الاثار المدفنية والقبور الاثرية والكنوز التي تحتويها
الاثار المدفنيه
ان الاعتقاد بعودة الروح اللى الحياة بعد الوفاة او بالانتقال من عالم الى اخر.دفع الاحياء الى دفن موتاهم مع شتى الاغراض التي سيستخدمونها او سيحتاجونها في الحياة الاخرى . وقد تكون هذه الاغراض عادية كالمسكوكات والفخاريات والزجاجيات التي تحتوي التقادم والغذاء ... او غنية كالاسلحة والحلي الثمينه.
تعتبر المدافن مرتعا خصبا ومميزا ليس فقط بالنسبه لعلم الاثار انما ايضا لمختلف انواع العلوم فدراستها ودراسة اساليب ونماذج المدافن المتنوعه في انحاء العالم القديم والطقوس المرافقه لها لا يسمح لنا ضيق المجال تفصيلها وايفائها حقها لذا سنكتفي بالقاء نظره ولو سريعة عنها .
تنقسمم ممارسة الطقوس المدفنيه الى مجموعتين كبيرتين تعتمد كل منها على مبدا رئيس وهو اما المدفن البسيط لجسد الميت في قبر او حرق الجسد قبل دفنه وهذه الاخيره اقل انتشارا في العالم القديم رغم انها في العصر البرونزي واوائل العصر الحديدي عمت قسما كبيرا من اوروبا وعرفت مدافنها باسم حقول الجرار المدفنيه وعملية احراق جثة الميت نجدها في موقع دون الاخر بشكل مشتت منذ الالف الثالث قبل الميلاد في بلاد الاناضول وقد استمرت هذه العملية حتى العصر الهندسي في اليونان وحتى في العصور الاحقه الى جانب طريقة الدفن دون احراق الجثه في اوروبى وفي ايطاليا وحتى العصر الروماني . والرومان الذين عرفوا طريقتي الدفن عمموا ممارسة حرق الجثث في امبراطوريتهم وبنو لعلب حفظ الرماد (كرى الحمام)وهي عبارة عن ابنيه تقام في المدن المدفنيه وتزود بكرى توضع بداخلها العلب المدفنيه .
يتنوع الدفن دون احراق الجثه من الحفر البسيطة التي تحف جوانبها الحجارة الى الجرار المدفنيه الى قبور الطين المشوي الى النواويس الحجرية او الخشبية او المعدنية الى المدفن الصرحي او الموزولية الى المصطبة فالاهرام ....
اما المدافن العميقة داخل الارض او الدياميس فقد تتالف من غرفة بسيطة او اقبية نصل اليها بواسطة بئر او سرداب عبر طريق منحدر يشكل رواقا محفورا جزئيا او كليا تحت مستوى سطح الارض . هذه الدياميس قد تقام في بطن تل وتنحت مداخلها في الصخر كما هي الحال في العديد من القبور الاثرورية والصقلية والقبور ذات الواجهات مداخلها تحت الارض تليل وتجدهلا في تسالية ومقدونية في اليونان وتعود بتاريخها الى العصرين البرونزي والحديدي .
ونجد اهم الدياميس في مصر في المدافن الملكية في وادي الملوك وفي وادي الملكات لكن الطراز المميز في المدافن هو الهرم الذي غالبا ما تحيط به قبور افراد الحاشية التي تغطيها المصاطب .
هنالك نوع اخر من المافن , نادر جدا , هو القبور الدائرية الشكل , وهي عبارة عن قبر او عدة قبور داخل حفرة تحت الارض , تدل على وجودها دائرة من الحجارة نجدها عند الايلليريين في اليونان ونعرف منها اثنتين في ميسان تدعيان دائرتي في الاولى عثر على كنوز من اواخر العصر الهيللادي الاوسط . وهناك ايضا في اسيا الوسطى قبور دائرية , خاصة في لولان (تولس) من القرن الاول قبل الميلاد . اما القبور الصرحية الدائرية والمدعوة (تولوسو) فتمثل طرازا خاصا واستعملت خاصة في العالم الايجي .
كل القبور يمكن ان تكون فردية او جماعية , والقبور عامة تجتمع في مقبرة او مدينه مدفنية وتخصص لها مواقع في خارج جدران المدن . في العالم اليوناني والروماني كانت تقام عند طول الطرقات وراء ابواب المدن .لكننا نعرف حالات عديده حيث يتم الدفن تحت ارض المساكن , خاصة بالنسبة للاولاد الذين يوضعون في جرار قبل ان يدفنوا.
