طارت الطيارة
مغامرات دحنون وريحان
صور كاريكوتيرية للباحثين عن الذهب
كما حدث في أسطورة الساحر وعلاء الدين ،أو علاء الدين والمصباح السري ،حينما جاء الساحر وشاهد الغلام علاء الدين ورأى أن هذا الفتى المنشود الذي بحث عنه في أركان الدنيا وجهاتها ، وأخيراً وجده ليأتيه بالمصباح المعجزة...!!!
بالطبع أكثرنا يعرف الحكاية كاملة ،والذي لمْ يعرفها يمكنه الرجوع إلى مصادرها لأنها ليست بيت القصيد .ولكن ما حدث عندنا يشابهها تقريباً إذ كان السيد دحنون يقوم بزيارة ودية لعمه ريحان ، وهناك ،أحدهم شاهده ، وكان صاحبنا أحد المشعوذين الذين أنهكوا أجسادهم وخسروا أموالهم وأضاعوا زهرات شبابهم بالبحث والحفر عن الكنوز والدفائن ،ولكن الكنوز توليهم ظهورها وتمد لهم السنتها وتخرج لهم أصوات منكرة ولا يدرون لماذا ؟!
المشعوذ كان يقوم بزيارة لريحان ،ودحنون أيضاً رغم أنه لا يحب ريحان ويتمنى عاصفة تقتلعه أو صاعقة تحرقه أو زلزال يبتلعه أو ما إلى ذلك من المصائب فهو لا يحب ريحان لكنه يزوره دائماً وحينما يلتقيان يتعانقان عناق الأخوة الأحبة !!
وهذه القضية بالطبع جزء من تكوين شخصيتي دحنون وريحان التي لا تفهمها...!!!
حدٌق المشعوذ بدحنون وهو يتأمله ،مدققاً بتفاصيله ،ودحنون ينظر إليه بغباء وعجب وغرابه إذ اعتقد أول ما اعتقد أن الرجل يريد منه الأشياء التي لا يستطيع أن يمنحها لأحد كوننا استوردنا كل شيء من حضارة أوروبا حتى الشذوذ فأنه أول بضائعهم التي صار بعضنا بفخر بها (للأسف الشديد) ولكن المشعوذ قال بلهجة الأمر ،دحنون !!
فانتصبت أُذنا دحنون مثلما تتصب أُذني حمار يرى ضبعاً يكشر له عن أنيابه ،رد برهبة وصوت يرتجف مثل ورقة في مهب الريح ،نعم ماذا تأمرني ؟
قال المشعوذ بنفس اللهجة قف يا دحنون ،ووقف دحنون مثل النابض حينما ترفع قدمك عنه .ابتسم المشعوذ ابتسامة رضى وقال بنفس اللهجة الآمرة .اجلس يا دحنون !
وجلس دحنون مثل النابض حينما تعيد قدمك إليه !!
وعاودت ابتسامة السرور ترتفع فوق شفتيّ المشعوذ ، فطلب من دحنون أن ينام على ظهره ، ثم على بطنه ، وأن يقفز حَجّلاً على قدم واحدة ، ويرقص ، ويمشي مثل الكلب وقد دّلى لسانه على صدره ...!!!
وكان دحنون يقوم بكل هذه الحركات وهو في غاية الفرح ، فقد صار يظن أن الأخ أحد المخرجين السينمائيين ، ويبحث عن وجه جديد ، يأتي بالجراد ، ويقطع الرزق ، ويأتي بالصقيع من سيبيريا ... ولم ير سوىَ وجهه لملامحه الخاصة ....!!!
وابتسم ابتسامة رضى حينما تخيل نفسه يمشي في شوارع عمان أمام سوق الحرامية ، أو على جسر الحمام ، أمام محل أبو موسى للفوارغ ، ورؤوس الخراف المشوية تنظر اليه تدعوه لأكلها ، أو أمام محلات الباله والشماشير يوم الجمعة في الجورة وسقف السيل ، حيث يستوقفه المعجبون والمعجبات ليذيل لهم توقيعه الكريم على أتغرافاتهم الخاصة ...!!!
وتخيل نفسه بزهو وإحدى المعجبات تنظر مبحرة بعينيه وهي تحلم ، وتمد اليه أتغرافها لتحصل على توقيعه السعيد ...!!
رغم أن صديقنا الغالي دحنون لا يبحر في عينيه إلا من أراد أن يسبح في المجاري ...!!!
هكذا تسللت السعادة إليه بدفق قوي حتى كاد قلبه يتوقف ، وقد تخيل توقيعه يباع في المزاد العلني ، مثل بقايا مقتنيات تاجر نصب واحتال على الناس بواسطة الشيكات ...!!!
أما العم ريحان فقد كان مشدوها بالدهشة لِمَا يرى أمامه من مهازل وكادت عينه تصاب بارتخاء في عضلاتها لكثرة ما غمزت للمشعوذ ليرى سبب اهتمامه غير العادي بدحنون الأجرب ،والذي لا يستحق ربع هذا الإهتمام ...!!!
