التنجيم هو التصور الذي يحاول وضع علاقة بين بعض الأجرام الفلكية والأحداث الأرضية. ويقوم بدرجة أساسية على رسم خريطة البروج أو الطوالع (Horoscope) لكل حدث. وهي عبارة عن رسم يوضح موقع الأرض والكواكب والبروج النجمية في وقت الحدث والذي يكون عادة ذا أهمية مثل وقت الميلاد أو الزواج. ومن هذا الرسم يتم التنبؤ بالأحداث التي تترتب على ذلك الحدث. وتلحق الشمس والقمر بالكواكب في التنجيم. وهناك عدة افتراضات وتنبؤات لمن يولد أو يتزوج أثناء الاقترانات المختلفة لتلك الأجرام لذلك يهتم المنجمون كثيراً باقتران الكواكب والمجموعة النجمية (البرج) التي يحدث فيها الإقتران.
ولقد أدى الخلط بين علم الفلك والتنجيم عند عامة الناس إلى تكون نظرة سلبية حول علم الفلك أدت إلى ابتعاد الناس عنه. حيث تصور البعض أن علم الفلك هو ضرب من ضروب التنجيم أو هو طريق لتعلم التنجيم المنهي عنه في الشريعة الإسلامية. لكن نود أن نشير إلى أن علم الفلك ليس من التنجيم في شيء، وإن كان المنجمون قد يستخدمون بعض حساباته أو مفاهيمه. كما يستخدم كل من له غرض آخر أي علم من العلوم. لأن علم الفلك هو علم كبقية العلوم. كما أن آيات قرآنية كثيره حثت على التفكر في خلق السماوات والأرض والإهتداء بالنجوم في البر والبحر وأقسم الله بمواقعها. كل ذلك يجعل من علم الفلك أحد العلوم التي حثت الشريعة الإسلامية على تعلمها لأنه مقدمة لذلك التفكر. كما أن الشريعة الإسلامية مليئة بالفرائض والسنن المرتبطة بالزمان والمكان والتي يصعب تحديدها بشكل صحيح دون الاستعانة بعلم الفلك.
ومن الصعب اعتبار التنجيم أحد العلوم المنطقية كبقية العلوم. إذ أن بقية العلوم الأخرى تبنى على مسلمات بديهية أو مقدمات بسيطة ومن التأليف بين تلك المسلمات والمقدمات البسيطة تأليفاً منطقياً حسب العلاقات المنطقية المختلفة يمكن الحصول على النتائج الأكثر تعقيداً لتلك العلوم. أما التنجيم فإنه ينطلق من مقدمات ظنية تحتاج بذاتها إلى إثبات، ويبني على تلك المقدمات ليصل إلى نتائجه. لذلك فحتى لو صادف أن تحققت بعض تلك النتائج فهذا لا يعني بالضرورة صحة المقدمات أو العلاقة التي أدت لتلك النتيجة. ولكن قد تتظافر عوامل نفسية أو خارجية تؤدي إلى تلك النتائج أو في كثير من الأحيان إلى الإحساس بتلك النتائج.
وعلى هذا يمكن القول إن الكون المتوازن لا بد أن تتأثر جميع ذراته بالذرات الأخرى والتي منها الإنسان والكواكب والنجوم وغيرها. ولكن طبيعة تلك العلاقات بين جميع ذرات الكون أو محصلة تلك العلاقات على البشر هي من التعقيد بحيث لا يحيط بها إلا من يحيط بجميع ذرات الكون ويعلم طبيعة تلك العلاقات منفردة ومجتمعة وأي نقص في ذلك لا يقود إلى علم منطقي حقيقي. أي أن ما ينظر به المنجمون إلى تلك العلاقات هو نظر ضيق وصغير جداً جداً مقارنة مع ما يجهلوه. لذلك فمن غير المنطقي أن تكون النتائج التي يصلون إليها مساوية أو هي بقدر المقدمات الظنية التي استندوا عليها.
ويشير إلى ذلك المعنى قول الإمام جعفر الصادق u : (إنكم تنظرون في شيء كثيره لا يدرك وقليله لا ينتفع به) وقوله (إن أصل الحساب حق ولكن لا يعلم ذلك إلا من علم مواليد الخلق كلهم). ويقول الشهيد محمد صادق الصدر (الثاني) في كتابه التنجيم والسحر: "ولعلنا حين نقول أو نسمع (إن أصل الحساب الحق) وأنه (من علوم الأنبياء) نأمل أن يكون هذا الحساب قد استوعب الترابط الكوني بكل جوانبه، غير أنه ترابط عميق أعلى من الطاقة البشرية والفهم الإنساني وأن (قليله لا ينفع وكثيره لا يدرك)". كما أنه لم يرد في القرآن أو السنة ما يدعو إلى التنبؤ بالمستقبل من خلال الأجرام الفلكية.
بل ورد في كثير منها الدعوة للنظر في التاريخ لاستخلاص العبر والسنن التاريخية التي جعلها الله والتي تسلكها الأفراد والمجتمعات. وهذا موضوع جدير بالاهتمام لأنه يمكن أن يؤلف علماً حقيقيأ قائماً بذاته. كذلك فهو يبعث الثقة والأمل في قلوب المؤمنين بتلك السنن وهو ما يحفظهم ويصون عقولهم عن الاعتماد على أقوال المنجمين أو من يدعي علم الغيب.
ولعل الآية الكريمة التي تقول (وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقاً) تشير إلى هذا المعنى. ويؤكد ذلك ما ورد عن الإمام عليu حين نهاه أحد المنجمين عن المسير في وقت ما فرد عليه بكلام منه (من صدقك بهذا استغنى بقولك عن الاستعانة بالله، وأُحوِجَ إلى الرغبة إليك في دفع المكروه عنه).
