عصر الحضارة العربية العباسية :

العباسي الأول :

عرف المنصور بتشجيع العلم وحبه له ، وكان الأمر قد استقر للعباسيين والأمن قد استتب فالتفت الى بناء نهضة علمية شاملة واعطيت الاولية في ذلك للطب ثم الفلك والتنجيم وقد حفزهم ذلك الى اهتمام الناس عامة واخليفة خاصة بالتنجيم فضلا عن انتشار الدين الاسلامي في مناطق مترامية الأطراف وحاجة الناس في كل مكان الى تحديد اتجاه مكة وكذلك الحاجة الى حساب النتيجة القمرية لتحديد المواسم والأعياد وتعيين مواقيت الصلاة وهذا الاهتمام ممثلا بقول أبي الدرداء " إن شئتم لأقسمن لكم ان أحب عباد الله الى الله الذين يرعون الشمس والقمر والنجوم والأظلة لذكر الله " . ] 7[

لقد تميز عهد المامون بحشد كبير من العلماء العرب في كل فرع من فروع العلم ، وبسير أعمال الترجمة بخطى واسعة وأنشا في بغداد أكاديمية علمية اسمها بيت الحكمة الحقت بها مكتبة ضخمة ومرصد تم بناؤه تحت إشراف سند بن علي رئيس الفلكيين في ذلك الوقت وعززت هذه المراصد باجهزة فلكية من صنع نخبة من العلماء على رأسهم علي بن عيسى الأسطرلابي الذي اشتهر بذلك الأسم لبراعته في صناعة هذا الجهاز الفلكي . ] 7[


وابرز علماء العصر العباسي الأول :

1- يعقوب بن طارق المتوفى 796 للميلاد . كان من أوائل مترجمي كتاب السند هند الى العربية واحد كبار فلكيي المنصور حيث قام بعمل جداول للجيوب اسماها ( كتاب تقطيع كردجات الجيوب ومن مؤلفاته الأخرى جداول وضعها على اساس السند هند وكتاب يبحث في تعيين الوقت .
2- ابراهيم الفزاري المتوفى عام 796 . اتجه الفزاري الى العناية باجهزة الرصد فقام بصنع جهاز الأسطرلاب وله عدة مؤلفات فلكية منها ( كتاب العمل بالاسطرلاب لمسطح وآخر في التقاويم يسمى ( كتاب الزيج على سني العرب ) وتنسب اليه قصيدة في التنجيم(7) ومن مؤلفاته ايضا
كتاب المقياس للزوال وقد قام ايام الخليفة ابو جعفر المنصور بترجمة كتاب السند هند الكبير واصبح المرجع الأساسي الذي استخدمه علماء الفلك ايام الخليفة المامون](8)

