إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
ماضينا الحقيقي
تقليص
X
-
من يتحكم بالماضي يتحكم بالمستقبل... من يتحكم بالحاضر يتحكم بالماضي
"جورج أورويل"
الحقيقة التي يجهلها معظمنا هو أن التحكّم بالمعلومات التاريخية يُعدّ أمراً أساسياً في السيطرة. أقول ذلك لأن التاريخ البشري الحقيقي هو مختلف تماماً عن ما نتصوّره. لكي تتمكّن من السيطرة على مجموعة كبيرة من البشر، كل ما عليك فعله هو إقناعهم بأنهم من النوع المتدنّي. هذه السياسة الناجحة كانت معروفة لدى كافة القوى الاستعمارية التي برزت عبر التاريخ. من أجل السيطرة علينا (نحن البشر)، وجب أن يغرسوا في أذهاننا فكرة أننا كائنات خرجنا تواً من مرحلة البدائية والتوحّش، وبدأنا تواً ندخل في مرحلة التقدّم التدريجي البطيء. من أجل الاستمرار في إقناعنا بأننا مجرّد كائنات غبية لا جدوى منها، ولا أمل في الارتقاء والتقدّم سوى بشكل تدريجي وبطيء، كل ما عليهم فعله هو فصلنا عن ماضينا المجيد. ذلك الماضي المزدهر الذي كان فيه الإنسان يسافر بين النجوم ويحوز على أرقى العلوم والمعارف، ويتمتع بأعلى درجات الحكمة. نعم يا سيدي.. هكذا كان أجدادنا في الماضي البعيد. لكن هذه المعلومات غير مناسبة للمتحكمين، لأنها ترفع من معنوياتنا وتنهض بروحنا إلى أعلى المستويات. وستجعلنا نتساءل عن مصير تلك العلوم والمعارف المتطورة وماذا حلّ بها.. وكيف تراجعنا إلى هذا المستوى من الانحطاط.. وغيرها من تساؤلات لا تجلب للمسيطرين سوى وجع الرأس. فما الحلّ إذاً؟ جعلوا أسلافنا قروداً! ونحن عبارة عن كائنات تتخبّط في درب طويلة ومضنية وأليمة نحو التقدّم والارتقاء. حينها فقط ستتوقّف التساؤلات، وتنخفض معنويات الشعوب إلى مستوى قابل للسيطرة والتوجيه.
لا زالت المؤسسات الأكاديمية ترسّخ فكرة أنّ الحضارات الإنسانيّة يعود تاريخها إلى أقل من عشرة آلاف عام، وليس أكثر من ذلك. أمّا الفترة التي سبقت هذا التّاريخ، فكان الإنسان حينها عبارة عن كائن متنقّل من مكان لآخر يعتاش على الصيد وقطف الثمار، ثم استقرّ بالقرب من مصادر المياه الدّائمة كالأنهار والبحيرات، فاكتشف الزّراعة، ثم أُقيمت المستوطنات الصّغيرة، ثم كبرت وأصبحت مدناً، ثم حضارات، وهكذا.. أليس هذا ما نعتقده ونؤمن به؟. لكنَّ الذي لا نعرفه هو وجود وثائق مقدّمة من قبل علماء آثار وأنثروبولوجيا مرموقين تحتوي على اكتشافات ودلائل وإثباتات لا تحصى تشير إلى أن في فترة من فترات التّاريخ السّحيقة كان هناك حضارات متقدّمة جداً عاشت وازدهرت على هذه الأرض! ويعود تاريخها لمئات ألآلاف من السنين!.. إن التاريخ الإنساني الحقيقي لا يتم مداولته في وسائل الإعلام الغربية ولا حتى في المؤسسات التعليميَّة رغم الكم الهائل من الاكتشافات الأثرية المثيرة التي يمكن الاعتماد عليها في بناء قصة كاملة متكاملة حول الأصول الحقيقية للإنسان.
إنّ القصّة التي سترويها مجموعة "العالم قبل التاريخ" تتعلّق بتكنولوجيا كان أصحابها أغنى بكثير ممّا نتخيّل. وستكتشفون كيف أنّ الطّوفان الذي أصاب العالم قد حوّل هذه الحضارات إلى أشلاء، وسنقرأ عن المحاولات اللاحقة لأحياء هذا المجد الضّائع، وعن المحرقة النّاريّة التي تخلّلت ذلك، حتى أصبح معظم النّاجين متوحشين وهمجيّين. إنّه وقت الحقيقة، فالنّظريات العديدة السائدة اليوم قد خدعت الكثير من الناس لسنوات عديدة، لكن لكل شيء نهاية. سوف لن نتمكّن من معرفة جميع الحقائق، ولكن لدينا من الأدلّة ما يكفي لنحرق كلّ علومنا ومعارفنا التّقليديّة التي خُدعنا بها.سبحان الله وبحمده
سبحان الله العظيم
استغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه
إن التَجرُبة فِي الحَقيقة
ولَيست النَظرية هِي التي تُحقق النتَائج عَادة ..
أرسطو
-
الكارثة الكونية
قبل عدة آلاف من السنين اختفى فجأة المليارات من البشر ومُسحوا تماماً مع تقنياتهم المذهلة من على وجه الأرض. هذا العرق البشري المتفوّق تكنولوجياً سبقنا إلى القمر، وفي صنع الطائرات، وكذلك الحرب النّوويّة!لقد أصبح لدينا كمية كبيرة من المعلومات المذهلة عن هذه الحضارات المتقدّمة جداً، والتي دمّرت بالكامل وأزيلت عن الوجود نتيجة كارثة كونية شاملة أنتجت موجات عملاقة من الماء بلغ ارتفاعها 6000 قدم. وقد عرفت هذه الكارثة في العالم باسم الطّوفان العظيم. سوف تتعرفون في هذا القسم على الآثار الجيولوجية التي خلفها هذا الطوفان العظيم والتي لازالت قائمة حتى اليوم. بالإضافة إلى دلائل وإثباتات أثرية وكتابية (مخطوطات قديمة) لا يمكن تجاهلها.
حضارات جبارة دمرها الطوفان
تتحدث وجهة النّظر السّائدة أكاديمياً عن ظهورنا كبدائيّين في بدايات العصر الحجريّ، وأنّها كانت خطوات بطيئة لكنها ثابتة باتجاه الحضارة. لكن جميع الدلائل والاكتشافات أشارت إلى حقيقة مختلفة تماماً. كيف يمكن لعاقل أن يصدّق بالظّهور المفاجئ للحضارات في كلّ أرجاء العالم وبنفس الوقت قبل خمسة آلاف عام؟! فقست من لا شيء على الإطلاق. هناك مصر التي نشأت فجأة من حوالي 3000 سنة قبل الميلاد، وتطوّرت دون الانتقال من مرحلة بدائيّة. وسومر التي ظهرت من حوالي 3000 قبل الميلاد، حيث تشبه هذه الحضارة السّومريّة بمواصفاتها الحضارة المصريّة، من جهة ظهورها بشكل فجائيّ وغير متوقّع، وانبثاقها من الفراغ. الدّلائل المكتشفة في موقع "هارابا" Harappa و"موهينجو دارو" Mohenjo-Daro بين الهند وباكستان، حيث كان الدّليل الرّئيسي على الحضارة الهندوسية التي ظهرت فجأة دون أيّة آثار واضحة لتطوّرها التّدريجي من مراحل بدائية. شعب المايا في أمريكا، يدخلون ضمن هذه الفرضيّة، ويعود التّقويم الزّمني لهذه الشّعوب إلى نفس الفترة تقريباً (3000 ق.م) ودون شك، فقد كانت نصوصهم واضحة وكاملة مع بداية تاريخهم الثّقافي. ظهر بناة الحجارة العملاقة في جنوب غرب أوروبّا في نفس الفترة تقريباً، وكلّ الانجازات التي قاموا بها كانت متطابقة مع الحضارات الأخرى، الاكتشاف المتزامن للمثلّثات الفيثاغورية، والتّقويم الزّمني الدّقيق، والبوصلة الحقيقية التي تحدّد جهة الشّمال بدقّة، ومعرفة تحرّكات الأجسام السّماوية، من ضمنها كانت معرفة حقيقة أنّ الأرض هي كرويّة الشّكل، ونظام القياس الدّقيق أيضاً. كانت تلك الحضارات القديمة المتطورة بشكل لا يصدّق. هناك شيء واحد فقط يمكنه تفسير سبب حضارتهم الرّاقية، هذه الأمم أخذت تراثها من العالم الذي انهار في الطّوفان، وبدأت تلك الأمم من النّقطة التي انتهت عندها الحضارات المندثرة في الطوفان. ويجب أن يكون لدى هؤلاء النّاجين من الطّوفان معرفة كافية عن العصر القديم الذي سبق الطوفان لإعطاء انطلاقة جديدة للثّقافات الجديدة التي نشأت وتطوّرت فجأة.
