بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم علة نبينا محمد النبي وعلى آله وصحبه ، اجمعين ، أشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك ... وبعد :
كثر في الآونة الأخيرة شر الأشرار وكيد الفجار من السحرة المكار ، وذلك بادعائاتهم الباطلة بقدرتهم على تسخير الجن في أمور المرء كافة ، ومن بينها أمور الدفائن والكنوز .
وللأسف فقد أصاب أخواننا في الله عمى في البصر والبصيرة حيال هذا الأمر ، فأصبحوا لا يكترثون بهذا الأمر ، يريدون الكنز فقط ، سحر ، شرك ، كفر ، أي حاجة ، المهم الكنز يطلع ( الله المستعان على ما يصفون ) .
والمصيبة الأكبر هي كذب هؤلاء السحرة الكفرة على الله ورسوله ، وتسمية أنفسهم بالشيوخ ، وما هم إلا شياطين الإنس ، اتسموا بالخداع والخن ، وهما شرار الخلق .
فقد فتحوا صفحات على الإنترنت وبثوا فيها سمومهم متخفين بلباس التقوى والورع
ولاحظت أثناء ردودهم بأن يقولوا لبعضهم " جزاك الله خيرا " أي خير يجزى عليه
أو جعل الله ذلك في موازين حسانتك
الله المستعان .
فيا إخواني ، أي شخص يدعي أنه شيخ ويبدأ بطقوس معينة في مناطق الكنوز فاضربوا بوجهه أنجس ما تجدون ، فهو معلون أين ما ثقف .
ومن بين علامته ، أخذ تربة من المكان ، والتمتمة ، والتبخير ببخور غير معروف ، وبداية كلامه بالآيات والذكر وبعدها يخفض صوته ويبدأ بالتعازيم الشركية بحيث لا تسمعها .
فأرجو منكم الحذر من هؤلاء أخواننا بالله .
فلا تخسر دينك بعرض من الدنيا ، ولو كان فيه خير لنفع نفسه ، فلا تصدقه .
وإن شاء الله نحن هنا لمساعدتك قدر الإمكان لحفظ دينك وللوصول إلى هدفك بتوفيق من الله ومنه وكرمه .
هذه بعض أقوال العلماء في الطلاسم والسحر والتعاويذ وأي كلام خرج عن العربية ولا يفهم معناه يعتبر طلسم وتعويذة لا يجوز الخوض فيها ...
من أمثلة تلك الطلاسم قالوا: حرز لأمير المؤمنين صلوات الله عليه للمسحور، والتوابع -الجني يتبع الإنسان حيث ذهب- والمصروع والسم والسلطان والشيطان وجميع ما يخافه الإنسان.. وهذه كتابته: بسم الله الرحمن الرحيم، أي كنوش أي كنوش أرشش عطنيطنيطح يا مطيطرون فريالسنون ما وما ساما طيطشا لوش خيطوش... إلى آخر هذه الطلاسم، ثم رسم رموزًا غريبة على شكل خطوط متداخلة... (بحار الأنوار: ص193 ج 94). وتكر رسم مثل هذه الرموز في ص229، وص265، 297 من الجزء نفسه. ومن عوذات الأئمة وأحرازهم بالألفاظ قولهم كما يزعمون: "أعوذه بيا أهيا شراهيا.." إلخ (المصدر السابق:94/222)].
والأحجية بالحروف التي لا معنى لها هي من عوذات الأئمة كما يفترون [ومن دعواتهم بالحروف: "اللهم بالعين والميم والفاء والحاءين بنور أبو الأشباح.. اكفني شر من دب ومشى.." واعتبروا هذا من الحجب التي احتجب بها الأئمة ممن أراد الإساءة إليهم ، وهي بطبيعتها مكذوبة مدسوسة لا تمت إلى الإسلام بصلة . (بحار الأنوار: 94/372-373)].
والله سبحانه يقول: ﴿وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا﴾ [الأعراف، آية:180] وكتابة الأحجبة والحروز بهذه الطلاسم والحروف هي من الشرك بالواحد القهار، لأنها دعاء لغير الله سبحانه لأنها ليست من أسمائه سبحانه وصفاته، وأسماء الله سبحانه هي ما ورد في الكتاب والسنة وهي توفيقية لا يجوز أن ندعو الله سبحانه بغيرها وإدخال إسماء الله بجداول وتقاسيم لا يعرف معنى باطل شرعاً ولا يجوز فيها من الشرك الكثير ، ورسم جدول الملائكة المقربون والملائكة الأربعة ( إسرافيل وميكائيل ، وجبرائيل وعزرائيل ) هي من أهم علامات السحر ، مع العلم أنه لم يرد حديث صحيح ولا حسن بأن ملك الموت اسمه عزرائيل ، وإنما ورد في الإسرائيلات فقط ، ونحن نكتفي بكتب السنة .