3- سند بن علي المتوفى عام 833كان رئيس الفلكيين في زمن المامون والمشرف على بناء مرضد الشماسية الفلكي ولما امر المأمون بقياس محيط الأرض سار على رأس مجموعته الى صحراء سنجار بالعراق حيث عانوا مشاق السير على اقدامهم اكثر من ستين ميلاً لتحقيق ذلك الغرض العلمي وبلغت الدرجة المقاسة 57 ميلا ً عربيا (9) . اما عن انجازاته فقد تعاون مع يحيى بن أبي منصور في وضع زيج فلكي كما كان له بحوث في النقل النوعي (10)
4- علي بن عيسى الأسطرلابي اشتهر بهذا الأسم لبراعته في صناعة هذا الجهاز الفلكي وشرح تفاصيله وطرق استعماله في كتاب يعتبر الأول من نوعه 7
5- ابو علي يحيى بن أبي منصور الذي زاد في دقة أجهزة الأرصاد بتقسيم درجاتها الى ستة اجزاء حتى تعطي القيمة المطلوبة أقرب مايمكن الى الحقيقة وعلى اساس ارصاده وأرصاد زملائه تم عمل الحسابات اللازمة لنشر الزيج المأموني وبعض الكتب الأخرى في علم الفلك . (7)
6- احمد بن عبد الله المروذي الشهير بحبش الحاسب ، وهو فلكي مخضرم شهد عهدي المامون والمعتصم من بعده وكان من مشاهير الراصدين والحاسبين في الوقت نفسه حتى انه لقب بالحاسب ومن أجلّ مؤلفاته المبنية على الحسابات الفلكية ثلاثة جداول وكان الجدول الثالث اهمها جميعا إذ يعتبر اول زيج عربي خالص وضعه حبش على أساس نتائج الأرصاد التي قام بها فلكيو المامون . وقد كان اول من ادخل طريقة تعيين الوقت اثناء النهار برصد ارتفاع الشمس عن الافق وهي الطريقة التي تبناها من بعده علماء العرب في اعمالهم الفلكية . (7)
7- أبو العباس احمد بن محمد بن كثير الفرغاني هو احد اساطين الفلك في ايام المأمون ذاع صيته لتعدد الدراسات الفلكية التي قام بها والمؤلفات التي وضعها في هذا الشأن والتي على رأسها كتاب الحركات السماوية وجوامع علم النجوم وهو مخطوط قيم ترجم مرتين الى اللاتينية في القرن الثاني عشر الميلادي ثم طبعت هذه الترجمات في اوروبا في القرنين الخامس عشر والسادس عشر وصار احد المراجع الهامة التي اعتمدت عليها دراسات الفلك في اوروبا في ذلك الوقت . وقام بحساب ابعاد الكواكب واحجامها وحدد اقطار بعض الكواكب مقارنة بقطر الأرض فذكر ان حجم القمر 1/39 من حجم الارض والشمس 166 ضعفا للأرض والمريخ 8/15 من حجم الأرض والمشتري 95 ضعفا للأرض وزحل 90 ضعفا للأرض وله مؤلفات هي مختصر لكتاب المجسطي وكتاب الكامل وكتاب الاسطرلاب وفي اواخر حياته رحل الى مصر حيث اشرف على إقامة مقياس النيل عند الفسطاط(11)
8- ابو سعيد الضرير الذي الف كتابا عن طرق رسم خط الزوال الذي يشير من الشمال الى الجنوب . (7)
9- العباس بن سعيد الجوهري اشترك في ارصاد بغداد مع سند بن علي ويحيى بن ابي منصور(7)
10- ابو عبد الله محمد ابن موسى الخوارزمي الذي يعتبر من انبغ علماء العرب وهو وان كان معروفا في الكتابة بالرياضيات الا اننا نضعه في مصاف الفلكيين لاشتراكه معهم في بعض اعمالهم من جهة وللعلاقة الوثيقة بين الرياضيات والفلك من جهة اخرى ومن اعماله الفلكية اشتراكه في قياس محيط الارض ايام المأمون وله جداول فلكية من بينها مااسماه بالسند هند الصغير على طراز السند هند المعروف وقد ترجمت جداوله عن الجيوب والظلال الى اللاتينية في القرن الثاني عشروله كتاب جمع فيه بين الحساب والهندسة والموسيقى والفلك . (7،6)
11- حنين بن اسحق حين انشا المتوكل مدرسة للمترجمين أو هو في الحقيقة اعاد تلك المدرسة الى الحياة ، واختار رئيسا لها حنين بن اسحق . بدأ اعمال الترجمة حوالي 826 واستمر حتى وفاته 877 ميلادية . له مؤلفات في الطب والفلك غير الكتب المترجمة ومن بينها كتاباته عن المد والجزر والشهب وقوس قزح وغيرها ](7)

12- أبو الحسن ثابت ابن قرة بن مروان الحراني كان احد الضالعين من رجال الترجمة من الأغريقية والسريانية الى اللغة العربية وتولى زعامة مدرسة المترجمين بعد حنين بن اسحق وضم اليه في أعمالها الكثيرين من أقاربه ومن أهم اعماله اصلاحه لترجمات كتاب المجسطي مع تفسيرات لما تضمنه ذلك المرجع الفلكي ، كما قام بمراجعة الكثير من الكتب التي ترجمت في فروع الرياضة والفلك والجغرافية والطب وغيرها سواء تحت اشرافه او في العهود السابقة وله مؤلفات كثيرة تشهد برسوخه في مختلف العلوم ، مثل مقالة في الهندسة عن ( عمل شكل مجسم ذي أربع عشرة قاعدة تحيط به كرة معلومة ن وكتاب في الطب عن ( العين والبصر ) . اما اعماله الفلكية فمن بينها ( كتاب في آلات الساعات التي تسمى رخامات يبحث في تعيين الوقت بقياس الظل ، واستعمال المزاول كما نشر ارصاده عن الشمس مبينا الطرق التي اتبعها في ذلك وقد كان ثابت نغرما بحل المسائل الفلكية المعقدة حتى انه لما وضع سند بن علي رئيس الفلكيين ايام المامون عدة أسئلة من هذا النوع كانت حلول ثابت لها موفقة الى درجة ان من جاءوا بعده بقرون رجعوا اليها في أعمالهم وحساباتهم . ] 7[
13- أبو عبد الله محمد بن جابر بن سنان البتاني هو أعظم علماء عصره واحد أعلام الفلك عند العرب ويعتبر كتابه ( الزيج الصابيء )احد الجداول العربية القليلة التي انتشرت في اوروبا في القرن الثاني عشر الميلادي وترجع اهمية هذه الجداول الى ان حساباتها تمت بعد ارصاد دقيقة واسعة المدى تضمنت بيانات عن الشمس يمكن للمدقق ان يستنتج احد الحقائق الأساسية في علم الفلك وإن


