الكتب المقدسة في مصر القديمة
=========================
امى دوات
كتاب الارض .
نصوص الأهرام
نصوص التوابيت
كتاب الطريقين
كتاب البوبات
كتاب الكهوف
كتاب الموتى
كتاب التنفس
كتب السماء
كتاب البقرة السماوية
كتاب الليل والنهار
الكتب الدينية
==============
هي مجموعة من النصوص الدينية التي تعبر عن تصور المصريين لحياة الموتى في العالم الآخر. وتضم مجموعة من التعاويذ التي تتلى عند تجهيز الجسد للدفن، وعند إطعام المتوفى وتقديم القرابين له، بالإضافة إلى تعاويذ حمايته من كل الشرور المتوقعة في العالم الآخر.
نصوص الأهرام
=================
وأقدم هذه الكتب الدينية هي تلك التي تعرف بـ (نصوص الأهرام)، والتي سجلت لأول مرة على الجدران الداخلية لغرف وممرات هرم الملك أوناس في سقارة، ثم استمرت تسجل داخل أهرامات ملوك الأسرة السادسة وزوجاتهم في سقارة القبلية.
ولا يعني تسجيل هذه النصوص لأول مرة في هرم أوناس أنها تمثل نتاج الفكر الديني في عهده، ولكنها تمثل في الواقع نتاج الفكر الديني للإنسان المصري منذ أقدم العصور، وإن سجلها لأول مرة في عهد الملك أوناس.
وابتداء من الدولة الوسطي، انتقلت هذه النصوص مع بعض التطوير إلى السطوح الداخلية للتوابيت، وأصبحت تعرف باسم "نصوص التوابيت".
ومنذ الدولة الحديثة أصبحت هذه النصوص الدينية تسجل على جدران مقابر الملوك والملكات وبعض الأفراد، وتسجل كذلك على لفائف البردي، وأصبحت تعرف باسم "كتاب الموتى"، وكتاب ما في العالم الآخر، وكتاب البوابات ... الخ. وتعد نصوص الأهرام- باعتبارها الأقدم- هي الأكثر تعبيراً عن أصالة الفكر الديني المصري.
والواضح أن نصوص الأهرام لا تتسم بالتجانس، بل أنها قد تمثل أفكاراً ورؤى متناقضة في بعض الأحيان، وتعبر عن أزمنة سحيقة وصادرة من أماكن مختلفة، ولا تخص الملك المتوفى فقط، وإنما تشير أحياناً إلى الملك الحي. كما أنها تختلف في تفاصيلها من هرم لآخر. فعلى سبيل المثال، فإن بعض التعاويذ الواردة في نصوص هرم أوناس لم ترد في أهرامات ملوك الأسرة السادسة وزوجاتهم، الأمر الذي يعبر عن تطور في الفكر الديني المصري.
وقد اكتشف العالم الفرنسي ماسبيرو هذه النصوص (ما بين عامي 1810-1880) في أهرامات أوناس، وبيبي الأول، ومري- إن-رع، وبيبي الثاني.
وتنوعت نصوص الأهرام ما بين نصوص درامية وسحرية، وأناشيد وصلوات، وتعاويذ ونصوص وطقوس القرابين، وغيرها.
وإن نصوص الأهرام- التي تهدف بالدرجة الأولي إلى حماية المتوفى مما يواجهه من شرور في العالم الآخر- تلقي الضوء على تكوين العالم الآخر، وكيفية وصول المتوفى إليه، ويتضح فيها تأثير العقائد المختلفة التي ظهرت على ساحة الديانة المصرية القديمة، مثل مذهب "هليوبوليس" الذي يجعل من الإله رع محوراً لهذا العالم الآخر، والذي اعتبره هذا المذهب في السماء.
ويصور كيف يلتقي المتوفي بالتاسوع ويصبح مقدساً مثلهم، وكيف يصعد إلى مركب الشمس ويسبح في السماء حيث العالم السفلي. وعندما يصل إلى السماء يغير شكله إلى طائر كالصقر أو الحدأة أو الأوزة، ويستخدم قوى الطبيعة من رياح وعواصف وخلافه.
وهناك تصور آخر بأنه يقع تحت الأرض، ويهيمن عليه الإله أوزير، وأن المتوفى يتحول إلى أوزير.