مقدمه
النفس البشرية مفطورة على حب لما غاب وخفي عنها
والكثير من يطالع بدون إدراك ما يرد في المجلات والصحف اليومية المختلفة تحت عناوين كثيرة منها
أنت والنجوم
أو حديث النجوم
وما إلى ذلك من تلك الأسماء
إن المطالعة لتلك المقالات الصغيرة المحدودة والتي تفتقر إلى الموضوعية والجدية إنما هي مطالعة عفوية
والهدف منها في المجلات و الصحف المختلفة التسلية اللهم لا أكثر
هل يعد علم التنجيم إدعاء للغيب ؟
كلنا متفقون أن ناصية علم الغيب بيد الله عز وجل وحده
وأن المسير لهذا الكون هو الله تعالى سواء كانت الأقدار أقدار خير أو شر فإنها من الله تعالى
بل إن من شروط الإيمان بالله الإيمان بالقضاء والقدر خيره وشره حلوه ومره
وهذان الأمران لا يختلف عليهما اثنان
ولكن الأقوام السابقون لما رأوا من عجيب التزامن بين الخرائط الفلكية والأحداث على سطح الأرض اعتقدوا أن النجوم هي المسيرة لهذا الكون فعبدوها من دون الله تعالى !!!
حيث كانوا كلما حدث أمر عظيم كقيام دولة أو زوال مملكة أو نجاح ثورة أو اشتعال حرب أو حدوث كوارث طبيعية من زلازل أو براكين أو أعاصير كانوا يعمدون إلى رسم خرائط فلكية وقت وقوع تلك الأحداث وجعلوا يدرسونها ويقارنون فيما بينها فوجدوا روابط فلكية تربط بين الأحداث المتشابهة ومن هنا أمكنهم بعد ذلك توقع الكثير من الحوادث بناءا على تلك الدراسات
وهكذا نرى أن هذا العلم يقوم على دراسات واستنتاجات و استقرآت وليس ضربا من التخمين
حتى إن الشيخ محمد بخيت رحمه الله مفتي الديار المصرية سابقا أصدر كتابا بعنوان " توفيق الرحمن فيما قاله علماء الهيئة وبين ما جاء في الأحاديث الصحيحة وآيات القرآن "
وقد تناول فضيلته الآيات والأحاديث الشريفة والتي يعتقد البعض أن هناك تعارضا بين تفسيراتها وبين علم أحكام النجوم
ومن المؤسف أن المنكرين لهذا العلم يتحججون بقولهم كذب المنجمون ولو صدقوا وبعضهم يكون أكثر تفلسفا فيقول كذب المنجمون ولو صدفوا
المصيبة أنهم ينسبون هذا القول إلى الله تعالى ويعتقدون أنه آية قرآنية أو حديث نبوي شريف
والواقع أن تلك المقولة ما هي بآية قرآنية ولا بحديث نبوي شريف ولكنها شاعت و جرت مجرى المثل أو القول الشائع
و أصل هذه المقولة " كذب المنجمون لو أخطئوا في حساباتهم ولو لم يخطئوا صدقوا "
فحذف ما تحته الخط فغدت على تلك الصورة الشائعة !!!
علم التنجيم يسمى بعلم أحكام النجوم
وهذا يعني إن المنجم عندما يتنبأ فإنه بمنزلة من يصدر حكما والحكم لا بد له من شهود وأدلة ولا يكتفي بشاهد واحد كذلك الأمر في التنجيم فلكي يصدر المنجم حكما أو توقعا فإنه يعتمد على أسس ومبادئ وشواهد وأدلة فلكية
وعلية فعلم التنجيم هو علم له أصوله ومبادئه وقوانينه الخاصة به
إذن المنجم لا يبني تنبوآته وفق هواه كالراصد الجوي الذي يتنبأ بحالة الجو وموعد هطول الأمطار فإنه يتنبأ بناءا على دراسة الخرائط وقياس سرعة الرياح وكل تلك الأمور تقوده في النهاية إلى نتيجة معينة
وعمل المنجم شبيه بهذا وعليه فعلم التنجيم هو في الواقع استقراء و استنتاج للتفاعل الإنساني في الحياة بدلالة مواقع الكواكب واتصالاتها الفلكية
وعليه فالكواكب تعطي دلالة على حدوث حادثة معينة ولكنها ليست هي المدبرة لتلك الحوادث !!
دعائم علم التنجيم
علم التنجيم يقوم على دعامتين أساسيتين
1) مبدأ الأسباب والمسببات
فكل شئ في هذا الكون يسير وفق منظومة معينة ولا مجال للصدفة في الخطة الإلهية لذلك قال الله تعالى {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ }القمر49
إذن لا مجال للصدفة مطلقا
مثلا
• الشبع مقترن بالأكل
• الارتواء مرتبط بالشرب
وهكذا
إن ربط الأسباب بمسبباتها هي إحدى سنن الله تعالى الكونية والقرآن الكريم يدلل على ذلك في أكثر من موضع ولنأخذ بعض الأمثلة :
1. في قصة وضع السيدة مريم للسيد المسيح عليه السلام عندما جاءها المخاض إلى جذع النخلة ناداها جبريل عليه السلام وقال لها( وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً{25}مريم
فبرغم ألم الولادة وهي وحدها وحيدة بلا معين من البشر أمرها أن تهز جذع النخلة وهل امرأة في وضعها وحالتها تستطيع هز جذع النخلة !
وكان بالإمكان أن تأكل من رطب تلك النخلة دون أن تهز الجذع ولكن الله تعالى أراد أن يوجه عنايتنا إلى ضرورة الأخذ بالأسباب
2. كذلك في قصة هجرته صلى الله عليه وسلم لما أحاط المشركون بيته صلى الله عليه وسلم ليضربوه ضربة رجل واحد فيتفرق دمه صلى الله عليه وسلم بين القبائل فعمد إلى حفنة من تراب و أخذ يتلو قوله تعالى (وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدّاً وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ{9} يس
وكان بالإمكان أن يذهب الله تعالى بأبصارهم دون أن يذر صلى الله عليه وسلم التراب في عيونهم ولكن لا بد من الأخذ بالأسباب !!
3- لما أراد الله تعالى أن يغرق قوم نوح عليه السلام أمره تعالى ببناء السفينة حيث قال تعالى (وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ{37}هود
وكان بالإمكان أن ينجى الله تعالى نبيه نوح دون الحاجة إلى صناعة سفينة !!
