إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الزراعه فى عهد الخلفاء العباسيين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الزراعه فى عهد الخلفاء العباسيين




    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله ربي العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد بن عبدالله.

    أمابعد:

    حث الاسلام على طلب الرزق والسعي من أجله ودعى الى الموازنة بين مطالب الآخرة والدنيا وعدم الا هتمام بالجانب الد يني

    وترك الجانب الدنيوي ولذلك عمل الرسول والصحابة السعي من أجل االرزق فعملوا بالزراعة والتجارة وغيرها من الأعمال ومن بعدهم
    الخلفاء الراشدين ولكن اهتمامهم لم يكن كبيرا وذلك لانشغالهم بمحاربة المرتدين ونشر الاسلام , ومن بعدهم الأمويين الذين لم يعطوا الحياة الاقتصادية حقها وذلك لانشغالهم بالفتوحات ومن انشغالهم بالقضاء على الثورات التي قامت ضد الدولة الأموية , وبعد أن سيطر العباسيون على الخلافة عملوا على توطيد أركان الدولة الاسلامية ومن ثم بدأوا بالا هتمام بالحياة الاقتصادية من جميع جوانبها الزراعية والتجارية والصناعية , فأهتموا بتنظيم قطاع الزراعة وتطوير نظم الري من اقامة السدود والترع وغير ذلك وزراعة مختلف المحاصيل في الأمصار الاسلامية , وكان للصناعة آيضا الاهتمام الذي لا يقل عن الزراعة , حيث انهم أهتموا بمختلف الصناعات في البلاد الا سلامية وأقاموا لها الأسواق واستخراج الثروات المعدنية , وكذلك كان للتجارة اهتمامها وعملوا على التبادل التجاري بين الدول الاسلامية وبينها وبين الدول الاخرى وساعدت التجار ةعلى نشر الاسلام وتبادل الأفكار والثقافات والتعرف على شعوب العالم المختلفة , وكل هذا التطور الاقتصادي كان له دور في النهضة العلمية والتعرف على نتاج الحضارات الآخرى وانتشار العلوم المختلفة في البلاد الاسلامية ,وآيضا كان له دور في تطور الحياة الاجتماعية وثراء الناس ,وهذا آدى الى ثراء خزنة الدولة الاسلامية .





    الزراعة في عهد أبو جعقر المنصور

    عمل أبو جعفر المنصور على تنظيم وسائل الإرواء بشق كثير من الجداول والترع ، على حين أمكن الإحتفاظ بماء دجلة لإرواء الأراضي الواقعة على شاطئه وعلى ساحل الخليج الفارسي ، وأمكن بذلك إرواء جميع الأراضي الممتدة بين الصحراء العربية وجبال كردستان وتحويلها إلى أرض نظرة تدر على أهلها الخير والماء كذلك مد المنصور قناة من دجيل الذي يأخذ ماءه من دجلة وقتاة أخرى من كرخاية الذي يأخذ ماءه من الفرات ، ووصلهما بمدينة بغداد في عقود محكمة بالصاروج والآجر .
    ألغى أبو جعفر المنصور الضريبة النقدية التي كانت تفرض على الحنطة والشوفان وحل محلها نظام(المقاسمة ) وهو دفع الضرائب نوعا بنسبة خاصة من المحصول .
    وقد أقطع أبو جعفر المنصور بعض أعيان دولته قطائع من الأرض ببغداد يعمرونها ويسكنونها ويحصلون على غلتها مكافأة لهم على ما قدموه من الخدمات الجليلة وسرعان ما عمرت هذه القطائع واتسع نطاقها وازدحمت بالسكان ، وأصبحت كل قطيعة منها تعرف باسم الرجل أو الطائفة التي تسكنها : فيرى من بينها قطيعة العباس بن محمد بن عبدالله بن العباس ، وقطيعة الربيع بن يونس ، وكان بها تجار خراسان من البزازين أي بائعي الثياب وقاطعه صالح بن المنصور


