الوثائق العثمانية من أهم مصادر دراسة تاريخ الخليج
ضمن الموسم الثقافي لدار الآثار الإسلامية القى الدكتور زكريا قورشون محاضرة باللغة العربية تحت عنوان 'أهمية الوثائق العثمانية في تاريخ بلدان الخليج مع التركيز على العلاقات العثمانية الكويتية' في مساء الاثنين الماضي قدم المحاضرة وأدار حولها النقاش الدكتور فيصل الكندري، أستاذ التاريخ الحديث في مركز الميدان الثقافي.
د. قورشون حاصل على درجة الدكتوراه من جامعة مرمرة باسطنبول.
يعمل حاليا أستاذا محاضرا بقسم التاريخ بها، متخصص في التاريخ السياسي الحديث للشرق الأوسط.
استهل المحاضر محاضرته بالحديث عن دور العرب الحضاري فقال: يشكل العرب والتاريخ العربي محور الحضارة الإسلامية، فقد لعب العرب دورا مهما في نشر الإسلام منذ ظهوره حتى القرن العاشر الهجري كما أنهم حازوا قصب السبق في تطور الحضارة الإسلامية هذا التطور التاريخي الذي اتصفت به العصور الوسطى، ومهد هذا لظهور آلاف الكتب والمؤلفات التي قدمت لنا صورة واضحة للتاريخ العربي وتاريخ الحضارة الإسلامية، كما يوجد في يومنا هذا الكثير من المراجع والكتب عن تاريخ العرب في العصور الوسطى.
وعن بدء ظهور الدور العثماني في الساحة التاريخية العربية قال المحاضر:
أثر التفكك السياسي الذي ظهر في العالم العربي واسباب اخرى في الحياة العلمية، وأدى ذلك الى انحسار العصر الذهبي في التاريخ العربي والتدوين وخاصة في القرن العاشر الهجري الذي ظهرت فيه الدولة العثمانية على مسرح التاريخ، وبدأت حقبة جديدة في تاريخ الدول العربية بعد دخولها تحت الحكم العثماني، فقد عملت الدولة العثمانية على حماية أراضي المسلمين من تدخل الأجانب وأطماعهم وسعت للمساهمة في تطور الحضارة الإسلامية.
وعن اهمية الوثائق العثمانية للعالم العربي قال د. قورشون:
قامت الدولة العثمانية بتدوين جميع شؤونها وخاصة بعد فتح اسطنبول في عهد محمد الفاتح، واستمرت هذه العادة حتى نهاية الدولة العثمانية، ولهذا السبب يوجد بين ايدينا اليوم أرشيف ضخم سجل فيه تاريخ الدولة العثمانية ومن كان تحت هيمنتها وخاصة العرب وغيرهم من الأمم الإسلامية، ومن المعلوم انه لم يكتب عن تاريخ العرب في العهد العثماني الا النزر اليسير الذي يقدم القليل من المعلومات، ومن جانب آخر فقد كانت اسطنبول المركز الذي تجمعت فيه المعلومات التاريخية عن هذه المناطق، ولذا فلا يوجد لدى الدول العربية المعاصرة وثائق كافية عن تاريخها الحديث، وبعبارة اخرى فان المراجع الرسمية المدونة للتاريخ العربي في الفترة من عام 1517 حتى عام 1923، كائنة في الأرشيف العثماني بمدينة اسطنبول.
وعن دور الوثائق العثمانية في الخليج العربي اضاف د. قورشون:
تعد الوثائق العثمانية المصادر الأساسية لتاريخ الخليج اعتبارا من عام 1550، ورغم وجود بعض المصادر المحلية وخاصة الروايات الشفهية فإن المصادر العثمانية المكتوبة بين عامي 1550 و 1918. تعد المصدر الوحيد والفريد عن تاريخ المنطقة، ورغم وجود الكثير من المعلومات العددية، وعلى سبيل المثال فالوثائق المتعلقة بالسعودية أكثر من نظيراتها وهذا لوجود الحجاز بها، وكذا فالوثائق الخاصة بقطر اكثر من الخاصة بالكويت، وهذا لأن قطر كانت تابعة مباشرة للحكم العثماني ويوجد بها جنود عثمانيون، ومن جانب آخر فالوثائق الخاصة بالكويت في القرن التاسع عشر اكثر بكثير من الخاصة بالبحرين وهذا لأنها اكثر أهمية من البحرين، ولكن اذا نظرنا الى ان العشائر والقبائل وغيرها التي تشكل البنية السكانية لدول الخليج بصفة عامة مرتبطة بعضها ببعض سيتضح لنا ان الوثائق الخاصة بدولة قد تخص دولة أخرى .
وأنهى الدكتور زكريا قورشون محاضرته متناولا الوثائق العثمانية التي تحدثت عن الكويت خاصة في الربع الأخير من القرن 19 وأوائل القرن العشرين، شارحا اهمية الوثائق العثمانية للتاريخ العربي الحديث والمعاصر بشكل عام.
بعد انتهاء المحاضرة فتح باب التساؤلات والتعقيبات فساهم فيها عدد من الحضور ما تعلق منها بالسلب أو الإيجاب بالحقبة العثمانية وهل تمت الاستفادة الواجبة من الأرشيف العثماني في الدراسات العربية المعاصرة.
