إعـــــــلان

**صباحو** · 2011-04-18, 07:54 AM

الدروب حسب تسلسل الارقام

درب الحج البصري

درب الكوفة(السلطاني)

درب الحج الشامي

درب الحج المصري

دلاب الحج المصري القديم

درب الحج اليمني عبر تهامة

لكل درب من هذه الدروب كانت أيام عز ومجد بحسب الدولة المسيطرة ففي أيام الدولة العباسية كان الركب العراقي هو الأساس فيجتمع فيه حجاج المشرق وفارس والعراق والشام لأمانه وتوفر الخدمات كالبرك والاستراحات واستمر حتى انهارت الدولة العباسية ثم أُستخدم متقطعاً بعد ذلك وعلى نطاق ضيق .

وكان للركب اليمني قوة وأهمية أيام بني رسول حيث تأتي معه الكسوة والخيرات لأهل مكة في القرن السادس الهجري.

و في أيام المماليك كان الركب المصري هو الأهم وينضم إليه حجاج المغرب وبلاد التكرور, وبعد سيطرة الدولة العثمانية على الشام ومصر والحجاز عاد المجد الى درب الحج الشامي لأنه هو الذي يسلكه حجاج الأناضول وتركيا وكبار رجال الدولة العثمانية.

في القرن العاشر الهجري كان السلطان سليمان هو أول السلاطين اهتماماً بسلامة الحج وله عدة انجازات منها بناء القلاع وارسال الحاميات لحراسة الحج ثم استمر العثمانيون يقومون بعمل طيب في تسهيل درب الحج الشامي في عهدهم الذهبي و لكن للأسف فمع الوقت ضعفت الحكومة العثمانية وتزايد اهمال الولاة لواجباتهم فتم افساد كثير من المنجزات وخربت القلاع ونقص الجنود الحماة وتلاعب الباشوات بالصرر العائدة للقبائل ورد هؤلاء لضعف دينهم بنهب الحجيج فعاد كل هذا بالوبال على ضيوف الرحمن المساكين.

كان الدرب الشامي في عهد العثمانيين هو طريق القافلة العظمى للعالم الإسلامي فكان ينضم اليه بلاضافة للشاميين العراقيون والفارسيون وأهل القوقاز ومسلمو الأناضول وأوربا لأمانه وتسهيلاته بل ذكر المؤرخون انه سنة 971 هجري حجت زوجة الشاه بصحبة الحاج الشامي كما أن السويدي أحد علماء بغداد حج مع الركب الشامي في القرن الحادي عشر.

هذا الدرب يسلك الطريق الطبيعي بين الحجاز والشام والذي عرف باسم التبوكية نسبة الى بلدة تبوك التي يمر عليها وهو الطريق المستعمل منذ القدم ولا شك أنه جزء من درب البخور المشهور في القدم .

و يبدأ مسار هذا الطريق من دمشق و يمر ببصرى الشام ( درعا ) ، و بمنازل أخرى أهمها أذرعات ، و معان و المدورة ( سرغ ) ثم يدخل الأراضي السعودية ، و يمر على حالة عمار ، ثم ذات الحاج ثم تبوك ، ثم الأخيضر ثم المعظم ثم الأقرع ، ثم الحجر ، ثم العلا فيمر بعد العلا على قلعة الفقير ( مغيرة ) ، ثم على سهل المطران ، ثم بقلعة زمرد ، ثم بالبئر الجديدة ، ثم هدية ، ثم إسطبل عنتر ، ثم الفحلتين ، ثم آبار نصيف ، ثم الحفيرة واصلا الى طابة الطيبة.

**صباحو** · 2011-04-18, 07:55 AM

متى سُلِك هذا الدرب

لا أقصد أن درب الحج الشامي لم يطرق من قبل فلا شك أنه كان مطروقا في عهد الصحابة واالدولة الأموية حيث كان خلفائها يولون الحجاز أهمية كبرى حتى في غير أيام الحج ويشهد لهذا ما سطره المسافرون من كتابات على صخور الدرب

لكن هذا الدرب انقطع ايام العباسيين ثم ايام وجود الصليبيين بالشام

قلت ومما يشهد لصحة كلامه عن انقطاع سلوك هذا الدرب أن بن جبير الذي حج في القرن السادس فضل العودة مع الركب العراقي ومن العراق ذهب الى الشام , فقد ضل درب الكوفة هو الأساس حتى الغزو المغولي وسقوط بغداد وقيام الدولة الأيوبية بإخراج الصليبيين من الشام.

وشهد الطريق الشامي فترة حرجة في تاريخه بسبب وجود الصليبين في بلاد الشام ، فقد كان الصليبيون يهدودن أمن الطريق و يهاجمون قوافل الحجاج التي تسلكه من قلاعهم في الكرك و غريها و استمرت ممارساتهم إلى أن سقطت قلعة الكرك في يد صلاح الدين سنة 584 هـ / 1188 م .

و بوصول الأيوبين عاد النشاط و الاستقرار إلى الطريق ، و نال اهتماما كبيرا من ملوك دمشق الأيوبيين . و يعد الملك المعظم عيسى بن أيوب اكثر حكام دمشق اهتماما بالطريق ، و كان والده ضم غليه الكرك و الشوبك و تبوك و العلا ، فسار على طريق تبوك و أمر ببناء بركة المعظم و برك أخرى ، كما سير من مسح الطريق بين دمشق و عرفات و أمر بتسهيل مواضع كانت وعرة . و خلال العصر المملوكي نال الطريق اهتماما متزايدا من حكام دمشق وزادت أعداد سالكيه من الحجيج ، و قد قدر ابن رشيد قافلة الحج الشامية التي سار معها سنة 674 هـ / 1286 م بستين ألف راحلة دون الخيل و البغال و الحمير .
و توجد على الطريق نقوش من العصر المملوكي تشير إلى ترميم بعض المنشآت.

**صباحو** · 2011-04-18, 07:56 AM

أهناك درب للحج الشامي غير التبوكي؟

ذكر الجزيري( ت970) ان للحج من الشام طريق أقصر من هذا كان الطريق عليها قديماً, وهو على صرخد (السويداء حالياً) على تيماء الى المدينة المنورة وهو أقرب من هذا( يقصد درب التبوكية) بنحو 6 أيام.