فوق القبور خاصتا عند اليونان والرومان كانت ترفع نصب (شاهد القبر)تحمل كتابات , حفظت لنا اسماء الموتى , ونقوشا تمثل الميت مع حيوان اليف (عند اليونان غالبا هو الكلب)او خادمه . كذلك الغرف المدفنية كانت تغطي جدرانها في معظم الاحيان الرسوم التي تمثل مشاهد من الحياة اليومية , في مجلس الطعام والشراب ذات الصفة الرمزية ... كما هي الحال في المواضيع الممثلة في المصاطب والدياميس في مدينة طيبة المدفنية في مصر , وفي العديد من مدافن العالم اليوناني وفي قبور الاثروريين في بوسيدونيا في ايطاليا.
عند المصريين كما في الشرق الادنى وفي العالمين اليوناني والروماني نشهد في المدافن على جدران الابار او على النواويس كتابات تحذر من يغتصب هذه الاماكن الابدية من لعنة الالهة , اضافة الى نوع اخر من الحماية لها , ذات الطابع السحري , يعبر عنها بتمثيل بعض الحيوانات كالاسد حارس المدن المدفنية او ابي الهول , تنقش وتحفر بكاملها او ممثلة براسها فقط , وقد تنحت نحتا بارزا او تنقش على النواويس او ترسم على جدران المدافن .
ان الاعتقاد عند جميع الشعوب بعودة الافراد الى الحياة حملهم كما سبق وذكرنا الى وضع مختلف انواع الاغراض مع الميت وهذه الاغراض تعتبر شواهد اثرية معبرة عن حضارات الشعوب القديمة وعندما يتعلق الامر بمدافن ملكية او بمدافن الامراء كما في مدافن توت عنخ امون او تانيس , او اور....... فالموجودات كنوز فعلية وثمينة من خلالها نتمكن من الحكم على مدى الغنى الحضاري وعلى المستوى التقني والفني الذي وصل اليه شعب ما . لكن كل انواع المدافن لها اهميتها , والمدافن المتواضعة غالبا ما تعطينا معلومات اوفر وكما اننا نجد في المدافن العامة معلومات وافرة عن الحياى اليومية ومتطلباتها للمجتمعات القديمه بينما لا نجد في الدافن
حقول الجرار:
تطلق تسمية حقل جرار مدفنية على مدافن تحتوي اجاجين تحفظ فيها عظام الموتى المحترقة او رمادها والتقادم التي ترافقها وقد تشكل الاجاجين من مختلف المواد حسب اهمية الميت فهي فخارية او حجرية او معدنية كالبلرونز والذهب والرصاص ... ظهرت هذه العادة في الفن في اوروبا الوسطى اساسا واعتبرت دليلا على الفترة الانتقالية من العصر البرونزي الى العصر الحديدي ويبدو انها انتشرت فعليا حوالي اواسط القرن الثالث عشر قبل الميلاد .
النواويس :
ان استعمال العلب لحماية الموتى ليس ظاهرة عامة عند الشعوب القديمة . في الحضارات البدائية . اكتفي بوضع الجثث على سطح الارض تقريبا , واحيانا كانت تغطى الجثة بجلد حيوان او تلف بحصير . وطريقة الفن في حفرة غلفت جوانبها بالحجارة تعتبر نوعا من النواويس وتغنينا عن استعمالها . عند شعوب الحضارات التي استخدمت الدياميس في هذه الحالة وفي اغلب الاحيان عبارة عن غرف في عمق بئر خالية من البناء او مكونة من الواح او جذوع خشبية تقلد احيانا البيوت كما في مدافن السومريين . ونجد احيانا سلالا كبيرة او جرار عوضا عن النواويس خاصتا في العصر البرونزي .
في مصر منذ اواخر عهد ما قبل السلالات ظهرت النواويس , المصنوعة من الطين المشوي او من الخشب , التي حلت محل السلال التي تلت استعمال الحصر او جلود الحيوانات في اوائل الالف الرابع قبل الميلاد . خلال المرحلة التاريخية ظل الفقراء يستخدمون هذه النواويس الرخيصة التكلفة واحيانا استعاضوا عنها بالجرار وقد حفظت الاجساد المحنطه اجمالا . عثر من المرحلة التينية (3200-2800ق.م)على بعض النواويس الخشبية ولكن اغلب النواويس كانت من الطين المشوي . في مدافن الامبراطورية القديمة ظهرت النواويس الحجرية (غرانيتيه او كلسية ) وهي عبارة عن احواض كبيرة مستطيلة الشكل عارية من الزخارف ومسقولة وتغلق بواسطة غطاء لاكن ناووس ميكرينوس يحمل زخرفة , يبدو انها اضيفة اليه في وقت لاحق . في عهد الامبراطورية الوسطى , ونتيجة لظهور نوع من الديمقراطية في عادات الدفن ,كثرت النواويس الخشبية المزخرفة باعمدة متعددة الالوان تمثل واجهات المنازل والقصور وتحيط بها نصوص مدفنية هيروغليفية . في عهد الامبراطورية الحديثة ظهر القبر الممثل لشخص الميت الغني بالزخارف , هذا القبر مكون احيانا من عدة نواويس تعلب داخل بعضها البعض وتتلائم مع شكل هيكل الميت المحنط او المومياء .
