Warning: session_start(): open(/var/cpanel/php/sessions/ea-php73/sess_cd3a7c798f55be362486e2d131337ef8cd7ace6deb9a40b7, O_RDWR) failed: No space left on device (28) in /home/qudamaa/public_html/vb/includes/vb5/frontend/controller/page.php on line 71 Warning: session_start(): Failed to read session data: files (path: /var/cpanel/php/sessions/ea-php73) in /home/qudamaa/public_html/vb/includes/vb5/frontend/controller/page.php on line 71 عبقرية الحضارة الإسلامية - شبكة ومنتديات قدماء

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

عبقرية الحضارة الإسلامية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عبقرية الحضارة الإسلامية

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    عبقرية الحضارة الإسلامية


    شمـس الدّيـن اللبّـودي.. أفضل أهل زمانه في الطب






    كان شمس الدّين بن اللّبودي علاّمةً وفقيهًا. اشتغل في بلاد فارس بالحكمة على نجيب الدّين أسعد الهَمَذاني وقرأ الطّب على رجالٍ من كبار العلماء هناك، خدم الملك الظّاهر غياث الدّين غازي بن الملك الناصر وأقام عنده بحلب في سورية. ثم أتى إلى دمشق حيث درّس الطّب ومارس التّطبيب في البيمارستان الكبير النّوري.

    وقال عنه ابن أبي أصيبعة في كتابه "عيون الأنباء في طبقات الأطباء": ((هو الحكيم الإمام العالم الكبير شمس الدين أبو عبد اللَّه محمد بن عبدان بن عبد الواحد بن اللبودي، علامة وقته، وأفضل أهل زمانه في العلوم الحكمية وفي علم الطب، سافر من الشام إلى بلاد العجم، واشتغل هناك بالحكمة على نجيب الدين أسعد الهمداني، وقرأ صناعة الطب على رجل من أكابر العلماء وأعيانهم في بلاد العجم، كان أخذ الصناعة عن تلميذ لابن سهلان عن السيد الأيلاقي محمد، وكان لشمس الدين بن اللبودي همة عالية وفطرة سليمة وذكاء مفرط، وحرص بالغ فتميز في العلوم وأتقن الحكمة وصناعة الطب، وصار قوياً في المناظرة، جيداً في الجدل، يعد من الأئمة الذين يقتدى بهم، والمشايخ الذين يرجع إليهم، وكان له مجلس للاشتغال عليه بصناعة الطب وغيرها، وخدم الملك الظاهر غياث الدين غازي بن الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب، وأقام عنده بحلب، وكان يعتمد عليه في صناعة الطب، ولم يزل في خدمته إلي أن توفي الملك الظاهر رحمه اللَّه، وذلك في شهر جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة وستمائة، وبعد وفاته أتى إلى دمشق، وأقام بها يدرس صناعة الطب، ويطب في البيمارستان الكبير النوري إلى أن توفي رحمه اللَّه، وكانت وفاته بدمشق في رابع ذي القعدة سنة إحدى وعشرين وستمائة، وله من العمر إحدى وخمسون سنة، ومن كلام شمس الدين بن اللبودي كل شيء إذا شرع في نقص مع إصراف الهمة إليه تناهى عن قرب.

    ولشمس الدين بن اللبودي من الكتب كتاب الرأي المعتبر في القضاء والقدر، شرح كتاب الملخص لابن الخطيب، رسالة في جمع المفاصل، شرح كتاب المسائل لحنين بن إسحاق)).
    توفّي في دمشق عام 1224م.

    المرجع: عيون الأنباء في طبقات الأطباء لابن أبي أصيبعة


    موفق الدين عبد اللطيف البغدادي.. الطبيب الحكيم





    ولد عبد اللطيف البغدادي في بغداد بالعراق عام 1162م وانصرف شأنه شأن طلاب العلم في ذلك العصر ، الى سماع الحديث وحفظ القرآن وإجادة الخط وحفظ الشعر . درس على أيدي عدد من شيوخ بغداد وخرسان ثم إنتقل الى الموصل حيث أكمل دراسته في الرياضيات على يد الكمال بن يونس.

    سافر البغدادي الى دمشق، وكان صلاح الدين سيد سورية ومصر آنذاك وأقام بين علمائها طلباً للمزيد من العلم . ثم انتقل الى القدس ومنها الى عكا حيث لقي بهاء الدين شداد قاضي العسكر وعماد الدين الكاتب والقاضي . والراجح أن هذا الاخير أعجب بالبغدادي فزوده برسالة توصية الى وكيله فيمصر إبن سناء الملك الذي احتفل به . وهناك اتصل بياسين السييائي وموسى بن ميمون وابي القاسم الشارعي .

    لم تطل اقامة البغدادي في مصر وقفل عائداً الى القدس للقاء صلاح الدين بعد الهدنة مع الفرنجة . وقد وصف مجلس السلطان بقوله : "وأول ليلة حضرته وجدته مجلساً حفلاً بأهل العلم يتذاكرون في أصناف العلوم والسلطان يحسن الاستماع اليهم ويشاركهم النقاش". ورتب صلاح الدين واولاده للبغدادي مئة دينار في الشهر وأرسله الى دمشق حيث أكب على الاشتغال بالعلم وإقراء الناس بالجامع .

    لكن البغدادي كان يمل الاستقرار في مكان واحد مدة طويلة فيمم من جديد شطر مصر حيث لازم الشارعي. وكان يُقريء الناس بالازهر صباحاً ومساء ، ويقريء الطب للكثيرين في وسط النهار . وكتب في مصر مؤلفه "الافادة والاعتبار في الامور المشاهدة والحوادث المعاينة" واصفاً أحوال البلاد الصعبة وقتها .

    عاد البغدادي من جديد الى القدس ودرّس في الجامع الاقصىثم انتقل الى دمشق حيث اشتهر بصناعة الطب ودرّس في المدرسة العزيزية . وتنقل بعد ذلك بين حلب وأذربيجان وأرزن الروم وبغدادحيث توفى .

    المرجع: عيون الأنباء في طبقات الأطباء لابن أبي أصيبعة


    أبو الصلت.. عالم الطب وفصيح اللسان





    أبو الصلت أمية بن عبد العزيز بن أبي الصلت من بلد دانية من شرق الأندلس، وهو من أكابر الفضلاء، في صناعة الطب وفي غيرها من العلوم، له التصانيف المشهورة والمآثر المذكورة، قد بلغ في صناعة الطب مبلغاً لم يصل إليه غيره من الأطباء، وحصل من معرفة الأدب ما لم يدركه كثير من سائر الأدباء، وكان أوحد في العلم الرياضي متقناً لعلم الموسيقى وعمله، جيد اللعب بالعود، وكان لطيف النادرة، فصيح اللسان، جيد المعاني، ولشعره رونق.

    وأتى أبو الصلت من الأندلس إلى ديار مصر وأقام بالقاهرة مدة، ثم عاد بعد ذلك إلى الأندلس، وكان دخول أبي الصلت إلى مصر في حدود سنة عشر وخمسمائة، ولما كان في الإسكندرية حبس بها.

    لأبي الصلت أمية بن عبد العزيز من الكتب الرسالة المصرية، ذكر فيها ما رآه في ديار مصر من هيئتها وآثارها، ومن اجتمع بهم فيها من الأطباء والمنجمين والشعراء وغيره من أهل الأدب؛ وألف هذه الرسالة لأبي الطاهر يحيى بن تميم بن المعز بن باديس، كتاب الأدوية المفردة على ترتيب الأعضاء المتشابهة الأجزاء والآلية، وهو مختصر قد رتبه أحسن ترتيب، كتاب الانتصار لحنين بن إسحاق علي بن رضوان في تتبعه لمسائل حنين، كتاب حديقة الأدب، كتاب الملح العصرية من شعراء أهل الأندلس والطارئين عليها، ديوان شعره، رسالة في الموسيقى، كتاب في الهندسة رسالة في العمل بالأسطرلاب، كتاب تقويم منطق الذهن.

    المرجع: عيون الأنباء في طبقات الأطباء



    ابن سعيد المغربي.. الرحالة سليل العلم





    ولد المؤرخ والشاعر والرحالة الاندلسي ابن سعيد بغرناطة في اسرة عريقة الحسب والنسب عام 1214م، كان لأفرادها صلة بالملوك وكان ابوه من أهل الادب والتأليف. فقد عمل هذا الاب على اتمام كتاب "المغرب في حلى المغرب" الذي كان الجد قد بدأه . لكن الوالد مات قبل ان ينجز العمل فتعهده ابن سعيد وأكمله .

    عمل ابن سعيد لوزير الموحدين ابن جامع، وكان له ابن عم يعمل للموحدين ايضاً. فوقعت بين القريبين فرقة خشي ابن سعيد عاقبتها فاستأذن في الرحيل الى المشرق بحجة الحج، وصل الى الاسكندرية بمصر سنة 1241 م وكان والده قد سبقه اليها وأقام فيها، ولما كان وصوله متأخراً عن موعد الحج ، ذهب الى القاهرة ولقي فيها أيدمر التركي والبهاء زهير وابن يغمور الذي كان يعمل رئيساً للامور بالديار المصرية.

    ترك لنا ابن سعيد وصفاً نفيساً لمصر والفسطاط ، اعطانا فيه صورة حية لما كانت عليه الحالة يومئذ. فوصف شوارع المدينة وابنيتها وأزقتها وتحدث عن نواحٍ من الحياة في الاحياء المخصصة للهو والطرب، اذ قال عنها انه قد يرقص الواحد في وسط السوق وقد يسكر الناس من الحشيش.

    جاء مصر في تلك الفترة كمال الدين بن العديم رسولاً من الملك الناصر صاحب حلب فتعرف اليه ابن سعيد. ولما عرف ابن العديم عن قصد ابن سعيد من رحلته وعده بالمساعدة قائلاً: نعينك بما عندنا من الخزائن ونوصلك الى ما ليس عندنا كخزائن الموصل وبغداد وتصنف لنا.

    انتقل ابن سعيد الى حلب حيث أكرمه الملك الناصر وعرّفه الى عدد كبير من رجال العلم والقلم الذين كان اكثرهم يعمل في حاشية الملك . ثم تحول الى دمشق ودخل مجلس السلطان المعظم وحضر مجلس خلوته .وذهب بعد ذلك الى الموصل فبغداد فالبصرة وحج وعاد الى المغرب فنزل في اقليبة بتونس واتصل بخدمة ابي عبد الله المستنصر .

    عاد ابن سعيد مرة ثانية الى المشرق . وذُكر انه لما دخل الاسكندرية سأل عن الملك الناصر فاخبر بحاله وما جرى له من قتل التتار له . ويروى ان ابن سعيد اطلع على اخبار هجوم هولاكو على حلب وما تركته حملته من آثار التخريب والدمار .

    ترك ابن سعيد بعد وفاته 1286م مؤلفات عديدة منها : " عنوان المرقصات والمطربات " في الشعر والادب ، و"الطالع السعيد في تاريخ بني سعيد " و " المغرب في حلى المغرب " الذي اشترك في تأليفه جده ووالده وهو، و " المشرق في حلى المشرق " واخيراً " المستنجز وعقله المستوفز ".

    المرجع: عيون الأنباء في طبقات الأطباء



    يحيى بن إسحاق.. الوزير الطبيب




    كان طبيباً ذكياً عالماً بصيراً بالعلاج صانعاً بيده، وكان في صدر دولة عبد الرحمن الناصر لدين اللّه، واستوزره وولي الولايات والعمالات، وكان قائد بطليوس زماناً، وكان له من أمير المؤمنين الناصر محل كبير، كان ينزله منزلة الثقة ويتطلع على الكرائم والخدم.

    كان يحيى بن اسحاق قد أسلم، وأما أبوه إسحاق فكان نصرانياً، ولد عام 1187م، قال عنه ابن جلجل إنه كان عنده غلام للحاجب موسى أو للوزير عبد الملك قال، قال بعثني إليه مولاي بكتاب، فأنا قاعد عند داره بباب الجوز إذ أقبل رجل بدوي على حمار وهو يصيح، فأقبل حتى وقف بباب الدار، فجعل يتضرع ويقول أدركوني وتكلموا إلى الوزير بخبري، إذ خرج إلى صراخ الرجل ومعه جواب كتابه، فقال للرجل ما بالك يا هذا؟ فقال له أيها الوزير ورم في إحليلي منعني البول منذ أيام كثيرة وأنا في الموت، فقال له اكشف عنه، قال فكشف عنه فإذا هو وارم، فقال لرجل كان أقبل مع العليل اطلب لي حجراً أملس، فطلبه فوجده وأتاه به، فقال ضعه في كفك وضع عليه الإحليل، قال، فقال المخبر لي فلما تمكن إحليل الرجل من الحجر جمع الوزير يده وضرب على الإحليل ضربة غشي على الرجل منها، ثم اندفع الصديد يجري فما استوفى الرجل جري صديد الورم حتى فتح عينيه ثم بال البول في أثر ذلك، فقال له اذهب فقد برئت من علتك، وأنت رجل عائث واقعت بهيمة في دبرها فصادفت شعيرة من علفها لحجت في عين الإحليل، فورم لها وقد خرجت في الصديد، فقال له الرجل قد فعلت هذا، وأقر بذلك، وهذا يدل على حدس صحيح وقريحة صادقة حسناء.

    ألف ابن اسحاق كتاباً في الطب يشتمل على خمسة أسفار ذهب فيها مذهب الروم، وتوفي يحيى في عام 1203م.

    المرجع: عيون الأنباء في طبقات الأطباء



    ابن الأثير.. محلل التاريخ وحافظه





    ولد علي بن أبي الكرم محمد بن محمد المعروف بعز الدين علي بن الأثير بجزيرة ابن عمر قرب الموصل بالعراق عام 1160م. عني أبوه بتعليمه، فحفظ القرآن الكريم، وتعلم مبادئ القراءة والكتابة، ثم استكمل دراسته بالموصل بعد أن انتقلت إليها أسرته، وأقامت بها إقامة دائمة.

    سمع الحديث من أبي الفضل عبد الله بن أحمد، وأبي الفرج يحيى الثقفي، وتردد على حلقات العلم التي كانت تُعقد في مساجد الموصل ومدارسها. وكان ينتهز فرصة خروجه إلى الحج، فيعرّج على بغداد ليسمع من شيوخها الكبار، من أمثال أبي القاسم يعيش بن صدقة الفقيه الشافعي وأبي أحمد عبد الوهاب بن علي الصدمي. رحل إلى الشام وسمع من شيوخها، ثم عاد إلى الموصل ولزم بيته منقطعا للتأليف والتصنيف.

    درس ابن الأثير في رحلاته هذه الحديث والفقه والأصول والفرائض والمنطق والقراءات لأن هذه العلوم كان يجيدها الأساتذة المبرزون ممن لقيهم. غير أنه اختار فرعين من العلوم وتعمق في دراستهما هما: الحديث والتاريخ، حتى أصبح إماماً في حفظ الحديث ومعرفته وما يتعلق به، حافظاً للتواريخ المتقدمة والمتأخرة، خبيراً بأنساب العرب وأيامهم وأحبارهم، عارفًا بالرجال وأنسابهم لا سيما الصحابة. وعن طريق هذين العلمين بنى ابن الأثير شهرته في عصره، وإن غلبت صفة المؤرخ عليه حتى كادت تحجب ما سواها. والعلاقة بين التخصصين وثيقة جدا. فمنذ أن بدأ التدوين ومعظم المحدثين العظام مؤرخون كبار، مثل الإمام الطبري، الذي جمع بين التفسير والفقه والتاريخ، والإمام الذهبي الذي كان حافظا متقنا ومؤرخا عظيما. وكذلك كان الحافظ ابن عساكر بين هاتين الصفتين..

    توافرت لابن الأثير المادة التاريخية التي استعان بها في مصنفاته، بفضل صلته الوثيقة بحكام الموصل، وأسفاره العديدة في طلب العلم، وقيامه ببعض المهام السياسية الرسمية من قبل صاحب الموصل، ومصاحبته صلاح الدين في غزواته ومدارسته الكتب وإفادته منها، ودأبه على القراءة والتحصيل. ثم عكف على تلك المادة الهائلة التي تجمعت لديه يصيغها ويهذبها ويرتب أحداثها حتى انتظمت في أربعة مؤلفات، جعلت منه أبرز المؤرخين المسلمين بعد الطبري. وهذه المؤلفات هي:

    - الكامل في التاريخ، وهو في التاريخ العام.

    - التاريخ الباهر في الدولة الأتابكية، وهو في تاريخ الدول. وقصد بالدولة الأتابكية الدولة التي أسسها عماد الدين زنكي في الموصل سنة 521هـ / 1127م وهي الدولة التي عاش في كنفها ابن الأثير.

    - أسد الغابة في معرفة الصحابة، وهو في تراجم الصحابة.

    - اللباب في تهذيب الأنساب، وهو في الأنساب.

    بذلك يكون ابن الأثير قد كتب في أربعة أنواع من الكتابة التاريخية، وسنتعرض لاثنين منهما بإيجاز واختصار.

    الكامل في التاريخ

    هو تاريخ عام في 12 مجلدًا، عالج فيه تاريخ العالم القديم حتى ظهور الإسلام، وتاريخ العالم الإسلامي منذ ظهور الإسلام حتى عصره. والتزم في كتابه بالمنهج الحولي في تسجيل الأحداث. فهو يسجل أحداث كل سنة على حدة، وأقام توازنًا بين أخبار المشرق والمغرب وما بينهما على مدى سبعة قرون وربع قرن. وهذا ما أعطى كتابه طابع التاريخ العام أكثر أي تاريخ عام لغيره. وفي الوقت نفسه لم يهمل الحوادث المحلية في كل إقليم وأخبار الظواهر الجوية والأرضية من غلاء ورخص وقحط وأوبئة وزلازل.

    لم يكن ابن الأثير في كتابه ناقل أخبار أو مسجل أحداث فحسب، وإنما كان محللاً ممتازاً وناقداً بصيراً، حيث حرص على تعليل بعض الظواهر التاريخية ونقد أصحاب مصادره، وناقش كثيراً من أخبارهم. فالكتاب مليء بالنقد السياسي والحربي والأخلاقي والعملي.

    تعود أهمية الكتاب إلى أنه استكمل ما توقف عنده تاريخ الطبري في سنة 302هـ وهي السنة التي انتهى بها كتابه. فبعد الطبري لم يظهر كتاب يغطي أخبار حقبة تمتد لأكثر من ثلاثة قرون. كما أن الكتاب تضمن أخبار الحروب الصليبية مجموعة متصلة منذ دخولهم. كما تضمن أخبار الزحف التتري على المشرق الإسلامي منذ بدايته في سنة 616هـ/ 1219م. وقد كتب ابن الأثير تاريخه بأسلوب نثري مرسل لا تكلف فيه، مبتعداً عن الزخارف اللفظية والألفاظ الغريبة، معتنياً بإيراد المادة الخبرية بعبارات موجزة واضحة.

    أُسْد الغابة

    موضوع هذا الكتاب هو الترجمة لصحابة الرسول الذين حملوا مشعل الدعوة، وساحوا في البلاد، وفتحوا بسلوكهم الدول والممالك قبل أن يفتحوها بالطعن والضرب. وقد رجع ابن الأثير في هذا الكتاب إلى مؤلفات كثيرة، اعتمد منها أربعة كانت عُمُدًا بالنسبة له، هي: "معرفة الصحابة" لأبي نعيم، و"الاستيعاب في معرفة الأصحاب" لابن الأثير، و"معرفة الأصحاب" لابن منده، و"الذيل على معرفة الأصحاب" لابن منده أيضاً.

    اشتمل كتاب أسد الغابة على ترجمة 7554 صحابياً وصحابية تقريبا، يتصدره توطئة لتحديد مفهوم الصحابي. والتزم في إيراد أصحابه الترتيب الألفبائي، فيبتدئ ترجمته للصحابي بذكر المصادر التي اعتمد عليها، ثم يشرع في ذكر اسمه ونسبه وهجرته إن كان من المهاجرين، والمشاهد التي شهدها مع الرسول إن وجدت، ويذكر تاريخ وفاته وموضعها إن كان ذلك معلوما. وقد طبع الكتاب أكثر من مرة.

    ظل ابن الأثير بعد رحلاته مقيما بالموصل، منصرفا إلى التأليف، عازفاً عن المناصب الحكومية، متمتعاً بثروته جاعلاً من داره ملتقى للطلاب والزائرين حتى توفي. وابن الأثير هذا هو أحد الإخوة الثلاثة الذين عملوا في الفقه والأدب والتاريخ. الآخران هما: مجد الدين المبارك بن محمد (1149-1210م) الذي ألف "النهاية في غريب الحديث والأثر" و"جامع الأصول لأحاديث الرسول". والثاني ضياء الدين نصر الله (1162- 1239م) الذي عمل وزيراً للملك الأفضل بدمشق وكتب "المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر".

    المرجع: عيون الأنباء في طبقات الأطباء


    ابن الروميّة.. العالم الفقيه




    هو أبو العباس أحمد بن محمد بن مفرج بن أبي الخليل الأموي بالولاء، الاشبيلي، الأندلسي، محدّث، عالم مشهور بشؤون الحديث، ونباتي عشاب، وعقاقيري صيدلي.

    ولد في إشبيلية سنة 561 هـ، ودفعته إلى الأسفار رغبته في سماع الحديث، والاتصال بشيوخه، وميله إلى تحري منابت الأعشاب وجمع أنواع النبات. فجال أولاً في أنحاء الأندلس، ثم قدم المشرق، فنزل مصر سنة 613 هـ وأقام فيها مدة. ثم أخذ يجول في بلاد الشام والعراق والحجاز مدة سنتين، أفاد فيهما شيئاً كثيراً من النباتات والأحاديث. وعاد إلى مصر وهو أشهر أبناء عصره من العلمين المذكورين. فأكرمه الملك العادل الأيوبي ورسم له مرتباً، وعرض عليه البقاء في مصر. إلا أنه اختار الرجوع إلى وطنه، فعاد إلى اشبيلية، وظل فيها إلى وفاته في آخر ربيع الثاني من سنة 637 هـ.

    ترك ابن الرومية مؤلفات جليلة في النبات والعقاقير، وفي الحديث وعلمه، منها: تفسير الأدوية المفردة من كتاب ديسقوريدس، أدوية جالينوس، الرحلة النباتية، المستدركة، تركيب الأدوية. وله تعاليق وشروح وتفاسير كثيرة في الموضوع، وكتاب رتّب فيه أسماء الحشائش على حروف المعجم.

    أما في علم الحديث فذكر له ، نظم الدراري في ما تفرد به مسلم على البخاري، مختصر الكامل، توهين طرق حديث الأربعين، وله (فهرست) أفرد فيه روايته بالأندلس عن روايته بالمشرق.
    وجاء في عيون الأنباء في طبقات الأطباء لابن أبي أصيبعة عن ابن الرومية: "هو أبو العباس أحمد بن محمد بن مفرج النباتي المعروف بابن الرومية، من أهل إشبيلية ومن أعيان علمائها وأكابر فضلائها، قد أتقن علم النبات ومعرفة أشخاص الأدوية وقواها ومنافعها، واختلاف أوصافها، وتباين مواطنها، وله الذكر الشائع والسمعة الحسنة، كثير الخير، موصوف بالديانة، محقق للأمور الطبية، قد شرف نفسه بالفضائل، وسمع من علم الحديث شيئاً كثيراً عن ابن حزم وغيره ووصل سنة ثلاث عشر وستمائة إلى ديار مصر، وأقام بمصر والشام والعراق نحو سنتين، وانتفع الناس به، وأسمع الحديث، وعاين نباتاً كثيراً في هذه البلاد مما لم ينبت بالمغرب، وشاهد أشخاصها في منابتها ونظرها في مواضعها، ولما وصل من المغرب إلى الإسكندرية سمع به السلطان الملك العادل أبو بكر بن أيوب رحمه اللَّه، وبلغه فضله وجودة معرفته بالنبات، وكان الملك العادل في ذلك الوقت بالقاهرة فاستدعاه من الإسكندرية، وتلقاه وأكرمه ورسم بأن يقرر له جامكية وجراية، ويكون مقيماً عنده فلم يفعل، وقال إنما أتيت من بلدي لأحج إن شاء اللَّه وأرجع إلى أهلي وبقي مقيماًعنده مدة، وجمع الترياق الكبير وركبه، ثم توجه إلى الحجاز، ولما حج عاد إلى المغرب وأقام بإشبيلية، ولأبي العباس بن الرومية من الكتب تفسير أسماء الأدوية المفردة من كتاب ديسقوريدس، مقالة في تركيب الأدوية".


    المرجع: عيون الأنباء في طبقات الأطباء لابن أبي أصيبعة




    ابن الجزّار .. طبيب القيروان



    غلاف كتاب عن ابن الجزار





    هو أبو جعفر أحمد بن إبراهيم أبي خالد القيرواني، المعروف بان الجزار، وهو طبيب مغربي مشهور، ولد بالقيروان وتوفي فيها سنة 369 هجرية، اشتهرت أسرته بالطب.

    تخرج ابن الجزار على إسحاق بن سليمان الإسرائيلي، ترجم له صاعد الأندلسي وابن أبي أصيبعة، قال صاعد: (كان حافظاً للطب، دارساً للكتب، جامعاً لتأليف الأوائل حسن الفهم لها).
    إسهاماته العلمية


    نال ابن الجزار شهرة تجاوزت حدود بلاده، فكان طلاب الأندلس يتوافدون إلى القيروان لتحصيل الطب عليه وذكر له عدة مصنفات أشهرها: (زاد المسافر) الذي إلى اللاتينية قسطنطين الإفريقي، (الاعتماد) في الأدوية المفردة، (البغية) في الأدوية المركبة.

    عدّل ابن الجزار القوانين الطبية العامة وضبط أسماء النباتات بثلاث لغات هي العربية, اليونانية والبربرية كما يؤكد على قاعدة مازالت سارية المفعول: " يتداوى كل عليل بأدوية أرضه لأن الطبيعة تفزع إلى أهلها".

    يعتبر كتاب " زاد المسافر وقوت الحاضر" لابن الجزار, كتاب ذو قيمة طبية هائلة مالت الكليات والجامعات تستفيد إلى حد الآن من أراءه.

    كانت علوم ابن الجزار تعتمد في الشرق العربي ويناقشها الكثير من ممارسي مهنة الطب, وكانت أيضا تنفذ إلى الأندلس، والملاحظ أن تلك الآراء الطبية الجريئة قد اقتحمت أوروبا في القرن العاشر ميلادي وذلك على اثر نقل قسطنطين الإفريقي لكتب ابن الجزار، كما أن نابليون بونابرت كان يحمل معه كتاب ابن الجزار (زاد المسافر وقوت الحاضر) وذلك أثناء الحملة الفرنسية على مصر.

    أما عن إمكانية بعث مدرسة طبية في عصرنا الحالي, فقد تساءل د. حمزة الصدام عن كيفية تنفيذ هذا الحلم بما أن الحديث عن مدرسة يتطلب وجود مدرس وطالب ومدرسة وآليات تعليم وإمكانيات مادية وهي أمور حددها أحمد بن الجزار منذ العهد الأغلبي، كما أضاف أنه لا يمكن الحديث عن طب عربي دون وجود بحث علمي جاد.
    مؤلفاته


    من أهم مؤلفات ابن الجزار : كتابه "زاد المسافر" الذي ترجمه إلى اللاتينية قسطنطين الإفريقي، ومن كتبه أيضا : الاعتماد في الأدوية المفردة، البغية في الأدوية المركبة، طب الفقراء والمساكين، في المعدة وأمراضها ومداوتها، زاد المسافر في علاج الأمراض، طب المشايخ.

    من مؤلفاته المهمة : كتاب في علاج الأمراض، ويعرف بزاد المسافر مجلدان، كتاب في الأدوية المفردة، ويعرف باعتماد، كتاب في الأدوية المركبة، ويعرف بالبغية، كتاب العدة لطول المدة، وهو أكبر كتاب له في الطب، وحكى الصاحب جمال الدين القفطي أنه رأى له بقفط كتاباً كبيراً في الطب اسمه قوت المقيم، وكان عشرون مجلداً، كتاب التعريف بصحيح التاريخ، وهو تاريخ مختصر يشتمل على وفيات علماء زمانه، وقطعة جميلة من أخبارهم، رسالة في النفس وفي ذكر اختلاف الأوائل فيها، كتاب في المعدة وأمراضها ومداواتها، كتاب طب الفقراء، رسالة في إبدال الأدوية، كتاب في الفرق بين العلل التي تشتبه أسبابها وتختلف أعراضها، رسالة في التحذر من إخراج الدم من غير حاجة دعت إلى إخراجه، رسالة في الزكام وأسبابه وعلاجه، رسالة في النوم واليقظة، مجربات في الطب، مقالة في الجذام وأسبابه وعلاجه، كتاب الخواص، كتاب نصائح الأبرار، كتاب المختبرات، كتاب في نعت الأسباب المولدة للوباء في مصر وطريق الحيلة في دفع ذلك وعلاج ما يتخوف منه، رسالة إلى بعض إخوانه في الاستهانة بالموت، رسالة في المقعدة وأوجاعها، كتاب المكلل في الأدب، كتب البلغة في حفظ الصحة، مقالة في الحمامات، كتاب أخبار الدولة، يذكر فيه ظهور المهدي بالمغرب، كتاب الفصول في سائر العلوم والبلاغات.





    المرجع: عيون الأنباء في طبقات الأطباء لابن أبي أصيبعة



    ابن الهيثم .. مؤسس علم البصريات


    الحسن بن الهيثم






    من أعظم علماء العرب في البصريات، والرياضيات، والطبيعيات، والطب، والفلسفة، وله إسهامات مهمة فيها، وهو أبو علي الحسن ابن الحسن ابن الهيثم، المسمى عند الغربيين "الهازن Alhazen". ولد بالبصرة ودرس بها. اشتغل بنسخ كتب من سبقوه في الرياضيات والطبيعيات، إلى جانب التأليف في مواضيع مختلفة.
    إسهاماته في البصريات


    يعترف المؤرخون الغربيون بأهمية ابن الهيثم في تطوير علم البصريات، فأرنولد في كتاب " تراث الإسلام"، قال إن علم البصريات وصل إلى الأوج بظهور ابن الهيثم، أما سارطون فقال : إن ابن الهيثم أعظم عالم ظهر عند المسلمين في علم الطبيعة، بل أعظم علماء الطبيعة في القرون الوسطى، ومن أعظم علماء البصريات القليلين المشهورين في كل زمن، وأنه كان أيضاً فلكياً، ورياضياً، وطبيباً. أما دائرة المعارف البريطانية، فقد وصفته بأنه رائد علم البصريات بعد بطليموس.

    وابن الهيثم هو أول من قال بأن العدسة المحدبة ترى الأشياء أكبر مما هي عليه. وأول من شرح تركيب العين ووضح أجزاءها بالرسوم وأعطاها أسماء أخذها عنه الغربيون وترجموها إلى لغاتهم، ما زالت مستعملة حتى الآن. ومن ذلك مثلاً الشبكية Retina، والقرنية (Cornea)، والسائل الزجاجي (Viteous Humour، والسائل المائي( (Aqueous Humour). كما أنه ترك بحوثاً في تكبير العدسات مهدت لاستعمال العدسات في إصلاح عيوب العين.

    وتوصل ابن الهيثم إلى أن الرؤية تنشأ من انبعاث الأشعة من الجسم إلى العين التي تخترقها الأشعة، فترسم على الشبكية وينتقل الأثر من الشبكية إلى الدماغ بواسطة عصب الرؤية، فتتكون الصورة المرئية للجسم. وبذلك أبطل ابن الهيثم النظرية اليونانية لكل من أقليدس وبطليموس، التي كانت تقول بأن الرؤية تحصل من انبعاث شعاع ضوئي من العين إلى الجسم المرئي. كما بحث في الضوء والألوان والانعكاسات الضوئية على بعض التجارب في قياس الزوايا المحدثة والانعكاسية. ويعدّه بعض الباحثين رائد علم الضوء.
    إسهاماته في الرياضيات


    كان ابن الهيثم رياضياً بارعاً، فقد طبق الهندسة والمعادلات والأرقام في حل المسائل الفلكية. كما حل معادلات تكعيبية وأعطى قوانين صحيحة لمساحات الكرة، والهرم، والأسطوانة المائلة، والقطاع الدائر، والقطعة الدائرية.
    إسهاماته في الفلك


    اهتم ابن الهيثم بالفلك، وكتب فيه عدداً من الكتب وقام بعدد من الأرصاد. ومن أهم إسهاماته في علم الفلك : توصله إلى طريقة جديدة لتحديد ارتفاع القطب، فقد وضع نظرية عن تحركات الكواكب ؛ ولايزال أثر هذه النظرية قائماً حتى الآن، حيث توجد في ضواحي فينا بالنمسا طاولة صنعت بألمانيا سنة 1428 وعليها رسم لحركات كواكب سيارة حسب نظرية ابن الهيثم. واكتشف ابن الهيثم أن كل الأجسام السماوية، بما فيها النجوم الثابتة، لها أشعة خاصة ترسلها، ما عدا القمر الذي يأخذ نوره من الشمس.
    مؤلفاته


    ترك ابن الهيثم تراثاً علميا غنياً في مختلف العلوم، ومن أهم ما ألفه : "كتاب المناظر" : يشتمل الكتاب على بحوث في الضوء، وتشريح العين، والرؤية. وقد أحدث الكتاب انقلاباً في علم البصريات، وكان له أثر كبير في معارف الغربيين (روجر بيكون و كيبلر)، وظلوا يعتمدون عليه لعدة قرون، إذ تمت ترجمته إلى اللاتينية مرات عديدة في القرون الوسطى. ويشتمل الكتاب على سبع مقالات، حقق منها عبد الحميد صبرة المقالة الأولى والثالثة ونشرهما في كتاب سنة 1983 بالكويت. كما أن الدكتور رشدي راشد حقق المقالة السابعة في كتابه "علم الهندسة والمناظر في القرن الرابع الهجري"، المطبوع في بيروت سنة 1996. وتوجد مخطوطات كاملة من الكتاب أو لبعض مقالاته، في العديد من المكتبات، خاصة باستانبول بتركيا.

    ـ "حل شكوك أقليدس"
    ـ "مقالة الشكوك على بطليموس"
    ـ "كتاب شرح أصول إقليدس في الهندسة والعدد"
    ـ "كتاب الجامع في أصول الحساب"
    ـ "كتاب في تحليل المسائل الهندسية".

    ويذكر أن ابن الهيثم صنَّف ثمانين كتاباً ورسالة في الفلك شرح فيها سير الكواكب، والقمر، والأجرام السماوية، وأبعادها.

    وقد كان لترجمة بعض كتب ابن الهيثم إلى اللاتينية، تأثير كبير على علماء الغرب من أمثال كبلر، وفرنسيس بيكون. ويؤكد مصطفى نظيف أن ابن الهيثم سبق"فرنسيس بيكون" في وضع المنهج التجريبي القائم على المشاهدة والتجربة والاستقراء. كما يقول عباس محمود العقاد في كتابه "أثر العرب في الحضارة الأوربية" إن ترجمة كتب ابن الهيثم كان عليها معول الأوربيين اللاحقين جميعاً في البصريات.




    المرجع: عيون الأنباء في طبقات الأطباء لابن أبي أصيبعة

    يتبـــــــــــــــع

    [CENTER][B][SIZE=4][B][FONT=arial black][COLOR=#333333]۞۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞
    ۞ *•.¸.•* بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الْرَّحِيمِ •¸ .*• ۞
    ۞ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ۞ اللَّهُ الصَّمَدُ ۞ لَمْ * • ۞
    ۞ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ۞ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ * • ۞
    ۞ *•.¸.•**• *•.¸.•* *• ۞
    ۞۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞[/COLOR][/FONT][/B][/SIZE][/B]

    [/CENTER]

    [CENTER][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=red]حجاجي :
    [/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=blue][COLOR=red]أصل الكلمة:[/COLOR] هو القفيز اتخذه الحجاج ابن يوسف على صاع عمر بن الخطاب وهو مكيال إسلامي يستعمل في الوزن والكيل اثاء العصور الإسلامية.[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5]

    [/SIZE][/FONT] [FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=red]الحجاجي يساوي صاعاً حسب رأي أهل العراق وصاع وثلاث اخماس الصاع حسب رأي أهل الحجاز.[/COLOR][/SIZE][/FONT]
    [/CENTER]

  • #2
    عبقرية الحضارة الإسلامية

    الحسن المراكشي .. أعظم من صنف علم المثلثات





    هو أبو علي الحسن بن علي بن عمر المراكشي، من علماء المغرب، عاش في عصر الموحدين في النصف الأول من القرن السابع الهجري / منتصف القرن الثالث عشر للميلاد، وقد اشتهر المراكشي في الفلك، والرياضيات، والجغرافيا، وصناعة الساعات الشمسية.

    إسهاماته العلمية


    له بحوث في المثلثات مع إدخال عدد من التجديدات عليها. فقد أدخل فيها الجيب، وجيب التمام، والسهم. وعمل أيضاً الجداول للجيب، كما جاء بحلول لبعض المسائل الفلكية.

    وقدم المراكشي تفصيلات عن أكثر من 240 نجماً لسنة 622هـ. وهو أول من استعمل الخطوط الدالة على الساعات المتساوية، إضافةً إلى ذلك، قام المراكشي بإدخال تصحيحات جغرافية مهمة، وجدد في رسم خريطة المغرب.
    مؤلفاته


    اشتهر المراكشي بين علماؤ الغرب بكتابه "جامع المبادئ والغايات في علم الميقات" ، حيث اعتبروه من أعظم فلكيي العرب والمسلمين، ووصف "حاجي خليفة" الكتاب بأنه أعظم ما صنف في هذا الفن، وقال إنه مرتب على أربعة فنون، هي الحساب، ووضع الآلات، والعمل بالآلات، ومطارحات تحصل بها الدراية والقوة على الاستنباط؛ وهو يشتمل على بعض المسائل في الجبر والمقابلة.

    أما "سارطون" فيقول عنه إنه من أحسن الكتب وفيه بحوث نفيسة في المثلثات، والساعات الشمسية المتنوعة. وقد ترجمه "إمانويل سيديو"، ونشر ابنه (لويس أميلي سيديو) هذه الترجمة 1836-1834، كما أن "كارادي فو" نشر من هذا الكتاب الجزء المتعلق بالإسطرلاب.

    وللمراكشي كتب أخرى في الرياضيات منها : "كتاب القطوع المخروطية"، و"رسالة تلخيص العمل في رؤية الهلال".
    وفاته


    توفي المراكشي سنة 660هـ/1262م

    المرجع: عيون الأنباء في طبقات الأطباء لابن أبي أصيبعة



    أبو مروان ابن زُهْر .. عبقري الطب


    أبو مروان ابن زهر





    ابن زهر كنية أسرة من علماء المسلمين نشأوا في الأندلس من بداية القرن العاشر إلى أوائل القرن الثالث عشر الميلادي، وكان أشهرهم هو الطبيب "أبو مروان عبد الملك بن أبي العلاء زهر"، ويسمى عادة "أبو مروان" ويعرف عند الأوربيين باسم (Avenzoar)

    وينحدر "أبو مروان" من عائلة عريقة في الطب، فقد كان والده أبو العلاء طبيباً ماهراً في التشخيص والعلاج، وكان جده طبيباً، ولد في إشبيلية سنة 465هـ/ 1072م، ودرس الأدب والفقه وعلوم الشريعة، قبل أن يتعلم الطب على والده. وكان صديقاً للطبيب والفيلسوف ابن رشد.

    اشتغل أبو مروان أول الأمر مع أمراء دولة المرابطين وأصابه من أميرها "علي بن يوسف بن تاشفين" ما أصاب والده من قبله من محنة، فسجن نحواً من عشر سنوات" في مراكش، وبعد زوال الدولة المرابطية وقيام الدولة الموحدية، اشتغل ابن زهر طبيباً ووزيراً مع عبد المؤمن مؤسس الدولة فشمله برعايته، مما مكنه من تأليف أفضل كتبه.
    إسهاماته العلمية


    يمثل "ابن زهر" حالة استثنائية في زمانه، فبالرغم من سعة معارفه وتنوعها فقد تخصص في الطب ومارسه طول حياته، فأضاف أشياء جديدة، منها وصفه لمختلف الأمراض الباطنية والجلدية، إضافةً إلى الجراحة.

    وبحث "ابن زهر" في قروح الرأس وأمراضه، وأمراض الأذنين، والأنف، والفم، والشفاه، والأسنان، والعيون، وأمراض الرقبة، والرئة، والقلب، وأنوع الحمى، والأمراض الوبائية، ووصف التهاب غشاء القلب ومَيَّزَ بينه وبين التهاب الرئة.

    واعتمد ابن زهر على التجربة والتدقيق العلمي، وتوصل بذلك إلى الكشف عن أمراض لم تدرس من قبل، فدرس أمراض الرئة، وأجرى عملية القصبة المؤدية إلى الرئة، كما كان أول من استعمل الحقن للتغذية الصناعية، ويعد من أوائل الأطباء الذين اهتموا بدراسة الأمراض الموجودة في بيئة معينة، فقد تكلم عن الأمراض التي يكثر التعرض لها في مراكش، كما أنه من أوائل الأطباء الذين بينوا قيمة العسل في الدواء والغذاء.

    نال إعجاب كثير من معاصريه وعلى رأسهم صديقه "ابن رشد" الذي وصف ابن زهر في كتابه "الكليات" بأنه أعظم الأطباء بعد جالينوس، فهو يعد أحد أعظم أطباء الأندلس الذي كان لهم تأثيرا كبيرا في الطب الأوربي حتى القرن السابع عشر ميلادي، وذلك بفضل ترجمة كتبه إلى اللاتينية والعبرية.
    مؤلفاته


    ترك "ابن زهر" العديد من الكتب والمؤلفات المهمة التي كان لها تأثير في مجال الطب، ومن أبرز هذه المؤلفات كتاب " التيسير في المداواة والتدبير"، وهو موسوعة طبية يبرز فيها تضلع ابن زهر في الطب وموهبته فيه، وقد أهداه لصديقه ابن رشد الذي ألف فيما بعد "كتاب الكليات في الطب"، فكان الكتابان متممين أحدهما للآخر.

    ترجم هذا الكتاب إلى اللاتينية سنة 1490م، وكان له أثر كبير على الطب الأوربي حتى القرن السابع عشر، وتوجد نسخ منه في عدد من الخزانات، منها الخزانة العامة بالرباط، وخزانات باريس، وأكسفورد بإنجلترا، وفلورانسا بإيطاليا. وفي سنة 1991م قامت أكاديمية المملكة المغربية بطبعه ضمن "سلسلة التراث" بعدما حققه وهيأه للطبع الباحث محمد بن عبد الله الروداني.

    وقدم "أبو مروان" في كتابه "الاقتصاد في إصلاح الأنفس والأجساد" خلاصة للأمراض، والأدوية، وعلم حفظ الصحة، والطب النفسي، وتوجد لهذا الكتاب عدة نسخ مخطوطة، منها نسخة بالخزانة الملكية بالرباط.

    ومن الكتب المهمة كتاب "الأغذية والأدوية" الذي يصف فيه ابن زهر مختلف أنواع الأغذية والعقاقير وآثارها على الصحة، وقد ترجم إلى اللاتينية. وهو لا يزال مخطوطاً، وتوجد منه نسختان بالخزانة الملكية بالرباط، إضافة إلى ذلك ألف أبو مروان عدداً آخر من الكتب والرسائل في الطب.

    وتوفى ابن زهر في العام 557هـ /1162م.




    المرجع: عيون الأنباء في طبقات الأطباء لابن أبي أصيبعة




    الزرقالي .. معلم الغرب





    الزرقالي من أعظم راصدي الفلك في عصره، وفريد زمانه في علم العدد، والرصد، وعلم الأبراج، وهو فلكي عربي مسلم أندلسي من مدينة طليطلة، قام بأكثر أرصاده بها، ثم انتقل منها إلى قرطبة وبقي فيها حتى وفاته، واسمه الكامل هو إبراهيم بن يحيى النقاش، المعروف بابن الزرقالة أو الزرقالي، ويعرف في اللاتينية باسم (Arzachel).
    إسهاماته العلمية


    اخترع الزرقالي نوعاً جديداً من الأسطرلاب معروف باسم "الصفيحة الزرقالية" التي حظيت بأهمية كبيرة. وقد دخلت هذه الصفيحة إلى مجال علم الفلك تحت اسم " الأسطرلاب الزرقالي"، وفي القرن الخامس عشر، نشر راجيومونتانوس مخطوطاً يبين فيه مجمل فوائدها. و هو من الأوائل الذين أثبتوا حركة أوج الشمس بالنسبة للنجوم، ووجد أنها تصل إلى 04.12 دقيقة في السنة (والقيمة الحقيقية هي 8.11 دقيقة).

    كما وضع الزرقالي جداول عن الكواكب، وهي المعروفة بالزيج الطليطلي، بناء على أرصاده التي قام بها في مدينة طليطلة من 1061إلى 1080م.

    وصحَّح الزرقالي المعلومات الجغرافية لبطليموس والخوارزمي، فقد وجد أن طول البحر الأبيض المتوسط هو 42 درجة وليس 62 درجة كما قال بطليموس.

    وتقول هونكة أثناء حديثها عن تأثير علماء الفلك العرب على الغرب، بأن أعمال الزرقالي حظيت عند الغربيين بأهمية كبيرة، ففي القرن الثاني عشر ترجم جيرار الكريموني أعمال الزرقالي إلى اللاتينية، وفي القرن الخامس عشر، ألف راجيومونتانيوس كتاباً عن فوائد الصفيحة الزرقالية، وفي عام 1530م كتب العالم البافاري يعقوب تسيجلرJacob Ziegler تعليقاً على كتاب الزرقالي، وفي عام 1530م ذكر كوبرنيك اسمي الزرقالي والبتاني في كتابه: "دوران الأجرام السماوية"(Revolutionibus de Clestium Orbium) واقتبس من آرائهما.
    مؤلفاته


    ذكر الزركلي من كتب الزرقالي المصنفات التالية: "العمل بالصفيحة الزيجية"، "التدبير"، و"المدخل في علم النجوم"، و"رسالة في طريقة استخدام الصفيحة المشتركة لجميع العروض".

    وكان لمؤلفات الزرقالي تأثير كبير على الفلكيين الأسبان الذين وضعوا الزيج المعروف باسم "ألفونسية" نسبة إلى ألفونس ملك قشتالة، الذي أمر بعد 200 سنة على وفاة الزرقالي، بترجمة كل آثاره إلى اللغة المحلية في قشتالة.
    وفاته


    توفي الزرقالي في العام 480هـ/1087م.

    المرجع: عيون الأنباء في طبقات الأطباء لابن أبي أصيبعة




    ابن رضوان .. عميد أطباء القاهرة




    طبيب مصري ذائع الصيت، كان طبيب الخليفة الحاكم بأمر الله، وعميد أطباء القاهرة، واسمه الكامل هو أبو الحسن المصري علي بن رضوان بن علي بن جعفر، ولد بالجيزة قرب القاهرة سنة 998م، وعاش فيها وتوفي بها ما بين 1061 (453هـ) وكان طبيباً ورياضياً ومن كبار الفلاسفة في الإسلام.

    لا يعرف الكثير عن حياته. ويقال إن أباه كان فَرَّاناً أو سقَّاء، ولذا اضطر ابن رضوان في صغره إلى العمل ليحصل على ما يشتري به ما يحتاجه من الكتب.