الدرب المصري قد يستخدم جزءاً من درب الحج الشامي والعكس صحيح:

في بعض الأحيان وتحت ظروف قاهرة يسلك الدرب المصري الجزء الجنوبي من الدرب الشامي (من العلا الى المدينة) لكي يتصل الى الساحل عبر الفج الواقع غرب مغيرا(الفقير)عن طريق بدا ثم يلتقي بالدرب المصري الرئيسي عند الأزلم كما فعل سنة 1196 في طريق العودة

قال الدرعي عندما وصلوا قلعة حفائر الغنم جنوب العلا: ومن هنا افترقنا مع الدرب الشامي تركناه يميننا ورجعنا ذات اليسار في درب يقال له درب القزاز وهو فوق ما بين دربي المصري والشامي اليوم وأما سالف الدهور فإن الشامي يأتي على غزة ثم منها الى عقبة أيلة على الدرب المصري ثم ترك هذا الطريق لأجل طولها وكثرة دورانها…قلت وكان مسارهم عبر بلدة بدا – القزاز – الأزلم

كذلك سلك هذا الدرب الحجاج المصريون سنة 1300 هجري كما قرأته في كتاب الرحلة الحجازية وكان سبب سلوكهم لهذا الدرب عصيان قبيلة حرب على الشريف

درب البكرة

هناك درب آخر بين الحجر(مداين صالح) وتبوك هو درب البكرة ويمر عبر منطقة الجو ثم يعتلي حرة الرهاة ليهبط على تبوك ذكره داوتي وموسل.وذكروا ان البدو المحليين يفضلونه على درب الحجاج ولم يذكر أن اياً من الحجاج قد سلك هذا الدرب

المفازة الكبرى

إذا كان الدرب الشامي شاق وعسر فإن هناك جزء منه يعتبر أسوأ الأسوأ وهو ما بين تبوك والعلا (أكثر من 250 كم ) ويسمى المفازة الكبرى لأنه لا يوجد فيها ماء يعتمد عليه الا بئر واحدة في وسط المفازة في الأخيضر…قال الجزيري

( ومنها الخبيب (قلت لعله جنيب المعروف الان) وهو شعب جبل على يمنة المتوجه ومنه فويق وهو؟؟ المورد من عجائب الأرض المقدسة قصدته ووقفت عليه وهو على يمنة المتوجه يسلك اليه من الرأس المشجر المعروف بديسة الأثل وصورته ان يصعد اليه من نقب جبل متسع حتى ينتهي فيه الى رحبة فسيحة تظلها قمة الجبل فيصعد فيه بدرج منحوت في ذيل ذلك الجبل الى ان يصعد الى مكان نقر في الجبل تكون وسعته 400 ذراع طولا في 60 ذراع وفي أثنائه مغارات منحوتة لا أعرف مقدارها …والذي أظنه انه اذا املأ من مياه ألأمطار يكفي أهل تهامة والحجاز سنة كاملة . قال بن فضل الله معلقاً :وردت أنا هذا الماء في توجهي للحجاز سنة 722 هجري وكان يتفيهق ملؤه ماءً

قلت: لم نستطع في فريق الصحراء أن نحدد هذا المورد ذو الوصف المشوق رغم مرورنا بكل المعالم الأخرى

قال بن رُشيد عن الأخيضر انها البئر الوحيدة بين تبوك والعلا وقلّ ان تفي ماؤها بالركاب فلهذا يتزودون من تبوك بماء يكفيهم الى العلا الاّ ان يكون شي بالبرك

شعر في المفازة قال الصفدي :

ولقد نزلنا في المفازة منزلاً ... قد ظَمّنا فيه ونحن ظماءُ

أقبح به من منزلٍ مستوبلٍ ... هان النضنر به وعز الماءُ

وقال

قد جعل الله من تبوك الى العلا للورى مفازة ... راكب تلك الطريق عندي كأنه راكب الجنازة

**صباحو** · 2011-04-18, 07:58 AM

انجليزي في قافلة الحج

من المفارقات أن أفضل من رأيته وصف قافلة الحج الشامي هو شاب انجليزي رافق القافلة من دمشق الى العلا وهو تشارلز داوتي
وقد نقلت هنا بعض ملاحظاته المفيدة من كتابه الضخم
Arabia Deserta by Charles Doughty

ومنها

يقوم رجال عقيل( أغلبهم من القصيم )بحراسة خيام الحجاج حيث يحمون خارجهم150ذلول)

يقوم نجاب بدوي يتم إرساله كل عام من مدائن صالح بالقدوم إلى دمشق ويصل إلى دمشق في رمضان يخبر عن حالة البرك والآبار كالدار الحمراء وغيرها وفي السنة التي سافر فيها داوتي قدم النجاب ببشارة امتلاء بركة دار الحمراء.

وذكر أنه في حالة عدم امتلاء البرك( المعظم والدار الحمراء )يقوم الباشا بأخذ 1500 قربه من دمشق يتم حملها بين المحطات بالأجرة

تعجب داوتي من قوة تحمل العكامين الدمشقيين( الجمالين ) للمشي على أقدامهم كل هذه المسافة وهم لاياكلون إلا وجبة واحده في المساء وقال عنهم :قليل منهم من يمرض طبيعتهم الساميّة كالمعدن الضعيف ولكن المرن وأيضا مزاجهم الجيد وصبرهم في سبيل الله

*أن جمال الحج الضخمة لاترعى أبد أثناء المسير ولكنها تغذى أثناء الاستراحة بعلف محمول بعكس جمال العرب الضئيلة التي تقتات على ما تصادفه في الطريق

*كان الباشا أطيب حالا من سفرنا البطي كان ومرافقوه ينطلقون أحيانا بخيولهم السريعة متقدمين الركب بفرسخ وفرسخين حيث يتوقفون ويوقدون النار لعمل القهوة وشرب النارجيلة حتى يصلهم الركب وبمثل هذه المحركات كان يقضي اليوم بسرعة

*من الطريف أن في الركب كلاب تبعت الركب من دمشق وتقتات على ما تعطى من صدقات الحجيج في الدرب وكل سنه يصل إلى مكة مجموعه من الكلاب حية