المصاطب:
المصطبه اسم اطلقه العرب على الاقسام التي ترتفع على سطح الارض فوق المدافن والتي تاخذ شكل شبه منحرف والتي تاخشكلا شبه منحرف . وتتالف من كومة من الحصى والرمل , فوق بءر او عدة ابار مدفنية , تدعمها وتجمعها الحجارة .
ظهرت المساطب اساسا في عهد التينيت وكانت عبارة عن جدران من الطابوق تشكل سورا حول الحفرة المدفنية . وكانت الجدران وما يعلو الحفرة تشكل حماية للمدفن وتحدد موقعه : ثم اخذت طابع معبد تقام فيه الطقوس المدفنية وظهرت فيها الكوى _اولا وادة ثم اثنتان –التي تقام فيه الجدران ابتداء من مستوى الارض او من اول مدماك . وظهرة المسطبة المليئة في اواخر عصر السلالة الاولى واصبحت دارجة خلال عصر السلالة الثانية وكثرت فيها الكوى المتنوعة الاشكال والاعماق . وفي اقدم المصاطب كان يوضع في اتجاه شروق الشمس نصب يمثل بابا مغلقا , يدعى نصب الباب المزيف , نقشت عليه اسماء والقاب الميت , وامام الباب كانت توضع طاولة التقادم التي تحمل المقومات الضرورية التي سيحتاجها المتوفى عند عودة الحياة الى روحه.
في عهد الامبراطورية القديمة اقيمت قاعة خاصة بالتقادم داخل المصطبة بالذات , هذه القاعة او المعبد اخذت تتسع مع الوقت واحتوت نصب الباب المزيف في الجدران الموجه لمدخلها وظلت طاولة التقادم توضع امامه , كما انشئت فيها الكوى وغطت الجدران الرسومات والكتابات . هذه الرسوم الغنية والمتنوعة تعتبر شواهد هامة عن الحياة اليومية في مصر في عهد الامبراطورية القديمة . اما تمثال الميت فكان يوضع في غرفة في الجهة الجنوبية من خلاله روح الميت الساكنة في التمثال , حضور احتفالات التقديم واستنشاق روائح التبخير . تضاعف مع مرور الزمن عدد الغرف التي نصل اليها من المصطبة حتى صار داخلها عبارة عن متاهة من الدهاليز والقاعات المتشعبة.
وعندما اصبح الهرم في اوائل عصر الامبراطورية القديمة نموذج المدفن الملكي ظلت المصاطب مدافن الكبار المميزين ونجدها في ممفيس والجيزة وسقارة تحيط صفوفها بالاهرام مكونة مدنا مدفنية طرقاتها الطويلة تتقاطع في زوايا قائمة . وتجدر الملاحظه الى انه في اواخر عهد الامبراطورية القديمة لا نجد سوى مصاطب غير متقنة البناء تدل على سقوط الملكبة المركزية :
نعود ونجد المصاطب في عهد الامبراطورية الوسطى دائما حول الاهرام الملكية _دليل عودة السلطة الملكية المركزية .
نعود ونجد المصاطب في عهد الامبراطورية الوسطى دائما حول الاهرام الملكية _دليل عودة السلطة الملكية المركزية .وفي عهد الامبراطورية الحديثة تختفي المصطبة لتحل محلها المدافن الصرحية .
حاول العلماء تصنيف القبور الموجودة تحت تامصاطب من خلال دراسة هيكليتها الداخلية واستطاع تحديد خمسة نماذج رايسية تعود الى عهد السلالات الاربعة الاولى , اضافة الى عدد من النماذج الثانوية , النموذج او الطراز الاول يشمل قبورا مغطاة بسقف خشبي ومؤلفة من بئر وسور من الطابوق ومنها قبر مينيس ونامر ... , الطراز الثاني يشمل قبورا شبيهة بالطراز الاول لاكنها تحتوي على درج ومنها قبور الملوك السلالة الاولى , الطراز الثالث قبور مقببه بعقود نصل اليها بواسطة درج ومنها قبر خاسخموي من السلالة الثانية , الطراز الرابع يشمل المدافن المحتوية على درج والتي تضم عدة قاعات كما في هرم زاوية العريان وعدد من المدافن الخاصة من عهد السلالتين الثانية والثالثة , اما الطراز الخامس فهو عبارة عن مدفن يحوي قبوا صغيرا مبنيا من الطابوق داخل بئر مفتوح نصله عبر منحدر محفور بالصخر , كما في قبر زوسر وفي اهرام دهشور وميدوم.