والأمثلة أكثر من أن تعد أو تحصى
2) مبدأ التزامن والتجربة
ولنوضح مفهوم التزامن
مثلا
• عندما تتجمع السحب يتزامن هطول الأمطار
• عندما تشرق الشمس يتزامن مع النشاط الذي يدب في أجساد الكائنات الحية على اختلاف أنواعها
• عندما يحل الصيف يتزامن ظهور التمر مثلا وهكذا
كذلك أثبتت التجربة
أن الشمس هي منبع الضياء وعندما تشرق الشمس يعم الضياء أرجاء المعمورة المواجهة للشمس
تحدث عمليتي المد والجزر في المياه بسبب جاذبية كلا من القمر والشمس
ومن خلال هذه المبادئ يستطيع المنجم أن يتنبأ بالأحداث
فمثلا :
يستطيع المعلم أن يتنبأ بقدرة تلميذ ما لدية على اجتياز الامتحان أم لا
كذلك يستطيع الطبيب أن يتنبأ بحالة مريضه الصحية بل ويستطيع أن يتنبأ بالأطعمة أو الأشربة التي تسبب المشاكل لذلك المريض عند تناولها
الطبيب يستطيع التنبؤ بميعاد الولادة !
وكل ذلك من خلال مبدأ التجربة
كل هذه التنبوءات لم تأت مصادفة ولم تأتي من فراغ بل من خلال الخبرة والتجربة في الميدان العملي لكلا منهما
• كثيرا ما يردد علماء التاريخ مقولة شهيرة جدا وهي " أن التاريخ يعيد نفسه "
وهذه المقولة لم تأتي من فراغ ولكن التجربة أثبتت أن هناك دورات فلكية تتفق وتتزامن مع الدورات التاريخية
حتى إن الشخصيات الهامة تتكرر في التاريخ
مثال ذلك "
1. مولد نبوخذ نصر يشابة مولد هتلر وكلاهما أهلك عددا كبيرا من اليهود كذلك الحال مع فرعون
2. مولد الفاروق عمر بن الخطاب يشابه مولد الخليفة عمر بن عبدالعزيز
3. مولد أبي العلاء المعري يوافق مولد طه حسين وكلاهما أصيب بالجدري وكلاهما ضرير
4. مولد الشاعرة العربية الخنساء يشابه مولد السيدة عائشة التيمورية و إن كانت الخنساء رثت أخيها فعائشة التيمورية رثت أمها و أبيها و أبنتها
من آثار حركتي الشمس والقمر على الحياة على سطح الأرض
سنتناول هنا بعضا من أثر كلا من الشمس والقمر على الأرض ولنبدأ بأثر الشمس أولا
• أثر الشمس
يتغير شكل القمر من محاق إلى هلال إلي بدر إلى هلال إلي محاق تبعا لازدياد نور القمر أو نقصانه بحسب بعده أو قربه من الشمس
• إن الأمطار التي عليها مدار حياة البشر من زراعة وصناعة تتكون من سحب تكونت بفعل حرارة التبخير الصادرة عن الشمس
• ساهمت الشمس في تقسيم البيئة إلى عدة أنماط وأنماط مختلفة بحسب ميل الشمس فهناك البيئة القطبية وهناك البيئة المدارية وهناك البيئة الاستوائية ولكل بيئة من هذه البيئات خصائصها ومميزاتها التي تمتاز بها عن غيرها سواء في مناخها أو زراعتها أو في طبيعتها لذلك أختلف الناس في عاداتهم و طبائعهم و أخلاقهم وأجسامهم و ألوانهم بحسب درجة بعد الشمس أو قربها وبذلك يمكننا تقسيم السكان إلى ثلاثة أنواع كما يلي :
1. سكان خط الاستواء
وهم أهل السودان وما قارنهم من البلاد فالشمس تمر على رؤسهم في العام مرة أو مرتين لذا تحرقهم الشمس وتسود أبدانهم وشعورهم فحرارة الشمس تؤثر على صبغة الميلانين التي تلعب دورا هاما في لون البشرة
فالزنوج وسكان الحبشة جثثهم غليظة عظيمة فيها ضخامة وأخلاقهم فيها وحشية وتفكيرهم محدود وضعيف لذا نجد أن الاستعمار البريطاني والفرنسي والإيطالي استعمر القارة الإفريقية وغدت تجارة الرقيق تجارة عالمية وقد قدرت أعداد الزنوج الذين تم اختطافهم إلى أمريكا الشمالية والجنوبية بنحو 20 مليون أفريقي
2. سكان مدار السرطان
و هؤلاء لم يبعدوا كثيرا عن الشمس لذا فألوان بشرتهم متوسطة البياض و أجسامهم معتدلة وأخلاقهم حسنة كأهل الشام والأتراك والعراق وإيران والصين
ومن كان من هؤلاء أميل إلى ناحية الجنوب كان أكثر فهما و ذكاءا كاليابانيين والصينيين الذين غزو العالم بمنتجاتهم الصناعية
ومن كان منهم أقرب إلى ناحية الشرق كان أقوى نفسا وأشد عزيمة كالأفغان الذين حاربوا الروس وانتصروا على الشيوعية وهم من الدول النامية
ومن كان منهم أميل إلى ناحية الغرب فهم ألين نفسا وأسهل عريكة وأشد أنسا كأهل مصر والمعروف عنهم أنهم أهل نكته وفكاهة
3. سكان خط عرض 50 شمالا كالروس والبريطانيين
فإنهم يبعدون عن الشمس وحرارتها لذا نجد ألوان بشرتهم بيضاء وشعورهم سبطة شقراء وأبدانهم عظيمة و طبائعهم مائلة للبرودة لذا شاع عن الشعب الإنجليزي بأنه بارد
أدلة تثبت صحة التنجيم
• من ذلك أن المهندس الإلكتروني الأمريكي ( جون نيلسون ) اثبت في عام 1951 وجود صلة ظاهرة بين صعوبة أو سهولة استخدام موجات الراديو القصيرة وبين أوضاع الكواكب المحيطة بالأرض , فقد وجد نيلسون إن العواصف المغناطيسية , التي هي سبب اضطراب الإرسال اللاسلكي – تحدث عندما يقترب من الأرض كوكبان أو اكثر في زوايا قائمة , وبناء على ذلك استطاع نيلسون ان يتنبأ بالاضطرابات المغناطيسية المقبلة بنسبة نجاح بلغت 93% .
