حلم إسرائيل الكبرى لم يمت ولن يموت. وان شاء الله انو بكون نهايتهم
اخواني هذه اطماع بني صهيون
اولمرت يعلم يقينا أنه لو صدق في قوله ونيته التخلي عن حلم إسرائيل الكبرى - وهو محال - فلا يمكن له أو لغيره الجزم بأن الشعب الصهيوني واليهودي تخلى عن حلمه هذا، فحلم إسرائيل الكبرى لم يمت.. ولن يموت!...
قد يقال: "كل يغني على ليلاه"، وإن ما أسطره هو في حكم "كان يا ما كان"، إلا أني مع ما قيل وما قد يقال لا أستطيع أن أمر على مخاوفي مر الكرام استرضاء للبعض، فما أراه وما أسمعه يومياً يدعو للحذر الشديد، حذر يدفعني لطرح مخاوفي أمامكم لعلنا معا لا ننسى أو لا نتناسى، لعل الضجر لا يلامس أفئدتنا من كفاح دام عقوداً وقد يستمر لعقود، سامحوني فليس بيدي حل ولا أمر، فلست الآمرة الناهية هنا، ومشاعري أبت إلا استلام زمام الحديث إليكم.
لقد طالعنا إيهود أولمرت منذ أيام في الكلمة التي ألقاها بمناسبة فوز حزبه (كاديما) في الانتخابات التشريعية الإسرائيلية بخطته التي أطلق عليها (خطة الانطواء) وإن كنت أقترح عليه تغيير اسمها لتكون (خطة غيتو) فهذا المصطلح ينطبق تماماً مع توجهه وحكومته للانعزال المعنوي والمادي التام عما حولهم. على أي حال هذه الخطة التي أعلنها أولمرت تستهدف - بحسب زعمه - رسم حدود إسرائيل خلال الأعوام الأربعة المقبلة عبر الانسحاب الذي قد يكون أحادي الجانب من أعماق الضفة الغربية ونقل المستوطنين منها إلى الكتلة الاستيطانية الكبرى في الضفة ومحيط القدس لضمها إلى تخوم إسرائيل، كما كتب مؤخرا في مقال له: (لن نتمكن من تحقيق كل أحلامنا - يعني هنا كما أشار مرارا حلم إسرائيل الكبرى - سنتمكن من الاحتفاظ بالكتل الكبرى من البلدات اليهودية في يهودا والسامراة (الضفة الغربية) وسنحدد مسار الجدار الأمني بحيث لا يبقى هناك مستوطنات وراءه) كما بين أن هذا الترسيم سيتحقق سواء نال موافقة الفلسطينيين أم لا.
ولأني لا أصدق وعود هؤلاء ولن أفعل يوماً، فالتاريخ يؤكد أنهم شعب لا عهد له ولا ميثاق وأن خيانتهم طالت أصدق وأقوى حلفائهم، سأرجع بكم إلى أقوال قيلت على ألسنة رموز صهيونية طامعة، أقوال ما زالت تنمو وتتعاظم مهما حاولوا إخفاءها.
كشفت إحدى الخرائط عن أطماع الصهيونية في دول الخليج والجزيرة العربية، هذه الخريطة بعث بها حاخامو القدس إلى السلطان عبد الحميد العثماني يطالبون من خلالها إقامة دولة يهودية تشمل الأردن وسوريا ولبنان وفلسطين والعراق وقسما من مصر وشمالي الحجاز والمدينة المنورة، وكان اللورد اليهودي (روتشيلد) الذي يحتفظ بتلك الخريطة، أطلق عليها (خريطة مملكة إسرائيل)، وجدير بالملاحظة أن مجلة (التبشير اليهودي) علقت على هذه الخريطة بقولها: (إن بعض اليهود يعتقدون أن إسرائيل يجب أن ترث شبه الجزيرة العربية كاملة). التوجه لهؤلاء دعمه (ثيودر هرتزل) رئيس المؤتمر الصهيوني الأول الذي انعقد عام 1897م في سويسرا، إذ أشار إلى أن تطلعات الصهيونية العالمية لا بد أن تصل إلى إضعاف وتقسيم الجزيرة العربية، فقد قال: (إن ما يلزمنا ليست الجزيرة العربية الموحدة، وإنما الجزيرة العربية الضعيفة المقسمة الواقعة تحت سيادتنا، المحرومة من إمكان الاتحاد ضدنا). الجزيرة العربية الضعيفة والمقسمة هذا ما يتطلع إليه هذا الكيان، بالتالي لم يكن مستغربا أن نسمع عن دعمه للإرهاب داخل المملكة العربية السعودية!، كما لم نستغرب من دعمه للإعلام وللسياسة العالمية الموجهة ضد مصالح هذه البلاد.