وتلعب الطقوس دوراً كبيراً في نصوص الأهرام، مثل طقس فتح الفم، وتقديم القرابين، وطقوس التطهير، والتبخير والتعطير، مما يجعلها تبدو وكأنها مجموعة من الطقوس المرتبطة بدفن المتوفى وبوجوده في العالم الآخر. ثم هناك من الباحثين من يرى أنها مجموعة تعاويذ تصف صعود المتوفى إلى السماء، أو مساعدته على أن يتحول إلى روح في العالم الآخر.
وإذا كانت نصوص الأهرام (التي يبلغ عدد تعاويذها ما يقرب من 800 تعويذة) قد اقتصر تسجيلها على أهرامات الملوك في نهاية الأسرة الخامسة، وطوال الأسرة السادسة، فإنها انتقلت طوال عصري الانتقال الأول والدول الوسطي إلى مقابر بعض الأفراد، كما أنها تداخلت مع نصوص التوابيت.
واستمر تسجيل نصوص الأهرام في بعض مقابر أفراد الدولة الحديثة، وكذلك الحال في العصر المتأخر، حيث سجلت على جدران بعض المقابر والتوابيت.
نصوص التوابيت
===================
يصل عدد التعاويذ المكونة لهذا لنوع من النصوص إلى (1200 تعويذة) مسجلة طوال عصري الانتقال الأول والدولة الوسطي على أسطح التوابيت من الداخل والخارج، وعلى صناديق حفظ أواني الأحشاء، ولوحاتٍ وبرديات. وقد عثر على هذه النصوص في مواقع عدة في مصر، منها: اللشت، وبني حسن، وأسيوط، والبرشا، وقاو الكبير، وسدمنت الجبل، وأخميم، وأبيدوس، وطيبة، والجبلين، وسقارة، وأبو صير، ودهشور،... الخ.
وكان الهدف من نصوص التوابيت ضمان الحياة الأبدية الخالدة للمتوفي. وقد تأثرت ببعض المذاهب الدينية مثل مذهب هليوبوليس (عين شمس)، ومذهب أهناسيا،وكما اختلفت نصوص الأهرام في بعض الأحيان وتجانست في أحيان أخرى، فقد فعلت نفس الشيء نصوص التوابيت. ويتخذ المتوفى في نصوص التوابيت أشكالاً عدة، يصاحب كلَّ شكل نصٌ مختلف عن الآخر.
وتبرز هذه النصوص محاولات المتوفى لتجنب الأعمال الشاقة في العالم الآخر في الحقل وفي غيره، وكان على تماثيل الأوشابتي أن تقوم بهذه المهمة. وقد لعب كل من الإلهين رع وأوزير دوراً متوازناً في عقائد نصوص التوابيت.
كتاب الموتى
===============
وهو واحد من أهم الكتب الدينية التي سيطرت على الفكر الديني في الفترة من الأسرات 18-21. ويتكون من 200 فصل كما ذكر العالم الألماني لبسيوس. سجلت فصول كتاب الموتى على ورق البردي، وجدران مقابر الدولة الحديثة، والأسرة 21، والتوابيت والمقاصير ولفائف المومياوات وبعض التمائم.
سجلت هذه النصوص بالخط الهيروغليفي المبسط، وبالخط الهيراطيقي، وكانت النصوص تزود بمناظر في بعض الأحيان.
وقد تأثرت نصوص كتاب الموتى بما ورد في نصوص الأهرام والتوابيت، وإن أبدت اهتماماً كبيراً بنصوص محاكمة المتوفى في العالم الآخر من خلال محكمة أوزير (خاصة الفصل 125، والذي يتعلق بالاعتراف الإنكاري للخطايا التي ارتكبها المتوفى).
ويهدف كتاب الموتى بالدرجة الأولى إلى كيفية مساعدة المتوفى على الخروج من قبره نهاراً. والمعروف أن مركزي إعداد مكونات كتاب الموتى في الدولة الحديثة كانا في طيبة ومنف. والمعروف كذلك أن بعض فصول كتاب الموتى تغيرت من أسرة إلى أخرى.
كتاب ما في العالم الآخر (إمي دوات)
=========================
ويعرف كذلك بـ "كتاب ما هو كائن في العالم السفلي"، ويشار إلى كتب العالم السفلي في الدولة الحديثة وأقدمها على أنها "كتاب القاعات السرية".