• فمثلا قام العالم الطبيعي دكتور رودلف توماشيك الرئيس السابق لمجلس الطبيعة الجغرافية العالمي بدراسة وتحليل 134 زلزالا كبير , ووجد أن أوضاع الكواكب من حيث المكان والزمان لها علاقة بظاهرة الزلازل , إذ غالبا ما يحدث الزلزال عندما تقترب من الأرض ثلاثة كواكب وهم بالتحديد المشتري و اورانوس ونبتون
• وعالم روسي يدعى دكتور بودشيبا يكين اكتشف وجود علاقة قوية بين ظاهرة الكلف الشمسي التي تحدث نتيجة العواصف المغناطيسية على سطح الشمس وبين زيادة حوادث الطرق على الأرض وفسر بودشيبا يكين ذلك بأن الكلف الشمسي ينتج كميات هائلة من الإشعاعات فوق البنفسجية وهذه بدورها تؤثر على الجسم البشري و تجعله اكثر بطئا في الاستجابة للمؤثرات الخارجية مما يتسبب في سوء القيادة واحتمال كثرة الحوادث في الطرق , وتأيدت هذه النظرية أيضا في أبحاث أخرى أجريت في ألمانيا الغربية
• ومن أهم الأبحاث التي أجريت حول تأثير الشمس والقمر في الحياة الأرضية تلك التي قام بها الدكتور فرانك براون أستاذ علم الأحياء ( البيولوجيا ) بجامعة نورث وسترن الأمريكية , إذ أجرى مع فريق مساعديه أبحاثا استغرقت 25 عاما على ما أسموه (( الساعة البيولوجية )) أي الإيقاع الطبيعي المنتظم لكل أنواع الحياة على الأرض , وهذا الإيقاع يبدو في مظاهرة كثيرة مثل نوبات النوم واليقظة , وحركة النبات أثناء الليل , وانفتاح وانغلاق أصداف المحار , وتغير ألوان بعض الحشرات و الأحياء المائية , وتوصل دكتور براون إلى نظرية أدهشت الأوساط العلمية وهي أن كل هذه الظواهر و أمثالها تتبع نمطا من الإيقاع لا ينبع من (( ساعة داخلية )) في الحيوان أو النبات و إنما من تأثيرات كونية وبالذات المتصلة بالشمس والقمر,
• فمثلا الفئران التي تحيا داخل أقفاص مظلمة مددا طويلة وجد أنها تكون اكثر نشاطا عندما يرتفع القمر فوق الأفق منها في غياب القمر , كما لو كانت تعرف بغريزتها متى يرتفع القمر فتنشط تبعا لذلك تماما كما كانت تفعل وهي طليقة , ولكنها الآن لا تراه .
ومثل ذلك أيضا حركة انفتاح انغلاق المحار .. إذ كان المعتقد أن هذه الحركة تحدث تبعا لحالة المد والجزر فعند المد تفتح المحارة كي تتغذى, وفي الجزر تغلق صدفتها كي تحمى نفسها , ولكن دكتور براون اثبت أن هذه الحركة تتعلق بالشمس والقمر مباشرة وليس بظاهرة المد والجزر في حد ذاتها , إذ اخذ دكتور براون محاريات من شاطئ المحيط الهادي ونقلها إلى معمله بالقرب من شاطئ المحيط الأطلسي حيث وضعها في صناديق مظلمة تحوى كمية ثابتة من الماء , وخلال أسبوعين فقدت هذه المحاريات عادتها القديمة في الانفتاح والانغلاق طبق لحركة المد والجزر في المحيط الأطلسي رغم أنها لم تغمر في مياهه
• ولكن ماذا عن الإنسان هل يمكن أن يكون للشمس والقمر والكواكب تأثير عليه كما يدعي المنجمون ؟
دلت
• نشرت عام 1960 قام بها عالم أمريكي يدعى دكتور ليونارد رافيتز من جامعة ديوك على وجود علاقة مباشرة بين سلوك البشر وبين القمر , وتتفق هذه النتيجة مع الاعتقاد القديم في الارتباط بين القمر والجنون .
• وقد دلت الأبحاث العلمية على وجود علاقة وثيقة بين تغير أشكال القمر والكثير من الأمراض العصبية كالتشنج والصرع حتى أن بعض الدول في أوربا تسمى المصحة العقلية بالملجأ القمري
فقد قام دكتور رافيتز خلال مدة طويلة بقياس الشحنات الكهربائية الضعيفة التي يطلقها الجسم البشري بصفته مستمرة فوجد ان هذه الشحنات تتغير باستمرار طبقا لمنازل القمر وتبلغ قمتها عندما يكون القمر بدرا , وفي هذه الحالة تكون اكثر ظهورا لدى المرضى العقليين وغير أسوياء الشخصية منها لدى الأشخاص العاديين , وعادة ما تكثر الجرائم الناتجة عن السلوك السيكوباتي كجرائم الحريق العمد والسرقة وجنون السرعة في الليالي القمرية
• كما اتضح ان القمر قد يكون له تأثير على الولادة اذ قام عالم ياباني في عام 1938 بدراسة 33.000 ثلاثة وثلاثين الف حالة ولادة .فوجد أن معظم الولادات تحدث عندما يكون القمر كاملا واقلها أثناء المحاق
• , ثم أيد عالم أمريكي في الطب النسائي هذه النتيجة في تقرير عام 1967 بعد دراسة شملت حوالي نصف مليون حالة ولادة
• والمعتقد منذ زمن طويل أن الدورة الشهرية لدى النساء والتي يبلغ طولها 28 يوما أي المدة بين اكتمالين للقمر مرتبطة على نحو ما بدورة القمر , وتوجد الآن شواهد علمية تؤيد ذلك , ففي أوائل هذا القرن قام الكيميائي السويسريدكتور سافنت ايرنيبوس بدراسة شملت 11 ألف سيدة فوجد أن ذروة الطمث في معظم هذه الحالات تحدث عند اكتمال القمر الجديد وفي عام 1960 أكد باحثان ألمانيان نفس النتيجة بناء على جداول سجلت ذروة الدورات الشهرية لدى 10 آلاف سيدة قاما بها خلال 14 سنة .
