إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

إلي من يحب رسول الله صلي الله عليه واله وسلم

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • إلي من يحب رسول الله صلي الله عليه واله وسلم

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين
    اللهم صل علي سيدنا محمد وعلي اله وصحبه الطيبين الطاهرين
    قال الله تعالى: إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً [الأحزاب:56].

    المواطن التي يستحب فيها الصلاة والسلام على النبي ويرغب فيها:

    1- قبل الدعاء:
    قال فضالة بن عبيد: سمع النبي رجلاً يدعو في صلاته فلم يصل على النبي فقالالنبي : { عجل هذا! } ثم دعاه فقال له ولغيره: { إذا صلى أحدكم فليبدأ بتحميد الله والثناء عليه، ثم يصلي على النبي، ثم ليدع بعد بما يشاء } رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح وأخرجه أحمد بإسناد صحيحوصححه ابن حبّان والحاكم ووافقه الذهبي].

    وقد ورد في الحديث: { الدعاء محجوب حتى يصلي الداعي على النبي } [رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات].

    وقال ابن عطاء: ( للدعاء أركان وأجنحة وأسباب وأوقات. فإن وافق أركانه قوي، وإن وافق أجنحته طار في السماء، وإن وافق مواقيته فاز، وإن وافق أسبابه نجح.

    فأركانه:
    حضور القلب والرقة والاستكانة والخشوع وتعلق القلب بالله وقطعه الأسباب، وأجنحته الصدق، ومواقيته الأسحار، وأسبابه الصلاة على النبي ).

    2- عند ذكره وسماع اسمه أو كتابته:

    قال :{ رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل عليّ } [رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب من هذا الوجه والحاكم وقال الألباني إسناده صحيح ورجاله رجال الصحيح].

    3- الإكثارمن الصلاة عليه يوم الجمعة:

    عن أوس بن أوس قال، قال رسول الله : { إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة فأكثروا عليّ من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة عليّ.. } الحديث [رواه أبو داود بإسناد صحيح وأخرجه أحمد وصححه ابن حبان والحاكم ووافقه الذهبي].

    4- الصلاة على النبي في الرسائل وما يكتب بعد البسملة:
    قال القاضي عياض: ( ومن مواطن الصلاة التي مضى عليها عمل الأمة ولم تنكرها: ولم يكن في الصدر الأول، وأحدث عند ولاية بني هاشم - الدولة العباسية - فمضى عمل الناس في أقطار الأرض. ومنهم من يختم به أيضاً الكتب ).

    5- عند دخول المسجد وعند الخروج منه:
    عن فاطمة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله : { إذا دخلت المسجد فقولي بسم الله الرحمن الرحيم والسلام على رسول الله اللهم صل على محمد وعلى آل محمد واغفر لنا وسهل لنا أبواب رحمتك فإذا فرغت فقولي ذلك غير أن قولي: وسهل لنا أبواب فضلك } [رواه ابن ماجه والترمذي وصححه الألباني بشواهده].


    كيفية الصلاة والتسليم على النبي :
    قال الله تعالى: إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً [الأحزاب:56] فالأفضل أن تقرن الصلاة والسلام سوياً استجابةً لله عز وجل
    فهذا هو المجزئ في صفة الصلاة عليه الصلاة والسلام.

    وعن أبي محمد بن عجرة قال: خرج علينا النبي فقلت: يا رسول الله قد علمنا كيف نسلم عليك فكيف نصلي عليك؟ فقال: { قولوا اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما
    باركت على آل ابراهيم إنك حميد مجيد } [متفق عليه].

    وعن أبي حميد الساعد قال: قالوا يا رسول الله كيف نصلي عليك؟ قال: { قولوا اللهم صل على محمد وعلى أزواجه وذريته كما صليت على إبراهيم، وبارك على محمد وعلى
    أزواجه كما باركت على إبراهيم، إنك حميد مجيد } [متفق عليه].

    وفي هذين الحديثين دلالة على الصفة الكاملة للصلاة على النبي .


    فضيلة الصلاة على النبي والسلام عليه:
    عن عمر قال سمعت رسول الله يقول: { إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول وصلوا عليّ فإنه من صلّى عليّ مرة واحدة صلى الله عليه عشراً ثم سلوا لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو فمن سأل لي الوسيلة حلت عليه الشفاعة } [رواه مسلم].

    قال : { من صلّى عليّ حين يصبح عشراً وحين يمسي عشراً أدركته شفاعتي } [أخرجه الطبراني في الكبير وحسنه الألباني].

    وقال : { من صلّى عليّ واحدة صلى الله عليه بها عشراً } [رواه مسلم وأحمد والثلاثة].

    وعن عبدالرحمن بن عوف قال: أتيت النبي وهو ساجد فأطال السجود قال: { أتاني جبريل وقال: من صلّى عليك صليت عليه ومن سلّم عليك سلمت عليه فسجدت شكراً لله } [رواه الحاكم وأحمد والجهضمي وقال الحاكم: صحيح ولم يخرجاه وقال الألباني: صحيح لطرقه وشواهده].

    وعن يعقوب بن زيد بن طلحة التيمي قال: قال رسول الله : { أتاني آت من ربي فقال: ما من عبد يصلي عليك صلاة إلا صلى الله عليه بها عشراً } فقام إليه رجل فقال: يا رسول الله أجعل نصف دعائي لك! قال: { إن شئت }. قال: ألا أجعل ثلث دعائي!. قال: { إن شئت }. قال: ألا أجعل دعائي كله قال: { إذن يكفيك الله هم الدنيا والآخرة} [رواه الجهضمي وقال الألباني هذا مرسل صحيح الأسناد].

    وعن عبدالله بن مسعود عن النبي قال: { إن لله ملائكة سياحين يبلغونني من أمتي السلام } [رواه النسائي والحاكم وصححه ووافقه الذهبي وقال الألباني إسناده صحيح ورجاله رجال الصحيح].

    وقال : { من صلّى عليّ واحدةً صلّى الله عليه عشر صلوات وحط عنه عشر خطيئات ورفع له عشر درجات } [رواه أحمد والبخاري في الأدب المفرد والنسائي والحاكم وصححه الألباني].

    وعن ابن مسعود مرفوعاً: { أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم عليّ صلاة } [رواه الترمذي وقال حسن غريب رواه ابن حبان].

    وعن جابر بن عبدالله، قال: قال النبي : { من قال حين يسمع النداء اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة، آت محمداً الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته، حلت له الشفاعة يوم القيامة } [رواه البخاري في صحيحه].

    ذم من لم يصل على النبي :
    عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : { رغم أنف رجل ذُكرت عنده فلم يصلّ عليّ، رغم أنف رجل دخل رمضان ثم انسلخ قبل أن يُغفر له، ورغم أنف رجل أدرك أبواه عند الكبر فلم يُدخلاه الجنة } قال عبدالرحمن وهو أحد رواة الحديث وعبدالرحمن بن إسحاق وأظنه قال: { أو أحدهما } [رواه الترمذي والبزار قال الألباني في صحيح الترمذي حسن صحيح].

    وعن علي بن أبي طالب عنه أنه قال: { البخيل كل البخل الذي ذكرت عنده فلم يصلّ عليّ } [أخرجه النسائي والترمذي وصححه الألباني في صحيح الجامع].

    عن ابن عباس عن النبي : { من نسي الصلاة عليّ خطئ طريق الجنة } [صححه الألباني في صحيح الجامع].

    وعن أبي هريرة قال أبو القاسم : { أيّما قوم جلسوا مجلساً ثم تفرقوا قبل أن يذكروا الله ويصلوا على النبي كانت عليهم من الله تره إن شاء عذبهم وإن شاء غفر لهم } [أخرجه الترمذي وحسنه أبو داود].

    وحكى أبو عيسى الترمذي عن بعض أهل العلم قال: ( إذا صلى الرجل على النبي : { مرة في مجلس أجزأ عنه ما كان في ذلك المجلس } ).


    الفوائد والثمرات الحاصلة بالصلاة عليه : ذكر ابن القيم 39 فائدة للصلاة على النبي منها:

    1- امتثال أمر الله سبحانه وتعالى.

    2- حصول عشر صلوات من الله على المصلي مرة.

    3- يكتب له عشر حسنات ويمحو عنه عشر سيئات.

    4- أن يرفع له عشر درجات.

    5- أنه يرجى إجابة دعائه إذا قدمها أمامه فهي تصاعد الدعاء إلى عند رب العالمين.

    6- أنها سبب لشفاعته إذا قرنها بسؤال الوسيلة له، أو إفرادها.

    7- أنها سبب لغفران الذنوب.

    8- أنها سبب لكفاية الله ما أهمه.

    9- أنها سبب لقرب العبد منه يوم القيامة.

    10- أنها سبب لصلاة الله على المصلي وصلاة الملائكة عليه.

    11- أنها سبب لرد النبي الصلاة والسلام على المصلي.

    12- أنها سبب لطيب المجلس، وأن لا يعود حسرة على أهله يوم القيامة.

    13- أنها سبب لنفي الفقر.

    14- أنها تنفي عن العبد اسم ( البخيل ) إذا صلى عليه عند ذكره .

    15- أنها سبب لإلقاء الله سبحانه وتعالى الثناء الحسن للمصلي عليه بين أهل السماء والأرض، لأن المصلي طالب من الله أن يثني على رسوله ويكرمه ويشرفه، والجزاء من جنس العمل فلا بد أن يحصل للمصلي نوع من ذلك.

    16- أنها سبب للبركة في ذات المصلي وعمله وعمره وأسباب مصالحه لأن المصلي داع ربه أن يبارك عليه وعلى آله وهذا الدعاء مستجاب والجزاء من جنسه.

    17- أنها سبب لعرض اسم المصلي عليه وذكره عنده كما تقدم قوله : { إن صلاتكم معروضة عليّ } وقوله : { إن الله وكّل بقبري ملائكة يبلغونني عن أمتي السلام } وكفى بالعبد نبلاً أن يذكر اسمه بالخير بين يدي رسول الله .

    18- أنها سبب لتثبيت القدم على الصراط والجواز عليه لحديث عبدالرحمن بن سمرة الذي رواه عنه سعيد بن المسيب في رؤيا النبي وفيه: { ورأيت رجلاً من أمتي يزحف على الصراط ويحبو أحياناً ويتعلق أحياناً، فجاءته صلاته عليّ فأقامته على قدميه وأنقذته } [رواه أبو موسى المديني وبنى عليه كتابه في "الترغيب والترهيب" وقال: هذا حديث حسن جداً].

    19- أنها سبب لدوام محبة الرسول وزيادتها وتضاعفها، وذلك عقد من عقود الإيمان الذي لا يتم إلا به لأن العبد كلما أكثر من ذكر المحبوب واستحضاره في قلبه واستحضار محاسنه ومعانيه الجالبة لحبه فسيتضاعف حبّه له وتزايد شوقه إليه، واستولى على جميع قلبه، وإذا أعرض عن ذكره وإحضار محاسنه يغلبه، نقص حبه من قلبه، ولا شيء أقر لعين المحب من رؤية محبوبه ولا أقر لقلبه من ذكر محاسنه، وتكون زيادة ذلك ونقصانه بحسب زيادة الحب ونقصانه في قلبه والحس شاهد بذلك.

    20- أنها سبب لهداية العبد وحياة قلبه، فإنه كلما أكثر الصلاة عليه وذكره، استولت محبته على قلبه، حتى لا يبقى في قلبه معارضة لشيء من أوامره، ولا شك في شيء مما جاء به، بل يصير ما جاء به مكتوباً مسطوراً في قلبه ويقتبس الهدي والفلاح وأنواع العلوم منه، فأهل العلم العارفين بسنته وهديه المتبعين له كلما ازدادوا فيما جاء به من معرفة، ازدادوا له محبة ومعرفة بحقيقة الصلاة المطلوبة له من الله.
    وصلى الله وسلم على نبينا وعلى آله وصحبه
    - وردت (صلى الله عليه وسلم) في هذا المقال مائة وإثنا عشرة مرة، وهذا معناه، أن الله جل وعلا سيصلي عليك بها ألفاً ومائة وعشرين مرة، وسيصلي عليك كل ملك مثلها، ملائكة لا يعلم عددهم إلا الخالق جل شأنه عالم الغيب والشهادة.
    - وردت آية من القرآن الكريم في هذا المقال بلغت عدد حروفها ثلاث وستين حرفاً، والحرف بحسنة والحسنة بعشر أمثالها، وهذا يعني ستمائة وثلاثين حسنة.
    صفات الحبيب الشفيع المشفع
    صفة لونه:

    عن أنس رضي الله عنه قال: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، أزهر اللون، ليس بالأدهم و لا بالأبيض الأمهق (أي لم يكن شديد البياض والبرص )، يتلألأ نوراً ".

    صفة وجهه:

    كان عليه الصلاة والسلام أسيَل الوجه مسنون الخدين ولم يكن مستديراً غاية التدوير، بل كان بين الاستدارة والإسالة هو أجمل عند كل ذي ذوق سليم. وكان وجهه مثل الشمس والقمر في الإشراق والصفاء، مليحاً كأنما صيغ من فضة لا أوضأ ولا أضوأ منه وكان صلى الله عليه و سلم إذا سُرَّ استنار وجهه حتى كأنَّ وجهه قطعةُ قمر. قال عنه البراء بن عازب: " كان أحسن الناس وجهًا و أحسنهم خَلقا ".

    صفة جبينه:

    عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أسيل الجبين"، (الأسيل: هو المستوي)، أخرجه عبد الرازق والبيهقي ابن عساكر.

    وكان صلى الله عليه وسلم واسع الجبين أي ممتد الجبين طولاً وعرضاً، والجبين هو غير الجبهة، هو ما اكتنف الجبهة من يمين وشمال، فهما جبينان، فتكون الجبهة بين جبينين. وسعة الجبين محمودة عند كل ذي ذوق سليم.

