قال: وأشرفت راية العقاب يحملها رافع بن عميرة الطائي.
قال: حدثنا سالم بن عدي عن ورقاء بن حسان العامري عن مسيرة بن مسروق العبسي. قال:
والله لقد خمدت أصوات الروم عند زعقة خالد رضي الله عنه، وأقبل المسلمون يسلم بعضهم على بعض، وأقبل شرحبيل بن حسنة إلى خالد بن الوليد، وسلم عليه.
فقال خالد: يا شرحبيل أما علمت أن هذه مينا الشام والعراق، وفيها عساكر الروم وبطارقتهم. فكيف غررت بنفسك وبمن معك من المسلمين.
قال: كله بأمر أبي عبيدة. فقال خالد: أما أبو عبيدة فإنه رجل خالص النية، وليس عنده غائلة الحرب ولا يعلم بمواقعها، ثم أمر الناس بالراحة فنزلوا وارتاحوا من أوزارهم. فلما كان في اليوم الثاني زحفت جيوش بصرى على المسلمين فقال خالد: إن الروم زحفوا لعلمهم بتعبنا وتعب خيولنا فاركبوا بارك الله فيكم، واحملوا على بركة الله تعالى.
قال: فركب المسلمون، وأخذوا أهبتهم للحرب فجعل في الميمنة رافع بن عمير الطائي، وجعل في الميسرة ضرار بن الأزور وكان غلافا فاتكا في الحرب، وجعل على الدرك عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، ثم قسم جيش الزحف فجعل على شطره المسيب بن نجيبة الفزاري، وعلى الشطر الآخر مذعور بن غانم الأشعري، وأمرهم أن يزفوا الخيل إذا حملت.
قال: وبقي خالد في الوسط وهو يعظ الناس ويوصيهم، وقد عزموا على الحملة، وإذا بصفوف الروم قد انشقت وخرج من وسطها فارس عظيم الخلقة كثير الزينة يلمع ما عليه من الذهب الأحمر والياقوت.
فلما توسط الجمعين نادى بلسان عربي كأنه بدوي: يا معشر العرب لا يبرز لي إلا أميركم، فأنا صاحب بصرى.
قال: فخرج إليه خالد رضي الله عنه كالأسد الضرغام وقرب منه.
فقال له البطريق: أنت أمير القوم.
قال: كذلك يزعمون أني أميرهم ما دمت على طاعة الله ورسوله، فإن عصيته فلا إمارة لي عليهم.
قال البطريق: إني رجل عاقل من عقلاء الروم وملوكهم وإن الحق لا يخفى عن ذي بصيرة، واعلم أني قرأت الكتب السابقة، والأخبار الماضية، فوجدت أن الله تعالى يبعث قرشيا واسمه محمد بن عبد الله.
قال خالد: والله نبينا.
قال: أنزل عليه الكتاب؟
قال: نعم القرآن.
قال روماس البطريق: أحرم عليكم فيه الخمر.
قال خالد: نعم من شربها حددناه، ومن زنى جلدناه، وإن كان محصنا رجمناه.
قال: أفرضت عليكم الصلوات.
قال: نعم خمس صلوات في اليوم والليلة.
قال: أفرض عليكم الجهاد؟
قال خالد: ولولا ذلك ما جئناكم نبغي قتالكم.
قال روماس: والله إني لأعلم أنكم على الحق وإني أحبكم وحذرت قومي منكم وإني خائف منكم، فأبوا.
فقال خالد: فقل أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله يكون لك ما لنا وعليك ما علينا.
فقال: إني أسلمت وأخاف أن يعجل هؤلاء بقتلي: وسبي حريمي، ولكن أنا أسير إلى قومي وأرغبهم فلعل الله أن يهديهم.
فقال خالد: وإن رجعت إلى قومك بغير قتال يكون بيني وبينك خفت عليك، ولكن احمل علي حتى لا يتهموك وبعد ذلك أطلب قومك.
فحمل بعضهم على بعض، وأرى خالد الفريقين أبوابا من الحرب حتى أبهر روماس.
فقال لخالد: شدد علي الحملة حتى يرى الديرجان فإني خائف عليك من بطريق بعث به الملك يقال له الديرجان.
فقال خالد: ينصرنا الله عليه، ثم شدد على روماس الحملة حتى إنه انهزم من بين يديه إلى قومه.
فلما وصل إلى قومه قال: ما الذي رأيت من العرب؟ قال: إن العرب أجلاد ما لكم بقتالهم طاقة ولا بد لهم أن يملكوا الشام، وما تحت سريري هذا فادخلوا تحت طاعتهم وكونوا مثل أركة والسخنة قال: فلما سمعوا كلامه زجروه وأرادوا قتله، وقالوا له: ادخل المدينة والزم قصرك ودعنا لقتال العرب، فانصرف روماس، وقال: لعل الله ينصر خالدا.
ثم إن أهل بصرى ولوا عليهم الديرجان، وقالوا: إذا فرغنا من المسلمين سرنا معك إلى الملك، ونسأله أن ينزع روماس ويوليك علينا.
قال الديرجان: وما الذي تريدون. قالوا: نحمل ونطلب قتال العرب. قال: فخرج الديرجان وطلب خالدا.