*كان ركب الايرانيين يرافق الحج الشامي وهم مكروهون بسبب مذهبهم الرافضي وكان معهم ديك أبيض كالثلج يقف منتصبا كل يوم على التخت الإيراني ولا يمسه أحد بسوء وكان داوتي يشاركهم شرب الشاهي الذي لم يعرفه العرب بعد

*كان البدو يحضرون لحم غنم للبيع في المحطات الرئيسة

* عندما يثير الركب أحد الضبان فسرعان مايصاد ويؤكل من قبل الجمالين

*في كل منزل من منازل الحج وحال توقف القافلة يتكون سوق القافلة في شارع ضيق بين الخيام هناك نجد أدوات للبيع للبدو كالملابس والقماش وهناك من يبيع الكعك والبسكويت هناك المحرّج يمر في ا لسوق يحرج على بضاعته وعفش من قد يكون مات في الدرب

* طريقة السير منهكة جدا ولا يتحملها الضعيف فعند المغرب هناك استراحة ساعتين للعشاء –ثم تدوي طلقة مدفع معلنة مواصلة المسير بالليل –ثم يسرون كل الليل حوالي 11ساعه مع الاضاءة والمشاعل و عند منتصف الليل يتم اطلاق طلقتين فيتطارح الحجاج من ابلهم وينامون في أماكنهم على الأرض نصف ساعة فقط ثم تدوي طلقه جديدة مرعبة ثم يسيرون ثانيه قبل الفجر وعند الفجر هناك استراحة ثانيه حوالي نصف ساعة للصلاة ثم يواصلون السير بلا توقف حتى استراحة الظهر وهي نصف ساعة وهكذا والويل لمن ينام ويتأخر فقد يموت من العطش أو السباع او الضياع ولكن عند وصولهم لمحطة رئيسية كتبوك والعلا يرتاحون يوم او يومين

**صباحو** · 2011-04-18, 07:59 AM

أهمية القلعة ( الخان )

يحفظ الحجاج به ودائعهم وبعض الطعام للعودة.

بها طعام للمنقطعين من الفقراء والدراويش.

ينزل بها من ينقطع من الركب لمرض او اصابة

سكن للحراس اللذين يحرسون البئر أو البركة ان وجدت

يقوم حولها سوق بين السكان المحليين والحجاج

]

**صباحو** · 2011-04-18, 08:02 AM

جدول للقلاع التي توجد على درب الحج الشامي في المملكة العربية السعودية

ونماذج من المنازل كما ذكرها بعض الرحالة الحجيج

إعتنى بعض الحجاج من المثقفين والعلماء بتدوين المنازل وقد أحببت إيراد نماذج منها تدل على نماذج من جهود من سبقونا

أولاً :أقدم ماوصل الينا هو ما نقل حمد الجاسر عن محمد بن العطار الذي نقله عن ابراهيم بن شجاع الحنفي الدمشقي

سنة 623 في عهد المعظم, وقد عدد ثلاثون منزلة وهي

الكسوة - الظمير – زرع – وادي الشجرة – وادي الضليل – وادي الزرقاء – البلقاء – ألف ناطور – الجول – عسيكر – الحفير – معان – مسيل مسيحر - عقبة الصوان – سرغ الى ان ذكر المنزلة السادسة عشرة حالة عمار - تبوك – الديسة – الاخيضر – اسفل الحاكة – الأقارع – الحجر – العلا – الحفاير – النعام – هدية – المفرح – غدير يلب – غراب – المدين

نشر الشيخ حمد الجاسر رحمه الله (العرب12-306)أرجوزة جميلة لبدر الدين الحلبي(توفي 779هجري)يصف فيها منازل الحج الشامي وهي تبين المنازل ذلك الوقت وقد اختلف بعضها مع تتابع القرون وها أنا أنشر ما يهمنا في هذا البحث مع تمييز المنازل باللون الأحمر,زسنتطرق لهذه المنازل في أثناء تتبعنا للدرب ان شاء الله

النفحة المسكية في الرحلة المكية (المؤلف : أبو البركات السويدي من أهل بغداد) حج 1157 هجري بصحبة الركب الشامي , وهذا جدول بمحطات حجه .

دمشق، خان ذي النون، خان دلة، المزيريب، المفرق، الزرقاء، خان الزبيب، زيزى، البلقاء، القطراني، الأحساء، معان، قلعة عنزة، العقبة، جغيمان المدورة، ذات حج، تبوك، المَغر، الأخيضر، المعظم، الدار الحمراء، ديار ثمود، العلا، آبار الغنم،، البئر الجديدة، هدية، الفحلتين، العقبة السوداء، وادي القرى، المدينة المنورة، ذو حليفة، بين جبلين، الجديدة، بدر، الحمراء، الصفراء، القاع، رابغ، المستورة، خليص، الأميال السبعة، قديد، عسفان، مكة المكرمة

ثالثاً:النابلسي خرج من المدينة 22 محرم ووصل دمشق 24 صفروخط سيره كان الجرف ويسمى وادي ابراهيم- بئر الأمير- ذو خشب وسماه وادي القرى- الفحلتين وهو حصن عنتر- هدية- شعب النعام-بير الزمرد-بير عويضة-العلا-الحجر- العقبة وهي المزحم- الزلاقات- شق العجوز- الأقيرع- مفارش الرز- الدار الحمراء- وادي المعظم-الاخيضر-البغاز-مغاير شعيب-تبوك- القاع-ذات حج-جغيمان-ظهر العقبة-معان

**صباحو** · 2011-04-18, 08:03 AM

نوع المركب

يتفاوت الحجاج في نوع مركبهم فمنهم من يستأجر محفة( الشقدف ) وهي عبارة عن اصطبتين ذات جنبين تحملان على الجمل ويركبها رجلان يلزم تعادلهما في الجسم ولا يحملها الا عظيم الجمال , ويحملها نصف مرحلة والنصف الثاني يحملها جمل آخر مسترح. ويقول التونسي ان المحفة المتينة الصنع يكون راكبها في راحة تامة ينام ماشاء ويجلس ما شاء .ومنهم من يستأجر جملاً واحداً ويضع عليه امتعته ويركب عليها تارة بشبرية يستظل بها والأكثرون يستظلون من الشمس بأثوابهم او شمسيات ,قليل من الناس يركب فرسا او حمارا

أما الأغنياء وكبار الفوم فيركبون التختروان وهو عبارة عن غرفة صغيرة على قاعدة يحملها جملان من الجهتين ومنهم من يحج عى قدميه كحال كثير من العجم يلقبون بالدراويش.