وهناك دليل على وجود ارتباط بين النزيف بوجه عام وبين مراحل القمر
• وقد وجد الجراح الأمريكي دكتور اديسون اندروز بعد فحص 1000 حالة لنزيف غير معتاد عقب عمليات استئصال اللوز أن 82% من هذه الحالات تحدث بين المرحلتين الأولى والثالثة من دورة القمر ,ولذلك كان هذا الطبيب يختار أن يجري عملياته الجراحية في ليالي المحاق .
• وجد بعض العلماء والباحثون مثل جورج جامبو وستشن إن زيادة الكلف الشمسي يتزامن مع الأحداث العالمية الكبرى على سطح الأرض مما جعلهم يعتقدون أن هناك ثمة صلة بين زيادة الكلف الشمسي والثورات العالمية حيث وجدوا تزامنا يدعو للدهشة مع الثورات العالمية لذلك أورد الأستاذ فؤاد صروف في كتابه آفاق العلم قوله " إن ستشن يقول إن البحث في التاريخ الحديث يسفر عن خمسة /ن الأزمات السبعة العظيمة التي أبتلى بها العالم في الخمسين سنة الأخيرة وافقت في تواريخها كثرة الكلف وقلته
فهل الموافقة مجرد اتفاق أو أن في جعبة العلم ما يفسر هذه الظواهر الغريبة )
كذلك جرى ذات مرة حديث بين الصحفية فاطمة أبو زيد المحررة آنذاك بمجلة الإذاعة والتلفزيون وبين العالم المصري العربي الدكتور فاروق الباز
وسألته سؤالا واضحا حيث قالت : إن كثيرا من علماء الفلك يقولون أن النجوم والكواكب تتحكم في مصير الإنسان وصفاته أيضا ؟
فأجاب الدكتور فاروق الباز " أقسم بالله العظيم بأنني أعتقد في هذا الكلام لأن الإنسان يولد في وقت معين و لأننا نعلم أن مدارات الكواكب تؤثر على الأرض كلها فلماذا لا تؤثر في الإنسان وقت مولده الذي تكون فيه الكواكب في وضع معين فلماذا لا تكون هناك علاقة بين الاثنين
قالت الصحفية " هذه شهادة يعتز بها علماء الفلك وتؤدي إلى رواج بضاعتهم فهل أنت مصر على ما تقول ؟
أجابها قائلا : " ولماذا لا تقولين المنجمين أنا أصر على أقوالي في هذا و أؤكد أن العلم ما زال عاجزا عن اكتشاف أشياء كثيرة تدور حولنا
التاريخ يؤكد إصابات المنجمين
• يذكر التاريخ أن المنجمين أخبروا فرعون أنه سيولد غلام من بني إسرائيل سيكون زوال ملك فرعون على يديه لذا أمر فرعون بقتل كل طفل يولد في بنى إسرائيل لذا قال الله تعالى {وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوَءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ }البقرة49
• و عندما ولد رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم قالت منجموا اليهود لقد ظهر الليلة نجم أحمد
• ويذكر لنا الأصمعي أنه دخل على الرشيد يوما مسلما عليه بالخلافة فلما خف الناس قال الرشيد للأصمعي ألا تريد أن ترى ولدي محمد وعبد الله فقال الأصمعي بلى فبعث الرشيد إليهما فلما أقبلا وسلما على الرشيد بالخلافة أومأ إليهما بالجلوس فجلس محمد عن يمينه و جلس عبد الله عن يساره
ثم أمر الرشيد الأصمعي بمطارحتهما الأدب فكان لا يلقي عليما شيئا إلا أجابا فيه و أصابا
فقال الرشيد للأصمعي كيف ترى أدبهما فقال الأصمعي ما رأيت في مثل سنهما ذكاء وجودة الفكر أطال الله بقائهما فضمهما إلى صدره ثم سبقته عبرة فبكي ثم أذن لهما بالقيام فانصرفا ثم قال الرشيد فكيف بهما إذا اشتهر تعاديهما وبدأ تباغضهما و وقع بأسهما بينهما حتى سفك الدماء
وكان المأمون يقول لمن حوله إن والدي الرشيد سمع ما جرى بيني وبين أخي محمد وما يجري لنا من أحداث من موسى بن جعفر
• وفي العصر الحديث في منتصف القرن العشرون ظهر منجم معروف باسم العبقري الفلكي
وكان لهذا الرجل الكثير من النبوءات الصادقة نذكر منها
1. تحدث في عام 1956م عن حرب تقع بين مصر وإسرائيل في اكتو بر تشرين الأول
2. في عام 1958م ذكر أحداثا مثيرة جدا تقع في العراق و أن الملكية ستنقلب إلى جمهورية وتحدث عن مقتل الملك فيصل و نوري السعيد رئيس الوزراء آنذاك
3. في عام 1966 م أرسل خطابا إلى السيد سامي شرف سكرتير الرئيس عبد الناصر آنذاك وحذر من أن اليهود يبتون النية لاحتلال قناة السويس في عام 1967م بل إنه حدد يوم النكسة 5 يونيو 1967م
4. تنبأ بوفاة عبد الناصر بل و حدد يوم وفاته في 28 سبتمبر من عام 1970م
5. كذلك تنبأ بحرب أكتوبر 1973م وانتصار العرب على إسرائيل
وهنا يطرح سؤال نفسه بإلحاح
هل يخطئ المنجم ؟!