كما أن هذه الطلاسم لا معنى لها معروف، ولهذا قال الإمام الصغاني: "وربما يكون التلفظ بتلك الكلمات كفرًا لأنا لا نعرف معناها بالعربية، وقد قال الله تعالى: ﴿مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ﴾ [الأنعام، آية:38].
وأي دعاء أو ورد خرج عن العربية فهو باطل لا يجوز الدعاء به لأنه غير مفهوم المعنى ، ولو جاز لاستخدمه سلمان الفارسي أو صهيب الرومي أو بلال الحبشي في أدعيتهم رضوان الله عليهم أجمعين .
ومنها قول: "آهيا شراهيا.." [موضوعات الصغاني: ص63] ثم ذكر أنه قد ضل بهذه الدعوات المجهولات خلق كثير [موضوعات الصغاني: ص63].
أما الاستعانة بالمجهول فإنهم يستغيثون به عند الضلال في الطريق كما استغاثوا من قبل بالميت، والمعدوم – كما سلف -، و"الاستعانة بالأموات أو الغائبين عن نظر من استعان بهم من ملائكة أو جن أو إنس في جلب نفع أو دفع ضر نوع من الشرك الأكبر الذي لا يغفره الله إلا لمن تاب منه؛ لأن هذا النوع من الاستعانة قرب وعبادة، وهي لا تجوز إلا لله خالصة لوجهه الكريم ، وبهذه النقطة ننوه إلى إخواننا صيادي الكنوز من الخوف عليهم من الوقوع بالشركيات الكبيرة التي تذهب الهدف الأساسي من وجودهم في هذه الحياة ألا وهو عبادة الله وحده .
ومن أدلة ذلك ما علم الله عباده أن يقولوه في آية: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ [الفاتحة، آية:5] أي لا نعبد إلا إياك ولا نستعين إلا بك، وقوله سبحانه: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ﴾ [الإسراء، آية:23] وغيرها" [هذه فتوى للجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، انظر: جريدة الجزيرة، الجمعة 6 رجب 1407ه، العدد (5272)، ركن الدعوة والإفتاء، تحت إشراف الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية ص:8].
جاء في مصادرهم المعتمدة "عن أبي بصير عن أبي عبد الله قال: إذا ضللت الطريق فناد: يا صالح أو يا أبا صالح أرشدونا إلى الطريق يرحمكم الله" [ابن بابويه/ من لا يحضره الفقيه: 2/195، البرقي/ المحاسن: ص362 (وفيه أخطأتم الطريق)، وسائل الشيعة: 8/325].
قال ابن بابويه في باب: دعاء الضال عن الطريق بعد ذكره للرواية السالفة: "وروي أن البر موكل به صالح، والبحر موكل به حمزة" [من لا يحضره الفقيه: 2/195، المحاسن: ص362، وانظر: وسائل الشيعة: 8/325].
ومن هو صالح أو حمزة؟ جاء ما يكشف عن هوية "صالح" في الخصال لابن بابويه بإسناده عن علي في حديث الأربعمائة قال: "ومن ضل منكم في سفر وخاف على نفسه فليناد: يا صالح أغثني، فإن في إخوانكم من الجن جنيًا يسمى صالح يسبح في البلاد لمكانكم محتسبًا نفسه لكم، فإذا سمع الصوت أجاب وأرشد الضال منكم وحبس عليه دابته" [الخصال: 2/618، وسائل الشيعة: 8/325].
وهذا ورثوه فيما يبدو عن أهل الجاهلية الأولى، فهو من دينها، كما يدل على ذلك قوله سبحانه: ﴿وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا﴾ [الجن، آية: 6].
قال أهل العلم: "كانت عادة العرب في جاهليتها إذا نزلت مكانًا يعوذون بعظيم ذلك المكان أن يصيبهم بشيء يسوءهم، كما كان أحدهم يدخل بلاد أعدائه في جوار رجل كبير وذمامته وخفارته، فلما رأت الجن أن الإنس يعوذون بهم من خوفهم منهم زادوهم رهقًا أي خوفًا وإرهابًا وذعرًا حتى بقوا أشد منهم مخافة وأكثر تعوذًا بهم، كما قال قتادة {فَزَادُوهُمْ رَهَقًا} أي إثمًا، وازدادت الجن عليهم بذلك جرأة... فإذا عاذوا بهم من دون الله رهقتهم الجن الأذى عند ذلك" [تفسير ابن كثير: 4/454-455، وانظر: تفسير الطبري 29/108، فتح القدير: 5/305، وقد جاء هذا المعنى في كتب التفسير عند الشيعة: انظر: البرهان: 4/391، تفسير القمي (المصدر السابق)، تفسير الصافي: 5/234-235، تفسير شبر ص535].
الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم علة نبينا محمد النبي وعلى آله وصحبه ، اجمعين ، أشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك ... وبعد :
كثر في الآونة الأخيرة شر الأشرار وكيد الفجار من السحرة المكار ، وذلك بادعائاتهم الباطلة بقدرتهم على تسخير الجن في أمور المرء كافة ، ومن بينها أمور الدفائن والكنوز .
وللأسف فقد أصاب أخواننا في الله عمى في البصر والبصيرة حيال هذا الأمر ، فأصبحوا لا يكترثون بهذا الأمر ، يريدون الكنز فقط ، سحر ، شرك ، كفر ، أي حاجة ، المهم الكنز يطلع ( الله المستعان على ما يصفون ) .
والمصيبة الأكبر هي كذب هؤلاء السحرة الكفرة على الله ورسوله ، وتسمية أنفسهم بالشيوخ ، وما هم إلا شياطين الإنس ، اتسموا بالخداع والخن ، وهما شرار الخلق .
فقد فتحوا صفحات على الإنترنت وبثوا فيها سمومهم متخفين بلباس التقوى والورع
ولاحظت أثناء ردودهم بأن يقولوا لبعضهم " جزاك الله خيرا " أي خير يجزى عليه
أو جعل الله ذلك في موازين حسانتك
الله المستعان .
فيا إخواني ، أي شخص يدعي أنه شيخ ويبدأ بطقوس معينة في مناطق الكنوز فاضربوا بوجهه أنجس ما تجدون ، فهو معلون أين ما ثقف .
ومن بين علامته ، أخذ تربة من المكان ، والتمتمة ، والتبخير ببخور غير معروف ، وبداية كلامه بالآيات والذكر وبعدها يخفض صوته ويبدأ بالتعازيم الشركية بحيث لا تسمعها .
فأرجو منكم الحذر من هؤلاء أخواننا بالله .
فلا تخسر دينك بعرض من الدنيا ، ولو كان فيه خير لنفع نفسه ، فلا تصدقه .
وإن شاء الله نحن هنا لمساعدتك قدر الإمكان لحفظ دينك وللوصول إلى هدفك بتوفيق من الله ومنه وكرمه .
هذه بعض أقوال العلماء في الطلاسم والسحر والتعاويذ وأي كلام خرج عن العربية ولا يفهم معناه يعتبر طلسم وتعويذة لا يجوز الخوض فيها ...
من أمثلة تلك الطلاسم قالوا: حرز لأمير المؤمنين صلوات الله عليه للمسحور، والتوابع -الجني يتبع الإنسان حيث ذهب- والمصروع والسم والسلطان والشيطان وجميع ما يخافه الإنسان.. وهذه كتابته: بسم الله الرحمن الرحيم، أي كنوش أي كنوش أرشش عطنيطنيطح يا مطيطرون فريالسنون ما وما ساما طيطشا لوش خيطوش... إلى آخر هذه الطلاسم، ثم رسم رموزًا غريبة على شكل خطوط متداخلة... (بحار الأنوار: ص193 ج 94). وتكر رسم مثل هذه الرموز في ص229، وص265، 297 من الجزء نفسه. ومن عوذات الأئمة وأحرازهم بالألفاظ قولهم كما يزعمون: "أعوذه بيا أهيا شراهيا.." إلخ (المصدر السابق:94/222)].
والأحجية بالحروف التي لا معنى لها هي من عوذات الأئمة كما يفترون [ومن دعواتهم بالحروف: "اللهم بالعين والميم والفاء والحاءين بنور أبو الأشباح.. اكفني شر من دب ومشى.." واعتبروا هذا من الحجب التي احتجب بها الأئمة ممن أراد الإساءة إليهم ، وهي بطبيعتها مكذوبة مدسوسة لا تمت إلى الإسلام بصلة . (بحار الأنوار: 94/372-373)].
والله سبحانه يقول: ﴿وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا﴾ [الأعراف، آية:180] وكتابة الأحجبة والحروز بهذه الطلاسم والحروف هي من الشرك بالواحد القهار، لأنها دعاء لغير الله سبحانه لأنها ليست من أسمائه سبحانه وصفاته، وأسماء الله سبحانه هي ما ورد في الكتاب والسنة وهي توفيقية لا يجوز أن ندعو الله سبحانه بغيرها وإدخال إسماء الله بجداول وتقاسيم لا يعرف معنى باطل شرعاً ولا يجوز فيها من الشرك الكثير ، ورسم جدول الملائكة المقربون والملائكة الأربعة ( إسرافيل وميكائيل ، وجبرائيل وعزرائيل ) هي من أهم علامات السحر ، مع العلم أنه لم يرد حديث صحيح ولا حسن بأن ملك الموت اسمه عزرائيل ، وإنما ورد في الإسرائيلات فقط ، ونحن نكتفي بكتب السنة .