**صباحو** · 2011-04-18, 08:05 AM

متى تخرج القافلة من دمشق وبعض الإحصائيات

خرج بن رُشيد الأنلسي من دمشق 11 شوال 684 وقد حزر الركب الشامي بستين الف راحلة دون الخيل والبغال والحمير فكان يملأ السهل والحزن(لتوافر الأمن) وذكر انه التقى بحجاج من بغداد معهم.

خرج بن طولون من دمشق 19 شوال 920 وأمير الركب أصباي الجركسي.

المكناسي حج سنة 1201 خرج من دمشق 18 شوال وذكر انه في المزيرب يتم الكلام على كراء الجمال مع المقومين الذين يحملون الحجاج ويقومون بأكلهم وشربهم

أوليا الجلبي التركي حج سنة 1081 :ذكر انه وصل الفين من ايران الى دمشق للحج معهم وأن أمير الحج هو حسين باشا والي الشام

مرتضى بن علي بن علوان حج عام 1120 هجري

ذكر أن امير الحج نصوح محمد باشا وأن قاضي الركب و قاضي مكة عبدالله أفندي

خرج من دمشق 26 شوال في فصل الشتاء وتوجه مع الركب الحلبي الذي تأخر عن الركب الدمشقي و الغريب أنه في طريق العودة من مكة ذهب مع ركب الشرق عبر نجد حيث مر نفي ثم ثرمداء ثم العيينة ثم الحساء ثم الكويت ثم النجف ثم بغداد وقد نشر رحلته الشيخ حمد الجاسر رحمه الله في مجلة العرب .

وآخر من وصف الحج الشامي حسب اطلاعي هو التونسي سنة 1300

ومما أفادنا ان القافلة يرافقها 400 عسكر على الخيل و 100 جندي رامي و 50 طوبجية معهم مدفعين وباش بوسطجي بيده امرة المكاتيب الصادرة والواردة كما يرافقهم نائب القضاء محمود أفندي قال عته (وهو رجل خير يؤم من يحضر معه في محلته عند الصلاة ).

ايضا رافق الحملة الطبيب نائف أفندي

عدد النفوس 5000 شخص بين رجال وركبان مقسمون على المقومين.

والآن بعد هذه النبذة عن تاريخ ووصف درب الحج الشامي سنقوم بر حلة عبر الزمن في المحطات الرئيسية لدرب الحج الشامي داخل المملكة العربية السعودية من الشمال الى الجنوب حتى نصل طابة الطيبة وهي رحلة عبر الزمن لأننا ننقل ما رآه المدونون في كل محطه بتسلسل تاريخي ثم نذكر مشاهداتنا الشخصية في فريق الصحراء كما رأيناها لربط الحاضر بالماضي ..

**صباحو** · 2011-04-18, 08:09 AM

حالة عمار وذات الحاج

من هنا سنتابع قافلة الحج الشامية وقد خرجت من دمشق ثم مرت بكل من خان ذي النون، خان دلة، المزيريب، المفرق، الزرقاء، خان الزبيب، زيزى، البلقاء، القطراني، الأحساء، معان، قلعة عنزة، العقبة، جغيمان ثم المدورة،وهاهم يدخلون أول منازل الحجاز وقد خلفوا الشام ورائهم

حالة عمار

اسمها القديم الحالة كما وردت في معجم البلدان وسميت حديثاً حالة عمّار ولا يعرف من عمّار هذا و أول من أشار لعمّار هذا حسب إطلاعي هو مرتضى علوان عندما حج عام 1120 هـ وقال عنه ان مر بمحل ذي أحقاف من الرمال يدعى حالات عمار

داوتي1295 ذكر معلومة مهمة عن كلمة عمار ,قال(مررنا بحالة عمار وهناك خرافه أن عمار كان مقوم للحجاج ذهب لهذه المنطقة في عز القيظ بحثا عن الماء فلم يجد غير أرض تغلي وتدخن من الحرارة ولم يرجع ولا يوجد في حالة عمار ماء ولا قلعة)

منزل ذات الحج

الشيخ حمد الجاسر يرى ان الاسم الصحيح ذات الحاجْ بتخفيف الحاء وهو نوع من النبات والله أعلم. واستدل بقول جميل بثينة

وليلة بتنا ذات حاج ذكرتكم ... هدوا وقد نام الخلي المصحح.

والحاج لا زال يسميه بعض الناس الحيج وهو نبات العاقول كما يعرف عندنا في نجد
أول وصف اطلعت عليه لها كان في القرن السابع من بن شجاع ( 623 هـ ) وصفها بقوله :
رمل وتلال وآبار تحفر وماء مطر وبعض نخل وعرب.
بن فضل الله (650 هـ ) : هي جفار عذبة سائغ مستطاب.
بن بطوطة 726 هجري: نزلنا ذات حج، وهي حسيان لا عمارة بها
بن طولون (920 هجري) ذكر انهم عشّوا على ذات حج ويقول وجدنا ماءها عجيب الحال(لم يحدد رحمه الله وجه العجب) لكنه قال بنبرة غاضبة : ولم يتيسر لنا ماء نشربه لأن أحسن حفايرها احتوت عليه جماعة أمير الحاج وقد أخذتني عَبرة!!
أول ذكر لوجود عمارة عبارة عن بركة ما ذكر حسن بن عيسى مقدم الركب الشامي للجزيري حوالي 970 للهجرة ان ذات الحج بركة قديمة البناء وصلحت من نحو خمس سنين.

ثم سنة (971 هجري) ذكر حاجي خليفة ان السلطان سليمان أمر بإقامة قلعة وان بها بعض زراعة وسكان.