    يقول عن نفسه وأنا في السادسة أسلمت نفسي في التعليم، ولما بلغت السنة العاشرة انتقلت إلى المدينة العظمى وأجهدت نفسي في التعلم، ولما أقمت أربع عشرة سنة أخذت في تعلم الطب و الفلسفة ولم يكن لي مال أنفق منه، فلذلك عرض لي في التعلم صعوبة ومشقة، فكنت مرة أتكسب بصناعه القضايا بالنجوم، ومرة بصناعة الطب، ومرة بالتعليم ولم أزل كذلك وأنا في غاية الاجتهاد في التعليم إلى السنة الثانية والثلاثين.
    إسهاماته العلمية


    من أهم إسهامات "ابن رضوان" في الطب اهتمامه بمعاينة المريض والتعرف على المرض، وذلك بالنظر إلى هيئة أعضاء المريض وبشرته، وتفقد أعضائه الباطنية والخارجية، وطريقة نظره وكلامه ومشيته، والتعرف على نبض قلبه وعلى مزاجه عن طريق توجيه الأسئلة إليه.

    وحدد ابن رضوان واجبات الطبيب في معالجة أعدائه بنفس الروح والإخلاص والاستعداد التي يبذلها عند معالجة أحبائه، وكانت بين ابن رضوان وابن بطلان طبيب بغداد، مراسلات دارت حول صغار الطير وعدد من المواضيع، الأخرى خاصة منها تعلّم الطب اليوناني.

    من منهجه في العلاج يقول "ابن رضوان" إذا دعيت إلى مريض فأعطه ما لا يضره إلى أن تعرف علته فتعالجها عند ذلك، ومعنى معرفة المرض هو أن تعرف من أي خلط حدث أولاً، ثم تعرف بعد ذلك في أي عضو هو، وعند ذلك تعالجه.
    رسالته إلى الأطباء


    كان ابن رضوان كثير الرد على من كان يعاصره من الأطباء وغيرهم، وكذلك على كثير ممن تقدمه، والطبيب في وجهة نظره هو الذي اجتمعت فيه سبع خصال : الأولى أن يكون تام الخلق، صحيح الأعضاء، حسن الذكاء، جيد الروية، عاقلاً، ذكوراً، خير الطبع، والثانية أن يكون حسن الملبس، طيب الرائحة، نظيف البدن والثوب، والثالثة أن يكون كتوماً لأسرار المرضى لا يبوح بشيء من أمراضهم، والرابعة أن تكون رغبته في إبراء المرضى أكثر من رغبته فيما يلتمسه من الأجرة، ورغبته في علاج الفقراء أكثر من رغبته في علاج الأغنياء، والخامسة أن يكون حريصاً على التعليم والمبالغة في منافع الناس، والسادسة أن يكون سليم القلب، عفيف النظر، صادق اللهجة، لا يخطر بباله شيء من أمور النساء والأموال التي شاهدها في منازل الأعلاء فضلاً عن أن يتعرض إلى شيء منها، والسابعة أن يكون مأموناً ثقة على الأرواح والأموال، لا يصف دواء قتالاً ولا يعلمه، ولا دواء يسقط الأجنة، يعالج عدوه بنية صادقة كما يعالج حبيبه.

    ومعلم الطب – وفق ابن رضوان - هو الذي اجتمعت فيه الخصال بعد استكماله صناعة الطب، والمتعلم هو الذي فراسته تدل على أنه ذو طبع خير، ونفس ذكية، وأن يكون حريصاً على التعليم، ذكياً، ذكوراً لما قد تعلمه.
    مؤلفاته


    ألف ابن رضوان عدة كتب في الطب، أشهرها : "كتاب في دفع مضار الأبدان بأرض مصر"، ترجم ماكس مايرهوف فصلاً منه في كتابه : "دراسة المناخ والصحة في مصر القديمة" (1923)، وكتاب "شرح الصناعة الصغيرة لجالينوس"، الذي كان له شهرة عظيمة، وقد ترجمه جيرار الكريموني إلى اللاتينية، ونشر في البندقية سنة 1496م.

    ومن مؤلفاته أيضا : "شرح المقالات الأربع في القضايا بالنجوم لبطليموس"، "كفاية الطبيب فيما صح لدي من التجارب"، و"الكتاب النافع في تعلم صناعة الطب"، ويحتوي هذا الكتاب على عرض لأفكار ابن رضوان وأفكار كثير من زملائه الآخرين عن الطب اليوناني القديم، وتطوره، وقيمته، وطريقة تعلمه.







    المرجع: عيون الأنباء في طبقات الأطباء لابن أبي أصيبعة

    يتبــــــــــــــــــع



    [CENTER][B][SIZE=4][B][FONT=arial black][COLOR=#333333]۞۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞
    ۞ *•.¸.•* بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الْرَّحِيمِ •¸ .*• ۞
    ۞ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ۞ اللَّهُ الصَّمَدُ ۞ لَمْ * • ۞
    ۞ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ۞ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ * • ۞
    ۞ *•.¸.•**• *•.¸.•* *• ۞
    ۞۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞[/COLOR][/FONT][/B][/SIZE][/B]

    [/CENTER]

    [CENTER][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=red]حجاجي :
    [/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=blue][COLOR=red]أصل الكلمة:[/COLOR] هو القفيز اتخذه الحجاج ابن يوسف على صاع عمر بن الخطاب وهو مكيال إسلامي يستعمل في الوزن والكيل اثاء العصور الإسلامية.[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5]

    [/SIZE][/FONT] [FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=red]الحجاجي يساوي صاعاً حسب رأي أهل العراق وصاع وثلاث اخماس الصاع حسب رأي أهل الحجاز.[/COLOR][/SIZE][/FONT]
    [/CENTER]

    تعليق


    • #3
      عبقرية الحضارة الإسلامية

      أبو سهل القوهي .. الفلكي النابغة




      القوهي من العلماء المسلمين الذين اشتهروا في الفلك والرياضيات في القرن الرابع الهجري/العاشر الميلادي، وهو "أبو سهل ويجن بن رستم القوهي" من "كوه" في جبال طبرستان، لكنه عاش في بغداد، ولما تولى شرف الدولة البويهي الحكم، قرَّبه وعينه سنة 378هـ/988م رئيساً للمرصد الذي أسسه في بغداد، وطلب منه أن يقدم له دراسة عن رصده للكواكب السبعة من حيث مساراتها وتنقلها في بروجها.

      كان القوهى من نوابغ علماء الفلك في القرن الرابع الهجري/القرن العاشر الميلادي؛ فقد وضع عدداً من الأرصاد التي كان يعتمد عليها في عصره، وانتقد بعض فرضيات علماء اليونان في الفلك، كما اشتهر بصناعة الآلات الرصدية.

      وفي الرياضيات، اهتم القوهي بمسائل أرشميدس وأبولونيوس التي تؤدي إلى معادلات ذات درجة أعلى من معادلات الدرجة الثانية، ووجد حلاً لبعضها، كما ناقش شروط إمكانية ذلك. وتعتبر دراساته هذه من أحسن ما كتب عن الهندسة عند المسلمين.

      وأسهم القوهي في دراسة الأثقال، وكان له السبق في هذا المجال، حيث استخدم البراهين الهندسية لحل كثير من المسائل التي لها علاقة بإيجاد الثقل، وترك بحوثاً قيمة في المبادئ التي تقوم عليها الروافع.

      ذكر كل من د.عبد الله الدفاع، والزركلي، عدداً من مؤلفات القوهي في الفلك والرياضيات، منها : "كتاب مراكز الأكر"، "كتاب الأصول على تحريكات أقليدس"، "كتاب صنعة الأسطرلاب بالبراهين"، كتاب الزيادات على أرشميدس في المقالة الثانية"، "إخراج الخطين من نقطة على زاوية معلومة"، "تثليث الزاوية وعمل المسبع المتساوي الأضلاع في الدائرة".

      ويقول د. عبد الله دفاع في كتابه "العلوم البحتة في الحضارة العربية الإسلامية" : "إلا أن معظم مؤلفات القوهي قد ضاعت، ولم يعرف عنها إلا القليل من بعض الإشارات في المراجع اللاتينية"، وتوفي القوهي سنة 405هـ/1014م.

      المرجع: عيون الأنباء في طبقات الأطباء لابن أبي أصيبعة



      الزهراوي .. أحسن جراح في التاريخ



      أبو القاسم الزهراوي





      هو أبو القاسم خلف بن عباس الزهراوي، ويعرف عند الغربيين باسم (Abulcassis) ، ولد بمدينة الزهراء في ضواحي قرطبة بالأندلس، وعاش في الأندلس خلال القرن الرابع، حيث كان طبيب عبد الرحمن الثالث، ثم طبيب ابنه الحكم الثاني المستنصر، وإذا كان تاريخ ولادته غير معروف، فإن المؤرخين يرجحون أن وفاته كانت عام 404هـ/1013م.

      يعدّ الزهراوي من أعظم الجراحين المسلمين والعالميين، وتتجلى إسهاماته العلمية فيما حققه من إنجازات وابتكارات متعددة في الطب بصفة عامة، وفي الجراحة بصفة خاصة، فهو أول من فرق بين الجراحة وغيرها من المواضيع الطبية، وجعلها علماً مستقلا قائماً على دراسة تشريح الأجسام الحية والميتة.

      وهو أول من أجرى عملية استئصال الحصى من المثانة عن طريق المهبل، وهو أول من نجح في عملية شق القصبة الهوائية حيث أجرى هذه العملية على خادمه، كما نجح في إيقاف نزيف الدم بربط الشرايين الكبيرة، وعلم تلاميذه خياطة الجروح خياطة داخلية لا تترك أثراً مرئياً، وكيفية الخياطة بإبرتين وخيط واحد مثبت بهما.

      وفي ميدان الطب العام، فهو أول من وصف استعداد بعض الأجسام للنزيف (هيموفيليا)، كما اهتم بالتهاب المفاصل وبالسل في فقرات الظهر، كما أدخل طرقاً وآلات جديدة على فرع الأمراض النسائية، وقد استفاد الجراحون وأطباء الأسنان الأوربيون من الرسوم التي وضعها لصنع الآلات اللازمة لإجراء العمليات الجراحية.

      أكبر تصانيف الزهراوي وأشهرها هو كتابه المسمى "التصريف لمن عجز عن التأليف"، وهو عبارة عن دائرة معارف طبية تقع في ثلاثين جزءاً، ويمتاز بكثرة رسومه ووفرة أشكال الآلات التي كان الزهراوي يستعملها في الجراحة.

      وقد ترجم جيرار الكريموني الجزء الخاص بالجراحة من هذا الكتاب إلى اللاتينية في القرن الثاني عشر الميلادي، وصدرت منه طبعات مختلفة، واحدة في البندقية 1497م، وثانية في بازل سنة 1541م، وثالثة في أكسفورد سنة 1778م. كما أن الدكتور لوكليرك ترجمه إلى الفرنسية في القرن التاسع عشر.

      وتقول زغريد هونكه عن هذا الجزء من الكتاب: وقد لعب القسم الثالث من هذا الكتاب دوراً هاماً في أوربا إذ وضع أسس الجراحة الأوربية، وسما بهذا الفرع من الطب إلى مقام رفيع، فأصبحت الجراحة مستقلة بذاتها ومعتمدة في أصولها على علم التشريح.

      وقد كان لكتاب الزهراوي أثر كبير في النهضة الأوربية على مدى خمسة قرون، حيث كان يدرس في جامعات أوروبا، كما كان الجراحون الأوربيون يرجعون إليه ويقتبسون منه.




      المرجع: عيون الأنباء في طبقات الأطباء لابن أبي أصيبعة




      ابن يونس .. أعظم علماء الفلك




      كان ابن يونس راصداً رفيع المنزلة للظواهر السماوية، وعالماً نظرياً من الطراز الأول، واسمه الكامل هو أبو الحسن علي بن أبي سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى الصدفي المصري، لا يُعرف تاريخ ولادته، والمعروف أن وفاته كانت في عام 399هـ/1009م بالقاهرة.

      ينتمي "ابن يونس" إلى أسرة اشتهرت بالعلم، فقد كان أبوه محدثاً ومؤرخاً كبيراً ، كما كان جده من المتخصصين في علم النجوم، وحظي ابن يونس بمكانة كبيرة لدى الخلفاء الفاطميين الذين شجعوه على متابعة بحوثه الفلكية والرياضية، وبنوا له مرصداً قرب الفسطاط (القاهرة)، وجهزوه بكل ما يلزم من الآلات والأدوات، يقول عنه سارطون ربما كان أعظم فلكي مسلم.

      برع ابن يونس في المثلثات، وله فيها بحوث قيمة ساعدت في تقدم علم المثلثات، فهو أول من وضع قانوناً في حساب المثلثات الكروية، كانت له أهمية كبرى عند علماء الفلك، قبل اكتشاف اللوغاريتمات، إذ يمكن بواسطة ذلك القانون تحويل عمليات الضرب في حساب المثلثات إلى عمليات جمع، فسهل حل كثير من المسائل الطويلة المعقدة.

      ويرجع إلى ابن يونس اختراع رقاص الساعة، كما أظهر ابن يونس براعة كبرى في حل كثير من المسائل العويصة في علم الفلك.

      ورصد ابن يونس كسوف الشمس والقمر في القاهرة في 978م، فجاء حسابه أقرب ما عرف، إلى أن ظهرت آلات الرصد الحديثة.

      لابن يونس العديد من المؤلفات، وكلن أهم كتاب له هو "الزيج الكبير الحاكمي" وهو الكتاب الذي بدأ تأليفه، بأمر من الخليفة العزيز الفاطمي سنة 380هـ/990م، وأتمه سنة 1007م في عهد الخليفة الحاكم ولد العزيز، وسماه الزيج الحاكمي، نسبة إلى الخليفة.

      واشتمل الكتاب على 81 فصلا، في عدد من المكتبات العالمية مثل اكسفورد، وباريس، والاسكريال، وبرلين، والقاهرة، وقد قام كوسان Caussin بنشر وترجمة أجزاء هذا الزيج التي فيها أرصاد الفلكيين القدماء وأرصاد ابن يونس نفسه عن الخسوف والكسوف، واقتران الكواكب، وكان هدف ابن يونس من تأليف كتابه هو تصحيح أرصاد وأقوال الفلكيين الذين سبقوه وتتميمها، وكانت تعتمد مصر على هذا الكتاب في تقويم الكواكب، وتقديرا لجهوده الفلكية، تم إطلاق اسمه على إحدى مناطق السطح غير المرئي من القمر.




      المرجع: عيون الأنباء في طبقات الأطباء لابن أبي أصيبعة




      المجريطي.. إمام علماء الرياضيات بالأندلس




      المجريطي هو إمام الرياضيين بالأندلس، وأوسعهم إحاطة بعلم الأفلاك وحركات النجوم، واسمه بالكامل هو أبو القاسم مسلمة بن أحمد بن قاسم بن عبد الله المجريطي، ولد في مدريد بإسبانيا سنة 338هـ/950م. وعاش في قرطبة، وتوفي بها سنة 398هـ/1007م.

      سافر إلى الشرق واتصل بعلماء العرب والمسلمين وتداول معهم في ما توصل إليه من أبحاثه في الرياضيات وعلم الفلك، وبني مدرسة في قرطبة تتلمذ عليه فيها عدد من كبار علماء الرياضيات، والفلك، والطب، والفلسفة، والكيمياء، والحيوان.

      رجع "ابن خلدون" إلى بعض كتبه في بعض موضوعات مقدمته كما قال عنه هولميارد في كتابه صانعو الكيمياء: "إن أبا القاسم المجريطى يكفيه فخرا أنه انتبه إلى قانون بقاء المادة التي لم ينتبه إليها أحد قط من الكيميائيين السابقين له".

      أهتم برصد الكواكب ودرس كتاب بطليموس الذي نقل إلى العربية إلا أن أعماله في مجال الفلك وقفت عند حساب الزمن وعمل الجداول الفلكية، كما اهتم المجريطي بتتبع تاريخ الحضارات القديمة وما تمخضت عنه جهود الأمم من مكتشفات ومعرفة.

      يعد المجريطي حجة عصره في الكيمياء، وكانت له في هذا المجال إسهامات عديدة، فقد ميز بين الكيمياء والسيمياء، وحرر علم الكيمياء من الخرافات والسحر، ودعا إلى دراسة الكيمياء دراسة علمية تعتمد على التجربة والاستقراء.

      كان يرى أن الرياضيات ضرورية في دراسة الكيمياء، وأولى المجريطي عناية خاصة للتجارب الخاصة بالاحتراق والتفاعلات التي تنتج عنه، واشتهر بتحضيره أوكسيد الزئبق حيث لم يسبقه أحد إلى تحويل الزئبق إلى أوكسيد الزئبق.

      وفي مجال علم الفلك، فقد اختصر الجداول الفلكية للبتاني، فكان مختصره مرجعاً لعلماء الفلك، وهو أول من علق على الخريطة الفلكية لبطليموس، كما أن المجريطي نال شهرة عظيمة "بتعليقه وتقويمه للجداول الفلكية للخوارزمي وتعويض تاريخها الفارسي بالتاريخ الهجري"، كما أنه طور نظريات الأعداد وهندسة إقليدس.

      إضافةً إلى ذلك، اهتم المجريطي كثيراً بعلم الحيوان، فقد تكلم عن تكوين الحيوانات وتفضيل بعضها على بعض وفوائدها.

      ألف المجريطي في علوم مختلفة كالكيمياء، والفلك، والرياضيات، والحيوان ؛ ومن هذه المؤلفات ما ذكره سارطون والزركلي : "رتبة الحكيم"، تكلم فيه عن السيمياء والكيمياء والفرق بينهما؛ وتبرز فيه تجربته عن الزئبق.

      كتاب "غاية الحكيم"، يشتمل على تاريخ الكيمياء، وقد ترجم إلى اللاتينية سنة 1252 بأمر من الملك ألفونس تحت عنوان Picatrix. ومن مؤلفاته أيضا : رسالة في الاسطرلاب"، ترجم إلى اللاتينية، و"شرح كتاب المجسطي لبطليموس"، و"كتاب ثمار العدد في الحساب".

      ظلت كتب المجريطي العلمية تدرس لعدة سنوات في الجامعات الأوربية، وعلماء الغرب هم أول من أبرز إنتاج المجريطي وعرفوا به.




      المرجع: عيون الأنباء في طبقات الأطباء لابن أبي أصيبعة

      يتبـــــــــــــــع



      [CENTER][B][SIZE=4][B][FONT=arial black][COLOR=#333333]۞۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞
      ۞ *•.¸.•* بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الْرَّحِيمِ •¸ .*• ۞
      ۞ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ۞ اللَّهُ الصَّمَدُ ۞ لَمْ * • ۞
      ۞ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ۞ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ * • ۞
      ۞ *•.¸.•**• *•.¸.•* *• ۞
      ۞۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞[/COLOR][/FONT][/B][/SIZE][/B]

      [/CENTER]

      [CENTER][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=red]حجاجي :
      [/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=blue][COLOR=red]أصل الكلمة:[/COLOR] هو القفيز اتخذه الحجاج ابن يوسف على صاع عمر بن الخطاب وهو مكيال إسلامي يستعمل في الوزن والكيل اثاء العصور الإسلامية.[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5]

      [/SIZE][/FONT] [FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=red]الحجاجي يساوي صاعاً حسب رأي أهل العراق وصاع وثلاث اخماس الصاع حسب رأي أهل الحجاز.[/COLOR][/SIZE][/FONT]
      [/CENTER]

      تعليق


      • #4
        البوزجاني.. موسوعة الفلك وعالم الرياضيات


        أبو الوفاء البوزجاني





        هو "أبو الوفاء محمد بن محمد بن يحيى بن إسماعيل بن العباس البوزجاني" مهندس، وفلكي، ورياضي، وصف بأنه من أعظم الرياضيين في الإسلام، ولد في "بوزجان" بخراسان سنة (328هـ/940م).

        درس "ابو الوفاء" الرياضيات على يد عمه أبو عمر المغازلي، وخاله المعروف باسم أبي عبد الله محمد بن عنبة، كما درس الهندسة على أبي يحيى الماوردي، وأبي العلاء بن كرنيب، وفي عام 348هـ/959 للميلاد ذهب إلى العراق وعاش في بغداد حتى وفاته (387هـ/998م)، وأمضى حياته في بغداد في التأليف والرصد والتدريس، وأصبح عضواً في المرصد الذي أنشأه شرف الدولة سنة 377هـ.

        كان أبو الوفاء من العلماء البارزين في الفلك والرياضيات، كما اعترف كثير من العلماء الغربيين بأنه من أشهر الذين برعوا في الهندسة، وترجع أهمية البوزجاني إلى إسهامه في تقدم علم حساب المثلثات.

        ويعترف "كارادي فو" بأن الخدمات التي قدمها أبو الوفاء لعلم المثلثات لا يمكن أن يجادل فيها، فبفضله أصبح هذا العلم أكثر بساطة ووضوحاً، فقد استعمل القاطع وقاطع التمام، وأوجد طريقة جديدة لحساب الجيب، كما أنه أول من أثبت القانون العام للجيوب في المثلثات الكروية، أما في الهندسة، فقد كان أبو الوفاء عالماً عبقرياً، حيث عالج عدداً من المسائل بخبرة كبيرة.

        ومن المؤسف أن علماء الرياضيات والفلك في الغرب، حاولوا تجاهل فضل العالم "ابو الوفاء" في حساب المثلثات وينسبوها إلى أنفسهم، وقد ذكر الدكتور علي عبدالله الدّفّاع أن كثير من علماء الغرب نسب بعض اكتشافات "ابو الوفاء" ونسبوها لأنفسهم مثل: "ريجيو مونتانوس" الذي نسب لنفسه معظم نظريات أبي الوفاء في علم حساب المثلثات، وكتبها في كتابه المشهور عند الغرب بعنوان (De Trianglis).

        وكما كانت لأبي الوفاء إنجازات في الرياضيات، كانت له أيضًا اكتشافات في علم الفلك، هو يعد من أشهر علماء الفلك في عصره، وخاصة في المدرسة البغدادية ذات الأعمال العلمية غير المسبوقة في الحضارة الإسلامية، خاصة وأن أبا الوفاء قد استعان بأرصاد كثيرة ودقيقة بفضل مرصده ببغداد، والذي ساعد على إنشائه وعمله.

        وحسب "غوستاف لوبون" في كتابه الضخم "حضارة العرب" فإن من أهم اكتشافات "أبو الوفاء" تعيينه بالضبط لمبادرة الاعتدالين ووضعه من التقاويم الهامّة والدقيقة لأمكنة الكواكب السيّارة، وتوصل العالم العربي إلى الاختلاف القمري الثالث، فقد استوقف نظره ما في نظرية بطليموس من النقص في أمر القمر، فبحث في أسبابه، فرأى اختلافًا ثالثًا غير المعادلة المركزية والاختلاف الدوري، يعرف اليوم بالاختلاف.

        ويقول "غوستاف لوبون)" الحق أن هذا الاكتشاف الذي عُزِيَ بعد أبي الوفاء بستمئة سنة إلى تيخو براهه، عظيم إلى الغاية، فقد استدل مسيو (سيديو) به على وصول مدرسة بغداد، في أواخر القرن العاشر إلى أقصى ما يمكّن علم الفلك أن يصل إليه بغير نظّارة ومرقب".

        وكان أبو الوفاء مجهزًا بآلات متقنة، فقد شاهد انحراف سمت الشمس بربع دائرة يبلغ نصف قطرها إحدى وعشرين قدمًا، أي يبلغ من الاتساع ما يعد كبيرًا في المراصد الحديثة.


        ترك البوزجاني مؤلفات قيمة منها : "كتاب فيما يحتاج إليه الكتاب والعمال من علم الحساب"، وهو كتاب في الحساب، وتوجد منه نسختان ولكنهما ناقصتان في كل من ليدن بهولندا، والقاهرة، و"كتاب الكامل"، وتوجد منه نسخة ناقصة بباريس، وقد ترجم "كارادي فو" بعض أجزائه، و"كتاب فيما يحتاج إليه الصناع في أعمال الهندسة"، وقد كتبه أبو الوفاء بأمر من "بهاء الدولة"، وتوجد نسخة منه في مكتبة جامع أيا صوفيا في استانبول.

        ومن مؤلفاته أيضا "كتاب المجسطي" وهو من أشهر مؤلفاته، وتوجد نسخة ناقصة منه في مكتبة باريس الوطنية، و""كتاب الهندسة"، وإضافة إلى هذه المؤلفات، كتب أبو الوفاء شروحاً وتعليقات على أقليدس، وديو فنطيس، والخوارزمي، إلا أن هذه الأعمال ضاعت، وله كتاب "في عمل المسطرة والبركار والكونيا" الذي ترجمه الأوروبيين وسمَّوه (Geometrical Construction) وبفضل هذا الكتاب تقدم علم أصول الرسم تقدمًا واسعًا هناك، وكتاب حساب اليد، وكتاب "زيج الوادي" وهو زيج فريد من نوعه، ويحتوي على كثير مما رصده في مرصده المشهور في بغداد.

        وله رسائل أخرى كثيرة مثل: (رسالة العمل بالجدول الستيني، استخراج الأوتار، الزيج الشامل، رسالة عن المجسطي، استخراج ضلع المربع، رسائل صغيرة في الهندسة)، وكان لبحوث البوزجاني ومؤلفاته تأثير كبير على تقدم العلوم، وبصفة خاصة على علم الفلك وعلم المثلثات، كما يُعدّ من الذين مهدوا الطريق لظهور الهندسة التحليلية، وذلك بإيجاده حلولاً هندسية لبعض المعاملات والأعمال الجبرية.

        المرجع: عيون الأنباء في طبقات الأطباء لابن أبي أصيبعة




        بنو موسى بن شاكر .. أسرة موسوعية




        عاش موسى بن شاكر في بغداد زمن الخليفة العباسي المأمون، وكان من المقربين من الخليفة، وقد اهتم بالفلك والتنجيم، وعندما توفي موسى بن شاكر، ترك أولاده الثلاثة صغاراً فرعاهم المأمون، وكلف إسحاق بن إبراهيم المصعبي بالعناية بهم، فأدخلهم إسحاق إلى بيت الحكمة الذي كان يحتوي على مكتبة كبيرة وعلى مرصد فلكي، إضافةً إلى القيام بترجمة الأعمال الفلسفية والعلمية من اليونانية. فنشأ بنو موسى في هذا الوسط العلمي وأصبحوا أبرز علماء بيت الحكمة.

        واشتهر الأبناء الثلاثة، وهم محمد وأحمد والحسن باسم بنو موسى، أو الإخوة الثلاثة، وقد كان أكبرهم أبو جعفر محمد عالماً بالهندسة والنجوم و"المجسطي"؛ وكان أحمد متعمقاً في صناعة الحيل (الهندسة الميكانيكية) وأجاد فيها، وتمكن من الابتكار فيه؛ أما الحسن فكان متعمقاً في الهندسة، توفي أكبرهم سنة 872م ـ 259هـ.

        كان بنو موسى مبرزين في العلوم الرياضية، والفلكية، والميكانيكية، والهندسية؛ وأسهموا في تطويرها بفضل اختراعاتهم واكتشافاتهم المهمة.

        وظهرت إسهاماتهم العلمية في مجال الميكانيكا في اختراع عدد من الأدوات العملية والآلات المتحركة، حيث ابتكروا عدداً من الآلات الفلاحية، والنافورات التي تظهر صوراً متعددة بالمياه الصاعدة، كما صنعوا عدداً من الآلات المنزلية، ولعب الأطفال، وبعض الآلات المتحركة لجر الأثقال، أو رفعها أو وزنها.

        وفي الرياضيات، "كان لبني موسى باع طويل بشكل عام. كما أنهم استخدموا هذه المعارف الرياضية في أمور عملية، من ذلك أنهم استعملوا الطريقة المعروفة في إنشاء الشكل الأهليليجي (elliptic).

        والطريقة هي أن تغرز دبوسين في نقطتين، وأن تأخذ خيطاً طوله أكثر من ضعف البعد بين النقطتين، ثم بعد ذلك تربط هذا الخيط من طرفيه وتضعه حول الدبوسين وتدخل فيه قلم رصاص، فعند إدارة القلم يتكون الشكل الأهليليجي.

        أما في مجال الفلك، فقد حسب بنو موسى الحركة المتوسطة للشمس في السنة الفارسية، ووضعوا تقويمات لمواضع الكواكب السيارة، و مارسوا مراقبة الأرصاد وسجلوها.

        ولعب بنو موسى دوراً مهماً في تطوير العلوم الرياضية، والفلكية، والهندسية وذلك من خلال مؤلفاتهم؛ ومن خلال رعايتهم لحركة الترجمة والإنفاق على المترجمين والعلماء.

        وفي هذا الصدد تقول المؤلفة الألمانية زغريد هونكة عن بني موسى: "وقد قاموا بإيفاد الرسل على نفقتهم الخاصة إلى الإمبراطورية البيزنطية بحثاً عن المخطوطات الفلسفية، والفلكية، والرياضية، والطبية القديمة، ولم يتوانوا عن دفع المبالغ الطائلة لشراء الآثار اليونانية وحملها إلى بيتهم... وفي الدار التي قدمها لهم المتوكل على مقربة من قصره في سامراء، كان يعمل، دون إبطاء، فريق كبير من المترجمين من أنحاء البلاد."


        كتب بنو موسى في علوم عدة مثل الهندسة، والمساحة، والمخروطات، والفلك، والميكانيكا، والرياضيات. ومن مؤلفاتهم: "كتاب الحيل"، وهو أشهر كتبهم، جمعوا فيه علم الميكانيكا القديمة، وتجاربهم الخاصة، ويقول أحمد يوسف حسن محقق هذا الكتاب: "إن الاهتمام بكتاب الحيل بدأ في الغرب منذ نهاية القرن التاسع عشر، ولكن الدراسات الجادة لم تظهر إلا مع بداية القرن العشرين، وذلك عندما نشر كل من فيديمان وهاو سر مقالات حول هذا الكتاب".

        وفي سنة 1979 قام هيل (Hill) بترجمة الكتاب إلى الإنجليزية. وفي سنة 1981 نشر معهد التراث العلمي العربي في سوريا "كتاب الحيل" بعد أن قام الدكتور أحمد يوسف حسن وآخرون بتحقيقه.

        ومن أهم مؤلفاتهم : " كتاب مساحة الأكر"، و"كتاب قسمة الزوايا إلى ثلاثة أقسام متساوية"، ترجمه جيرارد كريموني إلى اللاتينية، و" كتاب الشكل المدور والمستطيل"، و "كتاب الشكل الهندسي"، و "كتاب حركة الفلك الأولى".

        يشار إلى أن بني موسى قد تعاونوا فيما بينهم لدرجة يصعب معها التمييز بين العمل الذي قام به كل واحد منهم، ولكنهم لعبوا دوراً مهماً في تطوير علوم الرياضيات، والفلك، والهندسة؛ وأثروا في عصرهم تأثيراً كبيراً.




        المرجع: عيون الأنباء في طبقات الأطباء لابن أبي أصيبعة




        سند بن علي .. صاحب أزياج المأمون




        سند بن علي ويكنى أبا الطيب، فلكي ورياضي، يذكر أنه كان يهودياً وأسلم على يد الخليفة المأمون، الذي جعله من بين منجميه، وعينه رئيساً على الأرصاد كلها، وعاصر الخليفة العباسي المأمون.

        عمل سند في مرصد الشماسية في بغداد الذي أنشأه الخليفة المأمون، وعمل فيه سند مع كل من العباس بن سعيد الجوهري، ويحيى بن منصور، وأحمد الفرغاني وأبناء موسى بن شاكر ،وعلم الدين البغدادي، وثابت بن قرة.

        يعود الفضل إلى سند في إنشاء مرصد بغداد، كما أنه وضع جداول فلكية أطلق عليها اسم "أزياج المأمون"، عمل بها المنجمون في زمانه وبعده، واشتهر بصناعة آلات الرصد الفلكية والإسطرلاب، كما أنه حقق مواضع بعض الكواكب.

        وشارك سند في البعثة العلمية التي كلفها الخليفة المأمون لقياس محيط الأض، وكتب سند مذكرة عن ذلك وردت فيها أسماء علماء ومهندسين شاركوا في ذلك العمل منهم خالد بن عبد الملك المروزي، وعلي بن عيسى الأسطرلابي، وقد جرت عملية القياس المذكورة بالقرب من سنجار ما بين واسط وتدمر، وبلغت الدرجة المقاسة (57) ميلا عربيا.

        وكان سند بن علي من المهندسين المتميزين لدى الخليفة المتوكل، وقد كلفه الخليفة بالتحقق بما ترامى له من أخبار عن خطأ قد ارتكبه بني موسى في حفر قناة الجعفري قرب البصرة.

        تعاون سند مع يحيى ابن أبي منصور في وضع زيج فلكي كما كان له بحوث في الثقل النوعي، وترك سند بن علي عددا من المؤلفات المهمة والشروح في علم الرياضيات.

        كان سند بن علي، إضافةً إلى اهتمامه بالأرصاد، يهتم بالعلوم الرياضية؛ وله فيها مؤلفات عديدة منها : "كتاب الحساب الهندي"، "كتاب الجمع والتفريق"، "كتاب الجبر والمفارقة"، "كتاب المنفصلات والمتوسطات" في النجوم والحساب.

        إضافةً إلى ذلك، فَسَّرَ "سند" تسع مقالات من كتاب "الأصول في الهندسة" لإقليدس.

        وفاته

        توفي بعد سنة 250هـ ـ 864م




        المرجع: عيون الأنباء في طبقات الأطباء لابن أبي أصيبعة


        يتبـــــــــــــــــــــع




        [CENTER][B][SIZE=4][B][FONT=arial black][COLOR=#333333]۞۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞
        ۞ *•.¸.•* بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الْرَّحِيمِ •¸ .*• ۞
        ۞ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ۞ اللَّهُ الصَّمَدُ ۞ لَمْ * • ۞
        ۞ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ۞ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ * • ۞
        ۞ *•.¸.•**• *•.¸.•* *• ۞
        ۞۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞[/COLOR][/FONT][/B][/SIZE][/B]

        [/CENTER]

        [CENTER][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=red]حجاجي :
        [/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=blue][COLOR=red]أصل الكلمة:[/COLOR] هو القفيز اتخذه الحجاج ابن يوسف على صاع عمر بن الخطاب وهو مكيال إسلامي يستعمل في الوزن والكيل اثاء العصور الإسلامية.[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5]

        [/SIZE][/FONT] [FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=red]الحجاجي يساوي صاعاً حسب رأي أهل العراق وصاع وثلاث اخماس الصاع حسب رأي أهل الحجاز.[/COLOR][/SIZE][/FONT]
        [/CENTER]

        تعليق


        • #5
          الفرغاني .. جامع علم النجوم




          هو أبو العباس أحمد بن محمد بن كثير الفرغاني، ويعرف عند الأوربيين باسم Alfraganus. ويُعَدُّ من أعظم الفلكيين الذين عملوا مع المأمون وخلفائه، وهو من معاصري الخوارزمي وبني موسى وسند بن علي، ولد في فرغانة وعاش في بغداد أيام المأمون العباسي في القرن التاسع الميلادي.

          درس الفرغاني علوم الرياضيات والفلك حتى برع فيها، ونال حظوة عند الخليفة العباسي المأمون فكان من المقربين عنده لعلمه وخلقه ونزاهته، وأسند المأمون إليه دراسات كثيرة تتعلق بعلم الهيئة فقام بها على أحسن وجه كما عينه رئيسا لمرصد الشماسية في بغداد الذي يعتبر أول مرصد في الإسلام.


          كان الفرغاني عالماً في الفلك وأحكام النجوم ومهندساً، من إسهاماته أنه حدد قطر الأرض بـ 6500 ميل، كما قدر أقطار الكواكب السيارة.

          درس الفرغاني في مرصد الشماسية علم تسطيح الكرة عن قرب فكان له آراء ونظريات أصيلة، وعندما قرر المأمون التحقق من قيمة محيط الأرض التي ذكرها القدماء اليونانيون، كان الفرغاني ضمن الفريق الذي خرج إلى صحراء سنجار مع بني موسى بن شاكر، وكانت القياسات التي توصلوا إليها في غاية الدقة.

          وقام الفرغاني بتطوير المزولة، وعمل عدة تطويرات لآلة الأسطرلاب الذي استخدمه في قياس المسافات بين الكواكب وإيجاد القيمة العددية لحجومها، وحدد الفرغاني أقطار بعض الكواكب مقارنة مع قطر الأرض فذكر أن حجم القمر (39 / 1 ) من حجم الأرض، والشمس (166) ضعفا للأرض، والمريخ (8 / 15) من حجم الأرض، والمشتري (95 ضعفا) للأرض، وزحل (90) ضعفا للأرض، وهي قياسات تختلف قليلا عما توصل إليه العلم الحديث.

          وبقيت قياسات الفرغاني مستخدمة في جميع بقاع العالم حتى القرن التاسع الهجري/ الخامس عشر الميلادي، كما اعتمد علماء العرب والمسلمين في علم الفلك على نتائج الفرغاني.

          يقول ألدو مييلي : والمقاييس التي ذكرها الفرغاني لمسافات الكواكب وحجمها عمل بها كثيرون، دون تغيير تقريباً، حتى كوبرنيكوس. وبذلك فقد كان لهذا العالم الفلكي المسلم تأثير كبير في نهضة علم الفلك في أوربا، وفي سنة 861 كلفه الخليفة المتوكل على الله بالإشراف على بناء قياس منسوب مياه نهر النيل في الفسطاط، فأشرف عليه وأنجز بناءه وكتب اسمه عليه.

          ترك الفرغاني عدداً من المؤلفات القيمة، من أشهرها: كتاب "جوامع علم النجوم والحركات السماوية"، الذي ترجمه جيرار الكريموني إلى اللاتينية في القرن الثاني عشر للميلاد كما ترجم إلى العبرية، وكان له تأثير كبير على علم الفلك في أوربا قبل ريجيومونتانوس Regiomontanus الرياضي الفلكي الذي برز في القرن الخامس عشر الميلادي، وطبعت ونشرت ترجمات هذا الكتاب عدة مرات خلال القرنين الخامس عشر والسادس عشر الميلاديين.

          وترك "الفرغاني" مختصر لكتاب "المجسي لبطليموس" الذي نال شهرة عالمية وترجم إلى اللاتينية، وكتاب الكامل الذي وضع فيه أرائه في علم تسطيح الارض، وكتاب "في الأسطرلاب" الذي ذكر فيه تعديلات على آلة الاسطرلاب ، و"كتاب الجمع والتفريق".


          لم يحدد تاريخ وفاته بدقه ولكنه من المرجح أنه توفى بعد العام 861م.



          البطروحي .. رائد علم الفلك الحديث




          هو "أبو إسحاق نور الدين البطروحي"، فلكي وفيلسوف عربي عاش في العصر الذهبي للإسلام، ولد في بالمغرب وهاجر إلى أسبانيا واستقر في أشبيلية في الأندلس كان من تابعي ابن طفيل ومن معاصري ابن رشد، هاجر إلى أسبان

          كان للبطروحي أثر عظيم في العلوم الفلكية في الغرب حيث انتقد نظام بطليموس الفلكي وأثر في فلكيي وعلماء أوربا حتى القرن السادس عشر، فمهد الطريق بذلك أمام كوبرنيكوس. وقد كان معاصروه يعدّون آراءه تجديداً إيجابياً مهماً، بل إنهم كانوا، آنذاك، يتحدثون عن علم الفلك الجديد.

          وقدم البطروجي نظرية فلكية جديدة، أحيا بها نظرية أودكسوس Eudoxos في الأفلاك المتعددة المركز، مع إدخال تعديل جذري عليها، كما قام بتطوير نظرية عن حركة الكواكب، وقال بالحركة البيضاوية للأرض ودورانها حول الشمس، وأثبت كروية الأرض وأنها تدور حول نفسها، ويسمونه عندهم بـ(Petagius) حتى أن فوهة ألبتراجيوس البركانية على سطح القمر على اسمه.

          قال عنه "كارادي فو" : "أما البطروجي فله آراء مبتكرة في حركة الكواكب السيارة".


          من أهم مؤلفاته كتاب "الحياة" الذي عرف في أوربا في القرن الثالث عشر، بعد أن ترجمه "ميشيل سكوت إلى اللاتينية، كما ترجم إلى العبرية في القرن السادس عشر، وقد طبعت الترجمة اللاتينية لهذا الكتاب في فيينا عام 1531م.

          توفي البطروحي في بداية القرن الثالث عشر حوالي 1204م/ 600هـ، وقد عاصر ابن طفيل وتتلمذ عليه.







          قوانين الميكانيكا... للعرب لا لنيوتن




          تنسب قوانين الميكانيكا إلى العالم البريطاني "إسحاق نيوتن" الذي عاش خلال الفترة 1642- 1727م, على الرغم أن عددا من علماء العرب قد اكتشفوها من قبل نيوتن بمئات السنين.

          ومن ضمن هذه القوانين قانون القصور الذاتي المسمى قانون نيوتن الأول، وهو نفس القانون الذي توصل إليه أخوان الصفا في رسالتهم الرابعة والعشرين (وهم علماء وفلاسفة من القرن العاشر الميلادي) فيقول أخوان الصفا: "أن الأجسام كل واحد له موضع مخصوص ويكون واقفا فيه لا يخرج إلا بقسر قاسر"، وهذا يعني أن الجسم الساكن يبقى مكانه حتى تجبره قوة على تغيير مكانه.

          ويقول الشيخ الرئيس ابن سينا الذي عاش خلال الفترة من 980م- 1037م : " إنك لتعلم أن الجسم إذا خلى وطباعه ولم يعرض له من الخارج تأثير غريب ,لم يكن له بد من موضع معين وشكل معين" كما يقول : "وليست المعاوقة للجسم بما هو جسم بل بمعنى فيه يطلب البقاء على حاله"، وهذا يشير لنفس المعنى.

          ويقول ابن سينا: "ليس شئ من الأشياء الموجودة يتحرك أو يسكن بنفسه أو يتشكل أو يفعل شيئا غير ذلك"، وهو ما يعني أن الجسم الساكن يبقى ساكنا والجسم المتحرك يبقى متحركا ما لم تؤثر عليه قوة.

          ويقول الفخر الرازي الذي عاش في الفترة 1150-1210م في كتابه علم الإلهيات والطبيعيات: "وقد بينا أن تجدد مراتب السرعة والبطيء بحسب تجدد مراتب المعاوقات الخارجية والداخلية"

          وتشير هذه النظريات التي توصل إليها العلماء العرب أنه لولا المعوقات مثل الاحتكاك لأحتفظ الجسم بسرعة ثابتة إذ أن تغير السرعة مرتبط بتغير هذه المعوقات علما أن ابن سينا هو أو من وضع هذا القانون ولهذا يجب أن يسمى هذا القانون قانون ابن سينا بدل قانون نيوتن الأول.

          أما بخصوص قانون الحركة المعروف بـ "قانون نيوتن الثاني" فيقول هبة الله بن ملكا البغدادي في كتابه المعتبر في الحكمة عاش في الفترة 1087-1165م: " لو تحركت الأجسام في الخلاء لتساوت حركة الثقيل والخفيف, والكبير والصغير, والمخروط المتحرك على رأسه الحاد , والمخروط المتحرك على قاعدته الواسعة , في السرعة والبطيء" ويقول أيضا : " ..ويستدل على ذلك الحجر المرمي من عال من غير أن يكون عائدا عن صعود بحركة قسرية , ولا فيه ميل قسر , فإنك ترى مبدأ الغاية كلما كان ابعد كان آخر حركته أسرع" ويقول: "لأن الحركة الطبيعية تزداد سرعة كلما أمعنت".

          ويقول ابن سينا : "وأما ما يعتري الأجسام الصغيرة مثل الخردلة مثل التبنة ومثل نحاتة الخشب ,مع أنها لا تنفذ عند الرمي في الهواء نفوذ الثقيل, فليس السبب أن الأثقل اقبل للرمي والجر, بل لأن بعض هذه لصغرها …….لا تبلغ شدتها أنها تقدر بها أن تخرق الهواء"، ويقول أيضا: "وبعضها يكون متخلخلا لا يقدر على خرق الهواء …" ، "مقاومة المنفوذ فيه –أي الهواء- هو المبطل للقوة المحركة"

          ويقول الفخر الرازي : "وأما أن كان الجسم معارضا بما يدفعه مثل الحجر الهاوي فإن الهواء يقاومه وبقدر تلك المقاومة يحصل الفتور".

          وهذه النصوص تؤكد أن العرب توصلوا لفهم القانون الثاني للحركة المسمى قانون نيوتن الثاني قبل نيوتن بمئات السنين وعرفوا أن الأجسام تتسارع عندما تسقط سقوطا حرا وأن جميع الأجسام تسقط بتسارع واحد ولكن مقاومة الهواء هي التي تعيق الأجسام الخفيفة.

          وكذلك الحال بالنسبة لقانون نيوتن الثالث، فيقول أبو البركات هبة الله بن ملكا البغدادي: "إن الحلقة المتجاذبة بين المصارعين لكل واحد من المتجاذبين في جذبها قوة مقاومة لقوة الآخر , وليس إذا غلب أحدهما فجذبها نحوه تكون قد خلت من قوة جذب الآخر , بل تلك القوة موجودة مقهورة , ولولاها لما احتاج الأخر إلى كل ذلك الجذب" ويقول الفخر الرازي: "فالحبل الذي يجذبه جاذبان متساويا القوة إلى جهتين مختلفتين….."

          والعالم هبة الله البغدادي هو أول من كتب في هذا العلم ولهذا يجب أن يسمى هذا القانون قانون (هبة الله البغدادي)

          قانون الجذب العام ينسب لنيوتن وينص على أن أي كتلتين يوجد بينهما تجاذب يتناسب طردا مع كتلتهما وعكسيا مع مربع المسافة, وقد قرأنا عن قصة التفاحة التي سقطت وألهمت عبقرية نيوتن هذا القانون، والحقيقة أن العرب عرف أن بين الأجسام قوة تجاذب وذلك قبل اسحق نيوتن بمئات السنين ويقول الإمام فخر الدين الرازي في كتابه (المباحث المشرقية في علم الإلهيات والطبيعيات): "انجذاب الجسم إلى مجاوره الأقرب أولى من انجذابه إلى مجاوره الأبعد"

          يقول ثابت بن قرة الحراني المدرة إنما تعود إلى الأسفل لأن بينها وبين كلية الأرض مشابهة في كل الأعراض أعني البرودة واليبوسة والكثافة والشيء ينجذب إلى أمثله والأصغر ينجذب إلى أعظم.

          أما القوة الطبيعية أو (قوة التثاقل) فقد فهم العرب تماما أن لكل جسم قوة (طبيعية) فيه هي القوة التي نسميها اليوم قوة التثاقل وهي القوة الناشئة عن جاذبية الأرض، ويقول الشيخ الرئيس ابن سينا في كتابه الشفاء: إن الأجسام الموجودة ذوات الميل كالثقيلة والخفيفة أما الثقيلة فمما يميل إلى أسفل وأما الخفيفة فمما يميل إلى فوق فأنها كلما ازدادت ميلا كان قبولها للتحريك القسري أبطأ فإن نقل الحجر العظيم الشديد الثقل أو جره ليس كنقل الحجر الصغير القليل الثقل أو جره، فالميل هنا بمعنى قوة الجاذبية ونحن نعلم أن الجسم كلما زاد وزنه كلما زادت قوة احتكاكه بالسطح الذي عليه يرتكز إذ أن قوة الاحتكاك تتناسب تناسبا طردياً مباشرا مع وزن الجسم وبالتالي فكلما زاد وزن الجسم كلما ازدادت مقاومته للتحريك بمعنى أن القوة اللازمة للتغلب على قوة الاحتكاك تزيد بزيادة وزن الجسم هذا هو المعنى الذي ورد في كلام ابن سينا وقد ضرب له مثلا تحريك الحجر شديد الثقل.