وأود أن طرح أمامكم ما كشفه (كارانجيا) الصحفي الهندي في كتابه (خنجر إسرائيل) تحت عنوان: (أهمية أراضي العدو التي ستغتصب). الخطة الاستراتيجية العامة للجيش الصهيوني خلال العقود الماضية، والتي أشارت إلى: "أن الأهمية الاستراتيجية لمنطقة (شومر) ستمكن إسرائيل من احتلال حقول الزيت العربية السعودية، إن اغتصاب المنطقة التي تحدها قناة السويس ونهر الليطاني والخليج العربي في غاية الأهمية للكيان الصهيوني"، وهذا ما أكدته الوثائق الحديثة، فالكيان الصهيوني يطمع في الاستيلاء على الأراضي العربية الغنية بالنفط عندما تسنح الفرصة، وبالتالي فمحاولة هذا الكيان لزعزعة الأمن الداخلي والخارجي للبلاد العربية عموما لا تحتاج لدليل لإثباتها، على الأقل بالنسبة لي.
ولكن لأن هناك من لا يتفق معي، أجد نفسي مضطرة لطرح تصريحات لساسة صهاينة لعل كلامهم يكون له وقع مختلف. ففي عام 1967م بعد تدنيس الكيان الصهيوني لساحة المسجد الأقصى واعتدائهم على مكان البراق، أقاموا احتفالا ضخما، ونفخوا بالأبواق، ثم ألقى (دايفيد بن غوريون) خطابا قال فيه: "لقد استولينا على القدس، واستعدناها، وغدا سيكون طريقنا إلى يثرب"، أما موشي ديان فقد قال يوم احتلالهم للقدس: "الآن أصبح الطريق مفتوحا أمامنا إلى المدينة ومكة"، أما (غولدا مائير) رئيسة وزراء هذا الكيان فقد تطلعت إلى الجنوب ثم قالت: "إني أشم رائحة أجدادي بالحجاز، وهي وطننا الذي علينا أن نستعيده"، هذه المطامع وهذه التطلعات رصدها الإعلام الإنجليزي، فقد كتب في صحيفة التايمز على يد الصحفي اليهودي (بن هنخت) ما يلي: "عندما تصبح لنا - معشر اليهود -السيطرة الكاملة على العقبة وخليجها، فإننا سوف نستطيع مهاجمة الحجاز وتدمير الأماكن المقدسة الخرافية في مكة والمدينة"!، وبعد هذا كله لا أفهم كيف يتأتى للبعض الدفاع عن نوايا هؤلاء في عقد سلام عادل.
وإليكم خطة قد تبدو مضحكة للبعض إلا أن النظر فيها مطلوب، ففي السنوات الماضية نشرت الصحف الصهيونية خطة يهودية لاحتلال منابع النفط في دول الخليج والجزيرة العربية، والذي قيل إنه سيتحقق بالاعتماد على وحدات الكوماندوز الإسرائيلية الخاصة والمدربة لذلك الغرض، هذه العملية أطلق عليها اسم (إيلادين)، ونقطة انطلاقها تبدأ باحتلالهم لمطار الكويت ومنه يكون التوجه للسيطرة على آبار النفط، لينتهي المطاف برفض قوات الكيان الصهيوني الانصياع لإنذار الولايات المتحدة الأمريكية بضرورة الخروج كخطوة مبدئية لاحتلال أمريكا للمنطقة بحجة نيتها إخراج المحتل الصهيوني، بطبيعة الحال هذه الخطة كغيرها أشبه بالهزل، إلا أنها تدل صراحة على أنهم يتطلعون بنفسٍ نهمةٍ لا تشبع إلى كل مقدراتنا.