بعد 26 عاماً مر بها النابلسي وقال بشعره الهزيل 1106 هـ وهو عائد الى دمشق

أتينا ذات حج

بنفس ذات حج

وذلك بعد حج

وعج ثم ثج

وقال استقى الناس من ذلك الماء الكثير وحملوا الماء لان بعد ذلك 3 منازل لا ماء فيها يقصد في طريق العودة لدمشق. ثم مر بها مرتضى علوان الدمشقي سنة 1120 هجري فقال :
(منزل رحب ينبي عن قلعة محكمة البناء،مشيدة المبنى،في حائطها بركة يخرج منها الماء من باطن القلعة إلى الخارج ،ومائها قليل متغير اللون والطعم ،وفي القلعة بعض خلل يقولون إنها من العرب،وهو إنه في سنة 1118 سقط جدارها الغربي إلى عضاضة بابها ،وقد مال الباب ولم يسقط ،وحولها بيوت صغار يسكنها بعض الأعراب بشكل القرية، فخلت من اهلها ولم يبق في القلعة ولا في جاورها احد ودارَ حضرة الباشا المكرم في جهاتها وطلع أعلاها ودار حولها و مايليها ليخبر السلطنة عنها وليعيدها كما كانت)وكان السير إليها ثمان ساعات.
ثم بعد 37 سنة مرّ من هنا السويدي البغدادي( 1157ﻫ ) وقال :

ذات حج ولم أدر ما وجه التسمية وفيها قلعة صغيرة حواليها أشجار ونخيل قليلة , وفي داخل القلعة عين ماء عذب وحولها بركتان كبيرة وصغيرة والمسافة اثني عشر فرسخاً.

بعد 14 سنة من قافلة السويدي وقعت هنا مأساة من مآسي حجاج بيت الله وما أكثر مالاقوا ونترك أحد مؤرخي دمشق يصفها لنا بلغته العامية:

“في صفر أتت أخبار السو بان الحجاج انتهبت جميعه نهبه قعدان الفايز شيخ عرب بني صخر هو وعربه ومعه بعض عربان لان الحجاج لما وصلوا الى قلعة تبوك ما قدروا يفوتوا لان بلغهم ان العرب المذكورين رابطين في الطريق فقعدوا في تبوك 22 يوماً محاصرين وصار عليهم غلا شديد وأكلوا لحم الجمال من عدم القوت , وما عرف الباشا يرضي خاطر العرب ويفوت بل بجهله حمل ومشى , ولما قرب من ذات الحج كبسته العرب وقتل عالم لا يعد من العسكر والحجاج وقوي العرب ونهبوا الحج جميعه واخذوا المحمل وهرب الباشا براسه وعاد الى قلعة تبوك مع ثلاثة أنفار فقط وراح هذا العالم والغنائم جميعها نهباً بيد العرب في صفر سنة 1171 هجرية ومات وقتل عدد لا يحصى وهفى جميعه وما وصل الى دمشق إلا القليل. فلما وصل الخبر المذكور الى الشام من بعض اناس هربوا من اول الحرب ووصلوا سالمين اخذ يتواصل حضور المشلحين بعدهم الى دمشق لابسين الخيش وحينئذ صار الحزن العظيم بدمشق والبكا والصراخ والخوف من داخل وخارج وفي الدروب فلا تسال عما صار وقد لبست دمشق ثياب وتبرقعت ببرقع الذل”تاريخ ميخائيل الدمشقي .

ويبدوا ان ماؤها تغير عندما أتى عليها المكناسي سنة 1201 هـ حيث وصل في الصبح عندها وذكر ان هناك قلعة مؤسسة على بركتين من الماء ماؤهما كثير لكن رائحته كريهه فحملوا منه للوضوء فقط…واستراحوا بهذه المنطقة الى العصر ثم واصلوا المسير بلا توقف الليل كله

الانجليزي داوتي (1295 هـ) قال أن القلعه بحاله جيده والماء في بركة واحده وطعمه كبريتي وهنا تعطى الصرة للربيلات من بني عطية .

وآخر من ذكر مروره بها التونسي 1300 هـ حيث قال :

وجدنا قلعة فيها عين جارية يجري ماؤها الى بركة هنالك بناها السلطان سليمان وحول تلك القلعة نخيل ذكر لا ثمر له وبتلك الأرض حجر المسن الأبيض وكان المبيت هنالك في راحة

صورة قلعة ذات حج التقطها جوسن وسفينياك عام 1907-1325هجري

والحقيقة ان الامير يشكر على مثل هذا العمل السامي الذي لا يقدره الا من يهتم بتراث وثقافة الأمة كما ان الشركة المنفذة نوجه لها شكراً خاصاً على حسن التنفيذ واتقانه فقد حافظوا على أصالة البناء واستخدموا الطوب والمونة القديمتين حتى لا يلاحظ الترميم احد ولو قرنا عملهم مع ترميم قلعة الحجر لكان لصالح هذه القلعة
وليت من سعى فيها يسعى في باقي القلاع خاصة المعظم والمويلح.

باب القلعة يوجد في أعلاه لوحة التأسيس

بسم الله الرحمن الرحيم
هذا عمل المعلم عبدالله الفقير المعمارباشي الشام,سنة احد وسبعين وتسع ماية في شهر صفر المبارك وكان عمارتها في اربعين يوم .

النخل الذي لا يثمر-عاصي خرمة

البركة الأولى ولاحظ المصب الخارج من القلعة حيث ان البئر محفوظة داخل القلعة

البئر داخل القلعة

جودة البناء

لقطات لأفنية القلعة

لاحظ البركتين

__________________

**صباحو** · 2011-04-18, 08:11 AM

قلعة تبوك-درب الحج الشامي

منازل درب الحج الشامي داخل المملكة العربية السعودية

-منزل القاع- قاع بسيطا
هذه المنزلة ليست رئيسية وإنما يستريح بها الركب قليلاً فقافلة بن طولون( 920 هـ) عشوا به غربي جبل يعرف بقرني الشيطان وذكر حسن بن عيسى 960 هـ أنه محل أفيح لا وعر فيه ولا ماء.

حاجي خليفة 1045 هـ : قاع البسيط منطقة رملية وتسمى ايضا عرابد وجبال شرورا تتوسط المنطقة

وفي سنة 1120 هـ مر بهذه المرحلة مرتضى علوان حيث ترك (ذات حج) في الساعة الثامنة والوصول إلى (القاع) مع طلوع الشمس وقال هو منزل رحب فسيح المجال والمسير أربع عشر ساعة.