          الطوسي.. شارح علم المثلثات



          طابع بريد إيراني عليه صورة للطوسي






          هو أبو جعفر محمد بن محمد بن الحسن نصير الدين الطوسي، ولد في مدينة طوس، قرب نيسابور (فارس) سنة 597هـ (1201م)، وتوفي في بغداد سنة 672هـ (1274م)، وهو أحد الأفذاذ القلائل الذين ظهروا في القرن السادس للهجرة، وأحد حكماء الإسلام المشار إليه بالبنان، الذين اشتهروا بلقب "العلامة".

          بدأ حياته العملية كفلكي للوالي نصير الدين عبد الرحمن بن أبي منصور في سرتخت، وبلغ الطوسي مكانة كبيرة في عصره، فقد كرمه الخلفاء وجالس الأمراء والوزراء، وهو ما أثار عليه حسد الحاسدين، فوشوا به وحكم عليه بالسجن في قلعة "ألموت"، مع السماح له بمتابعة أبحاثه، فكتب معظم مصنفاته العلمية في هذه القلعة.

          ولما استولى هولاكو، ملك المغول، على بغداد (656هـ1258م)، أراد أن يستفيد من علماء أعدائه العباسيين، فأطلق سراح الطوسي وقربه إليه وأسند إليه نظارة الوقف، ثم عينه على رأس مرصد مدينة مراغة (إيران) الذي تم إنشاؤه بطلب من الطوسي.

          وفي هذا المرصد، كان الطوسي يشرف على أعمال عدد كبير من الفلكيين الذين استدعاهم هولاكو من مختلف أنحاء العالم، ومنهم المؤيد العُرْضِي من دمشق، والفخر المراغى من الموصل، ونجم الدين القزويني، ومحيى الدين المغربي، واشتهر هذا المرصد بآلاته وبمقدرته في الرصد، وبني بالمرصد مكتبة عظيمة ملأها من الكتب التي نهبت من بغداد والشام والجزيرة، وقدر عدد الكتب بها بنحو أربعمائة ألف مجلد.

          كتب الطوسي في المثلثات، وفي الهيئة، والجبر، وإنشاء الأسطرلابات وكيفية استعمالها.

          في علم المثلثات كان الطوسي أول من جعلها مستقلة عن الفلك، وابتكر براهين جديدة لمسائل فلكية متنوعة، وهو أول من استعمل الحالات الست للمثلث الكروي القائم الزاوية.

          يقول "كارادي فو" إن الطوسى قد بسط في كتابه "الشكل الرباعي" علم المثلثات بأوضح أسلوب وأسهله، أولاً على طريقة منالاووس وبطليموس، ثم على طرق استنبطها هو مشيراً إلى نتائجها، وقاعدته التي سماها "قاعدة الأشكال المتتامة"، تخالف استعمال نظرية بطليموس في الأشكال الرباعية''.

          وتساوي عبقرية نصير الدين الطوسي الهندسية عبقريته الفلكية، وقد برع الطوسي في معالجة المتوازيات الهندسية، وجرب أن يبرهنها، وبني برهانه على فروض، وبرهن في "كتاب التذكرة" على عدد من المسائل الهندسية.

          ويمتاز الطوسى في بحوثه الهندسية بإحاطته الكلية بالمبادئ والقضايا الأساس التي تقوم عليها الهندسة، ولاسيما ما يتعلق بالمتوازيات، وله في الفلك إسهامات وإضافات مهمة، فقد أوضح كثيراً من النظريات الفلكية، وانتقد كتاب "المجسطي"، واقترح نظاماً فلكياً أبسط من النظام الذي وضعه بطليموس، فمهد بذلك الطريق أمام الإصلاحات التي جاء بها كوبرنيك فيما بعد. وللطوسي أيضاً بحوث في الكرة السماوية ونظام الكواكب.

          كتب نصير الدين في المثلثات، والفلك، والجبر، والهندسة، والحساب، والتقاويم، والطب، والجغرافية، والمنطق، والأخلاق، والموسيقي، وغيرها من المواضيع، كما ترجم بعض كتب اليونان وعلق على مواضيعها شارحاً ومنتقداً.

          ومن أشهر مؤلفاته: "كتاب شكل القطاع"، وهو أول مؤلف فرق بين حساب المثلثات وعلم الفلك، والذي يقول عنه كارادي فو : "وهو مؤلف من الصنف الممتاز في علم المثلثات الكروية". ترجم إلى اللاتينية والفرنسية والإنجليزية، وظل الأوربيون يعتمدون عليه لعدة قرون.

          وفي علم الفلك كتب الطوسي "التذكرة النصيرية"، وهو كتاب عام لعلم الفلك، أوضح فيه كثيراً من النظريات الفلكية، وفيه انتقد "كتاب المجسطي" لبطليموس. ويعترف "سارطون" بأن هذا الانتقاد يدل على عبقرية الطوسي وطول باعه في الفلك.

          ومن كتبه أيضا "زيج الإيلخاني" الذي يشتمل على حسابات أرصاده التي قام بها خلال اثنتي عشرة سنة؛ و"كتاب قواعد الهندسة" و"كتاب في الجبر والمقابلة" و"كتاب ظاهرات الفلك"، و"كتاب تحرير المناظر" في البصريات.

          وكتب نصير الدين مصنفاته بالعربية والفارسية، وترجمت إلى اللاتينية وغيرها من اللغات الأوربية في العصور الوسطى، كما تم طبع العديد منها.





          يتبـــــــــــــــــــــع




          [CENTER][B][SIZE=4][B][FONT=arial black][COLOR=#333333]۞۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞
          ۞ *•.¸.•* بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الْرَّحِيمِ •¸ .*• ۞
          ۞ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ۞ اللَّهُ الصَّمَدُ ۞ لَمْ * • ۞
          ۞ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ۞ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ * • ۞
          ۞ *•.¸.•**• *•.¸.•* *• ۞
          ۞۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞[/COLOR][/FONT][/B][/SIZE][/B]

          [/CENTER]

          [CENTER][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=red]حجاجي :
          [/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=blue][COLOR=red]أصل الكلمة:[/COLOR] هو القفيز اتخذه الحجاج ابن يوسف على صاع عمر بن الخطاب وهو مكيال إسلامي يستعمل في الوزن والكيل اثاء العصور الإسلامية.[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5]

          [/SIZE][/FONT] [FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=red]الحجاجي يساوي صاعاً حسب رأي أهل العراق وصاع وثلاث اخماس الصاع حسب رأي أهل الحجاز.[/COLOR][/SIZE][/FONT]
          [/CENTER]

          تعليق


          • #6
            قطب الدين الشيرازي.. شارح قوس قزح




            هو قطب الدين الشيرازي محمود بن مسعود بن مصلح الفارسي، ولد في شيراز (إيران) 634 هـ، قاض، ومفسر، وعالم بالطبيعيات، كان أبوه ضياء الدين أستاذا صوفيا وطبيبا مشهورا.

            وتحت إشراف والده تلقى قطب الدين في شيراز تعليمه الأساسي، وتلقى بعض الممارسات الخاصة بالطب والتصوف، وتعلم في طفولته عددا كبيرا من الصناعات ماعدا صناعة الشعر، وبدأ تعلمه للطب مبكرا، إذ لم يتجاوز عمره آنذاك العشر سنوات.

            أسند إليه وظيفة والده كطبيب ممارس في مستشفى مظفر بشيراز وهو الرابعة عشرة من عمره، وبقي في هذا المنصب قرابة عشر سنوات، وأثناء هذه المدة التي قضاها في مستشفى مظفر درس لقطب الدين ثلاثة أساتذة كلهم كانوا من أعمامه.

            انتقل بعدها إلى أستاذه كمال الدين أبي الخير الكيزروني ومعه درس كليات ابن سينا، ومع أستاذه شمس الدين محمد بن أحمد الكبشي درس قطب الدين العلوم الدينية، وسافر بعدها إلى بغداد حيث اشترك في الحلقة العلمية لشرف الدين زكي البشكاني، ومن خلال اشتراكه في دروس شرف الدين استطاع قطب الدين أن يطلع على شروح ابن سينا في الطب وكذلك أعمال الرازي.

            وجد قطب الدين من خلال اطلاعه على هذه الأعمال لذة في دراسة فلسفة وطب ابن سينا، ولكن لم يكن في ذاك الوقت من هو أهلا لأن يشبع رغبة قطب الدين في معرفة المزيد في هذه العلوم، ولهذا السبب ترك قطب الدين وظيفته في مستشفى المظفر متجها إلى مراغة عام 660هـ، وتتلم على يد أستاذه نصير الدين الطوسي ولقد كان اختيار قطب الدين للأستاذ والمكان اختيارا موفقا، فقد كان نصير الدين الطوسي أحد أساتذة الفلسفة والفلك في وقته، كما أنه كان مديرا لمرصد مراغة الذي كان قد اكتمل بناؤه وبدئ العمل فيه وقت أن وصل قطب الدين لمراغة، ولم يكن مرصد مراغة هذا مرصدا فلكيا فقط وإنما كان مكتبة ضخمة تحوي أكثر من أربعمائة ألف كتاب، بعضها كان مؤلفات لأشهر علماء اليونان.

            وسافر قطب الدين إلى مصر وسوريا مكث طويلا حيث قام بتدريس كتاب الشفاء لابن سينا، ومن سوريا رجع قطب الدين إلى الأناضول وبه بدأ كتابة شرح على القانون وأسماه شرح كليات القانون، واستقر في عام 690هـ/1291م في تبريز والتي كانت وقتها تحت حكم جازان خان خليفة أحمد تكدر، كما كانت مركزا ثقافيا مهما للعالم الإسلامي، وبها مكث قطب الدين بقية عمره واهبا نفسه للكتابة حتى وافته المنية عام 710هـ/1311م.

            يعدّ "جورج سارطون" قطب الدين الشيرازي من علماء الرياضيات، والفلك، والفيزياء، والفلسفة البارزين، وقد تجلت إسهاماته في الفيزياء في شرحه لقوس قزح "شرحاً وافياً هو الأول من نوعه، فبين أن ظاهرة القوس هذه، تحدث من وقوع أشعة الشمس على قطيرات الماء الصغيرة الموجودة في الجو عند سقوط الأمطار، وحينئذ تعاني الأشعة انعكاساً داخلياً، وبعد ذلك تخرج الأشعة إلى عين الرائي".

            أما في الفلك، فقد تابع أعمال أستاذه نصير الدين الطوسي، فطور نموذجاُ فلكياً لعطارد كان الطوسي قد بدأه، كما شرح أفكار أستاذه الغامضة في الفلك والهندسة.

            وكان الشيرازي يعتمد في بحوثه على المشاهدة والتجربة والاستنتاج، مع الأخذ بالبرهان الرياضي على المسائل الفيزيائية والفلكية.

            من أهم مؤلفاته كتاب "نهاية الإدراك في دراية الأفلاك"، وهو كتاب ـ كما يقول سارطون ـ يشتمل "على موضوعات مختلفة، تتعلق بالفلك، والأرض، والبحار، والفصول، والظواهر الجوية، والميكانيكا، والبصريات".

            ومن كتبه المهمة : "كتاب التحفة الشاهية في الهيئة"، و"كتاب التبصرة في الهيئة"، و"كتاب نزهة الحكماء وروضة الأطباء" : وهو شرح وتعليق على كتاب القانون لابن سينا، و"كتاب رسالة في بيان الحاجة إلى الطب وآداب الأطباء ووصاياهم"، و"رسالة في البرص".

            وللشيرازي أيضاً عدد آخر من المؤلفات في الفلك وفي علوم مختلفة. وقد توجه في أواخر حياته إلى التصوف، ووضع بعض المصنفات في علوم القرآن والحديث.




            عبد الرحمن الصوفي: راصد النجوم


            صفحتين من كتاب الكواكب الثابتة للصوفي





            عالم فلك مسلم من القرن التاسع الميلادي اسمه بالكامل هو أبو الحسن عبد الرحمن بن عمر بن سهل الصوفي الرازي (291هـ-376هـ/986-903م ) ولد بالري في بلاد فارس، وكان من كبار علماء الفلك والتنجيم، وهو من أعظم فلكيي الإسلام، على حد تعبير المؤرخ جورج سارطون.

            وقد كان صديقاً للخليفة البويهي عضد الدولة الذي اتخذه منجماً ومعلماً له لمعرفة مواضع النجوم الثابتة وحركاتها، وهو يعتبر أول شخص قال أن الأرض كروية.

            قدم الصوفي في علم الفلك إسهامات مهمة تتجلى في المنجزات التالية : رَصَدَ النجوم، وعدَّها وحدد أبعادها عرضاً وطولاً في السماء، واكتشف نجوماً ثابتة لم يسبقه إليها أحد من قبل.

            رسم خريطة للسماء حسب فيها مواضع النجوم الثابتة، وأحجامها، ودرجة شعاع كل منها، ووضع فهرساً للنجوم لتصحيح أخطاء من سبقوه.

            واعترف الأوربيون بدقة ملاحظاته الفلكية حيث يصفه ألدومييلي بأنه من أعظم الفلكيين العرب الذين ندين لهم بسلسلة دقيقة من الملاحظات المباشرة، ثم يتابع قائلاً : ولم يقتصر هذا الفلكي العظيم على تعيين كثير من الكواكب التي لا توجد عند بطليموس، بل صحح أيضاً كثيراً من الملاحظات التي أخطأ فيها، ومكن بذلك الفلكيين المحدثين من التعرف على الكواكب التي حدد لها الفلكي اليوناني مراكز غير دقيقة.

            من أهم مؤلفاته "كتاب الكواكب الثابتة" الذي يعدّه سارطون أحد الكتب الرئيسة الثلاثة التي اشتهرت في علم الفلك عند المسلمين، أما الكتابان الآخران، فأحدهما لابن يونس، والآخر لألغ بك، ويتميز كتاب الكواكب الثابتة بالرسوم الملونة للأبراج والصور السماوية.

            ومن مؤلفاته أيضا: "رسالة العمل بالأسطرلاب"، "كتاب التذكرة"، "كتاب مطارح الشعاعات"، "كتاب الأرجوزة في الكواكب الثابتة"، وتوجد نسخ من بعض هذه المؤلفات في مكتبات عدد من الدول مثل الأسكوريال بمدريد، وباريس، وأكسفورد







            الجبرتي.. شيخ المؤرخين وصاحب عجائب الآثار


            عبد الرحمن الجبرتي





            هو عبد الرحمن الجبرتي ولد عام 1167هـ/1754م، لكن والده لم يفرح بولادته كسائر الآباء، بل استقبله استقبالا حزينًا؛ فقد ولد له أطفال كثيرون من قبل، وكان الموت يخطفهم من بين يديه بعد أن يبلغوا من العمر عامًا أو عامين، فكان يخشى أن يكون مصيره مثل مصير إخوته لكن عناية الله أحاطت بـعبد الرحمن فلم تمتد إليه يد الموت، وقدرت له الحياة.

            نشأ عبد الرحمن في بيت أبيه، يحفظ القرآن الكريم، وكغيره من أولاد العلماء ذهب إلى المدارس والكتاتيب لتعلم العلوم الدينية، وعين له والده شيخًا ليحفظه القرآن هو الشيخ (محمد موسى الجناجي) وشب عبد الرحمن فرأى العلماء والأدباء يأتون منزل أبيه؛ يتحدثون في العلوم والآداب، فجلس يستمع إليهم، ويأخذ من علمهم، كما استمع إلى كبار رجال الدولة وأمراء المماليك وأغنياء مصر الذين كانوا لا ينقطعون عن زيارة أبيه، بل إن جماعة من الأوروبيين كانت تأتي إليه؛ ليتعلموا على يديه علم الهندسة، فعرف الجبرتي الكثير عن أحوال مصر وأسرارها، وكان يدخر كل ذلك في ذاكرته الحافظة الواعية، وازداد عبد الرحمن الجبرتي علمًا عندما ارتاد حلقات الأزهر الشريف.

            توفي والد عبد الرحمن عام 1188هـ فترك له ثروة كبيرة وأراضٍ زراعية في أنحاء عديدة من مصر، فاضطر أن يتفقد أملاكه بنفسه، فرحل عن القاهرة حيث توجد هذه الأراضي في أقاليم مصر المختلفة فتهيأت له فرصة مناسبة ليعرف أحوال مصر، وطبقات الشعب من حكام وفلاحين وعمال ثم عاد إلى القاهرة بعد أن ازدادت معارفه، وواصل الشاب دراسته بالأزهر.

            تنقل "الجبرتي" في أنحاء مصر ليعرف مواقعها، ويتصل بعلمائها وكبارها وليعرف كيفية الحياة في القرى، وما يعانيه الفلاح من شظف العيش وقد كان بطبيعته ميالاً للشهرة محباً للرحلة، وقد ساعده على ذلك ثروته الكبيرة، ورغبته في المعرفة والاطلاع التي كانت تدفعه دائماً، فأحاط الجبرتي بكثير من أخبار البلاد والعباد، مما جعله صادق الأحكام دقيقاً في تحليل الأمور مستوعباً لكل صغيرة وكبيرة من حياة الشعب المصري في الفترة التي تحدث عنها وتعامل معها.

            ومن أهم اسهاماته كتابه الكبير "عجائب الآثار فى التراجم والأخبار"، الذي أرخ فيه لتاريخ مصر العام والخاص في فترة تزيد عن 150 عاما، فظل يبحث عن مصادره ومراجعه، وبدأ يدون الأسماء للأمراء ومن بلغ منهم مشيخة البلد ومن شاركه في الحكم، واستعان في علمه هذا بكل من اعتقد أن عندهم عوناً، ومن هؤلاء صديقه المشهور إسماعيل الخشاب الذي التحق شاهداً بالمحكمة، وكان من المشهورين بالعلم والأدب في عصره.

            وكان "الجبرتي يرصد ويدوّن الحوادث والمتفرقات، ويسند كل ما يقول ويدون إلى مصدر ثقة أو شاهد عيان سماع عاصر الحدث أو سمع عنه، وكان يحرص أن يعاين الأحداث العامة بنفسه ليتوخى الصدق ويتجنب نقل الأخبار الكاذبة، وتعرّض الجبرتي في سياق ذلك لكل شيء، فقد ذكر الأحوال الاقتصادية من زراعة وتجارة وفلاحة، وإلى أنواع النقود المتداولة في الدولة وإلى الأسعار وأنواع المقايضات التي كانت تحكم العلاقات التجارية، وتعرض إلى الحياة الاجتماعية بكل ما فيها من أحوال شخصية وعادات أسرية وقيم سائدة في المجتمع آنذاك، كما تعرض إلى الحياة الدينية والثقافية وأخبار الأدباء والعلماء المشهورين والمشايخ البارزين.

            وواجه الجبرتي صعوبة في تدوين المئة سنة الماضية عليه، أي من عام 1070 هـ حتى 1170 هـ، لأن هذه السنوات سابقة على حياته، ولذلك حرص على أن يدون الأسماء من الدواوين الرسمية، أما بعد ذلك فهو عليه هيّن، ويقول في شرح ذلك : " إنها تستبهم عليّ (المئة الماضية إلى السنة السبعين) وأما ما بعدها فأمور شاهدتُها، وأناس عرفتهم، على أني سوف أطوف بالقرافات (المقابر) وأقرأ المنقوش على القبور، وأحاول جهدي أن أتصل بأقرباء الذين ماتوا، فأطلع على إجازات الأشياخ عند ورثتهم، وأراجع أوراقهم إن كانت لهم أوراق، وأسأل المعمرين ماذا يعرفون عمن عايشوهم، ولا أرى بعد ذلك مرجعاً أعتمده غير ما طلبتُ منك (أي من الخشاب)" .

            وعندما جاءت الحملة الفرنسية على مصر 1798م ، كان الجبرتي في وقتها في الرابعة والأربعين من عمره، ولذلك فهو لم ينقطع خلال فترة بقاء الفرنسيين في مصر عن تسجيل أعمالهم، ورصد تحركاتهم، والتعليق على أقوالهم وأفعالهم، وكان أكثر العلماء الأزهريين دقة في تدوين ملاحظاته على نظام الحياة في مجتمع الجنود الفرنسيين وطرائقهم في تنظيم حياتهم في كتابه "مظهر التقديس بذهاب دولة الفرنسيس".

            وانقسمت ملاحظات الجبرتي إلى قسمين هما : الملاحظات السياسية وهي التي تتعلق بنظم الحكم الذي اتبعه الفرنسيين ومنشوراتهم وتقاريرهم وتحليل أقوالهم ورصد أهدافهم من الحملة ووجودهم في مصر، والقسم الثاني هو الملاحظات الإجتماعية، الذي تحدث فيها الجبرتي عن مشاهداته الشخصية وتجاربه العملية الحياتية، وقد تفاوتت مواقفه من الحياة الاجتماعية والثقافية للفرنسيين فأحياناً كنتَ تراه معجباً ببعض مظاهر السلوك ولا سيما ما يتعلق بالمعرفة وحب العلم وإجراء التجارب واستخدام الأجهزة والأدوات، وساخطاً فيما يتعلق بتصرفات النساء منهم وخروجهن للعمل سافرات على غير المعهود في المجتمعات الإسلامية في ذلك الوقت.

            ترك عبد الرحمن الجبرتي مؤلفين مهمين الأول هو " عجائب الآثار فى التراجم والأخبار " المعروف باسم "تاريخ الجبرتي" وهو مؤلف من أربع مجلدات تمتد من سنة 1688م إلى سنة 1821م أرخ فيه لتاريخ مصر العام والخاص فى ذلك الوقت ، أما المؤلف الثاني فهو "مظهر التقديس بذهاب دولة الفرنسيس" ويغطي فترة الاحتلال الفرنسي لمصر من سنة 1798م إلى سنة 1800م .








            ثابت بن قرة.. عالم الطب والفلك والرياضيات



            ثابت بن قرة




            ثابت بن قرة بن مروان (221 هـ/836 م - 26 صفر 288 هـ/19 فبراير 901 م) عالم عربي اشتهر بالفلك والرياضيات والهندسة والموسيقى ولد في حرّان سنة 221 هـ وتوفي في بغداد سنة 288 هـ.

            اسمه بالكامل هو: ثابت بن قره بن مروان بن ثابت بن إبراهيم بن كريا بن مارتياوس بن سلامون الحراني، وكنيته أبو الحسن كان على مذهب الصابئة، وكان من المقربين إلى المعتضد حيث قدمه إليه الخوارزمي المعروف، وهو أول من توصل لحساب طول السنة الشمسية حيث حددها بـ 360 يوما و6 ساعات و9 دقائق و12 ثواني (أي أنه أخطأ بثانيتين فقط).

            عمل في الجامع الكبير في حران ثم انتقل سنة 848م إلى الرقة وأنشأ بها مدرسة عليا لتعليم الفلك والفلسفة والطب ومن تلاميذه، سنان إبراهيم ، ابن اخته البتاني، قرة بن قميطاء ، أيوب بن قاسم الرقي ، إبراهيم بن زهرون ، واسير بن عيسى وغيرهم من الرقة ومنطقة الجزيرة السورية ، وانتقل بعدها إلى بغداد .

            كان ثابت يجمع بين عدد كبير من العلوم، وقد نبغ فيها جميعا؛ فقد برع في الطب، كما نبغ في الرياضيات، وتفوق في الفلك، وأتقن عددا من اللغات التي يترجم وينقل منها في مهارة واقتدار، علاوة على إتقانه وتمكنه من اللغة العربية، ومن ثم فقد جاءت ترجماته تتسم بالسهولة والوضوح، وعباراته سلسلة بسيطة.

            ويعد ثابت أحد أعلام الرياضيات المعدودين في عصره، وقد تعددت إنجازاته في هذا العلم في العصر الذي عاش فيه، وامتدت آثاره العلمية وفتوحه في علم الرياضيات إلى العصور التالية له؛ حتى استحق أن يطلق عليه لقب "إقليدس العرب"، ومن أهم إنجازاته في هذا العلم: دراساته القيمة عن الأعداد؛ حيث قسم الأعداد إلى قسمين: الأعداد الزوجية، والفردية، كما قسم العدد نفسه إلى أنواع ثلاثة: العدد التام والعدد الناقص والعدد الزائد، وأوجد طريقة سهلة لاستخراج الأعداد المتحابة، وهو يعد أول شرقي بعد الصينيين بحث في المربعات السحرية وخصائصها.

            وبرع ثابت في علم الهندسة حتى قيل عنه إنه أعظم هندسي عربي على الإطلاق، وقال عنه "يورانت ول": إنه أعظم علماء الهندسة المسلمين؛ فقد ساهم بنصيب وافر في تقدم الهندسة، وهو الذي مهد لإيجاد علم التكامل والتفاضل، كما استطاع أن يحل المعادلات الجبرية بالطرق الهندسية، وتمكن من تطوير وتجديد نظرية فيثاغورث، وكانت له بحوث عظيمة وابتكارات رائدة في مجال الهندسة التحليلية.

            ويعرف ثابت كأحد الأطباء العرب المبرزين، وأحد أعلام عصره المعدودين، بل إن تأثيره قد امتد ليصل إلى القرون التالية له؛ فقد ظلت آثاره مرجعا مهمًا لطلاب العلم والباحثين في أنحاء الدنيا لعدة قرون، وكان ثابت من أوائل الرواد في جانب مهم من جوانب الطب لم يتطرق إليه كثير من الأطباء في عصره؛ فقد كان له اهتمام بالأمراض الجلدية، ومستحضرات وأدوية التجميل حيث تحدث عن الأمراض التي تصيب سطح جلدة الوجه مثل الكلف والقوابي، والآثار السود والبيض الناجمة عن الجدري.

            وتطرق إلى أمراض الرأس فذكر أنواع الصداع الذي يعتري الإنسان، كما تعرض لأنواع الشقيقة، وذكر ما يقوي الرأس وينقي الدماغ من الأدوية والأغذية، كما تحدث عن الأغذية الضارة بالرأس والدماغ والذهن، وأوضح الأثر الضار للدسم والدهون على صحة الإنسان، وكان له باع طويل في الأمراض العصبية والعقلية والنفسية، واستطاع أن يشخص السكتة والصرع ويفرق بينهما، كما وصف التشنج وذكر أسبابه وعلاجه، ووصف عددا من الأمراض النفسية مثل الماليخوليا.

            وله أيضا دراسات وأبحاث في مجال الأمراض الجنسية وأمراض الذكورة، وذكر أسبابها وأوضح أعراضها، كما تناول أمراض النساء والتوليد فتحدث عن اختناق الأرحام، وإدرار الطمث وحبسه، وأسباب الحمل وانقطاعه، وعسر الولادة، وكيفية إخراج الجنين الميت والمشيمة، واهتم أيضا بطب الأطفال، وله آراء قيمة في الكلام على زيادة اللبن وقطعه، والأمراض التي تصيب الأطفال كالحصبة والجدري.

            وأثبت تفوقا ونبوغا في مجال طب العيون وتشريح العين، وبرع في أمراض الأنف والأذن والحنجرة؛ وتحدث عن أمراض القلب، وتطرق أيضا إلى أمراض الفم والأسنان؛ فذكر علل الأسنان وعلاجها، وأتى ثابت بمعلومات دقيقة في مجال أمراض الكلى والمثانة؛وتعرض لأسباب إدرار البول، وذكر العديد من الأدوية والأغذية المدرّة للبول، وتحدث عن التبول اللإرادي، وبيّن بعض الأسباب العضوية المسببة له مثل ضعف المثانة عند الأطفال والشيوخ.

            ترك ثابت بعد حياة حافلة بالعلم والعطاء ثروة لا تنتهي، وكنزًا لا ينفد من العلم والمعرفة، ومن مؤلفاته الطبية: كتاب الذخيرة في علم الطب، كتاب في علم العين وعللها ومداواتها، كتاب في الجدري والحصبة، كتاب الروضة في الطب، رسالة في توليد الحصاة، مقالة في صفات كون الجنين، رسالة في اختيار وقت لإسقاط النطفة، تحديده لطول السنة النجمية.

            ومن أهم مؤلفاته في الفلك: رسالة في حساب رؤية الأهلة، رسالة في حركات النيّرين، مختصر في علم النجوم، رسالة في سنة الشمس بالأرصاد، كتاب في آلات الساعات التي تسمى رخامات، كتاب في حساب خسوف القمر والشمس.

            ومن مؤلفات ثابت الرياضية والهندسية: كتاب في الشكل الملقب بالقطاع، كتاب في مساحة الأشكال المسطحة والمجسمة، كتاب في قطوع الأسطوانة وبسيطها، مساحة المجسمات المكافية، قول في تصحيح مسائل الجبر بالبراهين الهندسية.

            وفي الترجمة: كتاب الكيموس لجالينوس، كتاب جغرافيا في المعمورة وصفة الأرض لبطليموس، كتاب الأرثماطيقي في علم العدد لينقوماخوس الجراسيني. (وقد ترجمه ثابت بعنوان: المدخل إلى علم العدد)، كتاب الأصول الهندسية المنسوب إلى أرشميدس، كتاب الأشكال الكرّية لمنالاوس، كتاب المجسطي لبطليموس، كتاب الكرة المتحركة لأوطوليوقوس.





            الماوردي: صاحب الحاوي الكبير



            أبو الحسن علي بن محمد الماوردي





            هو أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب البصري الماوردي أكبر قضاة آخر الدولة العباسية ، صاحب التصانيف الكثيرة النافعة ، الفقيه الحافظ ، من أكبر فقهاء الشافعية و الذي ألّف في فقه الشافعية موسوعته الضخمة في أكثر من عشرين جزءًا. ولد الماوردي في البصرة عام 364 هجرية، لأب يعمل ببيع ماء الورد فنسب إليه فقيل "الماوردي".

            ارتحل به أبوه إلى بغداد، وبها سمع الحديث، ثم لازم واستمع إلى أبي حامد الإسفراييني، وعمل بالتدريس في بغداد ثم بالبصرة وعاد إلى بغداد مرة أخرى، وكان يعلم الحديث وتفسير القرآن، لقب عام 429 هـ تلقب بأقضى القضاة، وكانت مرتبته أدنى من قاضي القضاة، ثم بعد ذلك تولى منصب قاضي القضاة.

            نشأ الماوردي، معاصرا خليفتين من أطول الخلفاء بقاء في الحكم: الخليفة العباسي القادر بالله، ومن بعده ابنه القائم بأمر الله الذي وصل الضعف به مبلغه حتى إنه قد خطب في عهده للخليفة الفاطمي على منابر بغداد.

            كان الماوردي ذو علاقات مع رجال الدولة العباسية كما كان سفير العباسيين ووسيطهم لدى بني بويه والسلاجقة، بسبب علاقاته هذه يرجح البعض كثرة كتابته عما يسمى بالفقه السياسي.

            اتهم الماوردي بالاعتزال ولكن انتصر له تلميذه الخطيب البغدادي فدافع عنه ودفع عنه الادعاء، وتوفي في يوم الثلاثاء شهر ربيع الأول من سنة 450 هـ، و دفن في مقبرة باب حرب، و كان قد بلغ 86 سنة، و صلى عليه الإمام الخطيب البغدادي.


            يعد تفسير الماوردي "النكت والعيون" من أوجز التفاسير التي عنيت باللغة والأدب، ونقل فيه الآراء التفسيرية السابقة له، ولم يقتصر على نقلها بل نقدها؛ حيث أعمل الماوردي جهده ورأيه في شرح وتفسير الآيات، نافيا أن يكون فعله مما يعدّ تفسيرا بالهوى والرأي المنهي عنه.

            من أهم كتب الماوردي كتاب "أدب الدنيا والدين" الذي تناول فيه موضوعات أخلاقية ووعظية وإرشادية وفضائل دينية تناولا عمليا لا نظريا، وشمل الكتاب ملاحظات قيمة وأفكار وخطط وبرامج إصلاحية خلقيا واجتماعيا وسياسيا وتعليميا، وتناول الموضوعات تناولا عقليا مازجا بين النقل والعقل.

            وفي كتابه "الأحكام السلطانية" جمع الماوردي ما سبقه من إشارات وتلميحات في مسائل الفقه السياسي في هذا الكتاب، وأسس لنفسه إطارا فكريا سياسيا، مستندا في ذلك إلى المقارنة بين حجج وأدلة سابقيه، محاولا أن يكون عمليا في كتابه لتسير عليه السلطة التنفيذية.

            ومن كتب الماوردي السياسية أيضا كتاب "قوانين الوزارة"، وفيه تناول كل ما يخص الوزارة، ابتداء من تعريفها وأنواعها، إلى مؤهلات الوزراء وعلاقتهم ببعضهم وبمن يرأسهم، وأشار في هذا الكتاب إلى أن أهم أهداف الوزراء هي تحقيق الأمن العام، والنماء والخصب الدائم، وسيادة العدل.

            من أهم مؤلفات الماوردي : أدب الدنيا والدين، الأحكام السلطانية، قانون الوزارة، سياسة أعلام النبوة، تفسير القرآن "النكت والعيون"، كتاب الحاوي الكبير، في فقه الشافعية في أكثر من عشرين جزءًا ، كتاب نصيحة الملوك، كتاب قوانين الوزارة وسياسة الملك، كتاب التفسير، كتاب الإقناع ، وهو مختصر كتاب الحاوي، كتاب أدب القاضي، كتاب أعلام النبوة، كتاب تسهيل النظر، كتاب في النحو، كتاب الأمثال والحكم.


            يتبــــــــــــــــع







            [CENTER][B][SIZE=4][B][FONT=arial black][COLOR=#333333]۞۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞
            ۞ *•.¸.•* بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الْرَّحِيمِ •¸ .*• ۞
            ۞ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ۞ اللَّهُ الصَّمَدُ ۞ لَمْ * • ۞
            ۞ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ۞ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ * • ۞
            ۞ *•.¸.•**• *•.¸.•* *• ۞
            ۞۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞[/COLOR][/FONT][/B][/SIZE][/B]

            [/CENTER]

            [CENTER][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=red]حجاجي :
            [/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=blue][COLOR=red]أصل الكلمة:[/COLOR] هو القفيز اتخذه الحجاج ابن يوسف على صاع عمر بن الخطاب وهو مكيال إسلامي يستعمل في الوزن والكيل اثاء العصور الإسلامية.[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5]

            [/SIZE][/FONT] [FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=red]الحجاجي يساوي صاعاً حسب رأي أهل العراق وصاع وثلاث اخماس الصاع حسب رأي أهل الحجاز.[/COLOR][/SIZE][/FONT]
            [/CENTER]

            تعليق


            • #7
              الكَرَخِي.. واضع حلول المعادلات الرياضية


              صفحة من كتاب للكرخي





              يُعدُّ الكرخي من كبار علماء الرياضيات المسلمين، وكان له أثر كبير في تقدم علم الرياضيات، ورغم ذلك لا تتوافر عنه معلومات كافية، واسمه الحقيقي هو "أبو بكر محمد بن الحسن (أو الحسين) الحاسب الكرخى، نسبة إلى كرخ من ضواحي بغداد.

              وتاريخ ميلاد "الكرخي" غير معروف، إلا أنه من المرجح أنه توفى سنة 410 هـ/ 1020م، وعاش في بغداد أيام الوزير أبو غالب محمد بن خلف فخر الملك، وزير بهاء الدولة البويهي، وبرع في الأنماط الرياضية وابتكر مثلثه المشهور الذي يعرف اليوم بمثلث باسكال.

              توجد في كتب الكرخي، لأول مرة عند العرب، حلول للمعادلات غير المحددة، كبقية المعادلات، على أساس الطرق التي اتبعها ديو فنطس، كما جاء الكرخي بحلول متنوعة لمعادلات الدرجة الثانية.

              وقدم الكرخي بحوثاً في إيجاد الجذور التقريبية للأعداد، وبراهين للنظريات التي تتعلق بإيجاد مجموع مربعات ومكعبات الأعداد الطبيعية التي عددها.

              من أشهر مؤلفات "الكرخي" كتاب "الفخري في الجبر"، وسمي الكتاب بالفخري نسبة إلى فخر الملك، وقد ألفه ما بين 401 و407هـ، ويقول سمث في كتابه "تاريخ الرياضيات"، إن كتاب الفخري أهم أثر في الجبر؛ وقد ترجمه المستشرق الفرنسي "فرانز ويبك (Franz Woepcke) سنة 1853.

              ومن الكتب المهمة التي ألفها الكرخي كتاب "الكافي في الحساب"، والذي يشتمل على مبادئ الحساب المعروفة في ذلك الوقت، وكذلك بعض القوانين والطرق الحسابية المبتكرة لتسهيل بعض المعاملات، ولم يستخدم في هذا الكتاب الأرقام الهندية، بل وضع الأرقام كتابة بالحروف، وقد ترجمه "هوشايم Hocheim" إلى الألمانية، ونشر في ثلاثة أجزاء ما بين سنتي 1878 و1880، كما ألف كتاب "البديع في الحساب".




              القَزويني: منظر علم الرصد الجوي


              صفحة من كتاب للقزويني





              هو أبو عبد الله بن زكريا بن محمد القزويني، ينتهي نسبه إلى أنس بن مالك عالم المدينة. ولد بقزوين في حدود سنة 605 للهجرة، وتوفي سنة 682 هـ، اشتغل بالقضاء مدة، ولكن عمله لم يلهه عن التأليف في الحقول العلمية، فقدم أعظم نظرياته في الرصد الجوي.

              كان "القزويني" كثير التأمل في خلق الله، موصياٌ بذلك مسترشدا بالقرآن الذى حثنا على النظر في مصنوعات وبدائع خلقه وليس التحديق والنظر فقط بل التفكير في حكمتها وتصاريفها، ليزداد الإنسان يقيناً، ويقر بأن التأمل أساسهُ خبرة بالعلوم والرياضيات بعد تهذيب الأخلاق والنفس، لتنفتح البصيرة ويري الإنسان العجائب التى لا يستطيع تفسيرها.

              كان للقزويني العديد من الإسهامات العلمية في الجغرافيا والتاريخ الطبيعي، وشغف بعلوم الطبيعة والحياة لكن أعظم أعماله شأناً هي نظرياته في علم الرصد الجوي، ومن أشهر مؤلفاته كتابه المعروف "عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات" الذي وصف فيه السماء وما تحوي من كواكب وأجرام وبروج، وتكلم عن الأرض وتضاريسها، وعن الرياح والبحار والأحياء، والنبات والحيوان والجماد.

              ويقول القزويني في الفلك : "لننظر إلى الكواكب وكثرتها، واختلاف ألوانها، فإن بعضها يميل إلى الحمرة، وبعضها يميل إلى البياض، وبعضها إلى لون الرصاص. ثم إلى سير الشمس في فلكها مدة سنة، وطلوعها وغروبها كل يوم لاختلاف الليل والنهار، ومعرفة الأوقات. ثم إلى جرم القمر وكيفية اكتسابه النور من الشمس، ثم إلى امتلائه وانمحاقه، ثم إلى كسوف الشمس وخسوف القمر، ثم إلى ما بين السماء والأرض من الشهب والغيوم والرعد والصواعق والأمطار والثلوج والرياح المختلفة المهاب.."

              وفي علم الأرصاد الجوية يقول :"لنتأمل السحاب الكثيف، كيف اجتمع في جو صاف، وكيف حمل الماء وكيف تتلاعب به الرياح وتسوقه وترسله قطرات… فلو صب صباً لفسد الزرع بخدشه الأرض. ثم إلى اختلاف الرياح فإن منها ما يسوق السحب، ومنها ما يعصرها ومنها ما يقتلع الأشجار، ومنها ما يروي الزرع والثمار، ومنها ما يجففها…".

              وفي كتاب "عجائز المخلوقات" يتحدث القزويني عن الزوبعة فيقول :"هي الريح التي تدور على نفسها شبه منارة وأكثر، تولدها من رياح ترجع من الطبقة الباردة، فتصادف سحاباً تذروه الرياح المختلفة، فيحدث من دوران الغيم تدوير الرياح، فتنزل على تلك الهيأة، وربما يكون مسلك صدورها مدوراً فيبقى هبوبها كذلك مدوراً كما نشاهد في الشعر المجعد، فإن جمودته قد تكون لأعوجاج المسام وربما يكون سبب الزوبعة ريحين مختلفي الهبوب، فإنهما إذا تلاقيا تمنع أحداهما الأخرى من الهبوب، فتحدث بسبب ذلك ريح مستديرة تشبه منارة، وربما وقعت قطعة من الغيم وسط الزوبعة، فتذروها في الهواء، فترى شبه تنين يدور في الجو".

              من أشهر مؤلفات القزويني كتابه الشهير "عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات" وكتابه "آثار البلاد وأخبار العباد" الذي ضمّنه ثلاث مقدمات عن الحاجة إلى إنشاء المدن والقرى، وخواص البلاد، وتأثير البيئة على السكان والنبات والحيوان، كما عرض لأقاليم الأرض المعروفة آنذاك، وخصائص كل منها، ويضم هذا الكتاب أخبار الأمم وتراجم العلماء والأدباء والسلاطين، وأوصاف الزوابع، والتنين الطائر أو نافورة الماء وغير ذلك.




              الفراهيدي.. مؤسس علم العروض



              الخليل بن أحمد الفراهيدي





              هو الخليل بن أحمد الفراهيدي وُلِدَ في البصرة عام (100هـ) ونشأ عابدًا لله تعالى، مجتهدًا في طلب العلم، واسع المعرفة، شديد الذكاء، أدرك الخليل بفطرته السليمة أن الإسلام دين شامل لكل جوانب الحياة، فاجتهد في طلب العلم وأخلص في طلبه؛ فكان غيورًا على اللغة العربية (لغة القرآن)؛ مما دفعه إلى العمل على وضع قواعد مضبوطة للغة، حتى عدَّه العلماء الواضع الحقيقي لعلم النحو في صورته النهائية، التي نقلها عنه تلميذه (سِيبوَيه) في كتابه المسمى (الكتاب) فذكره وروى آراءه في نحو ثلاثمائة وسبعين موضعًا معترفًا له بوافر علمه، وعظيم فضله.

              وذات يوم ذهب الفراهيدي إلى الكعبة حاجًّا، فتعلق بأستار الكعبة، ودعا الله أن يهب له علمًا لم يسبقه أحد إليه، ثم عاد إلى وطنه، فاعتزل الناس في كوخ بسيط من خشب الأشجار، كان يقضي فيه الساعات الطويلة يقرأ كل ما جمعه من أشعار العرب، ويرتبها حسب أنغامها، ويضع كل مجموعة متشابهة في دفتر منفرد.

              ومن العلماء اﻟﺫين تلقى عليهم علومه : ابو عمرو بن العلاء ، وعيسى ين عمر، وغيرهم ، فاجتمع له العلوم والمعارف ما أتاح له ان يكون استاﺫ البصرة في عصره ، بلا منازع وكثر تلاﻣﻴﺫﻩ أمثال : سيبويه، والكسائى، والنضر بن شميل ، والاصمعى وغيرهم . وقد اعترفوا جميعا، وكلهم أساتذه كبار، بريادته في اللغة، والنحو، والعروض، وعلم الموسيقى ، والرياضة .

              وكان الخليل إلى علمه الغزير، متواضعا، زاهدا، ورعا يحج كل سنتين مره، ويعيش في خص من أخصاص البصرة ، قال تلميذه النضر بن شميل: (أكلت الدنيا بعلم الخليل وكتبه، وهو في خص لا يقدر على فلسين، وتلاميذه يكسبون بعلمه الأموال).

              ومن حكايات زهده، أن سليمان بن حبيب بن أبى صفره والى فارس والأهواز ، كان ﯾﺪفع له راتبا بسيطا يعينه به، فبعث إليه سليمان يوما يدعوه إليه، فرفض، وقدم للرسول خبزا يابسا مما عنده قائلا: ما دمت أجده فلا حاجه بي إلى سليمان.

              والخليل هو أستاذ سيبويه واضع (الكتاب) أول وأفضل كتب النحو، واعترافا من سيبويه بفضل أستاذه ، فإننا حين نقرا في (الكتاب) : (سألته ) أو ( قال)، من غير أن يذكر الضمير، نعرف انه يعنى الخليل ين احمد.


              ذات يوم مَرَّ الخليل بسوق النخَّاسين، فسمع طرقات مطرقة على طَست من نحاس، فلمعت في ذهنه فكرة عِلم العَرُوض - ميزان الشعر أو موسيقى الشعر- الذي مَيز به الشعر عن غيره من فنون الكلام، فكان للخليل بذلك فضل على العرب، إذ ضبط أوزان الشعر العربي، وحفظه من الاختلال والضياع، وقد اخترع هذا العلم وحصر فيه أوزان الشعر في خمسة عشر بحرًا (وزنًا) وكما اهتم بالوزن اهتم بضبط أحوال القافية - وهي الحرف الأخير في بيت الشعر، والتي يلتزم بها الشاعر طوال القصيدة - فأخرج للناس هذين العلمين الجليلين كاملين مضبوطين مجهزين بالمصطلحات.

              بالإضافة إلى أنه مؤسس علم العروض وواضع أول معجم عربي، فقد أشار في شروحه إلى القلب والنحت، والأضداد، والمعرب، كما عالج بعض المسائل النحوية، واعتمد شواهد نثريه وشعرية وقرانيه، وعنى باللهجات واللغات.

              لم يكتف الخليل بما أنجزه، وبما وهبه الله من علم؛ استجابة لدعائه وتوسله وتضرعه، فواصل جهوده وأعدَّ معجمًا يعَد أول معجم عرفته اللغة العربية، وامتدت رغبته في التجديد إلى عدم تقليد من سبقوه، فجمع كلمات المعجم بطريقة قائمة على الترتيب الصوتي، فبدأ بالأصوات التي تُنْطَق من الحَلْق وانتهي بالأصوات التي تنطق من الشفتين، وهذا الترتيب هو (ع- ح- هـ- خ- غ...) بدلا من (أ- ب- ت- ث- ج ...) وسمَّاه معجم (العين) باسم أول حرف في أبجديته الصوتية.

              وله من الكتب بالإضافة لمعجم العين كتاب النّغم، وكتاب العروض، وكتاب الشواهد، وكتاب الإيقاع.








              الفارابـي.. المعلم الثاني


              أبو نصر الفارابي




              هو محمد بن محمد بن طرخان بن أوزلغ، أبو نصر الفارابي، ويعرف بالمعلم الثاني لدراسته كتب أرسطو (المعلم الأول) وشرحه لها، ويعرف الفارابي في اللاتينية باسم (Alpharabius)، ولد في مدينة "فاراب" في تركستان حيث كان والده تركياً من قواد الجيش، وفي سن متقدمة، غادر مسقط رأسه وذهب إلى العراق لمتابعة دراساته العليا، فدرس الفلسفة، والمنطق، والطب على يد الطبيب المسيحي يوحنا بن حيلان، كما درس العلوم اللسانية العربية والموسيقي.

              ومن العراق انتقل إلى مصر والشام، حيث التحق بقصر سيف الدولة في حلب واحتل مكانة بارزة بين العلماء، والأدباء، والفلاسفة، وبعد حياة حافلة بالعطاء في شتى علوم المعرفة طوال ثمانين سنة، توفي الفارابي أعزب، بمدينة دمشق سنة 339هـ/950م.


              يعدّ الفارابي أكبر فلاسفة المسلمين، وقد أطلق عليه معاصروه لقب "المعلم الثاني" لاهتمامه الكبير بمؤلفات أرسطو "المعلم الأول"، وتفسيرها، وإضافة الحواشي والتعليقات عليها، ومن خصائص فلسفة الفارابي أنه حاول التوفيق من جهة، بين فلسفة أرسطو وفلسفة أفلاطون، ومن جهة أخرى بين الدين والفلسفة، كما أنه أدخل مذهب الفيض في الفلسفة الإسلامية ووضع بدايات التصوف الفلسفي.