    الزراعة في عهد
    الخلفاء العباسيين :-

    وقد عني خلفاء العصر العباسي الأول بالزراعة وفلاحة البساتين التي قامت على دراسة علمية ، بفضل انتشار المدارس الزراعية التي كان لها أثر كبير في إنارة عقول المسلمين ، فتوسعوا في البحث النظري ودرسوا أنواع النباتات وصلاحية التربة لزراعتها ، واستعملوا الأسمدة لأنواع النباتات .
    وفي سنة 204 هجري خفض الخليفة المأمون العباسي ضريبة الأرض مرة أخرى . فأصبح يجبي الخمسان بدلا من النصف ، حتى على أكثر الأرض إنتاجا .
    ولما كانت الزراعة تعتمد على الري ، عني العباسيون بتنظيم أساليبهم ، وجعل مباحا للجميع . ولذلك عنيوا على تنظيمهم في مصر والعراق واليمن وشمال شرقي فارس وبلاد ما وراء النهر . وبلغ هذا النظام شأوا بعيدا من الدقة ، حتى أن الأوروبيين أدخلوا كثيرا من هذه النظم إلى بلادهم . وقد عنيت الدولة العباسية بصيانة السدود والترع ، وجعلوا عليها جماعة من الموظفين أطلق عليهم أسم المهندسين ، ومهمتهم المحافظة على هذه السدود خشية انبثاق الماء منها ، وذلك أن هذه السدود تكون من قصب وتراب يقام في وجوه المياه الجارية عند ضعف جريانها وغاية نقصانها .
    وقد جعل العباسيون لماء الري بمرو ( ديوان الماء ) ، ويشرف على هذا الديوان موظفا كبير يعاونه أكثر من عشرة الآف علما وتودع في سجلاته مقادير خراج الأراضي على حسب نوع ريها . كما كانوا يعنون مقاييس على الأنهار للوقوف على مقدار ارتفاع الماء وانخفاضه للإستئناس بذلك في فرض الضرائب.


    إزداد إهتمام العباسيون بما قام به المسلمون من إصلاح وسائل الري وتنظيمها ، وقاموا عليها الجسور والقناطر وبذلوا في سبيل ذلك أموالا طائلة ، واستخدموا لها عددا كبيرا من العمال ، وفي صدر دولتهم جددوا حفر القنوات القديمة واستحدثوا قنوات جديدة ، وخصوصا في العراق حتى أصبح ما بين النهرين دجلة والفرات أشبه بشبكة من القنوات والأنهار ، وأطلقوا عليها إسم (النواظم) لأنها نظمت توزيع الماء . وبذلك أعاد العباسيون إلى العراق شهرته القديمة بالخصب والماء ولا سيما الجزء الجنوبي المعروف بالسواد .
    وكان من واجبات الدولة في العراقان تسهر صيانة السدود والمسنيات والبثوق ، وكان ثم لهذا الغرض طائفة قائمة بذاتها من العمال يسمون المهندسين .
    وكذلك كان العباسيون يعنون بحراثة الأرض ويستخدمون لذلك الأبقار
    كما كانوا يعنون بتسميد الأرض والمحافظة على ثمارها ، حتى جعلوا كثيرا من الأطفال لنظارتها أي حراستها وطرد الطيور عنها
    وسعى
    الخلفاء العباسيون على سياسة حكيمة ترمي إلى عدم إرهاق المزارعين بالضرائب ، وعني بعض هؤلاء الخلفاء بوضع قواعد ثابتة لأنواع الخراج بحسب نوع المحصول وجودة الأرض ، وراعوا خفض الضرائب إذا قل المحصول لسبب من الأسباب وكذلك عني الخلفاء العباسيون بشؤون الزراعة وعملوا على تخفيض ضرائب عليهم ، فألغى أبو جعفر المنصور الضريبة النقدية التي كانت تفرض على الحنطة والشوفان ، وأحل محلها نظام (المقاسمة).
    وهو دفع الضرائب نوعا بنسبة خاصة من المحصول . على أن النظام النقدي القديم ظل على النخيل والفواكه وأشباهها. ولما أدى ذلك النظام الجديد إلى اشتطاط في جمع الضرائب ، توسع الخليفة المهدي في تطبيق النظام الذي أدخله أبوه المنصور فعممه ، وجعل الضرائب تجبى دائما بالنسبة للمحصول وإذا كانت الأرض ممتازة الخصب ولا تحتاج إلى عمل كثير ، ألزم المزارع بأن يقدم إلى الحكومة نصف غلة