ذكر المكناسي سنة 1200 هـ انهم وصلوه الصبح واستراحوا الى العصر وانها ارض واسعة عارية من النبات وليس بها ماء وكان الحر كأنه لهيب النار وساروا كل الليل منها الى ان أصبحوا بتبوك.

ذكر التونسي 1300 هـ انه ليس فيها ماء ولا قلعة وأنه انشرح صدره لانشراح البرية وقال ابيات منها

سير الصباح على ظهور الأينق ... في البيد أبهى منظر المتأنق

**صباحو** · 2011-04-18, 08:11 AM

قلعة تبوك ومنزلها

كانت تبوك أرض برية لا ساكن بها ولكن بها عين ضعيفة يردها المسافرون حتى قدمها رسول الله صلى الله عليه وسل عام 10 للهجرة.

قال بن كثير روى مالك عن معاذ بن جبل انهم خرجوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام تبوك فقال : إنكم ستأتون غداً إن شاء الله عين تبوك وأنكم لن تأتوها حتى يضحى ضحى النهار فمن جائها فلا يمس من مائها شيئاً حتى آتي. فال فجئناها وقد سبق اليها رجلان والعين مثل الشراك تبض بشيء من ماء فسألهما رسول الله صلى الله عليه وسلم : هل مسستما من مائها شيئاً, قالا نعم . فسبهما وقال لهما ما شاء الله ان يقول ثم غرفوا من العين بماء كثير فاستقى الناس ثم قال رسول الله “يا معاذ يوشك إن طالت بك الحياة ان ترى ما ههنا قد مليء جناناً” أخرجه مسلم من حديث مالك به.

وصدق رسول الله فقد سارت هذه العين نواة لمزارع وبساتين خلال القرون اللاحقة قد تتسع أحياناً وتضيق أحيانا بحسب الحالة الأمنية وقوة السلطان.

أول رحالة وصفها فيما علمت هو بن شجاع الدمشقي قال عنها سنة (623 هـ ) ان بها ماء ينبع ومسجد يزار وان الحجاج يَدَعُون بها أثقالهم عند العرب من بني عقبة وأنهم يقيمون بها يوماً ثم يستعدون “للمفازة الكبرى”

انتشرت بدعة عجيبة يفعلها الحجاج حين قدومهم لتبوك وقد وصفها بن رُشيد الأنلسي الذي حج من الشام و وصل تبوك 7 ذو القعدة 684 هـ وقال

(وحين دنونا منها بأميال خمسة أو ستة عبأ الناس الجيش وتزينوا بالأسلحة ورتبت الرجال والفرسان و خلفهم الرواحل ونزل كثير من الناس عن رواحلهم وساروا بها منتشقة وعبؤوها بجزيل الحطب ويذكر الناس انهم انما يعبؤونها عادة لهم يزعمون فيها الإقتداء لأنه صلى الله عليه وسلم دخلها كذلك والله اعلم!

وقال ابن رشيد حين رأى بساتين تبوك: صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد رأينا هذا الموضع قد مليء جناناً من نخيل وبينها يسير زرع للأعراب وهذه العين صهريج كبير مطوي بالحجر , يجتمع فيه ماء كثير ويخرج منه الى جفر آخر كبير يجتمع فيه ما يسيل من ذلك وماؤها كثير عذب ..

**صباحو** · 2011-04-18, 08:14 AM

الرحالة المشهور بن بطوطة حج مع الركب الشامي عام 726 هـ
وقال عن تبوك

وفيها عين ماء كانت تبض بشيء من الماء. فلما نزلها رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوضأ منها، جادت بالماء المعين. ولم يزل إلى هذا العهد ببركة رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومن عادة حجاج الشام إذا وصلوا منزل تبوك، أخذوا أسلحتهم، وجردوا سيوفهم، وحملوا على المنزل، وضربوا النخل بسيوفهم، ويقولون: هكذا دخلها رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وينزل الركب العظيم على هذه العين فيروي منها جميعهم، ويقيمون أربعة أيام للراحة وإرواء الجمال واستعداد الماء للبرية المخوفة التي بين العلا وتبوك. ومن عادة السقاءين أنهم ينزلون على جوانب هذه العين، ولهم أحواض مصنوعة من جلود الجواميس، كالصهاريج الضخام يسقون منها الجمال، ويملأون الروايا والقرب. ولكل أمير أو كبير حوض يسقي منه جماله وجمال أصحابه، ويملأ رواياهم. وسواهم من الناس يتفق مع السقائين على سقي جمله وملء قربته، بشيء معلوم من الدراهم.

بعده بتسع سنوات حج البلوي الأندلسي مع الركب الشامي 737 هـ لكن يبدو أن وضعها تدهور قال:
ثم سرنا من معان في قفر صَفر واقتحمنا صدر فلاة تروع كل سعلاة

ومهامه كالبحر لا أثر
فيها لمقتفر ولا سنن
لو سار فيها النجم ضل بها
حيران لا شام ولا يمن

الى ان وصلنا الى تبوك وبلدها اليوم خراب , على كل جدار غراب , فوردنا البئر المباركة التي فاضت ببركة رسول الله صلى الله عليه وسلم ففرحنا بنزولها وسرحنا في ظل نخيلها.
قلت واستمرت عادة حمل السلاح في القرون التالية رغم أنه ليس لها أصل شرعي فالصفدي ( ت 764 هـ ) مر هنا وأنشد قائلاً :
أتينا بالسلاح الى تبوك ... وذلك عادة صارت فسارت

دخلناها بإيمان صحيح ...دياجي الشرك منه قد استنارت

بعد قرن ونصف يمر هنا بن طولون(920 هـ ) ويقول :رأيت البركة والماء بها نحو قامة , ورأيت جماعة من الأسقاط يغتسلون بها عراة في حال استقاء الناس منها بالأدلية.

