الــمــفـــاعـــــــــل الــنــــــــــــــووي
عند الحديث عن الطاقة النووية ينصرف التفكير على الفور نحو التسلح النووي والقنبلة النووية، ولكن الطاقة النووية، مثل غيره من أنواع الطاقة، لها العديد من الاستخدامات المفيدة.
وقد لا يعلم الكثيرون أن 17% من كهرباء العالم مصدرها الطاقة النووية، وأن بعض الدول تعتمد على الطاقة النووية في الحصول على الكهرباء أكثر من اعتمادها على المصادر الأخرى. فحسب الوكالة الدولية للطاقة الذرية تولد فرنسا نحو75% من احتياجاتها الكهربائية من الطاقة النووية.
وفي الولايات المتحدة توفر الطاقة النووية حوالي 15% من الكهرباء، وهناك ما يزيد على450 محطة طاقة نووية في مختلف أنحاء العالم.
وسوف نحاول فيما يلي تقديم تعريف مبسط عن المادة الأساسية في توليد الطاقة النووية، أي مادة اليورانيوم، ونتحدث قليلا عن خصائصه وعن الانشطار النووي.
اليورانيوم
نسمع كثيرا عن اليورانيوم وعن تخصيبه
وإنتاج الطاقة النووية منه، ويدور حول ذلك الكثير من التحليلات في وسائل الإعلام، والكثير من المفاوضات بين الدول، وقد تدار الحروب بسببه، فما سر هذه المادة العجيبة؟ ومن أين لها كل هذه الأهمية؟
يقول العلماء إن اليورانيوم فلز ثقيل موجود في الطبيعة في القشرة الأرضية وفي ماء البحر في أشكال مختلفة تسمى النظائر، أهمها نظيران هما اليورانيوم-238 واليورانيوم-235، يشكلان حوالي 99% و0.7% من اليورانيوم الموجود في الطبيعة على التوالي.
وهذه النظائر كلها نظائر مشعة، ونعني بذلك أنها غير مستقرة، بل تنحل بالتدريج مطلقة
أشعة مختلفة مثل جسيمات ألفا وجسيمات بيتا وجسيمات غاما لتتحول في النهاية إلى نظائر مستقرة، وتسمى الفترة التي تستغرقها نصف الذرات المكونة لأية كمية من مادة مشعة لتنحل إلى حالتها المستقرة بالعمر النصفي.
والعمر النصفي لليورانيوم-238 طويل جدا (حوالي 4.5 بليون سنة)، ويعني ذلك أن قدرته الإشعاعية ضعيفة جدا، ولكن اليورانيوم-235 ذو خاصية فريدة تجعله صالحا للاستخدام في إنتاج الطاقة النووية، بل في إنتاج القنبلة النووية أيضا.
هذه الخاصية هي خاصية الانشطار، ونعني بذلك أن نواته تنشطر في الطبيعة عادة خلال فترة زمنية وجيزة، وبالإضافة إلى ذلك فإن اليورانيوم-235 من المواد القليلة التي يمكن شطر نواتها صناعيا فيما يعرف بالانشطار المستحث.
فعند قذف نيوترون حر داخل النواة تمتص النواة هذا النيوترون بسهولة وتفقد استقرارها ومن ثم تنشطر على الفور.
يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــع
تعليق