              ورغم شهرة الفارابي في الفلسفة والمنطق، فقد كانت له إسهامات مهمة في علوم أخرى كالرياضيات والطب والفيزياء، فقد برهن في الفيزياء على وجود الفراغ، وتتجلى أهم إسهاماته العلمية في كتابه "إحصاء العلوم" الذي وضع فيه المبادئ الأساس للعلوم وتصنيفها؛ حيث صنف العلوم إلى مجموعات وفروع، وبين مواضيع كل فرع وفوائده.

              وبجانب إسهامات الفارابي في الفلسفة، فقد برز في الموسيقى، وكانت رسالته فيها النواة الأولى لفكرة اللوغارتم حسب ما جاء في كتاب "تراث الإسلام"، حيث يقول كارا دي فو (Carra de Vaux) : أما الفارابي الأستاذ الثاني بعد أرسطو وأحد أساطين الأفلاطونية الحديثة ذو العقلية التي وعت فلسفة الأقدمين، فقد كتب رسالة جليلة في الموسيقى وهو الفن الذي برز فيه، نجد فيها أول جرثومة لفكرة النسب (اللوغارتم)، ومنها نعرف علاقة الرياضيات بالموسيقى.

              وتؤكد زغريد هونكه الفكرة نفسها حين تقول : إن اهتمام الفارابي بالموسيقى ومبادئ النغم والإيقاع قد قربه قاب قوسين أو أدنى من علم اللوغارتم الذي يكمن بصورة مصغرة في كتابه عناصر فن الموسيقى.

              سجل مؤرخو الموسيقى أن الفارابي قد طور آلة القانون الموسيقية، وأنه أول مَن قدم وصفا لآلة الرباب الموسيقية ذات الوتر الواحد، والوترين المتساويين في الغلظة، وأنه أول مَن عرف صناعة الموسيقى ومصطلح الموسيقى، وأنه قد وضع بعض المصطلحات الموسيقية وأسماء الأصوات التي لا تزال تستعمل إلى اليوم.

              وقد ذكر الفارابي نظرية في الجاذبية الأرضية سبق بها العالم نيوتن بألف عام مما أدهش علماء الغرب وجعلهم يتساءلون عن سر هذا التشابه بين آراء الفارابي ونيوتن، ويعد الفارابي أول مَن عرف علاقة الرياضيات بالموسيقى، ومن هذه العلاقة كانت بوادر علم اللوغاريتمات وقد أكد ذلك العلماء الغربيون، وربما كان هذا هو السر الذي يكمن في اهتمام الفارابي بالموسيقى ومبادئ النغم والإيقاع ويظهر ذلك في كتابه الموسيقى الكبير .


              ألف الفارابي العديد من الكتب والرسائل خلال حياته وأسفاره، فقد ذكر مؤرخو العلوم أنه ألف أكثر من مائة مؤلف، ألف في المنطق خمسا وعشرين رسالة، وكتب أحد عشر شرحا على منطق أرسطو، وسبعة شروح أخرى على سائر مؤلفات أرسطو، ووضع أربعة مداخل لفلسفة أرسطو، وخمسة مداخل للفلسفة عامة، وعشر رسائل دفاعا عن أرسطو وأفلاطون وبطليموس وإقليدس، وخمسة عشر كتابا في ما وراء الطبيعة، وسبعة كتب في الموسيقى وفن الشعر، وستة كتب في الأخلاق والسياسة، وثلاثة كتب في علم النفس.

              ووضع تصنيفا للعلوم في كتابه: إحصاء العلوم وترتيبها والتعريف بأغراضها، ومعظم كتب الفارابي ورسائله وشروحه مفقودة، وبعضها لا يوجد إلا في ترجمات عبرية، ومن كتبه في علوم الحياة: المدينة الفاضلة . تحصيل السعادة . سياسة المدينة . أصل العلوم . ومن أهم رسائله في علوم الحياة: علم النفس . الحكمة . فصوص الحكمة . أسماء العقل .

              ولعل من أهم كتبه: الموسيقى الكبير وله في الموسيقى أيضا كتب منها: المدخل إلى صناعة الموسيقى ، الموسيقى . وله في الفيزياء: المقالات الرفيعة في أصول علم الطبيعة . وله في الطب: فصل في الطب ، علم المزاج والأوزان . المبادئ التي بها قوام الأجسام والأمراض . وله في الرياضيات: المدخل إلى الهندسة الوهمية . الأسرار الطبيعية في دقائق الأشكال الهندسية . وله في الفلك: كتاب: تعليق في النجوم . مقالة: الجهة التي يصح عليها القول في أحكام النجوم . وقد رفض الفارابي صناعة التنجيم، وأظهر فساد علم أحكام النجوم في رسائل ومن أهمها رسالته العلمية: "النكت فيما لا يصح من أحكام النجوم" .

              وما تبقى من مؤلفاته المنطقية والفلسفية وشروحه لأرسطو جعل منه مفكرا إسلاميا ملقبا بالمعلم الثاني وكان له أثر كبير في الفكر الأوربي والفكر العربي ومنها: الحروف . الألفاظ المستعملة في المنطق . القياس . التحليل . الأمكنة المغلطة . الجدل . العبارة ، المقولات . الفصول الخمسة لإيساغوجي . البرهان .

              ومن كتبه أيضا : شرح كتاب "المجسطي" في علم الهيئة لبطليموس، و"شرح المقالتين الأولى والخامسة من كتاب إقليدس في الهندسة"، وكتاب في المدخل إلى الهندسة الوهمية، وكلام في حركة الفلك، ومقالة في صناعة الكيمياء.

              وفي كتابه "إحصاء العلوم" قسم الفارابي العلوم، إلى ثماني مجموعات، ثم ذكر فروع كل مجموعة، وموضوع كل فرع منها، وأغراضه، وفوائده، وقد ترجمه جيرار الكريموني هذا الكتاب إلى اللاتينية.

              إيمانه بوحدة الحقيقة كان يعتقد أن الحقيقة الطبيعية الفلسفية واحدة وليس هناك حقيقتان في موضوع واحد بل هناك حقيقة واحدة وهي التي كشف عنها أفلاطون وأرسطو، وبرأيه أن كل الفلسفات التي تقدم منظومة معرفية ينبغي أن تحذو حذو أفلاطون وأرسطو.

              كان الفارابي يعتقد أن فلسفة أفلاطون هي عين فلسفة أرسطو ووضع كتاب (الجمع بين رأيي الحكيمين أفلاطون وأرسطو) أفلاطون وأرسطو كلاهما يبحثان في الوجود من جهة علله الأولى، وعند أفلاطون الوجود والعلل الأولى هي (المثل) وأرسطو (العلل الأربعة)، ولكن الفارابي كان يعتقد في كتابه أنه لا فرق وحاول أن يوفق بين الفيلسوفين وقدم مجموعة من الأدلة ليقول أن هؤلاء كشفا الحقيقة وكل من جاء بعدهما يجب أن يحذو حذوهما.

              التمييز الذي قام به الفارابي بين النبي من ناحية والفيلسوف من ناحية: المعرفة تكون بتجريد المعاني الكلية من المحسوسات، النبي والفيلسوف كلاهما يتلقى حقائق وينقلها للآخرين، ويقول الفارابي أن معرفة الحقائق القصوى كلها مصدرها الله لكن فرق بين حقائق النبي وحقائق الفيلسوف فالفيلسوف يتلقى الحقائق بواسطة العقل الفعال فتكون طبيعتها عقليه وليس حسية، الرسول تأتيه المعارف منزلة من عند الله بتوسط الملك جبريل ويتلقى الوحي بالمخيلة ثم يتم تحويل الصور المتخيلة إلى صور ومعاني تنقل للناس، المعارف النبوية هي معارف المخيلة أساس فيها.

              وتميز الفارابي بالمنطق في فلسفته في السياسة والأخلاق ومن أشهر كتبه: "آراء المدينة الفاضلة" و"الموسيقى الكبير"، وتتمثل أرائه في أهل المدينة الفاضلة بأنه خير المدن الممكنة على الأرض بالنسبة للبشر، وقضية الكاتب هي قضية السعادة التي يطلبها جميع الناس ويقسم الكتاب إلى قسمين: قسم يبحث فيه الفارابي نظرية الوجود ونرى فيها التمييز بين الممكن والواجب، القسم الثاني خاص بالمدينة وآراء أهل الجماعة الفاضلة القسم الأول يقابله القسم الثاني والمدن المضادة للمدينة الفاضلة.

              ويبني الفارابي المدينة على غرار الوجود بأسره، فكما للوجود مبدأ أعلى كذلك المدينة الفاضلة لها مبدأ أعلى وهو الرئيس، ويقول الفارابي إن القصد في المدينة الفاضلة الإبانة عن الجماعة التي تسود فيها السعادة والمدينة الفاضلة هي التي يطلب جميع أهلها السعادة والمدن المضادة يطلب فيها أهلها أشياء مضادة، والسعادة عند الفارابي مرتبطة بتصوره للتركيبة الإنسانية والنفس الإنسانية والسعادة تكون عندما تسيطر النفس العاقلة (وفضيلتها الحكمة) على النفس الغضبية (وفضيلتها الشجاعة) والنفس الشهوانية (وفضيلتها العفة) فيصل الإنسان للسعادة.

              أما المدينة الجاهلة فهي عكس المدينة الفاضلة، يطلب أهلها السعادة الآتية من النفس الغضبية والشهوانية، والمدينة الفاسقة هي التي عرف أهلها المبادئ الصحيحة وتخيلوا السعادة على حقيقتها ولكن أفعالهم مناقضة لذلك، والمدينة المبدلة: أيضا مضادة للمدينة الفاضلة ويكون السلوك فيها فاضل ثم يتبدل، والمدينة الضّآلة التي يعتقد أهلها في الله والعقل الفعال آراء فاسدة واستعمل رئيسها التمويه والمخادعة والغرور ويصّور الله والعقل الفعال تصوير خاطئ وكانت سياسته خداع وتمويه.

              وجعل الفارابي مجموعة سمات مميزة لأهل المدينة الفاضلة هي معرفة السبب الأول وصفاته (أي الله) معرفة العقول والأفلاك معرفة الأجرام السماوية معرفة الأجسام الطبيعية معرفة الإنسان يعرفون السعادة ويمارسونها أي معرفتهم كاملة بالوجود وبكل الموجودات وعلى رأس المدينة الفاضلة، يضع الفارابي الرئيس مثلما للوجود رئيس هو الله وللإنسان رئيس هو القلب.

              والذي يقول على المدينة الفاضلة (الرئيس) له صفات: - تام الأعضاء - جودة الفهم والتصور - جودة الحفظ - جودة الذكاء والفطنة - حسن العبارة في تأدية معانيه - الاعتدال في المأكل والمشرب والمنكح - محبة الصدق وكراهية الكذب - كبر النفس ومحبة الكرامة (أي تقدير الذات) - الاستخفاف بأعراض الدنيا - محبة العدل بالطبع وكره الجور - قوة العزيمة والجسارة والإقدام - ويتوج هذه الصفات بالحكمة والتعقل التام - جودة الإقناع - جودة التخيل - القدرة على الجهاد ببدنه.

              يتبـــــــــــــــــــــــع











              [CENTER][B][SIZE=4][B][FONT=arial black][COLOR=#333333]۞۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞
              ۞ *•.¸.•* بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الْرَّحِيمِ •¸ .*• ۞
              ۞ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ۞ اللَّهُ الصَّمَدُ ۞ لَمْ * • ۞
              ۞ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ۞ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ * • ۞
              ۞ *•.¸.•**• *•.¸.•* *• ۞
              ۞۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞[/COLOR][/FONT][/B][/SIZE][/B]

              [/CENTER]

              [CENTER][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=red]حجاجي :
              [/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=blue][COLOR=red]أصل الكلمة:[/COLOR] هو القفيز اتخذه الحجاج ابن يوسف على صاع عمر بن الخطاب وهو مكيال إسلامي يستعمل في الوزن والكيل اثاء العصور الإسلامية.[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5]

              [/SIZE][/FONT] [FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=red]الحجاجي يساوي صاعاً حسب رأي أهل العراق وصاع وثلاث اخماس الصاع حسب رأي أهل الحجاز.[/COLOR][/SIZE][/FONT]
              [/CENTER]

              تعليق


              • #8
                ألغ بك: مخترع آلات الفلك



                تمثال لألغ بك





                ألغ بك (Ulugh beg) هو محمد تورغاى بن شاه رخ بن تيمورلنك، ولد سنة 796هـ/1393م في "سلطانية" بآسيا الوسطى، ونشا في بيت إمارة وسلطان، فقد كان أبوه يحكم بلداناً كثيرة ومقاطعات واسعة، وقبل سن العشرين، عينه والده أميراً على "تركستان" وبلاد ما وراء النهر، واتخذ ألغ بك سمرقند عاصمة له، واستقر فيها حاكماً تسعاً وثلاثين سنة، وجعلها مركزاً للحضارة الإسلامية، وقد قام خلال مدة حكمه التي دامت ما يقرب من أربعين سنة، بعدة أعمال عظيمة وقدم خدمات كثيرة للعلوم والفنون. وبعد وفاة والده في عام 850هـ/1446م ارتقى ألغ بك عرش التيموريين في هراة، فكان في السياسة والحرب أقل حظاً منه في العلوم والآداب، إذ بدأت الفتن في الدولة مع بداية حكمه، واستقل الولاة بالمقاطعات التي كانوا يحكمونها، وثار عليه ابنه عبد اللطيف، وانتهت الحرب بينهما بهزيمة ألغ بك على يد ابنه، الذي سلّمه إلى عبد فارسي من عبيده يدعى عباساً فحاكمه محاكمة صورية وقتله، وكانت مدة حكم ألغ بك للدولة بكاملها عامين وثمانية أشهر.

                توصل ألغ بك إلى اختراع آلات فلكية جديدة أعانت الفلكيين على بحوثهم، وفي هذا يقول "ل . بوفات" L.Bouvat)) : استطاع "ألغ بك" أثناء عمله معهم، أي الفلكيين، استنباط آلات جديدة قوية، تعينهم في بحوثهم المشتركة".

                كما اشتغل بالمثلثات، وقد ساعدت جداوله في الجيوب والظلال على تقدم هذا العلم، واعتنى بفروع الرياضيات الأخرى، لاسيما الهندسة التي حلّ بعض مسائلها المعقدة، وقد بنى في سمرقند مرصداً وجهزه بجميع الآلات والأدوات التي كانت معروفة في زمانه، وكان هذا المرصد "يعد في زمانه إحدى عجائب الدنيا"، وجمع فيه عدداً من كبار العلماء الفلكيين والرياضيين مثل "قاضي زاده الرومي"، و"معين الدين القاشاني" وغيرهما، وعكف معهم (من 827 إلى 839هـ) على تصحيح الأرصاد اليونانية.

                ولم يكن ألغ بك عالماً بالفلك والرصد والرياضيات فقط، بل كان كذلك أديباً ومؤرخاً وفقيهاً، فقد درس القرءان الكريم وحفظه وجوده بالقراءات السبع، وكان مؤرخاً، فصنّف في تاريخ أبناء جنكيزخان الأربعة كتاباً عنوانه "أوغلوسي أربع جنكزي"، والكتاب مفقود لم يعثر له على أثر.

                وجمع في بلاطه العلماء من سائر الأقطار، وأغدق عليهم الأموال، وأجزل لهم الرواتب، كما استدعى من سمع بفضله منهم وضمه إلى حاشيته، أمثال صلاح الدين موسى، المعروف بقاضي زادة الرومي، وغياث الدين جمشيد الكاشي، وملا علاء الدين القوشجي، والشاعر عصمت البخاري وغيرهم.

                وأنشأ ألغ بك في سمرقند سنة 825هـ/1421م مدرسة عليا تشبه الجامعات التقنية في هذا العصر، نقش على أبوابها "طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة"، وعين قاضي زادة الرومي مديراً لها، وقد بنيت على هيئة مربع، في كل ضلع من أضلاعه قاعة للمحاضرات، عهد بها إلى مدرس خاص، وكان قاضي زادة يحاضر في الرياضيات والفلك، وكان ألغ بك يحضر الكثير من محاضراته، أثرت إنجازات مدرسة ألغ بك تأثيراً كبيراً في تطوير العلم شرقاً وغرباً، وخاصة في الهند والصين.

                واشتغل ألغ بك بعلم المثلثات، ووضع جداول دقيقة بالجيوب والظلال ساعدت على تقدم علم الفلك وتطوره، كما اشتغل بفروع الرياضيات الأخرى ولاسيما الهندسية، واهتم بالعمارة والفنون، وتشهد الأبنية التي شيدها على ذوق فني متميز وأهمها، إضافة إلى المرصد والمدرسة العليا، مسجد ألغ بك، وقد سمي بالمسجد المقطّع، لزخرفته من الداخل بالخشب المقطع على النمط الصيني، وقاعة العرش المسماة (الكرمشخانة)، والقصر ذو العمد المعقودة بأبراج أربعة شاهقة، والمزيّن بأربعين عموداً من المرمر، وقصر جيني خانة الذي نقشت جدرانه بالصور على الطراز الصيني.


                أنشأ ألغ بك مرصده المشهور في مدينة سمرقند سنة 823هـ/1420م وكان يقع شمالي المدينة مباشرة منحرفاً نحو الشرق، واختار مكانه المناسب فلكيون مشهورون، وتوخي ألغ بك أن يكون المرصد شاهداً على عظمة الدولة وقوتها فجعل أسسه في الصخر ونقاط ارتكازه تشبه أسس الجبل، وحصنه وأقام منشآت من الحجر القاسي وكساها بالرخام والمرمر، وكان المرصد يضم نماذج عشرة كواكب، وتمثيلاً لسبع دوائر سماوية مع دوائر لسبعة كواكب ثابتة عليها، وتمثيلاً لبعض الكواكب السيارة والمناخات والجبال والبحار والصحارى، وكل ذلك ممثل في رسوم مدهشة، وعلى مخططات لا شبيه لها داخل حجرات بناء مرتفع مشيد على مكان عال.

                وتعد المزولة (الدائرة العمودية) أساساً للمرصد، وكانت في الأصل تتألف من قوسين متوازيين من الحجر المكسو بالمرمر داخل مبنى دائري، وبلغ نصف قطر المزولة 40.214 متراً، وطول قوسها 63 متراً ولم يبق منها سوى القوس السفلية وطولها 32ْ مقسمة إلى درجات وموجودة ضمن خندق محفور في الصخر بعرض مترين وعمق أحد عشر متراً، ويبرز جزء منها فوق الأرض.

                كما بنى ألغ بك في مرصده ربع الدائرة التي استعملها لتعيين ارتفاع قطب النقطة التي بني فيها المرصد، وذكر أن ارتفاعها كان يضاهي ارتفاع قباب جامع آياصوفيا في القسطنطينية، كما زود المرصد بجميع آلات الرصد المعروفة في زمانه وامتازت بحجمها الكبير ودقتها الفائقة، وأضاف إليه آلات مبتكرة جديدة حتى عُد المرصد في ذلك الوقت إحدى عجائب الدنيا.

                عهد ألغ بك في إنشاء المرصد إلى غياث الدين جمشيد الكاشي سنة 823هـ/1420م فتوفي قبل إنجازه، وتولاه قاضي زادة الرومي (840هـ)، الذي توفي أيضاً قبل إتمامه، فتولاه وأكمله علي القوشجي (879هـ)، وقام بإدارته حتى مقتل ألغ بك، فترك العمل وهرب إلى أذربيجان، ومنها أُرسل سفيراً إلى القسطنطينية في عهد السلطان العثماني محمد الثاني، الذي عرف فضله وعينه أستاذاً لعلوم الفلك والرياضيات في مدرسته في آيا صوفيا وتوفي فيها.

                بدأ الرصد في مرصد ألغ بك عام 827هـ/1423م، وفي عام 839هـ/1435م صدر «الزيج السلطاني الجديد» أو «زيج كركاني» منسوباً إلى ألغ بك، وهو يحتوي أربع مقالات: شملت المقالة الأولى حساب التوقعات وحساب التواريخ الزمنية، وهذه المقالة تتألف من مقدمة وخمسة أبواب، وقد أوضح ألغ بك في المقدمة الباعث على وضع الزيج، وهو إصلاح الكثير من الأخطاء التي وردت في الجداول الفلكية التي وضعها علماء سابقون، ولاسيما اليونانيون منهم، كما أشاد بفضل الذين عاونوه، أما المقالة الثانية فكانت في معرفة الأوقات والمطالع في كل وقت وتقع في اثنتين وعشرين باباً، أما المقالة الثالثة فكانت في معرفة سير الكواكب ومواضعها، وفيها ثلاثة عشر باباً، وأما الرابعة فكانت في معرفة مواقع النجوم الثابتة.

                وقد حسبت في الزيج مواقع 1018 نجماً، بالدرجات وبالدقائق فقط، من دون الثواني، وأضاف المؤلف إليها طرائق جديدة لحساب الخسوف والكسوف، وجداول للنجوم ولحركات الشمس والقمر، ولخطوط الطول والعرض للمدن المشهورة في العالم آنذاك.

                إن الدقة التي توصل إليها ألغ بك في تفسير التقويم الذي قام به عمر الخيام (515هـ/1121م) وإصلاحه، هي أقرب التفسيرات للحقيقة التاريخية، كما يقول المؤرخ جورج سارتون (1884 ـ 1956)، ويعد العمل الذي أُنجز في مرصد ألغ بك إسهاماً بارزاً في تراث علم الفلك العالمي، يمثل منتهى ما وصل إليه علم الفلك في العصور الوسطى قبل اختراع التلسكوب.

                اندثر مرصد ألغ بك مع الزمن، وبقي أحجية للمؤرخين حتى عام 1908م، حين تمكن عالم الآثار الروسي السمرقندي (ف.ل فياتكين)، بعد دراسات دقيقة وجهود تنقيبية مضنية استمرت سنوات كثيرة، من كشف آثار المرصد تحت رسوبيات كثبانية رملية، وفي منطقة المرصد دفن عالم الآثار هذا بناء على وصيته وبنت الحكومة ضريحاً تذكارياً رمزياً لألغ بك.

                يعد "زيج ألغ بك" من أهم المؤلفات الفلكية التي جمع فيه نتائج الأرصاد التي تمت خلال اثنتي عشرة سنة، ويشتمل هذا الزيج على طرق عملية لحساب الخسوف والكسوف، وجداول النجوم الثابتة، ولحركات الشمس والقمر والكواكب، ولخطوط الطول والعرض للمدن الكبيرة في العالم.

                وهناك اختلاف حول اللغة التي كتب بها هذا الزيج، هل هي العربية أم الفارسية أم التركية ؟، وقد طبع هذا الكتاب لأول مرة في لندن سنة 1650م، ونقل فيما بعد إلى اللغات الأوربية.

                وترجم "سيديو" المقدمة إلى الفرنسية ونشرها في باريس عامي 1847م و1853م في مجلدين، وفي عام 1419هـ/1998م قام فؤاد سزكين، بتعاون مع مجموعة من الباحثين، بجمع وإعادة طبع أعمال ألغ بك الفلكية باللغة الألمانية.




                الجزري.. عبقرية الهندسة الميكانيكية



                واحدة من رافعات المياه التي صممها الجرزي





                هو "بديع الزمان أبوالعز إسماعيل سيد الرزاز" (1136-1206)، الملقب بالجزري، عالم ومهندس ومخترع عربي مسلم، ولد في العراق، تفوق في العلوم وبرع في تصميم الآلات ذات الحركة وآلات قياس الزمن، ويعد "الجرزي" أحد رواد الهندسة الميكانيكية العرب، فهو مخترع العمود المرفقي (Crankshaft) والساعات الميكانيكية التي تعمل بالماء والأثقال، سجل أكثر من 60 اختراعاً في كتابه "الجمع بين العلم والعمل النافع في صناعة الحيل".

                عمل "الجرزي" مثل أبيه، مهندساً لدى سلاطين الأتراك الارتقيين الذين كانوا يحكمون مدينة ديار بكر، ووصف الجرزي نحو 50 آلة ميكانيكية في ست تصنيفات مختلفة مثل الساعات المائية (احدى ساعاته الشهيرة قام متحف العلوم في لندن عام 1976 بإعادة بنائها)، جهاز غسيل الأيدي، أجهزة رفع المياه، المضخات الثنائية بمواسير شفط، استخدام العمود المرفقي في آلة، معايرة فوهة، تغليف الخشب لمنع إلتوائه، الموازنة الاستاتيكية للعجلات، استخدام النماذج الورقية لتمثيل التصميمات الهندسية، صب المعادن في صناديق القوالب المغلقة باستخدام الرمل الأخضر، والكثير من الآلات غير هؤلاء. وله الفضل في أول اختراع مسجل لروبوت انساني مبرمج.

                الحديث عن "الجرزي" لا ينفصل عن انجازات العرب الميكانيكية في القرن الثالث عشر الميلادي التي كانت تنفذ بأيدي الصناع المبدعين وتكمن أهمية الجزري بأنه كان يمثل التيار الرئيسي للمهارات الميكانيكية الدقيقة والتي إزدهرت في الأجيال اللاحقة في ورشات صانعي الساعات وصانعي الأجهزة العلمية، تلك التكنولوجيا التي كانت وراء الثورتين العلمية والصناعية، وضعه لساعات لاتزال قائمة ومضخات لاتزال تعمل إلى وقت قريب. أضاف "الجرزي" الكثيرمن من الآلات والوسائل الميكانيكية والهيدروليكية التي ظهر أثرها في التصميم الميكانيكي للمحرك البخاري ومحرك الإحتراق الداخلي والتحكم الآلي والتي لا تزال أثارها ظاهرة إلى الآن .

                جمع الجرزي بين العلم والعمل، ويمثل وصفه للآلات وصف مهندس مخترع مبدع عالم بالعلوم النظرية والعلمية ومن أهم تصميماته المضخة ذات الأسطوانتين المتقابلتين وهي تقابل حاليا المضخات الماصة والكابسة، وتصميماته لنواعير رفع الماء عن طريق الإستفادة من الطاقة المتوفرة في التيار الجاري في الأنهر.

                وتكمن أهمية تصميمات الجزري بأن كافة الات رفع الماء المعقدة ذات الزنجير والدلاء الموضوعة من قبل الجزري كانت تدور بقوة دفع الحيوانات وليس بقوة الماء وهو الذي وضع أساس الإستفادة من الطاقة الكامنة للمياه بشكل عملي.

                وقدم الجرزي للحضارة العالمية مخطوطات كان لها اثر كبير على تطور التكنولوجيا التي يتمتع بها عالمنا المعاصر كتصميمه مضخة كابسة استعمل فيها لأول مرة صمامات عدم الرجوع التي لا غنى عنها اليوم وتصميماته لآلات تستعمل القوة الكامنة في سقوط الماء.

                من أهم مؤلفات الجزري: كتاب "معرفة الحيل الهندسية" الذي شرح فيه كيف صنع آلات قياس الزمن بأنواعها خاصةً الساعة المائية الليلية، وكتاب " الهيئة والأشكال، وكتاب الحيل في الجمع بين العلم و العمل، وقد ترجمت كتبه إلى اللاتينية في القرن الثالث عشر الميلادي.





                الجرجاني.. مؤسس علم البلاغة



                غلاف كتاب دلائل الإعجاز في علم المعاني الذي كتبه أبو بكر الجرجاني





                هو "أبو بكر عبد القاهر بن عبدالرحمن الجرجاني" الإمام النحوي وأحد علماء الكلام على مذهب الأشاعرة ولد وعاش في (جرجان) وهي مدينة مشهورة بين طبرستان وخراسان ببلاد فارس في مطلع القرن الخامس للهجرة ولم يفارقها حتى توفي سنة 471هـ .

                كان منذ صغره محبًّا للعلم، فأقبل على الكتب والدرس، خاصة كتب النحو والأدب والفقه، ولما كان فقيرًا لم يخرج لطلب العلم نظرًا لفقره، بل تعلم في جرجان وقرأ كل ما وصلت إليه يده من كتب، فقرأ للكثيرين ممن اشتهروا باللغة والنحو والبلاغة والأدب، كسيبويه والجاحظ والمبرِّد وابن دُرَيْد وغيرهم.

                وتهيأت له الفرصة ليتعلم النحو، على يد واحد من كبار علماء النحو؛ عندما نزل جرجان واستقر بها، وتمضي الأيام ليصبح عبد القاهر عالمًا وأستاذًا، واشتهر شهرة كبيرة، وذاع صيته، فجاء إليه طلاب العلم من جميع البلاد يقرءون عليه كتبه ويأخذونها عنه، وكان عبد القاهر يعتز بنفسه كثيرًا ويكره النفاق، ولا يذل نفسه من أجل المال، ووصل عبد القاهر الجرجاني لمنزلة عالية من العلم، ولكنه لم يُقَدَّر التقدير الذي يستحقه.


                ترجع شهرة الجرجاني إلى كتاباته في البلاغة، فهو يعتبر مؤسس علم البلاغة، أو أحد المؤسسين لهذا العلم، ويعد كتاباه: (دلائل الإعجاز) و(أسرار البلاغة) من أهم الكتب التي أُلفت في هذا المجال، وقد ألفها الجرجاني لبيان إعجاز القرآن الكريم وفضله على النصوص الأخرى من شعر ونثر، وقد قيل عنه: كان ورعًا قانعًا، عالـمًا، ذا نسك ودين.

                وترك الجرجاني آثاراً مهمة في الشعر والأدب والنحو وعلوم القرآن، من ذلك ديوان في الشعر وكتب عدة في النحو والصرف منها أهمها: كتاب "الإيضاح في النحو" وكتاب "الجمل"، أما في الأدب وعلوم القرآن فكان له "إعجاز القرآن" و"الرسالة الشافية في الإعجاز" ، هذا بالإضافة إلى "دلائل الإعجاز" و"أسرار البلاغة" الذي أورد فيهما معظم آرائه في علوم البلاغة العربية.

                تبحّر الجرجاني في علوم النحو واللغة والبلاغة، ووضع "الرسالة الشافية في الإعجاز" لتأكيد عمله المنهجي في هذا الموضوع المهم، وخالف رأي الكثيرين في الإعجاز، حين زعموا أن إعجاز القرآن، إنما هو "بالصرفة"، أي ان الله صرف العرب عن مضاهاة القرآن، فدفع هذه الفكرة بقوة وإصرار، وألح على تبيان فسادها في مؤلفاته عن الإعجاز، معتبراً ان إعجاز القرآن ليس "بالصرفة"، وانما هو في فصاحته وبلاغته.

                ويرى الجرجاني أن الفصاحة والبلاغة، هما مصدر الإعجاز في القرآن، لا عن طريق تخير الألفاظ ولا الموسيقا ولا الاستعارات وألوان المجاز، وإنما عن طريق النظم، اذ ان نظم القرآن وتأليفه، هما مصدر الإعجاز فيه، ويقول الجرجاني: "فإذا بطل الذي أعجزهم من القرآن في شيء مما عددناه.. لم يبق إلا ان يكون في النظم والتأليف".

                وحمل عبدالقاهر الجرجاني على النقاد الذين كانوا ينحازون إلى اللفظ ويقدمونه على المعنى، وكان يحس بوعي نقدي أن ثنائية اللفظ والمعنى عند "ابن قتيبة" هي خطر على النقد والبلاغة، فتقديم اللفظ، قتل الفكر، لأن الفصاحة ليست في اللفظة، وإنما هي في العملية الفكرية التي تصنع تركيباً فصيحاً من الألفاظ.

                ويشرح الجرجاني، نظرية الصورة المجتمعة من اللفظ والمعنى، ويشبهها بعملية الصياغة، ويعتبر أن النظم والتأليف هما الإعجاز في الكلام، والذي يحققه التفاوت، تماما مثلما يحدث النظم في الإبريسم الذي يحافظ على "العامل العمدي" في إنشاء صورة ما، وقد وضح الجرجاني المصطلح النقدي الذي أسماه الصورة في الكلام فقال: "وأعلم أن قولنا الصورة، إنما هو تمثيل وقياس لما نعلمه بعقولنا على الذي نراه بأبصارنا.."

                ويتحدث عن البينونة بين معنى ومعنى وصورة وصورة فيقول: "ثم وجدنا بين المعنى في أحد البيتين وبينه في الآخر بينونة في عقولنا وفرقاً.. قلنا للمعنى في هذا صورة غير صورته في ذلك"، ويرى الجرجاني أن التفاوت في الصور، هو الطريق لإثبات الإعجاز، فإذا بلغ الأثر الأدبي درجة من التميز لا يلحقه فيها أي أثر آخر، صح أن يسمى معجزاً.

                أما التأكيد على الصورة فقد أبعد "الجرجاني" نفسه عن الخوض في العلاقة بينها وبين "الفاعل" لها او القوة الفاعلة لها، لأن الناقد يستكشف الجمال الفني، وان طبيعة إعجاز هذه الصورة الجمالية، هي التي تتخذ دليلا على الفاعل، دون أن تفضي الى التحدث عن مدى العلاقة بينها وبينه.

                وللجرجاني رأيه في المعنى ومعنى المعنى، وهو نظرياً يتصل بتفاوت الدلالات الناجم عن طريق الصياغة. فالمعنى: هو المفهوم الظاهر في اللفظ. أما معنى المعنى، فمرحلة تتجاوز المعنى الظاهر، إلى المستوى الفني في الكتابة والاستعارة. وفي هذه المرحلة يكون التفاوت في الصورة والصياغة.

                ووضع الجرجاني كتابه "أسرار البلاغة" لدراسة معنى المعنى، حيث درس التشبيه والتمثيل والاستعارة، وألمح الى أن "معنى المعنى" يقوم على مستويات متفاوتة في الدلالة والتأثير معاً، وكانت له وقفته النقدية حين تحدّث عن التناوب بين المكني والصريح وضرورة إعلاء شأن قوة التمثيل من الزاوية العقلية بغية الوصول إلى اللذة النفسية في تتبع صور الجمال

                يوجد للجرجاني أكثر من خمسين مؤلفا في علم الهيئة والفلك والفلسفة والفقه، ولعل أهم هذه الكتب: كتاب التعريفات وهو معجم يتضمن تحديد معاني المصطلحات المستخدمة في الفنون والعلوم حتى عصره، وهذا المعجم من أوائل المعاجم الاصطلاحية في التراث العربي، وقد حدد فيه الجرجاني معاني المصطلحات تبعا لمستخدميها وتبعا للعلوم والفنون التي تستخدم فيها، وجعل تلك المصطلحات مرتبة ترتيبا ابجديا مستفيدا في ذلك من المعاجم اللغوية التي يسهل التعامل معها، ويعد هذا المعجم من المعاجم المهمة، وأشار المستشرقين لأهميته الدلالية والتاريخية.

                وللجرجاني عدة كتب في النحو منها : (المغني) و(المقتصد) و(التكملة) و(الجمل) وفي الشعر منها: (المختار من دواوين المتنبي والبحتري وأبو تمام) ، ومن مؤلفاته الأخرى : رسالة في تقسيم العلوم ، وخطب العلوم ، وشرح كتاب الجغميني في علم الهيئة، وشرح الملخص في الهيئة للجغميني، وشرح التذكرة النصيرية وهي رسالة نصير الدين الطوسي، وتحقيق الكليات.

                توفي شيخ البلاغيين (عبد القاهر الجرجاني) سنة 471هـ، لكن علمه مازال باقيًا، يغترف منه كل ظمآن إلى المعرفة ويهدي إلى السبيل الصحيح في بيان إعجاز القرآن الكريم.






                يتبــــــــــــــــــــــع









                [CENTER][B][SIZE=4][B][FONT=arial black][COLOR=#333333]۞۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞
                ۞ *•.¸.•* بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الْرَّحِيمِ •¸ .*• ۞
                ۞ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ۞ اللَّهُ الصَّمَدُ ۞ لَمْ * • ۞
                ۞ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ۞ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ * • ۞
                ۞ *•.¸.•**• *•.¸.•* *• ۞
                ۞۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞[/COLOR][/FONT][/B][/SIZE][/B]

                [/CENTER]

                [CENTER][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=red]حجاجي :
                [/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=blue][COLOR=red]أصل الكلمة:[/COLOR] هو القفيز اتخذه الحجاج ابن يوسف على صاع عمر بن الخطاب وهو مكيال إسلامي يستعمل في الوزن والكيل اثاء العصور الإسلامية.[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5]

                [/SIZE][/FONT] [FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=red]الحجاجي يساوي صاعاً حسب رأي أهل العراق وصاع وثلاث اخماس الصاع حسب رأي أهل الحجاز.[/COLOR][/SIZE][/FONT]
                [/CENTER]

                تعليق


                • #9
                  الجاحظ .. عمدة الأدباء وصاحب البخلاء



                  البخلاء الكتاب الأبرز للجاحظ





                  هو "أبوعثمان عمرو بن بحر محبوب الكناني الليثي البصري"، (159-255 هـ) ولد في البصرة وتوفي فيها، نشأ فقيرا، وكان جاحظ العينين، طلب العلم في سن مبكّرة، فقرأ القرآن ومبادئ اللغة على شيوخ بلده، ولكن اليتم والفقر حال دون تفرغه لطلب العلم، فصار يبيع السمك والخبز في النهار، ويكتري دكاكين الورّاقين في الليل فكان يقرأ منها ما يستطيع قراءته.

                  كانت ولادة الجاحظ في خلافة المهدي ثالث الخلفاء العباسيين، ووفاته في خلافة المهتدي بالله سنة 255 هجرية، فعاصر بذلك 12 خليفة عباسياً هم: المهدي والهادي والرشيد والأمين والمأمون والمعتصم والواثق والمتوكل والمنتصر والمستعين والمعتز والمهتدي بالله، وعاش القرن الذي كانت فيه الثقافة العربية في ذروة ازدهارها.

                  أخذ علم اللغة العربية وآدابها على أبي عبيدة صاحب عيون الأخبار، والأصمعي الراوية المشهور صاحب الأصمعيات وأبي زيد الأنصاري، ودرس النحو على الأخفش، وعلم الكلام على يد إبراهيم بن سيار بن هانئ النظام البصري.

                  كان متصلا -بالإضافة لاتصاله للثقافة العربية- بالثقافات غير العربية كالفارسية واليونانية والهندية، عن طريق قراءة أعمال مترجمة أو مناقشة المترجمين أنفسهم، كحنين بن إسحق وسلمويه، وتوجه إلى بغداد، وفيها تميز وبرز، وتصدّر للتدريس، وتولّى ديوان الرسائل للخليفة المأمون.

                  عاش الجاحظ نحو تسعين عاماً وترك كتباً كثيرة يصعب حصرها، وإن كان البيان والتبيين، كتاب الحيوان، البخلاء أشهر هذه الكتب، كتب في علم الكلام والأدب والسياسية والتاريخ والأخلاق والنبات والحيوان والصناعة والنساء وغيرها.

                  قال ابن خلدون عند الكلام على علم الأدب: "وسمعنا من شيوخنا في مجالس التعليم أن أصول هذا الفن وأركانه أربعة كتب هي: أدب الكاتب لابن قتيبة، كتاب الكامل للمبرد، كتاب البيان والتبيين للجاحظ، وكتاب النوادر لأبي علي القالي، وما سوى هذه الأربعة فتبع لها وفروع منها".

                  انتـهج الجاحظ في كتبه ورسـائله أسلوباً بحثيًّا أقلُّ ما يقال فيه إنَّهُ منهجُ بحثٍ علميٍّ مضبوطٌ ودقيقٌ، يبدأ بالشَّك لِيُعْرَضَ على النَّقد، ويمرُّ بالاسـتقراء على طريق التَّعميم والشُّـمول بنـزوعٍ واقعيٍّ وعقلانيٍّ، وهو "في تجربته وعيانه وسماعه ونقده وشكِّه وتعليله كان يطلع علينا في صورةِ العالم الذي يُعْمِلُ عقله في البحث عن الحقيقة، ولكنَّه استطاع برهافة حسِّه أن يسبغ على بحثه صبغة أدبيَّةً جماليَّة تُضفي على المعارف العلميَّة رواءً من الحسن والظَّرْف، يرفُّ بأجنحته على معطيات العلم في قوالبها الجافية، ليسيغها في الأذهان ويحببها إلى القلوب، وهذه ميزة قلَّت نظيراتها في التُّراث الإنساني.‏

                  ولم يكتف " الجاحظ" بالشَّك أساساً من أسس منهجه في البحث العلميِّ بل عَرَضَ لِمَكانة الشَّك وأهمِّيَّته من النَّاحية النَّظريَّة في كثيرٍ من مواضع كتبه، ومن أهم ما قاله في ذلك: "واعرف مواضع الشَّك وحالاتها الموجبة لها لتعرف بها مواضع اليقين والحالات الموجبة لـه، وتعلَّم الشَّك في المشكوك فيه تعلُّماً، فلو لم يكن في ذلك إلا تعرُّف التَّوقُّف ثُمَّ التَّثبُّت، لقد كان ذلك مما يُحتاج إليه.

                  وفي النقد تكشف كتب الجاحظ ورسائله عن عقليَّة نقديَّةٍ بارعةٍ؛ نقديَّةٍ بالمعنى الاصطلاحي المنهجي وبالمعنى الشَّائع للانتقاد، فنقده بالمعنى الشَّائع يتجلَّى أكثر ما يتجلَّى في تهكُّمه وتعليقاته السَّاخرة التي لم يسلم منها جانبٌ من جوانب المعرفة ولا مخطئٌ أمامه أو واصلٌ إليه خبره، أما نقده المنهجيُّ فما أكثر ما تجلَّى في كتبه ورسائله في تعامله مع مختلف الموضوعات المعرفيَّة؛ العلميَّة والأدبيَّة، ومن ذلك نقده لعلماء عصره ومحدِّثيه ورواته وفقهائه والعلماء السَّابقين، والشَّواهد على ذلك جدِّ كثيرة، تجعلنا حقًّا في حيرة أمام اختيار واحد منها.‏

                  للجاحظ العديد من المؤلفات، ويعد كتاب "البخلاء" أشهر تلك المؤلفات، وهو الذي يصنف بأنه كتاب أدب وعلم وفكاهة، وهو من أنفس الكتب التي يتنافس فيها الادباء والمؤرخون، فلا نعرف كتابا يفوقه للجاحظ، حيث تجلى فيه اسلوبه الفياض، وقدرته النادرة في وصف الحياة الاجتماعية في صدر الدولة العباسية كما وصف: فقد اطلعنا على اسرار الاسر، ودخائل المنازل، واسمعنا حديث القوم في شؤونهم الخاصة والعامة، وكشف لنا عن كثير من عاداتهم وصفاتهم واحوالهم.

                  ويعد كتاب البخلاء دراسة اجتماعية تربوية نفسية اقتصادية لهذا الصنف من الناس وهم البخلاء، وللكتاب أهمية علمية حيث يكشف لنا عن نفوس البشر وطبائعهم وسلوكهم علاوة على احتوائه على العديد من أسماء الأعلام والمشاهير والمغمورين وكذلك أسماء البلدان والأماكن وصفات أهلها والعديد من أبيات الشعر والأحاديث والآثار فالكتاب موسوعة علمية أدبية اجتماعية جغرافية تاريخية.




                  البتاني .. بطليموس العرب


                  أبو عبدالله البتاني




                  هو "أبو عبد الله محمد بن جابر بن سنان الرقي الحراني"، المعروف باسم "البتاني"، كني "بالرقي" نسبة إلى "الرقة" بلدة على نهر الفرات، ولد في "بتان" من نواحي حران الواقعة على أحد روافد نهر الفرات بالعرق، وتاريخ ولادته غير معروف بدقة ويرجح أنه ولد سنة 244 هـ/ 858 ميلادية، وأجمع المؤرخون على أن تاريخ وفاته كان في عام 317 هـ / 929م قرب مدينة الموصل بالعراق.

                  يعد البتاني الذي يعرف عند الغربيين في العصور الوسطى باسم (Albategnius) أو (Albategni)، من أكبر علماء الفلك عند العرب، فقد أوقف حياته على رصد الأفلاك من عام 264هـ حتى وفاته، وقد درس "البتاني" على يد والده جابر البتاني الذي كان بدوره عالماً مشهوراً، ثم انتقل إلى "الرقة" حيث انكب على دراسة مؤلفات من سبقوه، وخاصة مؤلفات "بطليموس"، ثم انتقل إلى ميدان البحث في الفلك، والمثلثات، والجبر، والهندسة، والجغرافيا. وقد عاش حياته العلمية متنقلاً بين "الرقة" و"إنطاكية" في سوريا، وبها أنشأ مرصداً يحمل اسمه (مرصد البتاني).

                  وجاء في دائرة المعارف الإسلامية، أن البتاني يعدّ أحد المشهورين برصد الكواكب والمتقدمين في علم الهندسة، وهيئة الأفلاك، وحساب النجوم، كما يجمع علماء الإفرنج على أن البتاني كان في علمه أسمى مكانة من الفلكي الإغريقي بطليموس، وقال "لالاند Lalande" الفلكي الفرنسي، إن البتاني من الفلكيين العشرين الأئمة الذين ظهروا في العالم كله"، وسماه بعض الباحثين "بطليموس العرب"، كما وصفه "جورج سارطون" بأنه أعظم فلكيي جنسه وزمنه، ومن أعظم علماء الإسلام.


                  يعد البتاني من أعظم فلكيي العالم، بنظرياته المهمة التي وضعها في هذا المديان، كما كان له نظريات في علمي الجبر وحساب المثلثات، واشتهر البتاني برصد الكواكب وأجرام السماء، وعلى الرغم من عدم توافر الآلات الدقيقة كالتي نستخدمها اليوم فقد تمكن من جمع أرصاد ما زالت محل إعجاب العلماء وتقديرهم.

                  وترك "البتاني" عدة مؤلفات في علوم الفلك، والجغرافيا، وله جداوله الفلكية المشهورة التي تعتبر من أصح الزيج التي وصلتنا من العصور الوسطى، في كتاب "الزيج الصابي" ويضم الكتاب أكثر من ستين موضوعاً أهمها: تقسيم دائرة الفلك وضرب الأجزاء بعضها في بعض وتجذيرها وقسمتها بعضها على بعض، معرفة أقدار أوتار أجزاء الدائرة، مقدار ميل فلك البروج عن فلك معدل النهار وتجزئة هذا الميل، معرفة أقدار ما يطلع من فلك معدل النهار، معرفة مطالع البروج فيما بين أرباع الفلك، معرفة أوقات تحاويل السنين الكائنة عند عودة الشمس إلى الموضع الذي كانت فيه أصلاً، معرفة حركات سائر الكواكب بالرصد ورسم مواضع ما يحتاج إليه منها في الجداول في الطول والعرض.

                  عرف البتاني قانون تناسب الجيوب، واستخدم معادلات المثلثات الكرية الأساسية، كما أدخل اصطلاح جيب التمام، واستخدم الخطوط المماسة للأقواس، واستعان بها في حساب الأرباع الشمسية، وأطلق عليها اسم (الظل الممدود) الذي يعرف باسم (خط التماس)، وتمكن البتاني في إيجاد الحل الرياضي السليم لكثير من العمليات والمسائل التي حلها اليونانيون هندسياً من قبل، مثل تعيين قيم الزوايا بطرق جبرية.