يتكون الكتاب من 12 ساعة تمثل ساعات الليل. فقد لاحظ المصري القديم أن الشمس تشرق لمدة 12 ساعة وتغرب مثلها، وأنها تشرق من خلف الجبال الشرقية التي تعرف بـ"مانو"، ثم تغرب وراء الجبال الغربية التي تعرف باسم "باغو" ثم تشرق من جديد. وتستغرق رحلة الشمس خلال الليل 12ساعة، إلى أن تعاود الشروق من جديد في العالم السفلي المليء بالخيرات والأنهار. ويعبر الإله الأكبر النهر في مركب المساء التي تعرف باسم "معنجت".
ويحيط بضفتي النهر العظيم سلسلتان من الجبال، إحداهما في الشرق، والأخرى في الغرب، وينساب ماؤه متجهاً من الغرب إلى الشمال لنصف الوقت، ثم يعود فيجري من الشمال إلى الشرق في النصف الثاني من الليل.
والواضح أن كهنة الإله آمون قد لعبوا دوراً كبيراً في إعداد هذا الكتاب، ورغم أن هذا الإله قد صور بشكل إنسان له رأس كبش، إلا أنه لم يذكر صراحة على أنه آمون، بل: "يوف"، أي: "الجسد"، إشارةً إلى الشمس الغاربة، أي التي توفت وخرجت منها الروح.
ويعتقد الباحثون أن هذا الكتاب قد ظهر منذ عهد الملك أمنحتب الأول، وإن أرجع البعض أصوله الأولى إلى عصر الدولة الوسطي. وأقدم مثال لهذا الكتاب هو ذلك المسجل على جدران حجرة الدفن في مقبرة تحتمس الأول في وادي الملوك، وهو أول ملك ينقر لنفسه مقبرة في وادي الملوك. وقد سجل هذا الكتاب كاملاً في مقابر الملوك: تحتمس الثالث وأمنحتب الثاني وأمنحتب الثالث، وجزئياً في مقابر توت عنخ آمون وآي، كما سجلت نصوص هذا الكتاب في مقابر ملوك الأسرة 19، ابتداءً من عهد الملك سيتي الأول وحتى رمسيس التاسع، وسجل جزئياً في عهد الملك رمسيس الثالث، وابتداء من الأسرة 21 أصبح يسجل على جدران مقابر الأفراد فقط، وكذلك على التوابيت والبردي.
تدور نصوص هذا الكتاب حول "المنزل الخفي" الذي هو منزل أوزير (أو قبره) في العالم الآخر، والذي شيده له ابنه "حور" لكي يكون مقره الأبدي. وقد زينت جدران هذا المنزل بمناظر تحدد مسار الشمس خلال ساعات العالم السفلي الاثنتي عشرة في محاولة من حور لإرشاد والده أوزير إلى خبايا هذا العالم.
وترتبط كل ساعة من ساعات كتاب ما في العالم السفلي باتجاه جغرافي معين، فالساعات الأولي والثانية والثالثة والرابعة مسجلة على الجدار الغربي للمنزل الخفي، والخامسة والسادسة على الجدار الجنوبي، والسابعة والثامنة على الجدار الشمالي، والساعات من التاسع إلى الثانية عشرة مسجلة على الجدار الشرقي.
ويختلف مسار مركب الإله "يوف" عن التحديد الجغرافي المشار إليه، ففي الساعتين الثانية والثالثة تصل المركب شمالاً قبالة أبيدوس، وفي الساعتين الرابعة والخامسة تصل إلى ما يقابل سقارة في العالم السفلي...الخ.
وقد تعددت الآراء حول مضمون وهدف نصوص هذا الكتاب، فهو وصف لكائنات العالم السفليـ وإحاطة المتوفي بمناطق العالم الآخر، وتعاليم خاصة بالحياة الأخري، ومشاركة المتوفي في رحلة مركب إله الشمس التي تستغرق 12ساعة في العالم السفلي. وتمثل الساعة الأولى الغسق بعد أن غابت أشعة الشمس. وترتبط الساعتان الثانية والثالثة بالإله أوزير باعتباره إمام الموتى الذين يستقرون في الغرب. وتعتبر الساعة الثالثة مسكن الإله أوزير وتعرف هذه الساعة باسم "التي تقطع الأرواح".
أما الساعة الرابعة فهي جحيم الإله سكر (إله الجبانة)، وتسمى هذه الساعة (ذات القوة العظيمة).
وتعتبر الساعة الخامسة امتداداً لجحيم الإله سكر، الذي يوجد مقره داخل تل الرمال.