الاضرحة الفخمة –الموزوليه:
الموزولية بناء مدفني يقام تكريما لشخص والغاية منه ضم رفاته . وقد اطلقت هذه التسمية على الاضرحة الفخمة نسبة الى موزول الملك الذي حكم كاري , في الجنوب الغربي من اسيا الصغرى ,في القرن الرابع قبل الميلاد ,عند وفاته سنة 353 قبل الميلاد اقامت له زوجته ارتميس مدفنا صرحيا فخما , تحقيقا لغايتها اتت بابرع الفنانين والنحاتين واشهرهم في اليونان ,ومنهم ,سكوباس,برياكيس, تيموتي وليكارس . وحسب وصف بلين كانت للبناء قاعدة مستطيلة الشكل بلغ طولها 142و5قدما وعرضها 63 قدما (40*18م)تقريبا وارتفاعه 12 متر تقريبا (25ذراع الذراع قديما يساوي 50 سنتم تقريبا) , يحيط به 25 عمودا ,واقيم فوقه هرم , بلغ ارتفاعه ارتفاع القسم السفلي للبناء , مؤلف من 24 درجة ووضع فوق قمة الهرم المسطحة عربة خيل انجزها النحات بيتيس , ارتفاع البناء بمجمله كان 140 قدما اي حوالي 40 مترا . وقد كشفت اعمال التنقيب عن 750 من المنحوتات والتماثيل التي كانت موزعة بين الاعمدة وعلى الافريز .
هنالك امثلة لضريح موزول عند الاخمينيين , كما ان اليونان والرومان من جهتهم اقاموا اضرحة فخمة , او موزول , اهمها عند اليونان سوما او ضريح الاسكندر الكبير في الاسكندرية , الذي لم يبق منه اثر يذكر .
الموزول _المعابد تتقدمها الاعمدة وقد تحتوي واجهاتها على رواق امامي تحده الركائز , والغرفة المدفنية هي غرفة العبادة , ويرتفع الموزول فوق مصطبة او قاعدة عالية ويصعد اليه بواسطة سلم امامي نذكر مثلا عنه موزول هنشير الزعتلي في تونس . اما باقي الموزول فلا يتقدمه رواق امامي وهو عبارة عن بناء بسيط مربع او دائري الشكل هندسة وجهه تختلف من بناء الى اخر خاصة الابنية المربعة فمنها ذات الاعمدة او ات الطابقين او ذات الركائز او ذات الواجهة المثلثة الجبهة ومنها ذات السقف الهرمي او المخروطي ...مما يعطي كل بناء الميزه الخاصة به ونجد من هذه الموزول في اسيا الصغرى وفي فلسطين وفي افريقيا الشمالية وفي اوروبا...
التل المدفني:
التل المدفني او تيميلوس عبارة عن كمية من التراب والحجارة التي تجمع فوق القبر وتشكل تليلا , وقد شمل مفهوم لفظه تييلوس اللاتينية كل المرتفعات او التلال الاصطناعية .
الدراسة تتم عن قرب , فاذا كان تلا مدفنيا نعثر على سطحه على كسر فخارية , وعند مستوى الجدران التي تحتوي القبر المطمور بالتراب , ومن الصعب العثور على دلائل اخرى سطحية والتنقيب العلمي وحده يؤكد على وجود المدفن . وعنما نصادف مجموعة من هذه التلال المدفنية فان وحدة اشكلها واحجامها هي التي تجعلنا نميزها بسهولة .
النصب المدفني:
النصب المدفني او حجر الشاهد المدفني بالنسبة لعلم الاثار هو عبارة عن بناء مدفني ياخذ اشكالا مختلفة , والغاية منه تحديد موقع القبر . وتجد النصب المدفنية في العالم القديم وهي في بعض الاحيان تشبه المذابح المدفنية ولكنها لا تكون مثلها مجوفة اذ ان المذابح المدفنية كانت تحتوي على جرة مدفنية وكانت تقدم فوقها الاضاحي كما هي الحال في المذابح القرطاجية .
والنصب قد يكون حجرا بسيطا وقد يمثل راس انسان وقد ياخذ شكل مسلة كما انه قد يحمل كتابات او نقوشا تمثل مشاهد حياتيه دينية ومدفنية تعبر عن الاشخاص كالاسماء والالقاب ...وعن العادات والتقاليد والمعتقدات .واعتما هذا النوع من النصب او الشاهد المدفني لا يزال قائما حتى يومنا هذا وفي معظم انحاء العالم .
المدينة المدفنية او النيكروبول
كانت المدينة المدفنية تقع خارج المدن , قريبا من ابوابها او على الطرقات المؤدية اليها , ونجدها غربي المدن في مصر , في طيبة حيث وادي الملوك والملكات الغني بالمعابد المدفنية , كذلك الامر بالنسبة لليونان و الاثرمريين والرومان . في ميسان وفي اور سلمت المدن المدفنية التي لم ترتفع فوق مدافنها ابنية صرحية تشير الى وجودها فاتحفتنا مدافن الملوك والاغنياء بما ضمته من كنوز ومحتويات قيمه .
