العنب
العنب هو ثمر شجر الكرءم وشجرة الكرم عبارة عن نبتة متسلقة معمرة ذات سيقان منتصبة زاحفة وحوالق وأوراق كفِّية الشكل وعناقيد من الأزهار الصغيرة الخضراء اللون تتحول إلى عناقيد من الثمر والمعروف بالعنب والتي يتفاوت لونها بين الأخضر والأصفر والعنابي والبنفسجي والأسود، كما يتفاوت شكلها فمنها الحبات الطويلة والحبات الصغيرة بدون بذر والحبات الكبيرة المدورة.
يُعرف العنب علمياً باسم Vitis Vinefera من الفصيلة العنبية Vitaceae.
الأجزاء المستعملة من النبات: الثمار والأوراق والعصارة والبذور.
الموطن الأصلي للعنب: يُقال إن أصل شجر العنب من آسيا وادخله الفينقيون إلى جزر الأرخبيل وجزر اليونان وصقلية وايطاليا ومرسيليا ومصر والشام، وعُرفت أنواع عديدة للعنب منذ عهد نوح عليه السلام.
المحتويات الكيمائية للعنب:
تحتوي شجرة العنب بشكل عام على فلافوفيدات وحمض العفص وحمض الطرطريك والأينوسيتول والكاردتينات والسكولين والسكريات. ويحتوي الثمر على الطرطريك وحمض الماليك والسكريات والبكتين وأحماض العفص وجلوكوزيدات الفلافون والأنثوسيانينات ومواد بروتونية ومواد دهنية وحمض الليمون وأملاح الكالسيوم والفوسفور والبوتاسيوم والحديد والصوديوم والمغنسيوم والكلور واليود بنسب عالية وفيتامينات أ، ب، ج.
متى استخدم البشر العنب، وماذا قال عنه الطب القديم؟
لقد عرف البشر العنب منذ بزوغ التاريخ وورد في الأساطير والحكايات وروي في أخبار الصين والهند، واعتبرته بعض الدول للخصب مع حبوب القمح الناضجة. وقد وجدت آثار قديمة منه جداً في البرتغال والولايات المتحدة الأمريكية وعُرفت أنواع عديدة من العنب منذ عهد النبي نوح عليه السلام، وورد ذكر العنب في التوراة والانجيل. وذكر اسم العنب في القرآن الكريم عشر مرات، وقال العرب الشيء الكثير عن العنب في اللغة والنثر والشعر والطب وغيره حيث قالوا "إذا ظهر حمل العنب قيل: أَحءثَرَ وَحَثير. فإذا حصرم قيل: حَصءرَم، ويُقال للحصرم: الكحءبُ، ولما تساقط من العنب: الهردر، فإذا أسود نصف حبه قيل: شَطَّرَ تشطيراً. فإذا اسودت الحبة إلا دون نصفها قيل: قد حَلءقَم. فإذا اسود بعض حبه قيل: أوءشَمَ، فإذا فشا فيه الايشام قيل: أطّقمَ. فإذا نضج قيل: ينع واينع ويقال إذا جُني: قُطف قطافاً، فإذا يبس فهو الزبيب أو العَنءجَد والعُنءجُد، والقطف: العنقود ما دام عليه حبه فإذا أُكل فهو شمراخ ويُقال لمعلق الحب من الشمراخ: القمع.
وقد تحدث أطباء العرب وأطباء الغرب ومن سبقهم من أطباء الأمم الأخرى فوصفوا العنب وفوائده الغذائية والدوائية فقالوا: ما كان حديثاً من العنب يسهل البطن وينفع المعدة وهو جيد للمرضى، منشط للقوة الجنسية، يقوي البدن، ويولد دماً جديداً وينفع أمراض الصدر والرئة. وهو أفضل الفواكه غذاءً فهو يسمن الجسم ويحسن من هزال الكلى، ويصفي الدم ويعدل الأمزجة الغليظة، وقشره وبذوره يولدان الأخلاط البلغمية، وشرب الماء عليه يولد الاستسقاء وينبغي أن يؤكل فوق الطعام.