ثم انتعشت تبوك مرة أخرى حيث بنيت قلعتها المشهورة سنة 1064 هـ التي لا تزال واقفة بشموخ

وقد مر الخياري المدني وهو دقيق الملاحظة خاصة للمنشأت المعمارية مر هنا 1080 في طريقه للشام مع قافلة الحج العائدة من مكة وقال ان جموعا من أهل الشام كانت هناك في انتظار الحجيج مع الهدايا وتبادل التجارة وقال عن تبوك:

رأيناه وادياً عذب الهواء والماء , متسع الجوانب والأرجاء به قلعة عامرة البناء محكمة الوضع شامخة الرفع مبنية بالحجر المنحوت بين الصفرة والحمرة بناء حسن الإلصاق بحيث لايظهر ما بين الحجرين لولا الكمال بالنورة , وهي مشتملة على دهليز يقابل الباب فيه دكة لطيفة وبابها محكم فيه كتابة على قيشاني لفظها : أمر بتعمير وتجديد هذه القلعة المباركة مولانا السلطان محمد خان عز نصره على يد العبد الضعيف محمد بن الناشف التذكرجي سنة أربع وستين وألف). وبعد الدخول أرض مربعة مفروشة بالحجر وعلى يمين الداخل إيوان معقود وفي الأركان أوضات ومقابل الإيوان صورة مسجد مفروش بالبسط وفيها محراب وفي وسط الصحن صورة بئر يقال ان مائها نبع لا من المطر , وبجانبه حوض منقور من الحجر يملأ للتوضي والاستعمال , ويشتمل على أوضات أيضا في الدور الثاني وعلى مسجد غير مسقوف فوق المسجد الأول هذا صيفي وهذا شتوي وبأعلاها مدافع كبار يرمي بعضها عند وصول الحاج الى ذلك المنزل وقد نقل أهل التاريخ ان بها مسجداً ويقال على ألسنة الواردين ان هذا المسجد ال1ذي بداخل القلعة هو محل ذلك المأثور والله أعلم والى جانب القلعة من الخارج على يمين الداخل بركتان إحداهما مربعة والأخرى متطاولة ويقال ان مائها ينبع نبعا من الأرض لا يؤتى به لا بسانية ولا بغيرها من الآلات وهو عذب كما علم وبالقرب من البركة بساتين مشتملة على أشحار عنب وليم وتين كثيرة داخل البساتين وخارجها , وهناك سوق مشتملة على أبنية قديمة ويقابل باب القلعة بناء مربع يقال إنه معد للضعفاء والمنقطعين هذا ما يتعلق بالمكان,اما من يقدم اليه من الشام الملاقين للحجاج فانهم يقدمون جماعات كثيرين مضاهين للحج بخيام عظام وعساكر ومدافع وسردار وكان في عامنا هذا موسى بك بن التركمان حسن وكان مشهورا بالشجاعة . وينقلون من الشام كل موجود بها من الفاكهة ….ويقوم بها سوق عظيم لم تر العين قبله مثله والحبوب والأجبان والدقيق ويعملون الرقاق الحواري وغيره مما يؤكل والبيض الكثير وما لايسعنا شرحه.

قلت ويبدو أن بعض الحجاج الأتراك نسوا اسم تبوك وصاروا يسمونها عاصي خرمة يعني النخل العاصي الذي لا يحمل و يروون قصة خيالية لهذا الإسم ينقل موزل عن محمد أديب 1232 هـ هجري ان تبوك تسمى أيضاً عاصي خُرمة وقد مر هنا اوليا جلبي(1081 ) سماها مرحلة قلعة النخلة العاصية وقال

تفع في منتصف الطريق إلى مكة وعند العودة يقوم باشوات نابلس عجلون،وأثرياءهما،بإغراق الحجاج بخيراتهم مما لذ،وطاب أكله.وقد شيدها نور الدين شهيد ولكنها تهدمت مع مرور الزمن ولكن بناءا على فرمان السلطان محمد الرابع قام ناشف أوغلى بتجديدها, محيطها أربعمائة خطوة.وعلى بابها تأريخ مكتوب نصه ((في أيام مولانا السلطان محمد خان ابن إبراهيم خان مد ظله قام أمين دفتر دمشق ناشف زاده محمد الفقير سنة1062 بتعميره..)).

يوجد بها مدافع ومدفعجية وقوة من انكشارية الشام.تحتوي على جامع،وحمام،وعين ماء، كما ان هناك نبع كبير في غرب القلعة وهو من مآثر الرسول الكريم ومعجزاته ….خرجنا في هذه الليلة المظلمة على اضواء المشاعل مع حراسة الجنود واستمرينا في السير 7 ساعات حتى وصلت الى موقف المقابر

المكناسي مر هنا ( 1201 هـ ) ذكر ان فيها قرية وبركة وعين ماء وكان اهلها يأتون بالرمان والعنب يبيعونه للحجاج واستراحوا بها 12 ساعة ثم سروا ليلتهم

ذكر الدكتور علي غبان ان القلعة رممت عام (1260 هجري )في عهد السلطان عبدالمجيد خان كما ورد في نقش وجده في محراب المسجد.

داوتي1295 هـ : أنعشنا نفسنا بالطماطم والليمون الحلو والرمان وبعض التمر وهناك 4 منازل فقط للكعابين (الحميدات)

التونسي 1300 هـ قال اما بناء تبوك فهو من لبن غير مطبوخ , وجدرانها قصيرة دون قامة الانسان وقد شاهدت من صعوبة الطريق ما صرت به في شفقة على رواحلنا وكان لمحفتنا جملان مُجلان أحدهما أسود اسمه ديحان والاخر اسمه درويش يتناوبان كل مرحلة يحمل جمل محفتنا ورأيت من الجمال انه اجهدهما ولم يشفق عليهما فارتجزت له في ذلك عند المسامرة قولي

يا أيها الجمّال رفقاً بالجملْ ... وإن تكن قامته مثل الجبلْ

فليس في الركب سوى ريحانِ ِ ... شبيه درويش اخيه الثاني

ومن يكن عليهما قد ركبا ... لم يك يدري من مسير تعبا

أوتنج الألماني زار تبوك 1301 هـ وذكر أن بالقلعة خمسة أنفار مغاربة سهر معهم تلك الليلة على موسيقى العود, وأن منازل تبوك لا تتجاوز 40 منزل .
صور التقطها جوسن وسفينياك عام1907-1325 عندما زارا تبوك في طريقهما للعلا عبر سكة الحديد

وفي سنة 1328 هـ 1910م زار تبوك الرحالة التشيكي موزل وذكر ان العين كانت تضخ الماء بقوة الى ثلاث برك مجاورة ومنها الى المزارع المجاورة ومن أكبر مزارع النخيل تعود الى حرب بن عطية انظر الخريطة وذكر ان القلعة بجوار العين وان بداخلها بئر عمقها 4 أمتار وماؤها عذب, وذكر ان العوائل المستقرة حوالي 15 عائلة من قبيلة الحميدات فلبي رأى العين وسماها عين السكر والقلعة بجانبها الشرقي ..