الاثار المدفنيه
ان الاعتقاد بعودة الروح اللى الحياة بعد الوفاة او بالانتقال من عالم الى اخر.دفع الاحياء الى دفن موتاهم مع شتى الاغراض التي سيستخدمونها او سيحتاجونها في الحياة الاخرى . وقد تكون هذه الاغراض عادية كالمسكوكات والفخاريات والزجاجيات التي تحتوي التقادم والغذاء ... او غنية كالاسلحة والحلي الثمينه.
تعتبر المدافن مرتعا خصبا ومميزا ليس فقط بالنسبه لعلم الاثار انما ايضا لمختلف انواع العلوم فدراستها ودراسة اساليب ونماذج المدافن المتنوعه في انحاء العالم القديم والطقوس المرافقه لها لا يسمح لنا ضيق المجال تفصيلها وايفائها حقها لذا سنكتفي بالقاء نظره ولو سريعة عنها .
تنقسمم ممارسة الطقوس المدفنيه الى مجموعتين كبيرتين تعتمد كل منها على مبدا رئيس وهو اما المدفن البسيط لجسد الميت في قبر او حرق الجسد قبل دفنه وهذه الاخيره اقل انتشارا في العالم القديم رغم انها في العصر البرونزي واوائل العصر الحديدي عمت قسما كبيرا من اوروبا وعرفت مدافنها باسم حقول الجرار المدفنيه وعملية احراق جثة الميت نجدها في موقع دون الاخر بشكل مشتت منذ الالف الثالث قبل الميلاد في بلاد الاناضول وقد استمرت هذه العملية حتى العصر الهندسي في اليونان وحتى في العصور الاحقه الى جانب طريقة الدفن دون احراق الجثه في اوروبى وفي ايطاليا وحتى العصر الروماني . والرومان الذين عرفوا طريقتي الدفن عمموا ممارسة حرق الجثث في امبراطوريتهم وبنو لعلب حفظ الرماد (كرى الحمام)وهي عبارة عن ابنيه تقام في المدن المدفنيه وتزود بكرى توضع بداخلها العلب المدفنيه .
يتنوع الدفن دون احراق الجثه من الحفر البسيطة التي تحف جوانبها الحجارة الى الجرار المدفنيه الى قبور الطين المشوي الى النواويس الحجرية او الخشبية او المعدنية الى المدفن الصرحي او الموزولية الى المصطبة فالاهرام ....
اما المدافن العميقة داخل الارض او الدياميس فقد تتالف من غرفة بسيطة او اقبية نصل اليها بواسطة بئر او سرداب عبر طريق منحدر يشكل رواقا محفورا جزئيا او كليا تحت مستوى سطح الارض . هذه الدياميس قد تقام في بطن تل وتنحت مداخلها في الصخر كما هي الحال في العديد من القبور الاثرورية والصقلية والقبور ذات الواجهات مداخلها تحت الارض تليل وتجدهلا في تسالية ومقدونية في اليونان وتعود بتاريخها الى العصرين البرونزي والحديدي .
ونجد اهم الدياميس في مصر في المدافن الملكية في وادي الملوك وفي وادي الملكات لكن الطراز المميز في المدافن هو الهرم الذي غالبا ما تحيط به قبور افراد الحاشية التي تغطيها المصاطب .
هنالك نوع اخر من المافن , نادر جدا , هو القبور الدائرية الشكل , وهي عبارة عن قبر او عدة قبور داخل حفرة تحت الارض , تدل على وجودها دائرة من الحجارة نجدها عند الايلليريين في اليونان ونعرف منها اثنتين في ميسان تدعيان دائرتي في الاولى عثر على كنوز من اواخر العصر الهيللادي الاوسط . وهناك ايضا في اسيا الوسطى قبور دائرية , خاصة في لولان (تولس) من القرن الاول قبل الميلاد . اما القبور الصرحية الدائرية والمدعوة (تولوسو) فتمثل طرازا خاصا واستعملت خاصة في العالم الايجي .
كل القبور يمكن ان تكون فردية او جماعية , والقبور عامة تجتمع في مقبرة او مدينه مدفنية وتخصص لها مواقع في خارج جدران المدن . في العالم اليوناني والروماني كانت تقام عند طول الطرقات وراء ابواب المدن .لكننا نعرف حالات عديده حيث يتم الدفن تحت ارض المساكن , خاصة بالنسبة للاولاد الذين يوضعون في جرار قبل ان يدفنوا.
فوق القبور خاصتا عند اليونان والرومان كانت ترفع نصب (شاهد القبر)تحمل كتابات , حفظت لنا اسماء الموتى , ونقوشا تمثل الميت مع حيوان اليف (عند اليونان غالبا هو الكلب)او خادمه . كذلك الغرف المدفنية كانت تغطي جدرانها في معظم الاحيان الرسوم التي تمثل مشاهد من الحياة اليومية , في مجلس الطعام والشراب ذات الصفة الرمزية ... كما هي الحال في المواضيع الممثلة في المصاطب والدياميس في مدينة طيبة المدفنية في مصر , وفي العديد من مدافن العالم اليوناني وفي قبور الاثروريين في بوسيدونيا في ايطاليا.
