الساسانيون
تتابعت سلالات عرقية عديدة على حكم بلاد فارس عبر التاريخ ضمن العيلامينين إلى الميريين إلى الاخمينيين الفرس إلى الباريين الذين أسسوا حضارتهم على ما ورثوه من الاخمينيين إلى الساسانيين الذين تقوضت في عهدهم الحضارة الفارسية على أيدي المسلمين.
ومنذ قيام قورش الاخميني الكبير بتوطيد ركائز إمبراطوريته الفارسية الضخمة ظلت مملكة ديلمون أو "تايكلوس" كما كانت تسمى إبان عهد الحضارة الآشورية والكلدانية ظلت هذه المملكة تخضع لنفوذ ملوك الفرس، وتتمتع بين فينة وأخرى بحكم شبه مستقل عن الإمبراطورية الفارسية تبعا لقوة أو ضعف السلالة الحاكمة في بلاد فارس.. غير أن مملكة ديلمون أصبحت جزاء من الدولة الساسانية التي لم تعد تعترف بديلمون باعتبارها مملكة..
ظهر الساسانيون عام 208 للميلاد كملوك للدولة الفارسية، وكان درهم ساسان كاهنا في معبد الربة "انا خيتا" في اصطخر ةةرثه ابنه "باباك" الذي ضم إلى مسؤولياته الدينية مسؤوليات دنيوية ورثها أيضا عن والد زوجته – أمير اصطخر- فاجتمعت له الرئاسة الدينية والدنيوية وباشر بتأسيس أول حكم لهذه الأسرة غير أن ابنه اردشير الذي اخضع الأمراء المحليين وقضى على الاخميينين يعتبر هو المؤسس الفعلي للإمبراطورية الساسانية التي امتد حكمها لأكثر من أربعة قرون أي حتى أوائل القرن السابع الميلادي حيث عمت الفوضى هذه الإمبراطورية الضخمة وقتل آخر ملوكها يزدجرد الثالث على يد العرب المسلمين، في معركة نهاوند عام 651 ميلادي لتصبح بلاد فارس خاضعة لحكم العرب المسلمين، بما في ذلك الممالك والإمارات التي كانت خاضعة لها مثل البحرين أو "ديلمون" كما تسميها بعض المراجع التاريخية في هذه الفترة.
وإبان نشوء وارتقاء الدولة الساسانية شهدت البحرين عهد الجرهائيين وهم من أصل كلداني وقد أطلق عليهم هذا الاسم نسبة إلى مدينة "جرهاء" التي أسسوها في البحرين و التي كان تسمى حسب اللغة الطرانية "كايلوس".
وتشاء المنافسة التجارية أن تنهي فترة سيطرة الجرهائيين على البحرين أو "كايلوس" على أيدي القبائل العربية التي اتحدت فيما بينها فشكلت حلفا وأطلق عليه اسم تنوخ هاجم الجرهائيين بزعامة مالك بن فهم القضاعي، الذي استقر حكمه في البحرين فيما أصبحت تعرف باسم "اوال" نسبة إلى اسم الصنم الذي كان تتعبده قبائل تنوخ تماما كما سميت المحرق بهذا الاسم نسبة إلى صنم المحرق الذي كانت تعبده قبيلة بكر بن وائل وهي القبيلة التي ينتمي إليها آخر الحكام على البحرين –اوال- من قبل الملك الساساني وهو المنذر بن ساة التميمي.
ومما يجدر ذكره هنا أن قبائل تنوخ التي أسست حكمها في البحرين –اوال- تطلعت بحكم قوتها ونفوذها لمد سلطاتها إلى بلاد ما بين النهرين فتتابعت غاراتهم على هذه البلاد وأسسوا هناك دولة المناذرة التي دخلت في حلف مع الساسانية ثم ما لبثت أن خضعت لنفوذ الملوك الساسانيين مثلها مثل البحرين أو "اوال".
تعليق