و لقد ظن البعض أن المصرى القديم قد عمل جاهدا كى يتغلب على الموت فى سبيله للبحث عن الخلود، و الدليل على ذللك أنه بنى أهرام شاهقة الأرتفاع و مقابر منحوتة فى الصخر عميقة لكى يخفى فيها جسده الذى تعلم على أن يحافظ عليه بالتحنيط و بما اصطحب من برديات مختافة تحوى التعاويذ الجنازية والسحرية وبما أوقفه من أوقاف تمده بالغذاء بعد الممات أيضا كى يظل هو بجسده أو بروحه حيا وربما كانت الوفاة للجسد ضرورية وصولا لحياة أخرى سعيدة و ولادة جديدة حيث لا متعة فى لاحياة عندما يهرم هذا الجسد. و كان ما أزعجهم حقا ليس هو الموت فى حد ذاته، بل كيفية التغلب على الأخطار و العقبات التى تعوق رحلتهم فى مجاهل العلم الآخر، و تصوروا أنهم لو وصلوا إليه فى سلام فسوف يعيشون هنيئا فى حقول السلام و النعيم و قد يستطيعون الحياة مرة أخرى، و لذلك كان لابد من حفظ العناصر المختلفة التى يتكون منها كل إنسان حسب عقيدتهم والتى كانت :
- 1 الروح و أسموها ع الباع و كانت تستدعى من آن لأخر لتحل فى جسد صاحبها و صورها على هيئة طائر برأس إنسان يشبه رأس صاحبه
2 القرين أو الروح الحارسة و أسموها عكاع و كان لابد من تلاوة التعويذ لصالحها وتقدم لها القرابين لكى تظل فى مكانها دائما و لا تفارق صاحبها أبدا.
3 الجسد و سموه عغتع و كان و لابد من المحافظة عليه بالتحنيط.
4 القلب و سموه عإيبع و كان يشكل من الحجر أو الخزف و يلبس كتميمة و يخاطب فى الفصل 30 ب من كتاب الموتى لكى لا يشهد ضد صاحبة أمام أوزير يوم الحساب ، و ربما رمز القلب للضمير أو الأعمال .
5 الأسم و سموه عرنع و كان للأبن الأكبر أن يخلد اسم والده فى مقبرة الوالد و من خلال صالح الأعمال فى الدنيا.
6 الظل و سموه عشوتع و كان للظل أن يخرج و يدخل للمقبرة مع الجسد و الوح كما يشاء و تاكد ذلك نصوص الفصل 92 من كتاب الموتى.
7 النورانية أو الهداية للخير و سموها عآخ ع و كانت تكتسب بصالح الأعمال و لاتقوى و لاصلاح. وكان من الواجب الحفاظ على هذه المقمات حميعها ، كما كان من المهم حدا الحفاظ على الجسد سليما واضح الملامح و فى أحسن صورة ممكنة بالتحنيط و اللفائف و لاقناع و التوابيت و التماثيل و الصور و التعاويذ حتى يسهل التعرف عليه بواسطة الروح عباع عند استدعائها لتحل فى صاحبها فى العالم الآخر. فالخلود كان خلودا ماديا وكان خلودا روحيا بصالح الأعمال و تالسمعة الطيبة والتقوى والصلاح فى الدنيا.
وللتعمق فى أسرار عملية التحنيط و الإلمام بها يجب علينا أن نتعرف على بعض الأشياء الهامة الخاصة بهذه العملية المعقدة.
فمن أهم هذه الأشياء مثلا الأوانى الكانوبية، و كانت عادة تصنع من الألباستر، وكانت تحفظ بها الأعضاء الداخلية للمتوفى وتعالج على حدة بمواد خاصة وتوزع علي هذه الأوانى و التي كانت تتخذ شكل الأربع أبناء لحورس وهم:-"إمست " IMSET, "حابي" HAPY ، "دواموتف" DAAMTEF ، وقبح سنوف KEBEHSENOF . وكان يوضع مكان هذه الأعضاء بعض مواد التحنيط.
الجهة | المحتوى | الإلهة | الرأس | |
إمستى | الجنوب | الكبد | إيزيس | أدمى |
حابى | الشمال | الرئتان | نفتيس | قرد |
دواموتف | الشرق | واست | المعدة | ابن أوى |
قبح سنوّف | الغرب | جبتيو | الأمعاء | صقر |
تعليق