عند المصريين كما في الشرق الادنى وفي العالمين اليوناني والروماني نشهد في المدافن على جدران الابار او على النواويس كتابات تحذر من يغتصب هذه الاماكن الابدية من لعنة الالهة , اضافة الى نوع اخر من الحماية لها , ذات الطابع السحري , يعبر عنها بتمثيل بعض الحيوانات كالاسد حارس المدن المدفنية او ابي الهول , تنقش وتحفر بكاملها او ممثلة براسها فقط , وقد تنحت نحتا بارزا او تنقش على النواويس او ترسم على جدران المدافن .
ان الاعتقاد عند جميع الشعوب بعودة الافراد الى الحياة حملهم كما سبق وذكرنا الى وضع مختلف انواع الاغراض مع الميت وهذه الاغراض تعتبر شواهد اثرية معبرة عن حضارات الشعوب القديمة وعندما يتعلق الامر بمدافن ملكية او بمدافن الامراء كما في مدافن توت عنخ امون او تانيس , او اور....... فالموجودات كنوز فعلية وثمينة من خلالها نتمكن من الحكم على مدى الغنى الحضاري وعلى المستوى التقني والفني الذي وصل اليه شعب ما . لكن كل انواع المدافن لها اهميتها , والمدافن المتواضعة غالبا ما تعطينا معلومات اوفر وكما اننا نجد في المدافن العامة معلومات وافرة عن الحياى اليومية ومتطلباتها للمجتمعات القديمه بينما لا نجد في الدافن
حقول الجرار:
تطلق تسمية حقل جرار مدفنية على مدافن تحتوي اجاجين تحفظ فيها عظام الموتى المحترقة او رمادها والتقادم التي ترافقها وقد تشكل الاجاجين من مختلف المواد حسب اهمية الميت فهي فخارية او حجرية او معدنية كالبلرونز والذهب والرصاص ... ظهرت هذه العادة في الفن في اوروبا الوسطى اساسا واعتبرت دليلا على الفترة الانتقالية من العصر البرونزي الى العصر الحديدي ويبدو انها انتشرت فعليا حوالي اواسط القرن الثالث عشر قبل الميلاد .
النواويس :
ان استعمال العلب لحماية الموتى ليس ظاهرة عامة عند الشعوب القديمة . في الحضارات البدائية . اكتفي بوضع الجثث على سطح الارض تقريبا , واحيانا كانت تغطى الجثة بجلد حيوان او تلف بحصير . وطريقة الفن في حفرة غلفت جوانبها بالحجارة تعتبر نوعا من النواويس وتغنينا عن استعمالها . عند شعوب الحضارات التي استخدمت الدياميس في هذه الحالة وفي اغلب الاحيان عبارة عن غرف في عمق بئر خالية من البناء او مكونة من الواح او جذوع خشبية تقلد احيانا البيوت كما في مدافن السومريين . ونجد احيانا سلالا كبيرة او جرار عوضا عن النواويس خاصتا في العصر البرونزي .
في مصر منذ اواخر عهد ما قبل السلالات ظهرت النواويس , المصنوعة من الطين المشوي او من الخشب , التي حلت محل السلال التي تلت استعمال الحصر او جلود الحيوانات في اوائل الالف الرابع قبل الميلاد . خلال المرحلة التاريخية ظل الفقراء يستخدمون هذه النواويس الرخيصة التكلفة واحيانا استعاضوا عنها بالجرار وقد حفظت الاجساد المحنطه اجمالا . عثر من المرحلة التينية (3200-2800ق.م)على بعض النواويس الخشبية ولكن اغلب النواويس كانت من الطين المشوي . في مدافن الامبراطورية القديمة ظهرت النواويس الحجرية (غرانيتيه او كلسية ) وهي عبارة عن احواض كبيرة مستطيلة الشكل عارية من الزخارف ومسقولة وتغلق بواسطة غطاء لاكن ناووس ميكرينوس يحمل زخرفة , يبدو انها اضيفة اليه في وقت لاحق . في عهد الامبراطورية الوسطى , ونتيجة لظهور نوع من الديمقراطية في عادات الدفن ,كثرت النواويس الخشبية المزخرفة باعمدة متعددة الالوان تمثل واجهات المنازل والقصور وتحيط بها نصوص مدفنية هيروغليفية . في عهد الامبراطورية الحديثة ظهر القبر الممثل لشخص الميت الغني بالزخارف , هذا القبر مكون احيانا من عدة نواويس تعلب داخل بعضها البعض وتتلائم مع شكل هيكل الميت المحنط او المومياء .