    أرضه ، وإذا صعب عليه إروائها ، دفع الثلث أو الخمس أو الربع تبعا لحالة الأرض .

    الحاصلات الزراعية :
    1ـالحنطة :
    كانت تزرع في المناطق الاسلامية كافة حيث يتوفر الماء .
    2 ـ الكروم :
    قد امتازت العنب في اليمن بضخامة عناقيدها. وكان لزراعة الكروم شهرة خاصة في الشام حتى لا تكاد تخلو منها منطقة من المناطق.

    3 ـقصب السكر :
    زرع قصب السكر في البصرة وصور وبيروت وطبرية وكابل وخوزستان وغيرها. وقد استخرج منه السكر في كابل وخوزستان والبصرة.

    4ـ النخيل :
    أشتهرت مناطق واسعة بزراعة النخيل وأشهرها البصرة وكرمان وشمال أفريقية ومصر ومنطقة الغور وغيرها

    5 ـ التفاح :
    وكان أحسن أنواعه تفاح الشام ,حتى ضرب المثل به في الحسن , وجودة الطعم.

    6 ـ الزيتون :
    هو من نباتات البحر الأبيض المتوسط , وكانت الشام وشمالي أفريقيا تمدان المماكة الا سلامية كلها بالزيت , وأحسنه ما كان يأتي منالشام ولا سيما مدينة نابلس , وكان بمدينة سفاقس في القرن الرابع الهجري من الزيتون ما ليس بغيرها , ولا تزال شجرة الزيتون تلقى من العناية في هذا الأقليم ما لا تلقاه في أي بلد ى آخر من بلدان البحر الأبيض المتوسط .

    7 ـ النارنج والتارنج :
    وقد ذكر المسعودي أنه جلب من الهند ، ثم زرع في عمان والبصرة والعراق والشام . وذكر المقدسي في كتابه "أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم " أن ثمار النارنج في فلسطين كانت أحسن منها في غيرها من البلاد .

    الصناعة:
    كما أهتم خلفاء العصر العباسي الأول بالزراعة أهتموا أيضا بالصناعة التي كان لها نصيب وافر من عنايتهم . لقد عنوا باستعما ل موارد الثروة المعدنية فأستخرجوا الفضة والنحاس والرصاص والحديد الذي وجد منه مناجم جيدة بالقرب من بيروت كما أستخرجوا الخزف والمرمر من تبريز والملح والكبريت من شمالي فارس والنفط والغاز من بلاد الكرج.
    1. الصناعة في مصر:
    اشتهرت مصر في ذلك العصر بصناعة المنسوجات فكان يصنع في مدينة تنيس الثياب الملونة والفرش ،ويعمل بها للخليفة ثوب يقال له البدنة بلغت قيمته ألف دينار ،وليس فيه من الغزل سدى ولا لحمة سوى أوقيتين ،أما بقيته من الذهب الخالص المحكم الصنعة.
    واشتهرت مصر في العصر العباسي الأول بصناعة المراكب النبيلة التي كانت تسير في النيل تحمل حاصلات البلاد بين جهات الوجهين البحري والقبلي ,كما أشتهرت بصناعة السفن التي تشحن الأسلحة والمقاتلة لغزو بلادالدولة الرومانية الشرقية عن طريق الأسكندرية ودمياط وتينبس والفرما.
    وكانت القاهرة في عهد الفاطميين من أهم مراكز الصناعة فقد بلغ نظام الطراز مبلغا كبيرا في الرقي ,كماأزدهرت فيها صناعة المنسوجات الحريرية . وتبين لنا مهارة المصريين وحذقهم في تلك الصناعات ,من وصف الكسوة التي أمر الخليفة الفاطمي المعز بعملها للكعبة.1
    وفي مستهل القرن الثاني للهجرة كان الزجاج الملون المطل بالميناء ,يصدر الى كثير من جهات العالم ,وبلغت هذه البلاد درجة كبيرة من الاتقان في نقش الزجاج .