لم يذكرها البتاني بطريقة صريحة، وهذه النظرية الهامة هي أن موضع الشمس عندما تكون أبعد مايمكن عن الارض وهو مايطلق عليه الأوج ، يختلف في ايام البتاني عما كان عليه ايام بطليموس ، اي ان هذا الاوج يتحرك حركة بطيئة لايمكن ملاحظتها الابعد مضي فترة طويلة . وبرهن نظرياً على امكات حصول كسوف حلقي للشمس ، بمعنى انها تصير مظلمة في الوسط ولايبقى منها مضيء سوى حلقة منتظمة عند حافتها . ] 7[
14- ابو عبد الله محمد بن عيسى المهاني الذي كان من ادق الراصدين العمليين وخاصة في ظواهر الخسوف والكسوف واقترانات الكواكب حتى ان ابن يونس المصري وهو احد قادة علم الفلك في أواخر القرن العاشر – اعتمد على هذه الارصاد – الى جانب أرصاده عندما بدأ في حساب جداوله الشهيرة المسماة بالزيج الحاكمي . ] 7[
15- أبو العباس الفضل بن حاتم النيريزي في مقدمة مؤلفاته كتاب عن الاسطرلاب الكري الذي بدأ استعماله كجهاز جديد في ذلك الوقت بعد أن وضع تصميمه جابر بن سنان والكتاب من خير المؤلفات العربية في هذا الموضوع ويشمل وصفا دقيقاً لهذا الجهاز ، واسباب تفضيله على الاسطرلاب المسطح ثم يعدد طق استعماله والارصاد التي يمكن استخدامه فيها ومن بين مؤلفاته الاخرى ماكتبه عن الظواهر الجوية وزيج ذا صبغة هندية أسماه الزيج المعتضدي . ] 7[
16- أبو القاسم عبد الله بن أماجور وابنه علي وقد اشتهر الأب بأرصاده الدقيقة ، واشترك مع ابنه في عمل عدة جداول فلكية مثل ( الخالص ) و( المزنر ) و ( البديع ) واخرى عن كوكب المريخ وغيرها وكما استعان ابن يونس المصري بأرصاد المهاني فقد اخذ في الاعتبار ايضا ارصاد بني أماجور . ] 7[
17- الكندي : ولد يعقوب الكندي بالكوفة ودرس في البصرة وأشتهر بالفلسفة والطب والمنطق والرياضيات من حساب وهندسة وفلك اعتبره بعض المؤرخين واحدا من ثمانية أئمة العلوم الفلكية في القرون الوسطى كما اعتبره كاردانو من الاث
الذين ظهروا في العالم . لاحظ اوضاع النجوم والكواكب وخاصة الشمس والقمر بالنسبة للارض وماينشا عنها من ظواهر يمكن تقديرها م حيث الكم والكيف والزمان والمكان ووضع رسالة في زرقة السماء وفيها يقول ان اللون الازرق لايختص بالسماء وحدها بل بالأضواء الناتجة عن ذرات الغبار وبخار الماء الموجود في الجو وله رسالة في المد والجزر . وله 16 كتابا في الفلك . 6
18- موسى بن شاكر واولاده :
ظهر موسى بن شاكر في عصر المظامون وسطع هو وبنونه الثلاثة محمد واحمد وحسن في سماء العلم نبغوا في الرياضيات وخاصة الهندسة والفلك والفلسفة ، يعزى لهم القول بالجاذبية العمومية بين الجرام السماوية يربط كواكب السماء بعضها ببعض ويجعل الجسام تقع على الرض . وقد كلفهم المامون بقياس محيط الأرض وقد قدروه بنحو 24 الف ميل ، وقد اختاروا مكانين منبسطين ، احدهما صحراء سنجار حيث صبوا الالات وقاسوا الارتفاعات والميل والأفق ، وعلموا ان كل درجة من درجات الفلك يقابلها 66 وثلثا ميل وتوافق الحساب مع ماعلموه في ارض الكوفة ، وقياس العرب هو اول قياس حقيقي اأجري كله مباشرة مع كل ماقتضته تلك المساحة من المدة الطويلة والصعوبة والمشقة واشتراك جماعة من الفلكيين والمساحين للعمل . فهذا القياس من الاعمال المجيدة التي شارك فيها بنو موسى ، وقد بنوا مرصدا على جسر بغداد قاموا فيه بكثير من الرصدات . 6



