فحمل المسلمون على المشركين واختلط الجيش بالجيش وصبرت الروم لقتال العرب فبينما هم في القتال أشرفت جيوش المسلمين مع شرحبيل بن حسنة كاتب وحي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما نظر المسلمون إلى إخوانهم في القتال حملوا على القوم حملة صادقة وحكمت سيوفهم في قمم الروم.تال حملوا على القوم حملة صادقة وحكمت سيوفهم في قمم الروم.
قال الواقدي: لقد بلغني أن الثمانية آلاف المذكورة من الروم لم ينج منهم أحد لأن العرب التقطوهم بسبق الخيل وبعد الشام من تبوك، ثم إن المسلمين أخذوا أموال وخيامهم، ثم سلموا على شرحبيل ومن معه وجمعوا المال والغنائم. فقالوا: نبعث الجميع إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه فرضوا بذلك وبعثوا الجميع إلا العدة والسلاح، وبعثوا مع الغنائم والأموال شداد بن أوس رضي الله عنه في خمسمائة فارس،
ولما وصل بالمال إلى المدينة المنورة وعاين المسلمون أموال المشركين رفعوا أصواتهم بالتهليل والتكبير، والصلاة على البشير النذير محمد صلى الله عليه وسلم، وسمع الصديق بقدوم شداد بن أوس رضي الله عنه ومن معه من المسلمين ففرح بذلك فرحا شديدا، ثم أقبلوا إلى الصديق وأعلموه بالفتح بعد أن سلموا عليه فسجد لله عز وجل،
ثم كتب كتابا إلى أهل مكة يستدعيهم إلى الجهاد مضمونه: بسم الله الرحمن الرحيم من أبي بكر إلى أهل مكة وسائر المؤمنين فإني أحمد الله الذي لا إله إلا هو، وأصلي على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم:
أما بعد: فإني قد استنفرت المسلمين إلى الجهاد وفتح بلاد الشام، وقد كتبت إليكم وإلى المسلمين أن تسرعوا إلى ما أمركم به ربكم تبارك الله وتعالى: إذ يقول الله عز وجل " انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون " التوبة: 41،
وهذه الآية فيكم وأنتم أحق بها وأهلها، وأول من صدق وقام بحكمها من ينصر دين الله فالله ناصره، ومن بخل استغنى الله عنه والله غني حميد، فسارعوا إلى جنة عالية قطوفها دانية أعدها الله للمهاجرين والأنصار، فمن اتبع سبيلهم كتب من الأولياء الأخيار، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
قال: وختم الكتاب ودفعه إلى عبد الله بن حذافة، فأخذه وسار حتى وصل مكة وصرخ في أهلها، فاجتمعوا إليه فدفع إليهم الكتاب فقرأوه على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما سمعوه قال سهل بن عمرو والحارث بن هشام وعكرمة بن أبي جهل، وقالوا: أجبنا داعي الله وصدقنا قول نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، فأما عكرمة فإنه قال: إلى متى نبسط لأنفسنا وقد سبقنا القوم إلى المواطن، وقد فاز من فاز بالصدق، وإن كنا تأخرنا عن السبق فاللحاق السباق فلعلنا نكتب في الحال.. ثم خرج عكرمة بن أبي جهل في بني مخزوم وخرج الحارث بن هشام معهم وتلاحق أهل مكة خمسمائة رجل، وكتب أبو بكر للطائف فخرجوا في أربعمائة رجل.
قال الواقدي: خرج بهم سعيد بن خالد بن سعيد بن العاص وكان غلاما نجيبا، وذلك أن سعيد بن خالد أتى إلى الصديق رضي الله عنه. فقال: يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم إنك أردت أن تعقد لأبي خالد راية ويكون قائدا من قواد جيشك، فتكلم فيه المتكلمون فعزلته حين رجع من بعثتك، وقد حبس نفسه في سبيل الله عز وجل ولم أزل مجيبا دعوتك في بعثتك، فهل لك أن تقدمني على هذا الجيش، فوالله لا يراني الله وانيا أبدا ولا عاجزا عن الحرب، قال: وكان سعيد بن خالد غلاما نجيبا أنجب من أبيه وأفرس، فعقد له أبو بكر راية ودفعها إليه وأمره على ألفين من العرب.
قال: فلما سمع عمر بن الخطاب كلام سعيد بن خالد وأنه خير من أن يكون أميرا كره له ذلك وأقبل على الصديق رضي الله عنه. وقال: يا خليفة رسول الله عقدت هذه الراية لسعيد بن خالد على من هو خير منه، ولقد سمعته يقول عندما عقدتها على رغم الأعادي والله لتعلم أنه ما يريد بالقول غيري، والله ما تكلمت في أبيه.
قال الواقدي: فثقل ذلك على أبي بكر وكره أن لا يعقد له، وكره أيضا أن يخالف عمر لمحبته له ونصحه ومنزلته عند النبي صلى الله عليه وسلم ووثب قائما، ودخل على عائشة رضي الله عنها وأخبرها بخبر عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وما كان من كلامه. فقالت عائشة: قد علمت أن عمر ينصر الدين ويريد النصر لرب العالمين، وما في قلب عمر بغض للمسلمين.