    2-الصناعة في بغداد :

    بعد أن أسس العباسيون مدينة بغداد على شاطىء دجلة,حفروا قناة للملاحة تأخذ ماءها من الفرات عبر العراق ووصلوها بحاضرة دولتهم,وأصبحت هذه القناة تربط هذه الحاضرة بآسيا الصغرى وسورية وبلاد العرب ومصر ،وكانت تأتي اليها القوافل من آسيا الوسطى مارة ببخارى وفارس.
    وبعد أن بنى المنصور مدينة بغداد,وضع أساس الكرخ في الجهة الجنوبية منها بين الصراة ونهر عيسى ,ونقل اليها أسواق بغداد,وأفرد لكل حرفة سوقا خاصة. ومن هذه الأسواق سوق العطارين,وسوق الحدادين,وسوق النجارين,وسوق البزازين,وسوق الرياحين,وسوق القصابين.وقد قيل أن المنصور أمر بجعل هذه السوق في آخر الأسواق وقال:اجعلوا سوق القصابين في أخر السوق فانهم سفهاء وفي أيديهم الحديد القاطع.
    وأشتهرت بغداد في العصر العباسي الأول بصناعة المراكب النبيلة التي كانت تحمل حاصلات البلاد بين جهات الوجهين البحري والقبلي.وسفن الشحن التي تشحن الأسلحة لغزو بلاد الروم الشرقية عن طريق الأسكندرية ودمياط.

    الصناعة في بلاد الأ ندلس:
    أشتهرت بلاد الأ ندلس باستخراج المعادن من مناجمها المختلفة وعلى الأخص الذهب من المناجم الواقعة على نهر تاجة والفضة ببعض جهات قرطبة, والحديد من جبال طليطلة, والرصاص من غربي قرطبة,والنحاس بنواحي طليلطلة وشمالي الأندلس.
    وقال المقرزي انه كان بالأ ندلس عدة مقاطع بالرخام الأبيض والخمري والمجزع.
    وكانت قرطبة مركزا هاما لصناعة الجلود, كماأشتهرت الأ ندلس بصناعة السفن وآلات الحرب من التراس والرماح والسروج والدجم والدروع. وكذلك أشتهرت الأ ندلس باستخراج الزيت من الزيتون والنبيذ من الكروم .كما مهر أهل هذه البلاد في استخراج العقاقير من النباتات المختلفة التي أخذها عنهم الأوروبيون فيما بعد.
    أسس محمد بن علي في مدينة غرناطة حديقة للنباتات أبيح دخولها للأطباء لدراسة النباتات النادرة, وقد قام أبن البيطار النباتي المشهور الذي عاش في القرن السابع الهجري بغرس نباتات الشام واسيا الصغرى ومصر وفارس. ثم ضمه الملك الأيوبي الى حاشيته وأصبح رئيس النباتيين, وألف كتابه المشهور في النباتات.