كان الطبيب ديوسوقريدس اليوناني يعتقد أن العنب يشفي من الحميات الحارة، ونزف الدم بالصدر، وأمراض الكبد. وكان عصير العنب معروفاً كمطهر وضد الحميات ومدر للبول، كما أن الزبيب كان يستخدم كملطف للامراض الصدرية. وأوراق العنب تستعمل لعلاج الأمراض الجلدية ولوقف النزيف عند المرأة. كما أن العصارة التي تخرج من سيقان العنب في فصل الربيع والذي يسميه القدماء دموع العرائش يستعمل لتفتيت حصى الكلى. ويقول الأطباء العرب الذين اكثروا في وصفه: "العنب مختلف القوى والأفعال بحسب ألوانه وطعمه فالحصرم منه يقوي المعدة والكبد، قاطع للعطش، قاطع لحدة الصفراء، نافع من القيء المري والإسهال، وإذا اكتحل بعصارته قوى حدقة العين، وقطع منها الرطوبة الغليظة، وينفع من الخشونة في العين والحكة في المآقي. والطف العنب ما كان أبيض اللون لسرعة هضمه وادراره للبول والأسود أغلظ من الأبيض لعسر انحداره.
في الطب الحديث
أما في الطب الحديث فقد اعتمد كثير من الأطباء العنب علاجاً لمرضاهم في كثير من الحالات وينصحون بتناول 200جرام من العنب يومياً على الريق ومثلها بعد خمس ساعات خلال موسم العنب.
يقول الدكتور نارو دنسكي في كتابه "العلاج بالنبات": "العنب معدود من الفواكه النافعة لأدواء الصدر. فيعمل من عصيره مشروب ذو تأثير كبير ضد السعال وآفات الرئة". وشاي أوراق العنب فيه خاصية ادرار البول والقبض وكذلك يوصف في أحوال الدسنتاريا والإسهال وانحباس البول.
يقول الأستاذ برنارمكفادن الاخصائي في الطب الطبيعي: "مما لفت نظري في الإحصاءات الخاصة بمرض السرطان أن المرض يكاد يكون معدوماً في البلدان التي يكثر فيها العنب ويُعد عنصراً هاماً من عناصر غذاء السكان، وقد بدأت تجاربي مع لفيف من المعنيين بهذه البحوث في استعمال العنب كعلاج للسرطان، فوجدت المريض يتخلص من آلامه خلال بضعة أيام، ولا يعود يحتاج إلى عقاقير مهدئة أو منومة، وفي الحالات القابلة للشفاء كان المريض يتقدم ببطء نحو الشفاء بفضل ما للعنب من أثر فعال في تنقية الدم وإزالة الاضطرابات المفاجئة في نمو أنسجة الجسم.
وقد جُرب العنب في عدة بلدان من قبل العديد من الأطباء فكانت النتائج مذهلة، وطريقة العلاج هي أن يصوم المريض عن الطعام اطول مدة يستطيعها ثم يفطر على كوبين من الماء النقي المضاف إليه قليل من عصير الليمون أو العسل، وبعد ساعة يتناول أول وجبة من العنب بعد غسله جيداً ويؤكل العنب مع قشره وبذوره حيث انها تقوم بتنشيط المعدة، ويؤكل العنب كل ساعتين أو حسب ما تمليه شهية المريض من الصباح الباكر إلى ما قبل النوم بساعتين أو ثلاث. ويستمر هذا النظام الغذائي المقتصر على العنب لعدة أسابيع، وفي بعض الحالات يجب الاستمرار أكثر من ستين يوماً. وفي حالة شكوى المريض من إمساك مزمن يمر أكثر من أسبوع قبل أن تظهر نتائج هذا العلاج، وفي حالات أخرى كانت أعراض التحسن تظهر بعد يوم أو يومين.ويمكن استعمال أي نوع من أنواع العنب حيث انها كلها تحتوي على طرطرات البوتاسيوم والأملاح المعدنية الأخرى المفيدة في حالات السرطان، ويمكن تفادي فقدان الشهية، ويمكن أن يقدم للمريض أنواع مختلفة من العنب. والكمية الواجب تناولها تكون بحسب ميل المريض وشهيته، وحين يعرض عن أكل العنب فمعنى ذلك أنه ما تزال هناك كمية كبيرة من السموم في جسمه، وهنا يستحسن إطالة مدة الصيام حتى يستسيغ المريض أكل العنب ويطلبه من نفسه.