    وصفه ابن أبي خيثمة فقال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجلى الجبين ، إذا طلع جبينه بين الشعر أو طلع من فلق الشعر أو عند الليل أو طلع بوجهه على الناس، تراءى جبينه كأنه السراج المُتوقَّد يتلألأ".

    صفة حاجبيه:

    حاجباه قويان مقوَّسان، متّصلان اتصالاً خفيفاً، لا يُرى اتصالهما إلا أن يكون مسافراً وذلك بسبب غبار السفر.

    صفة عينيه:

    كان عليه الصلاة والسلام مشرب العينين بحمرة، وقوله مشرب العين بحمرة: هي عروق حمر رقاق وهي من علاماته صلى الله عليه وسلم التي في الكتب السالفة. وكانت عيناه واسعتين جميلتين، شديدتي سواد الحدقة، ذات أهداب طويلة (أي رموش العينين)، ناصعتي البياض و كان عليه الصلاة والسلام أشكل العينين، قال القسطلاني في المواهب: الشُكلة بضم الشين هي الحمرة تكون في بياض العين وهو محبوب محمود.

    قال الزرقاني: قال الحافظ العراقي: هي إحدى علامات نبوته صلى الله عليه وسلم، ولما سافر مع ميسرة إلى الشام سأل عنه الراهب ميسرة فقال: في عينيه حمرة؟ فقال: ما تفارقه، قال الراهب: هو (شرح المواهب).

    وكان صلى الله عليه وسلم" إذا نظرت إليه قُلت أكحل العينين وليس بأكحل"، رواه الترمذي.

    وعن عائشة رضي الله عنها قالت: "كانت عيناه صلى الله عليه وسلم نجلاوان أدعجهما - والعين النجلاء الواسعة ا***نة والدعج: شدة سواد الحدقة، ولا يكون الدعج في شيء إلا في سواد الحدقة - وكان أهدب الأشفار حتى تكاد تلتبس من كثرتها "، أخرجه البيهقي في الدلائل وابن عساكر في تهذيب تاريخ دمشق.

    صفة أنفه:

    يحسبه من لم يتأمله أشماً ولم يكن أشماً وكان مستقيماً، أقنى أي طويلاً في وسطه بعض ارتفاع، مع دقة أرنبته (الأرنبة هي ما لان من الأنف).

    صفة خـدّيه:

    كان صلى الله عليه وسلم صلب الخدين. وعن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُسَلِّمُ عن يمينه وعن يساره حتى يرى بياض خده "، أخرجه ابن ماجه وقال مقبل الوادي هذا حديث صحيح.

    صفة فمه وأسنانه:

    قال هند بن أبي هالة رضي الله عنه: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشنب مفلج الأسنان (الأشنب: هو الذي في أسنانه رقة وتحدد)، أخرجه الطبراني في المعجم الكبير والترمذي في الشمائل وابن سعد في الطبقات والبغوي في شرح السنة.

    و عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، ضليع الفم (أي واسع الفم) جميلهُ، وكان من أحسن عباد الله شفتين وألطفهم ختم فم. وكان عليه الصلاة والسلام وسيماً أشنب (أبيض الأسنان مفلج أي متفرق الأسنان، بعيد ما بين الثنايا والرباعيات)، أفلج الثنيَّتين (الثنايا جمع ثنية بالتشديد وهي الأسنان الأربع التي في مقدم الفم، ثنتان من فوق وثنتان من تحت، والفلج هو تباعد بين الأسنان)، إذا تكلم رُئِيَ كالنور يخرج من بين ثناياه "، (النور المرئي يحتمل أن يكون حسياً كما يحتمل أن يكون معنوياً فيكون المقصود من التشبيه ما يخرج من بين ثناياه من أحاديثه الشريفة وكلامه الجامع لأنواع الفصاحة والهداية).

    صفة ريقه:

    لقد أعطى الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم خصائص كثيرة لريقه الشريف ومن ذلك أن ريقه صلى الله عليه و سلم فيه شفاء للعليل، ورواء للغليل و غذاء و قوة و بركة ونماء ... فكم داوى صلى الله عليه وسلم بريقه الشريف من مريض فبرىء من ساعته !.

    جاء في الصحيحين عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر: لأعطِيَنَّ الراية غداً رجلاً يفتح الله على يديه، يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله. فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكلهم يرجو أن يُعطاها ، فقال صلى الله عليه وسلم: أين علي بن أبي طالب؟ فقالوا: هو يا رسول الله يشتكي عينيه. قال: فأرسلوا إليه.

    فأُتِيَ به وفي رواية مسلم: قال سلمة: فأرسلني رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى علي، فجئت به أقوده أرمد فتفل رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه، فبرىء كأنه لم يكن به وجع ...

    و روى الطبراني و أبو نعيم أنَّ عميرة بنت مسعود الأنصارية وأخَواتها دخلن على النبي صلى الله عليه و سلم يبايعنَه، و هن خمس، فوجدنَه يأكل قديداً (لحم مجفَّف)، فمضغ لهن قديدة، قالت عميرة: ثم ناولني القديدة فقسمتها بينهن، فمضغَت كل واحدة قطعة فلَقَينَ الله تعالى وما وُجِدَ لأفواههن خلوف، (أي تغَيُّر رائحة فم).

    صفة لحيته:

    - " كان رسول الله صلى الله عليه حسن اللحية"، أخرجه أحمد وصححه أحمد شاكر.

    و قالت عائشة رضي الله عنها: " كان صلى الله عليه وسلم كث اللحية، (والكث: الكثير منابت الشعر الملتفها)، وكانت عنفقته بارزة، وحولها كبياض اللؤلؤ، في أسفل عنفقته شعر منقاد حتى يقع انقيادها على شعر اللحية حتى يكون كأنه منها"، أخرجه أبو نعيم والبيهقي في دلائل النبوة وابن عساكر في تهذيب تاريخ دمشق وابن أبي خيثمة في تاريخه.

    وعن عبد الله بن بسر رضي الله عنه قال: "كان في عنفقة رسول الله صلى الله عليه وسلم شعرات بيض"، أخرجه البخاري.

    وقال أنس بن مالك رضي الله عنه: "لم يختضب رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما كان البياض في عنفقته " أخرجه مسلم.



    كما كان صلى الله عليه وسلم أسود كثُّ اللحية، بمقدار قبضة اليد ، يُحسِّنهُا ويُطيِّبهُا (أي يضع عليها الطيب). وكان صلى الله عليه وسلم يكثر دهن رأسه وتسريح لحيته ويكثر القناع كأنَّ ثوبه ثوب زيات، أخرجه الترمذي في الشمائل والبغوي في شرح السنة. وكان من هديه عليه الصلاة والسلام حف الشارب وإعفاء اللحية.

    صفة رأسه:

    كان النبي صلى الله عليه وسلم ذا رأس ضخم.

    صفة شعره:

    كان شديد السواد رَجِلاً (أي ليس مسترسلاً كشعر الروم ولا جعداً كشعر السودان وإنَّما هو على هيئة المُتَمَشِّط). يصل إلى أنصاف أذنيه حيناً ويرسله أحياناً فيصلإلى شَحمَة أُذُنيه أو بين أذنيه و عاتقه، وغاية طوله أن يضرب مَنكِبيه إذا طال زمان إرساله بعد الحلق، وبهذا يُجمَع بين الروايات الواردة في هذا الشأن، حيث أخبر كل واحدٍ من الرواة عمَّا رآه في حين من الأحيان.

    قال الإمام النووي: " هذا، ولم يحلق النبي صلى الله عليه وسلم رأسه (أي بالكلية) في سِنيّ الهجرة إلا عام الحُديبية ثم عام عُمرة القضاء ثم عام حجة الوداع ". قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كثير شعر الرأس راجله"، أخرجه أحمد والترمذي وقال حسن صحيح.

    ولم يكن في رأس النبي صلى الله عليه و سلم شيب إلا شُ***ات في مفرِق رأسه، فقد أخبر ابن سعيد أنه ما كان في لحية النبي صلى الله عليه و سلم و رأسه إلا سبع عشرة شعرة بيضاء وفي بعض الأحاديث ما يفيد أن شيبه لا يزيد على عشرة شعرات وكان عليه الصلاة والسلام إذا ادَّهن واراهُنَّ الدهن (أي أخفاهن)، وكان يدَّهِن بالطيب والحِنَّاء.

    وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: " كان النبي يحب موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر فيه، وكان أهل الكتاب يُسدِلون أشعارهم وكان المشركون يَفرقون رؤوسهم، فسدل النبي صلى الله عليه وسلم ناصيته ثم فرق بعد "، أخرجه البخاري ومسلم.

    وكان رجل الشعر حسناً ليس بالسبط ولا الجعد القطط، كما إذا مشطه بالمشط كأنه حُبُك الرَّمل، أو كأنه المتون التي تكون في الغُدُر إذا سفتها الرياح، فإذا مكث لم يرجل أخذ بعضه بعضاً، وتحلق حتى يكون متحلقاً كالخواتم ، لما كان أول مرة سدل ناصيته بين عينيه كما تسدل نواصي الخيل جاءه جبريل عليه السلام بالفِرق ففرق.

    وعن عائشة رضي الله عنها قالت: "كنتُ إذا أردتُ أن أفرق رأس رسول الله صَدعْت الفرق من نافوخه وأرسلُ ناصيته بين عينيه "، أخرجه أبو داود وابن ماجه.

    وكان صلى الله عليه وسلم يُسدِلُ شعره أي يُرسِله ثم ترك ذلك وصار يَفرِقُهُ، فكان الفَرقُ مستحباً، وهو آخِرُ الأمرين منه صلى الله عليه وسلم. و فَرقُ شعر الرأس هو قسمته في المَفرِقِ وهو وسط الرأس . وكان يبدأ في ترجيل شعره من الجهة اليمنى، فكان يفرق رأسه ثم يُمَشِّطُ الشِّق الأيمن ثم الشِّق الأيسر.

    وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم يترَجَّل غباً (أي يُمشط شعره و يتَعَهَّدُهُ من وقت إلى آخر).

    وعن عائشة رضي الله عنها كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب التيمن في طهوره (أي الابتداء باليمين) إذا تطهر وفي ترجله إذا ترجل وفي انتعاله إذا انتعل ، أخرجه البخاري.

    صفة عنقه ورقبته:

    رقبته فيها طول، أما عنقه فكأنه جيد دمية (الجيد: هو العنق. والدمية: هي الصورة التي بولغ في تحسينها).

    عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: " كأن عنق رسول الله صلى الله عليه وسلم إبريق فضة "، أخرجه ابن سعد في الطبقات والبيهقي.

    وعن عائشة رضي الله عنها قالت: " كان أحسن عباد الله عنقاً، لا ينسب إلى الطول ولا إلى القصر، ما ظهر من عنقه للشمس والرياح فكأنه إبريق فضة يشوب ذهباً يتلألأ في بياض الفضة وحمرة الذهب، وما غيب في الثياب من عنقه فما تحتها فكأنه القمر ليلة البدر "، أخرجه البيهقي وابن عساكر.

    صفة منكِبيه:

    كان عليه الصلاة و السلام أشعر المنكبين (أي عليهما شعر كثير)، واسع ما بينهما، والمنكب هو مجمع العضد والكتف. والمراد بكونه بعيد ما بين المنكبين أنه عريض أعلى الظهر ويلزمه أنه عريض الصدر مع الإشارة إلى أن بُعد ما بين منكبيه لم يكن منافياً للاعتدال. وكان كَتِفاه عريضين عظيمين
    صفة خاتم النبوة:

    وهو خاتم أسود اللون مثل الهلال وفي رواية أنه أخضر اللون، وفي رواية أنه كان أحمراً، وفي رواية أخرى أنه كلون جسده. والحقيقة أنه لا يوجد تدافع بين هذه الروايات لأن لون الخاتم كان يتفاوت باختلاف الأوقات، فيكون تارة أحمراً وتارة كلون جسده و هكذا بحسب الأوقات. ويبلغ حجم الخاتم قدر بيضة الحمامة، و ورد أنه كان على أعلى كتف النبي صلى الله عليه و سلم الأيسر. وقد عرف سلمان الفارسي رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا الخاتم.

    وعن عبد الله بن سرجس قال: " رأيتُ النبي صلى الله عليه وسلم وأكلتُ معه خبزاً ولحماً وقال ثريداً.

    فقيل له: أستغفر لك النبي؟ قال: نعم ولك ، ثم تلى هذه الآية: {وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} [محمد: 19]. قال: " ثم درت خلفه فنظرت إلى خاتم النبوة بين كتفيه عند ناغض كتفه اليسرى عليه خيلان كأمثال الثآليل "، أخرجه مسلم.

    قال أبو زيد رضي الله عنه: " قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم اقترب مني، فاقتربت منه، فقال: أدخل يدك فامسح ظهري، قال: فأدخلتُ يدي في قميصه فمسحتُ ظهره فوقع خاتم النبوة بين أصبعي قال: فسئل عن خاتم النبوة فقال: " شعرات بين كتفيه "، أخرجه أحمد والحاكم وقال (صحيح الإسناد) ووافقه الذهبي.

    اللهم كما أكرمت أبا زيد رضي الله عنه بهذا فأكرمنا به يا ربنا يا إلهنا يا من تعطي السائلين من جودك وكرمك ولا تبالي.

    صفة إبطيه:

    كان عليه الصلاة والسلام أبيض الإبطين، وبياض الإبطين من علامة نُبُوَّتِهِ إذ إن الإبط من جميع الناس يكون عادة مُتَغَيِّر اللون.

    قال عبد الله بن مالك رضي الله عنه: "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سجد فرَّج بين يديه (أي باعد) حتى نرى بياض إبطيه "، أخرجه البخاري.