المصاطب:
المصطبه اسم اطلقه العرب على الاقسام التي ترتفع على سطح الارض فوق المدافن والتي تاخذ شكل شبه منحرف والتي تاخشكلا شبه منحرف . وتتالف من كومة من الحصى والرمل , فوق بءر او عدة ابار مدفنية , تدعمها وتجمعها الحجارة .
ظهرت المساطب اساسا في عهد التينيت وكانت عبارة عن جدران من الطابوق تشكل سورا حول الحفرة المدفنية . وكانت الجدران وما يعلو الحفرة تشكل حماية للمدفن وتحدد موقعه : ثم اخذت طابع معبد تقام فيه الطقوس المدفنية وظهرت فيها الكوى _اولا وادة ثم اثنتان –التي تقام فيه الجدران ابتداء من مستوى الارض او من اول مدماك . وظهرة المسطبة المليئة في اواخر عصر السلالة الاولى واصبحت دارجة خلال عصر السلالة الثانية وكثرت فيها الكوى المتنوعة الاشكال والاعماق . وفي اقدم المصاطب كان يوضع في اتجاه شروق الشمس نصب يمثل بابا مغلقا , يدعى نصب الباب المزيف , نقشت عليه اسماء والقاب الميت , وامام الباب كانت توضع طاولة التقادم التي تحمل المقومات الضرورية التي سيحتاجها المتوفى عند عودة الحياة الى روحه.
في عهد الامبراطورية القديمة اقيمت قاعة خاصة بالتقادم داخل المصطبة بالذات , هذه القاعة او المعبد اخذت تتسع مع الوقت واحتوت نصب الباب المزيف في الجدران الموجه لمدخلها وظلت طاولة التقادم توضع امامه , كما انشئت فيها الكوى وغطت الجدران الرسومات والكتابات . هذه الرسوم الغنية والمتنوعة تعتبر شواهد هامة عن الحياة اليومية في مصر في عهد الامبراطورية القديمة . اما تمثال الميت فكان يوضع في غرفة في الجهة الجنوبية من خلاله روح الميت الساكنة في التمثال , حضور احتفالات التقديم واستنشاق روائح التبخير . تضاعف مع مرور الزمن عدد الغرف التي نصل اليها من المصطبة حتى صار داخلها عبارة عن متاهة من الدهاليز والقاعات المتشعبة.
وعندما اصبح الهرم في اوائل عصر الامبراطورية القديمة نموذج المدفن الملكي ظلت المصاطب مدافن الكبار المميزين ونجدها في ممفيس والجيزة وسقارة تحيط صفوفها بالاهرام مكونة مدنا مدفنية طرقاتها الطويلة تتقاطع في زوايا قائمة . وتجدر الملاحظه الى انه في اواخر عهد الامبراطورية القديمة لا نجد سوى مصاطب غير متقنة البناء تدل على سقوط الملكبة المركزية :
نعود ونجد المصاطب في عهد الامبراطورية الوسطى دائما حول الاهرام الملكية _دليل عودة السلطة الملكية المركزية .
نعود ونجد المصاطب في عهد الامبراطورية الوسطى دائما حول الاهرام الملكية _دليل عودة السلطة الملكية المركزية .وفي عهد الامبراطورية الحديثة تختفي المصطبة لتحل محلها المدافن الصرحية .
حاول العلماء تصنيف القبور الموجودة تحت تامصاطب من خلال دراسة هيكليتها الداخلية واستطاع تحديد خمسة نماذج رايسية تعود الى عهد السلالات الاربعة الاولى , اضافة الى عدد من النماذج الثانوية , النموذج او الطراز الاول يشمل قبورا مغطاة بسقف خشبي ومؤلفة من بئر وسور من الطابوق ومنها قبر مينيس ونامر ... , الطراز الثاني يشمل قبورا شبيهة بالطراز الاول لاكنها تحتوي على درج ومنها قبور الملوك السلالة الاولى , الطراز الثالث قبور مقببه بعقود نصل اليها بواسطة درج ومنها قبر خاسخموي من السلالة الثانية , الطراز الرابع يشمل المدافن المحتوية على درج والتي تضم عدة قاعات كما في هرم زاوية العريان وعدد من المدافن الخاصة من عهد السلالتين الثانية والثالثة , اما الطراز الخامس فهو عبارة عن مدفن يحوي قبوا صغيرا مبنيا من الطابوق داخل بئر مفتوح نصله عبر منحدر محفور بالصخر , كما في قبر زوسر وفي اهرام دهشور وميدوم.