في عهد آل بويه :
ان العلوم الرياضية والفلكية والتنجيم قل من نبغ فيها لصعوبتها وعسر حل قضاياها ولايتيسر تذليلها الا لمن كان ذا موهبة وملكة راسخة في تتبع الاتها ورغبة قوية وميل الى علومها والاخذ بقواعدها المهمة بصورة لاتعرف الكلل والملل . لكن التنجيم هي البضاعة التي راجت لدى الملوك والاراء في ذاك الزمن

بذل العلماء في هذا العهد الجهود العلمية لما رأوا من هدوء وطمأنينة فظهرت المواهب وتجلت الرغبة وخلدوا مؤلفات تشهد بالقدرة العلمية ومن العلماء في هذا العهد ] 12 [:

1- أبو اسحق الحراني الصابي

هو ابراهيم بن سنان بن ثابت بن قرة الصابي ولد في بغداد سنة 296 هـ - 908 م وتوفي في 15 محرم سنة 335 هـ -946 م ادرك عهد آل بويه ولكن لم يتصل بهم علمياً وانما تكفل بنفسه وتثقف بذاته اشتهر بالذكاء والعلم واشتغل بالهندسة والفلك وانواع علوم الحكمة . وهو غير أبي اسحق ابراهيم بن هلال الصابي الحراني المعروف وله من المؤلفات الفلكية :
رسالة في الأسطرلاب ، كتاب في حركات الشمس ، اغراض كتاب المجسطي ، آلات الظل
]12[

2- أبو القاسم علي بن محمد بن داود التنوخي اشتهر بالمنطق والهندسة وكان في الهيئة قدوة ولد 891 م وتوفي بالبصرة عام 953 م . ] (12)[
3- علي بن احمد العمراني الموصلي : هن من افاضل الموصل اشتهر بالرياضيات والفلك وتوفي ببغداد سنة 955 للميلاد . وكان عالما بالحساب والهندسة جماعا للكتب يقصده الناس للأستفادة منه له عدة كتب في النجوم ومايتعلق بها . (12)
4- أبو القاسم العلوي : من مشاهير علم الفلك ، وهو الشريف أبو القاسم علي بن ابي الحسن محمد المعروف بابن الاعلم العلوي وبـ (الشريف الاعلم ) كما في الكامل لأبن الأثير ، وهو من أحفاد جعفر الطيار . بغدادي المولد والنشأة . كان ماهرا ً في الزيج وحله . وقد صنع زيجا لعضد الدولة وتقدم عنده فكان العمل عليه في زمانه ، وبعده الى القرن السابع للهجرة وقد اتفق الفلكيون ، وبعده الى القرن السابع للهجرة . وزيجه هذا نسخ بالزيج الايلخاني ايام نصير الدين الطوسي وله رسالة في النجوم ولد في الكوفة 13 ربيع الاخر سنة 324هـ -936م وتوفى ايبا ً من الحج بمنزل العسيلة في 28 ذي الحجة سنة 375هـ -988 م ](12)
عبد الرحمن الصوفي : أبو الحسن عبد الرحمن بن عمر بن سهل الصوفي الرازي. ولد بالري، وكان من كبار علماء الفلك والتنجيم. وهو من أعظم فلكيي الإسلام، على حد تعبير المؤرخ جورج سارطون. وقد كان صديقاً للخليفة البويهي عضد الدولة الذي اتخذه منجماً ومعلماً له لمعرفة مواضع النجوم الثابتة وحركاتها.
إسهاماته العلمية
قدم الصوفي في علم الفلك إسهامات مهمة تتجلى في المنجزات التالية : رَصَدَ النجوم، وعدَّها وحدد أبعادها عرضاً وطولاً في السماء، واكتشف نجوماً ثابتة لم يسبقه إليها أحد من قبل. ثم رسم خريطة للسماء حسب فيها مواضع النجوم الثابتة، وأحجامها، ودرجة شعاع كل منها. ووضع فهرساً للنجوم لتصحيح أخطاء من سبقوه. وقد اعترف الأوربيون بدقة ملاحظاته الفلكية حيث يصفه ألدومييلي بأنه >من أعظم الفلكيين العرب الذين ندين لهم بسلسلة دقيقة من الملاحظات المباشرة<، ثم يتابع قائلاً : >ولم يقتصر هذا الفلكي العظيم على تعيين كثير من الكواكب التي لا توجد عند بطليموس، بل صحح أيضاً كثيراً من الملاحظات التي أخطأ فيها، ومكن بذلك الفلكيين المحدثين من التعرف على الكواكب التي حدد لها الفلكي اليوناني مراكز غير دقيقة
مؤلفاته
ــ "كتاب الكواكب الثابتة" : يعدّه سارطون أحد الكتب الرئيسة الثلاثة التي اشتهرت في علم الفلك عند المسلمين. أما الكتابان الآخران، فأحدهما لابن يونس، والآخر لألغ بك. ويتميز كتاب الكواكب الثابتة بالرسوم الملونة للأبراج والصور السماوية

