اثبتت دراسة ميدانية ان الانباط العرب كانت لهم اسهاماتهم الاولى في تطويرالابجدية العربية التي تستخدم اليوم في تطوير الحرف العربي الذي اشتق منالحرف الآرامي.
وعرض استاذ الاتصال في قسم الصحافة والاعلام في جامعة اليرموك الدكتورعصام الموسى الدراسة التي انجزها على وزارة السياحة من اجل تبني مشروعاقامة مركز ثقافي في مدينة البتراء يظهر الحروف التي كان يستخدمها الانباطفي كتاباتهم ومساهماتهم في تطويرها. ويرى الدكتور الموسى ان مثل هذاالمركز يمكن ان يصاحبه متحف وطني يبين بالوثائق تطور الحرف العربي ويساعدفي جذب اعداد كبيرة من السياح الى مدينة البتراء الاثرية.
ويشير الى الشعوب التي استخدمت الحروف العربية ولا تزال الى اليوم لتكتبلغاتها به مثل الايرانيين والباكستانيين والماليزيين والافغانيين وبعض دولجنوب شرق آسيا، وكذلك في البوسنة وبولندا، ويمكن ان يشكل لها المركز احداهم الامكنة التي تكون شاهدا تاريخيا على تطور الحضارات الاتصالي بمايحويه من تراث انساني عميق. وتشير الدراسات الى ان الحرف العربي هو الحرفالثاني بعد اللاتيني في عدد الشعوب التي استخدمته.. فالحرف اللاتيني تحدرمثل الحرف النبطي العربي من اصل واحد وهو الاصل الفينيقي فانتشر الاول فياوروبا والعالم الجديد عبر اليونان والامبراطورية الرومانية والكنيسةالمسيحية، اما الثاني فانتشر في المشرق العربي وعنه اخذته امم عدة، خاصةبعد انتشار الاسلام ورسالته السماوية.
ويعترف الباحث روبرت لوجان في كتابه تأثير الابجدية، ان الحرف النبطي هو الحرف الذي سبق الحرف العربي التقليدي.
يقول الدكتور عصام الموسى كان الانباط شعبا نشيطا تفاعل مع الشعوب الاخرىوتأثر بها واثر فيها وكانت الحرية والفردية والابداع سجايا قيمة في حياتهمفكانت قصتهم قصة نجاح وهي من اكثر القصص ابهارا في اي عصر، اذ انهماستطاعوا النهوض في غضون ثلاثة قرون وتحولوا من حياة البداوة الى شعب رائدفي التجارة والزراعة والفنون.
والانباط العرب كما تؤكد الدراسات هم عرب اقحاح جاءوا من الجزيرة العربيةفي القرن السابع قبل الميلاد واستوطنوا البتراء والمناطق المحيطة بهاواتصلوا بالمجتمعات الاردنية والفلسطينية مثل المؤابيين والادوميينوالعمونيين واتخذوا من المدينة المنحوتة بالصخر الاصم عاصمة لهم واسموهاالرقيم «رقمو» وتعني الالوان المتعددة اما عند اليونانيين فان كلمةالبتراء تعني الصخرة.