إذا كان علينا تصديق القصص التي تناولت الأعراق القديمة، فنستنتج بأن تاريخ الإنسان المبكّر هو في الواقع تاريخ عظيم ومدهش. كان عصراً ذهبياً لحضارة متقدّمة وشعوب جبارة، كانوا يمتلكون ذكاء وتقنيّات تفوق ما نمتلكه الآن. يبدو أن هذا الواقع هو حقيقة عالميّة، عرفها كل شخص عاش في العصور القديمة. وتؤكّد النّصوص المقدّسة أنّ البشر امتلكوا منذ البداية - حال خروج الإنسان من الجنّة - قدرات عقلية استثنائيّة. وانطلاقاً من الأرض البكر (مدمرة تماماً بعد الكارثة الكونية) فقد توصلوا إلى بناء حضارة ذات مستوى رفيع بعد مرور ستة أجيال فقط على وجودهم الأوّل. وخلال تلك الفترة القصيرة أصبحوا قادرين على بناء المدن وصناعة آلات موسيقية معقّدة، حتّى أنّهم استطاعوا صهر المعادن. وفي الحقيقة، مع مثل هذه التّطورات العلميّة، يبدو أنّ القدماء لم يكونوا أغبياء أو ذوي خلفية متوحّشة. لقد انتشر الناجون من هذه الكارثة الكونية ليعيدوا إنشاء حضارات متقدمة تكنولوجياً، لكن بدرجة أقلّ من السابقة، ولكنّهم كانوا على معرفة جيدة بأصول حضارة أسلافهم العظماء. في الحقيقة، فإن نظرية التّطور (التقدم التّدريجي للإنسان) لا تستطيع أن تصمد أمام الحقائق المستخلصة من الاكتشافات الأثرية مجتمعة، فجميعها تشير إلى حقيقة واضحة فحواها أن الإنسان كان متقدّماً جداً تكنولوجياً وفكرياً وعاش في مدن عظيمة وبنى حضارة جبارة، لكن هذه الحضارة تراجعت وانحدر بعدها الإنسان من القمة إلى الحضيض، حيث حياة البدائية والتوحّش.سبحان الله وبحمده
سبحان الله العظيم
استغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه
إن التَجرُبة فِي الحَقيقة
ولَيست النَظرية هِي التي تُحقق النتَائج عَادة ..
أرسطو
تعليق
-
علوم استثنائية خلفها القدماء
آلاف القطع الأثرية التي تكشف عن تكنولوجيا في غاية التطوّر! وهذه التكنولوجيا الخارقة لم تكن محصورة في مكان واحد، فالقطع الأثرية اكتُشفت في مواقع مختلفة حول العالم. أي أن كامل الكرة الأرضيَّة كان يسودها في إحدى فترات التاريخ السحيق نموذج موحد من التكنولوجيا المتطورة. لقد أصبح لدينا الآلاف من البراهين والإثباتات على وجود هذه الحضارة العظيمة المفقودة وأصولها وسلالاتها المتعاقبة. مجالات كثيرة مثل علم الجغرافية، الفلك، الرّياضيات، المعادن، الأعمال الزّجاجية، رفع الحجارة العملاقة، تقنيات البناء، الاختراعات الميكانيكية، الألبسة، الفنّ، الصّحّة، الكهرباء، الطّيران، الأسرار المفقودة، والأسلحة المتطورة وغيرها من المجالات التي تكشفها قائمة طويلة جداً تثبت بشدّة وجود تقنيات قديمة متفوّقة على التّقنيات الموجودة في أيّامنا الحاليّة، وطبعاً وجب أن لا ننسى تلك العلوم والمعارف الرفيعة المستوى التي تتوارثها المدارس السرّية والمحافل الماسونية المختلفة (والتي لازلنا نعتبرها علوم سحرية تافهة)، حيث تمثّل إثبات دامغ على وجود حضارات عظيمة ازدهرت يوماً في إحدى فترات التاريخ السحيقة
عالم ما قبل الطوفان
بالنسبة للذين يعرفون الحقيقة، يبدو العالم الحالي "..عبارة عن ظلّ شاحب.. أو ممثّل مؤقّت يتبختر ويتوغّر على المسرح مؤدياً دوره المحدود ومن ثم يختفي إلى ظلام الكواليس.."، إنهم يشعرون أنه بالمقارنة مع ما كان معروفاً ومفهوماً عن واقعنا الحقيقي هنا في هذا الكوكب، سيبدو مجتمعنا البشري العصري مجرّد "..حكاية سخيفة يرويها أحد الحمقى، بحيث لا مغزى لها ولا معنى..". ففي خلفية الوجود البشري على هذا الكوكب، هناك ماضي عظيم جداً، وراقي جداً، لدرجة أن استيعاب فكرة وجوده كان يُعتبر وثبة كبيرة في التفكير المنطقي والتي فقط القليلون تجرّؤا على اتخاذها قبل منتصف القرن العشرين. وحتى في تلك الفترة، كانت الأساطير التي روتها المخطوطات القديمة، واللُقى الأثرية المُكتشفة، مدهشة جداً حتى بالنسبة لإنسان القرن الواحد والعشرين (عندما نفهمها بشكل صحيح) حيث أن معظمنا لازال رافضاً تصديق المستحيل ـ كيف يمكن لهكذا حضارة أن تكون موجودة فعلاً في ذلك الماضي السحيق؟!
ومع ذلك، فهذه الحضارة كانت حقيقية جداً بحيث ليس من الصعب إيجاد الإثباتات. وربما طبيعة هذه الإثباتات ذاتها سوف تخلق ثورة فعلية في التكنولوجيا وطريقة التفكير البشري في حضارتنا الحالية. كان لسكان تلك الحضارة القديمة فهم عميق ومباشر للوجود والكون والعقل الكوني وآلية عمله. هذه المعرفة العميقة كانت عملية جداً بحيث تم استثمارها لخلق تكنولوجيات عظيمة لدرجة أنها حتى اليوم، بالنسبة لنا، تتجاوز كل ما نستطيع تصوّره أو استيعابه. وطبعاً، دون الخلفية الروحانية لعُلماء تلك الحضارة، تصبح هذه التكنولوجيات العظيمة مستحيلة التطبيق.
وبالنسبة للذين رغبوا في تتبع هذا الموضوع باهتمام، وخلال عودتهم إلى الوراء والنظر إلى ذلك الإرث الذي خلفته تلك الحضارة الجبارة، سوف يجدون الإجابات الشافية على كافة الأسئلة الإنسانية العميقة بخصوص الطبيعة العلمية للكون. كل شيء تم تفسيره منذ ذلك الزمن البعيد. وخلال مسيرتنا الاستكشافية لهذا العالم الرائع، سوف نكتشف الأسرار خلف ابتكار تقنيات عديدة مثل آلات مولّدة للطاقة الحرّة غير المحدودة، أنظمة مضادة للجاذبية، أنظمة دفع خارقة أسرع من الضوء، أجهزة وآلات تتفاعل مع الوعي البشري، ودون هذا التفاعل لا تستطيع العمل. وبالإضافة إلى فهم الهيكلية الدورية الزمنية/المكانية للكون بحيث تم استثمار هذه المعرفة بشكل بارع للتنبؤ باحتمالات مستقبلية دقيقة، وكذلك طريقة استيعابهم للتفاعل المعقّد للطاقات الكونية والذي يخلق الوهم المتمثّل بـ"الواقع المادي الملموس" من خلف الستار، وأيضاً التعريف الدقيق للطبيعة الروحية الحقيقية لذلك الجانب الخفي والمراوغ في الإنسان والمعروف بالـ"روح" أو "النفس"... وغيرها من روائع معرفية لا يمكننا سوى الخضوع أمامها برهبة وخشوع.
العصر الذهبي للتكنولوجيا المستقبلية، والذي وعدتنا به مصادر نبوئية عديدة، كان موجوداً بالفعل على سطح هذا الكوكب قبل أكثر من 12.000 سنة. سوف تجدون البرهان على أن تلك الحضارة الغابرة، والمعروفة بشكل عام بـ"أطلنطس"، كانت ملمّة بالتقنيات والعلوم المذكورة هنا، وأسرار كثيرة أخرى، وكانت تستخدمها بطريقة أكثر فعالية وأكثر روحانية مما نستطيع الحلم به اليوم.
