تويت
عالم الكيمياء الألماني فرتز هابر نال جائزة نوبل عام 1918 بسبب اكتشافه طريقة مدهشة للحصول على النيتروجين من الهواء (والنيتروجين عنصر أساسي لتحضير الأمونيا المستخدمة في صنع المتفجرات والأسمدة النباتية) .. وبالنسبة لألمانيا أتى هذا الاكتشاف في وقته تماما كونها عانت من حصار اقتصادي كبير أثناء الحرب العالمية الأولى - في حين يصعب منعها من استغلال الهواء في صنع الأمونيا - !
وقد جعل هذا الاكتشاف من فرتز بطلا قوميا - لدرجة تكليفه من قبل هتلر بإيجاد طريقة مماثلة لاستخراج (الذهب) .. ولم يكن هذا الطلب بالنسبة لفرتز أمراً مبالغاً فيه بل أسهب في شرح كيفية فعل ذلك (ولكن من مياه البحر) ؛ فمياه البحر تضم نسباً صغيرة من معظم المعادن المعروفة - كالحديد والألمنيوم والنحاس والذهب .. المشكلة الوحيدة تكمن في وجودها بنسب صغيرة جدا - بحيث يحتاج الأمر الى تدوير أطنان كبيرة من المياه لترسيب جرام واحد من الذهب .. غير أن فرتز كان على قناعة بأن إمكانات المانيا الصناعية قادرة على حل هذه المشكلة - وبالتالي استخراج ما يكفي لتسديد ديون الحرب .. ولكن فرتز هاربر توفى عام 1934 أثناء عمله على هذا المشروع - مما جعل هتلر يصرخ بعصبية «كيف يموت قبل خط النهاية» - ورغم هذا لم يتراجع هتلر نفسه عن المشروع بسبب قناعته بالفكرة الأسطورية القديمة بخصوص تحويل المعادن الرخيصة الى «ذهب» ...
فمن المعروف أن هذه الفكرة تعود إلى أيام الإغريق وأثارت في طريقها حماس الأباطرة والملوك في أوربا (لدرجة أن معظمهم تبنى الادعاءات والتجارب التي ظهرت بهذا الخصوص ضمن علم غريب أطلق عليه الخيمياء).. فالملكة اليزابيث الأولى مثلا اختطفت عالم خيمياء هولندياً ادعى قدرته على تحويل الصفيح الى ذهب .. وفي القرن السابع عشر وظف إمبراطور النمسا فيردناند الثالث مجموعة كبيرة من الكيميائيين الذين انتجوا معدناً براق يشبه الذهب حصلوا عليه بعد صهر الكبريت مع الرصاص بنسب معينة .. أما الكيميائي السويسري براسيلوس فبعد أن قضى فترة طويلة في خدمة ملوك أوروبا اقتنع أخيرا باستحالة تحويل المواد الى ذهب فأحرق جميع كتب «الخيمياء» التي يملكها قبل وفاته عام 1541!!
.. وفي عام 1919 سمع هتلر بنجاح عالم الذرة ارنست رذفورد في تحويل النيتروجين إلى أكسجين بواسطة الإشعاع . ورغم أنه احتاج إلى كمية كبيرة من الطاقة لإنتاج قليل من الأكسجين إلا أن عمله ذلك أثبت إمكانية تحويل المواد عموما إلى مواد أخرى مختلفة .. وأثناء وجوده في السجن (عام 1924) سمع هتلر عن كيميائي من ميونخ يدعى فرانزتاوسند نجح في إنتاج الذهب من الكوارتز وأكسيد الحديد . وفور خروجه من السجن استدعاه وضمه للحزب النازي وأمره بإجراء التجارب تحت إشراف ضباط من الحزب .. وفعلا أجريت التجربة ونجح تاوسند في إنتاج 17 غراما من معدن يشبه الذهب فقرر النازيون إنشاء شركة سرية خاصة لتحويل المعادن . ولكن سرعان ما اتضح أن كلفة الإنتاج نفسها تفوق أي كمية منتجة فأفلست الشركة وزج بتاوسند في السجن - واختفت أوراقه نهائيا - !
واليوم يمكن القول إن العلماء أصبحوا يملكون من العلم مايكفي لتحويل الرصاص الى ذهب (ومن التقنية ما يتيح استخراج الذهب من مياه البحر) ولكن تظل المشكلة «اقتصادية» حيث كلفة الإنتاج تبقى أعلى من أي ذهب يمكن استخراجه !!
... أنا شخصيا على ثقة بأن الذهب سينزل من عليائه ذات يوم ويصبح بسعر الألمنيوم الذي نستعمله اليوم لصنع شبابيك المنازل وقدور الطبخ ومقابض الحمامات.