وقبل أن أختم حديثي هذا أشير إلى مصدر هذه المعلومات، فكتاب (الأطماع الصهيونية التوسعية في البلاد العربية) للكاتب عبد الجبار محمود السامرائي، يحوي الكثير مما يستحق القراءة والدراسة والتدبر، ويؤكد أن حلم "إسرائيل الكبرى" التي زعم (أولمرت) أنه مستعد للتخلي عنها هراء لا معنى ولا قيمة له، وإليكم ما قاله (مناحيم بيغن): "لن يكون سلام لشعب إسرائيل، ولا لأرض إسرائيل، ولا للعرب، ما دمنا لم نحرر وطننا بأجمعه بعد، حتى لو وقعنا معاهدة الصلح"!.
إن أولمرت يعلم يقينا أنه لو صدق - فرضاً - في قوله ونيته التخلي عن حلم إسرائيل الكبرى - وهو محال - فلا يمكن له أو لغيره الجزم بأن الشعب الصهيوني واليهودي تخلى عن حلمه هذا، فحلم إسرائيل الكبرى لم يمت.. ولن يموت!.
قضية كهذه مفروغ منها، لدرجة أن ساسة هذا الكيان لم يجدوا أية غضاضة في إعلانها، ففي عام 1967م، قال وزير خارجية ذلك الكيان: "إن سياسة إسرائيل التوسعية في الأراضي العربية ستستمر دون أية مراعاة لتوصيات وقرارات منظمة الأمم المتحدة"!، وهو ما كان.. وما نأمل ألاّ يدوم!.
إن معاهدات السلام الموقعة مع هؤلاء لا قيمة لها ما لم تكن منطلقة من موقف قوة نابعة من العالم العربي والإسلامي، وهو وضع لن يتحقق بدوره ما لم يتحقق التكامل السياسي والاقتصادي والاجتماعي في عالمنا المترامي الأطراف، فالعدو هو العدو والمشروع الصهيوني التوسعي في بلادنا لن يتوقف عند حدود، ما لم نتمكن نحن من إيقافه بالعمل الجاد على استثمار قدراتنا البشرية والطبيعية والتفاني بجمع الكلمة وتوحيد الصفوف، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، حلم قد يكون صعباً تحقيقُه ولكنه بالتأكيد ليس مستحيلاً.
حلم إسرائيل الكبرى لم يمت ولن يموت
د. أميمة بنت أحمد الجلاهمة
أكاديمية سعودية .. جامعة الملك فيصل الدمام
اخواني هذه اطماع بني صهيون
اولمرت يعلم يقينا أنه لو صدق في قوله ونيته التخلي عن حلم إسرائيل الكبرى - وهو محال - فلا يمكن له أو لغيره الجزم بأن الشعب الصهيوني واليهودي تخلى عن حلمه هذا، فحلم إسرائيل الكبرى لم يمت.. ولن يموت!...
قد يقال: "كل يغني على ليلاه"، وإن ما أسطره هو في حكم "كان يا ما كان"، إلا أني مع ما قيل وما قد يقال لا أستطيع أن أمر على مخاوفي مر الكرام استرضاء للبعض، فما أراه وما أسمعه يومياً يدعو للحذر الشديد، حذر يدفعني لطرح مخاوفي أمامكم لعلنا معا لا ننسى أو لا نتناسى، لعل الضجر لا يلامس أفئدتنا من كفاح دام عقوداً وقد يستمر لعقود، سامحوني فليس بيدي حل ولا أمر، فلست الآمرة الناهية هنا، ومشاعري أبت إلا استلام زمام الحديث إليكم.
لقد طالعنا إيهود أولمرت منذ أيام في الكلمة التي ألقاها بمناسبة فوز حزبه (كاديما) في الانتخابات التشريعية الإسرائيلية بخطته التي أطلق عليها (خطة الانطواء) وإن كنت أقترح عليه تغيير اسمها لتكون (خطة غيتو) فهذا المصطلح ينطبق تماماً مع توجهه وحكومته للانعزال المعنوي والمادي التام عما حولهم. على أي حال هذه الخطة التي أعلنها أولمرت تستهدف - بحسب زعمه - رسم حدود إسرائيل خلال الأعوام الأربعة المقبلة عبر الانسحاب الذي قد يكون أحادي الجانب من أعماق الضفة الغربية ونقل المستوطنين منها إلى الكتلة الاستيطانية الكبرى في الضفة ومحيط القدس لضمها إلى تخوم إسرائيل، كما كتب مؤخرا في مقال له: (لن نتمكن من تحقيق كل أحلامنا - يعني هنا كما أشار مرارا حلم إسرائيل الكبرى - سنتمكن من الاحتفاظ بالكتل الكبرى من البلدات اليهودية في يهودا والسامراة (الضفة الغربية) وسنحدد مسار الجدار الأمني بحيث لا يبقى هناك مستوطنات وراءه) كما بين أن هذا الترسيم سيتحقق سواء نال موافقة الفلسطينيين أم لا.