    وقال جابر بن عبد الله رضي الله عنه: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سجد جافى حتى يُرى بياض إبطيه "، أخرجه أحمد وقال الهيثمي في المجمع رجال أحمد رجال الصحيح.

    صفة ذراعيه:

    كان عليه الصلاة والسلام أشعر، طويل الزندين (أي الذراعين)، سبط القصب (القصب يريد به ساعديه).

    صفة كفيه:

    كان صلى الله عليه وسلم رحب الراحة (أي واسع الكف) كفه ممتلئة لحماً، غير أنّها مع غاية ضخامتها كانت لَيِّنَة أي ناعمة. قال أنَس رضي الله عنه: "ما مَسَستُ ديباجة ولا حريرة أليَنَ من كَفِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم". وأمَّا ما ورد في روايات أخرى عن خشونة كفيه وغلاظتها، فهو محمول على ما إذا عَمِل في الجهاد أو مهنة أهله، فإنّ كفه الشريفة تصير خشنة للعارض المذكور (أي العمل) وإذا ترك رجعت إلى النعومة.

    وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: " صليتُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الأولى، ثم خرج إلى أهله وخرجتُ معهُ فاستقبله ولدان فجعل يمسح خدي أحدهم واحداً واحداً. قال: وأما أنا فمسح خدي. قال: "فوجدتُ ليده برداً أو ريحاً كأنما أخرجها من جونة عطار"، أخرجه مسلم.

    صفة أصابعه:

    قال هند بن أبي هالة رضي الله عنه: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم سائل الأطراف، قوله ( سائل الأطراف يريد الأصابع أنها طوال ليست بمنعقدة)، أخرجه الطبراني في المعجم الكبير والترمذي في الشمائل وابن سعد في الطبقات والحاكم مختصراً والبغوي في شرح السنة والحافظ في الاصابة.

    صفة صَدره:

    عريض الصدر، مُمتَلِىءٌ لحماً، ليس بالسمين ولا بالنَّحيل، سواء البطن والظهر. وكان صلى الله عليه و سلم أشعر أعالي الصدر، عاري الثديين والبطن (أي لم يكن عليها شعر كثير) طويل المَسرَبَة و هو الشعر الدقيق.

    صفة بطنه:

    قالت أم معبد رضي الله عنها: "لم تعبه ثُلجه"، الثلجة: كبر البطن.

    صفة سرته:

    عن هند بن أبي هالة رضي الله عنه: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم.. دقيق المسربة موصول ما بين اللبة والسرة بشعر يجري كالخط، عاري الثديين والبطن مما سوى ذلك: حديث هند تقدم تخريجه. واللَّبَةُ المنحر وهو النقرة التي فوق الصدر.

    صفة مفاصله وركبتيه:

    كان صلى الله عليه و سلم ضخم الأعضاء كالركبتين والمِرفَقين و المنكبين والأصابع، وكل ذلك من دلائِل قوَّته عليه الصلاة والسلام.

    صفة ساقيه :

    عن أبي جحيفة رضي الله عنه قال: "... وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم كأني أنظر إلى بيض ساقيه"، أخرجه البخاري في صحيحه.

    صفة قدميه:

    قال هند بن أبي هالة رضي الله عنه: "كان النبي صلى الله عليه وسلم خمصان الأخمصين مسيح القدمين، ينبو عنهما الماء ششن الكفين والقدمين". قوله: خمصان الأخمصين: الأخمص من القدم ما بين صدرها وعقبها، وهو الذي لا يلتصق بالأرض من القدمين، يريد أن ذلك منه مرتفع. مسيح القدمين: يريد أنهما ملساوان ليس في ظهورهما تكسر لذا قال ينبو عنهما الماء يعني أنه لا ثبات للماء عليها وسشن الكفين والقدمين أي غليظ الأصابع والراحة رواه الترمذي في الشمائل والطبراني.

    وكان صلى الله عليه و سلم أشبَهَ النَّاس بسيدنا إبراهيم عليه السلام، وكانت قدماه الشَّريفتان تُشبهان قدمي سيدنا إبراهيم عليه السلام كما هي آثارها في مقام سيدنا إبراهيم عليه السلام.



    صفة عَقِبيه:

    كان الرسول صلى الله عليه و سلم مَنهوس العَقِبَين أي لحمهما قليل.

    صفة قامته و طوله:

    عن أنس رضي الله عنه قال: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رَبعَة من القَوم" (أي مربوع القامة)، ليس بالطويل البائن ولا بالقصير، وكان إلى الطول أقرب. وقد ورد عند البَيهَقي وابن عساكر أنه صلى الله عليه وسلم لم يكن يُماشي أحداً من الناس إلا طاله، و لرُبَّما اكتنفه الرجُلان الطويلان فيطولهما فإذا فارقاه نُسِبَ إلى الرَّبعة، وكان إذا جلس يكون كتفه أعلى من الجالس. وبالجملة كان صلى الله عليه وسلم حسن الجسم، معتدل الخَلق ومتناسب الأعضاء.

    صفة عَرَقِه:

    عن أنس رضي الله عنه قال: "كان رسول الله صلى الله عليه و سلم أزهر اللون كأنَّ عَرَقه اللؤلؤ " (أي كان صافياً أبيضاً مثل اللؤلؤ ) ... وقال أيضاً: "ما شَمَمتُ عنبراً قط و لا مسكاً أطيب من ريح رسول الله صلى الله عليه وسلم"، أخرجه البخاري ومسلم واللفظ له. وعن أنس أيضاً قال: " دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فَقَال (أي نام) عندنا، فعرِقَ وجاءت أمي بقارورة فجعلت تَسلُتُ العَرَق، فاستيقظ النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا أم سُلَيم ما هذا الذي تصنعين؟ قالت: عَرَق نجعله في طيبنا وهو أطيَب الطيب"، رواه مسلم، وفيه دليل أن الصحابة كانوا يتبرَّكون بآثار النبي صلى الله عليه وسلم، وقد أقرَّ الرسول عليه الصلاة والسلام أم سُليم على ذلك.

    وكان صلى الله عليه وسلم إذا صافحه الرجل وجد ريحه (أي تبقى رائحة النبي عليه الصلاة والسلام على يد الرجل الذي صافحه)، وإذا وضع يده على رأس صبي، فيظل يومه يُعرَف من بين الصبيان بريحه على رأسه
    صفة خاتمه:

    عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:" لما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكتب إلى العجم ، قيل له: إن العجم لا يقبلون إلا كتاباً عليه ختمٍ، فاصطنع خاتماً، فكأني أنظر إلى بياضه في كفه"، رواه الترمذي في الشمائل والبخاري ومسلم. ولهذا الحديث فائدة أنه يندب معاشرة الناس بما يحبون وترك ما يكرهون و استئلاف العدو بما لا ضرر فيه ولا محذور شرعاً والله أعلم.

    ولقد كان خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم من فضة و فَصُّه (أي حجره) كذلك ، وكان عليه الصلاة و السلام يجعل فَصَّ خاتمه مِمَّا يلي كفه ، نقش عليه من الأسفل إلى الأعلى (( محمد رسول الله ))، و ذلك لكي لا تكون كلمة "محمد" صلى الله عليه و سلم فوق كلمة {الله} سبحانه و تعالى. و عن ابن عمر رضي الله عنه قال: "اتخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتماً من ورِق (أي من فضة) فكان في يده، ثم كان في يد أبي بكر ويد عمر، ثم كان في يد عثمان، حتى وقع في بئر أريس نَقشُهُ ((محمد رسول الله )) "، رواه الترمذي في الشمائل ومسلم وأبو داود، وأريس بفتح الهمزة وكسر الراء ، هي بئر بحديقة من مسجد قباء.

    و لقد ورد في بعض الروايات أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يلبس الخاتم في يمينه و في روايات أخرى أنه كان يلبسه بيساره و يُجمع بين روايات اليمين و روايات اليسار بأن كُلاّ منهما وقع في بعض الأحوال أو أنه صلى الله عليه و سلم كان له خاتمان كل واحد في يد و قد أحسن الحافظ العراقي حيث نظم ذلك فقال:

    يلبسه كما روى البخاري في خنصر يمين أو يسار

    كلاهما في مسلم و يجمع بأن ذا في حالتين يقع

    أو خاتمين كل واحد بيد كما بفص حبشي قد ورد.

    ولكن الذي ورد في الصحيحين هو تعيين الخنصر ، فالسُنَّة جعل الخاتم في الخنصر فقط، والخنصر هو أصغر أصابع اليد و حكمته أنه أبعد عن الامتهان فيما يتعاطاه الإنسان باليد و أنه لا يشغل اليد عمّا تزاوله من الأعمال بخلاف ما لو كان في غير الخنصر.

    صفة سيفه:

    عن سعيد بن أبي ا***ن البصري قال: " كانت قبيعة سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم من فضة ".

    والمراد بالسيف هنا، ذو الفقار وكان لا يكاد يفارقه ولقد دخل به مكة يوم الفتح. والقبيعة كالطبيعة ما على طرف مقبض السيف يعتمد الكف عليها لئلا يزلق. وفي رواية ابن سعد عن عامر قال: " أخرج إلينا علي بن ا***ين سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا قبيعته من فضة وحلقته من فضة ". وعن جعفر بن محمد عن أبيه أنه كان نعل سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم أي أسفله وحلقته وقبيعته من فضة.

    صفة درعه:

    عن ال***ر بن العوام قال: " كان على النبي صلى الله عليه و سلم يوم أُحُد درعان فنهض إلى الصخرة فلم يستطع ( أي فأسرع إلى الصخرة ليراه المسلمون فيعلمون أنه عليه الصلاة و السلام حيّ فيجتمعون عليه، فلم يقدر على الارتفاع على الصخرة قيل لما حصل من شج رأسه و جبينه الشريفين واستفراغ الدم الكثير منهما) فأقعد طلحة تحته (أي أجلسه فصار طلحة كالسلم) وصعد النبي صلى الله عليه وسلم (أي وضع رجله فوقه و ارتفع) حتى استوى على الصخرة (أي حتى استقر عليها)، قال: سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول: " أوجبَ طلحة ( أي فعل فعلاً أوجب لنفسه بسببه الجنة وهو إعانته له صلى الله عليه وسلم على الارتفاع على الصخرة الذي ترتب عليه جمع شمل المسلمين وإدخال السرور على كل حزين ويحتمل أن ذلك الفعل هو جعله نفسه فداء له صلى الله عليه وسلم ذلك اليوم حتى أصيب ببضعٍ وثمانين طعنة و شلَّت يده في دفع الأعداء عنه ) ". و قوله (كان عليه يوم أُحُد درعان) دليل على اهتمامه عليه الصلاة و السلام بأمر الحرب وإشارة إلى أنه ينبغي أن يكون التوكل مقروناً بالتحصن لا مجرداً عنه. و لقد ورد في روايات أخرى أنه كان للنبي عليه الصلاة و السلام سبعة أدرعٍ.

    صفة طيبه (أي عطره):

    كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذ المِسك فيمسح به رأسه و لحيته و كان صلى الله عليه و سلم لا يردُّ الطيب، رواه البخاري. وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " طيب الرجال ما ظهر ريحه وخفي لونه، وطيب النساء ما ظهر لونه وخفي ريحه"، ورواه الترمذي في الأدب باب ما جاء في طيب الرجال والنساء، والنسائي في الزينة باب الفصل بين طيب الرجال والنساء، وهو حديث صحيح.

    صفة كُحله:

    عن ابن عباس رضي الله عنهما أنَّ النبي صلى الله عليه و سلم قال: " اكتحلوا بالإثمد فإنّه يجلو البصر و يُنبِت الشعر"، وزعم أنّ النبي صلى الله عليه وسلم له مكحلة يكتحل منها كلَّ ليلةٍ ثلاثةً في هذه وثلاثة في هذه. قوله (اكتحلوا بالإثمد) المخاطَب بذلك الأصِحّاء أمّا العين المريضة فقد يضُرَّها الإثمِد، والإثمِد هو حجر الكحل المعدني المعروف ومعدنه بالمشرق وهو أسود يضرب إلى حمرة. وقوله (فإنّه يجلو البصر) أي يقوّيه و يدفع المواد الرديئة المنحدرة إليه من الرأس لاسيما إذا أُضيف إليه قليل من المسك. وأمّا قوله (يُنبت الشعر) أي يقوّي طبقات شعر العينين التي هي الأهداب وهذا إذا اكتحل به من اعتاده فإن اكتحل به من لم يعتده رمدت عينه.

    صفة عيشه:

    عن عائشة رضي الله عنها قالت: " ما شَبِعَ آل محمد صلى الله عليه و سلم منذ قَدِموا المدينة ثلاثة أيام تِباعاً من خبز بُرّ، حتى مضى لسبيله أي مات صلى الله عليه وسلم".

    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اللهم اجعل رزق آل محمد قوتاً " (أي ما يسدُّ الجوع) متفق عليه.

    صفة شرابه:

    عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: " دَخَلتُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا وخالد بن الوليد على ميمونة فجاءتنا بإناء من لبن فشرب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا على يمينه و خالد عن شماله فقال لي: الشَّربة لك فإن شئتَ آثرتَ بها خالداَ، فقُلتُ ما كنتُ لأوثِرَ على سؤرك أحداً، ثم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: من أطعَمَهُ الله طعاماً فليقُل: "اللهم بارِك لنا فيه وأطعِمنا خيراً منه، ومن سقاه الله عزّ و جلّ لبَناً فليقُل: اللهم بارك لنا فيه وزِدنا منه"، ثم قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس شيء يُجزىء مكان الطعام والشراب غير اللبن ".

    صفة شُربه:

    عن ابن عباس رضي الله عنهما أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم شرب من زمزم وهو قائم.