... أما لماذا الألمنيوم بالذات ؟ .. فلأنه كان أغلى من الذهب وصنع منه التاج الذي لبسه نابليون يوم نصب نفسه إمبراطوراً !!
وقد جعل هذا الاكتشاف من فرتز بطلا قوميا - لدرجة تكليفه من قبل هتلر بإيجاد طريقة مماثلة لاستخراج (الذهب) .. ولم يكن هذا الطلب بالنسبة لفرتز أمراً مبالغاً فيه بل أسهب في شرح كيفية فعل ذلك (ولكن من مياه البحر) ؛ فمياه البحر تضم نسباً صغيرة من معظم المعادن المعروفة - كالحديد والألمنيوم والنحاس والذهب .. المشكلة الوحيدة تكمن في وجودها بنسب صغيرة جدا - بحيث يحتاج الأمر الى تدوير أطنان كبيرة من المياه لترسيب جرام واحد من الذهب .. غير أن فرتز كان على قناعة بأن إمكانات المانيا الصناعية قادرة على حل هذه المشكلة - وبالتالي استخراج ما يكفي لتسديد ديون الحرب .. ولكن فرتز هاربر توفى عام 1934 أثناء عمله على هذا المشروع - مما جعل هتلر يصرخ بعصبية «كيف يموت قبل خط النهاية» - ورغم هذا لم يتراجع هتلر نفسه عن المشروع بسبب قناعته بالفكرة الأسطورية القديمة بخصوص تحويل المعادن الرخيصة الى «ذهب» ...
فمن المعروف أن هذه الفكرة تعود إلى أيام الإغريق وأثارت في طريقها حماس الأباطرة والملوك في أوربا (لدرجة أن معظمهم تبنى الادعاءات والتجارب التي ظهرت بهذا الخصوص ضمن علم غريب أطلق عليه الخيمياء).. فالملكة اليزابيث الأولى مثلا اختطفت عالم خيمياء هولندياً ادعى قدرته على تحويل الصفيح الى ذهب .. وفي القرن السابع عشر وظف إمبراطور النمسا فيردناند الثالث مجموعة كبيرة من الكيميائيين الذين انتجوا معدناً براق يشبه الذهب حصلوا عليه بعد صهر الكبريت مع الرصاص بنسب معينة .. أما الكيميائي السويسري براسيلوس فبعد أن قضى فترة طويلة في خدمة ملوك أوروبا اقتنع أخيرا باستحالة تحويل المواد الى ذهب فأحرق جميع كتب «الخيمياء» التي يملكها قبل وفاته عام 1541!!
.. وفي عام 1919 سمع هتلر بنجاح عالم الذرة ارنست رذفورد في تحويل النيتروجين إلى أكسجين بواسطة الإشعاع . ورغم أنه احتاج إلى كمية كبيرة من الطاقة لإنتاج قليل من الأكسجين إلا أن عمله ذلك أثبت إمكانية تحويل المواد عموما إلى مواد أخرى مختلفة .. وأثناء وجوده في السجن (عام 1924) سمع هتلر عن كيميائي من ميونخ يدعى فرانزتاوسند نجح في إنتاج الذهب من الكوارتز وأكسيد الحديد . وفور خروجه من السجن استدعاه وضمه للحزب النازي وأمره بإجراء التجارب تحت إشراف ضباط من الحزب .. وفعلا أجريت التجربة ونجح تاوسند في إنتاج 17 غراما من معدن يشبه الذهب فقرر النازيون إنشاء شركة سرية خاصة لتحويل المعادن . ولكن سرعان ما اتضح أن كلفة الإنتاج نفسها تفوق أي كمية منتجة فأفلست الشركة وزج بتاوسند في السجن - واختفت أوراقه نهائيا - !
واليوم يمكن القول إن العلماء أصبحوا يملكون من العلم مايكفي لتحويل الرصاص الى ذهب (ومن التقنية ما يتيح استخراج الذهب من مياه البحر) ولكن تظل المشكلة «اقتصادية» حيث كلفة الإنتاج تبقى أعلى من أي ذهب يمكن استخراجه !!
... أنا شخصيا على ثقة بأن الذهب سينزل من عليائه ذات يوم ويصبح بسعر الألمنيوم الذي نستعمله اليوم لصنع شبابيك المنازل وقدور الطبخ ومقابض الحمامات.
... أما لماذا الألمنيوم بالذات ؟ .. فلأنه كان أغلى من الذهب وصنع منه التاج الذي لبسه نابليون يوم نصب نفسه إمبراطوراً !!