                  ومن أهم منجزاته الفلكية أنه أصلح قيم الاعتدالين الصيفي والشتوي، وعين قيمة ميل فلك البروج على فلك معدل النهار (أي ميل محور دوران الأرض حول نفسها على مستوى سبحها من حول الشمس). ووجد أنه يساوي 35َ 23ْ (23 درجة و35 دقيقة)، والقيمة السليمة المعروفة اليوم هي 23 درجة، وقاس البتاني طول السنة الشمسية، وأخطأ في مقياسها بمقدار دقيقتين و22 ثانية فقط، كما رصد حالات عديدة من كسوف الشمس وخسوف القمر.

                  ومن إسهامات البتاني في علم الفلك اكتشافه السمت (azimuth) والنظير (nadir) وتحديد نقطتيهما في السماء؛ كما أنه حدد بدقة ميل الدائرة الكسوفية، وطول السنة المدارية، والفصول، والمدار الحقيقي والمتوسط للشمس، وخالف بطليموس في ثبات الأوج الشمسي، وبرهن على تبعيته لحركة المبادرة الاعتدالية، وله أرصاد دقيقة للكسوف والخسوف اعتمد عليها الغربيون في تحديد تسارع حركة القمر في حركته خلال قرن من الزمن.

                  أما أهم أرصاده، فهي تصحيح حركات القمر والكواكب، ووضع جداول جديدة لموقعها، إضافةً إلى تحقيق مواقع عدد كبير من النجوم ضمنها زيجه الشهير الذي اعتمد عليه علماء الفلك قروناً عدة، ويعترف "نللينو" بأنه استنبط نظرية جديدة "تشف عن شيء كثير من الحذق وسعة الحيلة لبيان الأحوال التي يرى فيها القمر عند ولادته".

                  وفي مجال الرياضيات يُعَدّ البتاني من أوائل العرب الذين استعملوا الجيب بدل الوتر، كما أنه استعمل الظل وظل التمام في المثلث الكروي، وبحث بعض المسائل التي عالجها اليونان بالطرق الهندسية وحاول حلها بالجبر، والبتاني من الذين أسسوا علم المثلثات، ومن الذين عملوا على توسيع نطاقها.


                  للبتاني العديد من المؤلفات من أهمها كتاب ''زيج الصابي" وهو يحتوي على نتائج أرصاده للكواكب الثابتة لسنة 299هـ، وجداول تتعلق بحركات الأجرام التي هي من اكتشافاته الخاصة، وما قام به من الأعمال الفلكية المختلفة التي امتدت طوال اثنتين وأربعين سنة، من سنة 264 إلى 306هـ، فقد كان أول زيج (الزيج هو لفظ يطلق على الجداول الفلكية القديمة، وأصل اللفظ فارسي) ويحتوي على معلومات صحيحة دقيقة، وكان لهذا الكتاب أثر بالغ في تقدم علم الفلك والرياضيات سواء خلال النهضة العربية الإسلامية أو عند بداية النهضة الأوربية، وقد اعتمد عليه كثير من علماء العرب في حساباتهم، كما قام بعضهم باقتباس بعض محتوياته أو تفسيرها.

                  وترجم هذا الكتاب إلى بواسطة "بلاتوف تيفوك" في القرن الثاني عشر الميلادي باسم (Sciencia de Sttellarum) ويقابلها في اللغة الإنجليزية (Science of Stars) أو علم النجوم، وطبع في نورمبرغ عام 1537م، وفي القرن الثالث عشر الميلادي، أمر "ألفونس العاشر" ملك قشتالة بأن يترجم هذا الزيج من العربية إلى الإسبانية مباشرة، ويوجد مخطوط غير كامل لهذه الترجمة في باريس، كما توجد نسخة من هذا الكتاب في مكتبة الفاتيكان، وقد نشر كارلو نللينو بروما 1907-1899 طبعة للأصل العربي منقولاً عن النسخة الموجودة بمكتبة الأسكريال في ثلاثة مجلدات مصحوبة بترجمة لاتينية وتعليق على بعض الموضوعات.

                  ومن الكتب المهمة للبتاني" كتاب "معرفة مطالع البروج فيما بين أرباع الفلك"، الذي تناول فيه الحل الرياضي للمسألة التنجيمية لاتجاه الراصد، وكتاب "رسالة في مقدار الاتصالات" و"رسالة في تحقيق أقدار الاتصالات"، وقد تناول في هاتين الرسالتين موضوع اتفاق كوكبين في خط الطول أو في خط العرض السماوي، سواء أكانا على فلك البروج، أو كان أحدهما أو كلاهما خارج هذه الدائرة.

                  وألف البتاني "شرح المقالات الأربع لبطليموس"، وهي أربع مقالات ذيل بها بطليموس كتابه "المجسطي" عالج فيها مسائل التنجيم وتأثير النجوم على المسائل الدنيوية، وكتاب "تعديل الكواكب" الذي بحث أوضح فيه الفرق بين حركات الكواكب في مساراتها باعتبارها ثابتة المقدار، وبين حركاتها الحقيقية التي تختلف من موضع لآخر.







                  أبو معشر البلخي.. مفسر الأحلام والأبراج


                  غلاف لكتاب عن أبو معشر البلخي




                  هو أبو معشر جعفر بن محمد بن عمر البلخي (787 - 886)، والذي كان يعرف باسم ألبوماسر، ولد في بلخ والتي تقع حالياً في أفغانستان، كان من أشهر علماء الفلك المسلمين، وترجمت أعماله إلى اللاتينية وكانت معروفة في أوروبا حيث كان يعرف هناك باسم (ألبونسار Albunasar).

                  قدم إلى بغداد طلباً للعلم، فكان منزله في الجانب الغربي منها بباب خراسان، على ما جاء في (الفهرست)، وكان أولاً من أصحاب الحديث، ثم دخل في علم الحساب والهندسة، وعدل إلى علم أحكام النجوم، سكن واسط وفيها مات في 28 رمضان سنة 272 هـ.

                  درس ابو معشر الفلكين الهندي والفارسي بالذات، وانغمس في شؤون التقويم والتنجيم، ووصفه القفطي بعالم الاسلام في احكام النجوم، وقد عمل في بغداد، وخدم الخليفة العباسي المستعين.

                  وقيل إن المستعين قد ضربه بالسياط لأنه اخبر بشيء قبل حدوثه، وقال له اصبت فعوقبت، وقد ذاعت شهرة البلخي في اوربا في العصور الوسطى كذلك بل واصبح اسمه فيها اسطوريا، وادخلت كتبه اليها نظام ( قرانات العشائر )، وكان باتيستا بورنا، المتوفى عام 1606م ، هو اول من وضع عنه مسرحية تدور حول اعماله في التنجيم. َ

                  وفي الخمسين من عمره، تحول ابو معشر الى دراسة الجغرافيا، وهو من اوائل من ربطوا بين ظواهر المد والجزر وحركة القمر، وقد انشأ البلخي ( زيجقلعة كتكز) الملقب بزيج ( الهزارات ) والذي يمر خط نصف نهاره بهذه القلعة، وألف ( المدخل الكبير الى علم احكام النجوم ) الذي ترجم الى اللاتينية والى لغات اوربية اخرى ، وطبع في اوربا مرات كثيرة . َ

                  ترك أبو معشر مصنّفات جمّة في النجوم، وذكر منها ابن النديم بضعة وثلاثين كتاباً، ومن أهمها : كتاب المدخل الكبير الذي ترجم وطبع عدة مرات، كتاب أحكام تحاويل سني المواليد الذي ترجم أيضاً وطبع عدة مرات، كتاب مواليد الرجال والنساء، كتاب الألوف في بيوت العبادات، كتاب الزيج الكبير، كتاب الزيج الصغير، كتاب المواليد الكبير، كتاب المواليد الصغير، كتاب الجمهرة، كتاب الاختيارات، كتاب الأنوار، كتاب الأمطار والرياح وتغير الأهوية، كتاب السهمين وأعمار الملوك والدول، كتاب اقتران النحسين في برج السرطان، كتاب المزاجات، كتاب تفسير المنامات من النجوم، كتاب الأقاليم.

                  ويقول ابو معشر في كتابه (المدخل) إن العالم قد ابتدأ والنجوم السبعة مجتمعة في أول برج الحمل، وأنه سينتهي عند اجتماعها في برج الحوت، ولكتاب ( المدخل ) مختصر يعرف بـ (المدخل الصغير).

                  وله ايضا ( رسالة في علم الاسطرلاب ) و ( رسائل القمر ).






                  يتبـــــــــــــــــــــع



                  [CENTER][B][SIZE=4][B][FONT=arial black][COLOR=#333333]۞۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞
                  ۞ *•.¸.•* بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الْرَّحِيمِ •¸ .*• ۞
                  ۞ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ۞ اللَّهُ الصَّمَدُ ۞ لَمْ * • ۞
                  ۞ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ۞ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ * • ۞
                  ۞ *•.¸.•**• *•.¸.•* *• ۞
                  ۞۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞[/COLOR][/FONT][/B][/SIZE][/B]

                  [/CENTER]

                  [CENTER][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=red]حجاجي :
                  [/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=blue][COLOR=red]أصل الكلمة:[/COLOR] هو القفيز اتخذه الحجاج ابن يوسف على صاع عمر بن الخطاب وهو مكيال إسلامي يستعمل في الوزن والكيل اثاء العصور الإسلامية.[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5]

                  [/SIZE][/FONT] [FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=red]الحجاجي يساوي صاعاً حسب رأي أهل العراق وصاع وثلاث اخماس الصاع حسب رأي أهل الحجاز.[/COLOR][/SIZE][/FONT]
                  [/CENTER]

                  تعليق


                  • #10
                    أبو حامد الغزالي.. حجة الإسلام


                    الإمام أبو حامد الغزالي




                    هو "أبو حامد محمد بن محمد بن محمد بن أحمد الغزالي الشافعي الطوسي"، ولد في مدينة طوس في خراسان في عام 450هـ، وهو عالم وفقيه ومتصوِّف إسلامي لقب بحجة الإسلام، وهو أحد أهم أعلام عصره وأحد أشهر علماء الدين في التاريخ الإسلامي.

                    ولد أبو حامد الغزالي بقرية "غزالة" القريبة من طوس من إقليم خراسان عام (450هـ/ 1058م)، وإليها نسب الغزالي، ونشأ في بيت فقير لأب صوفي لا يملك غير حرفته، ولكن كانت لديه رغبة شديدة في تعليم ولديه محمد وأحمد، وحينما حضرته الوفاة عهد إلى صديق له متصوف برعاية ولديه، وأعطاه ما لديه من مال يسير، وأوصاه بتعليمهما وتأديبهما.

                    اجتهد الرجل في تنفيذ وصية الأب على خير وجه حتى نفد ما تركه لهما أبوهما من المال، وتعذر عليه القيام برعايتهما والإنفاق عليهما، فألحقهما بإحدى المدارس التي كانت منتشرة في ذلك الوقت، والتي كانت تكفل طلاب العلم فيها.

                    ودرس الغزالي في صباه على عدد من العلماء والأعلام، أخذ الفقه على الإمام أحمد الرازكاني في طوس، ثم سافر إلى جرحان فأخذ عن الإمام أبي نصر الإسماعيلي، وعاد بعد ذلك إلى طوس حيث بقي بها ثلاث سنين، ثم انتقل إلى نيسابور والتحق بالمدرسة النظامية، حيث تلقى فيها علم أصول الفقه وعلم الكلام على أبي المعالي الجويني إمام الحرمين ولازمه فترة ينهل من علمه ويأخذ عنه حتى برع في الفقه وأصوله، وأصول الدين والمنطق والفلسفة وصار على علم واسع بالخلاف والجدل.

                    وكان الجويني لا يخفي إعجابه به، بل كان دائم الثناء عليه والمفاخرة به حتى إنه وصفه بأنه "بحر مغرق".

                    درس الفقه في طوس ولازم أمام الحرمين أبو المعالي الجويني في نيسابور، أشتغل بالتدريس في المدرسة النظامية ببغداد بتكليف من نظام الملك، ودخل بغـداد فـي سنـة أربع وثمانيـن ودرس بهـا وحضره الأئمة الكبار كابن عقيل وأبي الخطاب وتعجبوا من كلامه واعتقدوه فائدة ونقلوا كلامه في مصنفاتهم ثم ترك التدريـس والرياسـة ولبـس الخام الغليظ ولازم الصوم وكان لا يأكل إلا من أجرة النسخ وحج وعاد ثم رحل إلى الشام وأقام ببيـت المقـدس ودمشق مدة يطوف المشاهد ثم بدأ في تصنيف كتاب الاحياء في القدس ثـم أتمه بدمشق إلا انه وضعه على مذهب الصوفية وترك فيه قانون الفقه,

                    عاد بعدها الغزالي إلى وطنه مشتغلا بتعبده فلما صار الوزارة إلى فخر الملك احضره وسمع كلامه وألزمه بالخروج إلى نيسابور فخرج ودرس ثم عاد إلى وطنه واتخذ في جواره مدرسة ورباطًا للصوفية وبنى دارًا حسنة وغرس فيها بستانًا وتشاغل بالقران وسمع الصحاح، توفي أبو حامد يوم الاثنين 14 جمادى الآخرة 505هـ، ديسمبر 1111 في مدينة طوس ورسالة قبيل الموت بعض أصحابه‏:‏ أوص فقال‏:‏ عليك بالإخلاص فلم يزل يكررها حتى مات‏.

                    يعد أبو حامد الغزالي من كبار المفكرين المسلمين بعامه ومن كبار المفكرين بمجال علم الأخلاق بخاصة، حيث جمع آرائه الأخلاقية بين طريقه الفلاسفة في بناء الأخلاق على حقيقة الإنسان والشريعة الإسلامية التي جاءت لتتم مكارم الأخلاق كم ورد في حديث الرسول صلى الله عليه و سلم‏.

                    وبين الغزالي الطرق العملية لتربيه الأبناء وإصلاح الأخلاق الذميمة وتخليص الإنسان منها، فكان بذلك مفكراً ومربياً ومصلحاً اجتماعياً في أن معاً، ويرى الغزالي أن الأخلاق ترجع إلى النفس لا إلى الجسد، فالخلق عنده هيئه ثابتة قفي النفس تدفع الإنسان للقيام بالأفعال الأخلاقية بسهوله ويسر دون الحاجة إلى التفكير الطويل.

                    والسعادة عند الغزالي هي تحصيل أنواع الخيرات المختلفة و هي: خيرات خاصة بالبدن، مثل الصحة والقوة وجمال الجسم وطول العمر، وخيرات خاصة بالنفس وهي فضائل النفس " الحكمة والعلم والشجاعة و العفة"، وخيرات خارجية وهي الوسائل وكل ما يعين الإنسان في حياته، مثل المال والمسكن ووسائل النقل والأهل و الأصدقاء، وخيرات التوفيق الإلهي مثل الرشد والهداية والسداد والتأييد.

                    ويرى الغزالي أن الأخلاق الفاضلة لا تولد مع الإنسان، وإنما يكتسبها عن طريق التربية والتعليم من البيئة التي يعيش فيها، والتربية الأخلاقية السليمة في نظر الغزالي تبدأ بتعويد الطفل على فضائل الأخلاق وممارستها مع الحرص على تجنيبه مخالطه قرناء السوء حتى لا يكتسب منهم الرذائل، و في سن النضج العقلي تشرح له الفضائل شرحاً علمياً يبين سبب عدها فضائل وكذلك الرذائل وسبب عدها رذائل حتى يصبح سلوكه مبيناً على علم و معرفه واعية.

                    ترك الغزالي للمكتبة العربية والإسلامية العديد من المؤلفات التي نقلت فكره وأرائه، ومن أهم كتبه : إحياء علوم الدين، المنقذ من الضلال، جواهر القرآن ودرره، مقاصد الفلاسفة، تهافت الفلاسفة، معيار العلم (مقدمة تهافت الفلاسفة)، محك النظر (منطق)، ميزان العمل، الاقتصاد في الاعتقاد، المستصفى في علم أصول الفقه، الوسيط في المذهب، الوجيز في فقه الإمام الشافعي، ضائح الباطنية، القسطاس المستقيم، فيصل التفرقة بين الإسلام والزندقة، التبر المسبوك في نصحية الملوك، أيها الولد المحب، كيمياء السعادة (بالفارسية مثل كتاب الإحياء)، شفاء الغليل في بيان الشبه والمخيل ومسالك التعليل، المنخول في علم الأصول، وكثير من الكتب في شتى العلوم .

                    من كلمات الغزالي المنثورة ما نقله "الزبيدي" في كتابه "إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين" نذكر منها:
                    - "أنوار العلوم لم تُحجب من القلوب لبُخلٍ ومنعٍ من جهة المُنعِمِ تعالى عن ذلك، بل لِخَبَثٍ وكدورةٍ وشغلٍ من جهة القلوب، فإنها كالأواني ما دامت مملوءة بالماء لا يدخلها الهواء، والقلب المشغول بغير الله لا تدخله المعرفة بجلاله".

                    - "جلاء القلوب والأبصار يحصل بالذكر، ولا يتمكن منه إلا الذين اتّقَوا، فالتقوى باب الذكر، والذكر باب الكشف، والكشف باب الفوز الأكبر".

                    - "قلب المؤمن لا يموت، وعلمه عند الموت لا ينمحي، وصفاؤه لا يتكدّر، وإليه أشار الحسن بقوله: التراب لا يأكل محل الإيمان".

                    - "مهما رأيت العلماء يتغايرون، ويتحاسدون، ولا يتآنسون، فاعلم أنهم اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة فهم خاسرون".

                    - "أشدُّ الناس حماقة أقواهم اعتقاداً في فضل نفسه، وأثبتُ الناس عقلاً أشدهم اتهاماً لنفسه".

                    - "مهما رأيتَ إنساناً سيِّء الظن بالله، طالباً للعيوب، فاعلم أنه خبيث في الباطن، والمؤمن سليم الصدر في حق كافة الخلق".

                    - "حقيقة الذكر لا تتمكن من القلب إلا بعد عمارته بالتقوى، وتطهيره من الصفات المذمومة، وإلا فيكون الذكر حديث نفس، ولا سلطان له على القلب، ولا يدفع الشيطان".

                    - "كما أنك تدعو ولا يُستجاب لك لفقد شرط الدعاء، فكذلك تذكر الله ولا يهرب الشيطان لفقد شروط الذكر".

                    - "النفس إذا لم تُمنَع بعضَ المباحات طمعت في المحظورات".

                    - "السعادة كلها في أن يملك الرجل نفسه، والشقاوة في أن تملكه نفسه".

                    - "من عوَّد نفسه الفكرَ في جلال الله وعظمته، وملكوتِ أرضه وسمائه، صار ذلك عنده ألذّ من كل نعيم، فلذةُ هذا في عجائب الملكوت على الدوام، أعظم من لذة من ينظر إلى أثمار الجنة وبساتينها بالعين الظاهرة، وهذا حالهم في الدنيا، فما الظن بهم عند انكشاف الغطاء عن العقبى؟".

                    - "لا يبقى مع العبد عند الموت إلا ثلاث صفات: صفاء القلب أعني طهارته من أدناس الدنيا؛ وأُنسه بذكر الله؛ وحبه لله. وطهارة القلب لا تحصل إلا بالكف عن شهوات الدنيا؛ والأُنس لا يحصل إلا بكثرة الذكر؛ والحُب لا يحصل إلا بالمعرفة، ولا تحصل معرفة الله إلا بدوام الفكر".

                    - "علماء الآخرة يُعرفون بسيماهم من السكينة والذلة والتواضع، أما التمشدق والاستغراق في الضحك، والحدّة في الحركة والنطق فمن آثار البطر والغفلة، وذلك من دأب أبناء الدنيا".




                    ابن عربي.. الشيخ الأكبر والفليسوف المتصوف




                    المتصوف الكبير الإمام "محي الدين محمد بن علي بن محمد بن عربي الحاتمي الطائي الأندلسي" لقب بالشيخ الأكبر، وهو ينسب إليه مذهب باسم الأكبرية، ولد بمرسية في الأندلس في رمضان عام 558هـ الموافق 1164م، قبل وفاة شيخ عبد القادر الجيلانى بعامين، وتوفي في دمشق عام 638هـ الموافق 1240م. ودفن في جبل سفح قاسيون.

                    كان أبوه علي بن محمد من أئمة الفقه والحديث، ومن أعلام الزهد والتقوى التصوف، وكان جده أحد قضاة الأندلس وعلمائها، فنشأ نشأة تقية ورعة نقية من جميع الشوائب الشائبة، وهكذا درج في جو عامر بنور التقوى، فيه سباق حر مشرق نحو الشرفات العليا للإيمان.

                    وانتقل والده إلى أشبيلية وحاكمها إذ ذاك السلطان محمد بن سعد، وهي عاصمة من عواصم الحضارة والعلم في الأندلس، وما كاد لسانه يبين حتى دفع به والده إلى أبي بكر بن خلف عميد الفقهاء، فقرأ عليه القرآن الكريم بالسبع في كتاب الكافي، فما أتم العاشرة من عمره حتى كان مبرزاً في القراءات ملهما في المعاني والإشارات، ثم أسلمه والده إلى طائفة من رجال الحديث والفقه.

                    مرض في شبابه مرضا شديدا وفي أثناء شدة الحمي رأى في المنام أنه محوط بعدد ضخم من قوى الشر، مسلحين يريدون الفتك به، وبغتة رأى شخصا جميلا قويا مشرق الوجه، حمل على هذه الأرواح الشريرة ففرقها شذر مذر ولم يبق منها أي أثر فيسأله محيي الدين من أنت؟ فقال له أنا سورة يس.

                    وعلي أثر هذا أستيقظ فرأي والده جالسا إلى وسادته يتلو عند رأسه سورة يس، ثم لم يلبث أن برئ من مرضه، وألقي في روعه أنه معد للحياة الروحية وآمن بوجود سيره فيها إلى نهايتها ففعل.

                    تزوج بفتاة تعتبر مثالا في الكمال الروحي والجمال الظاهري وحسن الخلق، فساهمت معه في تصفية حياته الروحية، بل كانت أحد دوافعه الي الإمعان فيها، وفي هذه الأثناء كان يتردد على إحدى مدارس الأندلس التي تعلم سرا مذهب الأمبيذوقلية المحدثة المفعمة بالرموز والتأويلات والموروثة عن الفيثاغورية والاورفيوسية والفطرية الهندية/ و كان أشهر أساتذة تلك المدرسة في ذلك القرن ابن العريف المتوفي سنة 1141م.

                    أثر "ابن عربي" تأثيرا كبيرا في التصوف الإسلامي ليس في زمنه فقط بل إلى الآن، ويعتبر أحد أبرز المفكرين المسلمين الذين حظيت أعمالهم بالدراسة والترجمة في مختلف أنحاء العالم.

                    وبرع الشيخ الأكبر " ابن عربي" في علم التصوف وكتب فيه المئات من الكتب والرسائل زاد عددها عن خمسمائة كتاب على حدّ قول عبد الرحمن جامي صاحب كتاب "نفحات الأنس".

                    ومن أهم المؤلفات هو كتاب "الفتوحات المكية" الذي يعد أهم مؤلَّف في التاريخ الإسلامي، ومن مؤلفاته كتاب "تفسير القرآن" الذي يقول فيه صاحب كتاب فوات الوفيات أنه يبلغ خمساً وتسعين مجلداً وربما هذا هو كتاب التفسير الكبير الذي بلغ فيه إلى سورة الكهف عند الآية: "وعلمناه من لدنا علما"، ثم توفي قبل أن يتمّه.

                    وله أيضاً: "فصوصُ الحِكَم" الذي يقول في مقدمته أنه رأى الرسول محمد صلّى الله عليه وسلّم في المنام وأعطاه كتابا وقال له أخرجه للناس ينتفعون به، فأخرجه كما هو من غير زيادة ولا نقصان.

                    وله أيضاً من الكتب: "محاضرة الأبرار"، "إنشاء الدوائر"، "عقلة المستوفز"، "عنقاء مغرب في صفة ختم الأولياء وشمس المغرب"، "ترجمان الأشواق"، "التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية"، "مواقع النجوم ومطالع أهلّة أسرار العلوم"، "الجمع والتفصيل في حقائق التنزيل"، "الجُذوة المقتبسة والخطرة المختلسة"، "كشف المعنى في تفسير الأسماء الحسنى"، "المعارف الإلهية"، "الإسرا إلى المقام الأسرى"، "مشاهد الأسرار القدسية ومطالع الأنوار الإلهية"، "الفتوحات المدنية"، "الأحاديث القدسية"، وغيرها الكثير من الرسائل الصغيرة.

                    وقام الدكتور "عثمان يحيى" رحمه الله بتأليف كتاب قيّم فيه مؤلفات الشيخ الأكبر سمّاه: مؤلفات ابن العربي تاريخها وتصنيفها، وهو باللغة الفرنسية ثم ترجمه الدكتور أحمد الطيبي إلى اللغة العربية ونشر عام 2001 من قبل الهيئة المصرية العامة للكتاب.

                    أجمع الكتّاب والباحثون المختصون أنّ الشيخ الأكبر "ابن العربي" لم يكن مؤلّفاً عاديّاً مثل غيره من المؤلّفين، بل كان يتميّز عن غيره بالكمّ والكيف، وهو نفسه يؤكد أنه لا يجري مجرى المؤلّفين الذين يكتبون عن فكر ورويّة، وقد وصفه بروكلمان بأنه من أخصب المؤلفين عقلاً وأوسعهم خيالاً، ووردت ترجمة محيي الدين ابن العربي في العديد من كتب التاريخ وتراجم الرجال، مثل: "المختصر المحتاج إليه"، و"التكملة لوفيات النقلة" و"سير أعلام النبلاء" و"تاريخ الإسلام" و"الوافي بالوفيات"وغيرها.

                    في التاريخ الإسلامي عُرف الكثير من الرجال بلقب "ابن عربي"، حيث ذكر "ابن ماكولا" في "الإكمال" بعض هؤلاء الرجال منهم: الزبير بن عربي أبو سلمة النميري البصري، والنضر بن عربي، وإبراهيم بن عربي الكوفي، ويعقوب بن عربي الكوفي، ويحيى بن حبيب بن عربي البصري، وعبد الله بن محمد بن سعيد بن عربي الطائفي، وحسين بن عربي البصري، ومحمد بن يوسف بن عربي البصري.

                    ولقب الشيخ "محي الدين ابن العربي" بالعديد من الألقاب، فكثيراً ما يدعوه مريدوه بألقاب التعظيم والتبجيل مثل سلطان العارفين، وإمام المتقين، ومربي الشيوخ والمريدين، والكبريت الأحمر، إلى غير ذلك من ألقاب التفخيم والتبجيل التي يستحقها، وابتداءً من القرن العاشر الهجري، بعد أن فتح السلطان سليم الأول دمشق سنة 922 للهجرة وأمر بتشييد مسجد الشيخ محيي الدين وبناء ضريحه إلى جانبه، أصبح ابن العربي يُعرف باسم الشيخ الأكبر.





                    ابن طُفَيْل.. صاحب اسطورة "حي بن يقظان"


                    غلاف كتاب حي بن يقظان




                    هو أبو بكر محمد بن عبد المالك بن محمد بن طفيل القيسي الأندلسي، يرجع نسبه إلى قبيلة بني قيس العربية، ولد قرب مدينة غرناطة بالأندلس، وتاريخ ولادته غير معروف، لكن من المحتمل أن يكون ولد في بداية القرن الثاني عشر الميلادي، حيث كان معلما لابن رشد المولود في تلك الفترة، ويعتبر عالما من العلماء اللواحق في عصر الحضارة الإسلامية، وكانت له معرفة جيدة وشاملة بمختلف العلوم، خاصة في الطب، والفلسفة، والفلك.

                    تنقل "ابن طفيل" في مناصب عدة ، فاشتغل في البداية كاتباً في ديوان والي غرناطة، ثم في ديوان الأمير أبي سعيد بن عبد المؤمن حاكم طنجة؛ ثم أصبح وزيراً وطبيباً للسلطان الموحدي "أبي يعقوب يوسف".

                    ويقال إن ابن طفيل كان له تأثير كبير على الخليفة، وقد استغل ذلك في جلب العلماء إلى البلاط، ونذكر منهم بصفة خاصة الفيلسوف والطبيب ابن رشد الذي قدمه ابن طفيل عندما تقدم به السن إلى السلطان ليقوم بشرح كتب أرسطو وليخلفه في عمله كطبيب، وقد ظل ابن طفيل في بلاط السلطان إلى أن توفي بمراكش عام 581هـ/1185م.


                    في مجال الطب، ذكر "لسان الدين ابن الخطيب" أن ابن طفيل ألف في الطب كتاباً من مجلدين، كما ذكر "ابن أبي أصيبعة" أنه كان بين ابن الطفيل وابن رشد مراجعات ومباحث في "رسم الدواء" جمعها ابن رشد في كتابه "الكليات"، كما كانت لابن طفيل أرجوزة في الطب تتألف من 7700 بيت.

                    وفي الفلك يقال إن ابن طفيل كانت له آراء مبتكرة في الفلك ونظريات في تركيب الأجرام السماوية وحركاتها، ويقول الباحث "ليون جوتيه" في كتابه عن ابن طفيل : على الرغم من عدم وجود أي شيء مكتوب عن الفلك، باستثناء بعض الفقرات القصيرة في كتاب حي ابن يقظان، فإننا نعرف أن ابن طفيل لم يكن راضياً عن النظام الفلكي الذي وضعه بطليموس، وأنه فكر في نظام جديد.

                    واستشهد الكاتب على ذلك بما كتبه كل من ابن رشد والبطروجي، فابن رشد في شرحه الأوسط لِـ "الآثار العلوية" لأرسطو، انتقد بدوره فرضيات بطليموس عن تكوين الأفلاك وحركاتها، وقال إن ابن طفيل يتوفر في هذا المجال على نظريات رائعة يمكن الاستفادة منها كثيراً، كما أن البطروجي في مقدمة كتابه الشهير عن الفلك، ذكر أن ابن طفيل أوجد نظاماً فلكياً ومبادئ لحركاته، غير تلك المبادئ التي وضعها بطليموس.

                    ويتساءل الباحث الفرنسي عن احتمال أن تكون فرضيات ابن طفيل تشتمل على بعض العناصر الأساس من الإصلاح الفلكي العظيم الذي جاء به كوبرنيك وجاليلي بعد أربعة قرون.

                    "مراجعات ومباحث" التي جرت بين "ابن طفيل" وابن رشد في "رسم الدواء"، جمعها ابن رشد في كتابه "الكليات"، ومن مؤلفات أبن طفيل الشهيرة "أرجوزة في الطب"، وهي توجد في خزانة جامع القرويين بفاس بالمملكة المغربية، وكتاب "رسالة في النفس" في الفلسفة .

                    من أشهر ما ترك "ابن طفيل" قصة "حي بن يقظان"، وهي قصة فلسفية عرض فيها أفكاره الفلسفية عرضاً قصصياً، محاولاً التوفيق فيها بين الدين والفلسفة، وقد عرفت هذه القصة في الغرب منذ القرن السابع عشر، وترجمت إلى عدة لغات، منها اللاتينية، والعبرية، والإنجليزية، والفرنسية، والألمانية، والهولندية.


                    قصة "حي بن يقظان" رغم دلالاتها الإيمانية التأملية في منظومة الخلق والكون من خلال فكر إنسان كان يعيش متفردا في جزيرة نائية منذ أن ألقي به في اليم وهو رضيع، فاهتدي بفطرته إلي مكنونات الخلق وعظمة الخالق من خلال عقله وبصره وسمعه، كما اهتدي ببصيرته إلي الإيمان.

                    ويتحدث "ابن طفيل" خلال قصته عن( البعد الثالث) بالكون وسماه الأقطار الثلاثة بالسماء وحددها بالطول والعرض والعمق، وكيف يعتقد أنها ممتدة إلي مالانهاية، إلا أنه أكد علي تحيز الكون قائلا: جسما لا نهاية له باطل لأن الفلك (الكون) علي شكل كرة، وهذا ما أطلق عليه إينشتين فيما بعد التقوس الكوني وتحيزه حيث إعتبر الكون كتلة متقوسة ( سماها ابن طفيل كرة) في فضاء متسع يتمدد فيه وكل ما يقاس فيه يتم من داخل وجودنا به ورغم هذا لانري حافته أو حدوده، والعلماء حتي الآن لايعرفون مركز تمدده .

                    وتساءل ابن طفيل قائلا: هل السماء ممتدة إلي غير نهاية ؟ أو هي متناهية محدودة بحدود تتقطع عندها ولايمكن أن يكون وراءها شيء من الإمتداد؟ وكانت نظرية التمدد الكوني ثورة فلكية عندما طالعنا إدوين هبل عام 1920 بها، لأنها قلبت مفهوم العلم عن الكون إلا أن ابن طفيل سبقه فيها منذ ثمانية قرون عندما أشار إليها، فلقد حدثنا عن (التمدد الكوني ) وإنتفاخ الكون قائلا: الأجسام السماوية تتحرك حول الوسط بالمكان ( الفضاء) ولو تحركت في الوضع ( المركز) علي نفسها أصبحت كروية الشكل .

                    وتطرق ابن طفيل إلى منظومة (وحدة الكون) قائلا: إن الفلك (الكون) بجملته وما يحتوي عليه من ضروب الأفلاك شيء واحد متصل ببعضه بعض كشخص واحد، وتحدث عن( نشوء الكون) قائلا : أن العالم (الكون) لايمكن أن يخرج إلي الوجود بنفسه ولابد له من فاعل (محدث) يخرجه إليه، وكان العدم والوجود من الأمور المثارة في علم الكلام ولاسيما لدي المعتزلة بالعصر العباسي حيث كانوا يبحثون في مسألة الخلق والقدم والحداثة للكون .

                    وفي حديثه عن التناسق الكوني يقول "ابن طفيل" : الكواكب والأفلاك كلها منتظمة الحركات جارية علي تسق، كما يتحدث عن المادة المضادة بمواد الكون قائلا: وأن أكثر هذه الأجسام مختلطة ومركبة من أشياء متضادة ولذلك تؤول إلي الفساد.

                    وتحدث أيضا عن الجاذبية الكونية والإنتفاخ الكوني والجينات والإنكسار الضوئي والمادة المظلمة بالكون وتكوير الأرض والشمس والقمر بإستفاضة.







                    ابن سينا .. أمير الأطباء وأرسطو الإسلام


                    ابن سينا




                    ابن سينا هو أبو علي الحسين بن عبد الله بن الحسن بن علي بن سينا، اشتهر بالطب والفلسفة واشتغل بهما، ولد في قرية (أفشنة) الفارسية قرب بخارى (في أوزبكستان حاليا) من أب من مدينة بلخ (في أفغانستان حاليا) و أم قروية سنة 370هـ (980م) وتوفي في همذان سنة 427هـ (1037م).

                    ونشأ "ابن سينا" تنشئه علمية ودينية فحفظ القرآن ودرس شيئا علوم عصره، حتى إذا بلغ العشرين من عمره توفي والده، فرحل إلى جرجان، وأقام بها مدة، وألف كتابه "القانون في الطب"، ولكنه ما لبث أن رحل إلى "همذان" فحقق شهرة كبيرة، وصار وزيرا للأمير "شمس الدين البويهي"، إلا أنه لم يطل به المقام بها؛ إذ رحل إلى "أصفهان" وحظي برعاية أميرها "علاء الدولة"، وظل بها حتى خرج من الأمير علاء الدولة في إحدى حملاته إلى همذان؛ حيث وافته المنية هناك.

                    كان ابن سينا عالما وفيلسوفا وطبيبا وشاعرا، ولُقِّب بالشيخ الرئيس والمعلم الثالث بعد أرسطو والفارابي، كما عرف بأمير الأطباء وأرسطو الإسلام، وكان سابقا لعصره في مجالات فكرية عديدة، ولم يصرفه اشتغاله بالعلم عن المشاركة في الحياة العامة في عصره؛ فقد تعايش مع مشكلات مجتمعه، وتفاعل مع ما يموج به من اتجاهات فكرية، وشارك في صنع نهضته العلمية والحضارية.

                    وكان لابن سينا ريادات في العديد من العلوم والفنون؛ ففي مجال علم الفلك استطاع ابن سينا أن يرصد مرور كوكب الزهرة عبر دائرة قرص الشمس بالعين المجردة في يوم (10 جمادى الآخرة 423 هـ = 24 من مايو 1032م)، وهو ما أقره الفلكي الإنجليزي "جير مياروكس" في القرن السابع عشر. وفي علم طبقات الأرض (الجيولوجيا) خاصة في المعادن وتكوين الحجارة والجبال، فيرى أنها تكونت من طين لزج خصب على طول الزمان، وتحجر في مدد لا تضبط، فيشبه أن هذه المعمورة كانت في سالف الأيام مغمورة في البحار، وكثيرا ما يوجد في الأحجار إذا كسرت أجزاء من الحيوانات المائية كالأصداف وغيرها، وكتب عن السحب وكيفية تكونها؛ فيذكر أنها تولد من الأبخرة الرطبة إذا تصعّدت الحرارة فوافقت الطبقة الباردة من الهواء، فجوهر السحاب بخاري متكاثف طاف الهواء، فالبخار مادة السحب والمطر والثلج والطل والجليد والصقيع والبرد وعليه تتراءى الهالة وقوس قزح.

                    واهتم "ابن سينا" بعلم النبات، وله دراسات علمية جادة في مجال النباتات الطبية، وقد أجرى المقارنات العلمية الرصينة بين جذور النباتات وأوراقها وأزهارها، ووصفها وصفا علميا دقيقا ودرس أجناسها، وتعرض للتربة وأنواعها والعناصر المؤثرة في نمو النبات، كما تحدث عن ظاهرة المساهمة في الأشجار والنخيل، وذلك بأن تحمل الشجرة حملا ثقيلا في سنة وحملا خفيفا في سنة أخرى أو تحمل سنة ولا تحمل أخرى.

                    أما في مجال الفيزياء فقد كان ابن سينا من أوائل العلماء المسلمين الذين مهدوا لعلم الديناميكا الحديثة بدراستهم في الحركة وموضع الميل القسري والميل المعاون، وإليه يرجع الفضل في وضع القانون الأول للحركة، وقد سبق إسحاق نيوتن بأكثر من ستة قرون وجاليليو بأكثر من 5 قرون وليوناردو دافنشي بأكثر من 4 قرون؛ مما يستحق معه أن ينسب إليه ذلك القانون الذي كان له فضل السبق إليه: "قانون ابن سينا للحركة والسكون".

                    وابتكر ابن سينا آلة تشبه الونير Vernier، وهي آلة تستعمل لقياس الأطوال بدقة متناهية، واستطاع بدقة ملاحظة أن يفرق بين سرعتي الضوء والصوت، وهو ما توصل إليه إسحاق نيوتن بعد أكثر من 600 سنة، وكانت له نظرياته في (ميكانيكية الحركة)، التي توصل إليها "جان بيردان" في القرن الرابع عشر، و(سرعة الحركة) التي بنى عليها "ألبرت أينشتين" نظريته الشهيرة في النسبية.

                    أسهم ابن سينا بالعديد من المؤلفات في الطب والفلسفة والموسيقى منها : في الطب كتاب "القانون" الذي ترجم وطبع عدّة مرات والذي ظل يُدرس في جامعات أوروبا حتى أواخر القرن التاسع عشر، وكتاب "الأدوية القلبية"، وكتاب "دفع المضار الكلية عن الأبدان الإنسانية"، وكتاب "القولنج" و"رسالة في سياسة البدن وفضائل الشراب"، و"رسالة في تشريح الأعضاء" و" رسالة في الفصد" و"رسالة في الأغذية والأدوية" و"أراجيز طبية" و"أرجوزة في التشريح" و"أرجوزة المجربات في الطب" و"الألفية الطبية" المشهورة التي ترجمت وطبعت.

                    واشتغل ابن سينا بالرصد، وتعمق في علم الهيئة، ووضع في خلل الرصد آلات لم يُسبق إليها، وله في ذلك عدد من المؤلفات القيمة، مثل: كتاب الأرصاد الكلية، ورسالة الآلة الرصدية، وكتاب الأجرام السماوية، وكتاب في كيفية الرصد ومطابقته للعلم الطبيعي، ومقالة في هيئة الأرض من السماء وكونها في الوسط، كتاب إبطال أحكام النجوم.

                    تميزت آراء ونظريات "ابن سينا" بالمسحة العقلية، وانعكس ذلك على أفكاره ومؤلفاته، فلم يكن ابن سينا يتقيد بكل ما وصل إليه ممن سبقوه من نظريات، وإنما كان ينظر إليها ناقدا ومحللا، ويعرضها على مرآة عقله وتفكيره، فما وافق تفكيره وقبله عقله أخذه وزاد عليه ما توصل إليه واكتسبه بأبحاثه وخبراته ومشاهداته، وكان يقول: "إن الفلاسفة يخطئون ويصيبون كسائر الناس، وهم ليسوا معصومين عن الخطأ"، ولذلك حارب التنجيم وبعض الأفكار السائدة في عصره في بعض نواحي الكيمياء، وخالف معاصريه ومن تقدموا عليه، الذين قالوا بإمكان تحويل بعض الفلزات الخسيسة إلى الذهب والفضة، فنفى إمكان حدوث ذلك التحويل في جوهر الفلزات، وإنما هو تغيير ظاهري في شكل الفلز وصورته، وفسّر ذلك بأن لكل عنصر منها تركيبه الخاص الذي لا يمكن تغييره بطرق التحويل المعروفة.

                    كان لابن سينا معرفة جيدة بالأدوية وفعاليتها، وقد صنف الأدوية في ست مجموعات، وكانت الأدوية المفردة والمركبة (الأقرباذين) التي ذكرها في مصنفاته وبخاصة كتاب القانون لها أثر عظيم وقيمة علمية كبيرة بين علماء الطب والصيدلة، وبلغ عدد الأدوية التي وصفها في كتابه نحو 760 عقَّارًا رتبها ألفبائيا.

                    ولقب "ابن سينا" بأمير الأطباء، فكان يعالج مرضاه بالمجان، بل إنه كثيرا ما كان يقدم لهم الدواء الذي يعده بنفسه، وفي كتابه "القانون" في الطب استطاع أن يقدم للإنسانية أعظم الخدمات بما توصل إليه من اكتشافات، فكان أول من كشف عن العديد من الأمراض التي ما زالت منتشرة حتى الآن، فهو أول من كشف عن طفيل "الإنكلستوما" وسماها الدودة المستديرة، وهو بذلك قد سبق الإيطالي "دوبيني" بنحو 900 سنة، وهو أول من وصف الالتهاب السحائي، وأول من فرّق بين الشلل الناجم عن سبب داخلي في الدماغ والشلل الناتج عن سبب خارجي، ووصف السكتة الدماغية الناتجة عن كثرة الدم، مخالفا بذلك ما استقر عليه أساطين الطب اليوناني القديم.

                    وكشف لأول مرة عن طرق العدوى لبعض الأمراض المعدية كالجدري والحصبة، وكان ابن سينا سابقا لعصره في كثير من ملاحظاته الطبية الدقيقة، فقد درس الاضطرابات العصبية والعوامل النفسية والعقلية كالخوف والحزن والقلق والفرح وغيرها، وأشار إلى أن لها تأثيرا كبيرا في أعضاء الجسم ووظائفها، كما استطاع معرفة بعض الحقائق النفسية والمرضية عن طريق التحليل النفسي، وكان يلجأ في بعض الأحيان إلى الأساليب النفسية في معاجلة مرضاه.

                    وفي علم الجراحة كان "ابن سينا" رائدا، فقد اتبع في فحص مرضاه وتشخيص المرض وتحديد العلاج الطريقة الحديثة المتبعة الآن، وذلك عن طريق جس النبض والقرع بإصبعه فوق جسم المريض، وهي الطريقة المتبعه حاليا في تشخيص الأمراض الباطنية، والتي نسبت إلى "ليوبولد أينبرجر" في القرن الثامن عشر، وكذلك من خلال الاستدلال بالبول والبراز، وأظهر "ابن سينا" مقدرة فائقة في علم الجراحة، فقد ذكر عدة طرق لإيقاف النزيف، سواء بالربط أو إدخال الفتائل أو بالكي بالنار أو بدواء كاو، أو بضغط اللحم فوق العرق.

                    وكان ابن سينا جراحا بارعا، فقد قام بعمليات جراحية ودقيقة للغاية مثل استئصال الأورام السرطانية في مراحلها الأولى وشق الحنجرة والقصبة الهوائية، واستئصال الخراج من الغشاء البلوري بالرئة، وعالج البواسير بطريقة الربط، ووصف بدقة حالات النواسير البولية كما توصل إلى طريقة مبتكرة لعلاج الناسور الشرجي لا تزال تستخدم حتى الآن، وتعرض لحصاة الكلى وشرح كيفية استخراجها والمحاذير التي يجب مراعاتها، كما ذكر حالات استعمال القسطرة، وكذلك الحالات التي يحذر استعمالها فيها.

                    وفي مجال الأمراض التناسلية كان له باع كبير، فوصف بدقة بعض أمراض النساء، مثل: الانسداد المهبلي والأسقاط، والأورام الليفية، وتحدث عن الأمراض التي يمكن أن تصيب النفساء، مثل: النزيف، واحتباس الدم، وما قد يسببه من أورام وحميات حادة، وأشار إلى أن تعفن الرحم قد ينشأ من عسر الولادة أو موت الجنين، وهو ما لم يكن معروفا من قبل، وتعرض أيضا للذكورة والأنوثة في الجنين وعزاها إلى الرجل دون المرأة، وهو الأمر الذي أكده مؤخرا العلم الحديث.

                    حظي كتاب "القانون" في الطب بشهرة واسعة في أوربا، حتى قال عنه "وليم أوسلر": "إنه كان الإنجيل الطبي لأطول فترة من الزمن"، وترجمه إلى اللاتينية "جيرارد أوف كريمونا"، وطبع نحو 15 مرة في أوربا ما بين عامي 878هـ= 1473م، و906 هـ = 1500م، ثم أعيد طبعه نحو عشرين مرة في القرن السادس عشر، وظل هذا الكتاب المرجع الأساسي للطب في أوربا طوال القرنين الخامس والسادس عشر، حتى بلغت طبعاته في أوربا وحدها أكثر من 40 طبعة، واستمر يُدرَّس في جامعات إيطاليا وفرنسا وبلجيكا حتى أواسط القرن السابع عشر، ظل خلالها هو المرجع العلمي الأول بها.

                    لا تزال صورة ابن سينا تزين كبرى قاعات كلية الطب بجامعة "باريس" حتى الآن؛ تقديرا لعلمه واعترافا بفضله وسبْقه، وعلى مر العصور حظي ابن سينا بتقدير واحترام العلماء والباحثين، وقال عنه "جورج ساتون": "إن ابن سينا ظاهرة فكرية عظيمة ربما لا نجد من يساويه في ذكائه أو نشاطه الإنتاجي .. إن فكر ابن سينا يمثل المثل الأعلى للفلسفة في القرون الوسطى"، ويقول دي بور: "كان تأثير ابن سينا في الفلسفة المسيحية في العصور الوسطى عظيم الشأن، واعتبر في المقام كأرسطو"، ويقول "أوبرفيل": "إن ابن سينا اشتهر في العصور الوسطى، وتردد اسمه على كل شفة ولسان، ولقد كانت قيمته قيمة مفكر ملأ عصره.. وكان من كبار عظماء الإنسانية على الإطلاق".