وحسب الدراسات التاريخية فقد كانت للانباط آلهة عدة ومنها آلهة للكتابةويدل هذا على اهمية الكتابة في الحضارة النبطية التي اسست فيما بعد مملكةخاصة بها لها نظامها السياسي والاجتماعي والاقتصادي، كما ازدهرت الثقافةالهيلينية في مملكة الانباط وعقدت نقاشات ومحاورات فلسفية معقدة بين الناسالمتعلمين. وتؤكد دراسة الدكتور الموسى ان الانباط شاركوا مشاركة فعالة فيالتبادل الثقافي الدولي وكان هناك تبادل غني بين البتراء والاسواقالعالمية في البضائع والتأثيرات الثقافية. واستطاع علماء الاتصال كشفالنقاب عن العلاقة بين الاتصال وبين نشوء النظم المؤسسة وقد اطلق بعضالباحثين الغربيين لقب امبراطورية على البتراء من امثال لولر وهاموند، كمادفعت الضرورات الاقتصادية الانباط الى تعلم لغة العلاقات الدولية فيحياتهم السياسية حيث استخدموا الآرامية كأداة اتصال. وكشفت النقوش النبطيةالمنتشرة في منطقة الشرق الادنى وحتى في روما التي وجدت فيها مستعمرةتجارية نبطية اسماء وكلمات عربية واسهمت هذه النقوش اسهاما كبيرا في تجميعقطع تاريخهم المتناثرة. واستخدم الانباط اللغة العربية الاصيلة لغتهم الامفي حديثهم اليومي ولكنهم كانوا يكتبونها في حرف خاص بهم او بالاحرى بحروفموصولة عريبة وطوروا خطا قوميا اشتق من الخط الآرامي المستخدم في اواخرعهد الامبرطورية الفارسية والتي هي بدورها استخدمت الآرامية باعتبارهااللغة الدارجة في ذلك الزمان. ويظهر الخط النبطي في شكلين الرسمي وهو الذياستخدم في نقوش الانصاب كما في البتراء وعلى القبور والثاني الموصول الذياستخدم بشكل رئيسي في الكتابة على القرطاس، اما الخط العربي الحديث الذياستخدمه العرب وجميع الشعوب التي اثرت فيها الحضارة العربية الاسلامية فقدتحدر من الخط الموصول. ويعتقد حسب ما جاء في دراسة الدكتور الموسى انالحرف النبطي المتأخر الذي ظهر في شبه جزيرة سيناء واطلق عليه اسم الحرفالنبطي السنائي هو الحرف الذي تحدرت منه الابجدية العربية الحالية وتطورتابجدية الانباط لتصبح الحروف نصف موصولة مع نهاية الربع الثاني من القرنالثاني قبل الميلاد. وعند ظهور دولة الانباط كمملكة مستقلة تدير شؤونهاسلالة مالكة قامت بتبني سياسة توسعية وصك عمله وطنية واهتمت برفاهية الشعبالنبطي وهويته الثقافيه وازداد بروز العروبة في نقوشهم المتأخرة وظهورالاسماء العربية وصاحب ذلك ظهور بعض التغييرات اللغوية عن الاصول الآرامية.
ويؤكد الدكتور الموسى ان نظام الكتابة عند الانباط كان مقدسا وكان منالهتهم ما يسمى «الكتبى» وهو مشتق من فعل الكتابة كما كان «نبو» عندالسومريين و«ثوت» عند المصريين و«هرمز» عند اليونان.
واود ان اضيف ان الدكتور غسان الحسن اخطأ عندما نسب الانباط الى الفرس وانهم عجم ويجب ان نعيد النظر في كتاب تاريخنا
مثل جورجي زيدان وغيره
تثير "مدائن صالح" الكثير من الجدل والنقاش سواء فيما يتعلق بزيارتها، أوحول ما ورد من اشكاليات تاريخية بين الباحثين العرب والأجانب، لاسيما فيظل محاولات إسرائيلية في التشكيك في عروبة الأنباط الذين سكنوا وأقامواحضارة زاهرة في هذه المنطقة والادعاء بأنهم ينتمون إلى العبرانيين، كمايشير بعض المهتمين بالشأن السياحي أن تلك المواقع الأثرية الهامة تعاني منالإهمال وعدم إقبال السياح عليها رغم ما تحتويه من آثار جميلة.
ويعزو البعض ذلك الإهمال إلى "أسباب دينية" حيث يرى فريق من علماء الدينأن زيارة تلك الأماكن يجب أن لا تتضمن الإقامة أو النوم بها في حين يرىرهط آخر أن العقوبة التي نزلت بقوم النبي صالح كانت جراء "إفسادهم فيالأرض" وليس لتشييدهم ذلك البنيان، وبالتالي دراسة تلك الآثار أصبحت أمراضروريا وليست خيارا لكشف حقبة تاريخية مهمة في تاريخ جزيرة العرب وتفنيدأي ادعاءات إسرائيلية.
معابد أم مساكن؟
تبعد مدائن صالح حوالي 22 كم شمال شرق مدينه العلا في السعودية، والتييعتقد أنها هي التي جاء ذكرها في القران الكريم باسم "الحجر" كحاضرة ثمودقوم نبي الله صالح عليه السلام، وهي تقع على الطريق التجاري الرئيسيالقديم الذي يربط جنوب الجزيرة العربية بشمالها والحجر هو التسمية القديمةلما يعرف حاليا مدائن صالح التي جاءت أخبارها في كثير من مؤلفات وكتبالرحالة اليونان والرومان القديم كأمثال استرابوا واستيفانوس.
