المبحث الخامس
خطورة الفكر الصوفي على الباحثين عن الدفائن
في هذا المبحث سنتعرض لبعض الافكار الصوفية والتي لا تجدها الا عندهم او عند سحرة اليهود والنصارى وسحرة المجوس وغيرهم لان ما يحتويه هذا المبحث هو الخطر الذي غشا الباحثين عن الدفائن وساتكلم فيه عن عدة امور
1 - الكشف
خطورة الفكر الصوفي على الباحثين عن الدفائن
في هذا المبحث سنتعرض لبعض الافكار الصوفية والتي لا تجدها الا عندهم او عند سحرة اليهود والنصارى وسحرة المجوس وغيرهم لان ما يحتويه هذا المبحث هو الخطر الذي غشا الباحثين عن الدفائن وساتكلم فيه عن عدة امور
1 - الكشف
ان من اركان العقيدة الاسلامية الايمان بالغيب وهذا الغيب هو في اصله لله وحده او لمن اراد الله ان يطلع عليه بعض الرسل والانبياء قال تعالى " عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحداً* إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصداً* ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربهم وأحاط بما لديهم وأحصى كل شيء عدداً" . سورة الجن .
وان نبينا عليه السلام لا يعلم الغيب الا ما اطلعه الله عليه من بعض الامور المستقبلية كما جائت الاحاديث في السنة المطهرة قال تعالى على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم " ولا اعلم الغيب " . سورة الانعام . وقال تعالى على لسانه نبيه في موضع اخر " ولو كنت اعلم الغيب لاستكثرت من الخير " سورة الاعراف . وقال عليه السلام في الحديث الصحيح عند البخاري " مفاتيح الغيب خمسة لا يعلمها إلا الله: لا يعلم ما تغيض الأرحام إلا الله، ولا يعلم ما في غد إلا الله، ولا يعلم متى يأتي المطر أحد إلا الله، ولا تدري نفس بأي أرض تموت إلا الله ولا يعلم متى تقوم الساعة إلا الله " . بل ايضا الوقائع الكثيرة في كتاب الله تخبرنا ان الانبياء والرسل وحتى الملائكة لم يعلموا الغيب ولا يعلموه ومن هذه الوقائع على سبيل المثال حادثة ذبح اسماعيل عليه السلام وحادثة القاء ابراهيم عليه السلام في النار وحادثة كفر ابن نوح عليه السلام وانه مغرق في البحر وحادثة رفع عيسى عليه السلام وقول الله تعالى للملائكة لما خلق ادم عليه السلام " اني اعلم ما لا تعلمون " سورة البقرة وحوادث كثيرة لم يعلم اصحابها بما سيصير لهم في الغيب ثم ياتي بعض المعاتيه في بعض الازمنة ويدعون انهم يعلمون الغيب وانهم يشمون رائحة المعاصي من العصاة واخرون يعلمون ما في اللوح المحفوظ ومنهم من يقول اني اعلم ما في الارحام من ذكر او انثى وهذا كله بسبب الكشف الذي ارتقى بهم كما يزعمون ولكنه كشف شيطاني سبقهم اليه بعض زنادقة المجوس والكفرة وغيرهم لان هذه الطريقة عبارة عن ضرب من ضروب الشعوذة والدجل والسحر والطلسمة فتجرأ الفكر الصوفي على اقحام هذه الفلسفات بشريعة محمد بن عبد الله عليه السلام فاقيمت عقيدة الكشف .
فالكشف الصوفي هو عبارة عن كشف حجب الاشياء المغيبة عن البشر امام العقل الصوفي او امام بصره بحيث يرى المغيبات بقلبه او بعينه وعن بعد فلا يحجزه حاجز ولا يحجه حاجب .
ويدعون ايضا ان معاني القران تنكشف لهم دون غيرهم فلذا تجدهم يفسرون القران بما لا يعقل ولا يعلم من سنة رسول الله ولا من اقوال الصحابة والعلماء بل ولا في اللغة وهذا ما يسمى عندهم كشف المعاني وهو القائم على التأويل الباطني الذي لا يعلمه الا الصوفية اما علماء الشريعة فهم علماء ظاهر وعلماء ورق وقراطيس كما يسميهم الصوفية ثم يدعون ان لهم علما ليس في الكتاب او في السنة لذا تجد الكثير منهم ينسب العلم الى الكشف .
والحقيقة قد تحصل لهم مكشافات ولكنها بمعاونة الشياطين التي تلاعبت بهم واستدرجتهم من حيث لا يعلمون .