    2. انواع الصناعات في العصر العباسي
    النسيج:
    وقد اشتهرت بعض المدن الا سلامية بصناعة النسيج. ومن هذه المدن كارزون التي سميت دمياط الأعاجم واشتهرت كابل بنسيج القطن الذي كانت تصدره الى الصين. واشتهرت بلاد ماوراء النهر بزراعة القطن وصناعته, كمااشتهرت هذه الصناعة في المغرب والأ ندلس, ومن أهم مراكز صناعة االقطن مرو ونيسابور. كذلك تفوق المسلمون في صناعة الحرير والأطلس والمنسوجات الحريرية والمشجرة والسجاجيد.
    ومما يدل على تفوق المسلمين في صناعة المنسوجات النفيسة التي أخرجتها أنوال فارس والعراق والشام فامتازت الكوفة بكوفياتها الحريرية وغيرها,وتفوقت خوزستان بمنسوجاتها. وكان للمنسوجات الحريرية المشجرة الجميلة التي تصنع في تستر ولسجاجيد قرقيب وحرائر سوس شهرة عظيمة في أسواق العالم في ذلك الحين . وامتازت دمشق بصناعة الأقمشة الحريرية التي لا تزال تسمى "الدمقص " واشتهرت خراسان بصناعة البسط والستور والمنسوجات الصوفية على اختلاف أنواعها .
    ب- بناء السفن :
    ولما فتح الفاطميون مصر شعروا بحاجتهم إلى أسطول قوي يصد البيزنطيين خاصة والصليبين عامة عن بلاد الشام .
    فقد أنشأ المعز دار لصناعة السفن بالمقس بنى فيها ستمائة مركب واشتهرت جزيرة الروضة بصناعة السفن الحربية ، وبنيت في مصر دار لصناعة المراكب النبيلة والشوان .
    وأنشأ الفاطميون دورا لصناعة السفن في الإسكندرية ودمياط . وعنوا بجلب الأخشاب اللازمة لهذه الصناعة من مناطق الغابات في كثير من جهات الصعيد . ولم يكن إنتاج البلاد من الخشب ملائما لصناعة السفن الكبيرة ، لإنه لم يكن يمتاز بالصلابة المطلوبة ، لهذا كان الفاطميون يستوردون الخشب من أوروبا عن طريق البنادقة .

    ج- صناعة الورق :
    وقد راجت صناعة الورق في العصر العباسي الثاني ، وكان ورق البردي الذي أشتهرت به مصر منذ عهد بعيد كثير الإستعمال حتى أوائل العصر العباسي الثاني ، ثم حل محله الكاغد الذي انتقل من الصين إلى البلاد الإسلامية في القرن الرابع الهجري ، واشتهرت سمرقند بصناعة الكاغد حتى قيل أن كواغد سمرقند عطلت قراطيس مصر . وانتشرت صناعة الورق في دمشق وطبرية وطرابلس والشام

    د – صناعة الآلآت رياضية:
    اشتهرت مدينة حران – لمركزها الديني باعتبارها آخر مأوى لعبادة الكواكب – بصنع آت القياس مثل الاسطرلابات ، وغيرها من الآلات الرياضية الدقيقة ، وكانت موازين حران مضرب الأمثال في الدقة.

    ﻫ- الأخشاب :
    كانت الأخشاب كثيرة وصناعاتها متنوعة ففي خراسان خشب العرعر وهو نوع جيد من الأخشاب استعمله أغنياء المسلمين في بناء بيوتهم في صدر الإسلام ، وخشب الساج الهندي وهو أحسن ما أستعمل في بناء البيوت في المشرق كله ، وكانت تصنع أدوات البيوت في السادة والكبراء .
    وكانت أثاث المنازل تصنع من خشب الخلنج ، وهو خشب أبيض مائل إلى الحمرة وكانت مدينة قم بين أصبهان وسادة تصدر الكراسي الجيدة

    و- صناعة النحاس الأصفر :
    وكان معدنه في أصفهان وبخارى ونحاس بخارى كان يستعمل في طلاء أعلى المنائر .