وعرض استاذ الاتصال في قسم الصحافة والاعلام في جامعة اليرموك الدكتورعصام الموسى الدراسة التي انجزها على وزارة السياحة من اجل تبني مشروعاقامة مركز ثقافي في مدينة البتراء يظهر الحروف التي كان يستخدمها الانباطفي كتاباتهم ومساهماتهم في تطويرها. ويرى الدكتور الموسى ان مثل هذاالمركز يمكن ان يصاحبه متحف وطني يبين بالوثائق تطور الحرف العربي ويساعدفي جذب اعداد كبيرة من السياح الى مدينة البتراء الاثرية.
ويشير الى الشعوب التي استخدمت الحروف العربية ولا تزال الى اليوم لتكتبلغاتها به مثل الايرانيين والباكستانيين والماليزيين والافغانيين وبعض دولجنوب شرق آسيا، وكذلك في البوسنة وبولندا، ويمكن ان يشكل لها المركز احداهم الامكنة التي تكون شاهدا تاريخيا على تطور الحضارات الاتصالي بمايحويه من تراث انساني عميق. وتشير الدراسات الى ان الحرف العربي هو الحرفالثاني بعد اللاتيني في عدد الشعوب التي استخدمته.. فالحرف اللاتيني تحدرمثل الحرف النبطي العربي من اصل واحد وهو الاصل الفينيقي فانتشر الاول فياوروبا والعالم الجديد عبر اليونان والامبراطورية الرومانية والكنيسةالمسيحية، اما الثاني فانتشر في المشرق العربي وعنه اخذته امم عدة، خاصةبعد انتشار الاسلام ورسالته السماوية.
ويعترف الباحث روبرت لوجان في كتابه تأثير الابجدية، ان الحرف النبطي هو الحرف الذي سبق الحرف العربي التقليدي.
يقول الدكتور عصام الموسى كان الانباط شعبا نشيطا تفاعل مع الشعوب الاخرىوتأثر بها واثر فيها وكانت الحرية والفردية والابداع سجايا قيمة في حياتهمفكانت قصتهم قصة نجاح وهي من اكثر القصص ابهارا في اي عصر، اذ انهماستطاعوا النهوض في غضون ثلاثة قرون وتحولوا من حياة البداوة الى شعب رائدفي التجارة والزراعة والفنون.
والانباط العرب كما تؤكد الدراسات هم عرب اقحاح جاءوا من الجزيرة العربيةفي القرن السابع قبل الميلاد واستوطنوا البتراء والمناطق المحيطة بهاواتصلوا بالمجتمعات الاردنية والفلسطينية مثل المؤابيين والادوميينوالعمونيين واتخذوا من المدينة المنحوتة بالصخر الاصم عاصمة لهم واسموهاالرقيم «رقمو» وتعني الالوان المتعددة اما عند اليونانيين فان كلمةالبتراء تعني الصخرة.
وحسب الدراسات التاريخية فقد كانت للانباط آلهة عدة ومنها آلهة للكتابةويدل هذا على اهمية الكتابة في الحضارة النبطية التي اسست فيما بعد مملكةخاصة بها لها نظامها السياسي والاجتماعي والاقتصادي، كما ازدهرت الثقافةالهيلينية في مملكة الانباط وعقدت نقاشات ومحاورات فلسفية معقدة بين الناسالمتعلمين. وتؤكد دراسة الدكتور الموسى ان الانباط شاركوا مشاركة فعالة فيالتبادل الثقافي الدولي وكان هناك تبادل غني بين البتراء والاسواقالعالمية في البضائع والتأثيرات الثقافية. واستطاع علماء الاتصال كشفالنقاب عن العلاقة بين الاتصال وبين نشوء النظم المؤسسة وقد اطلق بعضالباحثين الغربيين لقب امبراطورية على البتراء من امثال لولر وهاموند، كمادفعت الضرورات الاقتصادية الانباط الى تعلم لغة العلاقات الدولية فيحياتهم السياسية حيث استخدموا الآرامية كأداة اتصال. وكشفت النقوش النبطيةالمنتشرة في منطقة الشرق الادنى وحتى في روما التي وجدت فيها مستعمرةتجارية نبطية اسماء وكلمات عربية