تينهينان الفيلالية
ملكة الطوارق، ناصبة الخيام، صاحبة الناقة البيضاء للدكتور عبد اللطيف هسوف.
يتسمى الطوارق «تماشق» أو «تمازغ» وهي نفسها عند غيرهم من البربر «أمازيغ» ومعناها «الرجال الأحرار». ويذكر الأستاذ محمد عبد الرحمان عبد اللطيف، وهو من طوارق النيجر، أن:
ـ طوارق "غدامس و"مرزق" وغات" و"تمنغست" يسمّون أنفسهم (ايموهاغ) وأصلها في نظره (ايموازاغ) جمع أمازيغ.
ـ وطوارق "كيدال" و"أوزاغ" الغربي منحى نهر النيجر يسمّون أنفسهم (ايموشاغ) وأصلها (ايموزاغ).
ـ وطوارق "آبير (أقدز)" و"أوزاغ" الأوسط و"أضر" و"أوزاغ" الشرقي يسمّون أنفسهم (أيماجغن) أو (ايموجاغ). (محمد سعيد القشاط: التوارق عرب الصحراء الكبرى).
والخلاصة هي أنّ التسميات التي يطلقها الطوارق على أنفسهم تؤكّد أنّ إسم "مازيغ" منحدر إليهم من أصول قديمة، وأنّهم ظلوا محتفظين به عبر سلالاتهم وأجيالهم... أمّا اسم "الطوارق" فهم لا يسمّون به أنفسهم ولا ينتسبون إليه في أصولهم، فهو اسم أطلق عليهم من خارجهم.
وينقسم المجتمع الطرقي إلى طبقات: المحاربون، ورجال الدين (الطبقة الراقية)، الحرفيون (الطبقة المتوسطة)، الخدم (الطبقة الدنيا). ويميز الفرد بانتمائه لطبقة ما بطول العمامة التي يضعها على رأسه، فالمحاربون ورجال الدين يلفون على رؤوسهم عمائم يتجاوز طولها الثمانية أمتار، والحرفيون خمسة أمتار، بينما لا يتجاوز طول عمائم الخدم ثلاثة أمتار. والنبلاء في قبائل الطوارق لا يذبحون الذبائح لأن هذا عمل مهين لا يليق إلا بالعبيد. ويحكى أن الطوارق خلال حفلاتهم لا يذبحون الجمال، بل يقتلونها طعنا بالسيوف والرماح.
وقد درج المؤرخون والرحالة العرب القدامى على تسمية الطوارق بالملثمين والسبب الأساسي في ذلك هو محافظتهم الشديدة على هذه العادة منذ فجر التاريخ. وتعود الأساطير في قصة اللثام لترجع سبب ذلك إلى أن أهقار وهو ابن ملكتهم تين هينان ـ والذي تعرف جبال الجنوب الجزائري اليوم باسمه ـ فر يومًا هاربًا بجيشه من أرض المعركة، وفي طريقه إلى العودة تنبه إلى أن ما قام به لا يليق بمقام قائد جيش وابن ملكة، فبقي مرابطًا بجيشه على مشارف الديار مدة شهر كامل لا يستطيع الدخول مخافة ملامة النسوة له. ولما طال بهم الحال ونفد ما معهم من زاد، وجدوا أنفسهم مجبرين على دخول الديار، فما كان على القائد سوى أن يغطي وجهه الذي يحمل ملامح العار وكذلك فعل بقية جنده وبقوا على تلك الحال طيلة حياتهم، وكذلك فعل من جاء بعدهم، حتى أصبح الأمر تقليدًا مفروضًا إلى يومنا هذا. وتسمية الطرقي بالرجل الأزرق هي في الحقيقة صفة أطلقتها عليه بقية القبائل، ومردها امتزاج لون بشرة الطرقي المائلة إلى السمرة بلون الصبغة الأزرق الداكن للثامه.
وحسب الروايات التي تناقلتها الأجيال أبا عن جد وحملتها كتب التاريخ فإن تين هينان (Tin Hinan) هي ملكة قبائل الطوارق، وقد حكمت في القرن الخامس الميلادي، وإليها يستند هؤلاء القوم في تنظيمهم الإجتماعي الذي يستمد السلطة ـ حتى الآن ـ من حكمة المرأة.
تين هينان ملكة متفردة، فالأساطير والآثار تثبت أنها كانت تدافع عن أرضها وشعبها ضد الغزاة الآخرين من قبائل النيجر وموريتانيا الحالية وتشاد. وقد عرف عنها أنها صاحبة حكمة ودهاء، نصبت ملكة بسبب إمكانياتها وقدراتها الخارقة للعادة. وتقول الروايات التاريخية بأن إسم تين هينان مركب من جزأين (تين + هينان) وهي لفظ من لهجة «التماهاك» القديمة وتعني بالعربية (ناصبة الخيام)، لذلك رجح المؤرخون أن تكون كثيرة السفر والترحال. وما زال الطوارق يحفظون صداها في ترحالهم وتجوالهم؛ ويحدث بعضهم بعضا عن أسراب الغزلان كيف كانت تأمن لوجودها وعن قطعان النوق كيف كانت تطمئن لحضورها.
