السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
بسم الله الرحمن الرحيم
مدينة تدمر واثارها
قلعة "تدمر".. تاريخ تحكيه حجارة تقع تدمر على بعد 240 كم شمال شرق دمشق، وقد أنشأت تدمر في البداية كمحطة للقوافل
في القرن الأول قبل الميلاد، ثم تحولت إلى موقع روماني، وبعد ذلك إلى مركز
مقاطعة في الإمبراطورية الرومانية في القرن الأول الميلادي.
ازدهرت تدمر في عهد الملك "أذينة" الذي كان موالياً للرومان، وهو الملك الذي استعاد الأراضي التي فقدتها الإمبراطورية من الفرس.
وبعد اغتيال "أذينة" تولت زوجته "زنوبيا" الحكم، وقد كانت تسعى إلى توسيع نفوذ مملكة تدمر إلى الصغرى ومصر،
إلا أن طموحاتها انتهت في حربها مع الإمبراطور الروماني "أورليان" الذي احتل تدمر عام272 ودمرها..
قلعة "تدمر" مشهد تاريخي وأثري مبهر، لا بد لكل زائر لهذه المدينة الساحرة أن يقوم بالصعود للقلعة لأن المشهد المطل
من أسوراها على المدينة مشهد نادر وفريد». بهذه الكلمات وصف لنا الأستاذ "خليل الحريري" معاون مدير الآثار
والمتاحف في "تدمر"، وأمين المتحف الوطني فيها قلعة "تدمر" الأثرية أثناء زيارة موقع eHoms
بتاريخ 26/11/2008 للقلعة للتعرف على تاريخ بنائها.
حدّثنا الأستاذ "خليل" في البداية عن تفاصيل القلعة التاريخية والعمرانية فقال: «قلعة "تدمر" في الأصل هي قلعة أيوبية،
بنيت في القرن التاسع عشر حسب الطراز الأيوبي، والذي قام ببنائها هو الأمير "شيركو" وهو عم "صلاح الدين الأيوبي".
ولكنها نسبت فيما بعد إلى الأمير اللبناني "فخر الدين المعني" الثاني. وفي هذا خطأ تاريخي، لأن الأمير "فخر الدين"
لم يقم إلّا بدعم القلعة ببعض الأبراج، وزاد لها السور الخارجي.
وعن أهم مميزات القلعة يضيف أمين المتحف الوطني: «تتميز قلعة "تدمر" بموقعها وإطلالتها وارتفاعها،
فهي ترتفع (150)م عن المدينة، وإطلالتها المهمة تجذب السائح لزيارتها، وخاصةً في وقت الغروب.
والقلعة كانت عبارة عن حصن عسكري، لذلك لا نجد فيها الزخارف والمنحوتات. وقد كانت محاطة بخندق مملوء بالماء،
له جسر للدخول، وكان الباب مهيأ للإغلاق المحكم. وهناك "الطلّاقات"، وهي مرمى الأسهم.
وهناك أيضاً مستودعات المواد الغذائية، ومرابط للخيل والحيوانات، فالقلعة مدينة صغيرة قائمة بذاتها.
ولا نجد فيها طابع الرفاهية، لأنها بنيت في الفترة الأيوبية، التي تميزت بالطابع العادي،
إذ كانوا يقومون بالبناء من أجل خدمة أمورهم العسكرية فقط، وهذا ينطبق على قلعة "تدمر"».
في عام 270 , سيطرت الملكة زنوبيا على سورية بكاملها , وأجتاحت مصر , و أطلقت جيوشها في أسيا الصغرى حتى البوسفور .
ثم سقطت زنوبيا بايدي الجيش الروماني و أخذت الملكة إلى روما في موكب اورليان المظفر عام 274 , وصارت مدينتها
ذات الغنى و الجمال الأسطوريين فريسة السلب و النهب و الدمار . و تحولت تدمر من عاصمة كبيرة إلى مجرد موقع محصن على الحدود السورية للأمبراطورية .
