اختراق إسرائيل منذ أوائل التسعينيات القرن الإفريقي بإقامة علاقات عسكرية مكثفة مع كل من إثيوبيا وإريتريا عبر سلسلة من اتفاقيات سرية تتيح لإسرائيل تواجداً عسكريا واستخبارياً في جزر البحر الأحمر وعند مدخل باب المندب وأيضًا علي سواحله التابعة لإريتريا بعد انفصالها عن أثيوبيا في عام 1993. ففي مارس 1993 وقعت الدولتان اتفاقية تزود إسرائيل بموجبها إريتريا بخبراء عسكريين وزراعيين لتطوير وتحديث الجيش والزراعة هناك في مقابل تواجد مالا يقل عن ثلاثة آلاف عسكري إسرائيلي في إريتريا مع إقامة قواعد عسكرية إسرائيلية في عدة مناطق قريبة للغاية من السودان وإثيوبيا واليمن، ووصل عدد القواعد العسكرية الإسرائيلية إلي ست مع أواخر التسعينات، كما تقيم إسرائيل منذ عام 1973 في جزر "رأس سنتيان" الأثيوبية، وتتواجد عسكرياً أيضاً في جزيرتي "دهلك" و"طالب" قبالة السواحل اليمنية وعند مدخل البحر الأحمر. ومن المعروف أن إسرائيل أمدت إريتريا بزوارق حربية متطورة وزودتها بصواريخ مضادة للسفن وللطائرات الحربية إلي جانب أجهزة متطورة للرادار وللرؤية الليلية مما مكن إريتريا وبما يفوق قدراتها الضعيفة أساساً علي احتلال سريع لجزر حنيش في عام 1996.
وإذن فإن التقدير الاستراتيجي لإسرائيل كعدو يستند إلي مخاطر جسيمة من شأنها حصار الوجود العربي في البحر الحمر والقرن الأفريقي، وتمتع تل أبيب بإمكانات لوجستية للقيام بضربات مفاجئة ومباشرة انطلاقاً من باب المندب، وإنهاء طبيعة البحر الأحمر كبحيرة عربية تاريخية من خلال خلق عمق استراتيجي لإسرائيل هناك يتيح لها رصد ومراقبة أي نشاط عسكري عربي، وكذلك إحباط أي تفكير عربي مستقبلي لحصار إسرائيل في البحر الأحمر، بحيث لا يتكرر ما حدث في حرب أكتوبر 1973.
وإذن فإن التقدير الاستراتيجي لإسرائيل كعدو يستند إلي مخاطر جسيمة من شأنها حصار الوجود العربي في البحر الحمر والقرن الأفريقي، وتمتع تل أبيب بإمكانات لوجستية للقيام بضربات مفاجئة ومباشرة انطلاقاً من باب المندب، وإنهاء طبيعة البحر الأحمر كبحيرة عربية تاريخية من خلال خلق عمق استراتيجي لإسرائيل هناك يتيح لها رصد ومراقبة أي نشاط عسكري عربي، وكذلك إحباط أي تفكير عربي مستقبلي لحصار إسرائيل في البحر الأحمر، بحيث لا يتكرر ما حدث في حرب أكتوبر 1973.
تعليق