رغم هذا كله، لازالت مؤسسات "علم الآثار والتاريخ" الرسمية تقوم، كما باقي المؤسسات العلمية والفكرية الرسمية الأخرى، باختلاق القصص الوهمية، وتسميها حقائق ثابتة، متجاهلة بكل بساطة كل تلك الإثباتات والدلائل الهائلة التي تثبت بأنهم مخطئون تماماً. أعتقد بأننا أصبحنا ندرك السياسة الحقيقية لهذه المؤسسات العلمية الغربية، والتي لا تهدف للتعليم من أجل التنوير، بل غرس المعلومات من أجل التضليل. وكل من لا يمتثل للخط الرسمي في "علم التاريخ" يُعزل فوراً من قبل زملائه الأكاديميين وعلماء آثار. فالأكاديميين الممتثلين للمنهج الرسمي يُقسمون إلى نوعين: هناك الذين علمتهم ظروف الحياة القاسية بأنه من الأفضل الاستمرار بتسويق الأكاذيب، تناغماً مع السلطات العلمية، من أجل المحافظة على الوظيفة والمدخول المادي والأمان الاجتماعي. والنوع الثاني يشمل الحمقى الذين لا يرون أبعد من أنوفهم.
إن هذا الوضع المخزي والأليم الذي يجري في العالم الأكاديمي الغربي يمثّل فضيحة بكل ما تعنيه الكلمة. هذا الإخفاء المقصود من قبل القائمين على المؤسسات التعليميَّة (الغربية طبعاً) يحرمنا من فوائد كثيرة لا يمكن تقدير مدى أهميتها. يكفي أن نعلم بأن هذا العمل الخبيث يمنعنا من معرفة حقيقة أسلافنا القدماء ومدى العظمة التي تمتعوا بها. أما الفوائد التي يمكن استخلاصها من العلوم التي سادت في تلك العصور السحيقة، والتي يمكنها جعل حياتنا أفضل وأرقى روحياً ووجدانياً، فلا زلنا نُحرم منها بسبب تجاهلها والتقليل من قيمتها والحطّ من مستواها العلمي بشكل مقصود. نحن لازلنا ضحايا عمليَّة خداع كبرى. إنهم يزودونا بمعلومات خاطئة طوال الوقت. ما هو السبب؟
المئات من القطع الأثريَّة، التي من المفروض أنها غير موجودة طبقاً لما تعلمناه في المدرسة، لازالت مرمية في مخازن مخفيّة بعيداً عن العامة، أو تمَّ التخلص منها عن طريق رميها في المحيط.. العشرات من المواقع الأثريَّة حرمت على باحثي الآثار الذين طالما كانت تساؤلاتهم محرجة بالنسبة للقائمين على المؤسسات العلميَّة الرسميَّة. طُلِبَ من عدد كبير من علماء الآثار أن يتجاهلوا اكتشافات أثريَّة كبرى، وطمس حقائق تاريخيَّة واضحة وضوح الشمس. أسرار كثيرة حول ماضينا الحقيقي طمست وزوّرت وأُخفيت. أسرار تجعلنا نرى العالم من حولنا بطريقة جديدة، روح جديدة، وعقليَّة جديدة. هذه الحقائق المحجوبة عن الشعوب المضللة إعلامياً وتعليمياً وثقافياً، لو أنها خرجت للعلن، سوف نجد أجوبة لتساؤلات كثيرة أوقعت المفكرين الكبار في حيرة وعجز تام عن تفسيرها، وسوف نجد الحلول المناسبة لألغاز كثيرة حول ماضينا الحقيقي.
لا زالت المؤسسات الأكاديمية ترسّخ فكرة أنّ التجمعات الإنسانيّة البدائية يعود تاريخها إلى عشرة آلاف عام كحد أقصى، وليس أكثر من ذلك. أمّا الفترة التي سبقت هذا التّاريخ، فكان الإنسان حينها عبارة عن كائن بدائي، غبي، أبله، متنقّل من مكان لآخر ويعتاش على الصيد وقطف الثمار، ثم استقرّ بالقرب من مصادر المياه الدّائمة كالأنهار والبحيرات، فاكتشف الزّراعة، ثم أُقيمت المستوطنات الصّغيرة، ثم كبرت وأصبحت مدن، ثم حضارات، وهكذا.. أليس هذا ما نتعلّمه في المدرسة؟
وفجأة، في أحد الأيام، وجدنا آثاراً تعود إلى حوالي 5000 عام، تكشف عن كائناً بشرياً متطوّراً وناضجاً تماماً، بدأ فجأة يستخدم تكنولوجيا متقدِّمة وعلوم في غاية التطور والتعقيد! كيف استطاع إنسان بدائي جاهل أن يقفز بين عشية وضحاها من مرحلة دامت مئات الألوف من سنين التوحش والبدائيَّة إلى مرحلة متطورة يصنع فيها آلاف المعجزات العلميَّة، والعشرات من هذه الإنجازات هي أكثر تطوراً وتعقيداً من التكنولوجيا المعروفة في القرن الواحد والعشرين؟! هذه الحقائق الأثرية كشفت في مواقع مختلفة حول العالم. أي أن كامل الكرة الأرضيَّة كان يسودها في إحدى فترات التاريخ السحيق نموذج موحد من التكنولوجيا المتطورة. ليس من الضرورة أن تكون ذكياً لتشعر بأن هناك شيئاً ما يدعو للشكّ والريبة في ما ننهله من معلومات.سبحان الله وبحمده
سبحان الله العظيم
استغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه
إن التَجرُبة فِي الحَقيقة
ولَيست النَظرية هِي التي تُحقق النتَائج عَادة ..
أرسطو
تعليق
-
، لم تستطع المئات من الاكتشافات الأثرية اللاحقة والمناقضة لها أن تزحزح عرشها أو تترك أثراً في عقول أتباعها المتعصبين. اكتشافات كثيرة مثل:
بطاريات كهربائية اكتُشفت في العراق في العام 1938م، ويعود تاريخها إلى 248-226 ق.م، بالإضافة إلى أوعية نحاسية تم تلبيسها كهربائياً بالفضة وتعود إلى 2500 ق.م.
قطعة كريستالية تعود لحضارة المايا، تم حفرها لتتخذ، بدقة كبيرة، شكل الجمجمة البشرية، اكتُشفت في العام 1912م، وتشير بشكل واضح بأن عملية الحفر تمّت بواسطة آلات معقّدة ومتطورة جداً.
خرائط جغرافية دقيقة جداً، تعود لقرون، وقال أصحابها بأنهم نسخوها من مراجع قديمة جداً، ويظهر فيها سواحل أمريكا الجنوبية، والقطب الجنوبي يبدو خالياً من القشرة الجليدية (مع العلم بأن آخر أجزاء القارة المتجمدة الجنوبية كانت خالية من الجليد قبل 4000 ق.م).
آثار تعرية سببتها مياه الأمطار في كل من تمثال أبو الهول في الجيزة بمصر وكذلك الهرم الأكبر والأوسيريون، وهذه العملية لا يمكنها الحصول سوى قبل 7000 سنة، حيث كانت الأمطار مألوفة في تلك البلاد القاحلة الآن، وهذا يشير بوضوح إلى أن هذه الصروح تم بنائها قبل التاريخ الذي حدده الأكاديميون بزمن طويل.
كشفت مواقع أثرية قديمة جداً عن هندسة معمارية راقية، لم يشهد التاريخ المكتوب مثلها سوى في العصر الحديث. وهناك إنجازات معمارية لا زالت التكنولوجيا العصرية تعجز عنها.
أظهر السومريون القدامى إلمام واسع ودقيق بعلم الفلك، كتحديد هوية ومواصفات الكواكب التسعة في نظامنا الشمسي، وكذلك معلومات تفصيلية مثل معرفة الأقمار الأربعة الرئيسية لكوكب المشتري، وهذه معلومات لم نتعرّف عليها في هذا العصر سوى بعد اختراع التليسكوب.
تماثيل لحضارة الأولمك Olmec في أمريكا الجنوبية، تعود لـ3000 عام، تحمل ملامح أعراق أفريقية وصينية.
