منظر عام لموقع قرية شمال تبوك بالمملكة العربية السعودية
يمثل النشاط التعديني في الجزيرة العربية خلال العصر العباسي أبرز اقتصادياتها؛ حيث عني العباسيون باستغلال خامات المعادن المختلفة على نطاق واسع شمل معظم مناطق التعدين. وقد تركز نشاط العباسيين التعديني في ثلاث مناطق رئيسية؛ في الشمال الغربي، وشمل مواقع: الخور، وأم قريات، ووادي العرجاء، وأم هراب، واللقيطة بالقرب من الوجه، وعددًا من المواقع بالقرب من المويلح أهمها: وادي حفاير، وأم عامل، وجبل شار، والحجر، وجشم خنصر، بالإضافة لمواقع: جيثوث، وقصيب الأوج، والمرمى، وتل أم هدم، وأم فقور. أما مواقع التعدين في منطقة الدرع العربي ـ إلى الشرق من المدينة ـ فتشمل : موقع النقرة الجنوبية والشمالية، وموقع الشمطاء، والكوم الغربي والشرقي، وموقع ماوان، وصبحة ومصينعة، بالإضافة إلى عدد من المواقع في المنطقة الوسطى في كل من : الدوادمي والقويعية وظلم التي تشتمل مواقعها على خنادق وكهوف التعدين وبقايا مستوطنات إسلامية ملحق بها مناطق تصنيع المعادن التي تشمل بقايا أدوات الجرش والطحن والتنقية والصهر. ووجد بالقرب من أماكن التصنيع كميات كبيرة من مخلفات التصنيع. وفي الجنوب الغربي من الجزيرة العربية عرف عدد من مواقع التعدين العباسية أبرزها مواقع التعدين في منطقة وتبالة مثل: العبلة وكتينة والمنازل والمسحة، أما في منطقة المخواة، فقد كشف عن ثلاثة مواقع هي: الدرين، ووادي الشوة، ووادي خف. وفي منطقة الباحة سجل عدد من المواقع أهمها: محوية، وحوش السلمان، والمنهل، والمسوكة، والعقيق. وتعد بيشة وعشم من أبرز مواقع التعدين في جنوب غرب الجزيرة. تؤكد انتشار هذه المواقع وكثرتها الاهتمام الكبير للدولة العباسية بهذه المعادن التي أمدت دور السك ومراكز الصناعة العباسية بما تحتاج إليه من المعادن اللازمة لسك العملة وصناعة المعادن المختلفة.
ولم يقتصر النشاط الاستيطاني في الجزيرة العربية خلال العصر العباسي على طرق الحج ومواقع التعدين فحسب، بل شمل كذلك مراكز الاستيطان الأخرى؛ حيث شهدت هذه المرحلة ظهور أعداد كبيرة من القرى والمدن انتشرت في كل أقاليم الجزيرة.
تعليق