ــ "رسالة العمل بالأسطرلاب" ؛
ــ "كتاب التذكرة" ؛
ــ "كتاب مطارح الشعاعات" ؛
ــ "كتاب الأرجوزة في الكواكب الثابتة".
كيفية العمل بالاسطرلاب
كرة من فضة
الكتاب الكبير في العمل بالاسطرلاب
وتوجد نسخ من بعض هذه المؤلفات في مكتبات عدد من الدول مثل الأسكوريال بمدريد، وباريس، وأكسفورد ](12،13)[

6-احمد بن محمد الصاغاني :
( ابو حامد الاسطرلابي ) كان فاضلاً في الهندسة والهيئة وكان ببغداد يُحْكِم صناعة الاسطرلاب والالات الرصدية وله زيادة في الالات القديمة ومن مؤلفاته :
رسالة عمل في الاسطرلاب
رسالة في كيفية تسطيح الكرة على شكل الاسطرلاب ]12[
7- ابو الصقر القبيصي هو عبد العزيز بن عثمان بن علي القبيصي الهاشمي المتوفي 990 للهجرة وله :
المدخل الى علم النجوم . ولم يصنف في النجوم مثله .
المسائل والأختيارات : في خزانت كتاب في علم الميقات على التمام والكمال وبحوثه كلها فلكية . وقد بين اثنتين وعشرين مسالة يمتحن بها لمنجمين
نقض رسائل عيسى بن علي في ابطال احكام النجوم
رسالة في الابعاد والاجرام كتبها لسيف الدولة
رسالة ماشرحه من الفصول للفرغاني (12)
-8 ابو اسحق ابراهيم بن هلال الصابي الكاتب ولد في حران في شهر رمضان 313هـ- 925 م وتوفي ببغداد الثلاثاء 12 من شوال سنة 384 هـ - 994 م
نابغة كتاب جيله وكان ابوه طبيبا ماهرا ً وشب على الطب والفلك والرياضيات وقد روي انه صنع اسطرلابا بحجم الدرهم (12)
9- ابو الوفاء البوزجاني :
ولد في غرة شهر رمضان سنة 328هـ - 840م وفي سنة 348 ورد بغداد وكان قد بلغ العشرين من عمره واخذ من علمائها المشاهير ، فأفاد وبرع فكان من أكابر الرياضيين الفلكيين كان وافر العلم بالزيج وحله وشارك في رصد شرف الدولة الذي انشاه سنة 377 هـ (12)
إسهاماته العلمية
كان أبو الوفاء من العلماء البارزين في الفلك والرياضيات. كما اعترف كثير من العلماء الغربيين بأنه من أشهر الذين برعوا في الهندسة.
وترجع أهمية البوزجاني إلى إسهامه في تقدم علم حساب المثلثات، حيث يعترف "كارادي فو" بأن الخدمات التي قدمها أبو الوفاء لعلم المثلثات لا يمكن أن يجادل فيها، فبفضله أصبح هذا العلم أكثر بساطة ووضوحاً. فقد استعمل القاطع وقاطع التمام، وأوجد طريقة جديدة لحساب الجيب. كما أنه أول من أثبت القانون العام للجيوب في المثلثات الكروية.
أما في الهندسة، فقد كان أبو الوفاء عالماً عبقرياً، حيث عالج عدداً من المسائل بخبرة (14)
ومن مؤلفاته الفلكية
كتاب معرفة الدائرة من الفلك
كتاب الكامل في حركات الففلك
كتاب العمل بالجدول الستيني
10- أبو جعفر الخازن :هو ابو جعفر محمد بن الحسين الخازن من رياضيي القن الرابع الخجري توفي عام 400 هـ -1010 م . وله في الفلك :
زيج الصفائح : جيث خدم به بأرصاده وزيجه هذا أبا الفضل بن العميد وزير الدولة البويهية
شكل القطاع والمغنى : بين الطوسي ان ( مطالب جزئية ميل الميول الجزئية والمطالع في الكرة المستقيمة مما يتعلق بالهيئة ) . (12)
11- كوشيار
هو ابو الحسن كوشيار الجيلي بن ليان الباشهري الجيلي . توفي في حدود 961 م ونعت بأفضل الحكماء والمنجمين . كاشف المعضلات وله في الفلك
1- زيج كوشيار ( الزيج الجامع )وجعله اربع مقالات :
المقالة الاولى : في حساب الابواب
المقالة الثانية : في جداولها
المقالة الثالثة : في الشرح والهيئة
المقالة الرابعة في البرهان
وهو مهم جدا في تاريخ الازياج فقد ادخل النقد عليها وربما عد اول نقد في تاريخ الازياج
2-كتاب اللامع في امثلة الزيج الجامع : اوضح فيه بحوث زيجه السابق بأمثلة . وأكمل مافيه من نقص
3- رسالة في الاسطرلاب
4- رسالة في الهيئة
5- مجمع الاصول في احكام النجوم : ويقال له المدخل لاحكام النجوم (12)