هذه الحقائق المذكورة تمثّل جزءاً صغيراً من حجم الدلائل التي تشير إلى حضارات متطورة سابقة للعصر الحجري المزعوم. ولسوف تتفاجئون حين تعلمون أنّه ليس فقط في بقعة واحدة من العالم، بل في كلّ أنحاء العالم، هناك إنجازات قديمة يصعب تصديقها، وحتى أنّ بعضاً منها يظهر تقنيات أكثر تطوّراً من تلك التي نمتلكها اليوم. بالإضافة إلى أن جميع أساطير الأمم القديمة تحكي نفس القصّة، حول الانحدار من العصر الذّهبيّ، وأنّ هناك كارثة كونية (الطوفان) مسحت ذلك العالم المتقدّم من الوجود. والأمر المذهل هو أن عمليات التّنقيب حول العالم أثبتت أقوال الأساطير وكذّبت إدعاءات الأكاديميين الداروينيين! لماذا لازال الوضع كما هو دون أن يتغيّر؟
القمع الأكاديمي للحقيقة & المحافظة على الأكذوبة الكبرى
في الحقيقة، إن المجتمع العلمي ليس بالبساطة والبراءة التي يبدو عليها، وسوف تتفاجأ لمدى الوحشية والشراسة التي يبديها خلال تعرّض أي من نظرياته المقدسة لخطر المسائلة أو التكذيب. وعندما ندعي بوجود مؤامرة من نوع ما تجري في هذا العالم الأكاديمي المحترم، قليلاً ما نجد أذاناً صاغية أو متعاطفين معنا، والسبب طبعاً هو أننا جميعاً نشأنا على عدم احترام نظريات المؤامرة، حيث قيل لنا أن المؤامرات ليست موجودة سوى في عالم الاستخبارات وعصابات المافيا والجماعات الإرهابية. لكن الأمر الجيّد الذي يدعم ادعائنا هو أن هذه المؤامرة مفضوحة وتجري جهاراً أمام الجميع. كل شيء مكشوف، إن كانت الأجندة العامة، أو المتآمرين، أو التكتيكات التي يتبعونها للقمع والتظليل..، كل ما عليك فعله هو صرف المزيد من الانتباه على الموضوع وسوف يسهل عليك اختراق حاجز البروباغاندا البراقة والمعلومات المظللة لتكتشف دوافعهم الحقيقية وغاياتهم المبيّتة.
إن مؤامرة قمع التاريخ البشري تجري على مستوى عالمي، ولا تقتصر على المجتمع العلمي فحسب بل تشمل جهات عديدة أخرى لها مصالحها الخاصة (سوف أذكرها لاحقاً). الجميع له مصلحة في تسويق "الأكذوبة الكبرى".. وكلما كبرت وانتشرت، كلما كان الأمر أفضل. يعتمد الأكاديميون على "مصداقيتهم العلمية" المعهودة لدعم ادعاءاتهم. أي أنهم يُعتبرون، دون غيرهم، المؤتمنين الرسميين الوحيدين على المعرفة الأصيلة. وبالتالي لا يحقّ لأحد مسائلتهم أو مقارعة أحكامهم السلطوية. أما بخصوص تاريخ الحضارات البشرية، فقد أصدروا حكمهم النهائي، ويتجلى بما يلي:
1ـ ليس هناك أي غموض حول من بنى الهرم الأكبر أو الوسيلة التي اتُبعت لبنائه، وأبو الهول لا يُظهر أي علامات على التعرية المائية الناتجة من الأمطار.
2ـ لم يكن هناك أي كائنات بشرية في الأمريكيتين قبل 20.000 ق.م.
3ـ الحضارة الأولى لا يتجاوز تاريخها أكثر من 6000 ق.م.
4ـ ليس هناك أي غرائب أثرية مُوثّقة، ولا أي معطيات غامضة أو عصية عن التفسير.
5ـ ليس هناك حضارات ضائعة أو غامضة أو موغلة في القدم.
أما الدلائل التي تشير إلى عكس هذه الحقائق، فلتذهب إلى الجحيم!
..................سبحان الله وبحمده
سبحان الله العظيم
استغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه
إن التَجرُبة فِي الحَقيقة
ولَيست النَظرية هِي التي تُحقق النتَائج عَادة ..
أرسطو
تعليق
-
الخلاف حول تاريخ أبو الهول والهرم الأكبر
مثال على الاعتداءات الشخصية
في العام 1993، بثّت قناة NBC في الولايات المتحدة فيلم وثائقي بعنوان "أسرار أبو الهول" The Mysteries of the Sphinx، والذي قدّم دلائل جيولوجية واضحة تثبت حقيقة أن عمر أبو الهول يزيد عن ما يدعيه العلم المنهجي بمرتين (أي لا يقل عن 9000 سنة). وقد عُرفت هذه القضية بـ"مناظرة التعرية المائية". وكشفت هذه المسألة عن السياسة التي يتبعها علماء الآثار المنهجيين لمواجهة أي مسائلة أو إعادة نظر في مسلماتهم العلمية.
كان باحث الآثار المستقلّ "جون أنتوني ويست" John Anthony West (وهو ذاتي التعليم) أوّل من استدعى انتباه الجيولوجي الدكتور "روبرت سكوتش" Robert Schoch إلى حقيقة "التعرية المائية". سافرا إلى مصر وأجريا أبحاث مكثّفة على الموقع. بعد إخضاع أبو الهول للدراسة والفحص الجيولوجي الدقيق، أصبح الدكتور "سكوتش" متيقناً تماماً من هذه الحقيقة، وبناءً على هذا أعلنا عن اكتشافهما.
أما الدكتور "زاهي حواس"، المسؤول عن تلك الصروح في الجيزة، فلم يضيّع أي وقت في إطلاق وابل من القذائف الانتقادية على الخبيرين. أما العالِم المشهور "مارك لهنر" Mark Lehner، والذي يُعتبر أكثر العلماء خبرة في أبو الهول، فاشترك في هذا الهجوم المضاد على الخبيرين المسكينين، حيث نعتهما بأنهما "جاهلين" و"عديمي الإحساس". وهذه الاتهامات نقلت المسألة من المستوى المهني إلى المستوى الشخصي. الردود الشرسة على إعلان "ويست" و"سكوتش" لم تتناول الحقائق الأثرية المُكتشفة حديثاً، بل تناولت فقط الجانب الشخصي للمكتشفين، ويُعتبر هذا سلوك غير علمي ويخلو من المهنية المستقيمة.
وجب أن نلاحظ التكتيك النموذجي الذي يتبعونه بهدف الحطّ من قيمة ومصداقية كل شخص يتجرّأ على مسائلة النظريات العلمية السائدة. إن حرف الانتباه عن المسألة الأساسية والتركيز على الجانب الشخصي يُعتبر من الاستراتيجيات الأكثر فعالية. وغالباً ما يُستخدم هذا الأسلوب من قبل السياسيين الذين يشعرون بعدم الأمان المحدق بمواقعهم. لقد استحضر كل من حواس ولهنر موقعهما الأكاديمي المقدّس وفرضا سلطتهما بالقوة.
بعد فترة قصيرة من نشوب هذا الجدل، تم دعوة كل من "سكوتش" و"حواس" و"لهنر" إلى إقامة مناظرة فكرية في الجمعية الأمريكية للعلوم المتقدمة. لكن لم يُسمح لـ"وست" المشاركة في هذه المناظرة لأنه مجرّد من المؤهلات الأكاديمية المطلوبة. أي أن "وست" الذي كان ملماً جداً في علم الآثار المصرية لدرجة أن خبرته تفوق خبرة الكثير من الأكاديميين المتخصصين، مُنع من حضور المناظرة لأنه لا يحوز على شهادة أكاديمية!
هذا الأمر يشير إلى ادعاء واهي يُعتبر من الأسلحة الفتاكة في ترسانة المجتمع العلمي الرسمي: ".. فقط العُلماء الحاصلين على شهادات أكاديمية يستطيعون ممارسة العلم..". وهذا يجعل عقبتان كبيرتان تمنعان مشاركة الباحث المستقل أكاديمياً (غير حائز على شهادات جامعية) ممارسة عمله بشكل رسمي: [1] الأهلية العلمية، و[2] تقييم العلماء لعمله. العلماء المنهجيين لا يتناولن أي عمل علمي بجدية إلا إذا كان صاحب العمل "مؤهلاً علمياً" أي حائز على شهادات أكاديمية. أي لا يستطيع العملي العلمي أن يساهم رسمياً في إغناء المعرفة الإنسانية إلا إذا تجاوز المرحلة [2]، ولا يستطيع الوصول إلى هذه المرحلة قبل تجاوزه المرحلة [1].
جميعنا نسينا حقيقة مهمة جداً وهي أن العلــم Science يمكن اكتسابه وممارسته وتطبيقه من قبل الجميع. فالأمر لا يتطلّب شهادات جامعية من أجل دراسة وتسجيل الحقائق وتحليلها وانتقادها، خاصة إذا تعلق الأمر بالعلوم الاجتماعية (غير التقنية). في المجتمعات الحرّة والمنفتحة، وجب أن يمثّل العلم عملية ديمقراطية حقيقية.
في جميع الأحوال، تم إقصاء "وست" من ساحة الجدل تماماً. ولازالت عناصر الجدل في حالة أخذ وردّ منذ حينها دون التوصّل إلى نتيجة نهائية. هذا الخلاف مشابه للخلاف القديم حول الهوية الحقيقية لبناة أهرامات الجيزة وكيف.