وقد كان المشعوذ يشير للعم ريحان طالباً منه التريث ولكن ريحان لم يكن يستوعب ... حتى وأخيرا صرخ به المشعوذ :
نتابع في الحلقة القادمة
مغامرات دحنون وريحان
صور كاريكوتيرية للباحثين عن الذهب
كما حدث في أسطورة الساحر وعلاء الدين ،أو علاء الدين والمصباح السري ،حينما جاء الساحر وشاهد الغلام علاء الدين ورأى أن هذا الفتى المنشود الذي بحث عنه في أركان الدنيا وجهاتها ، وأخيراً وجده ليأتيه بالمصباح المعجزة...!!!
بالطبع أكثرنا يعرف الحكاية كاملة ،والذي لمْ يعرفها يمكنه الرجوع إلى مصادرها لأنها ليست بيت القصيد .ولكن ما حدث عندنا يشابهها تقريباً إذ كان السيد دحنون يقوم بزيارة ودية لعمه ريحان ، وهناك ،أحدهم شاهده ، وكان صاحبنا أحد المشعوذين الذين أنهكوا أجسادهم وخسروا أموالهم وأضاعوا زهرات شبابهم بالبحث والحفر عن الكنوز والدفائن ،ولكن الكنوز توليهم ظهورها وتمد لهم السنتها وتخرج لهم أصوات منكرة ولا يدرون لماذا ؟!
المشعوذ كان يقوم بزيارة لريحان ،ودحنون أيضاً رغم أنه لا يحب ريحان ويتمنى عاصفة تقتلعه أو صاعقة تحرقه أو زلزال يبتلعه أو ما إلى ذلك من المصائب فهو لا يحب ريحان لكنه يزوره دائماً وحينما يلتقيان يتعانقان عناق الأخوة الأحبة !!
وهذه القضية بالطبع جزء من تكوين شخصيتي دحنون وريحان التي لا تفهمها...!!!
حدٌق المشعوذ بدحنون وهو يتأمله ،مدققاً بتفاصيله ،ودحنون ينظر إليه بغباء وعجب وغرابه إذ اعتقد أول ما اعتقد أن الرجل يريد منه الأشياء التي لا يستطيع أن يمنحها لأحد كوننا استوردنا كل شيء من حضارة أوروبا حتى الشذوذ فأنه أول بضائعهم التي صار بعضنا بفخر بها (للأسف الشديد) ولكن المشعوذ قال بلهجة الأمر ،دحنون !!
فانتصبت أُذنا دحنون مثلما تتصب أُذني حمار يرى ضبعاً يكشر له عن أنيابه ،رد برهبة وصوت يرتجف مثل ورقة في مهب الريح ،نعم ماذا تأمرني ؟
قال المشعوذ بنفس اللهجة قف يا دحنون ،ووقف دحنون مثل النابض حينما ترفع قدمك عنه .ابتسم المشعوذ ابتسامة رضى وقال بنفس اللهجة الآمرة .اجلس يا دحنون !
وجلس دحنون مثل النابض حينما تعيد قدمك إليه !!
وعاودت ابتسامة السرور ترتفع فوق شفتيّ المشعوذ ، فطلب من دحنون أن ينام على ظهره ، ثم على بطنه ، وأن يقفز حَجّلاً على قدم واحدة ، ويرقص ، ويمشي مثل الكلب وقد دّلى لسانه على صدره ...!!!
وكان دحنون يقوم بكل هذه الحركات وهو في غاية الفرح ، فقد صار يظن أن الأخ أحد المخرجين السينمائيين ، ويبحث عن وجه جديد ، يأتي بالجراد ، ويقطع الرزق ، ويأتي بالصقيع من سيبيريا ... ولم ير سوىَ وجهه لملامحه الخاصة ....!!!
وابتسم ابتسامة رضى حينما تخيل نفسه يمشي في شوارع عمان أمام سوق الحرامية ، أو على جسر الحمام ، أمام محل أبو موسى للفوارغ ، ورؤوس الخراف المشوية تنظر اليه تدعوه لأكلها ، أو أمام محلات الباله والشماشير يوم الجمعة في الجورة وسقف السيل ، حيث يستوقفه المعجبون والمعجبات ليذيل لهم توقيعه الكريم على أتغرافاتهم الخاصة ...!!!
وتخيل نفسه بزهو وإحدى المعجبات تنظر مبحرة بعينيه وهي تحلم ، وتمد اليه أتغرافها لتحصل على توقيعه السعيد ...!!
رغم أن صديقنا الغالي دحنون لا يبحر في عينيه إلا من أراد أن يسبح في المجاري ...!!!
هكذا تسللت السعادة إليه بدفق قوي حتى كاد قلبه يتوقف ، وقد تخيل توقيعه يباع في المزاد العلني ، مثل بقايا مقتنيات تاجر نصب واحتال على الناس بواسطة الشيكات ...!!!
أما العم ريحان فقد كان مشدوها بالدهشة لِمَا يرى أمامه من مهازل وكادت عينه تصاب بارتخاء في عضلاتها لكثرة ما غمزت للمشعوذ ليرى سبب اهتمامه غير العادي بدحنون الأجرب ،والذي لا يستحق ربع هذا الإهتمام ...!!!
وقد كان المشعوذ يشير للعم ريحان طالباً منه التريث ولكن ريحان لم يكن يستوعب ... حتى وأخيرا صرخ به المشعوذ :
نتابع في الحلقة القادمة
تعليق