    و عن أنَس بن مالك رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه و آله سلم كان يتنفَّس في الإناء ثلاثاً إذا شرب ويقول هو أمرَاُ و أروى ، قوله (كان يتنفس في الإناء ثلاثاً) وفي رواية لمسلم (كان يتنفس في الشراب ثلاثاً ) المراد منه أنه يشرب من الإناء ثم يزيله عن فيه (أي فمه) ويتنفس خارجه ثم يشرب وهكذا لا أنه كان يتنفس في جوف الإناء أو الماء المشروب. وكان عليه الصلاة والسلام غالباً ما يشرب وهو قاعد.

    صفة تكأته:

    عن جابر بن سَمُرَة قال: "رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم مُتَّكئاً على وسادة على يساره ".

    وعن عبد الرحمن بن أبي بَكرَة عن أبيه قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أحدِّثكم بأكبر الكبائر قالوا بلى يا رسول الله ، قال: الإشراك بالله و عقوق الوالِدَين، قال وجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان مُتَّكِئاً، قال وشهادة الزور أو قول الزور، قال فما زال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولها حتى قلنا لَيته سكت ".

    صفة فراشه:

    ولرسول الله صلى الله عليه وسلم فراش من أدم. (أي من جلد مدبوغ) محشو بالليف.

    عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: " دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو نائم على حصير قد أثَّر بجنبه فبكيت، فقال: ما يُبكيك يا عبد الله؟ قلت: يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-كسرى وقيصر قد يطؤون على الخز والديباج والحرير وأنت نائم على هذا الحصير قد اثَّر في جنبك!.

    فقال: لا تبكِ يا عبد الله فإن لهم الدنيا و لنا الآخرة ".

    صفة نومه:

    كان عليه أفضل الصلاة و أتم التسليم ينام أول الليل ، و يُحيي آخره .و كان إذا أوى إلى فِراشه قال:

    (باسمك اللهم أموت و أحيا) ، و إذا استيقظ قال: (الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا و إليه النُّشور).

    عن البراء بن عازب رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أخذ مضجعه، وضع كفه اليمنى تحت خده الأيمن، وقال: "ربِّ قِني عذابك يوم تبعث عبادك"، رواه أحمد في المسند والنسائي في عمل اليوم والليلة وابن حبان وصححه الحافظ في الفتح.

    وعن عائشة رضي الله عنها: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه كل ليلة، جمع كفيه فنفث فيهما وقرأ فيهما : قل هو الله أحد، وقل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس، ثم مسح بهما ما استطاع من جسده، يبدأ بهما رأسه ووجهه وما أقبل من جسده، يصنع ذلك ثلاث مرات "، رواه البخاري في الطب والترمذي والظاهر أنه كان يصنع ذلك في الصحة والمرض وقال النووي في الأذكار: " النفث نفخ لطيف بلا ريق ". ويستفاد من الحديث أهمية التعوذ والقراءة عند النوم لأن الإنسان يكون عرضة لتسلط الشياطين.

    وعن أبي قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا عرَّس بليل ، اضطجع على شقه الأيمن، وإذا عرَّس قبيل الصبح ، نصب ذراعه ووضع رأسه على كفه، رواه أحمد في المسند ومسلم في الصحيح ،كتاب المساجد باب قضاء الصلاة، والتعريس هو نزول المسافر آخر الليل للنوم والاستراحة قاله في النهاية لعل ذلك تعليماً للأمة لئلا يثقل بهم النوم فتفوتهم الصبح في أول وقتها. ويستفاد من الحديث أن من قارب وقت الصبح ينبغي أن يتجنب الاستغراق في النوم وأن يستلقي على هيئة تقتضي سرعة انتباهه إقتداءً بالمصطفى صلى الله عليه وسلم
    صفة عطاسه:

    عن أبي هريرة رضي عنه: " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا عطس وضع يده أو ثوبه على فيه وخفض بها صوته"، رواه أبو داود والترمذي وصححه الحاكم وأقره الذهبي.

    صفة مشيته:

    عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: " ما رأيتُ شيئاً أحسن من رسول الله صلى الله عليه و سلم كأنَّ الشمس تجري في وجهه، وما رأيت أحداً أسرع من رسول الله صلى الله عليه و سلم كأنَّما الأرض تطوى له، إنَّا لَنُجهد أنفسنا وإنَّه غير مكترث ".

    و عن أنس رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه و سلم كان إذا مشى تَكَفَّأ ( أي مال يميناً و شمالاً و مال إلى قصد المشية ) ويمشي الهُوَينا ( أي يُقارِب الخُطا ).

    وعن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا مشى ، مشى مجتمعاً ليس فيه كسل "، (أي شديد الحركة ، قوي الأعضاء غير مسترخ في المشي) رواه أحمد.

    كان صلى الله عليه و سلم إذا التفت التفت معاً أي بجميع أجزائه فلا يلوي عنقه يمنة أو يسرة إذا نظر إلى الشيء لما في ذلك من الخفة و عدم الصيانة وإنّما كان يقبل جميعاً و يُدبِر جميعاً لأن ذلك أليَق بجلالته ومهابته هذا بالنسبة للاتفاته وراءه، أمّا لو التفت يمنة أو يسرة فالظاهر أنه كان يلتفت بعنقه الشريف.

    صفة دُعائه:

    " كان النبي صلى الله عليه و سلم يُحب الجوامع من الدعاء و يدع ما بين ذلك " ، حديث صحيح رواه أحمد.

    و من دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم في الأخلاق: (اللهم اهدني لأحسن الأعمال وأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، و قني سيء الأعمال و سييء الأخلاق، لا يقي سَيِّئها إلا أنت)، أخرجه النسائي.

    صفة تسبيحه:

    " كان يعقد التسبيح بيمينه"، حديث صحيح رواه البخاري و الترمذي و أبو داود ( أي يسبِّح على عقد أصابع يده اليمنى ).

    من أخلاقه صلى الله عليه و سلم :

    عن عائشة رضي الله عنها قالت: " ما خُيِّرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين قط إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثماً، فإن كان إثماً كان أبعد ما يكون عنه وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه في شيء قط إلا أن تُنهَكَ حُرمة الله، فينتقم للّه بها ".

    وعن عائشة أيضاً قالت: " ما ضرب رسول الله صلى الله عليه و سلم شيئاً بيده قط، و لا امرأة، و لا خدماً إلاّ أن يجاهد في سبيل الله، و ما نيلَ من شيء قط، فينتقم من صاحبه إلا أن ينتهك شيئاً من محارِم الله ، فينتقم لله ".

    وعن أنس بن مالك رضي الله عنه (خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم) قال: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحسن الناس خُلُقاً، فأرسلني يومأً لِحاجة، فقلت: والله لا أذهب، وفي نفسي أن أذهب لِما أمرني به نبي الله صلى الله عليه وسلم. فخرجتُ حتى أمُرَّ على صبيان وهم يلعبون في السوق، فإذا برسول الله صلى الله عليه وسلم بقفاي (من ورائي)، فنظرتُ إليه وهو يضحك.

    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أُنَيس ذهبتَ حيث أمرتُك، فقلت: أنا أذهب يا رسول الله!.

    قال أنس رضي الله عنه: والله لقد خدمته تسع سنين ما عَلِمته قال لشيء صنعتُه، لم فعلتَ كذا وكذا؟ ولا عاب علَيّ شيئاً قط، والله ما قال لي أُف قط"، رواه مسلم.

    قلت فكم من مرة قلنا لوالدينا أفٍّ أما رسول الله صلى الله عليه وسلم فما قال لخادمه أفٍّ قط!!.

    وعن أبي هالة عن ا***ن بن علي قال أن النبي عليه الصلاة والسلام كان خافض الطرف (من الخفض ضد الرفع فكان إذا نظر لم ينظر إلى شيء يخفض بصره لأن هذا من شأن من يكون دائم الفكرة لاشتغال قلبه بربه)، نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء، وكان جل نظره الملاحظة (المراد أنه لم يكن نظره إلى الأشياء كنظر أهل الحرص والشره بل بقدر الحاجة)، يسوق أصحابه أمامه (أي يقدمهم أمامه، ويمشي خلفهم تواضعاً، أو إشارة إلى أنه كالمربي، فينظر في أحوالهم وهيئتهم، أو رعاية للضعفاء وإغاثة للفقراء، أو تشريعاً، وتعليماً، وفي ذلك رد على أرباب الجاه وأصحاب التكبر والخيلاء )، وكان صلى الله عليه وسلم يبدر من لقي بالسلام.

    لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم من أكمل الناس شرفاً وألطفهم طبعاً وأعدلهم مزاجاً وأسمحهم صلة وأنداهم يداً لأنه مستغن عن الفانيات بالباقيات الصالحات.



    * وقد أكّد الرسول صلى الله عليه وسلم على التواضع في جملة في الأحاديث منها:

    - قوله صلى الله عليه وسلم: "أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خُلُقاً ، و خِياركم خِياركم لِنسائه خُلُقا ".

    - وقوله صلى الله عليه وسلم: "إن المؤمن لَيُدرك بِحُسن خُلُقه درجة الصائم القائم "، صحيح رواه أبو داود.

    * العفو عند الخصام:

    عن أبي هريرة رضي الله عنه، أنَّ رجلاً شتم أبا بكر والنبي صلى الله عليه و سلم جالس يتعجب و يبتسم، فلما أكثر ردّ عليه بعض قوله، فغضب النبي صلى الله عليه وسلم، فلحقه أبو بكر قائلاً له: يا رسول الله كان يشتمني وأنت جالس، فلما رددت عليه بعض قوله غضبتَ وقُمتَ !!.

    فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كان معك مَلَك يرد عليه ، فلما رددتَ عليه وقع الشيطان (أي حضر) يا أبا بكر ثلاث كلهن حق : ما من عبدظُلِمَ بمظلمة فيُغضي (أي يعفو) عنها لله عز و جل إلا أعزَّ الله بها نصره و ما فتح رجل باب عطِيَّة ( أي باب صدقة يعطيها لغيره) يريد بها صلة إلا زاده الله بها كثرة، و ما فتح رجل باب مسألة (أي يسأل الناس المال ) يريد بها كثرة إلا زاده الله بها قِلَّة ".



    * من تواضع الرسول صلى الله عليه و سلم:

    عن أنس رضي الله عنه قال: " ما كان شخص أحب إليهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانوا إذا رأوه لم يقوموا له لِما يعلمون من كراهيته لذلك "، رواه أحمد والترمذي بسند صحيح.

    "كان يزور الأنصار، ويُسَلِّم على صبيانهم ، و يمسح رؤوسهم "، حديث صحيح رواه النسائي.

    وكان عليه الصلاة والسلام يأتي ضعفاء المسلمين ويزورهم ويعود مرضاهم ويشهد جنائزهم. وكان يجلس على الأرض و يأكل على الأرض ويجيب دعوة العبد، كما كان يدعى إلى خبز الش*** فيجيب.



    عن أنس رضي الله عنه قال: " كانت ناقة رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تُسبَق أو لا تكاد تُسبَق، فجاء أعرابي على قعود له (أي جمل) فسبقها، فشق ذلك على المسلمين حتى عرفه، فقال الرسول صلى الله عليه و سلم: "حق على الله أن لا يرتفع شيء من الدنيا إلا وضعه "، رواه البخاري.

    * من رِفق الرسول صلى الله عليه و سلم :

    قال الله تعالى:{ لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عَنِتُّم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم}.

    عن أنس رضي الله عنه قال: " بينما نحن في المجلس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ جاء أعرابي فقام يبول في المسجد فصاح به أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم: مَه مَه ( أي اترك ) !!.

    قال النبي عليه الصلاة و السلام: لا تُزرموه، (لا تقطعوا بوله).

    فترك الصحابة الأعرابي يقضي بَوله، ثم دعاه الرسول صلى الله عليه و سلم و قال له:

    " إن المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول والقذر، إنَّما هي لِذِكر الله والصلاة و قراءة القرآن"، ثم قال لأصحابه صلى الله عليه و سلم: " إنَّما بُعِثتم مُبَشِرين، ولم تُبعَثوا معسرين، صُبّوا عليه دلواً من الماء ".

    عندها قال الأعرابي: "اللهم ارحمني ومحمداً، ولا ترحم معنا أحداً ".

    فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم : "لقد تحجَّرتَ واسعاً"، (أي ضَيَّقتَ واسعاً)، متفق عليه.

    * الرحمة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم:

    عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: " قَبَّل رسول الله صلى الله عليه و سلم الحَسَن بن عليّ، وعنده الأقرع بن حابس التيمي، فقال الأقرع: إنَّ لي عشرة من الولد ما قَبَّلتُ منهم أحداً، فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال: "من لا يَرحم لا يُرحم "، متفق عليه.

    * حبه لأمَّته صلى الله عليه وسلم:

    بعد أن عُرِجَ بالنبي صلى الله عليه وسلم و كَرَّمه ربه، سأله رب العزة :"يا محمد، أبَقِيَ لكَ شيء؟ قال : نعم ربي. فقال سبحانه وتعالى: سَل تُعط. فقال: أمَّتي ، أمَّتي ". لم يقل أبنائي، لم يقل أصحابي، لم يقل أهلي، قال أمَّتي.

    و قد ورد في بعض كتب التفسير عند قوله تعالى :{ وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى} [الضحى: 5] ، أنه لمَّا نزلت عليه هذه الآية قال: " اللهم لا أرضى يوم القيامة و واحد من أمَّتي في النار ".

    لقد أرسل لنا عليه الصلاة والسلام نحن الذين نعيش في هذا الزمن ولكل الذين عاشوا بعده: " بلِّغوا السلام عني من آمن بي إلى يوم القيامة ". سَلَّمَ علينا قبل أن نكون شيئاً مذكوراً، و عرفنا قبل أن نعرفه ، فكيف لا نكافىء هذا الحب بحب؟‍‍‍‍‍!!!.

    اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه عدد خلقك ورضاء نفسك و زنة عرشك ومداد كلماتك، كلما ذكرك الذاكرون وغفل عن ذكرنا الغافلون.