    ي- صناعة المعادن :
    وقد برع صناع المصريين في صنع المعادن والفيسفاء والعاج فعرفت مدينة الفسطاط ، بصناعة الديد المستورد من أوروبا وصقلية وشمالي أفريقيا ، كما عرفت مدينة تنيس بصناعة المقصات والسكاكين . وراجت صناعة الذهب والفضة اللتين استخدمهما الصناع في صنع الحلي والسروج والسيوف وتذهيب المصاحف .وليس من شك أن هذه التحف أنتجها الفاطميون والتي تدل عليها آثارهم تلقي ضوءا على تقدم هذه الصناعة ورقيها . هذا لإلى ما عرف به صناع مصر من مهارة ودقة في صناعة النحاس والبرونز .
    ﻫ-صناعة الصابون والشمع:
    وفي عهد الخليفة المنصور اشتهرت البصرة بصناعة الصابون والزجاج وانشأ مصانع جديدة لها في بغداد وسمراء.2 وقد انتشلرت صناعة الشمع بالاسكندرية, وكان بمدينة القاهرة في عهد المامليك كثير من الأسواق نخص بالزكر منها سوق الشماعين وتباع فيه الشموع على اختلاف أنواعها من موكبية وقانوصية وطوافات. وكان بمدينة فاس سوق أطلق علية اسم "سوق الشماعين.

    ل-صناعة الزجاج والبلور والخزف:
    اشتهرت بلاد الشام بصناعة الزجاج والخزف واتخذ أهلها سمة خاصة بهم في زخرفة الزجاج وفي مستهل القرن الثاني للهجرة كان الزجاج الملون المطلي بالميناء يصدر الى كثير من جهات العالم. وبلغت هذه البلاد في نقش الزجاج بالذ هب والأدوات الأخرى درجة من الاتقان.
    وقد قيل انه في بغداد أربعة الاف معمل لصنع الزجاج وثلا ثةالاف لصنع الخزف.
    واشتهرت بغداد بالصياغة التي نبغ فيها الفرس, وبلغت صناعتهم شأوا بعيدا في الدقة والجمال, حتىانهم كانوا يرصعون الزجاج بالجواهر, ويكتبون عليه بالذهب المجسم ويصنعون للملوك أقداحا تبهر الأبصار.
    التجارة :-
    كما اهتم
    الخلفاء العباسيون بالزراعة والصناعة اهتموا أيضا بالتجارة وسهلوا سبلها وحفروا الآبار وأقاموا المحطات في طرق القوافل ، ثم أنشئوا المنائر في الثغور ، وبنوا الأساطيل لحماية السواحل من لغارات لصوص البحار والقراصنة . والذي ساعد على تنشيط التجارة في العصر العباسي الأول هو تأسيس مدينة بغداد دار السلام ، التي ساعد موقعها الإستراتيجي لتصبح سوقا تجاريا من الطراز الأول ، يقصدها التجار من كل حدب وصوب وبذلك أصبح دجلة والفرات شريانين تجاريين هاميين في داخل يلاد الدولة العباسية .
    وقد عني هارون الرشيد بتنظيم التجارة ، فعهد إلى المحتسب في مراقبة الأسواق والإشراف على الموازين والمكاييل وكان المسلمون في العصر العباسي الأول يصدرون الشعير والحنطة ، والأرز والفاكهة والزهور ومازندران المشهورة ووالسكر والزجاج والحرير ، والأقمشة الصوفية والكتانية الحريرية والزيت والعطور كماء الورد والزعفران وماء السوسن وزيت البنفسج وغيرها .


    وصفوة القول أن عناية الخلفاء العباسيين بالتجارة وحرصهم على تبادلها وتيسير طرقها البرية والبحرية ، كان له أثر بعيد فيي ترقية التجارة التي تقوم على تبادل المحاصيل ، كما مهدوا فوصفوا البلاد المختلفة وصفا دقيقا مبنيا على المشاهدة .
    وقد اعتاد المسلمون أن يقيموا الأسواق في أماكن معينة . ومن المدن التي أشتهرت بأسواقها : اصبهان ، البصرة .
    وكانت التجارة تعتمد على إقامة الأسواق ، وتقيم كل طائفة من التجار في قسم من أقسام هذه الأسواق ، ويمكثون إلى ما بعد الظهر ولا يعودون إلى منازلهم إلا في المساء .
    أما أسواق المدن فكانت تقام في أيام معينة في الأسبوع . وكانت الحوانيت في مصر والشام وفلسطين تمتد على طول الشارع من الجانبين ، وخصصت فنادق للتجار الغرباء وكانت أشبه بالأسواق الكبيرة .