فالكشف عندهم هو مرحلة طور ما وراء العقل وما وراء البصر فمما لاشك فيه ولا ريب ان كشف الصوفية هو كشف شيطاني وخدعة ابليسية ظنها القوم انها كرامة لهم دون غيرهم مع العلم بان من عقيدة اهل السنة والجماعة الايمان بالكرامة ولكن الكرامة التي لها اساس صحيح وقواعد متينة معروفة عند اهل السنة والجماعة اما ان ياتي شخص ويقول لقد عرج بي الى السماء فلما رأتني الملائكة والانبياء احتفلت بي فهذا كذاب فكيف سنصدق كشفه او كرامته اذ لا كرامة له لانه يكذب ويفتري على الله الكذب كما فعل ابن عربي والشعراني والجيلي وغيرهم ممن زعم العروج للسماء ورؤية الملائكة وغيرها وما هي الا مكاشفات شيطانية فلهذا كان السلف يعلمون ان خدع الشيطان وتمثيله كثيرة جدا لذا جاء في الحديث عند مسلم رحمه الله " إن الشيطان ليتمثل في صورة الرجل فيأتي القوم فيحدثهم بالحديث من الكذب فيتفرقون فيقول الرجل منهم: سمعت رجلا أعرف وجهه ولا أدري ما اسمه يحدث " وقد ذكر شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله على ان الشياطين قد تحمل بعض الرجال منهم الى مكان وتطير بهم ويظن ان هذه كرامة ولكن هو من تلاعب الجن بهم.
وحقيقة الكشف عند الصوفية هي كالتالي :
ياتي المريد – شيطان صغير – الى شيخه – شيطان كبير – فيامره بفعل بعض الاوراد اليومية مع شرط الخلوة او عدمها وفعل بعض الامور منها ما هو خاص بذكر مبتدع ومنها ما هو متعلق بترك الحلال والمباح كالطعام ذي الروح أي ان كل طعام مشتق من روح لا يؤكل طيلة مدة الخلوة او الورد فيحرم على نفسه اكل أي لحم او بيض او لبن او أي شيء متعلق بذوات الارواح والسبب حتى يكون خفيفا جسمه مفتحا كما يزعمون ولكن شيوخهم لا يخبرونهم ان هذا يساعد على دخول الجن عليهم ويتلبسهم فيصبح مريضا بمس شيطاني فلما يصبح هذا المريد – الشيطان الصغير – يتصرف كالمعتوه والمجذوب – يقولون لقد وصل وخرج من صفه الاول فيرتقي للمرتبة الثانية والصف الثاني وهكذا يترقون حتى يبدأون بالمكاشفات وهي التي تميزهم عن بقية الخلق وانظروا الى ما قاله مشيخة الصوفية .
قال الشعراني : " ومما يتميز به الصوفية عن الفقهاء: الكشف الصحيح عن الأمور المستقبلية وغير ذلك فيعرفون ما في بطون الأمهات أذكر هو أم أنثى أم خنثى ويعرفون ما يخطر ببال الناس وما يفعلونه في قعور بيوتهم" . كتاب جامع كرامات الاولياء .
وان من شروط الولي الصادق : "أن يكون عنده علم يكشف به الحقائق ينظر أحوال مريده في اللوح المحفوظ يعلم ما جاز وما وجب وما استحال، يلاحظ مريده من حين كان في عالم الذر قبل وروده وهبوطه إلى أصلاب الآباء وبطون الأمهات". كتاب لطائف المنن
ويؤكد الشعراني بأن : "الولي المتصل بالله تعالى يناجي ربه كما كان موسى عليه السلام يناجي ربه" . كتاب طبقات الشعراني
وقال الغزالي : " واطوِ الطرق، فإنك بالواد المقدس طوى، واستمع بسير قلبك لما يوحى، فلعلك تجد على النار هدى، ولعلك من سًرادقات العرش تُنادى بما نودي به موسى إني أنا ربك" كتاب احياء علوم الدين
ومثله السهروردي المقتول الذي بلغ به غلوه أن قال : "لا أموت حتى يقال لي: { قم فأنذر } . كتاب عوراف المعارف
ويذكر الكشمخانلي أن طبقة من الأولياء هي طبقة (الرحمانيين) الإلهيين وهم ثلاثة أيضا عند الوحي والحوادث يجلسون عرايا على حجر مليح يسمعون الوحي ويفهمون المراد منه . كتاب جامع اصول الاولياء .