أما الساعة السادسة، ففيها يبحر مركب الإله "يوف" نحو الشمال، نحو "جدو" مركز عبادة الإله أوزير في الدلتا (أبو صير بنا، مركز بسيون، غربية).
أما الساعة السابعة، فهي تلك التي تسمى "تلك التي تواجه الثعبان" "هيا"، وهي مخبأ الإله أوزير.
أما الساعة الثامنة، فتعرف باسم "سيدة الظلام"، وهي الساعة التي تبدو فيها الآلهة وكأنها مومياوات تصحبها اللفائف والتوابيت. كما توجد مجموعة من المقاصير يسكنها آلهة.
أما الساعة التاسعة فتسمي "الآلهة التي تحمي سيدها"
وفي الساعة العاشرة يبحر الإله العظيم إلى الجنوب، حيث يصل إلى عين شمس (أون)، ويدخل منطقة جبانة الجيزة التي يعتبر الإله رع سيداً لها، حيث يأخذ شكل الإله "خبري" الذي سوف يتحد في هذه الساعة مع جسد الإله "يوف".
أما الساعة الحادية عشرة فإنها تمثل الجحيم، حيث العذاب الشديد، وحيث يحرق اللهب الأشخاص المذنبين.
أما الساعة الثانية عشرة والأخيرة، فتمثل المنطقة في العالم السفلى، حيث يولد الإله، ويخرج من المياه الأزلية "نون"، ويتحد مع بطن الإلهة "نوت" إلهة السماء.
وتمثل هذه الساعة الشفق قبل شروق الشمس، حيث يبدأ إله الشمس في الصباح الباكر "خبري" في الظهور.
كتاب البوابات
================
أحد كتب العالم السفلى، ويكاد يكون نسخة من كتاب "ما في العالم الآخر". ظهر في معظم مقابر الدولة الحديثة جنباً إلى جنب مع كتاب (ما في العالم الآخر)، كما ظهر في مقبرة واحدة بالنسبة للأفراد.
يتميز هذا الكتاب عن كتاب "ما في العالم الآخر" بأنه يتضمن محكمة أوزير. وفي نهاية كل ساعة من الساعات الإثنتي عشرة كانت توجد بوابة يحرسها ثعبان.
وفي قاعة محكمة أوزير، حيث تجري عملية المحاكمة للمتوفى، نجد 42 قاضياً، والتاسوع وحورس وجحوتي.
وبعد المحاكمة يتجه الأبرار إلى حقول "يارو"، أما المذنبون فإن مصيرهم الفناء، حيث يبتلع الكائن الخرافي "عمعم" قلوبهم. ويتلو المتوفى أمام الإله أوزير الاعترافات الإنكارية (الفصل 125 من كتاب الموتى)، والتي من بينها:
لم أظلم أي إنسان.
لم أعامل الحيوان معاملة سيئة.
لم أنقص من الموازين.
لم أوقف مياه الفيضان.
لم أتقاعس في تقديم الهبات للمعابد.
لم أسرق.
لم أقتل.. الخ.
كتاب الكهوف
===========
أطلق هذه التسمية على هذه النصوص العالم الفرنسي ليففر، كما اسماه كذلك "كتاب الجحيم".
تنقسم نصوص هذا الكتاب إلى قسمين، يحتوي كل قسم ثلاثة أجزاء، ويضم كل جزء ثلاثة صفوف.
حل إله الشمس في هذا الكتاب محل مركب الشمس التي كانت تظهر في آخر الصورة. وقد صور الملعونون في الصف السفلي، في حين ظهر المباركون كثيراً ومعهم قرص الشمس. ويضم هذا الكتاب كثيراً من الأناشيد الموجهة من إله الشمس لسكان العالم الآخر. ويركز هذا الكتاب على آلهة الأرض (جب، وتاتنن، وأكر). ولعل أكمل تسجيل له ذلك الذي نراه في مقبرة رمسيس السادس.
كتاب الأرض
============
هو أحد كتب العالم السفلي. تعالج نصوصه ومناظره موضوع "إعادة ولادة الشمس"، ولهذا الكتاب صلة بكتاب الكهوف. وقد سجل هذا الكتاب على جدران مقبرة رمسيس السادس، وغيره من الملوك.
ثم هناك كتب أخرى، مثل كتاب (الطريقين)، وكتاب (التجول في الأبدية)، وكتاب (النهار والليل)، وكتاب السماء، وغيرها.