ولأني لا أصدق وعود هؤلاء ولن أفعل يوماً، فالتاريخ يؤكد أنهم شعب لا عهد له ولا ميثاق وأن خيانتهم طالت أصدق وأقوى حلفائهم، سأرجع بكم إلى أقوال قيلت على ألسنة رموز صهيونية طامعة، أقوال ما زالت تنمو وتتعاظم مهما حاولوا إخفاءها.
كشفت إحدى الخرائط عن أطماع الصهيونية في دول الخليج والجزيرة العربية، هذه الخريطة بعث بها حاخامو القدس إلى السلطان عبد الحميد العثماني يطالبون من خلالها إقامة دولة يهودية تشمل الأردن وسوريا ولبنان وفلسطين والعراق وقسما من مصر وشمالي الحجاز والمدينة المنورة، وكان اللورد اليهودي (روتشيلد) الذي يحتفظ بتلك الخريطة، أطلق عليها (خريطة مملكة إسرائيل)، وجدير بالملاحظة أن مجلة (التبشير اليهودي) علقت على هذه الخريطة بقولها: (إن بعض اليهود يعتقدون أن إسرائيل يجب أن ترث شبه الجزيرة العربية كاملة). التوجه لهؤلاء دعمه (ثيودر هرتزل) رئيس المؤتمر الصهيوني الأول الذي انعقد عام 1897م في سويسرا، إذ أشار إلى أن تطلعات الصهيونية العالمية لا بد أن تصل إلى إضعاف وتقسيم الجزيرة العربية، فقد قال: (إن ما يلزمنا ليست الجزيرة العربية الموحدة، وإنما الجزيرة العربية الضعيفة المقسمة الواقعة تحت سيادتنا، المحرومة من إمكان الاتحاد ضدنا). الجزيرة العربية الضعيفة والمقسمة هذا ما يتطلع إليه هذا الكيان، بالتالي لم يكن مستغربا أن نسمع عن دعمه للإرهاب داخل المملكة العربية السعودية!، كما لم نستغرب من دعمه للإعلام وللسياسة العالمية الموجهة ضد مصالح هذه البلاد.
وأود أن طرح أمامكم ما كشفه (كارانجيا) الصحفي الهندي في كتابه (خنجر إسرائيل) تحت عنوان: (أهمية أراضي العدو التي ستغتصب). الخطة الاستراتيجية العامة للجيش الصهيوني خلال العقود الماضية، والتي أشارت إلى: "أن الأهمية الاستراتيجية لمنطقة (شومر) ستمكن إسرائيل من احتلال حقول الزيت العربية السعودية، إن اغتصاب المنطقة التي تحدها قناة السويس ونهر الليطاني والخليج العربي في غاية الأهمية للكيان الصهيوني"، وهذا ما أكدته الوثائق الحديثة، فالكيان الصهيوني يطمع في الاستيلاء على الأراضي العربية الغنية بالنفط عندما تسنح الفرصة، وبالتالي فمحاولة هذا الكيان لزعزعة الأمن الداخلي والخارجي للبلاد العربية عموما لا تحتاج لدليل لإثباتها، على الأقل بالنسبة لي.
ولكن لأن هناك من لا يتفق معي، أجد نفسي مضطرة لطرح تصريحات لساسة صهاينة لعل كلامهم يكون له وقع مختلف. ففي عام 1967م بعد تدنيس الكيان الصهيوني لساحة المسجد الأقصى واعتدائهم على مكان البراق، أقاموا احتفالا ضخما، ونفخوا بالأبواق، ثم ألقى (دايفيد بن غوريون) خطابا قال فيه: "لقد استولينا على القدس، واستعدناها، وغدا سيكون طريقنا إلى يثرب"، أما موشي ديان فقد قال يوم احتلالهم للقدس: "الآن أصبح الطريق مفتوحا أمامنا إلى المدينة ومكة"، أما (غولدا مائير) رئيسة وزراء هذا الكيان فقد تطلعت إلى الجنوب ثم قالت: "إني أشم رائحة أجدادي بالحجاز، وهي وطننا الذي علينا أن نستعيده"، هذه المطامع وهذه التطلعات رصدها الإعلام الإنجليزي، فقد كتب في صحيفة التايمز على يد الصحفي اليهودي (بن هنخت) ما يلي: "عندما تصبح لنا - معشر اليهود -السيطرة الكاملة على العقبة وخليجها، فإننا سوف نستطيع مهاجمة الحجاز وتدمير الأماكن المقدسة الخرافية في مكة والمدينة"!، وبعد هذا كله لا أفهم كيف يتأتى للبعض الدفاع عن نوايا هؤلاء في عقد سلام عادل.