كما أن هذه الطلاسم لا معنى لها معروف، ولهذا قال الإمام الصغاني: "وربما يكون التلفظ بتلك الكلمات كفرًا لأنا لا نعرف معناها بالعربية، وقد قال الله تعالى: ﴿مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ﴾ [الأنعام، آية:38].
وأي دعاء أو ورد خرج عن العربية فهو باطل لا يجوز الدعاء به لأنه غير مفهوم المعنى ، ولو جاز لاستخدمه سلمان الفارسي أو صهيب الرومي أو بلال الحبشي في أدعيتهم رضوان الله عليهم أجمعين .
ومنها قول: "آهيا شراهيا.." [موضوعات الصغاني: ص63] ثم ذكر أنه قد ضل بهذه الدعوات المجهولات خلق كثير [موضوعات الصغاني: ص63].
أما الاستعانة بالمجهول فإنهم يستغيثون به عند الضلال في الطريق كما استغاثوا من قبل بالميت، والمعدوم – كما سلف -، و"الاستعانة بالأموات أو الغائبين عن نظر من استعان بهم من ملائكة أو جن أو إنس في جلب نفع أو دفع ضر نوع من الشرك الأكبر الذي لا يغفره الله إلا لمن تاب منه؛ لأن هذا النوع من الاستعانة قرب وعبادة، وهي لا تجوز إلا لله خالصة لوجهه الكريم ، وبهذه النقطة ننوه إلى إخواننا صيادي الكنوز من الخوف عليهم من الوقوع بالشركيات الكبيرة التي تذهب الهدف الأساسي من وجودهم في هذه الحياة ألا وهو عبادة الله وحده .
ومن أدلة ذلك ما علم الله عباده أن يقولوه في آية: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ [الفاتحة، آية:5] أي لا نعبد إلا إياك ولا نستعين إلا بك، وقوله سبحانه: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ﴾ [الإسراء، آية:23] وغيرها" [هذه فتوى للجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، انظر: جريدة الجزيرة، الجمعة 6 رجب 1407ه، العدد (5272)، ركن الدعوة والإفتاء، تحت إشراف الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية ص:8].
جاء في مصادرهم المعتمدة "عن أبي بصير عن أبي عبد الله قال: إذا ضللت الطريق فناد: يا صالح أو يا أبا صالح أرشدونا إلى الطريق يرحمكم الله" [ابن بابويه/ من لا يحضره الفقيه: 2/195، البرقي/ المحاسن: ص362 (وفيه أخطأتم الطريق)، وسائل الشيعة: 8/325].
قال ابن بابويه في باب: دعاء الضال عن الطريق بعد ذكره للرواية السالفة: "وروي أن البر موكل به صالح، والبحر موكل به حمزة" [من لا يحضره الفقيه: 2/195، المحاسن: ص362، وانظر: وسائل الشيعة: 8/325].
ومن هو صالح أو حمزة؟ جاء ما يكشف عن هوية "صالح" في الخصال لابن بابويه بإسناده عن علي في حديث الأربعمائة قال: "ومن ضل منكم في سفر وخاف على نفسه فليناد: يا صالح أغثني، فإن في إخوانكم من الجن جنيًا يسمى صالح يسبح في البلاد لمكانكم محتسبًا نفسه لكم، فإذا سمع الصوت أجاب وأرشد الضال منكم وحبس عليه دابته" [الخصال: 2/618، وسائل الشيعة: 8/325].
وهذا ورثوه فيما يبدو عن أهل الجاهلية الأولى، فهو من دينها، كما يدل على ذلك قوله سبحانه: ﴿وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا﴾ [الجن، آية: 6].
قال أهل العلم: "كانت عادة العرب في جاهليتها إذا نزلت مكانًا يعوذون بعظيم ذلك المكان أن يصيبهم بشيء يسوءهم، كما كان أحدهم يدخل بلاد أعدائه في جوار رجل كبير وذمامته وخفارته، فلما رأت الجن أن الإنس يعوذون بهم من خوفهم منهم زادوهم رهقًا أي خوفًا وإرهابًا وذعرًا حتى بقوا أشد منهم مخافة وأكثر تعوذًا بهم، كما قال قتادة {فَزَادُوهُمْ رَهَقًا} أي إثمًا، وازدادت الجن عليهم بذلك جرأة... فإذا عاذوا بهم من دون الله رهقتهم الجن الأذى عند ذلك" [تفسير ابن كثير: 4/454-455، وانظر: تفسير الطبري 29/108، فتح القدير: 5/305، وقد جاء هذا المعنى في كتب التفسير عند الشيعة: انظر: البرهان: 4/391، تفسير القمي (المصدر السابق)، تفسير الصافي: 5/234-235، تفسير شبر ص535].
تعليق