قال: حدثنا سالم بن عدي عن ورقاء بن حسان العامري عن مسيرة بن مسروق العبسي. قال:
والله لقد خمدت أصوات الروم عند زعقة خالد رضي الله عنه، وأقبل المسلمون يسلم بعضهم على بعض، وأقبل شرحبيل بن حسنة إلى خالد بن الوليد، وسلم عليه.
فقال خالد: يا شرحبيل أما علمت أن هذه مينا الشام والعراق، وفيها عساكر الروم وبطارقتهم. فكيف غررت بنفسك وبمن معك من المسلمين.
قال: كله بأمر أبي عبيدة. فقال خالد: أما أبو عبيدة فإنه رجل خالص النية، وليس عنده غائلة الحرب ولا يعلم بمواقعها، ثم أمر الناس بالراحة فنزلوا وارتاحوا من أوزارهم. فلما كان في اليوم الثاني زحفت جيوش بصرى على المسلمين فقال خالد: إن الروم زحفوا لعلمهم بتعبنا وتعب خيولنا فاركبوا بارك الله فيكم، واحملوا على بركة الله تعالى.
قال: فركب المسلمون، وأخذوا أهبتهم للحرب فجعل في الميمنة رافع بن عمير الطائي، وجعل في الميسرة ضرار بن الأزور وكان غلافا فاتكا في الحرب، وجعل على الدرك عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، ثم قسم جيش الزحف فجعل على شطره المسيب بن نجيبة الفزاري، وعلى الشطر الآخر مذعور بن غانم الأشعري، وأمرهم أن يزفوا الخيل إذا حملت.
قال: وبقي خالد في الوسط وهو يعظ الناس ويوصيهم، وقد عزموا على الحملة، وإذا بصفوف الروم قد انشقت وخرج من وسطها فارس عظيم الخلقة كثير الزينة يلمع ما عليه من الذهب الأحمر والياقوت.
فلما توسط الجمعين نادى بلسان عربي كأنه بدوي: يا معشر العرب لا يبرز لي إلا أميركم، فأنا صاحب بصرى.
قال: فخرج إليه خالد رضي الله عنه كالأسد الضرغام وقرب منه.
فقال له البطريق: أنت أمير القوم.
قال: كذلك يزعمون أني أميرهم ما دمت على طاعة الله ورسوله، فإن عصيته فلا إمارة لي عليهم.
قال البطريق: إني رجل عاقل من عقلاء الروم وملوكهم وإن الحق لا يخفى عن ذي بصيرة، واعلم أني قرأت الكتب السابقة، والأخبار الماضية، فوجدت أن الله تعالى يبعث قرشيا واسمه محمد بن عبد الله.
قال خالد: والله نبينا.
قال: أنزل عليه الكتاب؟
قال: نعم القرآن.
قال روماس البطريق: أحرم عليكم فيه الخمر.
قال خالد: نعم من شربها حددناه، ومن زنى جلدناه، وإن كان محصنا رجمناه.
قال: أفرضت عليكم الصلوات.
قال: نعم خمس صلوات في اليوم والليلة.
قال: أفرض عليكم الجهاد؟
قال خالد: ولولا ذلك ما جئناكم نبغي قتالكم.
قال روماس: والله إني لأعلم أنكم على الحق وإني أحبكم وحذرت قومي منكم وإني خائف منكم، فأبوا.
فقال خالد: فقل أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله يكون لك ما لنا وعليك ما علينا.
فقال: إني أسلمت وأخاف أن يعجل هؤلاء بقتلي: وسبي حريمي، ولكن أنا أسير إلى قومي وأرغبهم فلعل الله أن يهديهم.
فقال خالد: وإن رجعت إلى قومك بغير قتال يكون بيني وبينك خفت عليك، ولكن احمل علي حتى لا يتهموك وبعد ذلك أطلب قومك.
فحمل بعضهم على بعض، وأرى خالد الفريقين أبوابا من الحرب حتى أبهر روماس.
فقال لخالد: شدد علي الحملة حتى يرى الديرجان فإني خائف عليك من بطريق بعث به الملك يقال له الديرجان.
فقال خالد: ينصرنا الله عليه، ثم شدد على روماس الحملة حتى إنه انهزم من بين يديه إلى قومه.
فلما وصل إلى قومه قال: ما الذي رأيت من العرب؟ قال: إن العرب أجلاد ما لكم بقتالهم طاقة ولا بد لهم أن يملكوا الشام، وما تحت سريري هذا فادخلوا تحت طاعتهم وكونوا مثل أركة والسخنة قال: فلما سمعوا كلامه زجروه وأرادوا قتله، وقالوا له: ادخل المدينة والزم قصرك ودعنا لقتال العرب، فانصرف روماس، وقال: لعل الله ينصر خالدا.
ثم إن أهل بصرى ولوا عليهم الديرجان، وقالوا: إذا فرغنا من المسلمين سرنا معك إلى الملك، ونسأله أن ينزع روماس ويوليك علينا.
قال الديرجان: وما الذي تريدون. قالوا: نحمل ونطلب قتال العرب. قال: فخرج الديرجان وطلب خالدا.
تعليق