قال: فقبل قول عائشة رضي الله عنها، ثم دعا بأزد الدوسي وقال له: امض إلى سعيد بن خالد وقل له: رد علينا رايتك. قال: فردها، وقال: والله لأقتلن تحت راية أبي بكر حيث كان، فإني قد حبست نفسي في سبيل الله.
قال الواقدي: لقد بلغني أن الثمانية آلاف المذكورة من الروم لم ينج منهم أحد لأن العرب التقطوهم بسبق الخيل وبعد الشام من تبوك، ثم إن المسلمين أخذوا أموال وخيامهم، ثم سلموا على شرحبيل ومن معه وجمعوا المال والغنائم. فقالوا: نبعث الجميع إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه فرضوا بذلك وبعثوا الجميع إلا العدة والسلاح، وبعثوا مع الغنائم والأموال شداد بن أوس رضي الله عنه في خمسمائة فارس،
ولما وصل بالمال إلى المدينة المنورة وعاين المسلمون أموال المشركين رفعوا أصواتهم بالتهليل والتكبير، والصلاة على البشير النذير محمد صلى الله عليه وسلم، وسمع الصديق بقدوم شداد بن أوس رضي الله عنه ومن معه من المسلمين ففرح بذلك فرحا شديدا، ثم أقبلوا إلى الصديق وأعلموه بالفتح بعد أن سلموا عليه فسجد لله عز وجل،
ثم كتب كتابا إلى أهل مكة يستدعيهم إلى الجهاد مضمونه: بسم الله الرحمن الرحيم من أبي بكر إلى أهل مكة وسائر المؤمنين فإني أحمد الله الذي لا إله إلا هو، وأصلي على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم:
أما بعد: فإني قد استنفرت المسلمين إلى الجهاد وفتح بلاد الشام، وقد كتبت إليكم وإلى المسلمين أن تسرعوا إلى ما أمركم به ربكم تبارك الله وتعالى: إذ يقول الله عز وجل " انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون " التوبة: 41،
وهذه الآية فيكم وأنتم أحق بها وأهلها، وأول من صدق وقام بحكمها من ينصر دين الله فالله ناصره، ومن بخل استغنى الله عنه والله غني حميد، فسارعوا إلى جنة عالية قطوفها دانية أعدها الله للمهاجرين والأنصار، فمن اتبع سبيلهم كتب من الأولياء الأخيار، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
قال: وختم الكتاب ودفعه إلى عبد الله بن حذافة، فأخذه وسار حتى وصل مكة وصرخ في أهلها، فاجتمعوا إليه فدفع إليهم الكتاب فقرأوه على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما سمعوه قال سهل بن عمرو والحارث بن هشام وعكرمة بن أبي جهل، وقالوا: أجبنا داعي الله وصدقنا قول نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، فأما عكرمة فإنه قال: إلى متى نبسط لأنفسنا وقد سبقنا القوم إلى المواطن، وقد فاز من فاز بالصدق، وإن كنا تأخرنا عن السبق فاللحاق السباق فلعلنا نكتب في الحال.. ثم خرج عكرمة بن أبي جهل في بني مخزوم وخرج الحارث بن هشام معهم وتلاحق أهل مكة خمسمائة رجل، وكتب أبو بكر للطائف فخرجوا في أربعمائة رجل.
قال الواقدي: خرج بهم سعيد بن خالد بن سعيد بن العاص وكان غلاما نجيبا، وذلك أن سعيد بن خالد أتى إلى الصديق رضي الله عنه. فقال: يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم إنك أردت أن تعقد لأبي خالد راية ويكون قائدا من قواد جيشك، فتكلم فيه المتكلمون فعزلته حين رجع من بعثتك، وقد حبس نفسه في سبيل الله عز وجل ولم أزل مجيبا دعوتك في بعثتك، فهل لك أن تقدمني على هذا الجيش، فوالله لا يراني الله وانيا أبدا ولا عاجزا عن الحرب، قال: وكان سعيد بن خالد غلاما نجيبا أنجب من أبيه وأفرس، فعقد له أبو بكر راية ودفعها إليه وأمره على ألفين من العرب.
قال: فلما سمع عمر بن الخطاب كلام سعيد بن خالد وأنه خير من أن يكون أميرا كره له ذلك وأقبل على الصديق رضي الله عنه. وقال: يا خليفة رسول الله عقدت هذه الراية لسعيد بن خالد على من هو خير منه، ولقد سمعته يقول عندما عقدتها على رغم الأعادي والله لتعلم أنه ما يريد بالقول غيري، والله ما تكلمت في أبيه.
قال الواقدي: فثقل ذلك على أبي بكر وكره أن لا يعقد له، وكره أيضا أن يخالف عمر لمحبته له ونصحه ومنزلته عند النبي صلى الله عليه وسلم ووثب قائما، ودخل على عائشة رضي الله عنها وأخبرها بخبر عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وما كان من كلامه. فقالت عائشة: قد علمت أن عمر ينصر الدين ويريد النصر لرب العالمين، وما في قلب عمر بغض للمسلمين.
قال: فقبل قول عائشة رضي الله عنها، ثم دعا بأزد الدوسي وقال له: امض إلى سعيد بن خالد وقل له: رد علينا رايتك. قال: فردها، وقال: والله لأقتلن تحت راية أبي بكر حيث كان، فإني قد حبست نفسي في سبيل الله.
تعليق