الرقص الجنائزي عند الفراعنة
الرقصة جنائزية شاعت في الدولة الوسطى وتميزت بمعالم محددة تؤكد أصلها الأسطوري القديم، وهي رقصة معروفة باسم (المو)، وتختلف التفسيرات في أصلها الأسطوري، فيرى البعض انها محاكاة لما صاحب دفن (أوزوريس) مستندين الى ذكر أماكن قديمة في شمال الدلتا مرتبطة بأوزوريس والأماكن التي عاش ومات فيها.. ويرى البعض أن هذه الرقصة تعود الى الدولة القديمة، وهذا دليل على أنها مجرد رقصة جنائزية سابقة على المرحلة التي تحددت فيها وبشكل واضح معالم الأسطورة (الأوزيرية) .. ويرى أخرون انها مظهرا لعبادة أولى تتسم بتقديم القرابين الى الملك.. وعموما فإن هذه الرقصة تجمع بين ثلاث رقصات متميزة، الرقصة السريعة التي تستقبل الموكب الجنائزي عند وصوله الى الضفة الغربية، ورقصة حراس عالم الموتى في قاعتهم وهم يرقبون المقبرة التي سيدفن فيها الميت، ورقصة يشارك فيها ممثلون لأهل مدن الشمال القديمة المرتبطة بأسطورة (أوزوريس) في طريقه للمعبد.
ومن الرقصات التي تلفت النظر رقصة يغلب عليها الطابع التعبيري، اعتبرها (دريتون) عالم المصريات المعروف، تجسيدا لنص حواري يغلب عليه طابع الاداء المسرحي، وهي مسجلة على احدى مقابر الدولة الوسطى، ولقد ربط (دريتون) بين هذه الرسوم وأحد نصوص (متون التوابيت) الذي يدور حول نداء الميت الى الريح في اتجاهاتها المختلفة ليستمد منها نسمة الحياة والاستمرار. ولقد حول (دريتون) هذا النص الى نص حواري، واعتبره من النصوص المسرحية وجاءت هذه الرقصة تجسيدا له.
كان الرقص عند المصريين القدماء بحسب الرسومات المنحوتة على جدران المعابد والمدافن الفرعونية، نجد أنه كان في حالة تطور مستمرة، بحيث يمكن تقسيمه إلى قسمين أساسيين :
رقص ديني
ورقص دنيوي
والديني بدوره ينقسم إلى نوعين آخرين:
رقص جنائزي
ورقص تعبدي.
فقد ظل المصريون القدماء يؤدون الرقص الجنائزي منذ بداية الأسرة الأولى، وكان مسرحهم المعابد والأديرة. ويؤديه الرجال والنساء البالغين المتزوجين للتعبير عن قداسة الموت والجنازة، وهو رقص إيقاعي صامت، يتم التعبير به عن هيبة الموت ووقاره، ذلك أن الموت وكل ما يتعلق به في الحضارة الفرعونية يدخل في إطار القداسة والتبجيل المطلق.
تعليق