تويت
( تحقيق حديث موت ملك الموت)
المقدمة
الحمد لله الذى جعل الإسناد من الدين ،فرفع به الحق وأظهره ،وزال به الباطل وأزهقه ،وجعل فى كل عصر ومصر حماة ينفون عن دينه وشرعته تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين،لكى يبينوا للناس طريق السنة والأثر ،من طريق العمى والضجر،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
وبعد فقد انتشر على ألسنة كثير من القُصَّاص ،والهمج الرعاع ،حاطبى الليل وجارفى السيل حديثًا ضعيفًا جدًا ،
تلقفوه من الكتب والسطر،من غير بحث ونظر ،وتفتيش فى إسناده ،وإحالته على أهله ورواده،من أهل الجرح والتعديل ،الذابين عن شرعته الكذب وماصحبه من التذييل أعنى الضعاف والمناكير ،من الأحاديث والآثار ،بسبر حال ناقليها،وكلام أهل الشأن فيها،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
والآن أشرع فى بيان المراد واللهُ الهادى إلى سبيل الرشاد،،،،،
وبعد فقد انتشر على ألسنة كثير من القُصَّاص ،والهمج الرعاع ،حاطبى الليل وجارفى السيل حديثًا ضعيفًا جدًا ،
تلقفوه من الكتب والسطر،من غير بحث ونظر ،وتفتيش فى إسناده ،وإحالته على أهله ورواده،من أهل الجرح والتعديل ،الذابين عن شرعته الكذب وماصحبه من التذييل أعنى الضعاف والمناكير ،من الأحاديث والآثار ،بسبر حال ناقليها،وكلام أهل الشأن فيها،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
والآن أشرع فى بيان المراد واللهُ الهادى إلى سبيل الرشاد،،،،،
الحديث:
عن أبي هريرة -رضى الله عنه-قال : بينا طائفة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عنده ، إذ قال رسول الله : « إن الله لما فرغ من خلق السماوات والأرض خلق الصور فأعطاه إسرافيل ، فهو واضعه على فيه ، شاخص ببصره ينتظر متى يؤمر » ، قال أبو هريرة : قلت : يا رسول الله ، وما الصور ؟ قال : « هو قرن » ، قلت : وكيف هو ؟ قال : « عظيم » ، قال : « والذي نفسي بيده ، إن عظم دارة فيه لعرض السماء والأرض ، ينفخ فيه ثلاث نفخات ، فالنفخة الأولى للفزع ، والنفخة الثانية نفخة الصعق ، والنفخة الثالثة نفخة القيام لرب العالمين ، يأمر الله إسرافيل بالنفخة الأولى ، فيقول : انفخ نفخة الفزع ، فينفخ نفخة الفزع ، فيفزع أهل السماوات والأرض إلا من شاء الله فيأمره فيمدها ويطيلها ، ولا يفتر ، وهي التي يقول الله عز وجل : وما ينظر هؤلاء إلا صيحة واحدة ما لها من فواق وتسير الجبال فتكون كالسحاب ، ثم تكون سرابا ، فترجف الأرض بأهلها ، وهي التي يقول الله : يوم ترجف الراجفة تتبعها الرادفة فتكون الأرض كالسفينة الموبقة تضربها الأمواج في البحر ، تكفأ بأهلها كالقنديل المعلق بالعرش ، فترجف الأرض فتهيم الناس على وجهها ، وتذهل المراضع ، وتضع الحوامل ، ويشيب الولدان ، وتطير الشياطين هاربة فتلقاها الملائكة ، تضرب وجوهها فترجع ، ويولى الناس مدبرين ، فينادي المنادي ، وهي التي يقول الله : يوم التناد يوم تولون مدبرين ما لكم من الله من عاصم ، فبينما هم على ذلك من الحال إذ نظروا إلى الأرض قد تصدعت من قطر إلى قطر ، فرأوا أمرا عظيما ، فأخذهم لذلك من الكرب ما الله به عليم ، فينظرون إلى السماء ، فإذا هي كالمهل ، خسف شمسها وقمرها ، وانتثرت نجومها ، ثم كشطت عنهم » ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « الأموات لا يعلمون بشيء من ذلك » قال أبو هريرة : فقلت : يا رسول الله ، من استثنى الله حين يقول : ففزع من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله ؟ قال : « أولئك الشهداء ، هم أحياء عند ربهم يرزقون ، وقاهم الله شر ذلك اليوم ، وأمنهم من عقابه ، وإنما يصل الفزع إلى الأحياء ، وهو عذاب الله يبعثه على شرار خلقه ، ثم يقول لإسرافيل : انفخ نفخة الصعق ، فينفخ نفخة الصعق ، فيصعق أهل السماء والأرض إلا من شاء الله » قال أبو هريرة : قلت : يا رسول الله ، فمن استثنى الله حين نفخ في الصور ، فصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله ؟ قال : « جبريل وميكائيل وحملة العرش ، وملك الموت ، حتى إذا خمدوا جاء ملك الموت إلى الجبار فقال : يا رب : قد مات أهل الأرض وأهل السماء ، فيقول الله وهو أعلم : من بقي ؟ فيقول : بقيت أنت يا رب ، الحي الذي لا يموت ، وبقي جبريل وميكائيل وحملة العرش ، وبقيت أنا ، فيقول الله عز وجل : فليمت حملة العرش ، فيموتون ، ويأمر الله العرش فيقبض الصور ، ثم يجيء ملك الموت إلى الجبار فيقول : يا رب ، قد مات حملة العرش ، فيقول الله وهو أعلم : من بقي ؟ ، فيقول : بقيت أنت يا رب ، الحي الذي لا تموت ، وبقي جبريل وميكائيل ، وبقيت أنا ، فيقول الله : فليمت جبريل وميكائيل ، فيموتان ، وينطق الله العرش فيقول : يا رب ، تميت جبريل وميكائيل ؟ فيقول الله له : اسكت ، فإني كتبت الموت على من تحت عرشي ، ثم يجيء ملك الموت إلى الجبار فيقول : يا رب ، مات جبريل وميكائيل ، فيقول الله وهو أعلم : فمن بقي ؟ فيقول : بقيت أنت الحي الذي لا تموت ، وبقيت أنا ، فيقول الله : أنت خلق من خلقي ، خلقتك لما قد ترى ، مت ثم لا تحيا ، قال : فإذا لم يبق إلا الله جل ثناؤه الواحد الأحد الصمد ، كان آخرا كما كان أولا ، طوى السماوات والأرض كطي السجل للكتاب ، ثم دحاها ، ثم تلقفهما ، ثم قال : أنا الجبار ، ثم ينادي : لمن الملك اليوم ؟ ثم يرد على نفسه : لله الواحد القهار ، يقول ذلك ثم ينادي : ألا من كان لي شريكا فليأت ، فلا يأتيه أحد ، قال ذلك ثلاثا »
"تخريج هذا الحديث":
فقد أخرج هذا الحديث إسحاق بن راهويه فى "مُسنَدِهِ"(10)(1/84) وابن أبى الدُّنيَا فى "الأهْوَال" (54)(ص74)،والطبرانىُّ فى "الأحاديث الطُّوَال" (36)،وأبى الشيخ الأصبهانىُّ فى كتابه"العَظَمَة"(3/821) (386) ، (3/838) (387) ، (3/839)، (388)،
كلهم من طريق .......إسماعيل بن رافع عن محمد بن يزيد عن محمد بن كعب القرظى عن عن رجل من الأنصار عن أبى هريرة-رضى الله عنه- وذكر الحديث........
وفى بعض أسانيده ............إسماعيل بن رافع عن محمد بن يزيد عن محمد بن كعب القرظى عن أبى هريرة –رضى الله عنه-وذكر الحديث.......
وفى بعض أسانيده ............إسماعيل بن رافع عن محمد بن يزيد عن رجل محمد بن كعب القرظى عن رجل عن أبى هريرة –رضى الله عنه-وذكر الحديث.......
ثانيًا:"علل هذا الحديث":
1- إسماعيل بن رافع بن عويمر ويقال بن أبي عويمر الأنصاري ويقال المزني مولاهم أبو رافع القاص المدني نزيل البصرة.
قال يحيى وقد رأيته سألت أبى عن إسماعيل بن رافع الذي يحدث عنه سليمان بن بلال من هو قال هو أبو رافع الضعيف القاص قال وسمعته مرة أخرى يقول هو "منكر الحديث".
"الجرح والتعديل"(2/168)(566)
قال عمرو بن علي منكر الحديث في حديثه ضعف لم أسمع يحيى ولا عبد الرحمن حدثا عنه بشيء قط.