ولكي نكون منصفين نقول :
حيث أن المنجم في المقام الأول والآخر ما هو إلا بشر فهو يخطئ ويصيب
وكل البشر يخطئ لذا قال صلى الله عليه وسلم " كل بنى آدم خطاء وخير الخطاءين التوابون "
ولكن الفكرة الأساسية أن نسبة الإصابة أكبر من نسبة الخطأ إذا طبق قوانين التنجيم بشكل صحيح وكما تعلمون فلكل قاعدة شواذ
بعضا من أخفاقات المنجمين
وكما ذكرنا إصابات المنجمين نذكر بعض اخفاقات المنجمين إحقاقا للحق و للأمانة العلمية والتاريخية
ولعل اشهر حادثة الكل يذكرها ويتحجج بها على بطلان التنجيم فتح عمورية أيام الخليفة المعتصم حيث أن المنجمون طلبوا إلى المعتصم تأجيل فتح عمورية لبعد اختفاء المذنب ولكن المعتصم غزا بلاد الروم وفتح عمورية وقال أبو تمام يسخر من المنجمين قصيدته البائية
السيف اصدق أنباء من الكتب في حده الحد بين الجد واللعب
علماء آمنوا بالتنجيم
وقد استمال علم أحكام النجوم عددا من ألمع العقليات في الأجيال المختلفة منهم
أر سطو و دانتي وأفلاطون وميلتون وفيثاغورس و أبوقراط وجون كيبلر وكوبرنيكوس و جاليليو ونيوتن
والدكتور كارل يونج حيث قال ( إن علم أحكام النجوم علم يؤيده علم النفس دون قيود لأن علم أحكام النجوم يمثل كافة المعرفة السيكولوجية لما سبق من العصور )
يقول اينشتاين أحد عباقرة القرن العشرين صاحب نظرية النسبية" التنجيم علم بذاته ملهم تعلمت بفضله الكثير وأنا أدين له بالكثير إن معطيات العلوم الجيوفيزيائية تبرز قدرة النجوم والكواكب السيارة على مصير الأرض والتنجيم بدوره وبمعنى ما يقويها ولهذا السبب فهو نوع من إكسير الحياة للإنسانية "
ولقد أدى الخلط بين علم الفلك والتنجيم عند عامة الناس إلى تكون نظرة سلبية حول علم الفلك أدت إلى ابتعاد الناس عنه. حيث تصور البعض أن علم الفلك هو ضرب من ضروب التنجيم أو هو طريق لتعلم التنجيم المنهي عنه في الشريعة الإسلامية. لكن نود أن نشير إلى أن علم الفلك ليس من التنجيم في شيء، وإن كان المنجمون قد يستخدمون بعض حساباته أو مفاهيمه. كما يستخدم كل من له غرض آخر أي علم من العلوم. لأن علم الفلك هو علم كبقية العلوم. كما أن آيات قرآنية كثيره حثت على التفكر في خلق السماوات والأرض والإهتداء بالنجوم في البر والبحر وأقسم الله بمواقعها. كل ذلك يجعل من علم الفلك أحد العلوم التي حثت الشريعة الإسلامية على تعلمها لأنه مقدمة لذلك التفكر. كما أن الشريعة الإسلامية مليئة بالفرائض والسنن المرتبطة بالزمان والمكان والتي يصعب تحديدها بشكل صحيح دون الاستعانة بعلم الفلك.
ومن الصعب اعتبار التنجيم أحد العلوم المنطقية كبقية العلوم. إذ أن بقية العلوم الأخرى تبنى على مسلمات بديهية أو مقدمات بسيطة ومن التأليف بين تلك المسلمات والمقدمات البسيطة تأليفاً منطقياً حسب العلاقات المنطقية المختلفة يمكن الحصول على النتائج الأكثر تعقيداً لتلك العلوم. أما التنجيم فإنه ينطلق من مقدمات ظنية تحتاج بذاتها إلى إثبات، ويبني على تلك المقدمات ليصل إلى نتائجه. لذلك فحتى لو صادف أن تحققت بعض تلك النتائج فهذا لا يعني بالضرورة صحة المقدمات أو العلاقة التي أدت لتلك النتيجة. ولكن قد تتظافر عوامل نفسية أو خارجية تؤدي إلى تلك النتائج أو في كثير من الأحيان إلى الإحساس بتلك النتائج.
وعلى هذا يمكن القول إن الكون المتوازن لا بد أن تتأثر جميع ذراته بالذرات الأخرى والتي منها الإنسان والكواكب والنجوم وغيرها. ولكن طبيعة تلك العلاقات بين جميع ذرات الكون أو محصلة تلك العلاقات على البشر هي من التعقيد بحيث لا يحيط بها إلا من يحيط بجميع ذرات الكون ويعلم طبيعة تلك العلاقات منفردة ومجتمعة وأي نقص في ذلك لا يقود إلى علم منطقي حقيقي. أي أن ما ينظر به المنجمون إلى تلك العلاقات هو نظر ضيق وصغير جداً جداً مقارنة مع ما يجهلوه. لذلك فمن غير المنطقي أن تكون النتائج التي يصلون إليها مساوية أو هي بقدر المقدمات الظنية التي استندوا عليها.
ويشير إلى ذلك المعنى قول الإمام جعفر الصادق u : (إنكم تنظرون في شيء كثيره لا يدرك وقليله لا ينتفع به) وقوله (إن أصل الحساب حق ولكن لا يعلم ذلك إلا من علم مواليد الخلق كلهم). ويقول الشهيد محمد صادق الصدر (الثاني) في كتابه التنجيم والسحر: "ولعلنا حين نقول أو نسمع (إن أصل الحساب الحق) وأنه (من علوم الأنبياء) نأمل أن يكون هذا الحساب قد استوعب الترابط الكوني بكل جوانبه، غير أنه ترابط عميق أعلى من الطاقة البشرية والفهم الإنساني وأن (قليله لا ينفع وكثيره لا يدرك)". كما أنه لم يرد في القرآن أو السنة ما يدعو إلى التنبؤ بالمستقبل من خلال الأجرام الفلكية.