    * من كرم النبي صلى الله عليه و سلم:

    عن أنس رضي الله عنه أنَّ رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم فأعطاه غنماً بين جبلين، فأتى قومه فقال:

    " أي قوم، أسلِموا، فإنَّ محمداً يُعطي عطاء ما يخاف الفاقة، فإنه كان الرجل لَيجيء إلى رسول الله ما يريد إلا الدنيا، فما يُمسي حتى يكون دينه أحَبُّ إليه و أعَزُّ عليه من الدنيا و ما فيها ".

    ولقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم أجود الناس صدراَ، أي أن جوده كان عن طيب قلب وانشراح صدر لا عن تكلف وتصنع .

    وورد في رواية أخرى أنه عليه الصلاة والسلام كان أوسع الناس صدراَ وهو كناية عن عدم الملل من الناس على اختلاف طباعهم وتباين أمزجتهم.

    جامع صفاته صلى الله عليه وسلم:

    عن إبراهيم بن محمد من ولد علي بن أبي طالب قال:

    كان علي رضي الله عنه إذا وصف النبي صلى الله عليه وسلم قال: ...." أجود الناس صدراً وأصدق الناس لهجة وألينهم عريكة، وأكرمهم عشيرة ، من رآه بديهةً هابه ، ومن خالطه معرفةً أحبه، يقول ناعِته لم أر قبله ولا بعده مثله صلى الله عليه وسلم "، أخرجه الترمذي وابن سعد والبغوي في شرح السنة والبيهقي في شعب الأيمان.

    و ما ألطف قول ابن الوردي رحمه الله تعالى:

    يا ألطف مرسل كريم ما ألطـف هذه الشمائل
    [CENTER][SIZE=3][COLOR=red][COLOR=red][FONT=Book Antiqua][SIZE=7]اللهم صل على سيدنا محمد سيد الأولين والأخرين[/SIZE][/FONT][/COLOR][/COLOR][/SIZE][/CENTER]

  • #2
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين
    اللهم صل علي سيدنا محمد وعلي اله وصحبه الطيبين الطاهرين

    ذلكم رسول الله؛ صاحب الحوضالمورود، واللواء المعقود، والمقام المحمود، صاحب الغرّة والتحجيل،المذكور في التوراة والإنجيل، المؤيّد بجبريل، خير الخلق في طفولته، وأطهرالمطهرين في شبابه، وأنجب البشرية في كهولته، وأزهد الناس في حياته، وأعدلالقضاة في قضائه، وأشجع قائد في جهاده؛ اختصه الله بكل خلق نبيل؛ وطهره منكل دنس وحفظه من كل زلل، وأدبه فأحسن تأديبه وجعله على خلق عظيم؛ فلايدانيه أحد في كماله وعظمته وصدقه وأمانته وزهده وعفته.اعترف كل من عرفه حق المعرفة بعلو نفسه وصفاء طبعه وطهارة قلبه ونبل خلقهورجاحة عقله وتفوق ذكائه وحضور بديهته وثبات عزيمته ولين جانبه. بل اعترف بذلك المنصفون من غير المسلمين؛ ومن هؤلاء:يقول المستشرق الأمريكي (واشنجتون إيرفنج): «كان محمد خاتم النبيين وأعظمالرسل الذين بعثهم الله تعالى ليدعوا الناس إلى عبادة الله».ويقول : البروفيسور يوشيودي كوزان ـ مدير مرصد طوكيو: (أعظم حدث في حياتيهو أنني درست حياة رسول الله محمد دراسة وافية، وأدركت ما فيها من عظمة
    وخلود).ويقول عالم اللاهوت السويسري د.هانز كونج : (ـ بحثت في التاريخ عن مثلأعلى لهذا الإنسان، فوجدته في النبي العربي محمد صلى الله عليه وسلم).ويقول توماس كارليل: (قرأت حياة رسول الإسلام جيدًا مرات ومرات، فلم أجدفيها إلا الخُلُق كما ينبغي أن يكون، وكم ذا تمنيت أن يكون الإسلام هوسبيل العالم).ويقول المستشرق الفرنسي أميل ردمنغم: "... كان محمد صلى الله عليه وسلمأنموذجًا للحياة الإنسانية بسيرته وصدق إيمانه ورسوخ عقيدته القويمة، بلمثالاً كاملاً للأمانة والاستقامة وإن تضحياته في سبيل بث رسالته الإلهيةخير دليل على سمو ذاته ونبل مقصده وعظمة شخصيته وقدسية نبوته".ويقول المستشرق الإسباني (جان ليك): (أيّ رجل أدرك من العظمة الإنسانيةمثلما أدرك محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وأيُّ إنسان بلغ من مراتب الكمالمثل ما بلغ، لقد هدم الرسول المعتقدات الباطلة التي تتخذ واسطة بين الخالقوالمخلوق".أما (وليام موير) المؤرخ الإنجليزي فيقول في كتابه (حياة محمد): "لقدامتاز محمد عليه السلام بوضوح كلامه، ويسر دينه، وقد أتم من الأعمال مايدهش العقول، ولم يعهد التاريخ مصلحًا أيقظ النفوس وأحيى الأخلاق ورفع شأن
    الفضيلة في زمن قصير كما فعل نبي الإسلام محمد".هذه مقتطفات من مواقف فلاسفة ومستشرقين أوروبيين وغربيين في حق المصطفىمحمد صلى الله عليه وسلم النبي الخاتم، أردنا منها إثبات أن أبناء الحضارةالغربية يقرون بدور الإسلام في بنائها وتشييد صروحها، وبنبوة محمد صلىالله عليه وسلم وصفاته الحميدة وفضله المتصل إلى يوم القيامة على البشرية
    في جميع أقطار المعمور، ذلك أن التعصب الأوروبي المسيحي لم يكن خطًاصاعدًا باستمرار، وإنما وجد هناك منصفون أكدوا الحقيقة بلا لف أو دوران،ولكن الثقافة الغربية السائدة والمتشبعة بقيم التعصب والعناد والتمركزالحضاري حول الذات سعت إلى حجب هذه الحقائق وإخفاء هذه الأصوات حتى لايتمكن الشخص الأوروبي العادي من الإطلاع على ما أتبثه أبناء جلدته منالكبار في حق الإسلام ونبيه ورسالته العالمية الخالدة، وذلك كله بهدفتحقيق غرضين، الأول إبعاد الأوروبيين المسيحيين عن الإسلام الذي دلل علىقدرته على التغلغل في النفوس وملامسة صوت الفطرة في الإنسان، فهو يخيف
    الغرب المتوجس من تراجع عدد معتنقي المسيحية في العالم ,برغم ما ينفقه منالأموال والوقت لتنصير الشعوب، والغرض الثاني ضمان استمرار الصراع بينالغرب والإسلام والقطيعة بينهما لمصلحة الصهيونية والماسونية التي تعتبرنفسها المتضرر الأول والرئيس من أي تقارب أو حوار بين الإسلام والغرب.وفي هذه الورقات اليسيرات نكشف جانباً من جوانب عظمته, وأخلاقه الكريمةوخصاله الشريفة لعل الله يهدي بها أقواماً علم منهم الإنصاف إلى الحق،ولعله يرعوي أقوام آخرون ممن تابع عن جهل وتعصب أعمى تلك الحملة الظالمةوالتشويه الكاذب لسيرة أعظم إنسان عرفته البشرية.أخلاق أعظم إنسان:كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خُلقاً وأكرمهم وأتقاهم، وقد شهدله بذلك ربه جل وعلا وكفى بها فضلا؛ قال تعالى مادحاً وواصفاً خُلق نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم (وَإِنّكَ لَعَلَىَ خُلُقٍ عَظِيمٍ )) [القل].يقول خادمه أنس بن مالك رضي الله عنه:" كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقًا" - رواه البخاري ومسلم. وتقول زوجه صفية بنت حيي رضي الله عنها: "ما رأيت أحسن خلقًا من رسول اللهصلى الله عليه وسلم " - رواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن. وقالت عائشة لما سئلت رضي الله عنها عن خلق النبي صلى الله عليه وسلم، قالت: (كان خلقه القرآن) صحيح مسلم. فهذه الكلمة العظيمة من عائشة رضي الله عنها ترشدنا إلى أن أخلاقه صلىالله عليه وسلم هي اتباع القرآن، وهيالاستقامة على ما في القرآن من أوامرونواهي، وهي التخلق بالأخلاق التي مدحها القرآن العظيم وأثنى على أهلهاوالبعد عن كل خلق ذمه القرآن. قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره: ومعنى هذا أنه صلى الله عليه وسلم صارامتثال القرآن أمراً ونهياً سجيةً له وخلقاً.... فمهما أمره القرآن فعلهومهما نهاه عنه تركه، هذا ما جبله الله عليه من الخُلق العظيم من الحياءوالكرم والشجاعة والصفح والحلم وكل خُلقٍ جميل.ا.هـ وقد جاءت صفاته وخصاله الكريمة صلى الله عليه وسلم في كتب أهل الكتابنفسها قبل تحريفها ؛ فعن عطاء رضي الله عنه قال: قلت لعبد الله بن عمروأخبرني عن صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة، قال: أجل واللهإنه لموصوف في التوراة بصفته في القرآن: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّاأَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً وحرزًا للأميين، أنت عبدي ورسولي، سميتك المتوكل، لا فظ ولا غليظ ولا صخاب في الأسواق ولا يدفعبالسيئة السيئة ولكن يعفو ويغفر، ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملةالعوجاء، بأن يقولوا لا إله إلا الله، ويفتح بها أعينًا عميًا وآذانًاصمًا وقلوبًا غلفًا - رواه البخاري.أخلاق النبيصلى الله عليه وسلم مع أهله : كان صلى الله عليه وسلم خير الناس وخيرهم لأهله وخيرهم لأمته من طيب كلامهوحُسنمعاشرة زوجته بالإكرام والاحترام، حيث قال صلى الله عليه وسلم: ((خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي )) رواه الترمذي. وكان من كريم أخلاقه صلى الله عليه وسلم في تعامله مع أهله وزوجه أنه كانيُحسن إليهم ويرأف بهم ويتلطّفإليهم ويتودّد إليهم، فكان يمازح أهلهويلاطفهم ويداعبهم، وكان من شأنه صلى الله عليه وسلم أن يرقّق اسم عائشة ـرضي الله عنها ـ كأن يقول لها: (يا عائش )، ويقول لها: (يا حميراء)ويُكرمها بأن يناديها باسم أبيها بأن يقول لها: (يا ابنة الصديق) وما ذلكإلا تودداً وتقرباًوتلطفاً إليها واحتراماً وتقديراً لأهلها. و كان صلى الله عليه وسلم يعين أهله ويساعدهم في أمورهم ويكون في حاجتهم،
    وكانت عائشة تغتسل معه صلى الله عليه وسلم من إناءٍ واحد، فيقول لها: (دعيلي)، وتقول له: دع لي. رواه مسلم وكان يُسَرِّبُ إلى عائشة بناتِ الأنصار يلعبن معها‏.‏ وكان إذا هويتشيئاً لا محذورَ فيه تابعها عليه، وكانت إذا شربت من الإِناء أخذه، فوضعفمه في موضع فمها وشرب، وكان إذا تعرقت عَرقاً - وهو العَظْمُ الذي عليهلحم - أخذه فوضع فمه موضع فمها، وكان يتكئ في حَجْرِها، ويقرأ القرآنورأسه في حَجرِها، وربما كانت حائضاً، وكان يأمرها وهي حائض فَتَتَّزِرُثم يُباشرها، وكان يقبلها وهو صائم، وكان من لطفه وحسن خُلُقه مع أهله أنهيمكِّنها من اللعب. (عن الأسود قال :سألت عائشة ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع فيبيته؟ قال : كان يكون في مهنة أهله، فإذا حضرت الصلاة يتوضأ ويخرج إلىالصلاة) رواه مسلم. وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان يخيط ثوبه ويخصف نعله ويعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم - رواه أحمد. وعن عائشة رضي الله عنها قالت "خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيبعض أسفاره، وأنا جارية لم أحمل اللحم ولم أبدن، فقال للناس : اقدموافتقدموا، ثم قال لي : تعالي حتى أسابقك فسبقته، فسكت عني حتى إذا حملتاللحم وبدنت خرجت معه في بعض أسفاره، فقال للناس: تقدموا فتقدموا، ثم قاللي : تعالي أسابقك فسبقني، فجعل يضحك وهو يقول هذا بتلك" رواه أحمد.
    بل إنه صلى الله عليه وسلم وضع ركبته لتضع عليها زوجه صفية رضي الله عنها رجلها حتى تركب على بعيرها. رواه البخاري.
    ومن دلائل شدة احترامه وحبه ووفائه لزوجته خديجة رضي الله عنها، إن كانليذبح الشاة ثم يهديها إلى خلائلها (صديقاتها)، وذلك بعد مماتها وقد أقرتعائشة رضي الله عنها بأنها كانت تغير من هذا المسلك منه - رواه البخاري. عدل النبي صلى الله عليه وسلم: كان عدله صلى الله عليه وسلم وإقامته شرع الله تعالى مع القريب والبعيدوالعدو والصديق والمؤمن والكافر مضرب المثل ؛ كيف لا وهو رسوله صلى الله عليه وسلم، والمبلغ عن ربه ومولاه؟!! فكان صلى الله عليه وسلم يعدل بين نسائه ويتحمل ما قد يقع من بعضهن من غيرة كما كانت عائشة ـ رضي الله عنها ـ غيورة. فعن أم سلمة ـ رضي الله عنها أنها ـ أتت بطعامٍ في صحفةٍ لها إلى رسولالله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فجاءت عائشة... ومعها فِهرٌ ففلقت بهالصحفة، فجمع النبي صلى الله عليه وسلم بين فلقتي الصحفة وهو يقول: (كلوا،غارت أُمكم ـ مرتين ـ ) ثم أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم صحفة عائشةفبعث بها إلى أُم سلمة وأعطى صحفة أُم سلمة عائشة. رواه النسائي وصححهالألباني.وقال صلى الله عليه وسلم في قصة المرأة المخزومية التي سرقت: (‏والذي نفسي بيده لو كانت فاطمة بنت محمد‏,‏ لقطعت يدها‏)‏.
    أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم مع الأطفال والصبيان:عن أنس رضي الله عنه قال كان صلى الله عليه وسلم يمر بالصبيان فيسلم عليهم - رواه البخاري ومسلم. و كان صلى الله عليه وسلم يسمع بكاء الصبي فيسرع في الصلاة مخافة أن تفتتن أمه. وكان صلى الله عليه وسلم يحمل ابنة ابنته وهو يصلي بالناس إذا قام حملهاوإذا سجد وضعها وجاء الحسن والحسين وهما ابنا بنته وهو يخطب الناس فجعلايمشيان ويعثران فنزل النبي صلى الله عليه وسلم من المنبر فحملهما حتىووضعهما بين يديه ثم قال صدق الله ورسوله: (وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ) (لأنفال:2 نظرت إلى هذين الصبيين يمشيان فيعثران فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما. و كان صلى الله عليه وسلم إذا مر بالصبيان سلم عليهم وهم صغار وكان يحملابنته أمامه وكان يحمل ابنة ابنته أمامة بنت زينب بنت محمد صلى الله عليهوسلم وهويصليبالناس وكان ينزل من الخطبة ليحمل الحسن والحسين ويضعهمابين يديه. أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم مع الخدم والضعفاء والمساكين:عن أنس رضي الله عنه قال" خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين، واللهما قال أف قط، ولا قال لشيء لم فعلت كذا وهلا فعلت كذا" - رواه البخاريومسلم.و عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلمخادمًا له ولا امرأة ولا ضرب بيده شيئًا قط، إلا أن يجاهد في سبيل الله.رواه البخاري ومسلم. و عن عائشة رضي الله عنها قالت "ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بينأمرين قط إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثمًا، فإن كان إثمًا كان أبعد الناسمنه وما انتقم صلى الله عليه وسلم لنفسه قط إلا أن تنتهك حرمة اللهفينتقم". وعن ابن أبي أوفى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يأنف ولا يستكبرأن يمشي مع الأرملة والمسكين والعبد حتى يقضي له حاجته. رواه النسائي والحاكم.رحمة النبي صلى الله عليه وسلم:قال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) (الأنبياء:107) وقال تعالى: ( فَبِمَا
    رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَالْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْلَهُمْ..) (آل عمران:159) وعندما قيل له ادع على المشركين قال صلى الله عليه وسلم:"إني لم أبعث لعانًا، وإنما بعثت رحمة" - رواه مسلم. و كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: (اللهم من وليَ من أمرِ أمتيشيئاً، فشقَّ عليهم، فاشقُق عليه، و من ولي من أمر أمتي شيئاً، فرفق بهم،فارفق به) وقال صلى الله عليه وسلم في فضل الرحمة: (الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموامن في الأرض يرحمكم من في السماء) رواه الترمذي وصححه الألباني . وقال صلى الله عليه وسلم في أهل الجنة الذين أخبر عنهم بقوله: (أهل الجنةثلاثة - وذكر منهم- : ورجل رحيم رقيق القلب لكل ذي قربى ومسلم ) رواهمسلم. عفو النبي صلى الله عليه وسلم: عن أنس رضي الله عنه قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم من أحسن الناسخلقًا، فأرسلني يومًا لحاجة، فقلت له والله لا أذهب وفي نفسي أن أذهب لماأمرني به صلى الله عليه وسلم، فخرجت حتى أمر على صبيان وهم يلعبون فيالسوق، فإذا النبي صلى الله عليه وسلم قد قبض بقفاي من ورائي، فنظرت إليهوهو يضحك فقال يا أنس أذهبت حيث أمرتك؟ قلت نعم، أنا أذهب يا رسول الله –فذهبت" رواه مسلم.و عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال: بينما نحن في المسجد مع رسول الله
    صلى الله عليه وسلم إذ جاء أعرابي، فقام يبول في المسجد، فقال أصحاب رسولالله صلى الله عليه وسلم : مَه مَه، قال: قال رسول الله صلى الله عليهوسلم: (لا تزرموه، دعوه)، فتركوه حتى بال، ثم إن رسول الله صلى الله عليهوسلم دعاه فقال له: (إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول، ولاالقذر، إنما هي لذكر الله، والصلاة، وقراءة القرآن) قال: فأمر رجلاً من
    القوم فجاء بدلو من ماء فشنّه عليه. رواه مسلم.تواضعه صلى الله عليه وسلم: كان صلى الله عليه وسلم سيد المتواضعين، يتخلق ويتمثل بقوله تعالى: (( تِلْكَ الدّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الأرْضِ وَلاَ فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتّقِينَ)) [ القصص 83 ].