وإليكم خطة قد تبدو مضحكة للبعض إلا أن النظر فيها مطلوب، ففي السنوات الماضية نشرت الصحف الصهيونية خطة يهودية لاحتلال منابع النفط في دول الخليج والجزيرة العربية، والذي قيل إنه سيتحقق بالاعتماد على وحدات الكوماندوز الإسرائيلية الخاصة والمدربة لذلك الغرض، هذه العملية أطلق عليها اسم (إيلادين)، ونقطة انطلاقها تبدأ باحتلالهم لمطار الكويت ومنه يكون التوجه للسيطرة على آبار النفط، لينتهي المطاف برفض قوات الكيان الصهيوني الانصياع لإنذار الولايات المتحدة الأمريكية بضرورة الخروج كخطوة مبدئية لاحتلال أمريكا للمنطقة بحجة نيتها إخراج المحتل الصهيوني، بطبيعة الحال هذه الخطة كغيرها أشبه بالهزل، إلا أنها تدل صراحة على أنهم يتطلعون بنفسٍ نهمةٍ لا تشبع إلى كل مقدراتنا.
وقبل أن أختم حديثي هذا أشير إلى مصدر هذه المعلومات، فكتاب (الأطماع الصهيونية التوسعية في البلاد العربية) للكاتب عبد الجبار محمود السامرائي، يحوي الكثير مما يستحق القراءة والدراسة والتدبر، ويؤكد أن حلم "إسرائيل الكبرى" التي زعم (أولمرت) أنه مستعد للتخلي عنها هراء لا معنى ولا قيمة له، وإليكم ما قاله (مناحيم بيغن): "لن يكون سلام لشعب إسرائيل، ولا لأرض إسرائيل، ولا للعرب، ما دمنا لم نحرر وطننا بأجمعه بعد، حتى لو وقعنا معاهدة الصلح"!.
إن أولمرت يعلم يقينا أنه لو صدق - فرضاً - في قوله ونيته التخلي عن حلم إسرائيل الكبرى - وهو محال - فلا يمكن له أو لغيره الجزم بأن الشعب الصهيوني واليهودي تخلى عن حلمه هذا، فحلم إسرائيل الكبرى لم يمت.. ولن يموت!.
قضية كهذه مفروغ منها، لدرجة أن ساسة هذا الكيان لم يجدوا أية غضاضة في إعلانها، ففي عام 1967م، قال وزير خارجية ذلك الكيان: "إن سياسة إسرائيل التوسعية في الأراضي العربية ستستمر دون أية مراعاة لتوصيات وقرارات منظمة الأمم المتحدة"!، وهو ما كان.. وما نأمل ألاّ يدوم!.
إن معاهدات السلام الموقعة مع هؤلاء لا قيمة لها ما لم تكن منطلقة من موقف قوة نابعة من العالم العربي والإسلامي، وهو وضع لن يتحقق بدوره ما لم يتحقق التكامل السياسي والاقتصادي والاجتماعي في عالمنا المترامي الأطراف، فالعدو هو العدو والمشروع الصهيوني التوسعي في بلادنا لن يتوقف عند حدود، ما لم نتمكن نحن من إيقافه بالعمل الجاد على استثمار قدراتنا البشرية والطبيعية والتفاني بجمع الكلمة وتوحيد الصفوف، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، حلم قد يكون صعباً تحقيقُه ولكنه بالتأكيد ليس مستحيلاً.
حلم إسرائيل الكبرى لم يمت ولن يموت
د. أميمة بنت أحمد الجلاهمة
أكاديمية سعودية .. جامعة الملك فيصل الدمام
تعليق