المصادر الشرقية للفلسفة اليونانية
كنت ولا زلت أعتقد أن الفكر الفلسفي عند اليونان لم ينشأ من فراغ، بل نشأ متأثرا بما سبقه من إبداع فكري ضارب في أعماق التاريخ أنجزه بناة الحضارات الشرقية القديمة.
وقد تطور اعتقادي هذا من مجرد فكرة أو فرضية أرددها إلى حقيقة تؤكدها الأدلة والبراهين. وقد حاولت في كل ما قمت به من أبحاث ودراسات أن أضيف إلى هذه الأدلة وتلك البراهين الجديد باستمرار.
نريد التأكيد على وجود ذلك التماثل بين طرح فلاسفة الشرق القديم للقضايا والمشكلات وبين طرح فلاسفة اليونان لنفس القضايا والمشكلات ونترك القارئ بعد ذلك أن يكتشف مدى هذا التماثل وكيفيته وأن يستخلص ما يشاء من نتائج، ولعلنا نساعد القارئ على تقدير هذه النتائج إذا ما قدمنا له بعض ما نعرفه إلى الآن من معلومات حول العلاقات التجارية والاقتصادية والفكرية والسياسية بين اليونانيين وبين أبناء الحضارات الشرقية القديمة، تلك العلاقات التي ساعدت اليونانيين على تطوير حياتهم وفكرهم على النحو المتقدم الذي ظهر واضحا في كتاباتهم وآثارهم.
إن البحث عن المصادر الشرقية للفلسفة اليونانية يركز على بيان بعض جوانب هذا الإبداع الشرقي في مجال الفكر الفلسفي ومقارنة ذلك بمثيله عند اليونانيين ليتأكد لنا بما لا يدع مجالا لأي شك أن الفكر الفلسفي لم يكن قاصرا على اليونانيين، بل ظهر قبلهم لدى مفكري الشرق القديم، وأن التماثل الذي نجده بين النصوص الشرقية القديمة وبين نظيرها لدى الفلاسفة اليونان يؤكد استفادة اليونان من السابقين عليهم خاصة إذا ما أثبتنا مدى العلاقة الفكرية التي كانت تربط اليونان ببعض بلاد الشرق القديم كمصر وبابل وفارس والهند".
من تأليف الدكتور مصطفى النشار، دار قباء للطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة، مصر
كنت ولا زلت أعتقد أن الفكر الفلسفي عند اليونان لم ينشأ من فراغ، بل نشأ متأثرا بما سبقه من إبداع فكري ضارب في أعماق التاريخ أنجزه بناة الحضارات الشرقية القديمة.
وقد تطور اعتقادي هذا من مجرد فكرة أو فرضية أرددها إلى حقيقة تؤكدها الأدلة والبراهين. وقد حاولت في كل ما قمت به من أبحاث ودراسات أن أضيف إلى هذه الأدلة وتلك البراهين الجديد باستمرار.
نريد التأكيد على وجود ذلك التماثل بين طرح فلاسفة الشرق القديم للقضايا والمشكلات وبين طرح فلاسفة اليونان لنفس القضايا والمشكلات ونترك القارئ بعد ذلك أن يكتشف مدى هذا التماثل وكيفيته وأن يستخلص ما يشاء من نتائج، ولعلنا نساعد القارئ على تقدير هذه النتائج إذا ما قدمنا له بعض ما نعرفه إلى الآن من معلومات حول العلاقات التجارية والاقتصادية والفكرية والسياسية بين اليونانيين وبين أبناء الحضارات الشرقية القديمة، تلك العلاقات التي ساعدت اليونانيين على تطوير حياتهم وفكرهم على النحو المتقدم الذي ظهر واضحا في كتاباتهم وآثارهم.
إن البحث عن المصادر الشرقية للفلسفة اليونانية يركز على بيان بعض جوانب هذا الإبداع الشرقي في مجال الفكر الفلسفي ومقارنة ذلك بمثيله عند اليونانيين ليتأكد لنا بما لا يدع مجالا لأي شك أن الفكر الفلسفي لم يكن قاصرا على اليونانيين، بل ظهر قبلهم لدى مفكري الشرق القديم، وأن التماثل الذي نجده بين النصوص الشرقية القديمة وبين نظيرها لدى الفلاسفة اليونان يؤكد استفادة اليونان من السابقين عليهم خاصة إذا ما أثبتنا مدى العلاقة الفكرية التي كانت تربط اليونان ببعض بلاد الشرق القديم كمصر وبابل وفارس والهند".
من تأليف الدكتور مصطفى النشار، دار قباء للطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة، مصر