الاضرحة الفخمة –الموزوليه:
الموزولية بناء مدفني يقام تكريما لشخص والغاية منه ضم رفاته . وقد اطلقت هذه التسمية على الاضرحة الفخمة نسبة الى موزول الملك الذي حكم كاري , في الجنوب الغربي من اسيا الصغرى ,في القرن الرابع قبل الميلاد ,عند وفاته سنة 353 قبل الميلاد اقامت له زوجته ارتميس مدفنا صرحيا فخما , تحقيقا لغايتها اتت بابرع الفنانين والنحاتين واشهرهم في اليونان ,ومنهم ,سكوباس,برياكيس, تيموتي وليكارس . وحسب وصف بلين كانت للبناء قاعدة مستطيلة الشكل بلغ طولها 142و5قدما وعرضها 63 قدما (40*18م)تقريبا وارتفاعه 12 متر تقريبا (25ذراع الذراع قديما يساوي 50 سنتم تقريبا) , يحيط به 25 عمودا ,واقيم فوقه هرم , بلغ ارتفاعه ارتفاع القسم السفلي للبناء , مؤلف من 24 درجة ووضع فوق قمة الهرم المسطحة عربة خيل انجزها النحات بيتيس , ارتفاع البناء بمجمله كان 140 قدما اي حوالي 40 مترا . وقد كشفت اعمال التنقيب عن 750 من المنحوتات والتماثيل التي كانت موزعة بين الاعمدة وعلى الافريز .
هنالك امثلة لضريح موزول عند الاخمينيين , كما ان اليونان والرومان من جهتهم اقاموا اضرحة فخمة , او موزول , اهمها عند اليونان سوما او ضريح الاسكندر الكبير في الاسكندرية , الذي لم يبق منه اثر يذكر .
الموزول _المعابد تتقدمها الاعمدة وقد تحتوي واجهاتها على رواق امامي تحده الركائز , والغرفة المدفنية هي غرفة العبادة , ويرتفع الموزول فوق مصطبة او قاعدة عالية ويصعد اليه بواسطة سلم امامي نذكر مثلا عنه موزول هنشير الزعتلي في تونس . اما باقي الموزول فلا يتقدمه رواق امامي وهو عبارة عن بناء بسيط مربع او دائري الشكل هندسة وجهه تختلف من بناء الى اخر خاصة الابنية المربعة فمنها ذات الاعمدة او ات الطابقين او ذات الركائز او ذات الواجهة المثلثة الجبهة ومنها ذات السقف الهرمي او المخروطي ...مما يعطي كل بناء الميزه الخاصة به ونجد من هذه الموزول في اسيا الصغرى وفي فلسطين وفي افريقيا الشمالية وفي اوروبا...
التل المدفني:
التل المدفني او تيميلوس عبارة عن كمية من التراب والحجارة التي تجمع فوق القبر وتشكل تليلا , وقد شمل مفهوم لفظه تييلوس اللاتينية كل المرتفعات او التلال الاصطناعية .
الدراسة تتم عن قرب , فاذا كان تلا مدفنيا نعثر على سطحه على كسر فخارية , وعند مستوى الجدران التي تحتوي القبر المطمور بالتراب , ومن الصعب العثور على دلائل اخرى سطحية والتنقيب العلمي وحده يؤكد على وجود المدفن . وعنما نصادف مجموعة من هذه التلال المدفنية فان وحدة اشكلها واحجامها هي التي تجعلنا نميزها بسهولة .
النصب المدفني:
النصب المدفني او حجر الشاهد المدفني بالنسبة لعلم الاثار هو عبارة عن بناء مدفني ياخذ اشكالا مختلفة , والغاية منه تحديد موقع القبر . وتجد النصب المدفنية في العالم القديم وهي في بعض الاحيان تشبه المذابح المدفنية ولكنها لا تكون مثلها مجوفة اذ ان المذابح المدفنية كانت تحتوي على جرة مدفنية وكانت تقدم فوقها الاضاحي كما هي الحال في المذابح القرطاجية .
والنصب قد يكون حجرا بسيطا وقد يمثل راس انسان وقد ياخذ شكل مسلة كما انه قد يحمل كتابات او نقوشا تمثل مشاهد حياتيه دينية ومدفنية تعبر عن الاشخاص كالاسماء والالقاب ...وعن العادات والتقاليد والمعتقدات .واعتما هذا النوع من النصب او الشاهد المدفني لا يزال قائما حتى يومنا هذا وفي معظم انحاء العالم .
المدينة المدفنية او النيكروبول
كانت المدينة المدفنية تقع خارج المدن , قريبا من ابوابها او على الطرقات المؤدية اليها , ونجدها غربي المدن في مصر , في طيبة حيث وادي الملوك والملكات الغني بالمعابد المدفنية , كذلك الامر بالنسبة لليونان و الاثرمريين والرومان . في ميسان وفي اور سلمت المدن المدفنية التي لم ترتفع فوق مدافنها ابنية صرحية تشير الى وجودها فاتحفتنا مدافن الملوك والاغنياء بما ضمته من كنوز ومحتويات قيمه .
تعليق