كان شارع الأعمدة الكبيرة , يمتد على طول ألف متر ونيف . أعيد تجليس الأروقة على ثلث هذه المسافة تقريبا . يبلغ عرض الشارع 11 مترا وتحده ممرات
جانبية أعلى مستوى منه , بعرض 6 أمتار . وكانت هذه الممرات مغطاة قديما . كانت الحاملات الزخرفة البارزة عند منتصف جذع الأعمدة تحمل تماثيل لشخصيات المدينة ,
ولم يتم العثور إلا على تمثال واحد كامل أعيد لمكانه . وفي الجهة اليمنى ( عندما نكون متجهين إلى وسط المدينة ) تشير أربعة أعمدة من الغرانيت ,
إلى موضع الحمامات , و ترقى هذه إلى عصر متقدم , هو عهد ديوكليتيان . أما المباني العامة الأخرى فتوجد كلها في الجانب الأيسر من جادة الأعمدة .
أولها سبيل مكرس لحوريات الماء ونلقاه قبل القوس الكبير ويرسم قوسان في السماء منحنى كامل الشكل , ويفضيان إلى شارع نصف دائري يحيط بالمسرح ومدرجه .
والمشهد جميل من أعلى المدرج الذي نرى منه خندق المعزف و المنصة وحائط المشهد المسرحي وهو أشبه بواجهة أحد القصور , كل شيء في مكانه ينتظر الممثلين ... ,,
ينطلق على يسار المسرح شارع قصير , تحده بقايا المتاجر و خرائب مبنى هام كان مقرا لمجلس الشيوخ . و يفضي إلى الساحة العامة ( اغورا )
وهي ساحة كبيرة شبه مربعه تحيط بها الأروقة . وكانت تفد إليها الجموع من احد عشر ممرا أيام الأسواق أو الاجتماعات العامة .
تؤدي الشوارع المتفرعة عن شارع الأعمدة الكبير عموديا إلى أحياء قلما نقبت حتى الان
منقول
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
بسم الله الرحمن الرحيم
مدينة تدمر واثارها
قلعة "تدمر".. تاريخ تحكيه حجارة تقع تدمر على بعد 240 كم شمال شرق دمشق، وقد أنشأت تدمر في البداية كمحطة للقوافل
في القرن الأول قبل الميلاد، ثم تحولت إلى موقع روماني، وبعد ذلك إلى مركز
مقاطعة في الإمبراطورية الرومانية في القرن الأول الميلادي.
ازدهرت تدمر في عهد الملك "أذينة" الذي كان موالياً للرومان، وهو الملك الذي استعاد الأراضي التي فقدتها الإمبراطورية من الفرس.
وبعد اغتيال "أذينة" تولت زوجته "زنوبيا" الحكم، وقد كانت تسعى إلى توسيع نفوذ مملكة تدمر إلى الصغرى ومصر،
إلا أن طموحاتها انتهت في حربها مع الإمبراطور الروماني "أورليان" الذي احتل تدمر عام272 ودمرها..
قلعة "تدمر" مشهد تاريخي وأثري مبهر، لا بد لكل زائر لهذه المدينة الساحرة أن يقوم بالصعود للقلعة لأن المشهد المطل
من أسوراها على المدينة مشهد نادر وفريد». بهذه الكلمات وصف لنا الأستاذ "خليل الحريري" معاون مدير الآثار
والمتاحف في "تدمر"، وأمين المتحف الوطني فيها قلعة "تدمر" الأثرية أثناء زيارة موقع eHoms
بتاريخ 26/11/2008 للقلعة للتعرف على تاريخ بنائها.
حدّثنا الأستاذ "خليل" في البداية عن تفاصيل القلعة التاريخية والعمرانية فقال: «قلعة "تدمر" في الأصل هي قلعة أيوبية،
بنيت في القرن التاسع عشر حسب الطراز الأيوبي، والذي قام ببنائها هو الأمير "شيركو" وهو عم "صلاح الدين الأيوبي".