يتبـــــع
ضمن الموسم الثقافي لدار الآثار الإسلامية القى الدكتور زكريا قورشون محاضرة باللغة العربية تحت عنوان 'أهمية الوثائق العثمانية في تاريخ بلدان الخليج مع التركيز على العلاقات العثمانية الكويتية' في مساء الاثنين الماضي قدم المحاضرة وأدار حولها النقاش الدكتور فيصل الكندري، أستاذ التاريخ الحديث في مركز الميدان الثقافي.
د. قورشون حاصل على درجة الدكتوراه من جامعة مرمرة باسطنبول.
يعمل حاليا أستاذا محاضرا بقسم التاريخ بها، متخصص في التاريخ السياسي الحديث للشرق الأوسط.
استهل المحاضر محاضرته بالحديث عن دور العرب الحضاري فقال: يشكل العرب والتاريخ العربي محور الحضارة الإسلامية، فقد لعب العرب دورا مهما في نشر الإسلام منذ ظهوره حتى القرن العاشر الهجري كما أنهم حازوا قصب السبق في تطور الحضارة الإسلامية هذا التطور التاريخي الذي اتصفت به العصور الوسطى، ومهد هذا لظهور آلاف الكتب والمؤلفات التي قدمت لنا صورة واضحة للتاريخ العربي وتاريخ الحضارة الإسلامية، كما يوجد في يومنا هذا الكثير من المراجع والكتب عن تاريخ العرب في العصور الوسطى.
وعن بدء ظهور الدور العثماني في الساحة التاريخية العربية قال المحاضر:
أثر التفكك السياسي الذي ظهر في العالم العربي واسباب اخرى في الحياة العلمية، وأدى ذلك الى انحسار العصر الذهبي في التاريخ العربي والتدوين وخاصة في القرن العاشر الهجري الذي ظهرت فيه الدولة العثمانية على مسرح التاريخ، وبدأت حقبة جديدة في تاريخ الدول العربية بعد دخولها تحت الحكم العثماني، فقد عملت الدولة العثمانية على حماية أراضي المسلمين من تدخل الأجانب وأطماعهم وسعت للمساهمة في تطور الحضارة الإسلامية.
وعن اهمية الوثائق العثمانية للعالم العربي قال د. قورشون:
قامت الدولة العثمانية بتدوين جميع شؤونها وخاصة بعد فتح اسطنبول في عهد محمد الفاتح، واستمرت هذه العادة حتى نهاية الدولة العثمانية، ولهذا السبب يوجد بين ايدينا اليوم أرشيف ضخم سجل فيه تاريخ الدولة العثمانية ومن كان تحت هيمنتها وخاصة العرب وغيرهم من الأمم الإسلامية، ومن المعلوم انه لم يكتب عن تاريخ العرب في العهد العثماني الا النزر اليسير الذي يقدم القليل من المعلومات، ومن جانب آخر فقد كانت اسطنبول المركز الذي تجمعت فيه المعلومات التاريخية عن هذه المناطق، ولذا فلا يوجد لدى الدول العربية المعاصرة وثائق كافية عن تاريخها الحديث، وبعبارة اخرى فان المراجع الرسمية المدونة للتاريخ العربي في الفترة من عام 1517 حتى عام 1923، كائنة في الأرشيف العثماني بمدينة اسطنبول.
وعن دور الوثائق العثمانية في الخليج العربي اضاف د. قورشون:
تعد الوثائق العثمانية المصادر الأساسية لتاريخ الخليج اعتبارا من عام 1550، ورغم وجود بعض المصادر المحلية وخاصة الروايات الشفهية فإن المصادر العثمانية المكتوبة بين عامي 1550 و 1918. تعد المصدر الوحيد والفريد عن تاريخ المنطقة، ورغم وجود الكثير من المعلومات العددية، وعلى سبيل المثال فالوثائق المتعلقة بالسعودية أكثر من نظيراتها وهذا لوجود الحجاز بها، وكذا فالوثائق الخاصة بقطر اكثر من الخاصة بالكويت، وهذا لأن قطر كانت تابعة مباشرة للحكم العثماني ويوجد بها جنود عثمانيون، ومن جانب آخر فالوثائق الخاصة بالكويت في القرن التاسع عشر اكثر بكثير من الخاصة بالبحرين وهذا لأنها اكثر أهمية من البحرين، ولكن اذا نظرنا الى ان العشائر والقبائل وغيرها التي تشكل البنية السكانية لدول الخليج بصفة عامة مرتبطة بعضها ببعض سيتضح لنا ان الوثائق الخاصة بدولة قد تخص دولة أخرى .
وأنهى الدكتور زكريا قورشون محاضرته متناولا الوثائق العثمانية التي تحدثت عن الكويت خاصة في الربع الأخير من القرن 19 وأوائل القرن العشرين، شارحا اهمية الوثائق العثمانية للتاريخ العربي الحديث والمعاصر بشكل عام.
بعد انتهاء المحاضرة فتح باب التساؤلات والتعقيبات فساهم فيها عدد من الحضور ما تعلق منها بالسلب أو الإيجاب بالحقبة العثمانية وهل تمت الاستفادة الواجبة من الأرشيف العثماني في الدراسات العربية المعاصرة.
يتبـــــع
تعليق