12- أبو سهل الكوهي : هو أو الحسن ويجن بن رستم الكوهي ( الجبلي ) ، كان منجما فاضلا ً عالما بعلم الهيئة والهندسة ، وصنعة آلات الارصاد . لما حضر شرف الدولة الى بغداد واستولى عليها امر أبا سهل الكوهي ان يبني بيتا في دار اللمملكة اخر البستان مما يلي باب الحطابين ، وأحكم أساسه وقواعده لئلا يضطرب بنيانه لرصد الكواكب وتنقلها في بروجها وشارك في هذا المرصد علماء كثيرون منهم : ابو حامد احمد بن محمد الصاغاني الاسطرلابي ، ابو الوفاء البوزجاني ، ابو اسحق ابراهيم الصابي الكاتب ، ابو الحسن علي بن ابي الرجال .وهؤلاء جماعة لايستهان بهم ظهروا للوجود بعد تاسيس الرصد ايام الخليفة المامون وبذلك سهل عمله في مدة قليلة ن فكانت النتيجة ان ترتبت عليه ازياج عديدة قام بها كل من اشترك في هذا الرصد او من ترهم من العارفين وتحققوا مجتمعين ومنفردين من صحة الازياج . والرصد لمعروفة الطالع او لمعرفة العمر الطويل او مالحق من مرض أو اكتساب حظ من الحياة .
له في الفلك : كتاب صنعة الاسطرلاب بالبراهين : مقالتان (12)

13- القاضي ابو الحسن النسوي : نعته البيهقي بانه الأستاذ الحكيم المحقق ابو الحسن علي النسوي . قال كان من حكماء الري وله الزيج الذي يقال عنه " الزيج الفاخر وله رأي في علم النجوم :

علم النجوم أربع طبقات
الاولى : معرفة رقم التقويم ومعرفة الاسطرلاب حسبما هويتركب
الثانية : معرفة المدخل الى علم النجوم ومعرفة طبائع الكواكب والبروج ومزاجاتها
الثالثة : معرفة حساب اعمال النجوم وعمل الزيج والتقويم
الرابعة: معرفة الهيئة والبراهين الهندسية على صحة اعمال النجوم

اما مؤلفاته الفلكية :

الزيج الفاخر ورسالة في معرفة التقويم والاسطرلاب (12)

14- أبو سعيد السجزي هو ابو علي ، او ابو سليمان واشتهر بكنيته الاولى وهو احمد بن محمد بن عبد الجليل السجزي وهذه النسبة الى سجستان ما في الانساب للسمعاني ولباب الانساب لأبن الاثير وهو رياضي من علماء القرن الخامس الهجري . توفي سنة 415 هـ -1024 م وهو القائل بان الارض متحركةوالفلك بما فيه ماعدا السبعة السيارة ثابت ، فكان قوله خطوة مهمة في معرفة حركة الارض .
من مؤلفاته الفلكية :
1- رسالة في عمل الاسطرلاب
2- انواع الاسطرلاب
3- كتاب تركيب الافلاك
4- الجامع الشاهي ويتالف من ستة عشر كتابا يجمع بين الفلك والتنجيم والرياضيات (12)

14-ابن هندو : هو ابوو الفرج علي بن الحسين بن محمد بن هندو رغم كونه طبيبا واديبا وحكيما الا ان له المقالة المشوقة في المدخل الى علم الفلك توفى عام 420هـ -1029 م( 12)