وقال أبو طالب وحنبل بن إسحاق عن أحمد بن حنبل وإسحاق بن منصور وإبراهيم بن عبد الله بن الجنيد ومعاوية بن صالح عن يحيى بن معين ضعيف زاد حنبل "منكر الحديث".
وقال عباس الدوري عن يحيى ليس بشيء.
وقال أبو حاتم "منكر الحديث".
وقال النسائي وعلي ابن الجنيد "متروك الحديث".
وقال عبد الرحمن بن يوسف بن خراش والدارقطني متروك.
وقال أبو أحمد بن عدي أحاديثه كلها مما فيه نظر إلاأنه يكتب حديثه في جملة الضعفاء.
"تهذيب الكمال"(3/85-90)(442)
"تاريخ بن معين – رواية الدورى(3/62)(245)
"سؤلات البرقانى للدارقطنى"(9)
"تاريخ دمشق"(8/399-403)
"الضعفاء والمتروكين "للنسائى(32)
"الضعفاء والمتروكين"لابن الجوزى(370)
قال الذهبى :"ضعيفٌ واهٍ".
"الكاشف"(1/245)(372)
قال البخارى:وروى إسماعيل بن رافع عن محمد بن يزيد بن أبي زياد عن رجل عن محمد بن كعب حديث الصور مرسل لا يصح.
"التاريخ الصغير"(2/63)(1806)
2- محمد بن يزيد بن أبي زياد الثقفي الفلسطيني ويقال الكوفي نزيل مصر مولى المغيرة بن شعبة وهو صاحب حديث الصور
قال أبو حاتم:"مجهول"
قلتُ –سُليمان-:"وتُفَسَّر الجهالة هُنا بجهَالة الحَال"
قال بن حجر:"مجهول الحال"
"تهذيب الكمال"(27/17-19)(5699)
"التذكرة"للحسينى(3/1615)(6455)
"تقريب التهذيب"(6398)
قال البخارى:محمد بن يزيد بن أبي زياد روى عنه إسماعيل بن رافع حديث الصور مرسل ولم يصح.
"التاريخ الكبير"(1/260)(829)
"الكامل فى الضعفاء"(6/266)(1749)
"الضعفاء"للعقيلى(4/147)(1714)
قُلتُ –سُليمان-:"وفى بعض أسانيدِهِ من هُو مُبهَمٌ"
قال البيقونى :
معنعنٌ كعن سعيدٍ عن كَرَمْ --------- ومُبهَمٌ مافِيهِ راوٍ لمْ يُسَمْ
قال الحافظ بن عبد الهادى فى"الصارم المنكى"(102و246):
"والمُبْهَمُ أسوأُ حَالا من المجهول".
قال الحافظ بن حجر فى "نزهة النظر فى توضيح نخبة الفِكَر"(217):
"ولايُقبل حديث المُبهَم مالم يُسَم ،لأنَّ شرط قبولِ الخبرِ عدالةُ راويه،ومن أُبْهِمَ اسمُهُ لاتُعرف عينُهُ ،فكيف عدالتُهُ! وكذا لايُقبل خبرهُ ،ولو أُبْهِمَ بلفظِ التعدِيل،كأن يقولَ الراوى عنهُ:أخبرنى الثقة،لأنه قد يكون ثقةً عندَهُ مجرُوحًا عند غيرِهِ،وهذا على الأصح فى المسألة.......".
قال الذهبى فى ترجمة "محمد بن كعب القُرَظِىّ":
"وهُو يُرسلُ كثيرًا ويروى عمن لم يَلقَهُم ،فروى عن أبى ذَرٍّ ،وأبى الدرداء،وعلى ،والعباس،وابن مسعود،وسلمان،وعمرو بن العاص ،ويروى عن رجُلٍ عن أبى هريرة......."
"سيرأعلام النبلاء"(5/66)
قُلت-سُليمَان-
:"فالحديث فيه متروكٌ وهو إسماعيل بن رافع ،وفيهِ مجهُول الحال وهو محمد بن يزيد بن أبى زياد،وقد مَرَّ بِنَا أن الإمام البخارى قال:"مُرسَلٌ لايصح "وليس لَهُ طُرُقٌ أُخرَى بِهَذا اللفظ"
الحكم:
الحديث:"ضعيفٌ جدًا"
تعليق