هذا يعيدنا إلى مسألة "الأكذوبة الكبرى" والطريقة التي يتم تسويقها عبر أجيال عديدة، أمام الله وأمام الجميع دون خجل أو وجل. والجدل حول طريق بناء الأهرامات يُعد أحد الأمثلة المهمة. لو كان العلماء المنهجيين صادقين فعلاً وأرادوا وضع حد حاسم ونهائي لهذا الجدل القديم، يمكنهم بكل بساطة ترتيب تجربة عملية يجريها مهندسين حياديين، وترك الأمر لهم ليصادقوا أو يستبعدوا إدعاءات العلم المنهجي بأن الأهرامات قد بُنيت بواسطة أدوات بدائية ووسائل متوفرة في تلك الأيام شبه الهمجية (أي 2500 ق.م، وهو التاريخ الذي يدعونه). لماذا لم يفعلوا ذلك؟
الجواب بسيط وواضح جداً، إنه مستحيل! وهم يعرفون في قرارة أنفسهم أن نظريتهم زائفة وليس لها علاقة بالواقع. هل يمكن لعالِم محترف ومثقف أن يصدّق أن 2.3 مليون طن من الحجارة، وبعض هذه الحجارة يزن 70 طن، تم نقلها ورفعها بواسطة وسائل بدائية؟ رغم أن هذا الأمر يبدو واضحاً بأنه مستحيل، إلا أنهم لا يترددون في الكذب على الناس، وتأليف الكتب الفاخرة واسعة الانتشار، والدفاع عن نظريتهم بشراسة ضد أي نظرية بديلة، وتعليمها في المدارس للأجيال الناشئة.
خلال الممارسة المستقيمة للعلم الحقيقي، من الضروري بالنسبة لكل عالِم أن يلتزم بإثبات فرضيته بشكل منطقي من أجل أن تُقبلها أكاديمياً وعلمياً. لكن في الحقيقة، لازال علماء الآثار المصرية الذين يدعون استخدام الوسائل البدائية لبناء أهرام الجيزة معفون من أي التزام بضرورة إثبات فرضيتهم الوهمية. وبدلاً من ذلك، كل ما فعلوه، ولازالوا، هو التهجّم على النظريات البديلة وقمعها، مستخدمين تكتيكات وأساليب غير نزيهة وليس لها علاقة بالعلم إطلاقاً.
لماذا يجاهد هؤلاء العلماء في إخفاء الحقيقة وتجنّب أي اختبار تجريبي يثبت فرضيتهم؟ في الحقيقة، إن دوافعهم واضحة وجلية. إذا أُثبت بأن المصريين القدامى لم يبنوا الهرم الأكبر في العام 2500 ق.م مستخدمين وسائل بدائية، وأن تاريخ أبو الهول يعود لأكثر من 9000 ق.م، فسوف تتساقط أحجار الدومينو، الواحد تلو الآخر! سوف ينهار كل شيء! فالنظرة التقليدية لتطوّر الحضارات تستند أساساً على تأريخ الحضارات التي انبثقت من سومر حوالي 4000 ق.م. وهذه النظرة الرسمية لنشوء الحضارات الأولية لا تسمح بوجود حضارات متطورة تسبق ذلك التاريخ. هذا كل ما في الأمر. فعلم التاريخ وعلم الآثار سيتجردان من أي معنى دون وجود خط زمني ثابت تستند عليه كمرجع عام يلتزم به الجميع.
ومن ناحية أخرى، بما أن "تطوّر الحضارات" مربوط بشكل وثيق مع نظرية داروين العامة لتطور الأجناس، فهذا أيضاً يمثل مشكلة كبيرة. هل هذا يفسّر السبب الذي جعل الكثير من الحقائق والغرائب الأثرية تتعرّض للقمع والتجاهل والرفض؟ الجواب هو نعم. تذكّر أنه ليس فقط علم التاريخ والآثار مربوط بنظرية داروين ويستند عليها بشكل أساسي، بل كافة العلوم البيولوجية أيضاً!سبحان الله وبحمده
سبحان الله العظيم
استغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه
إن التَجرُبة فِي الحَقيقة
ولَيست النَظرية هِي التي تُحقق النتَائج عَادة ..
أرسطو
تعليق
-
مثال على الضغوط الحكومية
والآن سوف ننظر إلى قضية مختلفة تماماً. في العام 1966م، تلقى الدكتور "خافيير كابريرا" Javier Cabrera هدية من أحد المزارعين الفقراء من أبناء قريته "إيكا" في البيرو. كانت عبارة عن حجر محفور عليه سمكة، وهذه الرسمة طبعاً لم تكن تعني شيئاً للمزارع البسيط لكنها تعني الكثير بالنسبة للدكتور "كابريرا" المثقّف والمتعلّم. لقد علِم بأن هذه السمكة المرسومة تمثّل فصيلة منقرضة منذ زمن جيولوجي بعيد. وهذا ما أثار فضوله بشكل كبير. راح يشتري المزيد من الحجارة من المزارع، والذي قال بأنه جمعها قرب ضفة النهر بعد أحد الفيضانات.
راح الدكتور "كابريرا" يجمع المزيد والمزيد من هذه الحجارة، وراحت أخبار وجودها ومدى أهميتها تنتشر حتى وصلت أسماع مجتمع علم الآثار. بعد فترة وجيزة، كان الدكتور قد جمع الآلاف من هذه الحجارة الغريبة. وكانت الرسومات المحفورة عليها عجيبة جداً وساحرة جداً. يبدو أن أحداً ما قام في إحدى فترات التاريخ بتصوير رجال يقاتلون الديناصورات، وآخرون يستخدمون التلسكوبات، وهناك من يجري عمليات جراحية بأدوات ووسائل متطورة. كما أن بعض هذه الحجارة تحتوي على خرائط تصوّر قارات مفقودة.
الدكتور "كابريرا"
نماذج من حجارة إيكا
أُرسل بعض من هذه الحجارة إلى ألمانيا حيث تم تحديد تاريخ خروش الحفر، وتبيّن أنها تعود لعصور غابرة. لكن جميعنا تعلمنا أنه لا يمكن للإنسان أن يعاصر الديناصورات. فالإنسان الحديث، كما يدعي العلم المنهجي، لم يبرز للوجود سوى من 100.000 سنة.
اهتمت محطة BBC بهذا الاكتشاف وراحت تحضّر نفسها لإنتاج فيلم وثائقي يتناول ما أصبحت معروفة بحجارة إيكا Ica stones. لكن الإعلان عن هذا المشروع أطلق العنان لعاصفة من الجدال. وقام علماء الآثار المنهجيين بتوجيه انتقادات لاذعة لحكومة البيرو بسبب إهمالها وتراخيها وعدم إلتزامها في فرض القوانين المتعلقة بالآثار (لكن هذا لم يكن اهتمامهم الرئيسي). فراحت الضغوطات تنهال على رجال الحكومة في البيرو.
تم اعتقال المزارع المسكين الذي باع الحجارة للدكتور "كابريرا"، واعترف بأنه وجدها في أحد الكهوف، لكنه رفض الكشف عن الموقع للسلطات، أو هكذا ادعوا على الأقلّ.
تم تنظيم هذه العملية بطريقة محترفة بحيث تجعل كل سياسي فاسد فخوراً. هددت الحكومة بسجن المزارع، وبنفس الوقت، قدموا له عرضاً مغرياً للخلاص من هذه الورطة، وقبِل المزارع بالعرض فوراً ودون تفكير. فخرج للعلن برواية جديدة تقول بأنه هو الذي حفر الرسومات بنفسه. لكن كل من يتمتع بتفكير منطقي سليم يعلم جيداً بأن هذا المزارع الساذج لا يتمتع بالثقافة والحرفة الكافية لحفر 11.000 رسمة مختلفة. فبعض الحجارة كانت كبيرة الحجم وحُفر عليها رسومات دقيقة ومعقّدة جداً تبيّن حيوانات ومناظر مختلفة لا يمكن للمزارع أن يعرفها إلا إذا كان ملماً في علم الجيولوجيا والمستحاثات. بالإضافة إلى أنه، ومن أجل إنجاز هذا العمل الكبير (حفر 11.000 حجر)، يحتاج لأن يعمل ليلاً نهاراً على مدى عقود طويلة ومتواصلة. لكن في جميع الأحوال، صُنفت حجارة إيكا على أنها "خدعة" وتم نسيانها.
هذه المسألة لم تتطلّب أي مواجهة أو مناظرة فكرية أو أي مجهود ذات طابع أكاديمي. فقد تم معالجة المسألة عن طريق الضغوط الخفية التي مورست على الحكومة البيروفية. وبما أن هذا الاكتشاف صُنف على أنه "خدعة"، فبالتالي لا حاجة لبذل أي مجهود علمي لمحاولة تكذيبها، أو حتى الوقوف أمام هذه الحقيقة التاريخية وجهاً لوجه.سبحان الله وبحمده
سبحان الله العظيم
استغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه
إن التَجرُبة فِي الحَقيقة
ولَيست النَظرية هِي التي تُحقق النتَائج عَادة ..