وصرح عماد الدين الأموي : " بأن السالكين إذا قطعوا مفاوز الطريق أشرفوا على رؤية الملكوت الأعظم مثل اللوح المحفوظ والقلم واليمين الكاتبة وملائكة الله، وهي تطوف حول العرش ثم يتخطون ذلك إلى معرفة الخالق، للكل فتغشاهم الأنوار وتتجلى لقلوبهم الحقائق المحتجبة ويشاهدون مالا يشاهده غيرهم من تصريف الرب" . كتاب حياة القلوب في كيفية الوصول الى القلوب
والشيخ أحمد النجاتي "أطلعه الله على معاصي العباد فكل من لقي من العصاة بصق عليه" . كتاب جامع كرامات الاولياء .
هذا الشيخ يبصق على من يفعل المعاصي ورسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم الناس الخير ويحذرهم من المعاصي ويربيهم على ترك المعاصي باسلوب رباني علمه الله اياه وهذا الرجل يبصق على الناس .
قال الشعراني : " ومما منّ الله تبارك وتعالى به علي: شمي لروائح المعاصي إذا وقعت في معصية من معاصي أهل الطريق، فأشم نتان كل معصية على حسب تناولها في القبح من كبائر وصغائر ومكروهات، وأشم رائحة خلاف الأولى . كتاب لطائف المنن
وذكر : " أن شيخه كان إذا نظر في الميضأة التي يتوضأ منها الناس يعرف جميع الذنوب التي غفرت وخرت في الماء من غسالتها، ويعرف أهل تلك الذنوب على التعيين ويميز بين غسالة كل ذنب عن آخر من كبائر وصغائر ومكروهات وخلاف الأولى" كتاب لطائف المنن .
قال أحد مريدي الشيخ أبي بكر بن عيسى : "ومما وقع لي أني كنت أرى شيخي يطلع على ما يصدر مني حال غيبتي، فإذا اشتغلت بطاعة قابلني يوجه مسرور وإذا اشتغلت بلعب قابلني بضد ذلك" . جامع كرامات الاولياء
وعن أبي سعيد الخراز قال : "دخلت المسجد الحرام فرأيت فقيرا عليه خرقتان فقلت في نفسي هذا وأشباهه كل على الناس، فناداني وقال: { والله يعلم ما في أنفسكم فاحذروه } فاستغفرت الله في سري فناداني وقال { وهو الذي يقبل التوبة عن عباد } كتاب احياء علوم الدين
يعني انه يدعي انه يعلم ما في نفسه هذا الرجل وما حدثته نفسه به .
يعني انه يدعي انه يعلم ما في نفسه هذا الرجل وما حدثته نفسه به .
وروى يوسف النبهاني أن الشيخ القناوي كان إذا شاوره إنسان في شيء يقول : " أمهلني حتى أستأذن لك فيه جبريل عليه السلام. فيمهله ساعة ثم يقول: افعل أو لا تفعل على حسب ما يملي عليه جبريل" طبقات الصوفية للشعراني وجامع كرامات الاولياء .
فلا تستغربوا من هذه الاقوال فهي موجودة في كتب الصوفية ومسطرة بالخط العريض هذا يستأذن جبريل عليه السلام وذاك تكشف له الحجب وذاك يعلم ما في اللوح المحفوظ وذاك يشم روائح العصاة وذاك وفي كل يوم نسمع خبرا جديدا وكرامة جديدة .
فلا تستغربوا من هذه الاقوال فهي موجودة في كتب الصوفية ومسطرة بالخط العريض هذا يستأذن جبريل عليه السلام وذاك تكشف له الحجب وذاك يعلم ما في اللوح المحفوظ وذاك يشم روائح العصاة وذاك وفي كل يوم نسمع خبرا جديدا وكرامة جديدة .
فهذا الغيب والوحي الذي يدعيه هؤلاء، كالإطلاع على المستور والمكنون ومعرفة الأحداث المستقبلية هو من الكهانة التي اشتهر بها أحبار اليهود والنصارى. لذا كان هؤلاء من كهان وعرافين أمة محمد عليه السلام فإنهم يزعمون أنهم يكاشفون مريديهم بما في صدورهم، ويطلعون على حملة العرش وما في اللوح المحفوظ. وكثير من مريديهم يقلعون عن المعاصي ويتوبون مخافة أن يطلع مشايخهم على حالهم.
وقد دخلت عقيدة الكشف الصوفي الى الباحثين عن الدفائن عن طريق الصوفية الذين يدعون انهم يستطيعون ان يروا مكان الدفين كشفا وان يحددوه وهو في باطن الارض لان لهم كرامة او مزية كما يزعمون وفي الحقيقة ما هذا الكلام وما هذا التحديد لمكان الدفين الا عبارة عن كذب من شيطان هذا الصوفي المدعي لمكان تحديد الدفين نعم انها كرامة ولا تأتي الا لهم ولكنها كرامة شيطانية امتاز بها الصوفية لانهم تقربوا الى الشيطان ببعض الامور فحصل عندهم كشف شيطاني .
