفر الماء بشكل مستمر وآمن، وكان هذا الأمر ممكناً في العادة لأن قاع النهر كان أحياناً أعلى من مستوى الأرض المجاورة، أما المطر فقد كان شحيحاً وغير منتظم. وقد ظهرت هنا في زمان باكر إمكانية زراعة كمية تزيد من حاجة الاستهلاك اليومي، وهذا الفائض هو الذي سمح بظهور حياة المدن، كما كان صيد السمك من البحر المجاور ممكناً أيضاً.
كانت هذه البيئة تحدياً وفرصة في الوقت نفسه، لأن دجلة والفرات قد يغيران أحياناً مجراهما بشكل مفاجئ وعنيف، لذلك كان من الضروري تدبير أرض الدلتا المستنقعية الواطئة عن طريق تكويم السدود وحفر الأقنية من أجل تصريف المياه. كانت تصنع منصات من القصب والطين لتبنى عليها أول المساكن في بلاد الرافدين، وقد بقيت تلك التقنيات مستخدمة حتى هذا القرن وكانت الرقع الصغيرة المزروعة من الأرض تتجمع حيث تكون التربة في أخصب حالاتها، ولم يكن بالإمكان تدبير أمور تصريف المياه والري اللازمة إلا بشكل جماعي. لقد اضطرهم هذا بلا ريب إلى التنظيم الاجتماعي من أجل استصلاح الأراضي، ومعه ظهر نوع من السلطة المشروعة. وكيفما حدث ذلك فإن استصلاح الأراضي من المستنقعات المائية في سومر كان أول إنجاز من نوعه على ما يبدو، ولابد أن يكون قد دفع إلى درجة جديدة من التعقيد في طريقة عيش أهل بلاد الرافدين معاً.
لقد ظهرت تلك الحضارة الأولى في القسم الجنوبي من بلاد الرافدين، أي في أرض العراق الحالية، فعلى هذه الأرض التي يبلغ طولها 700 ميل، والتي يشكلها واديا نهري دجلة والفرات، كان الناس يعيشون منذ زمن طويل.
وقد صارت في الأزمنة النيوليتية مكتظة بالقرى الزراعية، ويبدو أن أقدم المستوطنات كانت في أقصى الجنوب. كان الساحل الجنوبي لبلاد الرافدين أعلى بنحو 100 ميل إلى الشمال مما هو عليه اليوم، وبفضل قرون طويلة من تصريف مياه النهرين الكبيرين من الداخل وفيضاناتهما السنوية تراكمت تربة على درجة عظيمة من الخصب في المناطق المحيطة بالدلتا. وكانت المحاصيل تنمو بيسر إذا ما توفر الماء بشكل مستمر وآمن، وكان هذا الأمر ممكناً في العادة لأن قاع النهر كان أحياناً أعلى من مستوى الأرض المجاورة، أما المطر فقد كان شحيحاً وغير منتظم. وقد ظهرت هنا في زمان باكر إمكانية زراعة كمية تزيد من حاجة الاستهلاك اليومي، وهذا الفائض هو الذي سمح بظهور حياة المدن، كما كان صيد السمك من البحر المجاور ممكناً أيضاً.
كانت هذه البيئة تحدياً وفرصة في الوقت نفسه، لأن دجلة والفرات قد يغيران أحياناً مجراهما بشكل مفاجئ وعنيف، لذلك كان من الضروري تدبير أرض الدلتا المستنقعية الواطئة عن طريق تكويم السدود وحفر الأقنية من أجل تصريف المياه. كانت تصنع منصات من القصب والطين لتبنى عليها أول المساكن في بلاد الرافدين، وقد بقيت تلك التقنيات مستخدمة حتى هذا القرن وكانت الرقع الصغيرة المزروعة من الأرض تتجمع حيث تكون التربة في أخصب حالاتها، ولم يكن بالإمكان تدبير أمور تصريف المياه والري اللازمة إلا بشكل جماعي. لقد اضطرهم هذا بلا ريب إلى التنظيم الاجتماعي من أجل استصلاح الأراضي، ومعه ظهر نوع من السلطة المشروعة. وكيفما حدث ذلك فإن استصلاح الأراضي من المستنقعات المائية في سومر كان أول إنجاز من نوعه على ما يبدو، ولابد أن يكون قد دفع إلى درجة جديدة من التعقيد في طريقة عيش أهل بلاد الرافدين معاً.
الدولة السومرية والدولة الأكادية
تعليق