                    يتبــــــــــــــــــــــع














                    [CENTER][B][SIZE=4][B][FONT=arial black][COLOR=#333333]۞۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞
                    ۞ *•.¸.•* بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الْرَّحِيمِ •¸ .*• ۞
                    ۞ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ۞ اللَّهُ الصَّمَدُ ۞ لَمْ * • ۞
                    ۞ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ۞ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ * • ۞
                    ۞ *•.¸.•**• *•.¸.•* *• ۞
                    ۞۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞[/COLOR][/FONT][/B][/SIZE][/B]

                    [/CENTER]

                    [CENTER][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=red]حجاجي :
                    [/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=blue][COLOR=red]أصل الكلمة:[/COLOR] هو القفيز اتخذه الحجاج ابن يوسف على صاع عمر بن الخطاب وهو مكيال إسلامي يستعمل في الوزن والكيل اثاء العصور الإسلامية.[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5]

                    [/SIZE][/FONT] [FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=red]الحجاجي يساوي صاعاً حسب رأي أهل العراق وصاع وثلاث اخماس الصاع حسب رأي أهل الحجاز.[/COLOR][/SIZE][/FONT]
                    [/CENTER]

                    تعليق


                    • #11
                      ابن رشد .. العقل المرجع للتوفيق بين الشريعة والفلسفة



                      محمد بن رشد




                      هو محمد بن أحمد بن رشد الأندلسي أبو الوليد " الحفيد " (520- 595 هـ - 1126-1198م)، المعروف بابن رشد، ولد في قرطبة بالأندلس، من أسرة عرفت بالعلم والجاه. وتوفي في مراكش.

                      عرفت عائلة ابن رشد بالمذهب المالكي، وجده ابو الوليد محمد (توفي 1126) كان كبير قضاة قرطبة تحت حكم المرابطين، وشغل والده ذات المنصب حتى مجيء الموحدين.

                      درس الكلام والفقه والشعر والطب والرياضيات والفلك والفلسفة، قدمه ابن طفيل لأبي يعقوب خليفة الموحدين عام 1182م فعينه طبيبا له ثم قاضيا في قرطبة، وتولّى ابن رشد منصب القضاء في اشبيلية، وأقبل على تفسير آثار أرسطو، تلبية لرغبة الخليفة الموحدي أبي يعقوب يوسف، وكان قد دخل في خدمته بواسطة الفيلسوف ابن طفيل، ثم عاد إلى قرطبة حيث تولى منصب قاضي القضاة، وبعد ذلك بنحو عشر سنوات أُلحق بالبلاط المراكشي كطبيب الخليفة الخاص.

                      لكن الحكمة والسياسة وعزوف الخليفة الجديد (أبو يوسف يعقوب المنصور 1184 - 1198) عن الفلاسفة، ناهيك عن دسائس الأعداء والحاقدين، جعل المنصور ينكب ابن رشد، قاضي القضاة وطبيبه الخاص، ويتهمه مع ثلة من مبغضيه بالكفر والضلال ثم يبعده إلى "أليسانه" (بلدة صغيرة بجانب قرطبة أغلبها من اليهود)، ولا يتورع عن حرق جميع مؤلفاته الفلسفية، وحظر الاشتغال بالفلسفة والعلوم جملة، ما عدا الطب، والفلك، والحساب.

                      كانت النيران تأكل عصارة عقل جبار وسخط اتهام الحاقدين بمروق الفيلسوف، وزيغه عن دروب الحق والهداية... كي يعود الخليفة بعدها فيرضى عن أبي الوليد ويلحقه ببلاطه، ولكن قطار العمر كان قد فات إثنيهما فتوفي ابن رشد والمنصور في السنة ذاتها (1198 للميلاد)، في مراكش.

                      يعد ابن رشد في حقيقة الأمر ظاهرة علمية متعددة التخصصات، فهو فقيه مالكي، وقاضي القضاة في زمانه، وهو ذاته طبيب تفوق على أساتذته حتى ان أستاذه ابن زهر قال عنه: "ابن رشد أعظم طبيب بعد جالينوس"، وهو عينه فيلسوف عقلاني، وهو أيضا مترجم لأعمال أرسطو المرجعية والغرب فيما بعد، وهو أيضا فلكي ذي أعمال جليلة في المضمار، وهو نفسه المتكلم الذي تصدى لنقد المتكلمين باسم توافق المعقول والمنقول وعلى رأسهم الامام الغزالي.‏

                      من القضايا المهمة التي عمل عليها "ابن رشد" "مسألة التوفيق بين الشريعة والفلسفة"، وهي المسألة التي احتلت حيزًا كبيرًا في اهتماماته ودفعته للتوفيق بينهما وذلك لأسباب كثيرة من ضمنها أنه فيلسوف متدين، وذلك ما دفعه إلى أن يحرص على إظهار التوافق بين الدين والفلسفة، وجاء ذلك بعد حملة الغزالي وهجومه الضاري على الفلسفة والفلاسفة في كتابه "تهافت الفلاسفة"، وذكر الغزالي أن الفلسفة أدت بكثير من الناس إلى الكفر والإلحاد؛ فكان لزاما على الفقيه الفيلسوف أن يرد على هذا الزعم مبينا خطأه من صوابه.

                      ومن المبادئ التي اعتمدها "ابن رشد" في التوفيق بين الدين والفلسفة : أن الدين يوجب التفلسف، وأن الشرع فيه ظاهر وباطن، وأن التأويل ضروري للتوفيق بين الشريعة والفلسفة أو بين الدين والفلسفة.

                      وتوصل ابن رشد إلى "أن الدين أو الشرع يوجب النظر العقلي أو الفلسفي، كما يوجب استعمال البرهان المنطقي لمعرفة الله تعالى وموجوداته"، وذكر آيات كثيرة من القرآن الكريم تدعو إلى التفكر والتدبر، منها قوله تعالى : "فاعتبروا يا أولي الأبصار"، "أو لم ينظروا في ملكوت السماوات والأرض وما خلق الله من شيء"، وصرح ابن رشد بأن الاعتبار ليس إلا استنباط المجهول من المعلوم، وهو القياس العقلي أو الشرعي والعقلي معا.

                      ودعا "ابن رشد" إلى مبدأ القياس، وصرح بأنه لا استغناء عنه، وعده ضروريًّا، وقال بأنه لا مانع من الاستعانة بما قاله الفلاسفة السابقون حتى ولو كانوا على غير ملتنا، ورد على من قالوا بأن الفلسفة تؤدي إلى الكفر بأن السبب ليس هو الفلسفة، ولكن من يتناول الفلسفة.

                      وفي المبدأ الثاني يذهر "ابن رشد" إلى أن نصوص الشرع لها معنى جلي قريب وواضح، وأيضا لها معنى خفي، أو بعبارة أخرى لها معنى ظاهر ومعنى باطن، ويصرح بأن الله تعالى راعى اختلاف نظر الناس وتباين قرائحهم فجعل للشرع ظاهرا وباطنا، فعلى العامة أن يقبلوا ظاهر النصوص دون جدل أو تأويل؛ لأنهم ليسوا أهلا لذلك، وإنما التأويل هو من شأن البرهانيين وحدهم لأنهم أهل لذلك، ولا ينبغي أن تذاع التأويلات على العامة، بل يجب أن تكون في وسط الخاصة فقط لمناسبتها عقولهم.

                      وفي مبدأ ضرورة التأويل ذهب ابن رشد إلى أن التأويل ضروري لصالح الدين والفلسفة، فإذا كان الدين يوجب النظر العقلي أو الفلسفي، فإنه من الواجب أن نلتمس تأويل ما لا يتفق معه من النصوص، وصرح ابن رشد بأن كل ما أدى إليه البرهان وخالفه ظاهر الشرع فإن هذا الظاهر يقبل التأويل حتى لا يصطدم الشرع والعقل.

                      وقسم "ابن رشد" المعاني من حيث التأويل وعدمه لأقسام أربعة هي: ما لا يجوز تأويله لموافقة ظاهره باطنه، وما لا يجوز أن يؤوله إلا الراسخون في العلم، وذلك عندما يكون المعنى الظاهر ليس مرادا من النص، وما لا بد من تأويله وإظهار هذا التأويل للجميع، وذلك إذا كان المعنى الظاهر رمزا لمعنى خفي، وما يؤوله العلماء لأنفسهم، وذلك إذا كان ظاهر المعنى رمزًا ولا يُعرف مدلوله إلا بعلم بعيد، مثل الحديث الشريف "الحجر يمين الله في الأرض" يؤوله العلماء لأنفسهم، ويقال للعامة إنه من المتشابه.

                      وضع ابن رشد أكثر من خمسين كتاباً في مجالات مختلفة:

                      - من شروحاته وتلاخيصه لأرسطو :
                      - تلخيص وشرح كتاب ما بعد الطبيعة (الميتافيزياء).
                      - تلخيص وشرح كتاب البرهان او الأورغنون.
                      - تلخيص كتاب المقولات (قاطيفورياس).
                      - تلخيص كتاب الأخلاق.
                      - تلخيص كتاب السماع الطبيعي.
                      - شرح كتاب النفس.
                      - شرح كتاب القياس.

                      وله مقـالات كثيرة ومنها:
                      - مقالة في العقل.
                      - مقالة في القياس.
                      - مقالة في اتصال العقل المفارق بالإنسان.
                      - مقالة في حركة الفلك.
                      - مقالة في القياس الشرطي.

                      وله كتب أشهرها:
                      - كتاب مناهج الأدلة ، وهو من المصنفات الفقهية والكلامية في الأصول.
                      - كتاب فصل المقال فيما بين الحكمة و الشريعة من الاتصال ، وهو من المصنفات الفقهية والكلامية.
                      - كتاب تهافت التهافت الذي كان رد ابن رشد على الغزالي في كتابه تهافت الفلاسفة.
                      - كتاب الكليات.
                      - كتاب "التحصيل" في اختلاف مذاهب العلماء.
                      - كتاب "الحيوان" .
                      - كتاب "فصل المقال في مابين الحكمة والشريعة من الاتصال".
                      - كتاب "المسائل" في الحكمة
                      - كتاب "بداية المجتهد ونهاية المقتصد" في الفقه.
                      - كتاب "جوامع كتب أرسطاطاليس" في الطبيعيات والإلهيات.
                      - كتاب "شرح أرجوزة ابن سينا" في الطب


                      عندما ننظر إلى كتاب فصل المقال لابن رشد نجد أن ابن رشد قد آخى بين الفلسفة والمنطق فجعلهما مرتبطتين، ويعرف ابن رشد الفلسفة بأنها تعني المصنوعات التي يصنعها الصانع تدل عليه، وكلما عرفنا الموجودات معرفة أتم تكون معرفتنا بصانعها أتم، والشرع ندب (المندوب أي المستحب) إلى اعتبار الموجودات والنظر بها وبيان دلالتها، حيث دعا الشرع إلى اعتبار الموجودات لأن النظر في الموجودات نظر عقلي، وهناك أكثر من آية تشير إلى اعتبار الموجودات بالعقل.

                      ووفق ابن رشد تشير الآيات القرآنية إلى وجوب استعمال القياس العقلي، وبهذا يتضح تشديده على كلمات النظر، والاعتبار، والتفكر، والرؤية، ويعتبرها أدلة دينية على وجوب النظر العقلي في الموجودات، يفسر ابن رشد كلمة الاعتبار فيقول أننا من مقدمات معلومة نستنتج نتيجة مجهولة، أي من مقدمة كبرى فمقدمة صغرى نستنتج نتيجة، إذا سلمنا بالمقدمات الكبرى والصغرى ينتج عنها بالضرورة نتيجة، وبهذا الشكل سوّغ ابن رشد دراسة المنطق.

                      يميّز ابن رشد بين أنواع الأقيسة: القياس البرهاني: القياس الذي كلتا مقدمتاه صادقة. (وهو القياس السليم عنده) مثل: كل إنسان فانٍ..سقراط إنسان.. إذن سقراط فانٍ، والقياس الجدلي: القياس الذي إحدى مقدمتيه احتمالية أو كلتا مقدمتيه احتماليتان، والقياس المغالطي: هو القياس الذي فيه إحدى المغالطات.

                      ويقول "أبن رشد" أن الشرع أوجب النظر بالعقل في الوجود و أوجب دراسة المنطق من ناحية مفسرا آية "واعتبروا يا أولي الأبصار، معنى الأبصار القياس، وأوجب النظر في الوجود من علل الموجودات، والعلاقة بين ما يقرره العقل البرهاني وما تتفق به الشريعة، كل منهما يعبر عن الحق، والقضايا البرهانية العقلية هي حق، وما نطق به الشرع حق، والحق لا يضاد الحق بل يؤكده ويشهد له، أي ليس هناك تناقض بين الحكمة (الفلسفة) والشريعة، وكان مرجع ابن رشد النهائي هو العقل.





                      ابن خلدون.. مؤسس علم الاجتماع




                      هو عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر محمد بن الحسن. ولد ابن خلدون في تونس عام 732هـ لأسرة عربية يصل نسبها إلى الصحابي وائل بن حجر وتوفي في رمضان عام 808هـ في مصر وتم دفنه بها . له العديد من الاسهامات ويعتبر ابن خلدون مؤسس علم الاجتماع .

                      وتمتع ابن خلدون بمكانة علمية عالية سواء على المستوى العربي أو العالمي، فيقول عنه المؤرخ الإنجليزي توينبي "في المقدمة التي كتبها ابن خلدون في تاريخه العام، أدرك وتصور وأنشأ فلسفة التاريخ وهي بلا شك أعظم عمل من نوعه خلقه أي عقل في أي زمان".

                      شغل ابن خلدون عدد من المهام أثناء حياته فتنقل بين عدد من المهام الإدارية والسياسية، وشارك في عدد من الثورات فنجح في بعضها وأخفق في الأخر مما ترتب عليه تعرضه للسجن والإبعاد.

                      تنقل ابن خلدون بين كل من مراكش والأندلس وتونس ومن تونس سافر إلى مصر وبالتحديد القاهرة ووجد هناك له شعبية هائلة فعمل بها أستاذاً للفقه المالكي ثم قاضياً وبعد أن مكث بها فترة أنتقل إلى دمشق ثم إلى القاهرة ليتسلم القضاء مرة أخرى، ونظراً لحكمته وعلمه تم إرساله في عدد من المهام كسفير لعقد اتفاقات للتصالح بين الدول، ومن بين المهام التي كلف بها تمكن ابن خلدون من إيجاد الوقت من أجل الدراسة والتأليف.
                      إسهاماته

                      ترك ابن خلدون عددًا قليلا من المؤلفات أشهرها كتاب (العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر) ، ومن من أكبر إنجازات ابن خلدون أنه المؤسس الحقيقي لعلم الاجتماع وعلم العمران وواضع أسس علم التاريخ. وكثير من الكتاب الغربيين وصفو تقديم ابن خلدون للتاريخ بأنه أول تقديم لا ديني للتأريخ ، وهو له تقدير كبير عندهم.

                      وتعد ترجمة حياة ابن خلدون من أكثر ترجمات شخصيات التاريخ الإسلامي توثيقا بسبب المؤلف الذي وضعه ابن خلدون ليؤرخ لحياته و تجاربه و دعاه التعريف بابن خلدون ورحلته شرقا وغربا، تحدث ابن خلدون في هذا الكتاب عن الكثير من تفاصيل حياته المهنية في مجال السياسة والتأليف والرحلات، ولكنه لم يضمنها كثيرا تفاصيل حياته الشخصية والعائلية.
                      مؤلفاته

                      قدم ابن خلدون عدد من المؤلفات المهمة أهمهما "المقدمة" الشهيرة والتي قام بإنجازها عندما كان عمره ثلاثة وأربعون عاماً، وكانت هذه المقدمة من أكثر الأعمال التي أنجزها شهرة، ومن مؤلفاته الأخرى "رحلة ابن خلدون في المغرب والمشرق" وقام في هذا الكتاب بالتعرض للمراحل التي مر بها في حياته، حيث روى في هذا الكتاب فصولاً من حياته بجميع ما فيها من سلبيات وإيجابيات، ولم يضم الكتاب عن حياته الشخصية كثيراً ولكنه عرض بالتفصيل لحياته العلمية ورحلاته بين المشرق والمغرب، فكان يقوم بتدوين مذكراته يوماً بيوم، فقدم في هذا الكتاب ترجمته ونسبه والتاريخ الخاص بأسلافه، كما تضمنت هذه المذكرات المراسلات والقصائد التي نظمها، وتنتهي هذه المذكرات قبل وفاته بعام واحد مما يؤكد مدى حرصه على تدوين جميع التفاصيل الدقيقة الخاصة به لأخر وقت.

                      ومن الكتب التي احتلت مكانة مهمة كتاب " العبر" و " ديوان المبتدأ والخبر" والذي جاء في سبع مجلدات أهمهم "المقدمة " حيث يقوم في هذا الكتاب بمعالجة الظواهر الاجتماعية والتي يشير إليها في كتابه باسم "واقعات العمران البشري" ومن الآراء التي قدمها في مقدمته: "إن الاجتماع الإنساني ضروري فالإنسان مدني بالطبع، وهو محتاج في تحصيل قوته إلى صناعات كثيرة، وآلات متعددة، ويستحيل أن تفي بذلك كله أو ببعضه قدرة الواحد، فلابد من اجتماع القدر الكثيرة من أبناء جنسه ليحُصل القوت له ولهم- بالتعاون- قدر الكفاية من الحاجة الأكثر منهم بإضعاف".
                      فلسفته

                      أمتاز ابن خلدون بسعة إطلاعه على ما كتبه الأقدمون وعلى أحوال البشر وقدرته على استعراض الآراء ونقدها، ودقة الملاحظة مع حرية في التفكير وإنصاف أصحاب الآراء المخالفة لرأيه.

                      كان لخبرة ابن خلدون في الحياة السياسية والإدارية وفي القضاء، إلى جانب أسفاره الكثيرة في شمالي إفريقية وغربيها إلى مصر والحجاز والشام، أثر بالغ في موضوعية وعلمية كتاباته عن التاريخ وملاحظاته.

                      ويرى ابن خلدون في المقدمة أن الفلسفة من العلوم التي استحدثت مع انتشار العمران، وأنها كثيرة في المدن ويعرِّفها قائلاً: إن قومًا من عقلاء النوع الإنساني زعموا أن الوجود كله، الحسي منه وما وراء الحسي، تُدرك أدواته وأحواله، بأسبابها وعللها، بالأنظار الفكرية والأقيسة العقلية وأن تصحيح العقائد الإيمانية من قِبَل النظر لا من جهة السمع فإنها بعض من مدارك العقل، وهؤلاء يسمون فلاسفة جمع فيلسوف، وهو باللسان اليوناني محب الحكمة. فبحثوا عن ذلك وشمروا له وحوَّموا على إصابة الغرض منه ووضعوا قانونًا يهتدي به العقل في نظره إلى التمييز بين الحق والباطل وسموه بالمنطق".

                      وكانت لابن خلدون فلسفته الخاصة والتي بنى عليها بعد ذلك أفكاره ونظرياته في علم الاجتماع والتاريخ، حيث عمل على التجديد في طريقة عرضهم، فقد كان رواة التاريخ من قبل ابن خلدون يقومون بخلط الخرافات بالأحداث، هذا بالإضافة لتفسيرهم التاريخ استناداً إلى التنجيم والوثنيات، فجاء ابن خلدون ليحدد التاريخ بأنه "في ظاهره لا يزيد على أخبار عن الأيام والدول، وفي باطنه نظر وتحقيق وتعليل للكائنات ومبادئها، وعلم بكيفيات الوقائع وأسبابها" ، وذلك لأن التاريخ "هو خبر عن المجتمع الإنساني الذي هو عمران العالم، وما يعرض لطبيعة هذا العمران من الأحوال".

                      سعى ابن خلدون من أجل الإطلاع والمعرفة فكان مطلعاً على أراء العلماء السابقين، فعمل على تحليل الآراء المختلفة ودراستها، ونظراً لرحلاته في العديد من البلدان في شمال إفريقيا والشام والحجاز وعمله بها وإطلاعه على كتبها، وعلى الرغم من اعتراض ابن خلدون على آراء عدد من العلماء السابقين إلا أنه كان أميناً سواء في عرضه لهذه الآراء والمقولات أو نقده لها، وكان يرجع أرائهم الغير صحيحة في بعض الأمور نظراً لجهلهم بطبائع العمران وسنة التحول وعادات الأمم، وقواعد السياسة وأصول المقايسة.







                      ابن حزم .. مؤسس المذهب الظاهري وصاحب طوق الحمامة


                      تمثال للعلامة ابن حزم




                      هو أبو محمد ، علي بن احمد بن سعيد بن حزم في قرطبة عام 384 هجري و توفي محاصرا في منزله عام 456 هجري . له العديد من المؤلفات أشهرها طوق الحمامة .

                      بدأ ابن حزم طلبه للعلم بحفظ القرآن الكريم، ثم رواية الحديث، وعلم اللسان، فبلغ في كل ذلك مرتبة عالية، ثم اتجه من بعد ذلك إلى الفقه، فدرسه على مذهب الإمام مالك؛ الذي كان مذهب أهل الأندلس في ذلك الوقت، ولكنه كان مع دراسته للمذهب المالكي يتطلع إلى أن يكون حرًا، يتخير من المذاهب الفقهية ولا يتقيد بمذهب.

                      لذلك انتقل من المذهب المالكي إلى المذهب الشافعي، فأعجبه تمسكه بالنصوص، واعتباره الفقه نصًا أو حملاً على النص، وشدة حملته على من أفتى بالاستحسان، لكنه لم يلبث إلا قليلاً في الالتزام بالمذهب الشافعي، فتركه لما وجد أن الأدلة التي ساقها الشافعي لبطلان الاستحسان تصلح لإبطال القياس وكل وجوه الرأي أيضًا، ثم بدا له أن يكون له منهج خاص وفقه مستقل، فاتجه إلى الأخذ بالظاهر، وشدد في ذلك، حتى أنه كان أشد من إمام المذهب الأول داود الأصفهاني.
                      معيشته وصفاته

                      عاش ابن حزم في أول أمره في يسر ورخاء، ثم نزل به الحال بحرمانه من بعض مال أسرته، ومع ذلك فإنه لم يصل إلى مرتبة الفقر وإن كان دون الأغنياء، فهو قد حظي بالجاه، فكان أبوه وزيرًا من وزراء بني أمية، ثم لما تولى الخلافة هشام المؤيد تغير به الحال بوفاة أبيه، فاضطرت المحن والشدائد أسرته إلى الانتقال من قرطبة حاضرة الأندلس إلى المرية.

                      وفي هذه الفترة آل الأمر في شأن الخلافة إلى العلويين فكان الحكم لابن حمود، ولما خرج عليه المرتضى عبد الرحمن بن محمد من الأمويين ناصره ابن حزم وعاونه، فسار معه في جيشه الذي أراد به الاستيلاء على غرناطة، ولكنه اغتيل قبل أن يتم له ما أراد، فأسر ابن حزم ثم فك أسره عام 409هـ، فعاد بعد ذلك إلى قرطبة منصرفًا إلى العلم ومدافعًا عن الإسلام بإبطال ما كان يثيره اليهود والنصارى من افتراءات ضد الإسلام وأهله.

                      كان "ابن حزم" يرتحل ويطوف ببلاد الأندلس، ثم استقر به الأمر في إشبيلية أمدًا في مدة حكم المعتضد بن عباد، ولما بلغ المعتضد في استبداده واجترائه على الطعن في الأمويين؛ هاجمه ابن حزم في غير هوادة، فأحرق المعتضد كتبه إيذاء له وانتقامًا منه، وإرضاء لبعض العلماء الذين ضاقت صدورهم بعلمه، ويظهر أن الإحراق لم يكن لكل الكتب ولم يكن لكل النسخ، فإن تلاميذه في كل مكان كانوا يستحفظون كتبه وينسخونها.

                      وقد تتابعت المطاردة بابن حزم إلى أن انتهى به المقام في بلدة لبلة من بلاد الأندلس وبها توفي عام 456هـ. وقد حظي هذا العالم في حياته بكثير من الصفات وعديد من المواهب، مما مكنه من بلوغ المكانة العالية في مجالات العلم المتنوعة والمعارف المختلفة.
                      إسهاماته

                      كان هذا العالم مخلصًا في طلب العلم وتبليغه، ومع أنه كان ذا حدة ظهرت كثيرًا في جدله، فإنه لم يغفل عن ذكر سببها والكلام عنها، فقال: لقد أصابتني علة شديدة ولّدت في ربوًا في الطحال شديدًا، فولد ذلك علي من الضجر، وضيق الخلق، وقلة الصبر، والنزق أمرًا جاشت نفسي فيه إذ أنكرت تبدل خلقي، واشتد عجبي من مفارقتي لطبعي، وصح عندي أن الطحال موضع الفرح، وإذا فسد تولد ضده".

                      له في بعض الفنون كتب ومصنفات أشهرها الفصل بين أهل الآراء والنحل، وكتاب الصادع والرادع على من كفر من أهل التأويل من المسلمين، وكتاب الجامع في صحيح الحديث باختصار الأسانيد، وكتاب الإمامة والسياسة، وكتاب أخلاق النفس، والإيصال إلى فهم كتاب الخصال، وكتاب كشف الألباب ما بين أصحاب الظاهر وأصحاب القياس، وكتاب الأحكام في أصول الأحكام، وكتاب المحلى

                      كما أن لابن حزم دراسات نفسية وخلقية، وقد وضحت الدراسة النفسية في كتابه طوق الحمامة ووضحت دراسته الخلقية في رسالة مداواة النفوس.

                      وأسس ابن حزم ما يعرف عادة بالمذهب الظاهري وهو ما يعرف عادة بأنه ينادي برفض القياس الفقهي الذي يعتمده الفقه الإسلامي التقليدي وينادي بوجوب وجود دليل شرعي واضح ( من قرآن أو سنة لتثبيت حكم ما)، لكن هذه النظرة الاختزالية لا توفي ابن حزم حقه فالكثير من الباحثين يشيرون إلى انه كان صاحب مشروع لإعادة تأسيس الفكر الإسلامي من فقه و أصول فقه و فلسفة .
                      مؤلفاته

                      ألف ابن حزم في الأدب كتاب طوق الحمامة، وألف في الفقه وأصوله وشرح منطق أرسطو و اعاد صياغة الكثير من المفاهيم الفلسفية و ربما يعتبر أول من قال بالمذهب الاسمي في الفلسفة الذي يلغي مقولة الكليات الأرسطية ( الكليات هي أحد الأسباب الرئيسة للكثير من الجدالات بين المتكلمين و الفلاسفة في الحضارة الإسلامية و هي أحد أسباب الشقاقات حول طبيعة الخالق و صفاته..


                      يتبـــــــــــع







                      [CENTER][B][SIZE=4][B][FONT=arial black][COLOR=#333333]۞۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞
                      ۞ *•.¸.•* بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الْرَّحِيمِ •¸ .*• ۞
                      ۞ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ۞ اللَّهُ الصَّمَدُ ۞ لَمْ * • ۞
                      ۞ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ۞ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ * • ۞
                      ۞ *•.¸.•**• *•.¸.•* *• ۞
                      ۞۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞[/COLOR][/FONT][/B][/SIZE][/B]

                      [/CENTER]

                      [CENTER][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=red]حجاجي :
                      [/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=blue][COLOR=red]أصل الكلمة:[/COLOR] هو القفيز اتخذه الحجاج ابن يوسف على صاع عمر بن الخطاب وهو مكيال إسلامي يستعمل في الوزن والكيل اثاء العصور الإسلامية.[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5]

                      [/SIZE][/FONT] [FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=red]الحجاجي يساوي صاعاً حسب رأي أهل العراق وصاع وثلاث اخماس الصاع حسب رأي أهل الحجاز.[/COLOR][/SIZE][/FONT]
                      [/CENTER]

                      تعليق


                      • #12
                        ابن جِزْلَة.. واضع جداول الأمراض




                        هو أبو علي يحيى بن عيسى بن جزلة طبيب عربي مسلم من بغداد. وإذا كان تاريخ ولادته غير معروف، فإن وفاته كانت سنة 493هـ/1100م. يعرف عند الغربيين باسم Bengesla. كان مسيحياً، لكنه اعتنق الإسلام سنة 466هـ/1074م، متأثراً بأستاذه أبي علي بن الوليد المعتزلي.

                        درس الطب على يد سعيد بن هبة الله طبيب الخليفة العباسي المقتدي بأمر الله. كان ابن جزلة يطبب أهل محلته ومعارفه بغير أجر، ويحمل إليهم والأدوية بغير عوض، ويتفقد الفقراء ويحسن إليهم.
                        إسهاماته العلمية

                        كان ابن جزلة إمام الطب في عصره. وقد تجلت إسهاماته الطبية في وضع جداول تشتمل على شروح وافية عن كل مرض، كما استعرض أنواع الأوبئة والأمراض وأوقات ظهورها، ثم البلدان التي تنتشر فيها، وطرق تشخيصها، وكيفية علاجها. وقد اتبع طريقة منتظمة في متابعة أعضاء جسم الإنسان وأمراضها، ووضع ذلك في جداول تسهل على المثقف العادي في عصره استعماله في العلاج.

                        كما كان ابن جزلة من الصيادلة المشهورين في بغداد، وقد أسهم في هذا الميدان من خلال وصف العقاقير والأعشاب والأدوية، وكل ما يستعمله الإنسان في التطبب من لحوم ونباتات ومستحضرات كيماوية.

                        ومما يتميز به ابن جزلة في ميدان العلاج، أنه كان يؤمن بأهمية الموسيقى في شفاء الأمراض والوقاية منها. وقد قال في هذا الشأن : إن موقع الألحان من النفوس السقيمة مثل موقع الأدوية من الأبدان المريضة.
                        مؤلفاته

                        - "تقويم الأبدان في تدبير الإنسان"، رتب فيه ابن جزلة أسماء الأمراض في جداول، مع وصف طريقة علاج اثنين وخمسين وثلاثمائة (352) مرض. وقد طبعت منه نسخة باللاتينية في ستراسبورج سنة 1532.
                        ـ "منهاج البيان فيما يستعمله الإنسان"، كتبه للخليفة العباسي المقتدي. وهو قائمة للعقاقير والأعشاب الطبية مرتبة على الأحرف الهجائية .
                        ـ "الإشارة في تلخيص العبارة"
                        ـ "رسالة في مدح الطب وموافقته للشرع"
                        ـ "رسالة في الرد على النصرانية".




                        ابن بطوطة .. الرحالة الأمين


                        الرحالة ابن بطوطة




                        هو محمد بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم اللواتي الشهير بـ(ابن بطوطة) ولد في (طنجة) في شهر رجب عام 703 هـ/1304م.

                        كان أبوه فقيهًا يشتغل بالقضاء وكان يعد ولده ليكون خلفًا له، لذلك حفظ ابن بطوطة القرآن، ودرس العلوم الدينية، والأدب والشعر، فشبَّ تقيًّا، ورعًا، محبًّا للعلماء والأولياء، ولكنه لم يُتِمَّ دراسة الفقه بسبب رغبته في السفر والترحال؛ فكان خروجه إلى الحج، وهو في الثانية والعشرين من عمره، نقطة التحول في حياته، إذا ارتدى منذ ذاك الحين ثوب الترحال وأخذ يجوب أرجاء العالم الإسلامي، وحين خرج ابن بطوطة من (طنجة) سنة 725هـ/ 1325م قاصدًا الكعبة، وزيارة قبر النبي صلي الله عليه وسلم، لم يخرج مع قافلة الحج، بل خرج مع قوم لا يعرفهم، ولم يستقر مع جماعة منهم، فأخذ ينتقل من مركب إلى آخر، ومن قافلة إلى أخرى، فقد كان اهتمامه برؤية أصناف الناس، والغرائب التي يصنعونها هو شغله الشاغل.

                        كان مما لاحظه ابن بطوطة أن أصحاب كل حرفة ينزلون ضيوفًا على أصحاب نفس الحرفة في البلاد الأخرى؛ فالقاضي ينزل على القاضي، والفقيه على الفقيه، لذلك فقد فرح ابن بطوطة عندما قدمه الناس على أنه من القضاة، ومنذ ذاك الحين أصبح ينزل على القضاة والفقهاء في كل بلدٍ يذهب إليه.
                        إسهاماته

                        يظهر من خلال رحلات ابن بطوطة، مدى ترابط الأمة الإسلامية وقوة وحدتها حيث إنه خرج لرحلته الطويلة بمال قليل ولكن ترابط الأمة وتآخيها عمل على معاونته في رحلته، وإمداده بما يريد، كانت رحلته الأولى من سنة 725هـ/1325م إلى 749هـ/1349م وقضى فيها 24 سنة، ومر فيها بمراكش والجزائر وتونس وطرابلس ومصر ثم إلى فلسطين ولبنان وسوريا والحجاز، فحج حجته الأولى ومن مكة غادر إلى بلاد العراق وإيران وبلاد الأناضول، ثم عاد إلى مكة فحج حجته الثانية، ثم غادرها إلى اليمن ثم إفريقية الشرقية، ثم زار عمان والبحرين والإحْساء، ثم رجع مكة فأدى مناسك الحج.

                        خرج ابن بطوطة إلى الهند وخراسان وتركستان وأفغانستان وكابول والسند، وتولى القضاء في (دلهي) على المذهب المالكي، ولما أراد السلطان محمد شاه أن يرسل وفدًا إلى ملك الصين خرج ابن بطوطة فيه، وفي عودته مر بجزيرة (سرنديب) والهند والصين، ثم عاد إلى بلاد العرب عن طريق (سومطرة) سنة 748هـ/ 1347م، فزار بلاد العجم والعراق وسوريا وفلسطين ومنها لمكة فحج حجته الرابعة إلى بيت الله، ثم رأى أن يعود إلى وطنه فمر بمصر وتونس والجزائر ومراكش فوصل فاس سنة 750هـ/ 1349م.

                        وقد كان ابن بطوطة إذا ما ذَكَرَ ما تمتع به في حياته من نعمة وجاه يقول: (إنما كان لأنني حججتُ أربع حجات) ثم ما لبث أن قام برحلته الثانية بعد أن أقام في فاس فترة قصيرة لكنه وجد في نفسه شوقًا إلى السفر إلى بلاد الأندلس، فمر في طريقه بـ(طنجة) و(جبل طارق) و(غرناطة) ثم عاد إلى فاس، وفي سنة 753هـ/1352م كانت رحلة ابن بطوطة الثالثة إلى بلاد السودان، ثم مالي (تومبوكتو) وكثير من بلاد إفريقية ثم رجع إلى فاس، وظلت مدة عامين، فقد انتهت 755هـ/ 1354م.

                        كان لابن بطوطة معرفة بطب الأعشاب التي كان الناس يتداوون بها من الأمراض الشائعة، وكان يداوي نفسه بنفسه، ولقد أعانه على رحلته قوة بدنه، فكان يأكل أي طعام -عدا المحرمات- وقد أصابته الحمى أكثر من مرة، وكاد دوار البحر أن يهلكه لولا رعاية الله له، وقد استغرقت رحلاته أكثر من ثمانية وعشرين عامًا كشفت هذه الرحلات عن أسرار كثيرة من البلاد التي زارها ابن بطوطة، إذ يعد أول من كتب شيئًا عن استعمال ورق النقد في الصين، وعن استخدام الفحم الحجري وكان صادقًا في أغلب أوصافه،حتى إن المستشرق (دوزي) أطلق عليه
                        الرحالة الأمين

                        أتقن ابن بطوطة خلال رحلته اللغتين الفارسية والتركية، وقطع مائة وأربعين ألف كيلو متر، أكثرها في البحر، وتعرض للأخطار والمهالك في الصحاري والغابات، وقطاع الطريق في البر، وقراصنة البحر، ونجا مرارًا من الموت والأسر.

                        وقد كان ابن بطوطة سريع التأثر يدل على ذلك قوله: وعندما وصلت إلى تونس برز أهلها للقاء الشيخ (عبد الله الزبيدي) ولقاء الطيب ابن القاضي أبي عبد الله النفراوي فأقبل بعضهم على بعض بالسلام والسؤال، ولم يُسَلِّمْ على أحد لعدم معرفتي بهم فوجدت من ذلك في النفس ما لم أملك معه سوابق الْعَبْرَة، واشتد بكائي، فشعر بحالي بعض الحجاج، فأقبل على بالسلام والإيناس ومازال يؤانسني بحديثه حتى دخلت المدينة، وأما حبه لوالديه فقد أفصح عنه أيما إفصاح حيث يقول في مقدمة رحلته: إنه تركهما فتحمل لبعدهما المشاق كما لقى من الفراق نصبًا، فلما عاد من رحلته الأولى وبلغه موت أمه حزن حزنًا شديدًا قطعه عن كل شيء، وسافر لزيارة قبر والدته.

                        اتصل ابن بطوطة بالسلطان أبي عنان المريني، وأقام في حاشيته يُحَدِّثُ الناس بما رآه من عجائب الأسفار، ولما علم السلطان بأمره وما ينقله من طرائف الأخبار عن البلاد التي زارها أمر كاتبه الوزير محمد بن جُزَي الكلبي أن يكتب ما يمليه عليه الشيخ ابن بطوطة فانتهى من كتابتها سنة 1356م، وسماها (تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار) وقد ظلت رحلة ابن بطوطة موضع تقدير كثير من العلماء والباحثين فترة طويلة، وتُرجِمَت إلى اللغة الإنجليزية، ونُشِرَت في لندن سنة 1829م، وتُرجِمَت إلى اللغة الفرنسية، وطُبِعَت في باريس، وفي عام 1853م وتُرجِمَت إلى الألمانية، وطُبِعَت سنة 1912م، وكذلك تُرجِمَت إلى اللغة التركية.

                        وفي عام 779هـ/1378م كان وداع ابن بطوطة للدنيا بمدينة طنجة، ومن يزور المغرب اليوم سيجد بمدينة طنجة دربا (طريقًا) اسمه درب ابن بطوطة حيث كان يعيش، وسيجد بالقرب من سوق طنجة ضريحه الذي دفن فيه.




                        ابن النفيس: مكتشف الدورة الدموية




                        هو علاء الدين علي بن أبي الحزم القرشي، الملقب بابن النفيس. ولد في نواحي دمشق ونشأ وتعلم بها. فدرس الطب على الدخوار، رئيس المستشفي النوري، وعلى مشاهير الأساتذة أمثال عمران الإسرائيلي، وراضي الدين الرحابى. ثم درَّس الطب بدوره وأشرف على جناح في المستشفى النوري. ثم انتقل بعد ذلك إلى القاهرة واشتغل في المستشفى الناصري.

                        ترقى في مناصب الطب إلى أن أصبح رئيس أطباء مصر. وكان معاصروه يعدّونه في مستوى ابن سينا نفسه من حيث المكانة العلمية والمعرفة بالطب.
                        إسهاماته

                        يروى ابن النفيس أنه كان يحفظ قانون ابن سينا عن ظهر قلب، وملماً بكتب جالينوس. "وكانت طريقته في التأليف أن يكتب من حفظه، وتجاربه، ومشاهداته، ومستنبطاته" دون الرجوع إلى أي مرجع. وكانت لابن النفيس معرفة واسعة بعلوم أخرى كالفلسفة، والمنطق، والنحو، وعلوم الشريعة. ولم يكن ابن النفيس يتقبل الأشياء، وإن كانت منقولة عن مشاهير العلماء، دون جدل أو نقاش. فقد انتقد تعابير جالينوس الطبية ووصفها بالضعف والتعقيد.

                        ويعتبر ابن النفيس إمام الطب في عصره، وأحد أطباء دمشق المشهورين، وقد سبق غيره إلى اكتشاف الدورة الدموية الرئوية، ووصفها وصفاً علمياً صحيحاً، فسبق بذلك مايكل سرفتيس الذي ينسب إليه الأوربيون هذا الاكتشاف، واعتمد ابن النفيس التشريح طريقةً للعمل وتوصل إلى عدد من النتائج منها :
                        1. اكتشاف الدورة الدموية في الشرايين الإكليلية.
                        2. جريان الدم إلى الرئتين لمدهما بالهواء وليس لمدهما بالغذاء.
                        3. عدم وجود هواء أو رواسب في شرايين الرئتين (كما ادعى جالينوس) بل وجود الدم فقط.
                        مؤلفاته

                        ترك ابن النفيس عدداُ من المؤلفات، منها :
                        ـ "شرح تشريح القانون"، وقد شرح فيه باب التشريح من كتاب القانون لابن سينا، وانتقد عدداً من أقواله في هذا الباب. وقد ظل هذا الكتاب مغموراً في المكتبات إلى أن عثر عليه الطبيب المصري الدكتور محي الدين الطراوي سنة 1924 في مكتبة برلين، وقام بدراسته في رسالة لنيل دكتوراه من جامعة فريبورج بألمانيا.
                        ـ "الكتاب الشامل في الطب"، وهو موسوعة من ثمانية أجزاء. ولا توجد سوى فقرات من هذا الكتاب في مكتبة أكسفورد.
                        ـ "المهذب في الكحل"، وهو مؤلف عن الرمد.
                        ـ "المختار في الأغذية "، وهو كتاب عن الغذاء.
                        ـ "شرح فصول أبقراط"، توجد نسخة منه في المكتبة الوطنية بباريس والأسكوريال. وقد تم طبعه في إيران عام 1298هـ/1881م.
                        ـ "موجز القانون"، وهو موجز لقانون ابن سينا، يقع في خمسة أجزاء. وتوجد نسخ منه في كل من باريس وأكسفورد، وفلورنسا، وميونيخ، والأسكوريال. وقد ترجم هذا المؤلف إلى التركية والعبرية، وطبع بالإنجليزية لأول مرة سنة 1838م في مدينة كالكوتا بالهند تحت عنوان ''المغني في شرح الموجز".









                        ابن المقفع: صاحب كليلة ودمنة


                        صفحة من كتاب كليلة ودمنة




                        هو أبو محمد عبد الله المعروف بابن المقفع، مؤلف وكاتب من البصرة تقول بعض المصادر أن والده كان من أصل فارسي مجوسي لقب أبوه بالمقفع لأنه اتهم بالاختلاس لمال الخراج، فضرب على يده ففقعت أي تشنجت، أمر المنصور بقتله لأسباب سياسية، وكان الوالي يكرهه فاغتاله وأماته شر ميتة، نقل من البهلوية إلى العربية "كليلة ودمنة".
                        إسهاماته

                        من كتب ابن المقفع الشهيرة كتاب "الأدب الكبير" وكتاب "الأدب الصغير" وهما يحويان الكثير من الحِكَم المستمدة من الثقافات الإسلامية واليونانية والفارسية. ومن حكمه المشهورة: "المصيبة العظمى الرزية في الدين" – "أربعة أشياء لا يُستقل منها القليل: النار، المرض، العدو، الدَّيْن".

                        وتميز ابن المقفع بأسلوبه الرشيق السهل، فقد كان رأيه أن البلاغة إذا سمعها الجاهل ظن أنه يحسن مثلها، وكان ينصح باختيار ما سهل من الألفاظ مع تجنب ألفاظ السَّفِلَة، ويقول: "إن خير الأدب ما حصل لك ثمره وبان عليك أثره".

                        ومن أهم وأشهر كتب ابن المقفع على الإطلاق كتاب "كليلة ودمنة"، وهو مجموعة من الحكايات تدور على ألسنة الحيوانات يحكيها الفيلسوف "بيدبا" للملك دبشليم، ويبث من خلالها ابن المقفع آراءه السياسية في المنهج القويم للحُكْم، والمشهور أن ابن المقفع ترجم هذه الحكايات عن الفارسية، وأنها هندية الأصل، لكن أبحاثًا كثيرة حديثة تؤكد أن كليلة ودمنة من تأليف ابن المقفع وليست مجرد ترجمة، كما أن بعض هذه الأبحاث يعتقد أن الآراء التي أوردها ابن المقفع في كليلة ودمنة كانت أحد الأسباب المباشرة لنهايته الأليمة، وموضوع كليلة ودمنة يستحق مقالاً منفصلاً‍.

                        ابن المقفع كاتب عربي رغم أصله الفارسي وعقيدته المانوية، لأنه ضخّ في العربية روحاً جديدة لم تعرفها قبله. ثم انه كتب ما كتب بالعربية لا بالفارسية. وعاش عمره، أو أكثره، في مدينة البصرة التي كانت في زمانه مدينة الثقافة والفكر والشعر والأدب.

                        وكان معاصروه يقولون: «لم يكن للعرب بعد الصحابة أذكى من الخليل بن أحمد ولا أجمع، ولا كان في العجم أذكى من ابن المقفع ولا أجمع»، استناداً طبعاً إلى أصله الفارسي ولكن فارسية ابن المقفع لم تكن سوى أصل. «فخراج» ابن المقفع قد عاد في النهاية إلى العرب دون سواهم، وإلى الثقافة العربية دون الثقافة الفارسية.

                        ويكفي هذا المثقف الفارسي أنه أعطى الثقافة العربية كتابه الخالد «كليلة ودمنة» لكي يُمنح الجنسية العربية بصورة نهائية ويبطل أي حديث آخر عن شعوبيته أو عن أصله الفارسي أو المانوي.








                        ابن الشاطر: مبتكر الإسطرلاب




                        هو أبو الحسن علاء الدين علي بن إبراهيم بن محمد الأنصاري الموقت، المعروف بابن الشاطر ولد وتوفي بدمشق، وكني بـ "المطعم"، لأنه كان في صغره يطعم العاج. توفي والده وتركه صغيراً فكفله جده، ثم ابن عم أبيه وزوج خالته الذي علمه تطعيم العاج.

                        وقد كون ثروة كبيرة مكنته من زيارة عدد من البلدان كمصر، حيث درس في القاهرة والإسكندرية علمي الفلك والرياضيات. وقد قضى معظم حياته في وظيفة التوقيت ورئاسة المؤذنين في المسجد الأموي بدمشق.
                        ملهم الثورة الأوروبية

                        كشف باحث أوروبي يدعى "ديفيد كينج" عام 1970م، أن الفلكي البولندي "نيكولاس كوبرنيكوس" المعروف بأفكاره الثورية في أوروبا، سرق معظم أفكاره من العالم العربي ابن الشاطر المتوفى عام 777هـ، وبعد ثلاثة أعوام من البحث عثر على مخطوطات عربية نادرة ، من بينها معادلات ابن الشاطر في جامعة "كراكو" التي درس فيها "كوبرنيكوس"

                        ولد "كوبرنيكوس" في بولندا عام 1473م في بولندا، وهو عالم فلكي مشهور كان له الفضل في إخراج أوروبا من العصور المظلمة، وظهر بأفكاره الخاصة بالكون ونشأة الحياة، التي أكد خلالها أن الأرض هي مركز الكون وأن الشمس وبقية الكواكب تدور حولها، واعتبره علماء الطبيعة والفلك رائداً وصاحب ثورة فكرية جديدة، نقلت أوروبا من عصور الجهل والظلام إلى عصور النور وتحكيم العقل.

                        وكان ابن الشاطر يعمل مع مجموعة كبيرة من علماء الفلك في مرصد مراغة (شرق بغداد) ووضع تصوراً لنظام الأجرام السماوية مشابهاً للنظام الذي أعلنه كوبر نيكوس بعد 150عاماً، ونقل كوبرنيكوس الرسوم الإهليليجية للكواكب التي وضعها ابن الشاطر وأصدرها في كتابه المشهور "دوران الأجسام السماوية".
                        إسهاماته العلمية

                        تظهر إسهامات ابن الشاطر في ابتكاره لكثير من الآلات مثل الأسطرلاب وتصحيحه للمزاول الشمسية، ووضعه لنظريات فلكية ذات قيمة علمية رفيعة، كما ظلت كتبه في الأسطرلاب والمزاول الشمسية متداولة لعدة قرون في كل من الشام، ومصر، وفي أرجاء الدولة العثمانية وسائر البلاد الإسلامية ؛ حيث كانت يعتمد عليها لضبط الوقت في العالم الإسلامي.