بل ورد في كثير منها الدعوة للنظر في التاريخ لاستخلاص العبر والسنن التاريخية التي جعلها الله والتي تسلكها الأفراد والمجتمعات. وهذا موضوع جدير بالاهتمام لأنه يمكن أن يؤلف علماً حقيقيأ قائماً بذاته. كذلك فهو يبعث الثقة والأمل في قلوب المؤمنين بتلك السنن وهو ما يحفظهم ويصون عقولهم عن الاعتماد على أقوال المنجمين أو من يدعي علم الغيب.
ولعل الآية الكريمة التي تقول (وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقاً) تشير إلى هذا المعنى. ويؤكد ذلك ما ورد عن الإمام عليu حين نهاه أحد المنجمين عن المسير في وقت ما فرد عليه بكلام منه (من صدقك بهذا استغنى بقولك عن الاستعانة بالله، وأُحوِجَ إلى الرغبة إليك في دفع المكروه عنه).
مقدمه
النفس البشرية مفطورة على حب لما غاب وخفي عنها
والكثير من يطالع بدون إدراك ما يرد في المجلات والصحف اليومية المختلفة تحت عناوين كثيرة منها
أنت والنجوم
أو حديث النجوم
وما إلى ذلك من تلك الأسماء
إن المطالعة لتلك المقالات الصغيرة المحدودة والتي تفتقر إلى الموضوعية والجدية إنما هي مطالعة عفوية
والهدف منها في المجلات و الصحف المختلفة التسلية اللهم لا أكثر
هل يعد علم التنجيم إدعاء للغيب ؟
كلنا متفقون أن ناصية علم الغيب بيد الله عز وجل وحده
وأن المسير لهذا الكون هو الله تعالى سواء كانت الأقدار أقدار خير أو شر فإنها من الله تعالى
بل إن من شروط الإيمان بالله الإيمان بالقضاء والقدر خيره وشره حلوه ومره
وهذان الأمران لا يختلف عليهما اثنان
ولكن الأقوام السابقون لما رأوا من عجيب التزامن بين الخرائط الفلكية والأحداث على سطح الأرض اعتقدوا أن النجوم هي المسيرة لهذا الكون فعبدوها من دون الله تعالى !!!
حيث كانوا كلما حدث أمر عظيم كقيام دولة أو زوال مملكة أو نجاح ثورة أو اشتعال حرب أو حدوث كوارث طبيعية من زلازل أو براكين أو أعاصير كانوا يعمدون إلى رسم خرائط فلكية وقت وقوع تلك الأحداث وجعلوا يدرسونها ويقارنون فيما بينها فوجدوا روابط فلكية تربط بين الأحداث المتشابهة ومن هنا أمكنهم بعد ذلك توقع الكثير من الحوادث بناءا على تلك الدراسات
وهكذا نرى أن هذا العلم يقوم على دراسات واستنتاجات و استقرآت وليس ضربا من التخمين
حتى إن الشيخ محمد بخيت رحمه الله مفتي الديار المصرية سابقا أصدر كتابا بعنوان " توفيق الرحمن فيما قاله علماء الهيئة وبين ما جاء في الأحاديث الصحيحة وآيات القرآن "
وقد تناول فضيلته الآيات والأحاديث الشريفة والتي يعتقد البعض أن هناك تعارضا بين تفسيراتها وبين علم أحكام النجوم
ومن المؤسف أن المنكرين لهذا العلم يتحججون بقولهم كذب المنجمون ولو صدقوا وبعضهم يكون أكثر تفلسفا فيقول كذب المنجمون ولو صدفوا
المصيبة أنهم ينسبون هذا القول إلى الله تعالى ويعتقدون أنه آية قرآنية أو حديث نبوي شريف
والواقع أن تلك المقولة ما هي بآية قرآنية ولا بحديث نبوي شريف ولكنها شاعت و جرت مجرى المثل أو القول الشائع
و أصل هذه المقولة " كذب المنجمون لو أخطئوا في حساباتهم ولو لم يخطئوا صدقوا "
فحذف ما تحته الخط فغدت على تلك الصورة الشائعة !!!
علم التنجيم يسمى بعلم أحكام النجوم
وهذا يعني إن المنجم عندما يتنبأ فإنه بمنزلة من يصدر حكما والحكم لا بد له من شهود وأدلة ولا يكتفي بشاهد واحد كذلك الأمر في التنجيم فلكي يصدر المنجم حكما أو توقعا فإنه يعتمد على أسس ومبادئ وشواهد وأدلة فلكية
وعلية فعلم التنجيم هو علم له أصوله ومبادئه وقوانينه الخاصة به
إذن المنجم لا يبني تنبوآته وفق هواه كالراصد الجوي الذي يتنبأ بحالة الجو وموعد هطول الأمطار فإنه يتنبأ بناءا على دراسة الخرائط وقياس سرعة الرياح وكل تلك الأمور تقوده في النهاية إلى نتيجة معينة
وعمل المنجم شبيه بهذا وعليه فعلم التنجيم هو في الواقع استقراء و استنتاج للتفاعل الإنساني في الحياة بدلالة مواقع الكواكب واتصالاتها الفلكية
وعليه فالكواكب تعطي دلالة على حدوث حادثة معينة ولكنها ليست هي المدبرة لتلك الحوادث !!
دعائم علم التنجيم
علم التنجيم يقوم على دعامتين أساسيتين
1) مبدأ الأسباب والمسببات
فكل شئ في هذا الكون يسير وفق منظومة معينة ولا مجال للصدفة في الخطة الإلهية لذلك قال الله تعالى {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ }القمر49
إذن لا مجال للصدفة مطلقا
مثلا
• الشبع مقترن بالأكل
• الارتواء مرتبط بالشرب
وهكذا
إن ربط الأسباب بمسبباتها هي إحدى سنن الله تعالى الكونية والقرآن الكريم يدلل على ذلك في أكثر من موضع ولنأخذ بعض الأمثلة :
1. في قصة وضع السيدة مريم للسيد المسيح عليه السلام عندما جاءها المخاض إلى جذع النخلة ناداها جبريل عليه السلام وقال لها( وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً{25}مريم
فبرغم ألم الولادة وهي وحدها وحيدة بلا معين من البشر أمرها أن تهز جذع النخلة وهل امرأة في وضعها وحالتها تستطيع هز جذع النخلة !
