الآثار الإسلامية صدر الإسلام
تمثل فترة حياة الرسول ³ في المدينة المنورة المرحلة الأولى من تاريخها التي شهدت البداية الحقيقية لبناء الحضارة الإسلامية ووضع أسسها الأولى، فقد عمل من يثرب مركزًا عمرانيًا شكل نواة لأول مدينة إسلامية تحمل كل المقومات والخصائص التي يحتاج إليها المجتمع المسلم. وكان أول الأعمال العمرانية التي قام بها الرسول ³، تشييد المسجد الجامع، وبناء بيوت أزواجه إلى الشرق منه. وقد كان مسقط المسجد مستطيلاً عرضه 60 ذراعًا (حوالي 30م) وطوله من الجنوب إلى الشمال 70 ذراعًا (حوالي 35م) وتتجه قبلة المسجد نحو الشمال باتجاه بيت المقدس. وقد شيدت أساساته من الحجر بارتفاع ثلاث أذرع، أما الأجزاء العلوية من الجدران فقد بنيت من الطوب اللبن بارتفاع 1,75م تقريبًا. ويتكون المخطط الداخلي للمسجد من ظلة للصلاة وصحن مكشوف والصُّفة، وتحتوي ظلة الصلاة على ثلاثة أروقة بكل رواق ستة أعمدة من سواري النخيل التي تحمل جسورًا خشبية تحمل سقف المسجد الذي غطي في البداية بالجريد والخوص، ثم أضيف إليه ـ فيما بعد ـ طبقة من الطين. وفي نهاية الصحن الجنوبية شيدت الصفة؛ وهي رواق مظلل أقامها الرسول ³، ليأوي فقراء المدينة والمهاجرون إليها. احتوى المسجد في هذه العمارة على ثلاثة أبواب؛ باب في مؤخرة المسجد، وباب في منتصف الجدار الغربي؛ عرف بباب الرحمة، وباب في منتصف الجدار الشرقي؛ عرف بباب جبريل أو باب عثمان.
تعليق