الفلك في العراق في عهد السلاجقة :

ازدهرت الثقافة في العلوم الأسلامية والعلوم العقلية معاً في اوائل عهد السلاجقة وقد ظهر في هذه العلوم اكابر لايستهان بهم ، وأن المساجد والجوامع لم يطرأ خلل فيها على التعليم ، بل استمرا في خدماتها . وخدم السلجوقيون العلوم العقلية ايضا ً مما يتعلق بالتقويم الملكشاهي سنة 467هـ -1074م ووما خلد لهم الفخر الرصد الجلالي سنة 473 هـ -1080 م ، ومن ثم تحققت السنون بوجه الضبط ، وبحث في الأزدلاق او الأزدلاف والسنين الكبيسة ووفقوا بين السنين الشمسية والقمرية وعينوا الايام المسترقة ، ونبغ علماء اكابر في الرياضيات والفلك . اشبعوا هذه البحوث حقها تعميقاً ودرسا ً .

اشتهر في هذا العهد من العلماء في الرياضيات والفلك ضمن نطاق هذه الدولة :

1_ الخطيب البغدادي هو ابو بكر احمد بن علي بن ثابت بن احمد له رسالة في النجوم في الحل والحرمة والملحوظ ان العلوم لايدخلها الحل والحرمة على قاعدة العلم بالشيء خير من الجهل به فالسياسة المنحرفة تحرم العلوم وتحاربها والسياسة القويمة المدركة تشجع العلوم وتباركها .
ولد سنة 392هـ -1001م وتوفي في جمادي الاخر سنة 463هـ- 1071م . 12

2- الحاسب الطبري :

هو ابو جعفر محمد بن ايوب من علماء الرياضيات والفلك في النصف الثاني من القرن الخامس الهجري . وله بالفلرسية :

1- الزيج المفرد : توجد نسخة منه مخطوطة في جامعة كمبردج
2- كتاب في الاسطرلاب 12

3- ابو العباس الحكيم اللوكري :

كان من المنجمين والفلاسفة وافاضل العلماء ، اخذ العلوم العقلية نقلا عن بهمن يار تلميذ ابن سينا واشترك مع الخيام في جملة الاساتذة الثمانية في تصحيح التاريخ الهجري القمري والشمسي وهو الرصد المعروف بالجلالي نسبة الى جلال الدين ملكشاه السلجوقي عام 467 هـ . صنف :
الزيج اللوكري 12

4- المظفر الاسفزاري :

هو ابو حاتم المظفر اسماعيل بن اسماعيل الاسفزاري ولد سنة 427 هـ -1035 م وتوفي سنة 506هـ - 1112 م . كان فلكيا مهندسا ً وحكيما فاضلا ً عاصر عمر الخيام وكانت بينهما مناظرات وشاركه في الرصد الجلالي والتقويم ، وغلب عيه الاشغال بعلوم الهئة والاثقال والحيل الهندسية ، وقد صرف مدة من عمره في عمل ميزان قبا يعرف به الغش ومعرفة صحة العيار ن فكسره خازن السلطان ، وفتت اجزاؤه خوفاً من ظهور خيانته في الخزانة ، فسمع المظفر بهذا فمرض لتأثره للحادث ومات كمدا ً . من مؤلفاته في الفلك
اختصار كتاب لبنتي موسى بن شاكر المنجم . 12

5- عمر الخيام

مهر الخيام في الطب والرياضيات والفلك ايضا واشتهر في الاوساط العلمية اشتهارا ً ولم يمثله غيره واتقن التقويم واصلحه اصلاحاً تاما ً وسماه ( التاريخ الجلالي ) واثاره في الفلك والرياضيات مهمة ونافعة جدا ويعد من نوابغ عره فيها . وتوفي سنة 526هـ -1131 م وصنف في الفلك مايأتي :

1- التقويم الملكشاهي : ويسمى التقويم الجلالي نسبة الى جلال الدين ملكشاه بن الب ارسلان
2- الزيج الملكشاهي : الفه باسم ملكشاه بن الب ارسلان السلجوقي وفاق فيه من سبقه واشتهر بالنسبة اليه
3- رسالة المناخ في البلدان والاقاليم المختلفة 12

6- شمس الدين الخرقي :

الأمام شمس الدين أبو بكر محمد بن احمد بن أبي بشر المروزي المتكلم أمام الحنفية بنيسابور وله مؤلفات :