    التجارة في المدن الإسلامية :

    1- التجارة في بغداد :
    وبعد أن أسس العباسيون مدينة بغداد على شاطيء دجلة حفروا قناة للملاحة تأخذ ماءها من الفرات عبر العراق ، ووصلوها بحاضرة دولتهم ، وأصبحت هذه القناة هذه الحاضرة بآسا الصغرى وسوريا وبلاد العرب ومصر ، وكانت تأتي إليها القوافل من أسيا الوسطى مارة ببخارى وفارس .

    2- التجارة في دمشق :
    وكان طريق القوافل الكبرى التي يجتازها الحجاج السوريون يبعد عن البحر بعض الشيء ،لأنه كان يمر شرقي نهرالأردن خارج فلسطين . وكان كثير من الحجاج يحجون بيت المقدس بعد أداء فريضة الحج في مكة ، فيتقابلون مع حجاج الغرب المسيحين . وبذلك أتيحت للتجار الفرصة لتبادل السلع وقد أدت هذه الحركة إلى انتشار السلع في أسواق دمشق.
    ومن المرجح أن المدن البحرية التي لم تكن تبعد عن سوق دمشق كثيرا مثل طرابلس وصور وبيروت وعكا, كانت تحصل على ما تحتاج اليه منالسلع منسوق دمشق, الىجانب ماكانت تحصل اليه من البضائع نتيجة قيامها بالتجارة البحرية. كما أن دمشق أصبحت مركزا مهما للقوافل التجارية الآتية مناسيا الصغرى أوم ن العراق الى الجزيرة العربية و مصر.


    3ـالتجارة في الأيلة والقلزم:
    وكانت الأيلة والقلزم من أهم الموانىء التجارية على البحر الأحمر. ولا غرو أن أيلة والقلزم المنفذين الر ئيسيين في شمالي البحر الأحمر, وعن طريقهما تنقل السلع من الغرب الى الشرق وبالعكس.
    4 ـالتجارة في عيذاب:
    وقد نافست عيذاب ميناء القصير, ولعبت دورا هاما في تجارة البحر الأحمر, وأزدهرت عيذاب في القرنين الخامس والسدس للهجرة لتحول طريق التجارة الفاطمية الى الجنوب بسبب اشتداد النزاع بين الفاطميين والسلاجقة الذين كانوا أصحاب النفوذ في بغداد حاضرة الدولة العباسية في ذلك الوقت .

    5ـ التجارة في البصرة:
    أما مدينة البصرة فقد أصبحت من أهم مراكز التجارة وهي باب بغداد الكبير ومدخل دجلتها المتدفق بضروب المتاع, وأنواع السلع المستوردة, في كل أصقاع العالم, ولذلك أستفحل بها العمران وكثرت فيها المصانع والصنائع, وصارت واسطة العرب والعجم.
    6 ـ التجارة في عدن :
    وكان لعدن شهرة تجارية فائقة بسبب موقعها، وكانت السفن المحملة بمنتجات الدول الآسيوية والأوروبية ترسو بها, ويسميها المقدسي دهليز الصين.

    7ـالتجارة في جدة :
    أما جدة فكانت ميناء مكة, وقد فكر هارون الرشيد في حفر قناة تصل البحر الأبيض بالبحر الأحمر, لكنه أهمل هذه الفكرة عندما قيل له ان اللأغريق يجدون عن طريق هذه القناة منفذا الى البحر الأحمر, وانهم يستخدمون هذا المنفذ لاارسال حملات ضد مكة والمدينة وقطع طريق الحجاج, لذلك عمد الرشيد عن حفر قناة السويس وأصبحت السلع تحمل على ظ هور الجمال ثم تنقل في النيل, أوترسو في بر برزخ السويس, أما الطريق التي كانت تجلب السلع من الشرق الى جدة ومنها ترسل الى مكة في موسم الحج فانها كانت تص لعلى أيدي التجار المصريينوالسببالرئيسي تجارة الحرير.