ـ وطوارق "كيدال" و"أوزاغ" الغربي منحى نهر النيجر يسمّون أنفسهم (ايموشاغ) وأصلها (ايموزاغ).
ـ وطوارق "آبير (أقدز)" و"أوزاغ" الأوسط و"أضر" و"أوزاغ" الشرقي يسمّون أنفسهم (أيماجغن) أو (ايموجاغ). (محمد سعيد القشاط: التوارق عرب الصحراء الكبرى).
والخلاصة هي أنّ التسميات التي يطلقها الطوارق على أنفسهم تؤكّد أنّ إسم "مازيغ" منحدر إليهم من أصول قديمة، وأنّهم ظلوا محتفظين به عبر سلالاتهم وأجيالهم... أمّا اسم "الطوارق" فهم لا يسمّون به أنفسهم ولا ينتسبون إليه في أصولهم، فهو اسم أطلق عليهم من خارجهم.
وينقسم المجتمع الطرقي إلى طبقات: المحاربون، ورجال الدين (الطبقة الراقية)، الحرفيون (الطبقة المتوسطة)، الخدم (الطبقة الدنيا). ويميز الفرد بانتمائه لطبقة ما بطول العمامة التي يضعها على رأسه، فالمحاربون ورجال الدين يلفون على رؤوسهم عمائم يتجاوز طولها الثمانية أمتار، والحرفيون خمسة أمتار، بينما لا يتجاوز طول عمائم الخدم ثلاثة أمتار. والنبلاء في قبائل الطوارق لا يذبحون الذبائح لأن هذا عمل مهين لا يليق إلا بالعبيد. ويحكى أن الطوارق خلال حفلاتهم لا يذبحون الجمال، بل يقتلونها طعنا بالسيوف والرماح.
وقد درج المؤرخون والرحالة العرب القدامى على تسمية الطوارق بالملثمين والسبب الأساسي في ذلك هو محافظتهم الشديدة على هذه العادة منذ فجر التاريخ. وتعود الأساطير في قصة اللثام لترجع سبب ذلك إلى أن أهقار وهو ابن ملكتهم تين هينان ـ والذي تعرف جبال الجنوب الجزائري اليوم باسمه ـ فر يومًا هاربًا بجيشه من أرض المعركة، وفي طريقه إلى العودة تنبه إلى أن ما قام به لا يليق بمقام قائد جيش وابن ملكة، فبقي مرابطًا بجيشه على مشارف الديار مدة شهر كامل لا يستطيع الدخول مخافة ملامة النسوة له. ولما طال بهم الحال ونفد ما معهم من زاد، وجدوا أنفسهم مجبرين على دخول الديار، فما كان على القائد سوى أن يغطي وجهه الذي يحمل ملامح العار وكذلك فعل بقية جنده وبقوا على تلك الحال طيلة حياتهم، وكذلك فعل من جاء بعدهم، حتى أصبح الأمر تقليدًا مفروضًا إلى يومنا هذا. وتسمية الطرقي بالرجل الأزرق هي في الحقيقة صفة أطلقتها عليه بقية القبائل، ومردها امتزاج لون بشرة الطرقي المائلة إلى السمرة بلون الصبغة الأزرق الداكن للثامه.
وحسب الروايات التي تناقلتها الأجيال أبا عن جد وحملتها كتب التاريخ فإن تين هينان (Tin Hinan) هي ملكة قبائل الطوارق، وقد حكمت في القرن الخامس الميلادي، وإليها يستند هؤلاء القوم في تنظيمهم الإجتماعي الذي يستمد السلطة ـ حتى الآن ـ من حكمة المرأة.
تين هينان ملكة متفردة، فالأساطير والآثار تثبت أنها كانت تدافع عن أرضها وشعبها ضد الغزاة الآخرين من قبائل النيجر وموريتانيا الحالية وتشاد. وقد عرف عنها أنها صاحبة حكمة ودهاء، نصبت ملكة بسبب إمكانياتها وقدراتها الخارقة للعادة. وتقول الروايات التاريخية بأن إسم تين هينان مركب من جزأين (تين + هينان) وهي لفظ من لهجة «التماهاك» القديمة وتعني بالعربية (ناصبة الخيام)، لذلك رجح المؤرخون أن تكون كثيرة السفر والترحال. وما زال الطوارق يحفظون صداها في ترحالهم وتجوالهم؛ ويحدث بعضهم بعضا عن أسراب الغزلان كيف كانت تأمن لوجودها وعن قطعان النوق كيف كانت تطمئن لحضورها.
تعليق