    وكان صلى الله عليه
    وسلم يجيب دعوة الحر والعبد والغني والفقير ويعود المرضى في أقصى المدينة
    ويقبل عذر المعتذر. يتواضع للمؤمنين، يقف مع العجوز ويزور المريض ويعطف
    على المسكين، ويصلالبائس ويواسي المستضعفين ويداعب الأطفال ويمازح الأهل
    ويكلم الأمة،ويواكل الناس ويجلس على التراب وينام على الثرى، ويفترش الرمل
    ويتوسّدالحصير، ولما رآه رجل ارتجف من هيبته فقال صلى الله عليه وسلم:
    "هوّنعليك، فإني ابن امرأة كانت تأكل القديد بمكة" رواه ابن ماجه.
    وكان
    صلى الله عليه وسلم يكره المدح، وينهى عن إطرائه ويقول: " لا تطرونيكما
    أطرت النصارى عيسى بن مريم، فإنما أنا عبد الله ورسوله، فقولوا عبدالله
    ورسوله" أخرجه البخاري .فكان أبعد الناس عن الكبر، كيف لا وهو الذي يقول
    صلى الله عليه وسلم: (لاتطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، إنما أنا عبدٌ
    فقولوا عبد الله ورسوله)رواه البخاري. كيف لا وهو الذي كان يقول صلى الله
    عليه وسلم: (آكل كما يأكل العبد وأجلس كما يجلس العبد) رواه أبو يعلى
    وحسنه الألباني. كيف لا وهو القائل بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم: (لو
    أُهدي إليَّكراعٌ لقبلتُ ولو دُعيت عليه لأجبت) رواه الترمذي وصححه
    الألباني. ومن تواضعه صلى الله عليه وسلم أنه كان يجيب الدعوة ولو إلى خبز
    الشعير ويقبل الهدية. عن أنس رضي الله عنه قال كان صلى الله عليه وسلم
    يدعى إلى خبز الشعير والإهالة السنخة فيجيب - رواه الترمذي في الشمائل.
    والإهالة السنخة: أي الدهن الجامد المتغير الريح من طوال المكث. مجلسه صلى
    الله عليه وسلم:كان صلى الله عليه وسلم يجلِس على الأرض، وعلى الحصير،
    والبِساط. عن أنس رضي الله عنه قال "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا
    استقبله الرجلفصافحه لا ينزع يده من يده حتى يكون الرجل ينزع يده، ولا
    يصرف وجهه منوجهه حتى يكون الرجل هو يصرفه، ولم ير مقدمًا ركبتيه بين يدي
    جليس له" -رواه أبو داود والترمذي بلفظه. وعن أبي أمامة الباهلي قال: خرج
    علينا رسول الله صلى الله عليه وسلممتوكئًا على عصا، فقمنا إليه، فقال لا
    تقوموا كما يقوم الأعاجم يعظم بعضهم بعضًا - رواه أبو داود وإسناده
    حسن.زهده صلى الله عليه وسلم:
    كان صلى الله عليه وسلم أزهد الناس في
    الدنيا وأرغبهم في الآخرة، خيرهالله تعالى بين أن يكون ملكًا نبيًا أو
    يكون عبدًا نبيًا فاختار أن يكونعبدًا نبيًا. فكان صلى الله عليه وسلم
    ينامُ على الفراش تارة، وعلى النِّطع تارة، وعلىالحصير تارة، وعلى الأرض
    تارة، وعلى السرير تارة بين رِمَالهِ، وتارة علىكِساء أسود‏. وكان بيته من
    طين، متقارب الأطراف، داني السقف، وقد رهن درعه في ثلاثينصاعًا من شعير
    عند يهودي، وربما لبس إزارًا ورداء فحسب، وما أكل على خوانقط.قال أنس بن
    مالك رضي الله عنه: (دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهوعلى سرير مزمول
    بالشريط وتحت رأسه وسادة من أدم حشوها ليف، ودخل عمر وناسمن الصحابة
    فانحرف النبي صلى الله عليه وسلم فرأى عمر أثر الشريط في جنبهفبكى فقال
    النبي صلى الله عليه وسلم: ما يبكيك يا عمر قال: ومالي لا أبكيوكسرى وقيصر
    يعيشان فيما يعيشان فيه من الدنيا وأنت على الحال الذي أرىفقال يا عمر:
    أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة قال: بلى قال: هوكذلك) وكان من
    زهده صلى الله عليه وسلم وقلة ما بيده أن النار لا توقد في بيته في
    الثلاثة أهلة في شهرين . فعن عروة رضي الله عنه قال: عن عائشة ـ رضي الله
    عنها ـ أنها كانت تقول:والله يا ابن أختي كنا لننظر إلى الهلال ثم الهـلال
    ثـلاثة أهله في شهرينما أوقـد في أبيـات رسـول الله صلى الله عليه وسلم
    نار، قلت: يا خالة فماكان عيشكم؟ قالت: الأسودان ـ التمر والماء ـ) رواه
    البخاري ومسلم. وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: (كان النبي صلى الله عليه
    وسلم يبيتالليالي المتتابعة طاوياً وأهله لا يجدون عشاءً، وكان أكثر خبزهم
    الشعير)رواه الترمذي وحسنه الألباني. عبادته صلى الله عليه وسلم:كان صلى
    الله عليه وسلم أعبد الناس، و من كريم أخلاقه صلى الله عليه وسلمأنه كان
    عبداً لله شكوراً؛ فإن من تمام كريم الأخلاق هو التأدب مع الله ربالعالمين
    وذلك بأن يعرف العبد حقّ ربه سبحانه وتعالى عليه فيسعى لتأدية ماأوجب الله
    عز وجل عليه من الفرائض ثم يتمم ذلك بما يسّر الله تعالى له منالنوافل،
    وكلما بلغ العبد درجةً مرتفعةً عاليةً في العلم والفضل والتقىعرف حق الله
    تعالى عليه فسارع إلى تأديته والتقرب إليه عز وجل بالنوافل. فقد قال رسول
    الله صلى الله عليه وسلم عن رب العالمين في الحديث القدسي الذي يرويه عن
    ربه إن الله تعالى قال: (... ومايزال العبد يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه،
    فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمعبه وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها
    ورجله التي يمشي بها، وإن سألنيلأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه...) رواه
    البخاري. فقد كان صلى الله عليه وسلم يعرف حق ربه عز وجل عليه وهو الذي قد
    غفر اللهله ما تقدم من ذنبه وما تأخر على الرغم من ذلك كان يقوم الليل حتى
    تتفطرقدماه ـ صلوات ربي وسلامه عليه ـ ويسجد فيدعو ويسبح ويدعو ويثني على
    اللهتبارك وتعالى ويخشع لله عز وجل حتى يُسمع لصدره أزيز كأزيز المرجل.
    فعن عبد الله بن الشخير ـ رضي الله عنه ـ قال: (أتيت رسول الله صلى
    اللهعليه وسلم وهو يصلي ولجوفه أزيزٌ كأزيز المرجل من البكاء) رواه أبو
    داودوصححه الألباني. وعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ: أن نبي الله صلى الله
    عليه وسلم كان يقوم منالليل حتى تتفطر قدماه، فقالت عائشة: لم تصنع هذا يا
    رسول الله وقد غفرالله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: (أفلا أكون
    عبداً شكوراً) رواهالبخاري. ومن تخلقه صلى الله عليه وسلم بأخلاق القرآن
    وآدابه تنفيذاً لأمر ربه عزوجل أنه كان يحب ذكر الله ويأمر به ويحث عليه،
    قال صلى الله عليه وسلم لأن
    أقول سبحانه الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر أحب إليَّمما
    طلعت عليه الشمس) رواه مسلم. و كان صلى الله عليه وسلم أكثر الناس دعاءً،
    وكان من أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم أن يقول: (اللهم ربنا آتنا في
    الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنةوقنا عذاب النار) رواه البخاري ومسلم . وعن
    عائشة ـ رضي الله عنها ـ أنه كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلمقبل
    موته: (اللهم إني أعوذ بكمن شر ما عملت ومن شر ما لم أعمل) رواهالنسائي
    وصححه الألباني. دعوته صلى الله عليه وسلم:شملت دعوته عليه الصلاة والسلام
    جميع الخلق، فكان صلى الله عليه وسلم أكثررسل الله دعوة وبلاغـًا وجهادًا،
    لذا كان أكثرهم إيذاءً وابتلاءً، منذبزوغ فجر دعوته إلى أن لحق بربه جل
    وعلا .وكانت دعوته صلى الله عليه وسلم على مراتب: المرتبة الأولى‏:‏
    النبوة‏.‏ الثانية‏:‏ إنذار عشيرته الأقربين‏.‏الثالثة‏:‏ إنذار قومه‏.‏
    الرابعة‏:‏ إنذار قومٍ ما أتاهم من نذير من قبلهوهم العرب قاطبة‏.‏
    الخامسة‏:‏ إنذارُ جميع مَنْ بلغته دعوته من الجنوالإِنس إلى آخر الدّهر.‏
    وقد قال الله جل وعلا لنبيه صلى الله عليه وسلم: ( قُلْهَذِهِ سَبِيلِي
    أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِاتَّبَعَنِي
    وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ).وكانت دعوته صلى
    الله عليه وسلم كلها رحمة وشفقة وإحساناً وحرصاً على جمعالقلوب وهداية
    الناس جميعاً مع الترفق بمن يخطئ أو يخالف الحق والإحسانإليه وتعليمه
    بأحسن أسلوب وألطف عبارة وأحسن إشارة، متمثلاً قول الله عزوجل: (( ادْعُ
    إِلِىَ سَبِيــلِ رَبّــكَ بِالْحِكْـمَةِ وَالْمَـوْعِظَـةِ الْحَسَنَـةِ
    وَجَادِلْهُم بِالّتِي هِيَ أَحْسَنُ ... )) [ النحل:12] .ومن ذلك لما
    جاءه الفتى يستأذنه في الزنى. فعن أبي أُمامة ـ رضي الله عنه ـ قال: إن
    فتىً شاباً أتى النبي صلى اللهعليه وسلم فقال: يا رسول الله، ائذن لي
    بالزنا، فأقبل القوم عليه فزجروه،وقالوا: مه مه فقال له: (ادنه)، فدنا منه
    قريباً، قال: (أتحبّه لأمّك؟)قال: لا والله، جعلني الله فداءك، قال: (ولا
    الناس يحبونه لأمهاتهم) قال أفتحبه لابنتك؟) قال: لا والله يا رسول الله، جعلني الله فداءك. قال ولا
    الناس جميعاً يحبونه لبناتهم) قال: (أفتحبه لأختك؟) قال: لا واللهجعلني
    الله فداءك. قال: (ولا الناس جميعاً يحبونه لأخواتهم). قال:
    (أفتحبهلعمتك؟) قال: لا والله، جعلني الله فداءك. قال: (ولا الناس جميعاً
    يحبونهلعماتهم). قال: (أفتحبه لخالتك؟) قال: لا والله جعلني الله فداءك.
    قال ولا
    الناس جميعاً يحبونه لخالاتهم) قال: فوضع يده عليه، وقال: اللهم اغفرذنبه،
    وطهر قلبه، وحصّن فرجه) فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء.
    رواهأحمد.كرم النبي صلى الله عليه وسلم وجوده:كان صلى الله عليه وسلم أكرم
    الناس وأجود الناس لم يمنع يوماً أحداً شيئاًسأله إياه، يعطي عطاء من لا
    يخشى الفقر؛ فهو سيد الأجواد على الإطلاق،أعطى غنمًا بين جبلين، وأعطى كل
    رئيس قبيلة من العرب مائة ناقة، ومن كرمهصلى الله عليه وسلم أنه جاءه رجل
    يطلب البردة التي هي عليه فأعطاه إياها
    صلى الله عليه وسلم وكان لا
    يردّ طالب حاجة، قد وسع الناس برّه، طعامهمبذول،وكفه مدرار، وصدره واسع،
    وخلقه سهل، ووجه بسّام.وجاءته الكنوز من الذهب والفضة وأنفقها في مجلس
    واحد ولم يدّخر منهادرهمًا ولا دينارًا ولا قطعة، فكان أسعد بالعطية
    يعطيها من السائل، وكان يأمر بالإنفاق والكرم والبذل، ويدعو للجود
    والسخاء، ويذمّ البخل والإمساكصلى الله عليه وسلم.بل كان ينفق مع العدم
    ويعطي مع الفقر، يجمع الغنائم و يوزعها في ساعة، ولايأخذ منها شيئًا،
    مائدته صلى الله عليه وسلم معروضة لكل قادم، وبيته قبلةلكل وافد، يضيف
    وينفق ويعطي الجائع بأكله، ويؤثر المحتاج بذات يده، ويصلالقريب بما يملك،
    ويواسي المحتاج بما عنده، ويقدّم الغريب على نفسه، فكانصلى الله عليه وسلم
    آية في الجود والكرم، ويجود جود من هانت عليه نفسهوماله وكل ما يملك في
    سبيل ربه ومولاه، فهو أندى العالمين كفًا، وأسخاهميدًا، غمر أصحابه
    وأحبابهوأتباعه، بل حتى أعداءه ببرّه وإحسانه وجودهوكرمه وتفضله، أكل
    اليهود على مائدته، وجلس الأعراب على طعامه، وحفّالمنافقون بسفرته، ولم
    يُحفظ عنه صلى الله عليه وسلم أنه تبرّم بضيف أوتضجّر من سائل أو تضايق من
    طالب، بل جرّ أعرابي برده حتى أثّر في عنقه وقال له: أعطني من مال الله
    الذي عندك، لا من مال أبيك وأمّك، فالتفت إليهصلى الله عليه وسلم وضحك
    وأعطاه.شجاعته صلى الله عليه وسلم وجهاده:أش وقوة القلب مخلوق، فهو الشجاع
    الفريد الذي كملت فيه صفاتالشجاعةوتمّت فيه سجايا الإقدام وقوة البأس، وهو
    القائل: " والذي نفسي بيده لوددتأنني أقتل في سبيل الله ثم أحيا ثم أقتل"
    أخرجه البخاري.لا يخاف التهديد والوعيد، ولا ترهبه المواقف والأزمات، ولا
    تهزه الحوادثوالملمّات، فوّض أمره لربه وتوكل عليه وأناب إليه، ورضي بحكمه
    واكتفىبنصره ووثق بوعده، فكان صلى الله عليه وسلم يخوض المعارك بنفسه
    ويباشرالقتال بشخصه الكريم، يعرّض روحه للمنايا ويقدّم نفسه للموت، غير
    هائب ولاخائف، ولم يفرّ من معركة قط، وما تراجع خطوة واحدة ساعة يحمي
    الوطيس وتقومالحرب على ساق وتشرع السيوف وتمتشق الرماح وتهوي الرؤوس ويدور
    كأس المناياعلى النفوس، فهو في تلك اللحظة أقرب أصحابه من الخطر، يحتمون
    أحيانًا بهوهو صامد مجاهد، لا يكترث بالعدوّ ولو كثر عدده، ولا يأبه
    بالخصم ولو قويبأسه، بل كان يعدل الصفوف ويشجع المقاتلين ويتقدم
    الكتائب.وقد فرّ الناس يوم حنينن وما ثبت إلا هو صلى الله عليه وسلم وستة
    منأصحابه، وكان صدره بارزًا للسيوف والرماح، يصرع الأبطال بين يديه ويذبح
    الكماة
    أمام ناظريه وهو باسم المحيا، طلق الوجه، ساكن النفس.وقد شُجّ عليه الصلاة
    والسلام في وجهه وكسرت رباعيته، وقتل سبعون منأصحابه، فما وهن ولا ضعف ولا
    خار، بل كان أمضى من السيف. وبرز يوم بدروقاد المعركة بنفسه، وخاض غمار
    الموت بروحه الشريفة. وكان أول من يهبّ عندسماع المنادي، بل هو الذي سنّ
    الجهاد وحثّ وأمر به.وتكالبت عليه الأحزاب يوم الخندق من كل مكان، وضاق
    الأمر وحلّ الكرب،وبلغت القلوب الحناجر، وزلزل المؤمنون زلزالا شديدًا،
    فقام صلى الله عليهوسلم يصلي ويدعو ويستغيث مولاه حتى نصره ربّه وردّ كيد
    عدوّه وأخزى خصومهوأرسل عليهم ريحا وجنودًا وباؤوا بالخسران والهوان.صدق
    النبي الكريم صلى الله عليه وسلم:بل هو الذي جاء بالصدق من عند ربه،
    فكلامه صدق وسنّته صدق، ورضاه صدقوغضبه صدق، ومدخله صدق ومخرجه صدق، وضحكه
    صدق وبكاؤه صدق، ويقظته صدقومنامه صدق، و كلامه صلى الله عليه وسلم كله حق
    وصدق وعدل، لم يعرف الكذبفي حياته جادًّا أو مازحًا، بل حرّم الكذب وذمّ
    أهله ونهى عنه، وكل قوله
    وعمله وحاله صلى الله عليه وسلم مبني على
    الصدق، فهو صادق في سلمه وحربه،ورضاه وغضبه، وجدّ وهزله، وبيانه وحكمه،
    صادق مع القريب والبعيد، والصديقوالعدو، والرجل والمرأة، صادق في نفسه ومع
    الناس، في حضره وسفره، وحلّه
    وإقامته، ومحاربته ومصالحته، وبيعه
    وشرائه، وعقوده وعهوده ومواثيقه، وخطبهورسائله، فهو الصادق المصدوق، الذي
    لم يحفظ له حرف واحد غير صادق فيه، ولاكلمة واحدة خلاف الحق، ولم يخالف
    ظاهره باطنه، بل حتى كان صادقًا فيلحظاته ولفظاته وإشارات عينيه، وهو الذي
    يقول- لما قال له أصحابه: ألاأشرت لنا بعينك في قتل الأسير؟!-: " ما كان
    لنبي أن تكون له خائنة أعين"رواه أبو داود والنسائي .فهو الصادق الأمين في
    الجاهلية قبل الإسلام والرسالة، فكيف حاله بالله بعد
    الوحي والهداية ونزول جبريل عليه ونبوّته وإكرام الله له بالاصطفاءوالاجتباء والاختيار؟!صبره صلى الله عليه وسلم:
    لا
    يعلم أحد مرّ به من المصائب والمصاعب والمشاق والأزمات كما مرّ به صلىالله
    عليه وسلم، وهو صابر محتسب، صبر على اليتم والفقر والجوع والحاجة،وصبر على
    الطرد من الوطن والإخراج من الدار والإبعاد عن الأهل، وصبر على
    قتل
    القرابة والفتك بالأصحاب وتشريد الأتباع وتكالب الأعداء وتحزّب
    الخصومواجتماع المحاربين، وصبر على تجهّم القريب وتكالب البعيد، وصولة
    الباطلوطغيان المكذبين.. صبر على الدنيا بزينتها وزخرفها وذهبها وفضتها،
    فلميتعلق منها بشيء، فهو صلى الله عليه وسلم الصابر المحتسب في كل شأن
    منشؤون حياته، فالصبر درعه وترسه وصاحبه وحليفه، كلما أزعجه كلام أعدائه
    تذكّر
    {فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ } طه 130، وكلما راعه هول العدووأقضّ
    مضجعه تخطيط الكفار تذكّر {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ
    مِنَ الرُّسُلِ} الأحقاف 35.مات عمه فصبر، وماتت زوجته فصبر، وقتل عمه
    حمزة فصبر، وأبعد من مكة فصبر،وتوفي ابنه فصبر، ورميت زوجته الطاهرة
    بالفاحشة كذباً وبهتاناً فصبر،وكُذّب فصبر، قالوا له شاعر كاهن ساحر مجنون
    كاذب مفتر فصبر، أخرجوه،آذوه، شتموه، سبّوه، حاربوه، سجنوه.. فصبر، وهل
    يتعلّم الصبر إلا منه؟ وهليُقتدى بأحد في الصبر إلا به؟ فهو مضرب المثل في
    سعة الصدر وجليل الصبروعظيم التجمّل وثبات القلب، وهو إمام الصابرين وقدوة
    الشاكرين صلى اللهعليه وسلم.ضحكه صلى الله عليه وسلم:وكان صلى الله عليه
    وسلم ضحاكًا بسامًا مع أهله وأصحابه؛ يمازح زوجاته
    ويلاطفهن ويؤنسهن
    ويحادثهن حديث الود والحب والحنان والعطف؛ وكانت تعلومحيّاه الطاهر البسمة
    المشرقة الموحية، فإذا قابل بها الناس أسر قلوبهمأسرًا فمالت نفوسهم
    بالكلية إليه وتهافتت أرواحهم عليه، وكان يمزح ولايقول إلا حقًا، فيكون
    مزحه على أرواح أصحابه ألطف من يد الوالد الحاني علىرأس ابنه الوديع،
    يمازحهم فتنشط أرواحهم وتنشرح صدورهم وتنطلقأساريروجوههم.يقول جرير بن عبد
    الله البجلي: ما رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا تبسّم في وجهي.
    وكان
    صلى الله عليه وسلم في ضحكه ومزاحه ودعابته وسطاً بين من جفّ خلقهويبس
    طبعه وتجهّم محيّاه وعبس وجهه، وبين من أكثر من الضحك واستهتر فيالمزاح
    وأدمن الدعابة والخفة.بل كان من هديه صلى الله عليه وسلم أن يمازح
    بعضأصحابه قال له أحد أصحابهذات مرة: أريد أن تحملني يا رسول الله على
    جمل، قال:" لا أجد لك إلا ولدالناقة" فولّى الرجال فدعاه وقال: " وهل تلد
    الإبل إلا النوق؟" أي أنالجمل أصلا ولد ناقة. أخرجه أحمد عن أنس بن مالك.و
    سألته امرأة عجوز قالت: يا رسول الله! ادع الله أن يدخلني الجنة، فقاللها
    النبي صلى الله عليه وسلم: (يا أُم فلان إن الجنة لا تدخلها عجوز،فولت
    تبكي، فقال: أخبروها أنها لا تدخلها وهي عجوز، إن الله تعالى يقول (
    إِنّآ أَنشَأْنَاهُنّ إِنشَآءً * فَجَعَلْنَاهُنّ أَبْكَاراً * عُرُباً
    أَتْرَاباً)) [ الواقعة 35 – 37 ] رواه الترمذي في الشمائل وحسنه الألباني
    .هذا قليل من كثير قراته فتاثرت به
    فنقلته لكم عسي ان انال حسنه ترجح بها كفه الميزان
    عسي ان يشفع لي حبيبي صلي الله عليه واله وصحبه وسلم