=========================
امى دوات
كتاب الارض .
نصوص الأهرام
نصوص التوابيت
كتاب الطريقين
كتاب البوبات
كتاب الكهوف
كتاب الموتى
كتاب التنفس
كتب السماء
كتاب البقرة السماوية
كتاب الليل والنهار
الكتب الدينية
==============
هي مجموعة من النصوص الدينية التي تعبر عن تصور المصريين لحياة الموتى في العالم الآخر. وتضم مجموعة من التعاويذ التي تتلى عند تجهيز الجسد للدفن، وعند إطعام المتوفى وتقديم القرابين له، بالإضافة إلى تعاويذ حمايته من كل الشرور المتوقعة في العالم الآخر.
نصوص الأهرام
=================
وأقدم هذه الكتب الدينية هي تلك التي تعرف بـ (نصوص الأهرام)، والتي سجلت لأول مرة على الجدران الداخلية لغرف وممرات هرم الملك أوناس في سقارة، ثم استمرت تسجل داخل أهرامات ملوك الأسرة السادسة وزوجاتهم في سقارة القبلية.
ولا يعني تسجيل هذه النصوص لأول مرة في هرم أوناس أنها تمثل نتاج الفكر الديني في عهده، ولكنها تمثل في الواقع نتاج الفكر الديني للإنسان المصري منذ أقدم العصور، وإن سجلها لأول مرة في عهد الملك أوناس.
وابتداء من الدولة الوسطي، انتقلت هذه النصوص مع بعض التطوير إلى السطوح الداخلية للتوابيت، وأصبحت تعرف باسم "نصوص التوابيت".
ومنذ الدولة الحديثة أصبحت هذه النصوص الدينية تسجل على جدران مقابر الملوك والملكات وبعض الأفراد، وتسجل كذلك على لفائف البردي، وأصبحت تعرف باسم "كتاب الموتى"، وكتاب ما في العالم الآخر، وكتاب البوابات ... الخ. وتعد نصوص الأهرام- باعتبارها الأقدم- هي الأكثر تعبيراً عن أصالة الفكر الديني المصري.
والواضح أن نصوص الأهرام لا تتسم بالتجانس، بل أنها قد تمثل أفكاراً ورؤى متناقضة في بعض الأحيان، وتعبر عن أزمنة سحيقة وصادرة من أماكن مختلفة، ولا تخص الملك المتوفى فقط، وإنما تشير أحياناً إلى الملك الحي. كما أنها تختلف في تفاصيلها من هرم لآخر. فعلى سبيل المثال، فإن بعض التعاويذ الواردة في نصوص هرم أوناس لم ترد في أهرامات ملوك الأسرة السادسة وزوجاتهم، الأمر الذي يعبر عن تطور في الفكر الديني المصري.
وقد اكتشف العالم الفرنسي ماسبيرو هذه النصوص (ما بين عامي 1810-1880) في أهرامات أوناس، وبيبي الأول، ومري- إن-رع، وبيبي الثاني.
وتنوعت نصوص الأهرام ما بين نصوص درامية وسحرية، وأناشيد وصلوات، وتعاويذ ونصوص وطقوس القرابين، وغيرها.
وإن نصوص الأهرام- التي تهدف بالدرجة الأولي إلى حماية المتوفى مما يواجهه من شرور في العالم الآخر- تلقي الضوء على تكوين العالم الآخر، وكيفية وصول المتوفى إليه، ويتضح فيها تأثير العقائد المختلفة التي ظهرت على ساحة الديانة المصرية القديمة، مثل مذهب "هليوبوليس" الذي يجعل من الإله رع محوراً لهذا العالم الآخر، والذي اعتبره هذا المذهب في السماء.
ويصور كيف يلتقي المتوفي بالتاسوع ويصبح مقدساً مثلهم، وكيف يصعد إلى مركب الشمس ويسبح في السماء حيث العالم السفلي. وعندما يصل إلى السماء يغير شكله إلى طائر كالصقر أو الحدأة أو الأوزة، ويستخدم قوى الطبيعة من رياح وعواصف وخلافه.
وهناك تصور آخر بأنه يقع تحت الأرض، ويهيمن عليه الإله أوزير، وأن المتوفى يتحول إلى أوزير.
