ممالك إسبانيا النصرانية في عهد ملوك الطوائف
ممالك إسبانيا النصرانية
مَرَّت الممالك النصرانية الإسبانية في الشمال خلال القرن الخامس الهجري/ الحادي عشر الميلادي بنفس الأطوار التي مرَّت بها الأندلس الإسلامية في الجنوب، فمرَّة في طور القوَّة والنشاط، ومرَّة في طور التفرُّق والنزاع، وطور القوة يأتي من وَحْدة تلك الممالك المتنازِعة فيما بينها، وطور الضعف يأتي من التنازع بينها، فكما رأينا الحال في الأندلس عندما تنازعها ملوك الطوائف، وتقاتلوا فيما بينهم؛ حتى إن الأخ يقتل أباه وأخاه وأهله ليستأثر بالحُكم دونهم، كان هذا هو الوضع -كذلك- في الممالك النصرانية.
ولا نعرف أيًّا من الطرفين أخذ بسُنَّة الآخر!
وفيما يلي في هذه السطور نحاول أن نُلقي بعض الضوء على حال تلك الممالك وعَلاقتها بملوك الطوائف، وكيف تَوَحَّدت تلك الممالك وعادت حركة الاسترداد النصرانية على الأندلس المسلمة؟
الممالك النصرانية في الشمال
انقسمت المملكة النصرانية في الشمال في أواخر القرن الرابع الهجري/ العاشر الميلادي إلى ثلاث ممالك؛ هي على النحو التالي:
مملكة نافار أو نبرَّة: وهي أكبر الممالك النصرانية، وكان يحكمها سانشو الكبير.
مملكة ليون: فكان يحكمها برمودو الثاني (982-999م)، وخلفه في الحكم ابنه ألفونسو الخامس، وظلَّ بها حتى تُوُفِّيَ سنة 1027م، وذلك خلال إحدى غاراته على أراضي المسلمين في شمال البرتغال، وحاصر مدينة بازو، فأصابه سهم مسموم فقتله، فخلفه ابنه برمودو الثالث.
مملكة قشتالة: وكان يحكمها سانشو غرسية حتى سنة 1021م، ثم خلفه ابنه غرسية بن سانشو.
وكان بين هذه الممالك تنازع وفرقة، وكان كلٌّ منها -تمامًا كما كان يحدث بين ملوك الطوائف- يترقَّب الفرصة المناسبة للانقضاض على مُلْك الآخرين، وهو ما حدث بالفعل؛ إذ قصد غرسية بن سانشو ملك قشتالة مملكة ليون؛ ليتمَّ عقد زواجه من أخت ملكها برمودو الثالث، فقُتل غِيلة هناك في الكنيسة أثناء مراسم الحفل، وبذلك أصبحت مملكة قشتالة بلا ملك ولا أمير، وكان ذلك سنة 1028م، وكان لهذا الحدث أثره الكبير في تغيير الخريطة السياسية في الممالك النصرانية.
سانشو الكبير وتوحيد ممالك إسبانيا
كان سانشو الكبير ملك ناڤار (نبرة)، يرقب الأحداث عن كثب، وكانت تلك فرصته الذهبية؛ إذ كان سانشو زوجًا لأخت غرسية القتيل، وبالتالي فهو الوريث الشرعي لميراث زوجته، فجمع قوته واحتلَّ قشتالة، وضمَّها إلى مملكته، ووضع عليها ابنه فرناندو؛ وبذلك أضحت قشتالة ونافار مملكة واحدة.
أضحت إسبانيا مفترقة بين مملكتين، الأولى يحكمها سانشو وولده فرناندو؛ وهي مملكة قشتالة ونافار، والثانية يحكمها برمودو الثالث؛ وهي مملكة ليون.
كانت عين سانشو الكبير على ليون؛ إذ بها تتوحَّد إسبانيا على يديه ويُصبح هو الملك الأوحد للنصارى الإسبان، وكانت وسيلته في ذلك أن توجَّه فرناندو ملك قشتالة وعقد زواجه على أخت برمودو الثالث ملك ليون، وبالطبع كان ذلك الزواج زواج مصلحة إلى حين، فكما استطاع سانشو أن يتغلَّب على قشتالة بزواجه من أخت غرسية القتيل، أراد فرناندو أن يُخضع ليون بالطريقة ذاتها، ولكن يبدو أن فرناندو استعجل ثمرته فهاجم مملكة ليون وافتتحها لنفسه، ففرَّ برمودو الثالث ليرقب الفرصة لاسترداد عرشه، وقد حاول ذلك مرارًا ولكنه لقي مصرعه على يد صهره، وبذلك توحَّدت ممالك إسبانيا الثلاثة على يد سانشو الكبير، وكان ذلك سنة 1037م.
وفاة سانشو الكبير
وكان سانشو قُبيل وفاته قد قسَّم مملكته بين أولاده الأربعة؛ فجعل قشتالة وليون وجِلِّيقِيَّة من نصيب ابنه فرناندو، وخصَّ ابنه الأكبر غرسية بنافار، وجعل لابنه راميرو ما تسّمى بمملكة أراغون، واقتطع لابنه كونزالو منطقة صغيرة هي ولايتي سوبرابي وربا جورسيا، هذا فضلاً عن إمارة ببرشلونة في شمال شرقي إسبانيا، والتي يحكمها رامون برنجيز الأول.
وكان هذا التقسيم إيذانًا بعودة الفُرقة والتناحر بين الإخوة الأشقاء، وهو ما حدث بالفعل، بعد وفاة سانشو الكبير[1].