    أسماء النبي عليه الصلاة والسلام وأله, 201 اسما وهي :

    اللهم صل وسلم وبارك على من أشرف أسمائه محمد صلى الله عليه واله وسلم

    احمد (صلي الله عليه وسلم)
    حامد(صلي الله عليه وسلم)
    محمود(صلي الله عليه وسلم)
    أحيد(صلي الله عليه وسلم)
    وحيد(صلي الله عليه وسلم)
    ماح(صلي الله عليه وسلم)
    حاشر(صلي الله عليه وسلم)
    عاقب(صلي الله عليه وسلم)
    طه(صلي الله عليه وسلم)
    يس(صلي الله عليه وسلم)
    طاهر(صلي الله عليه وسلم)
    مطهر(صلي الله عليه وسلم)
    طيب(صلي الله عليه وسلم)
    سيد(صلي الله عليه وسلم)
    رسول(صلي الله عليه وسلم)
    نبي(صلي الله عليه وسلم)
    رسول الرحمة(صلي الله عليه وسلم)
    قيم(صلي الله عليه وسلم)
    جامع(صلي الله عليه وسلم)
    مقتف(صلي الله عليه وسلم)
    مقفى(صلي الله عليه وسلم)
    رسول الملاحم(صلي الله عليه وسلم)
    رسول الراحة(صلي الله عليه وسلم)
    كامل(صلي الله عليه وسلم)
    اكليل(صلي الله عليه وسلم)
    مدثر(صلي الله عليه وسلم)
    مزمل(صلي الله عليه وسلم)
    عبدالله(صلي الله عليه وسلم)
    حبيب الله(صلي الله عليه وسلم)
    صفي الله(صلي الله عليه وسلم)
    نجي الله(صلي الله عليه وسلم)
    كليم الله(صلي الله عليه وسلم)
    خاتم الانبياء(صلي الله عليه وسلم)
    خاتم الرسل(صلي الله عليه وسلم)
    محي(صلي الله عليه وسلم)
    منج(صلي الله عليه وسلم)
    مذكر(صلي الله عليه وسلم)
    ناصر(صلي الله عليه وسلم)
    منصور(صلي الله عليه وسلم)
    نبي الرحمة(صلي الله عليه وسلم)
    نبي التوبة(صلي الله عليه وسلم)
    حريص عليكم(صلي الله عليه وسلم)
    معلوم(صلي الله عليه وسلم)
    شهير(صلي الله عليه وسلم)
    شاهد(صلي الله عليه وسلم)
    شهيد(صلي الله عليه وسلم)
    مشهود(صلي الله عليه وسلم)
    بشير(صلي الله عليه وسلم)
    مبشّر(صلي الله عليه وسلم)
    نذير(صلي الله عليه وسلم)
    منذر(صلي الله عليه وسلم)
    نور(صلي الله عليه وسلم)
    سراج(صلي الله عليه وسلم)
    مصباح(صلي الله عليه وسلم)
    هدى(صلي الله عليه وسلم)
    مهدي(صلي الله عليه وسلم)
    منير(صلي الله عليه وسلم)
    داع(صلي الله عليه وسلم)
    مدعو(صلي الله عليه وسلم)
    مجيب(صلي الله عليه وسلم)
    مجاب(صلي الله عليه وسلم)
    حفي(صلي الله عليه وسلم)
    عفو(صلي الله عليه وسلم)
    ولي(صلي الله عليه وسلم)
    حق(صلي الله عليه وسلم)
    قوي(صلي الله عليه وسلم)
    أمين(صلي الله عليه وسلم)
    مأمون(صلي الله عليه وسلم)
    كريم(صلي الله عليه وسلم)
    مكرم(صلي الله عليه وسلم)
    مكين(صلي الله عليه وسلم)
    متين(صلي الله عليه وسلم)
    مبين(صلي الله عليه وسلم)
    مؤمل(صلي الله عليه وسلم)
    وصول(صلي الله عليه وسلم)
    ذوقوة(صلي الله عليه وسلم)
    ذوحرمة(صلي الله عليه وسلم)
    ذومكانة(صلي الله عليه وسلم)
    ذوعزة(صلي الله عليه وسلم)
    ذوفضل(صلي الله عليه وسلم)
    مطاع(صلي الله عليه وسلم)
    مطيع(صلي الله عليه وسلم)
    قدم صدق(صلي الله عليه وسلم)
    رحمة(صلي الله عليه وسلم)
    بشرى(صلي الله عليه وسلم)
    غوث(صلي الله عليه وسلم)
    غيث(صلي الله عليه وسلم)
    غياث(صلي الله عليه وسلم)
    نعمةالله(صلي الله عليه وسلم)
    هديةالله(صلي الله عليه وسلم)
    عروىوثقى(صلي الله عليه وسلم)
    صراط الله(صلي الله عليه وسلم)
    صراط مستقيم(صلي الله عليه وسلم)
    ذكرالله(صلي الله عليه وسلم)
    سيف الله(صلي الله عليه وسلم)
    حزب الله(صلي الله عليه وسلم)
    النجم الثاقب(صلي الله عليه وسلم)
    مصطفى(صلي الله عليه وسلم)
    مجتبي(صلي الله عليه وسلم)
    منتقي(صلي الله عليه وسلم)
    أمي(صلي الله عليه وسلم)
    مختار(صلي الله عليه وسلم)
    أجير(صلي الله عليه وسلم)
    جبار(صلي الله عليه وسلم)
    أبو القاسم(صلي الله عليه وسلم)
    أبو الطاهر(صلي الله عليه وسلم)
    أبو الطيب(صلي الله عليه وسلم)
    أبوابراهيم(صلي الله عليه وسلم)
    مشفع(صلي الله عليه وسلم)
    شفيع(صلي الله عليه وسلم)
    صالح(صلي الله عليه وسلم)
    مصلح(صلي الله عليه وسلم)
    مهيمن(صلي الله عليه وسلم)
    صادق(صلي الله عليه وسلم)
    مصدق(صلي الله عليه وسلم)
    صدق(صلي الله عليه وسلم)
    سيدالمرسلين(صلي الله عليه وسلم)
    امام المتقين(صلي الله عليه وسلم)
    قائدالغرالمحجلين(صلي الله عليه وسلم)
    خليل الرحمن(صلي الله عليه وسلم)
    بر(صلي الله عليه وسلم)
    مَبَرُ(صلي الله عليه وسلم)
    وجيه(صلي الله عليه وسلم)
    نصيح(صلي الله عليه وسلم)
    ناصح(صلي الله عليه وسلم)
    وكيل(صلي الله عليه وسلم)
    متوكل(صلي الله عليه وسلم)
    كفيل(صلي الله عليه وسلم)
    شفيق(صلي الله عليه وسلم)
    مقيم السنة(صلي الله عليه وسلم)
    مقدس(صلي الله عليه وسلم)
    روح القدس(صلي الله عليه وسلم)
    روح الحق(صلي الله عليه وسلم)
    روح القسط(صلي الله عليه وسلم)
    كاف(صلي الله عليه وسلم)
    مكتف(صلي الله عليه وسلم)
    بالغ(صلي الله عليه وسلم)
    مبلغ(صلي الله عليه وسلم)
    شاف(صلي الله عليه وسلم)
    واصل(صلي الله عليه وسلم)
    موصول(صلي الله عليه وسلم)
    سابق(صلي الله عليه وسلم)
    سائق(صلي الله عليه وسلم)
    هاد(صلي الله عليه وسلم)
    مُهْدِ(صلي الله عليه وسلم)
    مقدم(صلي الله عليه وسلم)
    عزيز(صلي الله عليه وسلم)
    فاضل(صلي الله عليه وسلم)
    مفضل(صلي الله عليه وسلم)
    فاتح(صلي الله عليه وسلم)
    مفتاح(صلي الله عليه وسلم)
    مفتاح الرحمة(صلي الله عليه وسلم)
    مفتاح الجنة(صلي الله عليه وسلم)
    علم الايمان(صلي الله عليه وسلم)
    علم اليقين(صلي الله عليه وسلم)
    دليل الخيرات(صلي الله عليه وسلم)
    مصحح الحسنات(صلي الله عليه وسلم)
    مقيل العثرات(صلي الله عليه وسلم)
    صفوح عن الزلات(صلي الله عليه وسلم)
    صاحب الشفاعة(صلي الله عليه وسلم)
    صاحب المقام(صلي الله عليه وسلم)
    صاحب القدم(صلي الله عليه وسلم)
    مخصوص بالعز(صلي الله عليه وسلم)
    مخصوص بالمجد(صلي الله عليه وسلم)
    مخصوص بالشرف(صلي الله عليه وسلم)
    صاحب الوسيلة(صلي الله عليه وسلم)
    صاحب السيف(صلي الله عليه وسلم)
    صاحب الفضيلة(صلي الله عليه وسلم)
    صاحب الازار(صلي الله عليه وسلم)
    صاحب الحجة(صلي الله عليه وسلم)
    صاحب السلطان(صلي الله عليه وسلم)
    صاحب الرداء(صلي الله عليه وسلم)
    صاحب الدرجة الرفيعة(صلي الله عليه وسلم)
    صاحب التاج(صلي الله عليه وسلم)
    صاحب المَِغْفِرِ(صلي الله عليه وسلم)
    صاحب اللواء(صلي الله عليه وسلم)
    صاحب المعراج(صلي الله عليه وسلم)
    صاحب القضيب(صلي الله عليه وسلم)
    صاحب البراق(صلي الله عليه وسلم)
    صاحب الخاتم(صلي الله عليه وسلم)
    صاحب العلامة(صلي الله عليه وسلم)
    صاحب البرهان(صلي الله عليه وسلم)
    صاحب البيان(صلي الله عليه وسلم)
    فصيح اللسان(صلي الله عليه وسلم)
    مطهر الجنان(صلي الله عليه وسلم)
    رءوف(صلي الله عليه وسلم)
    رحيم(صلي الله عليه وسلم)
    أذن خير(صلي الله عليه وسلم)
    صحيح الاسلام(صلي الله عليه وسلم)
    سيد الكونين(صلي الله عليه وسلم)
    عين النعيم(صلي الله عليه وسلم)
    عين العز(صلي الله عليه وسلم)
    سعد الله(صلي الله عليه وسلم)
    سعد الخلق(صلي الله عليه وسلم)
    خطيب الامم(صلي الله عليه وسلم)
    عَلَمُ الهدى(صلي الله عليه وسلم)
    كاشف الكرب(صلي الله عليه وسلم)
    رافع الرتب(صلي الله عليه وسلم)
    عز العرب(صلي الله عليه وسلم)
    صاحب الفرج صلى الله عليه وعلى آله وسلم

    بالله نسالكم الدعاء
    [CENTER][SIZE=3][COLOR=red][COLOR=red][FONT=Book Antiqua][SIZE=7]اللهم صل على سيدنا محمد سيد الأولين والأخرين[/SIZE][/FONT][/COLOR][/COLOR][/SIZE][/CENTER]

    تعليق


    • #3
      اللهم صل على سيدنا محمد

      بارك الله فيك اخي العزيز ابو حمزة
      وجعله في ميزان حسناتك
      سبحان الله وبحمده
      سبحان الله العظيم
      استغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه






      إن التَجرُبة فِي الحَقيقة
      ولَيست النَظرية هِي التي تُحقق النتَائج عَادة ..
      أرسطو

      تعليق


      • #4
        بارك الله فيك وجزاك عنا كل خير
        ان الله علم ما كان ومايكون وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف كان سيكون

        تعليق


        • #5
          السلام عليكم جزاك الله خيرا لنصرة رسول وحبيب الله محمد صلى الله عليه وسلم اللهم اجعله في ميزان حسناتك ويرفع درجاتك اللهم امين يارب العالمين دمتم لنصرة حبيب الله اللهم صلى على محمد واله واصحابه الاطهار ومن تبعه الى يوم الدين عدد مداد كلماتك وزنة عرشك ورضاك عن نفسك يا رب العالمين

          تعليق


          • #6
            صلى الله عليه وسلم
            بارك الله فيك اخي ابو حمزه
            وجعل مثواك جنة عرضها السموات والأرض

            تعليق


            • #7
              [frame="3 80"]
              بارك الله ربي في مروركم الطيب اخواني وجمعنا في مقعد صدق عند مليك مقتدر
              [/frame]
              [CENTER][SIZE=3][COLOR=red][COLOR=red][FONT=Book Antiqua][SIZE=7]اللهم صل على سيدنا محمد سيد الأولين والأخرين[/SIZE][/FONT][/COLOR][/COLOR][/SIZE][/CENTER]

              تعليق


              • #8
                صلى الله على محمد صلى الله عليه وسلم يا رمز الجمال والكمال يامحمد .اللهم ما صلي وسلم على خير البرية صاحب الروح الزكية .

                تعليق


                • #9
                  اللهم صلي على سيدنا محمد . جزاك الله كل خير
                  إن لم أكن أخلصت في طاعتك
                  فأنني أطمع في رحمتك
                  وإنما يشفع لي أنني
                  قد عشت لا أشرك في وحدتك

                  تعليق


                  • #10
                    شكرا لمروركم الطيب
                    وجزاك الله الخير ورضي عنك اخي الحمداني
                    [CENTER][SIZE=3][COLOR=red][COLOR=red][FONT=Book Antiqua][SIZE=7]اللهم صل على سيدنا محمد سيد الأولين والأخرين[/SIZE][/FONT][/COLOR][/COLOR][/SIZE][/CENTER]

                    تعليق


                    • #11
                      اللهم صلي علي اشرف الخلق سيدنا محمد
                      [CENTER][SIZE=3][COLOR=red][COLOR=red][FONT=Book Antiqua][SIZE=7]اللهم صل على سيدنا محمد سيد الأولين والأخرين[/SIZE][/FONT][/COLOR][/COLOR][/SIZE][/CENTER]

                      تعليق

                      يعمل...
                      X