وتلعب الطقوس دوراً كبيراً في نصوص الأهرام، مثل طقس فتح الفم، وتقديم القرابين، وطقوس التطهير، والتبخير والتعطير، مما يجعلها تبدو وكأنها مجموعة من الطقوس المرتبطة بدفن المتوفى وبوجوده في العالم الآخر. ثم هناك من الباحثين من يرى أنها مجموعة تعاويذ تصف صعود المتوفى إلى السماء، أو مساعدته على أن يتحول إلى روح في العالم الآخر.
وإذا كانت نصوص الأهرام (التي يبلغ عدد تعاويذها ما يقرب من 800 تعويذة) قد اقتصر تسجيلها على أهرامات الملوك في نهاية الأسرة الخامسة، وطوال الأسرة السادسة، فإنها انتقلت طوال عصري الانتقال الأول والدول الوسطي إلى مقابر بعض الأفراد، كما أنها تداخلت مع نصوص التوابيت.
واستمر تسجيل نصوص الأهرام في بعض مقابر أفراد الدولة الحديثة، وكذلك الحال في العصر المتأخر، حيث سجلت على جدران بعض المقابر والتوابيت.
نصوص التوابيت
===================
يصل عدد التعاويذ المكونة لهذا لنوع من النصوص إلى (1200 تعويذة) مسجلة طوال عصري الانتقال الأول والدولة الوسطي على أسطح التوابيت من الداخل والخارج، وعلى صناديق حفظ أواني الأحشاء، ولوحاتٍ وبرديات. وقد عثر على هذه النصوص في مواقع عدة في مصر، منها: اللشت، وبني حسن، وأسيوط، والبرشا، وقاو الكبير، وسدمنت الجبل، وأخميم، وأبيدوس، وطيبة، والجبلين، وسقارة، وأبو صير، ودهشور،... الخ.
وكان الهدف من نصوص التوابيت ضمان الحياة الأبدية الخالدة للمتوفي. وقد تأثرت ببعض المذاهب الدينية مثل مذهب هليوبوليس (عين شمس)، ومذهب أهناسيا،وكما اختلفت نصوص الأهرام في بعض الأحيان وتجانست في أحيان أخرى، فقد فعلت نفس الشيء نصوص التوابيت. ويتخذ المتوفى في نصوص التوابيت أشكالاً عدة، يصاحب كلَّ شكل نصٌ مختلف عن الآخر.
وتبرز هذه النصوص محاولات المتوفى لتجنب الأعمال الشاقة في العالم الآخر في الحقل وفي غيره، وكان على تماثيل الأوشابتي أن تقوم بهذه المهمة. وقد لعب كل من الإلهين رع وأوزير دوراً متوازناً في عقائد نصوص التوابيت.
كتاب الموتى
===============
وهو واحد من أهم الكتب الدينية التي سيطرت على الفكر الديني في الفترة من الأسرات 18-21. ويتكون من 200 فصل كما ذكر العالم الألماني لبسيوس. سجلت فصول كتاب الموتى على ورق البردي، وجدران مقابر الدولة الحديثة، والأسرة 21، والتوابيت والمقاصير ولفائف المومياوات وبعض التمائم.
سجلت هذه النصوص بالخط الهيروغليفي المبسط، وبالخط الهيراطيقي، وكانت النصوص تزود بمناظر في بعض الأحيان.
وقد تأثرت نصوص كتاب الموتى بما ورد في نصوص الأهرام والتوابيت، وإن أبدت اهتماماً كبيراً بنصوص محاكمة المتوفى في العالم الآخر من خلال محكمة أوزير (خاصة الفصل 125، والذي يتعلق بالاعتراف الإنكاري للخطايا التي ارتكبها المتوفى).
ويهدف كتاب الموتى بالدرجة الأولى إلى كيفية مساعدة المتوفى على الخروج من قبره نهاراً. والمعروف أن مركزي إعداد مكونات كتاب الموتى في الدولة الحديثة كانا في طيبة ومنف. والمعروف كذلك أن بعض فصول كتاب الموتى تغيرت من أسرة إلى أخرى.
كتاب ما في العالم الآخر (إمي دوات)
=========================
ويعرف كذلك بـ "كتاب ما هو كائن في العالم السفلي"، ويشار إلى كتب العالم السفلي في الدولة الحديثة وأقدمها على أنها "كتاب القاعات السرية".