                        ونجح ابن الشاطر في قياس زاوية انحراف دائرة البروج بدقة كبيرة، حيث قدَّرها بـ 23 درجة و31 دقيقة، وفي هذا الشأن يقول جورج سارطون : "إن ابن الشاطر عالم فائق في ذكائه، فقد درس حركة الأجرام السماوية بكل دقة، وأثبت أن زاوية انحراف دائرة البروج تساوي 23 درجة و31 دقيقة سنة 1365 علماً بأن القيمة المضبوطة التي توصل إليها علماء القرن العشرين بواسطة الآلات الحاسبة هي 23 درجة و31 دقيقة و19,8 ثانية". كما برهن ابن الشاطر، بفضل الأرصاد التي قام بها، على عدم صحة نظرية بطليموس. وقال بأن الأرض تدور حول الشمس، والقمر يدور حول الأرض. وهذا هو الاكتشاف الذي توصل إليه كوبرنيك بعد عدة قرون، حتى تم تصنيف "ابن الشاطر" ضمن أفضل مائة عالم غيروا من وجه البشرية واثروا فيها
                        مؤلفاته

                        ألف ابن الشاطر عدداً من الكتب مازال أغلبها مفقوداً. ومن مؤلفاته التي أشار الزركلي إليها في كتابه "الأعلام" نذكر: "الزيج الجديد" الذي كتبه بطلب من الخليفة العثماني مراد الأول الذي حكم الشام ما بين 1360 و1389م. وقد قدم فيه ابن الشاطر نماذج فلكية قائمة على التجارب والمشاهدة والاستنتاج الصحيح.

                        ومن الكتب أيضا : "إيضاح المغيب في العمل بالربع المجيب"، "أرجوزة في الكواكب"، "رسالة في الأسطرلاب"، "مختصر العمل بالأسطرلاب"، "النفع العام في العمل بالربع التام"، "رسالة نزهة السامع في العمل بالربع الجامع"، "رسالة كفاية القنوع في العمل بالربع المقطوع"







                        ابن البناء المراكشي .. مرجع أوروبا في الجبر




                        هو "أحمد بن محمد بن عثمان الأزدي" المعروف "بأبي العباس بن البناء المراكشي"، ولد في مراكش بالمغرب عام 654هـ/1256م، وقضى أغلب فترات حياته بها، وهذا هو السبب في انتسابه لها، وبها درس النحو والحديث والفقه، ثم ذهب إلى فاس ودرس الطب والفلك والرياضيات.

                        وكان من أساتذته ابن مخلوف السجلماسي الفلكي، وابن حجلة الرياضي، وحظي "ابن البناء" بتقدير ملوك الدولة المرينية في المغرب الذين استقدموه إلى فاس مراراً، وتوفي في مدينة مراكش عام 721هـ/1321م.

                        بدأ "ابن البناء" رحلته مع التعليم بتلقي ما كان شائعا في عصره من علوم اللغة العربية والشريعة الإسلامية فأدخله أبوه الكُتّاب حيث حفظ القرآن وبعض المتون التي تسمى بالأمهات في النحو والصرف والبلاغة والأدب والفقه والأصول، ونبغ في فهمها، وبعد دراستها على يد أساتذة كثيرين مرموقين في مراكش وفي فاس اللتين كانتا حاضرتي العلم ببلاد المغرب في ذلك العهد حيث تعلم ابن البنا علي الطريقة المغربية فألتحق بالكتّاب وقرأ القرآن وتعلم اللغة العربية وعلم العروض ‏ والأدب والفقه والأصول، ثم تعلم الطب والحساب‏ والفلك.

                        وانتقل إلي فاس وحصل فيها العلوم بجامع القرويين وفروعه وأتقن علوما كثيرة وخصوصا الرياضيات وبرع فيها حتى أنتج إنتاجاً غزيرا واثني عليه علماء عصره فقال ابن رشد في كتابه‏(‏ نيل الابتهاج‏):‏ لم أر بالمغرب من العلماء ‘لا رجلين‏:‏ ابن البناء العددي المراكشي في مراكش وابن الشاطر في سبتة"، وقال عنه المقري‏:‏ "كان ابن البناء شيخ شيوخ العلماء في عصره‏".
                        إسهاماته العلمية

                        تفوق ابن البناء في الرياضيات وخصوصا في حساب الكسور المتسلسلة والجذور الصم ومربعات الأعداد ومكعباتها‏، وأدخل بعض التعديل علي القاعدة المعروفة بقاعدة الخطأ الواحد وحل بعض المعادلات الجبرية الصعبة بطرق سهلة وقريبة المأخذ‏، وطور طريقة حساب الخطأين المتبعة في حل معادلات الدرجة الأولي ووضعها بشكل قانون جبري، كما أنه أنجز في الفلك انجازات مرموقة واعتبرت بحوثه اساسا لوضع الازياج وضبط المواقيت وهي بحوث عملية اجري فيها ابن البناء تجارب وسجل مشاهدات‏.‏

                        وجاء في دائرة المعارف الإسلامية أن ابن البناء قد تفوق على من سبقه من علماء الرياضة من العرب في الشرق وخاصة في حساب الكسور، كما عُدَّ من أهم الذين استعملوا الأرقام الهندية في صورتها المستعملة عند المغاربة.
                        مؤلفاته

                        ألف ابن البناء أكثر من سبعين كتاباً في الحساب، والهندسة، والجبر، والفلك، والتنجيم، ضاع أغلبها ولم يبق إلا القليل منها، وأشهرها: كتبه "كتاب تلخيص أعمال الحساب"، الذي اعتبره "سمث" و"سارطون" من أحسن الكتب التي ظهرت في الحساب، وظل الغربيون يعملون به إلى نهاية القرن السادس عشر للميلاد.

                        وكتب كثير من علماء العرب شروحاً له، واقتبس منه علماء الغرب، كما اهتم به علماء القرنين التاسع عشر والعشرين بالكتاب، وترجم إلى الفرنسية عام 1864م على يد (مار Marre) ، ونشرت ترجمته في روما، وأعاد ترجمته إلى الفرنسية الدكتور "محمد سويسي" ثم نشر النص والترجمة مع تقديم وتحقيق عام1969، كما حقق المستشرق الأسباني "فيرنه خينس" مقدمه كتاب "منهاج الطالب في تعديل الكواكب" للبناء وقام بترجمة بعض فصوله إلى الإسبانية عام 1952.

                        ولديه عدد كبير من المؤلفات والكتب من أهمها : "الجبر والمقابلة"، و"الفصول في الفرائض"، و"رسالة في المساحات"، "الأسطرلاب واستعماله"، "اليسارة في تقويم الكواكب السيارة"، وكتاب "أحكام النجوم"، وكتاب "مقالات في الحساب"، وهو بحث في الأعداد الصحيحة، والكسور، والجذور، والتناسب.
                        تلخيص أعمال الحساب

                        قامت شهرة ابن البنَّاء على كتابه المعروف باسم "كتاب تلخيص أعمال الحساب" الذي يُعد من أشهر مؤلفاته وأنفسها، وقد بقي معمولاً به في المغرب حتى نهاية القرن السادس عشر للميلاد، كما فاز باهتمام علماء القرن التاسع عشر والقرن العشرين، فيشمل النسبة والجبر والمقابلة، وأهتم علماء الغرب بتحقيقه وترجمته إلى لغات مختلفة, حتى أوائل القرن التاسع عشر الميلادي، وقال عنه "جورج سارتون" في كتابه "المدخل إلى تاريخ العلوم" : "إن كتاب تلخيص أعمال الحساب لأبن البناء المراكشي يحتوي على نظريات حسابيه وجبريه مفيدة, إذا أوضح العويص منها إيضاحاً لم يسبقه إليه أحد, لذا يرى سارتون أنه يعتبر من أحسن الكتب التي ظهرت في علم الحساب.

                        أما ديفيد يوجين سمث فقد ذكر في كتابه تاريخ الرياضيات أن كتاب تلخيص أعمال الحساب لأبن البناء يشتمل على بحوث كثيرة في الكسور ونظريات لجمع مربعات الأعداد ومكعباتها, وقانون الخطأين لحل المعادلة من الدرجة الأولى.

                        ويذكر فرانسيس كاجوري في كتابه "المقدمة في الرياضيات" أن ابن البناء المراكشي قدم خدمة عظيمة بإيجاده الطرق الرياضية البحتة, لإيجاد القيم التقريبية لجذور الأعداد الصم.

                        أما العلامة عبد الرحمن ابن خلدون فيقول في كتابة "مقدمة التاريخ" عن كتاب تلخيص أعمال الحساب لأبن البناء: "وهو مستغلق على المبتدئ بما فيه من البراهين الوثيقة المباني, وهو كتاب جدير بذلك.وإنما جاءه الاستغلاق من طريق البرهان ببيان علوم التعاليم, لأن مسائلها وأعمالها واضحة كلها, وإذا قصد شرحها , إنما هو إعطاء العلل في تلك الأعمال, وفي ذلك من العسر على الفهم مالا يوجد في أعمال المسائل " .





                        يتبـــــــــــــــــــع







                        [CENTER][B][SIZE=4][B][FONT=arial black][COLOR=#333333]۞۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞
                        ۞ *•.¸.•* بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الْرَّحِيمِ •¸ .*• ۞
                        ۞ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ۞ اللَّهُ الصَّمَدُ ۞ لَمْ * • ۞
                        ۞ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ۞ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ * • ۞
                        ۞ *•.¸.•**• *•.¸.•* *• ۞
                        ۞۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞[/COLOR][/FONT][/B][/SIZE][/B]

                        [/CENTER]

                        [CENTER][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=red]حجاجي :
                        [/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=blue][COLOR=red]أصل الكلمة:[/COLOR] هو القفيز اتخذه الحجاج ابن يوسف على صاع عمر بن الخطاب وهو مكيال إسلامي يستعمل في الوزن والكيل اثاء العصور الإسلامية.[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5]

                        [/SIZE][/FONT] [FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=red]الحجاجي يساوي صاعاً حسب رأي أهل العراق وصاع وثلاث اخماس الصاع حسب رأي أهل الحجاز.[/COLOR][/SIZE][/FONT]
                        [/CENTER]

                        تعليق


                        • #13
                          ابن أبي اصيبعة: صاحب عيون الأنباء


                          كتاب عيون الأنباء أشهر مؤلفات ابن أبي أصيبعة




                          هو موفق الدين أبو العباس أحمد بن سديد الدين القاسم ولد بدمشق سنة 600هـ هجرية وتوفي سنة 668 هـ، وكني "أبا العباس" قبل أن يطلق عليه لقب جده "ابن أبي أصيبعة" وقد نشأ في بيئة حافلة بالدرس والتدريس، والتطبيب والمعالجة، فهو سليل أسرة اشتهرت بالطب، فقد كان والده من أمهر الكحالين "أطباء العيون" في دمشق، وكان "موفق الدين" أشهر أفراد الأسرة وإليه يصرف الانتباه إذا ذكر فهو من أطباء العرب المعروفين وأدبائهم المرموقين.

                          درس في دمشق والقاهرة نظرياً وعملياً، وأتقن العلوم اللسانية على علماء زمانه، وطبق دروسه في البيماريستان النوري، وكان من أساتذته ابن البيطار العالم النباتي الشهير ومؤلف (جامع المفردات)، وكان يتردد كذلك على البيمارستان الناصري فيقوم بأعمال الكحالة، وفيه استفاد من دروس السديد ابن أبي البيان، الطبيب الكحال ومؤلف كتاب الأقراباذين المعروف باسم الدستور البيمارستاني.

                          ولم يقم ابن أبي أصيبعة طويلاً في مصر، إذ تركها عام 635 هـ إلى بلاد الشام، ملبياً دعوة الأمير عز الدين أيدمر صاحب صرخد (وهي اليوم صلخد من أعمال جبل العرب في سوريا)، وفيها توفي عام 668 هـ.
                          مؤلفاته

                          اشتهر ابن أبي أصيبعة بكتابه الذي سماه (عيون الأنباء في طبقات الأطباء) والذي يعتبر من أمهات المصادر لدراسة تاريخ الطب عند العرب.

                          يستشف من أقوال "ابن أبي أصيبعة" أنه ألف ثلاثة كتب أخرى، ولكنها لم تصل إلينا، وهي: كتاب "حكايات الأطباء في علاجات الأدواء"، وكتاب "إصابات المنجمين"، وكتاب "التجارب والفوائد" الذي لم يتم تأليفه.
                          موسوعة الأطباء

                          اشتهر "ابن أبي أصبيعة" رحمه الله بكتابه "عيون الأنباء في طبقات الأطباء" وهو عمل إبداعي عبارة عن موسوعة علمية تحوي ترجمة كبار الأطباء من زمن الإغريق والرومان والهنود إلى عام 650 هجرية وتحوي الموسوعة على ترجمة لما يزيد على 400 طبيب.

                          ويعد الكتاب موسوعة علمية فريدة سجل فيها ابن أبي أصيبعة الأطباء منذ اليونان حتى وفاته، وهو من المراجع العلمية المهمة التي يعتمد عليها المؤلفون والعلماء وكتبهم العلمية الطبية وغيرها والفنون التي كانوا يتقونها غير مهنة الطب والحكام الذين شجعوا المهنة والمدارس والمستشفيات التي تعلموا فيها ومارسوا مهنة الطب فيها وتلاميذهم.

                          ومن النماذج التي ذكرها "ابن أبي أصيبعة" في كتابه، "أبو جعفر بن هارون الترجالي" وقال عنه : من أعيان أهل إشبيلية، وكان محققاً للعلوم الحكمية متقنناً لها معتنياً بكتب أرسطو طاليس وغيره من الحكماء المتقدمين فاضلاً في صناعة الطب متميزاً فيها، خبيراً بأصولها وفروعها، حسن المعالجة محمود الطريقة. وخدم لأبي يعقوب والد المنصور، وكان من طلبة الفقيه أبي بكر بن العربي لازمه مدة واشتغل عليه بعلم الحديث، وكان أبو جعفر بن هارون يروي الحديث وهو شيخ أبي الوليد ابن رشد في التعاليم والطب، وأصله من ترجالة من ثغور الأندلس وهي التي أصابها المنصور خالية وهرب أهلها وعمرها المسلمون وكان أبو جعفر هارون أيضاً عالماً بصناعة الكحل وله آثار فاضلة في المداواة".

                          وعن "علاء الدين بن الحزم القرشي المتطيب" قال: "كان شيخاً فاضلاً كالبحر الخضم والطود الأشم للعلوم ولم يكن منفرداً بفن من الفنون ولو لم يكن له غير شرح غواض القانون تلغي به دليلاً على غزارة فضله ونذارة مثله...».

                          جدير بالذكر أن "ابن أبي أصيبعة" لم يذكر "ابن النفيس" في موسوعته، رغم عملهما في عصر واحد ومستشفى واحد، ويرى مؤرخون أن ذلك يرجع لوجود خلاف بينهما، وكان هذا الخلاف سبباً في هجرة ابن أبي أصيبعة من القاهرة.




                          الخازن.. ميزان الحكمة


                          عبدالرحمن أبو جعفر الخازني




                          هو عبد الرحمن أبو جعفر الخازني، عاش في مَرو رقيقاً عند الخازن المروزي، وأخذ العلم في مجالس شيوخها، وشجعه مولاه على الدرس والبحث ومتابعة علومه، وتوفي سنة 1155 م.

                          أحاطت بحياة الخازن غيوم كثيفة من الإبهام، وأصاب نتاجه إهمال، ولحق به إجحاف لم يلحق بغيره من أعلام الفكر عند العرب، كما أن ترجمة اسمه إلى اللغات الأجنبية أدَّى إلى الخلط بينه وبين علماء آخرين، فنسبت آثاره إلى غيره كما نسبت آثار غيره إليه.
                          منجزاته وإبداعاته

                          الخازن فيزيائي لمع اسمه في سماء البحث والابتكار، وفلكي ومهندس برع في علم الحركة (الايدروستاتيكا - توازن السوائل) كما أبدع في علم الميكانيك وأتى بما لم يأتِ به غيره من الذين سبقوه من علماء اليونان والعرب.

                          ومن أهم إسهاماته: ابتدع الخازن جهازاً لمعرفة الثقل النوعي لبعض السوائل، ووضع نسباً لها وكان الخطأ فيها لا يتجاوز 6% من الغرام في كل ألفين ومئتي جرام.

                          وابتدع الخازن جهازاً لمعرفة الثقل النوعي لبعض المعادن والأحجار الكريمة، ووضع نسباً لها، وبمقارنتها مع النسب الحديثة التي توصل إليها علماء الفيزياء بمعداتهم الحديثة نراها تتقارب وتكاد تتساوى رغم الفرق الشاسع بين ميزان الخازن البسيط والموازين المتطورة حالياً.

                          كما ابتدع ميزاناً لوزن الأجسام في الهواء والماء ولهذا الميزان خمس كفَّات تتحرك إحداها على ذراع مدرج، ويشرح بشكل مفصل كيفية العمل بهذا الميزان، مع العلم بأنه في كتب الفيزياء والعلوم الطبيعية يُذكر بأن "توريشللي" أول من وجَّه النظر إلى بحث وزن الهواء وكثافته والضغط الذي يحدثه، والواقع يثبت عكس هذا تماماً حيث ثبت من خلال كتاب "ميزان الحكمة" بأن الخازن هو أول من تناول موضوع الهواء ووزنه قبل توريشللي بخمسة قرون، ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل أشار أن للهواء قوة رافعة كالسوائل وأن وزن الجسم المغمور في الهواء ينقص عن وزنه الحقيقي، وأن مقدار ما ينقصه من الوزن يتبع كثافة الهواء.

                          بحث الخازن في الكثافة العظمى للماء عندما يكون قريباً من مركز الأرض قبل "روجر بيكون" بقرنين من الزمن، وبين الخازن بأن قاعدة أرخميدس لا تسري على السوائل فحسب بل تسري على الغازات أيضاً، وأبدع بالبحث في مقدار ما يُغمر من الأجسام الطافية في السوائل.

                          ولا شك أن هذه البحوث هي التي مهَّدت الطريق أمام العلماء فيما بعد لابتكار بعض الاختراعات الهامة كالبارومتر (ميزان الضغط) ومفرغات الهواء والمضخات المستعملة لرفع المياه، ويعترف "بلتن" في أكاديمية العلوم الأميركية بأن لكتاب ميزان الحكمة شأن كبير في تاريخ علوم الطبيعة وتقدم الفكر، كما ويذكر بأن الخازن قد استعمل "الإيرومتر" لقياس الكثافات وتقدير حرارة السوائل، وبذلك يكون قد مهَّد السبيل أمام "غاليلو" لصنع الترمومتر.

                          كما درس الخازن مقاومة السوائل للحركة، ويذكر في كتابه بأن حركة الجسم الثقيل في السوائل تكون أسرع كلما كان السائل أكثر سيولة، ويعتبر الخازن من أوائل أعلام الحضارة العربية الإسلامية الذين بحثوا في الجاذبية وأضاف إليها إضافات لم يعرفها الذين سبقوه، وقال: إن التثاقل واتجاه قواه إلى مركز الأرض دائماً، وأظهر العلاقة بين سرعة الجسم والمسافة التي يقطعها والزمن الذي يستغرقه قبل جاليلو بخمسة قرون.

                          ويقول: إن هناك قوة جاذبة على جميع جزئيات الجسم وإن هذه القوة هي التي تبين صفة الأجسام، وقد ثبت حديثاً بأن لهذه النظرية أهمية قصوى في عمليات التحليل الكيميائي.

                          ويذكر للخازن أنه ابتدع معادلة سهلة تؤدي إلى معرفة الوزن المطلق لجسم مكون من مادتين بسيطتين، وأجاد الخازن في بحوث مراكز الأثقال وفي شرح بعض الآلات البسيطة وكيفية الانتفاع بها وقد أحاط بدقائق المبادئ التي يقوم عليها اتزان الميزان والقبان واستقرار الاتزان إحاطة مكنته من اختراع نوع غريب من الموازين لوزن الأجسام في الهواء والماء.

                          عمل الخازن زيجا فلكيا سماه "الزيج المعتبر السنجاري" وفيه حسب مواقع النجوم حتى العام 1116م وجمع أرصاداً أخرى هي في غاية الدقة بقيت مرجعاً للفلكيين مدة طويلة، وفي هذا الزيج أيضاً جداول السطوح المائلة والصاعدة ومعادلات لإيجاد الزمن من خطوط العرض لمدينة مرو، وكان هذا الكتاب مصدراً من المصادر التي اعتمد عليها "نللينو" في مؤلفاته عن الفلك العربي، وتعد أبحاث الخازن في قياس الضغط ودرجة الحرارة الممهد الأول الذي ساعد على تقدم العلوم خطوات كبيرة في مجال دراسة طبيعة الفلاف الجوي.
                          مؤلفاته

                          يعتبر كتاب "ميزان الحكمة" من أنفس الكتب العلمية، وهو الوحيد الذي يحتوي على بحوث مبتكرة جليلة لها أعظم الأثر في تقدم الهيدروستاتيكا، وبهذا الكتاب تتجلَّى عبقرية الخازن وبدائع ثمرات التفكير العربي، ومنذ عثور القنصل الروسي كانيكوف في تبريز بإيران على هذا الكتاب في منتصف القرن الماضي والأبحاث تتوالى عنه في المجلات العلمية الأوروبية والأميركية.

                          وعن هذا الكتاب يقول سارطون: لقد دهش الكثيرون بهذا الكتاب، وإن بحوث ميزان الحكمة من أجلّ البحوث وأروع ما أنتجته القريحة العلمية في القرون الوسطى، ويعد الألماني فيدمان من أكثر العلماء اعتناء بهذا الكتاب النفيس، فقد ترجم فصولاً عديدة منه وشرحها وعلّق عليها، كما وهناك من المؤرخين من حرروا رسائل عن محتوياته، ودلَّلوا فيه على فضل الخازن في علم الطبيعة.

                          طبع هذا الكتاب في حيدر آباد 1940، كما طبعه ونشره السيد فؤاد جميعان 1947، ويقع الكتاب في مقدمة وثمانية أبواب، ويوجد منه أربع نسخ مخطوطة معروفة واحدة في استنبول وواحدة في روسيا واثنتان في الهند.

                          ومن كتبه المهمة أيضا : كتاب الآلات المخروطية للرصد، الآلات العجيبة الرصدية، كتاب في الفجر والشفق، كتاب التفهيم، كتاب جامع التواريخ.








                          المروزي: مكتشف علم الأجنة


                          المروزي هو رائد علم الأجنة




                          هو علي بن سهل الطبري المروزي حقق سبقاً كبيراً على علماء أوروبا في علم الأجنة والاهتمام بصحة الجنين والمرأة الحامل في حين أن الرعاية الصحية للطفولة والأمومة من أهم إنجازات الطب في العصر الحديث•
                          إسهاماته

                          تحدث العالم المسلم علي بن سهل الطبري المروزي في كتبه" فردوس الحكمة وحفظ الصحة ومنافع الأطعمة والأشرب "وغيرها عن الحامل والمرضع وغذائهما.

                          وقد عاش ابن سهل في الفترة من العام 153 إلى 247هـ كما يعتبر العالم المسلم يوحنا بن ماسويه ـ الذي كان معاصراً لابن سهل الطبري ـ أول من وضع مؤلفاً مستقلاً في علم الأجنة باللغة العربية حيث قرر أن الجنين يتكون من نطفتي الرجل والمرأة، ولم يكن ذلك معروفاً في الطب في هذا الوقت حيث استرشد بما جاء في القرآن الكريم في استنباط نظريته الطبية•








                          الكاشي: مخترع الآلة الحاسبة


                          طابع بريد إيراني عليه صورة جمشيد بن مسعود الكاشي





                          هو "جمشيد بن مسعود بن محمود الكاشي" ويعرف باسم "غيَّاث الدين ولد جمشيد" ولد في مدينة كاشان في إيران في أواخر القرن الثامن الهجري وتوفي عام 839هـ ، انتقل من كاشان إلى سمرقند قبل وفاته بعشرين عاماً، له العديد من الإسهامات أهمها ابتكار الكسور العشرية واختراع الآلة الحاسبة.

                          درس الكاشي النحو والصرف والفقه والمنطق، ثم درس الرياضيات وتفوق فيها، حيث كان والده من أكبر علماء الرياضيات والفلك، وعاش الكاشي معظم حياته في سمرقند، وفيها بنى مرصداً سماه "مرصد سمرقند"، وتوجه إلى سمرقند بدعوة من ميرزا محمد طارق بن شاه رخ (اولغ بك) الذي كان يحكم البلاد آنذاك، والذي عرف بحبه للعلماء، وهناك في سمرقند وضع أكثر مؤلفاته التي كانت سببا في تعريف الناس به.
                          إسهاماته العلمية

                          اشتهر الكاشي في علم الهيئة، كما أنه شرح كثيراً من إنتاج علماء الفلك الذين اشتغلوا مع نصير الدين الطوسي في مرصد "مراغة"، كما حقق جداول النجوم التي وضعها الراصدون في ذلك المرصد، وقدر الكاشي تقديراً دقيقاً ما حدث من كسوف للشمس خلال ثلاث سنوات (بين 809 هــ و811 هـ/1407 و1409 م). وهو أول من اكتشف أن مدارات القمر وعطارد إهليليجية.

                          أما في الرياضيات، فقد ابتكر الكاشي الكسور العشرية، ويقول "سمث" في كتابه "تاريخ الرياضيات" : "إن الخلاف بين علماء الرياضيات كبير، ولكن غالبيتهم تتفق على أن الكاشي هو الذي ابتكر الكسر العشري"، كما وضع الكاشي قانوناً خاصاً بتحديد قيس أحد أضلاع مثلث انطلاقا من قيسي ضلعيه الآخرين وقيس الزاوية المقابلة له بالإضافة إلى قانون خاص بمجموع الأعداد الطبيعية المرفوعة إلى القوة الرابعة.

                          ويقول كارادي فو في حديثه عن علماء الفلك المسلمين : "ثم يأتي الكاشي فيقدم لنا طريقة لجمع المتسلسلة العددية المرفوعة إلى القوة الرابعة، وهي الطريقة التي لا يمكن أن يتوصل إليها بقليل من النبوغ".

                          وكان كتاب الكاشي "مفتاح الحُسَّاب" في الرياضيات، منهلاً نهل منه علماء الغرب والشرق على حدٍّ سواء واعتمدوا عليه في تعليم أبنائهم في المدارس والجامعات لقرون عدة كما استخدموا كثيراً من النظريات والقوانين التي ابتكرها وبرهنا•

                          بين في كتابه طرق إجراء العمليات الأساسية للكسور العشرية فجعل لأول مرة في التاريخ علم الحساب في متناول الجميع كما توصل إلى أدق قيمة للنسبة التقريبية التي تعني نسبة محيط الدائرة إلى قطرها وأعطى قيمة صحيحة لستة عشر رقماً عشرياً وقد اعترف علماء الغرب أن النتيجة التي توصل إليها جشميد تعادل النتيجة التي توصَّل إليها علماء القرن العشرين باستعمال الآلات الحاسبة•
                          مؤلفاته

                          ترك الكاشي عددا من المؤلفات المهمة جلها في الرياضيات والفلك منها: كتاب مفتاح الحساب الذي حوي للمرة الأولى الكثير من المسائل التي تستعمل الكسور العشرية. وهو يعتبر من أهم كتب الكاشي والذي أكمله في 1427م إذ ضمنه بعض اكتشافات في الحساب، و يتميز هذا الكتاب بأن مؤلف وضعه ليكون مرجعا في تدريس الحساب للطلاب في سمرقند، ومن اكتشافاته التي ضمنت في هذا الكتاب أنه وجد خوارزمية لحساب الجذور النونية لأي عدد، و التي اعتبرت حالة خاصة للطرق التي اكتشفت بعد ذلك بقرون عن طريق هورنر. واعتمد علماء الشرق والغرب على هذا الكتاب، في تعليم أبنائهم في المدارس والجامعات عدة قرون، كما استخدموا كثيراً من النظريات والقوانين التي أتى بها وبرهنها وابتكرها".

                          كما أنه له كتاب "رسالة عن إهليليجي القمر وعطارد"، و"رسالة في الحساب"، و"رسالة في الهندسة" ، ورسالة في المساحات ، ورسالة الجيب والوتر ، ورسالة استخراج جيب الدرجة الأولى ، ورسالة في الأعداد الصحيحة ، ورسالة في الجذور الصم ، ورسالة في التضعيف والتصنيف والجمع والتفريق ، ورسالة في طريقة استخراج الضلع الأول من المضلعات ، رسالة في معرفة التداخل والتشارك والتباين ، ورسالة في طريقة استخراج المجهول ، ورسالة عن الكسور العشرية والاعتيادية .

                          ومن مؤلفاته في علم الفلك : كتاب "زيج الخقاني"، وكتاب في علم الهيئة، ورسالة نزهة الحدائق وهي مشتملة على كيفية عمل آلة حساب التقاويم، وكيفية العمل بها، وأسماها طبق المناطق ، وألحق بها عمل الآلة المسماة بلوح الاتصالات، وهي أيضا مما اخترع عملها.




                          الجلدكي: أول مخترع لمساحيق الغسيل


                          عز الدين علي بن أيدس بن علي الجلدكي





                          هو العالم الشيخ "عز الدين علي بن أيدس بن علي الجلدكي" نسبة إلى بلدة جلدك بخراسان، عاش ومات في مصر عام 743هـ، كان له السبق في وضع الضوابط اللازمة لحماية الإنسان من أخطار استنشاق الغازات والأبخرة الناتجة من التفاعلات الكيمياوية•

                          يعد الجلدكي أول من أعطى وصفا مفصلا لطريقة الوقاية والاحتياطات اللازمة من خطر استنشاق الغازات الناتجة عن التفاعلات الكيميائية، وهو بذلك يعد من أول من فكر في ابتكار واستخدام الكمامات في معامل الكيمياء، كما درس القلويات والحمضيات دراسة وافية وتمكن من تقديم بعض التحسينات على صناعة الصابون، وكما طور طريقة التقطير وهو أول من قال إن المادة تعطى لونا خاصا بها عند احتراقها، وأهتم بدراسة خواص الزئبق، وذلك لاعتقاده أن جميع الأحجار أصلها يرجع للزئبق.
                          انجازاته العلمية

                          ترك عزالدين الجلدكي موسوعات علمية نادرة حققت السبق العلمي على علماء الغرب الذين نقلوا عنه أهم ركائز الحضارة التكنولوجية بأكثر من 439 عاماً من وفاته، وقد سطا العالم الفرنسي "جوزيف براوست"•على مؤلفات الجلدكي العلمية منها مؤلفه التقريب في أسرار التركيب، ونسبها إلى نفسه وهو الكتاب الذي قضى عزالدين الجلدكي 15عاماً لإنجازه، إلا أن المؤسسات العلمية العالمية والإسلامية تصدت له ونسبت هذه الإبداعات المعملية لصاحبها المسلم•

                          ويُنسب إلى العالم المسلم عز الدين الجلدكي أنه أول من اخترع مساحيق الغسيل، التي تحافظ على الثياب مع تنظيفها بسهولة وأنه أول عالم تمكَّن من خلال تجاربه المعملية فصل الذهب عن الفضة بوساطة ماء النار وهي الطريقة المتبعة حالياً وأنه أول عالم يتمكن من معرفة أن كل مادة يتولد منها ـ بالاحتراق ـ ألوان خاصة•

                          يقول عنه "أحمد شوكت الشطي" في كتابه مجموعة أبحاث عن تاريخ العلوم الطبيعة في الحضارة الإسلامية: "إن الجلدكى من العلماء المشهورين في علم الكيمياء ليس فقط بين علماء الغرب والمسلمين ولكن بين علماء الكيمياء بوجه عام".

                          ويقول عنه أ. ج. هولميارد في كتابه صانعو الكيمياء: "إن الجلدكي يعتبر بحق من العلماء الذين لهم دور عظيم في علم الكيمياء، واهتم الجلدكي اهتماما بالغا بقراءة ما كتب عن علم الكيمياء، فاتخذ من قراءاته وتحليله طريقة لبناء مسلك علمي في علم الكيمياء، وهذا ما يسمى بآداب علم الكيمياء العربية والإسلامية، وقام الجلدكى بتجارب علمية في حقل الكيمياء، وإن كان معظم عمله تحليليا، إلا أنه من العلماء الذين يدين لهم علماء العصر الحديث بالكثير".

                          كان الجلدكي مهتما بجمع المؤلفات الكيميائية وتفسيرها، ونقل عمن تقدموه من المشاهير كجابر بن حيان، وأبي بكر الرازي فقرات كاملة؛ وبذلك يكون قد أدى لتاريخ الكيمياء في الإسلام خدمة جليلة، إذ دون في كتبه الحديثة نسبيًا ما قد اندثر وضاع من كتب سابقيه فكانت مصنفاته أفضل مصدر لمعرفة الكيمياء والكيميائيين في الإسلام".

                          وللجلدكي آراء مهمة في الكيمياء منها: أن المواد الكيميائية لا تتفاعل مع بعضها إلا بأوازن معينة، وهذا هو المفتاح الرئيسي في قانون النسب الثابتة في الاتحاد الكيميائي، وتوصل أيضا إلى فصل الذهب عن الفضة بواسطة حامض النيتريك، الذي يذيب الفضة تاركا الذهب الخالص. ويذكر أ. ج. هولميارد في كتابه الكيمياء حتى عصر دالتن: "إن الجلدكى توصل وبكل جدارة إلى أن المواد لا تتفاعل فيما بينها إلا بنسب وأوزان ثابتة".

                          ويقول عبد الرازق نوفل في كتابه "المسلمون والعلم الحديث": "إنه وبعد خمسة قرون من وفاة الجلدكى أعلن العالم "براوست" قانون النسب الثابتة في الاتحاد الكيميائي ومنطوقه هو نفس نظرية الجلدكى".
                          مؤلفاته

                          عثر حديثاً بمكتبة الأزهر في القاهرة على 12 مؤلفاً للعالم المسلم عزالدين الجلدكي ـ أغلبها في علوم الكيمياء ـ اشتملت على كثير من البحوث والنظريات والتجارب المعملية والتي أدت إلى ترقية العلوم التي استفادت منها الأسرة البشرية لذا يعتبر عز الين الجلدكي أول رائد في مجال حماية البيئة والإنسان من التلوث•

                          ومن الكتب المهمة للجلدكي كتاب "نهاية الطلب"، الذي يقول عنه جورج سارتون في كتابه المدخل إلى تاريخ العلوم: "يعد من أهم الكتب التى أنتجها العقل العربي؛ لما فيه من معلومات دقيقة مستندًا بذلك على إنتاج عمالقة علماء الإسلام مثل: جابر بن حيان، والرازي".

                          ومن كتبه أيضا كتاب" المصباح في علم المفتاح" الذي يضم معظم ما توصل إليه من معلومات عملية، وهو خلاصة خمسة كتب وهي: "البرهان في أسرار علم الميزان"، "غاية السرور"، "نهاية الطلب في شرح المكتسب وزراعة الذهب"، "التقريب في أسرار التركيب في الكيمياء"، "كنز الاختصاص في معرفة الخواص"؛ الذي ترجم إلى عدد كبير من اللغات العالمية، وله مؤلفات أخرى كثيرة ذكرها جورج سارتون في كتابه المدخل إلى تاريخ العلوم.


                          يتبــــــــــــــــــع











                          [CENTER][B][SIZE=4][B][FONT=arial black][COLOR=#333333]۞۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞
                          ۞ *•.¸.•* بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الْرَّحِيمِ •¸ .*• ۞
                          ۞ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ۞ اللَّهُ الصَّمَدُ ۞ لَمْ * • ۞
                          ۞ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ۞ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ * • ۞
                          ۞ *•.¸.•**• *•.¸.•* *• ۞
                          ۞۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞[/COLOR][/FONT][/B][/SIZE][/B]

                          [/CENTER]

                          [CENTER][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=red]حجاجي :
                          [/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=blue][COLOR=red]أصل الكلمة:[/COLOR] هو القفيز اتخذه الحجاج ابن يوسف على صاع عمر بن الخطاب وهو مكيال إسلامي يستعمل في الوزن والكيل اثاء العصور الإسلامية.[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5]

                          [/SIZE][/FONT] [FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=red]الحجاجي يساوي صاعاً حسب رأي أهل العراق وصاع وثلاث اخماس الصاع حسب رأي أهل الحجاز.[/COLOR][/SIZE][/FONT]
                          [/CENTER]

                          تعليق


                          • #14
                            الصدفي: مخترع بندول الساعة




                            هو العالم المصري أبو سعد بن عبد الرحمن بن أحمد بن يونس الصدفي، الذي ولد في مصر حوالي العام 338هـ / 950 م، وعاش فيها إلى أن توفي العام 399هـ/ 1009م، والذي أجمع المؤرخون على انه أول من اخترع بندول الساعة بالإضافة إلي عدد من الإسهامات الأخرى .

                            كان أبوه من أشهر المؤرخين في مصر كما وكان جده يونس الصدفي عالماً بالنجوم ومن أصحاب الإمام الشافعي، ويعد ابن يونس من أعظم فلكي مصر قاطبةً ومن أشهر فلكي القرن الرابع الهجري تحديداً وآثاره غيرت الكثير في مسار العلوم إبان العصور الوسطى في أوروبا.

                            حظي الصدفي بمكانةٍ عالية عند الفاطميين لما كان عليه من علمٍ وبعد رؤية وكرم خلق فاهتموا به وأجلوا له العطاء فأسسوا له وتلاميذه مرصداً فلكياً قرب مدينة الفسطاط تدل الآثار الباقية منه على أن موقعه تحديداً كان على قمة جبل المقطم.

                            برع في حساب المثلثات وألف العديد من البحوث القيمة التي أسهمت في تقدم هذا العلم ويعد أول من وضع قانوناً في حساب المثلثات الكروية وكان أول من فسر بدقة عالية ظاهرتا الكسوف والخسوف فرصد كسوف الشمس وخسوف القمر في القاهرة حوالي العام 368ه/978م ليكونان بذلك أول كسوفين في تاريخ البشرية سجلا بدقة متناهية وبطريقة علمية بحتة وجاء حسابه أدق ما عرف إلى أن ظهرت آلات الرصد الحديثة.
                            إسهاماته

                            يؤكد المؤرخون في تاريخ العلوم أن ابن يونس الصدفي هو أول من اخترع بندول الساعة، وأنه وضع كتاباً بعنوان "الرقاص" ـ أي بندول الساعة ـ لقياس الزمن ومدة الذبذبة، بعد أن أمضى وقتاً طويلاً في دراسة حركة الكواكب والتي قادته في النهاية إلى هذا الاختراع•

                            ابتكر "الصدفي" طريقة سهَّلت العمليات الحسابية التي أدت إلى علم اللوغارتيمات، فحقق بهذا سبقاً على علماء الغرب بسبعة قرون، وقد أبدى علماء أوروبا دهشتهم من تحويل عمليات الضرب إلى عمليات جمع.

                            واخترع ابن يونس الصدفي حساب الأقواس التي تسهل قوانين التقويم، وكانت حساباته في الرصد الفلكي من أتقن ما عرف في التاريخ، وترجم علماء الغرب مؤلفات ابن يونس الصدفي إلى لغات أوروبية عدة، وتوجد بعض مؤلفاته بمكتبة ليدن في هولندا وبعضها في مكتبة الأزهر في القاهرة.
                            مؤلفاته

                            من أهم كتب ابن يونس الصدفي كتاب (الرقاص) الذي فسر فيه حركة الرقاص أو ما يعرف اليوم باسم ''البندول'' فتحدث عن مبدأ عمله وكيفية تصنيعه وفوائده واستخداماته واثبت أن زمن ذبذبته تتناسب مع طوله وثقله والمادة التي يصنع منها ليسبق بذلك العلْم الغربي الشهير ليوناردو دافنشي بأربعمائة عام ولا يستطيع أحدٌ أن يجزم بأن دافنشي نسب الرقاص إليه عن ابن يونس لما يعرف عن هذا العالم من إنجازاتٍ غيرت في مسار الحضارة أيضاً ولكن الروايات التاريخية لم تنفِ إطلاع ليوناردوا على مؤلفات من سبقوه من علماء المسلمين وعلى رأسهم ابن يونس الذي كانت كتبه منتشرة في مكتبات أوروبا آنذاك واغلب الظن انه اطلع على كتاب ''الرقاص'' أكثر من مرةٍ في مكتبة بيزا في إيطاليا حيث كان يتردد دافنشي كثيراً.

                            من أهم انجازات العالم العربي ابن يونس الصدفي الأخرى تصحيحه لزاوية ميل دائرة البروج وزاوية اختلاف المسقط للشمس وبداية ظاهرة الاعتدالين وأورد اكتشافاته هذه في كتابه ''الزيج الحاكمي" المكون من أربع مجلدات بدأ بتأليفه بأمرٍ من الخليفة العزيز الفاطمي سنة 380هـ وفرغ منه بعد حوالي الخمسة عشرة عاماً ونقله المستشرقون إلى اللاتينية وبقيت نسخه أمهات كتب في جامعات باريس وبرلين والقاهرة لقرونٍ طويلة.

                            وله من المؤلفات أيضاً كتاب "الميل" وكتاب "الظل" وكتاب تاريخ ''أعيان مصر'' والذي جمع فيه عدداً لا بأس به من المشاهدات الفلكية المعروفة من قبله وما اكتشفه من رصده لسماء مصر.

                            ومن أهم ملاحظات ابن يونس التي تستحق الوقوف عندها والتمعن بها ما ذكره في رسائله الفلكية عن حركة القمر وملاحظته أن سرعته في تزايد مستمر، مما يدلل على نبوغ هذا الفلكي العالم في سبر أعماق الفضاء فلم يكتفٍ بالملاحظة فحسب بل أقرنها بالتحليل والحساب ليكون بحق سابق عصره وأوانه.





                            عباس بن فرناس: أول طيار في التاريخ




                            هو أبو القاسم عباس بن فرناس بن فرداس التاكرني(810-887م) مخترع وفيلسوف وشاعر أندلسي من أصل بربري (أمازيجي) من قرطبة، من موالي بني أمية، وبيته في برابر تاكرنا.

                            عاش في عصر الخليفة الأموي الحكم بن هشام وعبد الرحمن الناصر لدين الله ومحمد بن عبد الرحمن الأوسط في القرن التاسع للميلاد، كان له اهتمامات في الرياضيات والفلك والكيمياء والفيزياء، اشتهر أكثر ما اشتهر بمحاولته الطيران إذ يعده العرب والمسلمون أول طيار في التاريخ.

                            تبحره في الشعر ومعرفته في الفلك مكنتا له من أن يدخل إلى مجلس عبد الرحمن الناصر لدين الله المعروف بالثاني، ولكنه استمر في التردد على مجلس خليفته في الحكم محمد بن عبد الرحمن الأوسط (852-886)، لكثرة اختراعاته.
                            إسهاماته العلمية

                            اخترع ابن فرناس ساعة مائية سماها "الميقات"، وهو أول من وضع تقنيات التعامل مع الكريستال، وصنع عدة أدوات لمراقبة النجوم.

                            وقام عباس بن فرناس بتجربته في الطيران بعد أبحاث وتجارب عدة، وقد قام بشرح تلك الأبحاث أمام جمع من الناس دعاهم ليريهم مغامرته القائمة على الأسس العلمية.

                            يقول عنه ابن سعيد في المغرب في حلى الغرب "ذكر ابن حيان: أنه نجم في عصر الحكم الربضي، ووصفه بأنه حكيم الأندلس الزائد على جماعتهم بكثرة الأدوات والفنون... وكان فيلسوفاً حاذقاً، وشاعراً مفلقاً، وهو أول من استنبط بالأندلس صناعة الزجاج من الحجارة، وأول من فك بها كتاب العروض للخليل ... كثير الاختراع والتوليد، واسع الحيل حتى نسب إليه عمل الكيمياء".

                            وكثر عليه الطعن في دينه، واحتال في تطيير جثمانه، فكسا نفسه الريش على سرق الحرير، فتهيأ له أن استطار في الجو من ناحية الرصافة، واستقل في الهواء، فحلق فيه حتى وقع على مسافة بعيدة". يعتبره المسلمون كما ورد أول إنسان يحاول الطيران.

                            في ليبيا صمم طابع بريد يصور محاولته الطيران وأطلق اسمه على فندق مطار طرابلس، وفي العراق وضع تمثال له على طريق مطار بغداد الدولي، وسمي مطار آخر شمال بغداد باسمه مطار ابن فرناس، تكريما له سميت فوهة قمرية باسمه ويعرف بفوهة ابن فرناس القمرية.
                            منهجه العلمي

                            درس عباس بن فرناس الطب والصيدلة وأحسن الإفادة منهما فقد عمدا إلى قراءة خصائص الأمراض وأعراضها وتشخيصها، وأهتم بطرق الوقاية من الأمراض، وتوصل بن فرناس إلى الخواص العلاجية للأحجار والأعشاب والنباتات، كان في سبيل ذلك يقصد المتطببين والصيادلة ويناقشهم فيما بدا له من اطلاعه في هذه الصنعة الجليلة التي تحفظ البدن وتقيه من آفات الأدواء والأعراض وقد اتخذه أمراء بني أمية في الأندلس طبيباً خاصا لقصورهم، انتخب من مجموعات من الأطباء المهرة لشهرته وحكمته وأسلوبه الجاذب عند إرشاداته الطبية الخاصة بالوقاية من الأمراض وإشرافه على طعام الأسر الحاكمة لإحراز السلامة من الأسقام والأمراض فلا يحتاج إلى المداواة إلا نادراً، فإذا حصل ما يكرهون من المرض دلهم على أنجع الطرق في المداواة.

                            ولم يكن ابن فرناس يقنع بكل ما كتبه الناس من نظريات بل ألزم نفسه إلقاء التجارب ليتحقق من صحة كل نظرية درسها أو نقلها من غيره ليرقي بها إلى مرتبة الحقيقة العلمية أو ينقضها، وقد شجب القبول والقناعة بالأمور الظاهرة المبسطة المقدور على النظر والبحث فيها، كان ابن فرناس يغوص في تحقيق ما علم وكان يطبق النظريات العلمية على منهج علمي في كل العلوم وأهمها الطب والصيدلة وخاصة دراسة الأعشاب.

                            واشتهر بن فرناس بصناعة الآلات الهندسية مثل المنقالة (آلة لحساب الزمن) (نموذج بالمسجد الكبير بمدينة طنجه) واشتهر بصناعة الآلات العلمية الدقيقة، واخترع آلة صنعها بنفسه لأول مرة تشبه الإسطرلاب في رصدها للشمس والقمر والنجوم والكواكب وأفلاكها ومداراتها ترصد حركاتها ومطالعها ومنازلها والتي عرفت بذات الحلق.

                            وأجمع المؤرخون على أن بن فرناس كان أول من استنبط في الأندلس صناعة الزجاج من الحجارة والرمل فانتشرت صناعة الزجاج لما رأى الناس أن المادة أصبحت في متناول الغني والفقير، وسبب عناء ابن فرناس هو التسهيل على الناس وأول من استفاد من تجارب ابن فرناس هم أهل الأندلس ويرجع ذلك إلى سبب اهتمامه الشديد بصناعة الكيمياء.
                            تجربة الطيران

                            يعد بن فرناس أول من اخترق الجو من البشر وأول من فكر في الطيران واعتبره المنصفون أول رائد للفضاء وأول مخترع للطيران، قال الزركلي قد كتب أحمد تيمور باشا بحثاً قال فيه لا يغض من اختراع ابن فرناس الطيران تقصيره في الشأن البعيد فذلك شأن كل مشروع في بدايته، وقد قام بن فرناس بتجارب كثيرة، درس في خلالها ثقل الأجسام ومقاومة الهواء لها، وتأثير ضغط الهواء فيها إذا ما حلقت في الفضاء، وكان له خير معين على هذا الدرس تبحره في العلوم الطبيعية والرياضة والكيمياء فاطلع على خواص الأجسام، واتفق لديه من المعلومات ما حمله على أن يجرب الطيران الحقيقي بنفسه، فكسا نفسه بالريش الذي اتخذه من سرقي الحرير (شقق الحرير الأبيض) لمتانته وقوته، وهو يتناسب مع ثقل جسمه، وصنع له جناحين من الحرير أيضاً يحملان جسمه إذا ما حركهما في الفضاء، وبعد أن تم له كل ما يحتاج إليه هذا العمل الخطير وتأكد من أن باستطاعته إذا ما حرك هذين الجناحين فإنها سيحملانه ليطير في الجو، كما تطير الطيور ويسهل عليه التنقل بهما كيفما شاء.