1 – منتهى الادراك في تقسيم الأفلاك :
أوله : (( الحمد لله المنفرد بالخلق والابداع ...)) وهو مرتب على ثلاث مقالات :
المقالة الاولى : في تركيب الأفلاك
المقالة الثانية : في هيئة الأرض
المقالة الثالثة : في ذكر التواريخ

2- التبصرة في الهيئة : وهي مختصر الكتاب السابق وبين فيها أنه اقتدى بأبن الهيثم في تقسيم الافلاك بالأكر المجسمة دون الاقتصار على الدوائر المتوهمة كما هو دأب أكثر المتقدمين وجعلها قسما في الافلاك ، وقسما في الارض وذكر في الاول 22 بابا ً ، وفي الثاني 14 بابا ً 11

7- البديع الاسطرلابي :

هو أبو القاسم هبة الله بن الحسين بن يوسف البغدادي وشهرته ( البديع الاسطرلابي ) شاعر مشهور يعد من الادباء الافاضل المعروفين ومن مشاهير الاطباء وكان وحيد دهره في ( عما الآلآت الفلكية ) متقناً لهذه الصناعة وحصل منها على مال جزيل في خلافة الامام المسترشد بالله . ولد في 24 ذي الحجة سنة 511هـ-1118 م توفي في 15 شوال سنة 525هـ- 1131 م ومما صنف :

اصلاح في الالة الشاملة للخجندي
زيج سماه ( المعرب المحمودي ) ، ألفه وقدمه للسلطان مغيث الدين . 12

8- أبو الفتح عبد الرحمن الخازني :

نشأ في مرو من مدن خراسان ، وهو حكيم فلكي مهندس عاش ايام الخليفة المسترشد بالله ( 512هـ : 539هـ ) وايام السلطان سنجر ومن تلاميذه المتفوقين بعلوم الحكمة الحسين السمرقندي الحكيم . ومن مؤلفاته بعلم الفلك :

1- الزيج المعتبر السنجري جمع به ارصادا في غاية الدقة
2- كتاب الآلآت العجيبة يتحدث عن ( علم الالات الرصدية ) .
علم الفلك في العهد العباسي الأخير :

كانت الدولة العباسية قد ابتليت بت ( التغلب الداخلي ) فتحكم امراء الجيش فيها منذ ان قتل الخليفة المتوكل على الله عام 862 م وتوالى تحكمهم الى ان دهمت بالتغلب الخارجي ايام آل بويه ولم يزل عنها حتى بعد ان تغلب آل سلجوق في 25 رمضان سنة 477 هـ - 1055 م وفي ايامهم الأخيرة اشتد التضييق وزاد الخلاف بين الخلفاء وآل سلجوق من جهة ، وقوي الأمل من جهة أخرى بانفراج الزمة من تاريخ اشتدادها فقد قتل الخليفة المسترشد بالله ثم الخليفة الراشد لله فثارت ثائرة الأهلين على آل سلجوق وفي ايم الخليفة المقتفي لأمر الله توفي السلطان مسعود في 11 جمادي الآخرة سنة 457هت – 1152م فكان خاتمة التغلب وزال البؤس وانفرجت الازمة .
ولايزال العلماء يشعرون بشدة الوطأة متوجسين سوء العاقبة وفي الوقت نفسه لايريدون ان تكون سيادة العلم لغيرهم ، او لغير العلم . واستمرت النفرة من العلوم العقلية بما فيها الرياضيات والفلك .

كان الخلفاء يسايرون من يكره هذه العلوم وان الخطيب البغدادي الف كتابا ً في الرياضيات والفلك في الحل والحرمة . ولاينكر ان هذا العهد ابتدأ بمقارعات عظيمة ، وزادت النفرة والتنديد بهذه العلوم ايام الخليفة الناصر لدين الله فقد تأثر في بعض الاوضاع المحيطة به ، وكان يأمل ان يوحد الصفوف لأستعادة ملكه المغصوب ورفع اصر التغلب ويحذر ان يربك امره الشعوبيون ومن على شاكلتهم ، وان لايذكر بكلمة لاترضي العوام ، فولد عقيدة في الناس كرهت هذه العلوم . فكانت هذه العلوم غير رائجة في بغداد بل كانت تدرس في الخفاء خوفاً من بعض العلماء المتزمتين ذلك مماحدا بالنابهين والراغبين في العلوم أن يرحلوا الى موطن الحرية والتدريس في هذه العلوم ومنهم : ابن الصلاح البغدادي سافر الى امارة آل أرتق . اما التاج الكندي فقد اقام في دمشق ، والموفق البغدادي اقام في مصر ، ولم يكن لهم امل في العودة الى ديارهم وكثير هذا شانهم . 12