أرسطو
تعليق
-
أصل الإنسان العتيق جداً
مثال على دور الرقابة في قمع التفكير المحظور
إن قضية الكاتب "مايكل كريمو" Michael Cremo موثقة ومعروفة جيداً، وتبيّن كيف يمكن للمؤسسة العلمية الرسمية أن تفرض ضغوطاً على أجهزة الإعلان وكذلك الحكومة. يتناول كتابه "علم الآثار المحظور"Forbidden Archeology أمثلة كثيرة على دلائل ولُقى أثرية تم تجاهلها، وتثبت أن أصل الإنسان يعود إلى تاريخ قديم جداً بحيث يتجاوز التاريخ الرسمي بأشواط كبيرة.
الأمثلة التي قدمها هذا الكاتب مع شريكه في التأليف هي مثيرة للجدل فعلاً، لكن الكتاب بشكل عام كان أكثر إثارة للجدل من محتوياته، خاصة بعد أن اعتُمد عليه في إنتاج فيلم وثائقي يتناول موضوع الأصول الغامضة للإنسان.
في العام 1996م، بثّت محطة NBC التلفزيونية فيلم وثائقي بعنوان "الأصول الغامضة للإنسان" The Mysterious Origins of Man، تم من خلاله الكشف عن حقائق أثرية وتاريخية مذهلة كانت مخفية في السابق، بالإضافة إلى اكتشافات أثرية حديثة، وقد أبرزت عدة حقائق مذكورة في الكتاب الذي ألفه "كريمو".وأجريت مقابلات مع علماء آثار محترفين، ووضعت حقائق كثيرة أمام المشاهدين وترك الأمر لهم كي يفسروا ويحللوا ويستنتجوا بالاعتماد على ما شاهدوه أمام أعينهم. لاقى هذا البرنامج نجاحاً كبيراً غير متوقعاً، وطلب الملايين من المشاهدين إعادة بث هذا البرنامج من جديد مما كشف عن إعجابهم و تأثرهم به. أما رد الفعل الذي خرج من المجتمع العلمي، فكان زلزالاً تجاوزت قوته أعلى درجات مقياس ريختر! لقد فُتحت على فريق العمل أبواب الجحيم! وغرق المحطّة التلفزيونية ببحر من الرسائل القادمة من العلماء الغاضبين الذين نعتوا المخرج بـ"المنافق" والبرنامج بـ"الخدعة الكرى". وبنفس الوقت، تلقى منتجو هذا البرنامج ومخرجوه الكثير من الرسائل المهينة بالإضافة إلى التهديد والوعيد!
انهالت عليهم الشتائم والكلمات غير اللائقة من كلِّ مكان. والغريب في الأمر هو أن جميع التعليقات السلبية التي تلقوها لم تدحض بمصداقيَّة الحقائق الواردة في البرنامج، بل جميعها تركزت على أنه وجب عدم إطلاع الجماهير على هذه الحقائق المنافية للمعلومات الرسمية التي تتناول أصول الإنسان. الكثير من الكلمات القبيحة انهالت على فريق البرنامج. مصطلحات مثل: كريه، شنيع، سافر، زبالة، مقزز للنفس، حثالة، قذارات، عمل حيواني، عمل أحمق، كاذبون، دجالون، مجانين......، وغيرها من كلمات لا يمكن ذكرها.
قد تظنوا أن هذه الشتائم جاءت من أفواه مراهقين أو أشخاص غير مثقفين.... لكن ستتفاجؤون عندما تعرفوا أنها جاءت من رجال أكاديميين بارزين من جامعات محترمة مثل جامعة ييل وجامعة كاليفورنيا وجامعة ستيتس نيويورك، وجامعة تكساس، وجامعات أخرى في ويسكونسن، نيومكسيكو، كولورادو... وغيرها...
أليس هكذا كانت ردة فعل كهنة العصور الوسطى تجاه الأفكار المنافية لتعاليمهم المقدَّسة؟. واثنان من هؤلاء الأكاديميين كانت ردة فعلهم هوجاء لدرجة أنهم تلفظوا بتصريحات كشفت عن نواياهم الحقيقية مثل:
" شكراً للمجهود الكبير الذي تبذلونه ... لكن الجمهور الأمريكي غير قادر على تقييم أو استيعاب هذه التفاهات التي تدعونها"
وكان المتصل الثاني أكثر صراحة حيث قال:
"وجب حجبكم وتحريم برنامجكم عن الأثير"...
لكن هؤلاء العلماء المحترمين لم يتوقفوا عند هذا الحدّ، بل تجاوزوه كثيراً. عبر سلسلة من الإجراءات المجرّد من أي رادع للضمير، حاولوا إجبار محطة NBC على التخلي عن إعادة بثّ البرنامج مرة ثانية، لكن ذهب مجهودهم هباءً. ومع ذلك لم يستسلموا، بل اتخذوا بعدها أكثر الخطوات جرأة وتهوراً على الإطلاق: تقدموا بقضيتهم إلى الحكومة الفدرالية وطلبوا من الوكالة الفدرالية للاتصالات بالتدخّل فوراً ومنع محطة NBC من بثّ البرنامج مرة أخرى. هذه العملية لم تكن انتهاكاً لحرية التعبير فحسب، بل كانت محاولة وقحة لقمع فكرة علمية مطروحة للتداول أمام العامة.
الرسالة التي تقدم بها الدكتور "أليسون بالمر" Allison Palmer، رئيس معهد دراسات العصر الكامبيريCambrian Studies (عصر جيولوجي)، إلى الوكالة الفدرالية للاتصالات كانت فاضحة بكل المعايير، حيث تقول:
".. على الأقل، وجب الطلب من محطة NBC أن تقدم اعتذارات متتالية لمشاهديها ولفترة مديدة، ذلك لكي يفهم المشاهدون الرسالة جيداً، والتي تكشف عن حقيقة أنهم تعرضوا للخداع. وبالإضافة، وجب على محطةNBC دفع غرامة مالية كبيرة كعقوبة على فعلتها، وربما نستبدل الغرامة المالية بإجبارها على إنتاج برنامج خاص لإعادة تثقيف الجمهور.."
أعتقد بأننا أصبحنا نعلم أين يكمن أساس المشكلة في قضية قمع الحقيقة وتسويق الأكذوبة الكبرى. لازالت هذه المؤامرة جارية على نطاق واسع، ولا أحد يستطيع شمل العملية بكافة جوانبها، حيث مقابل كل محاولة مفضوحة لقمع الحقيقة هناك عشرات المحاولات الناجحة (غير المفضوحة) التي تتم دون أن يدري بها أحد. ليس لدينا أي فكرة عن عدد اللُقى الأثرية التي تم إدراجها في خانة "خطأ في تحديد التاريخ" ورميها في المخازن المظلمة مع حرص شديد على أن لا ترى النور ثانية.سبحان الله وبحمده
سبحان الله العظيم
استغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه
إن التَجرُبة فِي الحَقيقة
ولَيست النَظرية هِي التي تُحقق النتَائج عَادة ..
أرسطو
تعليق
-
عملية تأريخ مزعجة في المكسيك
مثال على رفض معطيات تاريخية
هناك القضية المعروفة جيداً للدكتورة "فرجينيا ستين ماكنتاير" Virginia Steen-McIntyre، وكانت عالمة جيولوجيا تعمل في وكالة الاستكشاف الجيولوجي لحكومة الولايات المتحدة USGS. تم إرسالها في السبعينات من القرن الماضي إلى إحدى المواقع الأثرية في المكسيك بهدف تحديد تاريخ مجموعة من الأدوات واللُقى الأثرية المُستخرجة هناك.
هذه القضية تكشف عن المدى الذي يمكن للعلماء المنهجيين وصوله من أجل المحافظة على المسلمات العلمية المقدسة. استخدمت الدكتورة "ماكنتاير" الأداوت والأجهزة التقليدية في حينها، وكانت من أحدث الأجهزة. ومن أجل التأكّد من صحّة نتائجها، استخدمت أربعة وسائل أخرى لتحديد التاريخ، لكن في كل الحالات، كانت النتائج مذهلة. لقد توقّعت الدكتورة بأن تتراوح النتيجة حول 25.000 سنة، لكنها تجاوزت هذا التاريخ بأشواط عديدة، حيث أشارت إلى أن عمر الأدوات الأثرية يتجاوز 250.000 سنة.
إن تاريخ 25.000 سنة مناسب لنظرية "اجتياز مضيق بارينغ" Bering Strait "crossing، لكن التاريخ الجديد الذي كشفت عنه النتائج لا يناسب هذه النظرية إطلاقاً، وبالتالي طُلب من الدكتورة إعادة إجراء الفحوصات أكثر من مرة، لكن النتائج بقيت ذاتها.
مُنحت الدكتورة فرصة لسحب نتائجها التي قدمتها أو تعديلها على الأقل بحيث تجعلها تناسب المنطق العلمي العام، لكنها رفضت. وهذا الرفض جعلها تدفع الثمن غالياً، حيث مُنعت من نشر أوراقها العلمية، أو أي عمل آخر، كما أنها خسرت عملها في التدريس في إحدى الجامعات الأمريكية.