يتكون الكتاب من 12 ساعة تمثل ساعات الليل. فقد لاحظ المصري القديم أن الشمس تشرق لمدة 12 ساعة وتغرب مثلها، وأنها تشرق من خلف الجبال الشرقية التي تعرف بـ"مانو"، ثم تغرب وراء الجبال الغربية التي تعرف باسم "باغو" ثم تشرق من جديد. وتستغرق رحلة الشمس خلال الليل 12ساعة، إلى أن تعاود الشروق من جديد في العالم السفلي المليء بالخيرات والأنهار. ويعبر الإله الأكبر النهر في مركب المساء التي تعرف باسم "معنجت".
ويحيط بضفتي النهر العظيم سلسلتان من الجبال، إحداهما في الشرق، والأخرى في الغرب، وينساب ماؤه متجهاً من الغرب إلى الشمال لنصف الوقت، ثم يعود فيجري من الشمال إلى الشرق في النصف الثاني من الليل.
والواضح أن كهنة الإله آمون قد لعبوا دوراً كبيراً في إعداد هذا الكتاب، ورغم أن هذا الإله قد صور بشكل إنسان له رأس كبش، إلا أنه لم يذكر صراحة على أنه آمون، بل: "يوف"، أي: "الجسد"، إشارةً إلى الشمس الغاربة، أي التي توفت وخرجت منها الروح.
ويعتقد الباحثون أن هذا الكتاب قد ظهر منذ عهد الملك أمنحتب الأول، وإن أرجع البعض أصوله الأولى إلى عصر الدولة الوسطي. وأقدم مثال لهذا الكتاب هو ذلك المسجل على جدران حجرة الدفن في مقبرة تحتمس الأول في وادي الملوك، وهو أول ملك ينقر لنفسه مقبرة في وادي الملوك. وقد سجل هذا الكتاب كاملاً في مقابر الملوك: تحتمس الثالث وأمنحتب الثاني وأمنحتب الثالث، وجزئياً في مقابر توت عنخ آمون وآي، كما سجلت نصوص هذا الكتاب في مقابر ملوك الأسرة 19، ابتداءً من عهد الملك سيتي الأول وحتى رمسيس التاسع، وسجل جزئياً في عهد الملك رمسيس الثالث، وابتداء من الأسرة 21 أصبح يسجل على جدران مقابر الأفراد فقط، وكذلك على التوابيت والبردي.
تدور نصوص هذا الكتاب حول "المنزل الخفي" الذي هو منزل أوزير (أو قبره) في العالم الآخر، والذي شيده له ابنه "حور" لكي يكون مقره الأبدي. وقد زينت جدران هذا المنزل بمناظر تحدد مسار الشمس خلال ساعات العالم السفلي الاثنتي عشرة في محاولة من حور لإرشاد والده أوزير إلى خبايا هذا العالم.
وترتبط كل ساعة من ساعات كتاب ما في العالم السفلي باتجاه جغرافي معين، فالساعات الأولي والثانية والثالثة والرابعة مسجلة على الجدار الغربي للمنزل الخفي، والخامسة والسادسة على الجدار الجنوبي، والسابعة والثامنة على الجدار الشمالي، والساعات من التاسع إلى الثانية عشرة مسجلة على الجدار الشرقي.
ويختلف مسار مركب الإله "يوف" عن التحديد الجغرافي المشار إليه، ففي الساعتين الثانية والثالثة تصل المركب شمالاً قبالة أبيدوس، وفي الساعتين الرابعة والخامسة تصل إلى ما يقابل سقارة في العالم السفلي...الخ.
وقد تعددت الآراء حول مضمون وهدف نصوص هذا الكتاب، فهو وصف لكائنات العالم السفليـ وإحاطة المتوفي بمناطق العالم الآخر، وتعاليم خاصة بالحياة الأخري، ومشاركة المتوفي في رحلة مركب إله الشمس التي تستغرق 12ساعة في العالم السفلي. وتمثل الساعة الأولى الغسق بعد أن غابت أشعة الشمس. وترتبط الساعتان الثانية والثالثة بالإله أوزير باعتباره إمام الموتى الذين يستقرون في الغرب. وتعتبر الساعة الثالثة مسكن الإله أوزير وتعرف هذه الساعة باسم "التي تقطع الأرواح".
أما الساعة الرابعة فهي جحيم الإله سكر (إله الجبانة)، وتسمى هذه الساعة (ذات القوة العظيمة).
وتعتبر الساعة الخامسة امتداداً لجحيم الإله سكر، الذي يوجد مقره داخل تل الرمال.