ولكنها نسبت فيما بعد إلى الأمير اللبناني "فخر الدين المعني" الثاني. وفي هذا خطأ تاريخي، لأن الأمير "فخر الدين"
لم يقم إلّا بدعم القلعة ببعض الأبراج، وزاد لها السور الخارجي.
وعن أهم مميزات القلعة يضيف أمين المتحف الوطني: «تتميز قلعة "تدمر" بموقعها وإطلالتها وارتفاعها،
فهي ترتفع (150)م عن المدينة، وإطلالتها المهمة تجذب السائح لزيارتها، وخاصةً في وقت الغروب.
والقلعة كانت عبارة عن حصن عسكري، لذلك لا نجد فيها الزخارف والمنحوتات. وقد كانت محاطة بخندق مملوء بالماء،
له جسر للدخول، وكان الباب مهيأ للإغلاق المحكم. وهناك "الطلّاقات"، وهي مرمى الأسهم.
وهناك أيضاً مستودعات المواد الغذائية، ومرابط للخيل والحيوانات، فالقلعة مدينة صغيرة قائمة بذاتها.
ولا نجد فيها طابع الرفاهية، لأنها بنيت في الفترة الأيوبية، التي تميزت بالطابع العادي،
إذ كانوا يقومون بالبناء من أجل خدمة أمورهم العسكرية فقط، وهذا ينطبق على قلعة "تدمر"».
في عام 270 , سيطرت الملكة زنوبيا على سورية بكاملها , وأجتاحت مصر , و أطلقت جيوشها في أسيا الصغرى حتى البوسفور .
ثم سقطت زنوبيا بايدي الجيش الروماني و أخذت الملكة إلى روما في موكب اورليان المظفر عام 274 , وصارت مدينتها
ذات الغنى و الجمال الأسطوريين فريسة السلب و النهب و الدمار . و تحولت تدمر من عاصمة كبيرة إلى مجرد موقع محصن على الحدود السورية للأمبراطورية .
كان شارع الأعمدة الكبيرة , يمتد على طول ألف متر ونيف . أعيد تجليس الأروقة على ثلث هذه المسافة تقريبا . يبلغ عرض الشارع 11 مترا وتحده ممرات
جانبية أعلى مستوى منه , بعرض 6 أمتار . وكانت هذه الممرات مغطاة قديما . كانت الحاملات الزخرفة البارزة عند منتصف جذع الأعمدة تحمل تماثيل لشخصيات المدينة ,
ولم يتم العثور إلا على تمثال واحد كامل أعيد لمكانه . وفي الجهة اليمنى ( عندما نكون متجهين إلى وسط المدينة ) تشير أربعة أعمدة من الغرانيت ,
إلى موضع الحمامات , و ترقى هذه إلى عصر متقدم , هو عهد ديوكليتيان . أما المباني العامة الأخرى فتوجد كلها في الجانب الأيسر من جادة الأعمدة .
أولها سبيل مكرس لحوريات الماء ونلقاه قبل القوس الكبير ويرسم قوسان في السماء منحنى كامل الشكل , ويفضيان إلى شارع نصف دائري يحيط بالمسرح ومدرجه .
والمشهد جميل من أعلى المدرج الذي نرى منه خندق المعزف و المنصة وحائط المشهد المسرحي وهو أشبه بواجهة أحد القصور , كل شيء في مكانه ينتظر الممثلين ... ,,
ينطلق على يسار المسرح شارع قصير , تحده بقايا المتاجر و خرائب مبنى هام كان مقرا لمجلس الشيوخ . و يفضي إلى الساحة العامة ( اغورا )
وهي ساحة كبيرة شبه مربعه تحيط بها الأروقة . وكانت تفد إليها الجموع من احد عشر ممرا أيام الأسواق أو الاجتماعات العامة .
تؤدي الشوارع المتفرعة عن شارع الأعمدة الكبير عموديا إلى أحياء قلما نقبت حتى الان
منقول
تعليق