القمع الحكومي لأسباب عرقية وإثنية
قمع دلائل أثرية غير متوافقة مع المصلحة القومية في كل من الصين، نيوزيلندا، والمكسيك
في نيوزيلندا، تقدمت الحكومة وشرّعت قانوناً يمنع العامة من دخول منطقة أثرية مثيرة للنزاع. هذه الحادثة وردت في كتاب "نيوزيلندا السلتية القديمة" Ancient Celtic New Zealand، للكاتب "مارك دوتري"Mark Doutré.
فكما ذكرت في بداية هذا الموضوع، هذه المؤامرة العالمية لقمع الحقيقة لا تقتصر على العلماء المنهجيين الذين يحاولون حماية نظرياتهم الواهمة، بل الأمر أكثر تعقيداً من ذلك، وهنا تصبح المسألة أكثر صعوبة.
أصبحت غابة "وايبوا" Waipoua مكاناً مثيراً للجدل والنزاع لأن الحفريات الأثرية أظهرت دلائل على وجود حضارة غير بواينيزية تسبق وجود حضارة الماوري، وهذه الحقيقة لم تُسعد قبيلة الماوري أبداً. وعلموا بنتائج الحفريات قبل أن تخرج للعلن فتقدموا للحكومة بشكوى. وحسب أقوال "دوتري"، صدر أمر حكومي لإيقاف العمل فوراً في ذلك الموقع، مع الاحتفاظ بسرّية نتائج الاكتشاف حتى مضي 75 سنة.
تسرّب خبر هذه العملية وانتشر بين العامة مما أدى إلى حصول بلبلة على نطاق واسع، لكن الحكومة نفت هذا الادعاء، مع أن الوثائق الحكومية تثبت وجود حظر على الموقع الأثري. كان "دوتري" طالباً متخصصاً في دراسة تاريخ نيوزيلندا، وكان مهتماً بالإجراءات العديدة المشبوهة التي اتخذتها الحكومة النيوزيلندية. فقال أن أدوات ولُقى أثرية كثيرة قد كُشفت في البلاد وتثبت وجود حضارة قديمة تسبق حضارة الماوري، وجميع هذه الآثار قد سُحبت من كافة المتاحف في البلاد مؤخراً، ويتساءل عن مصير تلك الآثار:
".. أين هي العيّنات التي تحتوي على شعر إندو-أوروبي (متموّج وبني اللون) والتي تم انتشالها من موقع صخري بالقرب من "واتاكيري"، والتي كانت معروضة في متحف "أوكلاند" لسنوات عديدة؟.. أين هو الهيكل العظمي العملاق الذي انتُشل من "ميتيماتي"؟.."
لسوء الحظ، فهذه ليست الحادثة الأولى ولا الأخيرة في سلسلة القمع والإخفاء الطويلة. لقد أصبح العامل الإثني والعرقي من بين الأسباب الرئيسية في عملية قمع الحقائق التاريخية المتعلقة بالإنسان. حتى أن الكاتب الشهير "غراهام هانكوك" تعرّض للتهجّم والاعتداء مرات عديدة من قبل مجموعات إثنية مختلفة بسبب التبليغ عن اكتشافات أثرية إشكالية وملتبسة.
المشكلة التي تزيد الأمر تعقيداً والتي تشكّل عقبة رئيسية لظهور الحقيقة بخصوص تاريخ الإنسان هي أن أهداف وغايات المجموعات العرقية والإثنية التي تدعي أصالة نشوءها في مكان معيّن، تتناغم مع غايات علماء الآثار الداروينيين الذين يريدون المحافظة على مصداقية نظريتهم، واجتماع هاتين القوتين يشكّل عقبة كبيرة يستحيل اختراقها بسهولة.
أما قضية المومياءات المُكتشفة في صحراء "تاكلا مكان" Takla Makan في غرب الصين، فتُعتبر مثال آخر على هذا النوع من المسائل. في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي، تم الكشف عن ثقافة قوقازية بشكل مفاجئ وغير متوقع في الصين. وقد ساهمت البيئة القاحلة في المحافظة على بقايا أناس ذوات عيون زرقاء وشعر أشقر سكنوا في الصين القديمة. وقد ارتدوا ألبسة ملونة، وكذلك الجزمات، والجرابات، والقبعات. لكن الصينيون لم يكونوا سعيدين بهذا الاكتشاف مما جعلهم يعتمون عليه بالكامل، رغم أن بقايا شعوب آسيوية كانت موجودة في موقع دفن المومياءات القوقازية.
دائماً ما شكّل وجود ثقافة الأولمك Olmec في المكسيك القديمة مشكلة كبيرة. السؤال هو: من أين جاءت الشخصيات الأفريقية التي ترمز لها الرؤوس الحجرية الكبيرة؟ لماذا حُفرت ملامح قوقازية في العواميد المنقوشة في قلب هذه الحضارة المكسيكية القديمة؟ والأمر الأسوأ هو: لماذا لم تظهر أي من ملامح السكان المكسيكيين المحليين في المنحوتات التابعة لثقافة الأولمك؟
لكن تم إيجاد حل نهائي لهذه المسألة التي طالما سببت الإحراج. وتم تبني استنتاج أحد علماء الآثار المكسيكيين والقائل بأن هذه الرؤوس الحجرية العملاقة (والتي تحمل ملامح أفريقية دون أدنى شكّ) تمثّل ملامح سكان قبيلة هندية محلية قريبة من المنطقة.سبحان الله وبحمده
سبحان الله العظيم
استغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه
إن التَجرُبة فِي الحَقيقة
ولَيست النَظرية هِي التي تُحقق النتَائج عَادة ..
أرسطو
تعليق
-
إهمال آثار فرعونية في أستراليا
مثال على تجاهل وإخفاء اكتشافات مزعجة بالنسبة لعلم التاريخ الرسمي
رغم مضي خمسة آلاف عام على وجودها هناك، ما زالت الكتابات التصويرية الهيروغليفية التي عثر عليها في استرالية تعاني الكثير من أجل الاعتراف بها رسمياً! وما تزال حكومة استرالية تفشل في حماية هذا الموقع كونه لا يعود "للعصور البدائية" التي من المفروض أن تكون هي السائدة في تلك الفترة. يروي لنا الباحث الاسترالي البارز "باول وايت" Paul White هذه القصة والترجمة المدهشة للكتابات الهيروغليفية التي عُثِرَ عليها في "نيو ساوث ويلز" New South Wales باسترالية.
تتحدث الكتابات الهيروغليفية عن حكاية مجموعة من المُستكشفين المصريين القُدامى اللذين جنحت بهم سفينتهم فألقت بهم على شاطئ استرالية، مُصابين وتائهين. ويتركز الاكتشاف حول مجموعة شديدة الغرابة من النقوش التي وجدت في غابة "ناشيونال بارك" في وادي هنتر Hunter Valley على بعد 100 كم شمال سيدني.
وقد شكلت تلك القطع المنقوشة الغامضة جزءاً من التراث المحلي للمنطقة لمدة تقارب القرن، وتقول الوثائق بأن تلك النقوش شوهدت من قبل الكثير من الناس حيث كانت مألوفة في بدايات القرن العشرين. وفي خمسينيات القرن الماضي زارت ذاك الموقع بالخفاء بعض من العائلات الأرستقراطية (المطلعة على الأسرار التي يجهلها المواطن العادي) ثم تم اتخاذ الإجراءات اللازمة لإخفائها من ذاكرة المحليين في المنطقة، فتحوّلت إلى مجرّد أسطورة محلية "لا أساس لها" لمدة عقدين من الزمن، إلى أن أعاد اكتشافها رجل كان يبحث عن كلبه المفقود فقادته الأقدار إلى ذلك الموقع المخفي...
توجد تلك النقوش في شقٍ صخري يتألف من كتلة ضخمة من الصخر الرملي المشقوق عمودياً مشكلة ما يبدو أنه "حجرة" لها جدارين مسطحين يواجه بعضهما بعضاً، يبعد الجدارين عن بعضهما ما بين مترين لأربعة أمتار وتغطيهما صخرة مسطحة عملاقة تبدو كما لو أنها "سقف" موضوع على أعلى الجدارين اللذين يتقاربان مع بعضهما في القمة... ذاك الشق يشبه الكهف ولا يمكن الوصول إليه إلا من أسفل أو أعلى مجرى نهري منحدر وضيق. وذاك المجرى مخبأ بشكل جيد عن أعين المتجولين المعتادين في الغابات.