مَرَّت الممالك النصرانية الإسبانية في الشمال خلال القرن الخامس الهجري/ الحادي عشر الميلادي بنفس الأطوار التي مرَّت بها الأندلس الإسلامية في الجنوب، فمرَّة في طور القوَّة والنشاط، ومرَّة في طور التفرُّق والنزاع، وطور القوة يأتي من وَحْدة تلك الممالك المتنازِعة فيما بينها، وطور الضعف يأتي من التنازع بينها، فكما رأينا الحال في الأندلس عندما تنازعها ملوك الطوائف، وتقاتلوا فيما بينهم؛ حتى إن الأخ يقتل أباه وأخاه وأهله ليستأثر بالحُكم دونهم، كان هذا هو الوضع -كذلك- في الممالك النصرانية.
ولا نعرف أيًّا من الطرفين أخذ بسُنَّة الآخر!
وفيما يلي في هذه السطور نحاول أن نُلقي بعض الضوء على حال تلك الممالك وعَلاقتها بملوك الطوائف، وكيف تَوَحَّدت تلك الممالك وعادت حركة الاسترداد النصرانية على الأندلس المسلمة؟
الممالك النصرانية في الشمال
انقسمت المملكة النصرانية في الشمال في أواخر القرن الرابع الهجري/ العاشر الميلادي إلى ثلاث ممالك؛ هي على النحو التالي:
مملكة نافار أو نبرَّة: وهي أكبر الممالك النصرانية، وكان يحكمها سانشو الكبير.
مملكة ليون: فكان يحكمها برمودو الثاني (982-999م)، وخلفه في الحكم ابنه ألفونسو الخامس، وظلَّ بها حتى تُوُفِّيَ سنة 1027م، وذلك خلال إحدى غاراته على أراضي المسلمين في شمال البرتغال، وحاصر مدينة بازو، فأصابه سهم مسموم فقتله، فخلفه ابنه برمودو الثالث.
مملكة قشتالة: وكان يحكمها سانشو غرسية حتى سنة 1021م، ثم خلفه ابنه غرسية بن سانشو.
وكان بين هذه الممالك تنازع وفرقة، وكان كلٌّ منها -تمامًا كما كان يحدث بين ملوك الطوائف- يترقَّب الفرصة المناسبة للانقضاض على مُلْك الآخرين، وهو ما حدث بالفعل؛ إذ قصد غرسية بن سانشو ملك قشتالة مملكة ليون؛ ليتمَّ عقد زواجه من أخت ملكها برمودو الثالث، فقُتل غِيلة هناك في الكنيسة أثناء مراسم الحفل، وبذلك أصبحت مملكة قشتالة بلا ملك ولا أمير، وكان ذلك سنة 1028م، وكان لهذا الحدث أثره الكبير في تغيير الخريطة السياسية في الممالك النصرانية.
سانشو الكبير وتوحيد ممالك إسبانيا
كان سانشو الكبير ملك ناڤار (نبرة)، يرقب الأحداث عن كثب، وكانت تلك فرصته الذهبية؛ إذ كان سانشو زوجًا لأخت غرسية القتيل، وبالتالي فهو الوريث الشرعي لميراث زوجته، فجمع قوته واحتلَّ قشتالة، وضمَّها إلى مملكته، ووضع عليها ابنه فرناندو؛ وبذلك أضحت قشتالة ونافار مملكة واحدة.
أضحت إسبانيا مفترقة بين مملكتين، الأولى يحكمها سانشو وولده فرناندو؛ وهي مملكة قشتالة ونافار، والثانية يحكمها برمودو الثالث؛ وهي مملكة ليون.
كانت عين سانشو الكبير على ليون؛ إذ بها تتوحَّد إسبانيا على يديه ويُصبح هو الملك الأوحد للنصارى الإسبان، وكانت وسيلته في ذلك أن توجَّه فرناندو ملك قشتالة وعقد زواجه على أخت برمودو الثالث ملك ليون، وبالطبع كان ذلك الزواج زواج مصلحة إلى حين، فكما استطاع سانشو أن يتغلَّب على قشتالة بزواجه من أخت غرسية القتيل، أراد فرناندو أن يُخضع ليون بالطريقة ذاتها، ولكن يبدو أن فرناندو استعجل ثمرته فهاجم مملكة ليون وافتتحها لنفسه، ففرَّ برمودو الثالث ليرقب الفرصة لاسترداد عرشه، وقد حاول ذلك مرارًا ولكنه لقي مصرعه على يد صهره، وبذلك توحَّدت ممالك إسبانيا الثلاثة على يد سانشو الكبير، وكان ذلك سنة 1037م.
وفاة سانشو الكبير
وكان سانشو قُبيل وفاته قد قسَّم مملكته بين أولاده الأربعة؛ فجعل قشتالة وليون وجِلِّيقِيَّة من نصيب ابنه فرناندو، وخصَّ ابنه الأكبر غرسية بنافار، وجعل لابنه راميرو ما تسّمى بمملكة أراغون، واقتطع لابنه كونزالو منطقة صغيرة هي ولايتي سوبرابي وربا جورسيا، هذا فضلاً عن إمارة ببرشلونة في شمال شرقي إسبانيا، والتي يحكمها رامون برنجيز الأول.
وكان هذا التقسيم إيذانًا بعودة الفُرقة والتناحر بين الإخوة الأشقاء، وهو ما حدث بالفعل، بعد وفاة سانشو الكبير[1].
[1] انظر التفاصيل في: عنان: دولة الإسلام في الأندلس 3/376-378.
تعليق