وقال الطبيب المعاصر جان فالنيه: "العنب هاضم جداً، منشط للعضلات والأعصاب، مجدد للخلايا، طارد للسموم من البدن، مرطب، مدر، مطهر، مفرغ للصفراء، وهو ينفع في فقر الدم، ولزيادة الوزن، ولمقاومة الارهاق، ودور النقاهة ونقص الغذاء، والهزال، وضعف الأعصاب، وضعف العظام، واضطرابات الكبد والطحال، واضطرابات الصفراء والدم، وداء المفاصل، والروماتيزم، والنقرس، والحصى، والتسمم، واضطرابات ضغط الدم، والهضم، والإمساك والعاهات الجلدية وللعناية بالوجه والتهاب الأمعاء".
وقد اعطى الدكتور فالنيه التوصيات التالية للاستفادة من العنب وهي:
1- يجب أن يغسل العنب عدة مرات بالماء المصبوب عليه لإزالة كبريتات النحاس التي ترش عليه عادة، وفي حالة اتباع نظام المعالجة بالعنب يجب الاقتصار عليه وحده، وأن يؤكل منه من كيلوجرام إلى اثنين كيلوجرام في اليوم الواحد. ويشرب من عصيره من 700إلى 1400ملي وذلك للعلل التالية: ادرار البول، تطهير المعدة، مكافحة الحامض البولي، لزيادة افراز المرارة، لإذابة الحصى، وللتخلص من الرمال، والإمساك، وأمراض المفاصل، والتسمم، والبواسير، وبعض حالات السل الصدري، ولا يسمح للمصابين بالسمنة أن يتناولوا من العنب أكثر من 1200جرام في اليوم وذلك كل يومين فقط من كل عشرة أيام. وللتخلص من السموم يُشرب ثلاثة أكواب من عصير العنب يومياً بعد تناول الطعام بوقت طويل. يجب عدم استعمال العنب لمرضى السكر.
2- تناول دبس العنب مع التفاح والكمثرى والسفرجل يفيد كمطهر جيد.
3- عصير العنب غير الناضج يفيد مرطباً وفي حالات الذبحة الصدرية واحمرار الجلد ونفق الدم.
4- الافراز الذي تفرزه سيقان النبات في الربيع يؤخذ منه ملعقة قهوة صباحاً ضد حصى ورمال البول والمرارة.
تستعمل أوراق العنب الحمراء كقابضة ومضادة للالتهابات حيث يعمل منها مغلي لعلاج الإسهال والنزيف الحيضي الشديد والنزيف الرحمي. كما تؤخذ كفسول لقروح الفم وتفيد الأوراق والعنب الأحمر في علاج أوردة الدوالي والبواسير وهشاشة الشعيرات الدموية. كما يستخدم السائل المستخرج من سيقان شجرة الكرم في الربيع غسولاً للعين كما ثبت تأثير خلاصة بذر العنب على عدم كفاية عمل الوريد المحيطي حيث اعطي 150مللجرام مرتين لعدد 4729مريضاً ولمدة ما بين 45إلى 90يوماً وقد كانت النتائج جيدة جداً.
لقد فصل زيت بذر العنب مع بداية القرن التاسع عشر ولكن لم تدرس خواص هذا الزيت إلا خلال الحرب العالمية الثانية وقد اظهرت التحاليل غناه بالاحماض الدسمة غير المشبعة حيث يحتوي على 85% كما يحوي على فيتامين ه، ونأمل أن تستمر الأبحاث على هذا الزيت الذي ربما كان له شأن عظيم في علاج بعض الأمراض . نقلا عن جريدة الرياض الاثنين 06 شعبان 1425العدد 13240 السنة 40
يعتبر العنب من الفواكه ذات القيمة الغذائية والعلاجية الجيدة.. وقد عرف منذ قدم الزمان حيث تناوله الصينيون والهنود رغبة في القيمة الغذائية العالية، كما وقد ورد ذكره في القرآن الكريم حيث قال تعالى: {فأنبتنا فيها حباً وعنباً وقضباً} صدق الله العظيم.ويوجد العنب بالألوان مثل الأبيض (الأخضر) وكذلك الأسود والأحمر.