                            بعد أن أعد العدة أعلن على الملأ أنه يريد أن يطير في الفضاء، وأن طيرانه سيكون من الرصافة في ظاهر مدينة قرطبة، فاجتمع الناس هناك لمشاهدة هذا العمل الفريد والطائر الآدمي الذي سيحلق في فضاء قرطبة، وصعد أبو القاسم بآلته الحريرية فوق مرتفع وحرك جناحيه وقفز في الجو، وطار في الفضاء مسافة بعيدة عن المحل الذي انطلق منه والناس ينظرون إليه بدهشة وإعجاب وعندما هم بالهبوط إلى الأرض تأذي في ظهره، فقد فاته أن الطيران إنما يقع على زمكه (زيله)، ولم يكن يعلم موقع الذنب في الجسم أثناء هبوطه إلى الأرض، فأصيب في ظهره بما أصيب من أذى.






                            ابن ماجد: مكتشف أعالي البحار


                            البحار العربي ابن ماجد




                            يعد "ابن ماجد" أحد عباقرة الحضـــارة الإسلامية، فهو "شهاب الدين احمد بن ماجـــد محمد السعدي الجدي" الملقب ب"أسد البحار" ، من أهل نجد، وينتسب إلى عائلة من الملاحين كان أبوه وجده ملاحين مشهورين، ويقول عن جده إنه كان نادرة في ذلك البـحر (المحيط الهندي) واستفاد منه والدي، واسمها في معرفة القياسات، وأسماء الأماكن، وصفات البحر والبحار.

                            ويقول "الزركلي" إن ابن ماجد من مواليد نجد في قلب شبه الجزيرة العربية، إلا أن الدكتور عبد الحليم منتصر يشير إلى ان ابن ماجد ولد في جلفار (رأس الخيمة الآن) وولد عام 836هـ وتوفى عام 936 هجريه أي عاش مائه عام.

                            بدأ "أحمد" وهو في سن العاشرة مصاحبة والده في رحلاته البحرية وقاد تحت إشراف والده أول رحلة وهو في سن السابعة عشرة، وتعلم البحار الصغير الفلك والرياضيات والجغرافيا جنباً إلى جنب مع التاريخ والأدب وألف أكثر من ثلاثين كتاباً أرسى فيها وأسس قواعد علم جديد هو علم البحار الذي لم يكن معروفاً من قبل كما استحدث أدوات ملاحية جديدة أهمها اختراعه «البوصلة البحرية» المقسمة إلى 22 درجة والتي ما تزال مستعملة حتى الآن.

                            وكان العرب قد عرفوا آلات ملاحية وفلكية لتحديد خطوط العرض معتمدين في ذلك على معرفتهم الدقيقة بمواقع النجوم وكان من هذه الآلات «الكمال» و«البليستي» و «اللوح» والأخيرة هي التي أذهلت "فاسكو دا جاما" حين رآها مع أحمد بن ماجد «وردة الرياح» وهي آلة من الخشب تقسم عليها دائرة الأفق إلى الجهات الأربع الأصلية ويقسم كل ما بين جهتين إلى أقسام صغيرة وتستخدم لمعرفة اتجاه الرياح ومن أين تهب.
                            إسهاماته

                            "ابن ماجد" من كبار ربانية العرب في البحر الأحمر وخليج اليرير والمحيط الهندي وبحر الصين . ومن علماء فن الملاحة وتاريخه عند العرب، وهو الربان الذي أرشد قائد الأسطول البرتغالي "فاسكو دا جاما" في رحلته من "مالندي" على ساحل أفريقيا الشرقية إلى كالكتا في الهند سنة 1498م فهو أحرى بلقب مكتشف طريق الهند.

                            ويشير إلى ذلك المستشرقين الغربيين من أمثال "جابريل فران" و"تيودور"، و"مسكي" و"كراتشومسكي"، وكتب المستشرق البرتغالي "كتانهيدا" يصف إرشاد ابن ماجد لفاسكو دا جاما إلى مالندي على الساحل الشرقي من أفريقيا شمال مدغشقر 1498 م وصعد إلى سفينته العماني أحمد بن ماجد وابحر معه ليديه على طريق الهند، فهو بحار العرب الأول وربان سفينة فاسكو دا جاما .

                            وذكر ابن ماجد في كتاب "المحيط" للأميرال التركي سيدي على بن سيف، حين ذكر رحلته إلى المحيط الهندي وقد التقى مع هذا البحار المتمرس وعالم البحار العماني القدير الذي عرف البحر وخبر الملاحة فيه، مما ألصق بة من انه هو مرشد فاسكو دا جاما ومن خلال الصلات والتاريخية بين عمان والمغرب العربي والوثاق التي حصل عليها في المغرب وسلطنة عمان، وأصدر هذا الكتاب بسلطنة عمان وعلى نفس العنوان عام 2005.

                            ومن إسهامات "ابن ماجد" أنه ابتكر وطور مع أصدقائه عدة أدوات منه : المزونة والإصطرلاب، واستطاع أن يجمع بين «وردة الرياح» و«الإبرة المغناطيسية» مقدما آلة جديدة تمثل دائرة الأفق تبعاً للجهات الأصلية بناء على مطالع ومغارب نجوم معينة معروفة وكانت هذه الآلة تستخدم لمعرفة المسافة التي تقطعها السفينة بين درجتين وكذلك زاوية السير وخط العرض.

                            ويرجع الفضل إلى أبن ماجد في تثبيت الإبرة المغناطيسية فوق سن من الوسط يتحرك حركة حرة فوق قرص الرياح وهو الاختراع الذي ظل حتى اليوم يعرف بالبوصلة البحرية، واعترفت الدوائر العلمية في العالم أجمع بفضل أحمد بن ماجد فأقامت حكومة البرتغال نصباً تذكارياً له في مدينة ماليندي تخليداً لذكراه، واعترافاً بفضله على الملاحة العالمية وعلوم البحار.
                            مؤلفاته

                            يعد كتاب ابن ماجد "الفوائد في أصول علم البحر والقواعد" من أهم ما يذكر في علم الملاحة البحرية وارتباطه بعلم البحار ففيه يوضح ابن ماجد، تاريخ علم البحر والملاحة البحرية حتى القرن الخامس عشر الميلادي ويلقي الضوء على مدى تأثر البرتغال بعلوم المسلمين، وبالتقاليد الملاحة البحرية بشكل عام وفي المحيط الهندي بشكل خاص وفي الكتاب يتحدث عن العلوم والثقافات التي يجب أن يلم بها ربان السفينة فيقول: إن لركوب البحر أسبابا كثيرة أهمها معرفة المنازل والمسافات والقياس والإشارات وحلول الشمس والقمر والرياح ومواسمها ومواسم البحر البحرية"، وأسهم "ابن ماجد" بعدد من المؤلفات الأخرى مثل : "أصول علم البحر والقواعد" و "حاوية الاختصار في أصول علم البحار"، وعنى بدراسة أعمال ابن ماجد عدد من المستشرقين الغربيين.






                            عمر الخيام: مخترع طريقة حساب المثلثات


                            عمر الخيام




                            عمر الخيام (1040-1131م) عالم وشاعر إيراني مسلم، ولد في نيسابور. والخيّام هو لقب والده، حيث كان يعمل في صنع الخيام. وهو صاحب رباعيات الخيام المشهورة.

                            هو فيلسوف وشاعر فارسي، درس الرياضيات، والفلك، واللغة، والفقه، والتاريخ، وكان أثناء صباه يدرس مع صديقين حميمين، وتعاهد ثلاثتهم على أن يساعد من يؤاتيه الحظ الآخرين، وهذا ما كان، فلما أصبح صديقه وزيراً للسلطان "ألب أرسلان"، ثم لحفيده "ملكشاه"، خصص له راتباً سنوياً مائتين وألف مثقال يتقاضاها من بيت المال كل عام، من خزينة نيسابور فضمن له العيش في رفاهية مما ساعده على التفرغ للبحث والدراسة.

                            عاش الخيام معظم حياته في نيسابور وسمرقند، وكان يتنقل بين مراكز العلم الكبرى مثل بخاري وبلخ وأصفهان رغبة منه في التزود من العلم وتبادل الأفكار مع العلماء، وهكذا صار لعمر بن الخيام الوقت الكافي للتفكير بأمور وأسرار الحياة، بعد أن توفّرت له أسباب المعيشة، وكان شاعر حسن الصباح أحد قادة الطائفة الإسماعيلية النزارية.

                            إسهاماته

                            يعد الخيام أوّل من اخترع طريقة حساب المثلثات ومعادلات جبرية من الدرجة الثالثة بواسطة قطع الـمخروط، وهو أول من أستخدم الكلمة العربية (شي) التى رسمت في الكتب العلمية الإسبانية (Xay) وما لبثت أن استبدلت بالتدريج بالحرف الأول منها (x) الذي أصبح رمزاً عالمياً للعدد المجهول. وقد وضع الخيام تقويما سنوياً بالغ الدقة.

                            فسر البعض فلسفته و تصوّفه على أنه إلحاد وزندقة وأحرقت كتبه، ولم يصلنا منها سوى الرباعيات لأنّ القلوب أحبّتها وحفظتها من الضياع. غير أن الخيام كان عالماً عبقرياً وملماً ومبدعاً أكثر بكثير من كونه شاعراً ، وضياع كتبه في الرياضيات والفلسفة حرم الإنسانية من الاستفادة من الإطلاع على ما وضعه في علوم الجبر والرياضيات.

                            رباعيات الخيام

                            هناك اختلاف على كون الرباعيات تخص عمر الخيام فعلا، فكما هو واضح تدعوا الرباعيات بجملتها إلى اللهو واغتنام فرص الحياة الفانية، إلا أن المتتبع لحياة الخيام يرى انه عالم جليل وذو أخلاق سامية، لذلك يعتبر بعض المؤرخون إن الرباعيات نسبت خطأ للخيام وقد اثبت ذلك المستشرق الروسي زوكوفسكي فرد 82 رباعية إلى أصحابها فلم يبق إلا القليل الذي لم يعرف له صاحب.

                            تعتبر تهمة الإلحاد و الزندقة من المسائل الجدلية في التاريخ الإسلامي ففي حين أن هذه التهمة أثبتها فريق كبير من الناس على الخيام إلا أن هناك فريق كبير آخر يقر له بأنه مات على الإسلام.

                            وتتراوح رباعيات الخيام بين الإيمان والإلحاد وبين الدعوة للمجون والدعوة للهو وبين طلب العفو من الله عزّ وجلّ وإعلان التوبة، ومن هنا اختلف العلماء في تصنيف عمر الخيام والأرجح أنه لم يخرج عن المألوف إنما هي صرخة في وجه الظلم والأمور الدخيلة على الدين الإسلامي في عصره.

                            ولم يفكّر أحد ممن عاصره في جمع الرباعيات، فأوّل ما ظهرت سنة 865 هـ، أي بعد رحيله بثلاثة قرون ونصف. ولعلّهم كانوا يخشون جمعها لما حوته من جرأة وحكمة، وأوّل ترجمة للرباعيات كانت للغة الإنجليزية، وظهرت سنة 1859، أما الترجمة العربية من الفارسية فقام بها الشاعر المصري أحمد رامي، وهناك ترجمة أخرى للشاعر العراقي أحمد الصافي النجفي.








                            ابن عبدوس .. أول معالج للسكري


                            صفحة من كتاب لابن عبدوس




                            هو صاعد بن بشر بن عبدوس أبو المنصور الطبيب ولد ابن عبدوس ونشأ ببغداد، في القرن الرابع الهجري - العاشر الميلادي، واشتغل بفصد الدم للمرضى بالبيمارستان العضدي.
                            إسهاماته

                            خالف ابن عبدوس الأطباء ونقل العلاج إلى الأدوية المبردة، فكان أول مَن فطن إلى تدبير العلاج بالتبريد، وصار يعالج مرضاه بالفصد وبالتبريد والترطيب ومنع المريض من تناول الطعام، ونجح ابن عبدوس بعلاجه الجديد لمرضاه وذاعت شهرته، وصار رئيسا للبيمارستان العضدي، واعتمد عليه الملوك والأمراء في علاجهم من أمراضهم، وعندئذ منع العلاج في البيمارستان العضدي بالمعاجين الحارة، واعتمد في العلاج على مياه البذور النباتية ومن أهمها الشعير وكان الأمراء والوزراء يدعونه من كافة البلدان لعلاجهم فيما يفشل فيه الأطباء ومن أهم الأماكن التي سافر إليها الأنبار في العراق.

                            اهتم ابن عبدوس اهتماما خاصا بالترياق وتركيبه ومن بين مركباته التي اهتم بها الكافور، وقد عالج ابن عبدوس كذلك الخليفة المرتضي بالله من لدغة عقرب، وكان يؤمن بأثر الأعشاب الطبية ويلجأ إليها في علاج الأمراض الشديدة مثل السكتة الدموية. وابن عبدوس هو أول طبيب عربي يكتب عن علاج مرض السكري.
                            مؤلفاته

                            له في الطب كتابان وضع فيهما خلاصة تجربته العملية هما: مرض المراقية ومداواته، ومرض الديابيطس ومداواته .




                            يتبـــــــــــــــــــــــــــــع







                            [CENTER][B][SIZE=4][B][FONT=arial black][COLOR=#333333]۞۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞
                            ۞ *•.¸.•* بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الْرَّحِيمِ •¸ .*• ۞
                            ۞ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ۞ اللَّهُ الصَّمَدُ ۞ لَمْ * • ۞
                            ۞ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ۞ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ * • ۞
                            ۞ *•.¸.•**• *•.¸.•* *• ۞
                            ۞۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞[/COLOR][/FONT][/B][/SIZE][/B]

                            [/CENTER]

                            [CENTER][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=red]حجاجي :
                            [/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=blue][COLOR=red]أصل الكلمة:[/COLOR] هو القفيز اتخذه الحجاج ابن يوسف على صاع عمر بن الخطاب وهو مكيال إسلامي يستعمل في الوزن والكيل اثاء العصور الإسلامية.[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5]

                            [/SIZE][/FONT] [FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=red]الحجاجي يساوي صاعاً حسب رأي أهل العراق وصاع وثلاث اخماس الصاع حسب رأي أهل الحجاز.[/COLOR][/SIZE][/FONT]
                            [/CENTER]

                            تعليق


                            • #15
                              ابن البيطار: صاحب ميزان الطب


                              ضياء الدين أبو محمد عبدالله بن البيطار




                              هو ضياء الدين أبو محمد عبدالله بن أحمد المالقي . لقب بالمالقي لأنه ولد في قرية "بينالمدينا" التي تقع في مدينة مالقة في الأندلس. اشتهر بابن البيطار مشتق من "ابن البيطري" لأن والده كان طبيباً بيطرياً ماهراً. ولد حوالي سنة 1197م وتوفي في دمشق سنة 1248.
                              إسهاماته

                              يعتبر ابن البيطار أعظم عالم نباتي ظهر في القرون الوسطى، تتلمذ على يد شيخ أندلسي يدعى أبو العباس النباتي كان يجمع النباتات والأعشاب في منطقة إشبيلية، ولما بلغ العشرين من عمره سافر إلى مراكش والجزائر وتونس لدراسة النباتات ووصل مصر في عهد السلطان الأيوبي الملك الكامل وأصبح هناك رئيس العشابين.

                              والعشاب هو العالم بالنباتات وتحضير الأدوية منها، ثم سافر بعد ذلك إلى دمشق في عهد الملك الصالح (ابن الكامل) الأيوبي ودرس نباتات سورية ومنها انتقل إلى آسيا الصغرى واليونان مواصلا بحوثه فيها وهو بأسفاره هذه عالم طبيعي ميداني يدرس الأشياء في مواضعها ويتحقق منها بنفسه وإلى جانب ذلك كان لابن البيطار اطلاع واسع مفصل على مؤلفات من سبقوه في هذا الموضوع ديقوريدس وجالينوس والإدريسي.

                              ألف ابن البيطار في النبات فزاد في الثروة العلمية ويعد كتابه (الجامع لمفردات الأدوية والأغذية) من أنفس الكتب النباتية فقد وصف فيه أكثر من 1400 عقار نباتي وحيواني ومعدني منها 300 من صنعه مبينا الفوائد الطبية لكل واحد منها وقد أوضع في مقدمة كتابه الأهداف التي توخاها منه ومنه يتجلى أسلوبه في البحث وأمانته العلمية في النقل واعتماده على التجربة كمعيار لصحة أحاكمه
                              من مصنفاته وكتبه

                              من أعظم كتبه وأشهرها هو كتاب الجامع لمفردات الأدوية والأغذية والمعروف بمفردات ابن البيطار قام بكتابته بعد العديد من البحث والتدقيق والدراسة وبعد أن تنقل في العديد من بلاد العالم.

                              اعتمد ابن البيطار المنهج العلمي والتجربة والمشاهدة كأساس لدراسة الأدوية والعقاقير والأعشاب وهو القائل في مقدمة كتابه المنهج الذي اتبعه في أبحاثه: «ما صحَّ عندي بالمشاهدة والنظر، وثبت لدي بالمخبر لا بالخبر أخذت به، وما كان مخالفاً في القوى والكيفية والمشاهدة الحسية والماهية للصواب نبذته ولم أعمل به».

                              أسهم ابن البيطار في تطور الحضارة البشرية من خلال علوم النبات والصيدلة والطب اسهاماً عظيماً باكتشافاته العلمية المهمة، ومؤلفاته التي تركها خير برهان على تفوقه ونبوغه، مما جعله يرقى إلى مصاف كبار علماء العرب والمسلمين الذين أغنوا المكتبة العربية والعالمية ببحوثهم ودراساتهم القيّمة.
                              مؤلفاته

                              يعد كتاب "الجامع" من أهم مؤلفاته والذي يقول عنه ماكس مايرهوف: "إنه أعظم كاتب عربي خلّد في علم النبات".، ويعترف المستشرق روسكا بأهمية هذا الكتاب وقيمته وأثره الكبير في تقدم علم النبات ويقول: "إن كتاب الجامع كان له أثره البالغ في أوروبا، وكان من أهم العوامل في تقدم علم النبات عند الغربيين".

                              والباحثة الألمانية زيغريد هونكه تقول في كتابها "شمس العرب تسطع على الغرب": إن ابن البيطار من أعظم عباقرة العرب في علم النبات فقد حوى كتابه الجامع كل علوم عصره وكان تحفة رائعة تنم عن عقل علمي حي، إذ لم يكتفِ بتمحيص ودرس وتدقيق 150 مرجعا بل انطلق يجوب العالم بحثاً عن النباتات الطبية فيراها بنفسه ويجري تجاربه عليها إلى أن وصل به الأمر ليبتكر 300 دواء جديد من أصل 1400 دواء التي تضمنها كتابه مع ذكر أسمائها وطرق استعمالها وما قد ينوب عنها، كل هذه عبارة عن شواهد تعرّفنا تماماً كيف كان يعمل رأس هذا الرجل العبقري".

                              تُرجم كتابه إلى عدة لغات وكان يُدرَّس في معظم الجامعات الأوروبية حتى عهود متأخرة، وطبع بعدة لغات وبعدة طبعات، وفي اللغة العربية طبع عام 1874 في مصر بأربعة أجزاء ونشرته دار صادر في بيروت 1980 في مجلدين، ويوجد العديد من المخطوطات لهذا الكتاب موزعة في عدد من مكتبات العالم ومتاحفه.

                              يأتي كتاب المغني في الأدوية المفردة في المرتبة الثانية بعد كتاب الجامع من حيث الأهمية، ويقسم إلى عشرين فصلاً، ويحتوي على بحث الأدوية التي لا يستطيع الطبيب الاستغناء عنها، ورتَّبت فيه الأدوية التي تعالج كل عضو من أعضاء الجسد ترتيباً مبسطاً وبطريقة مختصرة ومفيدة للأطباء ولطلاب الطب، ويوجد منه العديد من النسخ المخطوطة.

                              أما كتاب "الإبانة والإعلام بما في المنهاج من الخلل والأوهام" فهو عبارة عن شرح أدوية كتاب ديسقوريدس وهو عبارة عن قاموس بالعربية والسريانية واليونانية والبربرية وشرح للأدوية النباتية والحيوانية.

                              ومن مؤلفاته أيضا

                              - كتاب المغني في الأدوية المفردة.

                              - شرح أدوية كتاب ديسقوريدس وهو عبارة عن قاموس بالعربية والسريانية - - - واليونانية

                              والبربرية وشرح للأدوية النباتية والحيوانية. - مقالة في الليمون.

                              - كتاب في الطب.

                              - الأفعال الغريبة والخواص العجيبة.

                              - ميزان الطبيب.

                              - رسالة في التداوي بالسموم.





                              الإدريسي: صاحب المسالك والممالك


                              الإدريسي يعلم تلاميذه




                              هو أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن إدريس الحمودي الحسني القرطبي، المعروف "بالشريف الإدريسي، ولد بثغر سبتة التي تقع شمال المغرب على مضيق جبل طارق سنة 493 هـ، وتوفي فيها على الأرجح سنة 560، تلقى علومه في قرطبة بالأندلس التي انتقل إليها واهتم بالجغرافية على وجه الخصوص فأبدع فيها، وهو يعد من أعظم علماء الجغرافيا والرحالة العرب، وله مشاركة في التاريخ، والأدب، والشعر، وعلم النبات.

                              طاف الإدريسي العديد من البلدان في الأندلس، والمغرب، والبرتغال، ومصر، وعرف سواحل أوروبا الغربية من فرنسا وإنجلترا، كما عرف القسطنطينية وسواحل آسيا الصغرى، وانتهى إلى صقلية، فاستقر في بلاط صاحبها، روجه الثاني النورماني، المعروف عند العرب باسم رجار، في بالرم، ومن هنا تلقينه بالصقلي. فاستعان به رجار، وكان من العلماء المعدودين في صنع دائرة الأرض من الفضة ووضع تفسير لها، ويبدو أن الإدريسي ترك صقلية في أواخر أيامه، وعاد إلى بلدته سبته حيث توفي.

                              ألف الإدريسي كتابه المشهور (نزهة المشتاق في اختراق الآفاق) الذي أصبح من أشهر الآثار الجغرافية العربية، أفاد منه الأوروبيون معلومات جمة عن بلاد المشرق، كما أفاد منه الشرقيون، فأخذ عنه الفريقان ونقلوا خرائطه، وترجموا بعض أقسامه إلى مختلف لغاتهم.
                              إسهاماته

                              وضع الإدريسي في كتابه (نزهة المشتاق في اختراق الآفاق) 70 خريطة عن العالم ظهرت دقتها مع مقارنتها بالخرائط التي كانت موجودة آنذاك، اعتبر فيها الإدريسي كروية الأرض في زمن ساد فيه الاعتقاد بأنها مسطحة.

                              وقسم الإدريسي النصف الشمالي للكرة الأرضية إلي سبع مناطق مناخية متباينة، ثم قسم كلا منها بدوره إلي عشر قطاعات متساوية في عدد خطوط الطول بها، ورسم لكل قطاع من هذه القطاعات السبعين خريطة مستقلة بحيث كونت الخرائط السبعون في مجموعها خريطة شاملة للعالم عرفت بخريطة الإدريسي وهي أدق ما وصل إليه علم الجغرافيا وفن رسم الخرائط حتى ذلك العصر، وتميزت هذه الخرائط بأنها كانت مبنية علي معرفة راسخة بكروية الأرض كما أنها تميزت بأنها توضح الملامح الجغرافية لأوربا بدقة غير مسبوقة في أي خريطة أخري كما أن هذه الخرائط كانت تظهر تفاصيل البحر المتوسط بدقة عالية غير مسبوقة .

                              ومن اسهاماته "كرته الفضية"، حيث صنع "لروجر الثاني" كرة من الفضة رسم علي سطحها خريطة العالم لتصبح بذلك ممثلة للكرة الأرضية وكان قطر الكرة يبلغ المترين طولا ووزنها يقدر بوزن رجلين، وقد فقدت هذه الكرة في عصر الجهل والتعصب التي سادت بعد عصر النورمان الأولين.

                              انتقد الإدريسي معظم المؤلفات التي ألفها أسلافه وعلق عليها وشرح الكثير من النقاط الغامضة فيها، كما أضاف وصفا لرحلاته حدد فيها منابع النيل والحيوانات المتواجدة في هذه المناطق وميز حدود البحيرات الاستوائية التي فشل كثير من العلماء فيها.

                              تمكن الإدريسي من قياس محيط الأرض فتوصل إلى أنه اثنان وعشرون ألفا وتسعمائة ميل وهو ما يعادل 42185 كيلو متر وهذا الرقم قريب من محيطها الحقيقي وهو 40068 كم.

                              إلى جانب الجغرافيا، كان الإدريسي مهتماً أيضاً بالطب والمنهج الطبي، فقد وضع جهوده العلمية في هذا المجال في كتاب أسماه "كتاب الأدوية المفردة" الذي وصف فيه الأدوية وخواصها مستخدماً اثني عشرة لغة .
                              مؤلفاته

                              من أهم مؤلفات الإدرييسي في الجغرافيا: كتاب "نزهة المشتاق في اختراق الآفاق" والذي يعد أعظم أعمال الإدريسي ويطلق علي هذا الكتاب اسم "كتاب روجار" أو" الكتاب الروجاري" نسبة إلي الملك روجر الثاني الذي إلف الإدريسي كتابه في كنفه وأهداه إليه، وكتاب -كتاب "صفة بلاد المغرب": عن جغرافية وأحوال بلاد المغرب، وكتاب "روضة الأنس ونزهة النفس" ولم يبق من هذا الكتاب إلا مختصره المعروف بـ "الإدريسي الصغير".

                              ومن مؤلفات الإدريسي غير الجغرافية: ألف في الطب كتابه " الأدوية المفرجة" الذي عدد فيه أسماء بعض العقاقير باثنتي عشر لغة، وفي علم النبات ألف الإدريسي كتاب" الجامع لأشتات النبات".
                              موقف الغرب

                              على الرغم أن الإدريسي يعد أحد الأعمد الأساسية التي استندت إليها النهضة الأوروبية، إلا أنه لم يلاق من الغرب ذكرا لإسهاماته، وأنصفه "جاك ريسلر" في كتابه الحضارة العربية الذي قال فيه : لم يكن بطليموس الأستاذ الحقيقي في جغرافية أوربا، بل كان الإدريسي الذي ولد عام 1100م وتخرج من قرطبة، والذي عاش في باليرمو، فمصورات الإدريسي التي تقوم علي معرفة كروية الأرض كانت تتويجا لعلم المصورات الجغرافية في العصر الوسيط بوفرتها وصحتها وشمولها".

                              ويقول "البارون دي سيلان" عن كتاب "نزهة المشتاق" للإدريسي: "إنه كتاب لا يقارن به أي كتاب جغرافي قبله وهو لا يزال دليلنا إلي بعض أنحاء الأرض".








                              جابر بن حيان: أبو الكيمياء


                              العالم المسلم جابر بن حيان




                              "جابر بن حيان بن عبد الله الأزدي الكوفي الطوسي أبو موسى"، أو أبو عبد الله، كان معروفا بالصوفي لزهده، وهو المعروف في العالم اللاتيني المثقف خلال القرون الوسطى باسم (geber)، له العديد من الإسهامات في حقل الكيمياء ويعتبر بحق أبو الكيمياء .

                              اختلفت الروايات على تحديد أصله ومكان مولده فمن المؤرخين من يقول بأنه من مواليد الكوفة على الفرات، ومنهم من يقول أن أصله من مدينة حران من أعمال بلاد ما بين النهرين في سوريا، وقد أطلق عليه العديد من الألقاب ومن هذه الألقاب "الأستاذ الكبير" و"شيخ الكيميائيين المسلمين" و"أبو الكيمياء" و"القديس السامي التصوف" و"ملك الهند".

                              ويعد جابر بن حيان من أعظم علماء القرون الوسطى، وقد هاجر والده حيان بن عبد الله الأزدي من اليمن إلى الكوفة في أواخر عصر بني أمية، وعمل في الكوفة صيدلانياً وبقي يمارس هذه المهنة مدة طويلة (ولعل مهنة والده كانت سبباً في بدايات جابر في الكيمياء وذلك لارتباط العلمين) وعندما ظهرت دعوة العباسيين ساندهم حيان، فأرسلوه إلى خراسان لنشر دعوتهم، وهناك ولد النابغة جابر بن حيان المؤسس الحقيقي لعلم الكيمياء، تعود إلى قبيلة الأزد في اليمن، وهناك ترعرع جابر بن حيان الأزدي.

                              انضم إلى حلقات الإمام جعفر الصادق ولذا نجد أن جابر بن حيان تلقى علومه الشرعية واللغوية والكيميائية على يد الإمام جعفر الصادق، وذكر أنه درس أيضا على يد الحميري، ومعظم مؤرخي العلوم يعتبرون جابر بن حيان تلقى علومه من مصدرين: الأول من أستاذه الحقيقي الإمام جعفر الصادق،والثاني من مؤلفات ومصنفات خالد بن يزيد بن معاوية، فعن طريق هذه المصادر تلقى علومه ونبغ في مجال الكيمياء وأصبح بحق أبو الكيمياء فقد وضع الأسس لبداية للكيمياء الحديثة.

                              مارس جابر الطب في بداية حياته تحت رعاية الوزير جعفر البرمكي أيام الخليفة العباسي هارون الرشيد، وبعد نكبة البرامكة سجن في الكوفة وظل في السجن حتى وفاته.
                              إسهاماته العلمية

                              درس ابن حيان مركبات الزئبق ووضع أبحاثا في التكلس وإرجاع المعدن إلى أصلها بالأوكسجين، وتعود شهرته الحقيقة إلى تمكنه من اكتشاف أن الزئبق والكبريت عنصران مستقلان عن العناصر الأربعة التي قامت عليها فكرة السيمياء اليونانية القديمة.

                              وتميز ابن حيان باعتماده على التجربة العلمية، ووصفه خطوات عمل التجارب وكميات المواد والشروط الأخرى. فوصف التبخير والتقطير والتسامي و التكليس والتبلور، كما ابتكر عددا من الأدوات والتجهيزات المتعلقة بهذه العمليات وأجرى عليها تحسينات أيضا، وامتدت إنجازاته إلى تحضير الفلزات وتطوير صناعة الفولاذ، وإلى الصباغة والدباغة وصنع المشمعات واستخدام أكسيد المنغنيز لتقويم الزجاج ، ومعالجة السطوح الفلزية لمنع الصدأ، وتركيب الدهانات وكشف الغش في الذهب باستخدام الماء الملكي، وتحضير الأحماض بتقطير أملاحها.

                              ومن المواد التي حضرها جابر كبريتيد الزئبق، وأكسيد الزرنيخ، وكبريتيد الحديد الكبريتيك، وملح البارود، كما كان أول من اكتشف الصودا الكاوية، واخترع من الآلات البواتق والإنبيق والمغاطس المائية والرملية.

                              ومن الجانب الكمي أشار جابر إلى أن التفاعلات الكيميائية تجري بناء على نسب معينة من المواد المتفاعلة والتي توصل بموجبها الباحثون فيما بعد إلى قانون النسب الثابتة في التفاعلات الكيميائية. كما توصل إلى نتائج هامة في مجال الكيمياء من أهمها زيادة ثقل الأجسام بعد إحمائها. وقد استطاع أن يضع تقسيما جديدا للمواد المعروفة في عصره فقسمها للفلزات كالحديد والنحاس، واللافلزات وهي المواد القابلة للطرق، والمواد الروحية كالنشادر والكافور.

                              قال عنه الفيلسوف الإنكليزي (باكون) : (إن جابر بن حيان هو أول من علّم علم الكيمياء للعالم، فهو أبو الكيمياء)، وقال عنه العالم الكيميائي الفرنسي (مارسيلان برتلو m.berthelot ) المتوفى سنة 1907 هـ في كتابه (كيمياء القرون الوسطى) : (إن لجابر بن حيان في الكيمياء ما لأرسطو في المنطق)، كانت كتبه في القرن الرابع عشر من أهم مصادر الدراسات الكيميائية وأكثرها أثرا في قيادة الفكر العلمي في الشرق والغرب، وقد انتقلت عدة مصطلحات علمية من أبحاث جابر العربية إلى اللغات الأوروبية عن طريق اللغة اللاتينية التي ترجمت أبحاثه إليها.

                              ومن منجزاته في علوم الكيمياء: أنه اكتشف "الصودا الكاوية" أو القطرون (NaOH)، وأول من استحضر ماء الذهب، أول من أدخل طريقة فصل الذهب عن الفضة بالحلّ بواسطة الأحماض، وهي الطريقة السائدة إلى يومنا هذا، وأول من أكتشف حمض النتريك، وأول من اكتشف حمض الهيدروكلوريك، وأضاف جوهرين إلى عناصر اليونان الأربعة وهما ( الكبريت والزئبق) وأضاف العرب جوهرا ثالثا وهو (الملح)، وأول من اكتشف حمض الكبريتيك وقام بتسميته بزيت الزاج، وأدخل تحسينات على طرق التبخير والتصفية والانصهار والتبلور والتقطير، واستطاع إعداد الكثير من المواد الكيميائية كسلفيد الزئبق وأكسيد الارسين (arsenious oxide)، ونجح في وضع أول طريقة للتقطير في العالم، فقد اخترع جهاز تقطير ويستخدم فيه جهاز زجاجي له قمع طويل لا يزال يعرف حتى اليوم في الغرب باسم "Alembic" من "الأمبيق" باللغة العربية،.وتمكن جابر بن حيان من تحسين نوعية زجاج هذه الأداة بمزجه بثاني أكسيد المنجنيز.
                              أهم مؤلفاته

                              ترك جابر أكثر من مائة من المؤلفات منها اثنتان وعشرون في موضوع الكيمياء، منها كتاب السبعين وهو أشهر كتبه ويشتمل على سبعين مقالا يضم خلاصة ما وصلت إليه الكيمياء عند المسلمين في عصره، وكتاب الكيمياء ، وكتاب الموازين ، وكتاب الزئبق ، وكتاب الخواص ، وكتاب الحدود ، وكتاب كشف الأسرار ، وكتاب خواص أكسير الذهب ، وكتاب السموم ، وكتاب الحديد ، وكتاب الشمس الأكبر ، وكتاب القمر الأكبر ، وكتاب الأرض ، وكتاب إخراج ما في القوة إلى الفعل .








                              ابن باجة .. الطبيب الفيلسوف


                              الطبيب ابن باجة




                              هو أبو بكر محمد بن يحيى بن الصائغ التُجيبي السرقسطي المعروف بابن باجّه، وهو أول مشاهير الفلاسفة العرب في الأندلس، وقد اشتغل بالسياسة والعلوم الطبيعية والفلك والرياضيات والموسيقى والطب، وأسهم في الطب خاصة, توفي في فاس المغرب مسموما سنة 529 هـ.

                              أقام ابن باجة في إشبيلية زمنا، ثم سافر إلى غرناطة وأقام بها حينا، ثم رحل إلى المغرب فكان موضع الإجلال والإكبار لدى أمراء المرابطين، وكان ابن باجة متوقد الذكاء وذا سعة في الفكر، وفاق أهل عصره في الفلسفة والحكمة، فهو يمثل في الغرب المدرسة الأرسطوية الأفلاطونية الجديدة.

                              وامتاز ابن باجة بأنه جمع إلى جانب الفلسفة، علوم الطب والرياضيات والفلك والطبيعيات والموسيقى، وقد وضع علومه في خدمة فلسفته لذا يعتبره الدارسون أول من أقام العلوم الفلسفية على أسس من العلوم الرياضية والطبيعية.

                              نال ابن باجة مكانة رفيعة لدى حكام الأندلس، فكان لهذه المرتبة أن أثارت حسد عدد من الوزراء فكتب فيه الفتح بن خاقان الوزير "إن الأديب أبا بكر بن الصائغ هو قذى في عين الدين وعذاب لأهل الهدى.

                              ترصد له زملاؤه الأطباء وحاولوا قتله أكثر من مرة لنبوغه في الطب وعلو شأنه فيه، فكان ينجو مرة بعد مرة حتى مات مسموما ودفن في مدينة فاس. ترك ابن باجة مصنفات عديدة في شتى العلوم فمنها كتب في الطب والرياضيات والحكمة والطبيعيات والحيوان. كما ترك كتبا لم يتم له أن ينجزها منها كتاب في النفس والمنطق، وعدد كبير من الرسائل. أما أشهر مؤلفاته كتاب تدبير المتوحد ورسالة الوداع، وترك مدرسة فلسفية كبيرة تتلمذ فيها من العلماء ابن رشد وأبو الحسن الغرناطي وهو فاضل متميز في العلوم والآداب.
                              إسهاماته :

                              أسهم ابن باجة في حقل العلم بالعديد من المؤلفات منها:
                              - تأليف اشراقية
                              - رسائل ابن باجة الإلهية
                              - مصنفات في الطب
                              - كلام على شيء من كتاب الأدوية المفردة لجالينوس
                              - كتاب التجربتين على أدوية بن وافد
                              - كتاب اختصار الحاوي للرازي
                              - كلام في المزاج بما هو طب
                              مشروعه :

                              عمد ابن باجة إلى العودة بالفلسفة إلى أصولها الأرسطية خالصة كما هي في كتب أرسطو مبتعدا عن أفكار العرفان و الأفلاطونية المحدثة فكان بذلك أحد أفراد تيار تجديدي أندلسي حاول فصل الأفكار العرفانية التي اختلطت كثيرا بالفكر الإسلامي و الذي بدأ بمشروع ابن حزم الذي عمد إلى تأسيس منهج العودة إلى الأصول واستبعاد القياس في الفقه واستأنف بعد ابن باجه بابن رشد الذي عمد إلى فصل نظام البيان الفقهي عن نظام البرهان الفلسفي. بمصطلح آخر فصل الدين عن الفلسفة كأنظمة استنتاجية و ربطهما عن طريق الغايات و الأهداف.
                              فلسفته :

                              في الإنسان : كل حي يشارك الجمادات في أمور, وكل إنسان يشارك الحيوان في أمور... لكن الإنسان يتميز عن الحيوان غير الناطق والجماد والنبات بالقوة الفكرية، ولا يكون إنسانا إلا بها. في منازل الناس : المرتبة الجمهورية: وهؤلاء لا ينظرون إلا للمعقول. المرتبة النظرية : وهؤلاء ينظرون إلى الموضوعات أولا، وإلى المعقول ثانياً ولأجل الموضوعات. مرتبة السعداء : وهم الذين يرون الشيء بنفسه.








                              الخوارزمى: مؤسس علم الجبر




                              هو محمد بن موسى الخوارزمي، أصله من خوارزم. عاصر المأمون، وأقام في بغداد حيث ذاع اسمه وانتشر صيته بعدما برز في الفلك و الرياضيات، اتصل بالخليفة المأمون الذي أكرمه، وانتمى إلى (بيت الحكمة) وأصبح من العلماء الموثوق بهم، وقد توفي بعد عام 232 هـ ، ويعتبر الخوارزمي مؤسس علم الجبر.

                              تشير الروايات إلى أن عائلة "الخوارزمي انتقلت من مدينة خوارزم (والتي تسمى "خيوا" حاليا في جمهورية أوزبكستان) إلى بغداد في العراق، والبعض ينسبه للعراق فقط، وأنجز الخوارزمي معظم أبحاثه بين عامي 813 و 833 م في دار الحكمة، التي أسسها الخليفة المأمون، حيث أن المأمون عينه على رأس خزانة كتبه، وعهد إليه بجمع الكتب اليونانية وترجمتها.

                              استفاد الخوارزمي من الكتب التي كانت متوافرة في خزانة المأمون فدرس الرياضيات، والجغرافية، والفلك، والتاريخ، إضافةً إلى إحاطته بالمعارف اليونانية والهندية، ونشر كل أعماله باللغة العربية، التي كانت لغة العلم في ذلك العصر.

                              ويسميه الطبري في تاريخه: محمد بن موسى الخوارزمي القطربلّي، نسبة إلى قرية قُطْربُلّ من ضواحي بغداد، وكان الخوارزمي قد بدأ كتابه (الجبر والمقابلة) بالبسملة، وتشير الموسوعات العلمية - كالموسوعة البريطانية وموسوعة مايكروسوفت إنكارتا، وموسوعة جامعة كولومبيا، وغيرها على أنه عربي، في حين تشير مراجع أخرى إلى كونه من أصول فارسية، وفي الإصدار العام للموسوعة البريطانية تذكر أنه "عالِم مسلم" من دون تحديد قوميته.

                              ويُعَدُّ الخوارزمي من أكبر علماء العرب، ومن العلماء العالميين الذين كان لهم تأثير كبير على العلوم الرياضية والفلكية، وفي هذا الصدد يقول ألدو مييلي: "وإذا انتقلنا إلى الرياضيات والفلك فسنلتقي، منذ البدء، بعلماء من الطراز الأول، ومن أشهر هؤلاء العلماء أبو عبد الله محمد بن موسى الخوارزمي".
                              اسهاماته العلمية

                              الخوارزمي أول من فصل بين علمي الحساب والجبر، كما أنه أول من عالج الجبر بأسلوب منطقي علمي، حيث يعد الخوارزمي أحد أبرز العلماء العرب، وأحد مشاهير العلم في العالم، إذ تعدد جوانب نبوغه، فبالإضافة إلى أنه واضع أسس الجبر الحديث، ترك آثاراً مهمة في علم الفلك وغدا (زيجه) مرجعاً لأرباب هذا العلم.

                              واطلع الناس على الأرقام الهندسية، ومهر علم الحساب بطابع علمي لم يتوافر للهنود الذين أخذ عنهم هذه الأرقام، وأن نهضة أوروبا في العلوم الرياضية انطلقت ممّا أخذه عنه رياضيوها، ولولاه لكانت تأخرت هذه النهضة وتأخرت المدنية زمناً ليس باليسير.

                              وابتكر الخوارزمي مفهوم الخوارزمية في الرياضيات وعلم الحاسوب، (مما أعطاه لقب أبي علم الحاسوب عند البعض)، حتى أن كلمة خوارزمية في العديد من اللغات (و منها algorithm بالانجليزية) اشتقت من اسمه، بالإضافة لذلك.

                              وقام الخوارزمي بأعمال مهمة في حقول الجبر والمثلثات والفلك والجغرافية ورسم الخرائط، أدت أعماله المنهجية والمنطقية في حل المعادلات من الدرجة الثانية الى نشوء علم الجبر، حتى أن العلم اخذ اسمه من كتابه حساب الجبر والمقابلة، الذي نشره عام 830، وانتقلت هذه الكلمة إلى العديد من اللغات (Algebra في الانجليزية).

                              وكانت أعمال الخوارزمي الكبيرة في مجال الرياضيات نتيجة لأبحاثه الخاصة، إلا انه قد أنجز الكثير في تجميع و تطوير المعلومات التي كانت موجودة مسبقا عند الإغريق وفي الهند، فأعطاها طابعه الخاص من الالتزام بالمنطق، وبفضل الخوارزمي، يستخدم العالم الأعداد العربية التي غيرت و بشكل جذري مفهومنا عن الأعداد، كما انه قد ادخل مفهوم العدد صفر، الذي بدأت فكرته في الهند.

                              وصحح الخوارزمي أبحاث العالم الإغريقي Ptolemy في الجغرافية، معتمدا على أبحاثه الخاصة، كما أنه قد اشرف على عمل 70 جغرافيا لانجاز أول خريطة للعالم، عندما أصبحت أبحاثه معروفة في أوروبا بعد ترجمتها إلى اللاتينية، كان لها دور كبير في تقدم العلم في الغرب، عرف كتابه الخاص بالجبر أوروبا بهذا العلم وأصبح الكتاب الذي يدرس في الجامعات الأوروبية عن الرياضيات حتى القرن السادس عشر، كتب الخوارزمي أيضا عن الساعة، الإسطرلاب، و الساعة الشمسية.

                              ولعبت انجازات الخوارزمي في الرياضيات دورا كبيرا في تقدم الرياضيات والعلوم التي تعتمد عليها، وإضافةً إلى إسهاماته الكبرى في الحساب، أبدع الخوارزمي في علم الفلك وأتى ببحوث جديدة في المثلثات، ووضع جداول فلكية (زيجاً)، وقد كان لهذا الزيج الأثر الكبير على الجداول الأخرى التي وضعها العرب فيما بعد، إذ استعانوا به واعتمدوا عليه وأخذوا منهومن أهم إسهامات الخوارزمي العلمية التحسينات التي أدخلها على جغرافية بطليموس سواء بالنسبة للنص أو الخرائط.
                              مؤلفاته

                              يعد كتاب "الجبر والمقابلة" من أشهر كتب الخوارزمي، وهو الكتاب الذي ألَّفه لما يلزم الناس من الحاجة إليه في مواريثهم ووصاياهم، وفي مقاسمتهم وأحكامهم وتجارتهم، وفي جميع ما يتعاملون به بينهم من مساحة الأرضين، ويعالج الكتاب المعاملات التي تجري بين الناس كالبيع والشراء، وصرافة الدراهم، والتأجير، كما يبحث في أعمال مسح الأرض فيعين وحدة القياس، ويقوم بأعمال تطبيقية تتناول مساحة بعض السطوح، ومساحة الدائرة، ومساحة قطعة الدائرة، وقد عين لذلك قيمة النسبة التقريبية (ط) فكانت 7/22، وتوصل أيضاً إلى حساب بعض الأجسام، كالهرم الثلاثي، والهرم الرباعي والمخروط.

                              ومن كتبه المهمة أيضا : الزيج الأول، الزيج الثاني المعروف بالسند هند، كتاب الرخامة، كتاب العمل بالإسطرلاب.





                              يتبــــــــــــــــــــــــع







                              [CENTER][B][SIZE=4][B][FONT=arial black][COLOR=#333333]۞۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞
                              ۞ *•.¸.•* بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الْرَّحِيمِ •¸ .*• ۞
                              ۞ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ۞ اللَّهُ الصَّمَدُ ۞ لَمْ * • ۞
                              ۞ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ۞ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ * • ۞
                              ۞ *•.¸.•**• *•.¸.•* *• ۞
                              ۞۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞[/COLOR][/FONT][/B][/SIZE][/B]

                              [/CENTER]

                              [CENTER][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=red]حجاجي :
                              [/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=blue][COLOR=red]أصل الكلمة:[/COLOR] هو القفيز اتخذه الحجاج ابن يوسف على صاع عمر بن الخطاب وهو مكيال إسلامي يستعمل في الوزن والكيل اثاء العصور الإسلامية.[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5]

                              [/SIZE][/FONT] [FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=red]الحجاجي يساوي صاعاً حسب رأي أهل العراق وصاع وثلاث اخماس الصاع حسب رأي أهل الحجاز.[/COLOR][/SIZE][/FONT]
                              [/CENTER]

                              تعليق

                              يعمل...
                              X