واسهمت هذه النقوش اسهاما كبيرا في تجميعقطع تاريخهم المتناثرة. واستخدم الانباط اللغة العربية الاصيلة لغتهم الامفي حديثهم اليومي ولكنهم كانوا يكتبونها في حرف خاص بهم او بالاحرى بحروفموصولة عريبة وطوروا خطا قوميا اشتق من الخط الآرامي المستخدم في اواخرعهد الامبرطورية الفارسية والتي هي بدورها استخدمت الآرامية باعتبارهااللغة الدارجة في ذلك الزمان. ويظهر الخط النبطي في شكلين الرسمي وهو الذياستخدم في نقوش الانصاب كما في البتراء وعلى القبور والثاني الموصول الذياستخدم بشكل رئيسي في الكتابة على القرطاس، اما الخط العربي الحديث الذياستخدمه العرب وجميع الشعوب التي اثرت فيها الحضارة العربية الاسلامية فقدتحدر من الخط الموصول. ويعتقد حسب ما جاء في دراسة الدكتور الموسى انالحرف النبطي المتأخر الذي ظهر في شبه جزيرة سيناء واطلق عليه اسم الحرفالنبطي السنائي هو الحرف الذي تحدرت منه الابجدية العربية الحالية وتطورتابجدية الانباط لتصبح الحروف نصف موصولة مع نهاية الربع الثاني من القرنالثاني قبل الميلاد. وعند ظهور دولة الانباط كمملكة مستقلة تدير شؤونهاسلالة مالكة قامت بتبني سياسة توسعية وصك عمله وطنية واهتمت برفاهية الشعبالنبطي وهويته الثقافيه وازداد بروز العروبة في نقوشهم المتأخرة وظهورالاسماء العربية وصاحب ذلك ظهور بعض التغييرات اللغوية عن الاصول الآرامية.
ويؤكد الدكتور الموسى ان نظام الكتابة عند الانباط كان مقدسا وكان منالهتهم ما يسمى «الكتبى» وهو مشتق من فعل الكتابة كما كان «نبو» عندالسومريين و«ثوت» عند المصريين و«هرمز» عند اليونان.
واود ان اضيف ان الدكتور غسان الحسن اخطأ عندما نسب الانباط الى الفرس وانهم عجم ويجب ان نعيد النظر في كتاب تاريخنا
مثل جورجي زيدان وغيره
تثير "مدائن صالح" الكثير من الجدل والنقاش سواء فيما يتعلق بزيارتها، أوحول ما ورد من اشكاليات تاريخية بين الباحثين العرب والأجانب، لاسيما فيظل محاولات إسرائيلية في التشكيك في عروبة الأنباط الذين سكنوا وأقامواحضارة زاهرة في هذه المنطقة والادعاء بأنهم ينتمون إلى العبرانيين، كمايشير بعض المهتمين بالشأن السياحي أن تلك المواقع الأثرية الهامة تعاني منالإهمال وعدم إقبال السياح عليها رغم ما تحتويه من آثار جميلة.
ويعزو البعض ذلك الإهمال إلى "أسباب دينية" حيث يرى فريق من علماء الدينأن زيارة تلك الأماكن يجب أن لا تتضمن الإقامة أو النوم بها في حين يرىرهط آخر أن العقوبة التي نزلت بقوم النبي صالح كانت جراء "إفسادهم فيالأرض" وليس لتشييدهم ذلك البنيان، وبالتالي دراسة تلك الآثار أصبحت أمراضروريا وليست خيارا لكشف حقبة تاريخية مهمة في تاريخ جزيرة العرب وتفنيدأي ادعاءات إسرائيلية.
معابد أم مساكن؟
تبعد مدائن صالح حوالي 22 كم شمال شرق مدينه العلا في السعودية، والتييعتقد أنها هي التي جاء ذكرها في القران الكريم باسم "الحجر" كحاضرة ثمودقوم نبي الله صالح عليه السلام، وهي تقع على الطريق التجاري الرئيسيالقديم الذي يربط جنوب الجزيرة العربية بشمالها والحجر هو التسمية القديمةلما يعرف حاليا مدائن صالح التي جاءت أخبارها في كثير من مؤلفات وكتبالرحالة اليونان والرومان القديم كأمثال استرابوا واستيفانوس.
يتبع
منقول
منقول
تعليق