    8 ـ التجارة في سيراف :
    وكانت سيراف من موانىء الخليج العربي وترجع شهرتها لقيامها بالتجارة البحرية وقد بلغت هذه التجارة من الازدهار مبلغا جعل منسيراف منافسا للبصرة في الغنى والشهرة .

    طرق التجارة :
    1.الطريق البحري من غرب أوروبا الى المشرق مارا بمصر حيث تحمل المنتجات على الدواب الى القلزم, ومنه تنقل الى البحر الأحمر مرورا بموانيه الهامة مثل جدة, ويتجه حتى السند والهند والصين.



    2ـ الطريق التجاري الذي يسير من المنطقة الواقعة عند مصب نهر السند نحو داخل فارس مارا بولاية سجستان ، وإلى الشمال من هذا الطريق كانت قوافل البنجاب تنقل مقادير كبيرة من البضائع عبر هضاب أفغانستان وتوصلها إلى كابل وغزنة وغيرها . ومن هنا كانت القوافل تسير عبر خراسان غربا وبخارى شمالا .





    2- الطريق الثالث يبدأ من شمالي روسيا إلى المشرق عن طريق بحر قزوين ، ثم إلى مرو حاضرة خراسان فبلخ وبخارى وسمرقند ببلاد ما وراء النهرين ومنها إلى الصين .

    3- الطريق الرابع : هو الطريق البري ويبدأمن الأندلس إلى طنجة عبر مضيق جبل طارق مجتازا المغرب الأقصى عن طريق سبتة والمغرب الأدنى عن طريق تلمسان ووهران والقيروان والمهندية والمغرب الأدنى عن طريق طرابلس حتى يصل إلى مصر ، ثم يتجه إلى بلاد الشام مارا بالرمة ودمشق ، ثم إلى العراق مارا بالكوفة وبغداد والبصرة ، ثم إلى فارس مارا بالأهواز ، ثم إلى كرمان والهند والصين .

    أثرالتجارة :
    أدى نشاط المسلمين التجاري الى ابتكار بعض النظم المالية والتجارية التي عرفتها أوروبا عنهم .
    وفي العصر الذهبي للدولة العباسية" أنشأ التجار لأول مرة نقابة مسئولة عن مراقبة المعاملات التجارية, ومنع التدليس, وكان رئيسها ينتخب من بين الأعضاء الممتازين ويسمى"ريئس التجار" كما كان يسمى أعضاء النقابة "الأمناء" .
    وقد أستفاد المسلمون من تجارتهم ـ فضلا عن الغنى والمال والثروة المالية ـ خبرة بشوؤن الحيا, ومعرفة بأخلاق الناس, وأصبحت التجارة الاسلامية في القرن الرابع الهجري مظهرا من مظاهر أبهة الاسلام وحضارته, ولها السيادة في البلاد, وغدت سفن المسلمين, وقوافلهم تجوب كل البحار, وأحتلت المكان الأول في التجارة العالمية .
    وبذلك أضمحلت المكانة العالمية للتجارة اليهودية, وقد كان تستأثر بأهم ما كانت تصدره أوروبا, وخصوصا الغلمان والجواري .
    ونشأعن هذا التقدم التجاري أزدهار الجاليات الاسلامية في كثير من الأطراف التي تغلب عليها غير المسلمين, فكان يرأسهم مسلم, ولا يقبلون حكم غير المسلمين فيهم , ومنهذه الجاليات ماكان في بلاد الخرز, والسرير, واللان, وكوغة, والهند, والصين. بل وكوريا أيضا.

    [IMG][CENTER][url]http://patresia.jeeran.com/%D8%A8%D9%86%D8%AA%20%D9%81%D9%84%D8%B3%D8%B7%D9%8A%D9%86.JPG[/url][/CENTER][/IMG]
يعمل...
X