القيمة الغذائية للعنب:يتميز العنب بأنواعه باحتوائه على نسبة جيدة من المواد السكرية سريعة الامتصاص وسهلةالهضم حيث يتركز سكر الجلوكوز وسكر الفركتوز بشكل كبير ويتميز كذلك العنب بغنائه بالفيتامينات مثل فيتامين ج Vit -G وكذلك فيتامين ب Vit-B كما يحتوي على نسبة جيدة من العناصر المعدنية مثل البوتاسيوم والكالسيوم والصوديوم.
كما يحتوي العنب على مواد ذات مفعول علاجي حيث يحتوي على مركب يعرف ب ريزفيراتول ٍResveratol وتتميز هذه المادة على تأثيرها الايجابي في الحد من تصلب الشرايين حيث لها تأثير مباشر وملحوظ في تقليل نسبة الكولسترول في الدم وخصوصا الكولسترول السيء (LDL) مما تقلل الاصابة بامراض القلب كذلك يوجد في العنب بعض الأحماض التي لها دور في الوقاية من تراكم الجذور الحرة وبالتالي فيعتبر مضاداً جيداً للسرطان.* هشاشة العظام والعنب:تشير الأبحاث العلمية ان مرض هشاشة العظام او ما يعرف كذلك بوهن العظام من الأمراض التي تنتشر بشكل كبير في المجتمعات ولا يخلو مجتمعنا منه الا انه ينتشر بشكل كبير في السيدات حيث تفقد العظام قوتها وصلابتها وقوامها عندما تبدأ في فقد الكالسيوم الذي يعتبر الوحدة الأساسيةلبناء العظام والمحافظة عليها.
ويتحكم الهرمونات بشكل مباشر في هذه العملية والتي تبدأ بشكل واضح ومباشر عندما تبلغ السيدات سن اليأس أو انقطاع الدورة الشهرية وعادة تبدأ في بداية الخمسينات وقد تبدأ قبلها بقليل عند بعض السيدات وقد تتأخر ولكن تشير الملاحظات انها تبدأ في اواخر الاربعينات وبداية الخمسينيات عموما عندما تتوقف الدورة الدموية "سن اليأس" والتي تنتج من انخفاض هرمون الاستروجين فان العظام تبدأ في فقد الكالسيوم بالتدرج وللحد من ذلك فان زيادة الهرمون "الاستروجين" واقصد هنا زيادة تركيزه في الدم سوف تحد من عملية فقد العظام للكالسيوم مما يعيق او يقي من الاصابة بوهن العظام ولحسن الحظ فان العنب يحتوي على معدن البودون الهام والمساهم في عملية زيادة هرمون الاستروجين لدى الاناث (السيدات) عند بلوغهن سن اليأس.. وبذلك يعمل هذا الهرمون على الاقلال من التعرض لهذا المرض الصامت هشاشة العظام" في هذه المرحلة السنية حيث كما نعلم ان بداية هذا المرض تكون غير مصاحبة بأي ألم مما يجعل معرفة انتشاره او حدوثه صعبة.. ويعمل هذا الهرمون الهام للسيدات "هرمون الاستروجين" على امتصاص الكالسيوم والذي يكون في الغذاء عادة ولكن نسبة امتصاصه تنخفض مع تقدم العمر عند الرجال وعند النساء عموما الا ان تأثيره عند السيدات اكثر والعمل الذي يقوم به هرمون الاستروجين مهم جدا في عملية امتصاص بل زيادة امتصاص الكالسيوم وكذلك زيادة عملية ترسب واضافة الكالسيوم الى العظام او مهم جدا حيث يساهم بشكل قوي ومباشر في تقوم العظام والحد من هشاشتها وضعفها.. لذلك فان هناك علاقة غير مباشرة لاستهلاك العنب وعملية قوة وسلامة العظام والحد من مشاكل هشاشة العظام.
يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ع
تعليق