عند وصولك للحجرة ستنتبه فوراً للنقوش القديمة وستعرف أنها نقوش هيروغليفية مصرية. هي ليست من أعمال سكان الغابة المحليين، بل شيء غريب عن ذاك المكان الموحش. هناك على الأقل 250 من تلك الرسوم التصويرية (أو الرموز الهيروغليفية) وفي الجزء الخلفي من الحجرة هناك رسم يمثل الإله أنوبيسAnubis حاكم الموتى لدى الفراعنة، مرسوم بنسبة ثُلُث الحجم الأساسي، وقد نجا هذا الرسم من أثر العوامل الطبيعية نتيجة للبقية الباقية من السقف الحجري المنهار. وتبدو التصاوير الهيروغليفية قديمة جداً، ومشغولة وفقاً لأسلوب مغرق في القدم كان دارجاً لدى السلالات المصرية الأولى.
هذا الأسلوب القديم في الكتابة الهيروغليفية لا يعرفه سوى قلة من علماء الآثار المصرية، حيث أن علماء الآثار المصرية التقليديين تدربوا على قراءة أسلوبي الكتابة الهيروغليفية اللذين كانا دارجين في الزمن المصري الأوسط والزمن المصري الحديث. ولا تحوي المعاجم الهيروغليفية سوى على الرموز الهيروغليفية التي كانت منتشرة خلال الزمن المصري الأوسط والزمن المصري الحديث. كما أن هناك قلة قليلة فقط من العلماء القادرين على قراءة وترجمة المقاطع التي كانت دارجة في الزمن المصري القديم، وسبب صعوبة قراءة هذه اللغة المصرية القديمة هو أنها تتحوي على رموز تنحدر من الحضارتين الفينيقية والسومرية، وهذا ما يدفع الباحثين الجامعيين إلى التسرع بالظن بأن هذه الكتابات المُكتشفة هي مزيفة.
برع عالم الآثار المصرية "راي جونسون" Ray Johnson الطاعن في السن في ترجمة النصوص الغارقة في القدم لصالح متحف الآثار في القاهرة، وقد نجح هذا العالم مؤخراً في توثيق وترجمة ما يوجد على جداري الحجرة الأسترالية من رموز انحدرت إلينا من عهد السلالة المصرية الحاكمة الثالثة.سبحان الله وبحمده
سبحان الله العظيم
استغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه
إن التَجرُبة فِي الحَقيقة
ولَيست النَظرية هِي التي تُحقق النتَائج عَادة ..
أرسطو
تعليق
-
الكتابات التي وُجدت في موقع نيو ساوث ويلز، أستراليا. لازالت تلقى الإهمال من قبل علم الآثار الرسمي.
تتحدث هذه الرموز عن القصة المأساوية لتحطم سفينة المستكشفين المصريين على شاطئ غريب وموحش، وعن الموت المفاجئ لقائدهم المنحدر من العائلة المالكة والمدعو "الأمير دجيس-إب" Djes-eb. وهناك ثلاثة خراطيش (مجموعات هيروغليفية) تتكلم عن ملك منطقتي النيل الأعلى والأدنى "را جيديف" RA-JEDEF، الذي كان ابناً "لخوفو" الذي كان بدوره ابن الملك "سنيفرو" SNEFERU. هذا يجعل زمن الرحلة يأتي بعد انتهاء حكم الملك خوفو مباشرة، أي ما بين 1779 و2748 قبل الميلاد. قد يكون الأمير "دجيس إب" أحد أبناء الفرعون "را جيديف" الذي حكم بعد انتهاء حكم خوفو.
ويبدو أنه تم كتابة هذا النص الهيروغليفي تنفيذاً لأوامر القبطان أو قائد الرحلة، وتَعْرِض الرموز الموجودة في الزاوية لقب أحد أصحاب المناصب الكبرى أو رجال الدين المهمين. يتحدث الكاتب فيقول:
"باسم سمو الأمير، ومن هذا المكان البائس والمقفر الذي حلمتنا إليه سفينتها..."
ويرد اسم قائد الحملة في تلك النقوش على أنه ابن الملك، ويدعى الأمير "دجيس إب" الذي عانى الأمرين وابتعد مسافات هائلة عن دياره وأهله.
وبمجرد الإطلاع على ذلك المكان يمكنك الإدراك بأن النقوش شديدة البلاء نتيجة تعرضها للطقس الساحلي القاسي هناك لفترة طويلة جداً، لذلك لا بد من أن يعود عمرها إلى ألف سنة على الأقل. وأوّل ما اكتُشف هذا الموقع، كان مغطى تماماً بالحشائش النامية بشكل كثيف ومغموراً بطبقة سميكة من الحجارة المتحطمة، ويعلوها طبقة من التراب.
لقد تم محاولات تنقيب من قبل مجموعات علمية عديدة للعثور على أدوات أو قطع أثرية ولكنها لما تصل لأية نتيجة، لأن هذه الحملات الاستكشافية حُرمت من الدعم الحكومي أو أي جهة رسمية، وبالتالي لم تستخدم تقنيات متطورة غالية الثمن مثل الحث الليزري.
يدلنا هذا النص الهيروغليفي المنقوش على أن الأقدمون كانوا على دراية تامة بما يدعونه "أرض الجنوب العظيمة" أي استراليا. وكان لدى حضارات سومر والمايا تقاليد شائعة تتحدث عن "الأرض الأم المفقودة" في المحيط الأطلسي. وتظهر استراليا باسم "أرض الجنوب" في خريطة الكرة الأرضية الشهيرة التي تدعى كراتس أوف مالوس Crates of Mallos، كما تظهر استراليا أيضاً في الخريطة التابعة لعالم الفلك الإغريقي إيراتاستينوس Eratosthenes وتعود للعام 239 قبل الميلاد.
يبدو من المؤكد أن الحضارات البحرية القديمة كانت قادرة تماماً على خوض غمار الرحلات البحرية طويلة المدى، وخاصة المصريين القدماء، ويشهد على هذا "ضريح القارب (أو معبد القارب)" الشهير الموجود في الجيزة بمصر.
عُثِرَ في خمسينيات القرن العشرين على سفينة عابرة للمحيطات بطول 30 مترا ويبلغ عمرها 4500 سنة. وقد وجدت تلك السفينة بالقرب من الهرم الأكبر. وفي العام 1991 تم اكتشاف مجموعة من القوارب التي يزيد عمرها عن عمر السفينة الآنفة الذكر، ووجدت تلك القوراب مدفونة في الصحراء المحيطة بـ"أبيدوس"Abydos في النيل الأعلى. وتروي جريدة القاهرة تايمز بأنه في العام 1982 عثر عدد من علماء الآثار الذين يعملون في الفيوم، بالقرب من واحة سيوا، على مستحاثات لحيوانات الكنغر وغيرها من الحيوانات الاسترالية ذات الجراب. كما أنه عُثر في مدفن الفرعون توت عنخ أمون على مجموعة فريدة من عصي البومرانج الذهبية (عصي معقوفة ترجع للرامي بعد رميها بعيداً، ويستخدمها سكان أستراليا المحليين) تم اكتشفاها من قبل البروفسور كارتر Carter في العام 1922.
السؤال هو: لماذا لم يكلّف علم الآثار المنهجي نفسه في جمع كل هذه الحقائق المبعثرة ليخرج بصورة كاملة متكاملة عن إحدى فترات التاريخ القديمة (قبل 5000 سنة) التي كان فيها الإنسان يجوب العالم بسفن متطورة قادرة على تحمّل الرحلات البحرية الطويلة؟ الجواب هو: حسب ما يرويه التاريخ الرسمي عن الإنسان، في تلك الفترة بالذات، من المفروض أن يكون قابعاً في الكهوف!سبحان الله وبحمده
سبحان الله العظيم
استغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه
إن التَجرُبة فِي الحَقيقة
ولَيست النَظرية هِي التي تُحقق النتَائج عَادة ..
أرسطو
تعليق
-
انا نقلت المشاركات من الموضوع الذي وضعه الاخ عراب الكنوز
اتمنى من الجميع لمراقبة والقراءة لانني قرات رؤوس اقلام فقط
ان وجدتم فيه ما يخالف ارجو ابلاغي
حياكم الله
واشكر الاخ عراب الكنوزسبحان الله وبحمده
سبحان الله العظيم
استغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه
إن التَجرُبة فِي الحَقيقة
ولَيست النَظرية هِي التي تُحقق النتَائج عَادة ..
أرسطو
تعليق
-
اخي ابو سلمى
لقد قرات ما يدور في خلدي لانني كنت انوي ان اطلب منك ان تقوم بتنزيل الموضوع بطريقتك لانني عجزت عن تنزيله
على كل حال شكرا اخي ابو سلمى وجازاك الله كل خير[SIGPIC][/SIGPIC][[SIZE="6"][B][COLOR="blue"]للحكم عل شئ خاص لا بد ان يكون الانسان على علم خاص بذالك الشئ(ارسطو طاليس)[/COLOR][/B][/SIZE]
تعليق
تعليق