موقع هيلي رقم 8 المتعدد الفترات
الذي استمر منذ منتصف الألف الرابع ق.م. حتى الربع الأول من الألف الثالث ق.م. (صورة من الشمال الشرقي). حضارة هيلي.
تنسب حضارة هيلي إلى منطقة هيلي في الإمارات العربية المتحدة حيث شخصت مادتها الحضارية لأول مرة التي أرخت ـ بعد دراسة مستوطنة هيلي رقم "8" ـ إلى ما بين منتصف الألف الرابع قبل الميلاد وحتى الربع الأول من الألف الثالث قبل الميلاد. وهذه الحضارة أقدم الحضارات المميزة التي ظهرت بعد اختفاء فترة العُبيد التي لم يوجد من مادتها الحضارية في مستوطنة هيلي شيئًا. وقد بينت نتائج الدراسات الميدانية في مستوطنة هيلي رقم "8" بشكل قاطع أن الإنسان أصبح قاطن قرى تتوافر فيها مستلزمات الاستقرار الرئيسية، كالزراعة والمياه التي وجد من مصادرها عدد من الآبار والمساكن، والصناعة كصناعة الأدوات الحجرية والمعدنية. واستخدم في عمارة المنازل الحجر بالإضافة إلى الطين. وتتميز مستوطنات تلك الفترة بأنها صغيرة في حجمها ومتجاورة في انتشارها المكاني. كما أفادت أعمال المسح التي أجريت هناك أن لكل مستوطنة مقبرة غير بعيدة عنها.
تشمل المادة الثقافية لهذه الفترة مجموعات من الآنية الفخارية التي تحتوي على الكثير من الأصناف والأنماط والصناعات المتغايرة في تقنيتها، ويظهر في تلك المجموعات أنماط مزخرفة استخدم اللون الأسود في تشكيل عناصر زخرفتها. ووصلت صناعة الأواني الحجرية درجة من التقدم مكّنت الإنسان من الاستفادة من عدة أنواع من الصخور أوفرها رواجًا حجر الكلسيت. كما وجدت أوان ثبت من خلالها أن الإنسان كانت لديه القدرة على زخرفة بعض أوانيه الحجرية بالحز على الرغم من صلابة سطوحها. كما وجدت مشغولات معدنية تفيد أن هذه الفترة عرفت صهر المعادن وقولبتها وتشكيلها في صناعة الأسلحة والحلي؛ فقد التقطت معثورات مصنوعة من النحاس مثل: أنصال السكاكين، والمخارز، والمثاقب، وأدوات تدل على قدرة إنسان تلك الفترة ومهارته؛ وهي نتاج مقدرته على مزج القصدير بالنحاس. وبتفحص الكتل الطينية الساقطة من جدران المنازل وسقوفها، تبين أن الإنسان احترف صناعة الحُصر والسلال التي تظهر طباعتها على تلك القطع الطينية. ولصناعة حليه، استخدم الإنسان الأصداف البحرية التي شكل منها الخواتم والخرز، بالإضافة إلى مواد أخرى وبخاصة الأحجار الكريمة.
تعليق