أما الساعة السادسة، ففيها يبحر مركب الإله "يوف" نحو الشمال، نحو "جدو" مركز عبادة الإله أوزير في الدلتا (أبو صير بنا، مركز بسيون، غربية).
أما الساعة السابعة، فهي تلك التي تسمى "تلك التي تواجه الثعبان" "هيا"، وهي مخبأ الإله أوزير.
أما الساعة الثامنة، فتعرف باسم "سيدة الظلام"، وهي الساعة التي تبدو فيها الآلهة وكأنها مومياوات تصحبها اللفائف والتوابيت. كما توجد مجموعة من المقاصير يسكنها آلهة.
أما الساعة التاسعة فتسمي "الآلهة التي تحمي سيدها"
وفي الساعة العاشرة يبحر الإله العظيم إلى الجنوب، حيث يصل إلى عين شمس (أون)، ويدخل منطقة جبانة الجيزة التي يعتبر الإله رع سيداً لها، حيث يأخذ شكل الإله "خبري" الذي سوف يتحد في هذه الساعة مع جسد الإله "يوف".
أما الساعة الحادية عشرة فإنها تمثل الجحيم، حيث العذاب الشديد، وحيث يحرق اللهب الأشخاص المذنبين.
أما الساعة الثانية عشرة والأخيرة، فتمثل المنطقة في العالم السفلى، حيث يولد الإله، ويخرج من المياه الأزلية "نون"، ويتحد مع بطن الإلهة "نوت" إلهة السماء.
وتمثل هذه الساعة الشفق قبل شروق الشمس، حيث يبدأ إله الشمس في الصباح الباكر "خبري" في الظهور.
كتاب البوابات
================
أحد كتب العالم السفلى، ويكاد يكون نسخة من كتاب "ما في العالم الآخر". ظهر في معظم مقابر الدولة الحديثة جنباً إلى جنب مع كتاب (ما في العالم الآخر)، كما ظهر في مقبرة واحدة بالنسبة للأفراد.
يتميز هذا الكتاب عن كتاب "ما في العالم الآخر" بأنه يتضمن محكمة أوزير. وفي نهاية كل ساعة من الساعات الإثنتي عشرة كانت توجد بوابة يحرسها ثعبان.
وفي قاعة محكمة أوزير، حيث تجري عملية المحاكمة للمتوفى، نجد 42 قاضياً، والتاسوع وحورس وجحوتي.
وبعد المحاكمة يتجه الأبرار إلى حقول "يارو"، أما المذنبون فإن مصيرهم الفناء، حيث يبتلع الكائن الخرافي "عمعم" قلوبهم. ويتلو المتوفى أمام الإله أوزير الاعترافات الإنكارية (الفصل 125 من كتاب الموتى)، والتي من بينها:
لم أظلم أي إنسان.
لم أعامل الحيوان معاملة سيئة.
لم أنقص من الموازين.
لم أوقف مياه الفيضان.
لم أتقاعس في تقديم الهبات للمعابد.
لم أسرق.
لم أقتل.. الخ.
كتاب الكهوف
===========
أطلق هذه التسمية على هذه النصوص العالم الفرنسي ليففر، كما اسماه كذلك "كتاب الجحيم".
تنقسم نصوص هذا الكتاب إلى قسمين، يحتوي كل قسم ثلاثة أجزاء، ويضم كل جزء ثلاثة صفوف.
حل إله الشمس في هذا الكتاب محل مركب الشمس التي كانت تظهر في آخر الصورة. وقد صور الملعونون في الصف السفلي، في حين ظهر المباركون كثيراً ومعهم قرص الشمس. ويضم هذا الكتاب كثيراً من الأناشيد الموجهة من إله الشمس لسكان العالم الآخر. ويركز هذا الكتاب على آلهة الأرض (جب، وتاتنن، وأكر). ولعل أكمل تسجيل له ذلك الذي نراه في مقبرة رمسيس السادس.
كتاب الأرض
============
هو أحد كتب العالم السفلي. تعالج نصوصه ومناظره موضوع "إعادة ولادة الشمس"، ولهذا الكتاب صلة بكتاب الكهوف. وقد سجل هذا الكتاب على جدران مقبرة رمسيس السادس، وغيره من الملوك.
ثم هناك كتب أخرى، مثل كتاب (الطريقين)، وكتاب (التجول في الأبدية)، وكتاب (النهار والليل)، وكتاب السماء، وغيرها.
تعليق