فاين عقولكم ايها الناس كيف تسمحون لاراذل من الناس وشرذمة سفيهة يستهئزون بعقولكم ويستخفون بكم ويسخرون الم يمن الله عليكم بعقول تفكرون بها ومدراك تدركون بها واحاسيس تحسون بها هل تريد ان تكون خبلا مخبولا وهبلا مهبولا عندما تسمح لمثل هذا الرجل ان يضحك على عقلك ويستخف بك ويقول لك انا استطيع ان احدد مكان الدفين واعرف ما هو فهل انت عاقل ايها السامع فهل تصدق هذا والامر الادهى انه يحدد لبعض الناس ويقول لهم هذا مكان الدفين واحفر هنا ثم يولي ظهره ويمضي كيف يعقل ان يكون هناك دفين ثم يذهب هذا الرجل ويقول احفروا وردوا لي خبر ويمضي فلما يخبر يقول لقد نقل الدفين من مكان الى مكان اخر فيبدأ بالكذب والافتراء حتى على الشيطان وعلى الجن وفي الاصل هناك دفين فكيف يا معاشر الناس تصدقون مثل هذا الكذب هل وصل بكم الحال الى ان تصدقوا كل كذاب اشر من اجل الكنز ثم اخر يذهب الى ويتصل الى شيوخ – زنادقة – من اجل ان يحضرونهم من دول عربية او اجنبية فقط ليحدد له مكان الدفين . لماذا ؟ قال انه شيخ قوي يستطيع ان يحدد المكان ولا يخطأ . عقول يابسة متحجرة من صدق مثل هذه الكذبات فاستيقضوا يا معاشر المسلمين استقضوا يا معاشر الباحثين عن الدفائن .
واقول لكم ان هذه كهانة وعارفة وضرب من ضروب السحر والشعوذة فلا تصدقوا أي شخص يدعي مثل هذا الكلام لانك ستجده في الاثل يدين بدين الصوفية .
فقد والله قابلت شخصا مدعيا لمعرفة مكان الدفين فقلت له كيف قال الا تعلم ان معي سبعة من قرناء الصحابة – يعني معه قرين كان مع الصحابة – فلما بدأت بنقاشه واذا هو نصراني . فقلت لا عجب ان يكذب مثل هولاء على الصحابة ويكذبون على رسول الله بل تعدى الامر بالكذب على الله من قبل الصوفية لانهم يتقابلون مع الله كما صرح غير واحد منهم لذلك يا معاشر الباحثين عن الدفائن لا تصدقوا أي شخص يقول لكم انا استطيع ان احدد مكان الدفين لانه مكشوف عني الحجاب فان هذا عبارة عن دجل وكذب وشعوذة واستخفاف بعقولكم واسترضاء لشياطينهم فاقول لكم والله لو كانوا يستطعيون ان يحددو مكان الدفين حقيقة لما جاءوا لك لذلك هم اكذب الناس وافقر الناس مالا واخلاقا بل الواحد منهم لا يملك اجرة طريقه ليذهب لمكان الدفين ليحدده وعليه فان هذه الخرافة – خرافة تحديد مكان الدفين عن طريق الكشف – هي خرافة صوفية جائتنا من قبل الفكر الصوفي الدخيل وقد سبق الصوفية لهذا الامر اليهود والمجوس فلا شك انكم التقيتم مع يهودي او نصراني يدعي او مجوسي وادعى انه يحدد مكان الدفين بل لا تستغرب ان اليهودي او النصراني في الاحيان يكون اصدق من الصوفي في الاخبار عن بعض الاشياء والسبب انه اشد كفر وفسوقا من الصوفي واشد اعتداء على حرمات الله من الصوفية
والخلاصة في هذه النقطة هي انك لا تصدق من يقول لك انني استطيع ان اكشف مكان الكنز والدفين واحدده فان هذا عبارة عن خبر كاذب من الجن فاحذر وانتبه لدينك لانك ان سالته عن هذا الشيء فقد سالت كاهنا وعرافا وساحر ومشعوذا وقد يترتب عليك الوعيد الذي قال عنه صلى الله عليه وسلم : "من أتى عرافاً فسأله عن شيء فصدقه لم تقبل له صلاة أربعين يوماً" . رواه مسلم في صحيحه.وقال : " من أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد" .
وما هولاء الصوفية الذين يدعون كشف مكان الدفن والكنز ما هم الا سحرة ودجاجلة فاحذرهم وحذر منهم والله ولي التوفيق .
تعليق