**صباحو** · 2011-04-18, 08:16 AM

من أعمال الخير

يوجد في احدى غرف القلعة حجر نقش عليه

“وقف:هذا بيت الفقراء عمر في سنة 1064 لأبناء السبيل”

ذكراه الفرنسيان جوسن وسفنياك عندما دخلاها 1325 هجري

كما ذكر الدكتور علي غبان انه جددت عمارة القلعة سمة 1370

شتاء 1427 هـ قمنا في فريق الصحراء بزيارة قلعة تبوك ووجدناها قرب سوق شعبي داخل البلد وهي لا زالت بحالة جيدة وكان بابه مغلق فتأملناها من الخارج, ولا زال حجر التأسيس محتفظا بجماله وبه تاريخ الانشاء

أما المؤسف فهو حال البركة وعين تبوك فالعين قد جفت ولكن المحزن ان البرك متهدمة وان مكان العين صار مزبلة والنخلات قد ماتت بل المؤذي للنفس ان العين كان قد اقيم عليها كازينو كما كتب على لوحته ولكنه هجر فصارت مرمى للمزابل, لا نريد تعظيم الاشياء لكن عيناً باركها رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينبغي ان تصبح كازينو ومزابل , فلعل من يقرأ يبلّغ من بيده قدرة على عمل شيء

لاحظ جودة البناء بعد 360 سنة

**صباحو** · 2011-04-18, 08:19 AM

قلعة وآبارالأخضر
( الأخيضر )

خارطة توضيحية لدرب الحج الشامي مع الاشارة الى أهم المنازل والقلاع

هانحن مع قافلة الحج الشامية وقد خرجت من تبوك جنوباً الى جنوب غرب لتتجنب حرة الرهاة ولا شك ان الحجاج قد أخذوا احتياطاتهم من الماء والخوف من العطش في مخيلتهم فليس يوجد بين تبوك والعلا أي ماء مضمون الا بئر الأخيضر… اما أول منزلة يمرون بها فهي:

منزلة ظهر المغر – مغاير القلندرية – ظهر الحاج أو خشيم برك

خشيم برك-ظهر الحاج

كلها أسماء لمنطقة واحدة لكن يتغير الاسم عبر القرون.

هي أول منزلة بعد خروجهم من تبوك اما سبب اطلاق القلندرية هذا الاسم فيقول الصفدي : يزعمون انه دخلها سبعة من القلندرية(وهم طائفة من الدراويش) عجزوا عن اللحق بالركب فماتوا صبراً.
أغلب القوافل يمرون بهذا المنزل دون توقف لكن بن طولون ( 920 هـ ) مروا به أواخر الثلث الأول من الليل وعشوا به , ثم رحلوا أواخر الليل ومروا على أشاير وهي عمل على رؤوس الجبال ثم على مغاير القلندرية.

بن طولون المؤرخ سنة 925:

وفي يوم الثلاثاء حادي عشره وصل من عند النائب الخبر بأن مرحّلاً وصل إليه من عند الحاج، وأخبر بأن العرب آل دغيم وقفوا للحاج بعد أن حملوا من تبوك عند مقابر القلندرية، وقصدوا أن يحيلوا بين الحاج وبين الأخيضر، فتحاربوا هم وإياهم نهاراً، ثم انتصر الحاج عليهم، وأخذوا منهم ثلاثة من أعيانهم، وعدة من الخيل، بسب رماة البندق التي معهم، ويقال عدتهم مائة، ثم توجهوا إلى الأخيضر سالمين، فدقت البشائر لذلك بدمشق. بن طولون
المقدم حسن بن عيسى 960 هـ قال غار القلندرية تسمى عند عربان تلك المنزلة خشيم برك.

حاجي خليفة 1045 هـ:
والقوافل الخارجة من تبوك تصل الى منزل مقابر القلندرية
عبارة عن هضبة صغيرة الى حد ما وليس بها ماء

السويدي 1157 هـ سماها مرحلة المغر لأحمرار حجارتها قال ان من عادة جهال الحجاج انهم يلتقطون منها أحجاراً بقدر الأنملة يزعمون انها من دود سيدنا أيوب ويزعمون انه اذا دق ينفع للجراح تذروراً! والمسافة 12 فرسخاً

هذه الأحجار في يد الابن سليمان كان الحجاج يلتقطونها وانتشر بينهم خرافة انها من دود النبي ايوب الذي تساقط من جسده

يقول المكناسي 1201 هـ ان عادة قافلة الحج اذا خرجوا من تبوك ان ينزلوا الأخضر لكن امير قافلتهم تباطأ في السير ونزل هنا والسبب انه علم أن الدولاب الذي يستقى به الماء لملء بركة الأخضر فسد فبعث دولاباً آخر من الطريق وتثاقل في السير)

هنا نلاحظ ان هناك من يسبق القافلة ليملأ لهم البرك ان وجدت وينصب الخيام.

أوليا جلبي المغرم بالخرافات 1081 هـ قال :
منزل المقابر(المغاير)كانت مدينة كبيرة في زمانها لكنه الان اطلال خربة مدفون بها آصف برهيا وزير سيدنا سليمان , على بعد نصف ساعة من الطريق ويبدو انها من عمل العمالقة فقبتها من صخرة واحدة وبعد ان جلسنا هنا واصلنا المسيرة 6 ساعات وتخطينا مرحلة العقبة كلها بعد مسيرة 12 ساعة .ولا أدري ماذا يقصد اوليا بهذا الوصف فلا يوجد اطلال او عمارة بين الاخيضر وتبوك..

إعـــــــلان

درب الحج الشامي

درب الحج الشامي

تعليق

تعليق

تعليق

تعليق

تعليق

تعليق

تعليق

تعليق

تعليق

تعليق

تعليق

تعليق

تعليق

تعليق