وكان بالإمكان أن تأكل من رطب تلك النخلة دون أن تهز الجذع ولكن الله تعالى أراد أن يوجه عنايتنا إلى ضرورة الأخذ بالأسباب
2. كذلك في قصة هجرته صلى الله عليه وسلم لما أحاط المشركون بيته صلى الله عليه وسلم ليضربوه ضربة رجل واحد فيتفرق دمه صلى الله عليه وسلم بين القبائل فعمد إلى حفنة من تراب و أخذ يتلو قوله تعالى (وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدّاً وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ{9} يس
وكان بالإمكان أن يذهب الله تعالى بأبصارهم دون أن يذر صلى الله عليه وسلم التراب في عيونهم ولكن لا بد من الأخذ بالأسباب !!
3- لما أراد الله تعالى أن يغرق قوم نوح عليه السلام أمره تعالى ببناء السفينة حيث قال تعالى (وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ{37}هود
وكان بالإمكان أن ينجى الله تعالى نبيه نوح دون الحاجة إلى صناعة سفينة !!
والأمثلة أكثر من أن تعد أو تحصى
2) مبدأ التزامن والتجربة
ولنوضح مفهوم التزامن
مثلا
• عندما تتجمع السحب يتزامن هطول الأمطار
• عندما تشرق الشمس يتزامن مع النشاط الذي يدب في أجساد الكائنات الحية على اختلاف أنواعها
• عندما يحل الصيف يتزامن ظهور التمر مثلا وهكذا
كذلك أثبتت التجربة
أن الشمس هي منبع الضياء وعندما تشرق الشمس يعم الضياء أرجاء المعمورة المواجهة للشمس
تحدث عمليتي المد والجزر في المياه بسبب جاذبية كلا من القمر والشمس
ومن خلال هذه المبادئ يستطيع المنجم أن يتنبأ بالأحداث
فمثلا :
يستطيع المعلم أن يتنبأ بقدرة تلميذ ما لدية على اجتياز الامتحان أم لا
كذلك يستطيع الطبيب أن يتنبأ بحالة مريضه الصحية بل ويستطيع أن يتنبأ بالأطعمة أو الأشربة التي تسبب المشاكل لذلك المريض عند تناولها
الطبيب يستطيع التنبؤ بميعاد الولادة !
وكل ذلك من خلال مبدأ التجربة
كل هذه التنبوءات لم تأت مصادفة ولم تأتي من فراغ بل من خلال الخبرة والتجربة في الميدان العملي لكلا منهما
• كثيرا ما يردد علماء التاريخ مقولة شهيرة جدا وهي " أن التاريخ يعيد نفسه "
وهذه المقولة لم تأتي من فراغ ولكن التجربة أثبتت أن هناك دورات فلكية تتفق وتتزامن مع الدورات التاريخية
حتى إن الشخصيات الهامة تتكرر في التاريخ
مثال ذلك "
1. مولد نبوخذ نصر يشابة مولد هتلر وكلاهما أهلك عددا كبيرا من اليهود كذلك الحال مع فرعون
2. مولد الفاروق عمر بن الخطاب يشابه مولد الخليفة عمر بن عبدالعزيز
3. مولد أبي العلاء المعري يوافق مولد طه حسين وكلاهما أصيب بالجدري وكلاهما ضرير
4. مولد الشاعرة العربية الخنساء يشابه مولد السيدة عائشة التيمورية و إن كانت الخنساء رثت أخيها فعائشة التيمورية رثت أمها و أبيها و أبنتها
من آثار حركتي الشمس والقمر على الحياة على سطح الأرض
سنتناول هنا بعضا من أثر كلا من الشمس والقمر على الأرض ولنبدأ بأثر الشمس أولا
• أثر الشمس
يتغير شكل القمر من محاق إلى هلال إلي بدر إلى هلال إلي محاق تبعا لازدياد نور القمر أو نقصانه بحسب بعده أو قربه من الشمس
• إن الأمطار التي عليها مدار حياة البشر من زراعة وصناعة تتكون من سحب تكونت بفعل حرارة التبخير الصادرة عن الشمس
• ساهمت الشمس في تقسيم البيئة إلى عدة أنماط وأنماط مختلفة بحسب ميل الشمس فهناك البيئة القطبية وهناك البيئة المدارية وهناك البيئة الاستوائية ولكل بيئة من هذه البيئات خصائصها ومميزاتها التي تمتاز بها عن غيرها سواء في مناخها أو زراعتها أو في طبيعتها لذلك أختلف الناس في عاداتهم و طبائعهم و أخلاقهم وأجسامهم و ألوانهم بحسب درجة بعد الشمس أو قربها وبذلك يمكننا تقسيم السكان إلى ثلاثة أنواع كما يلي :
1. سكان خط الاستواء
وهم أهل السودان وما قارنهم من البلاد فالشمس تمر على رؤسهم في العام مرة أو مرتين لذا تحرقهم الشمس وتسود أبدانهم وشعورهم فحرارة الشمس تؤثر على صبغة الميلانين التي تلعب دورا هاما في لون البشرة
فالزنوج وسكان الحبشة جثثهم غليظة عظيمة فيها ضخامة وأخلاقهم فيها وحشية وتفكيرهم محدود وضعيف لذا نجد أن الاستعمار البريطاني والفرنسي والإيطالي استعمر القارة الإفريقية وغدت تجارة الرقيق تجارة عالمية وقد قدرت أعداد الزنوج الذين تم اختطافهم إلى أمريكا الشمالية والجنوبية بنحو 20 مليون أفريقي
2. سكان مدار السرطان
و هؤلاء لم يبعدوا كثيرا عن الشمس لذا فألوان بشرتهم متوسطة البياض و أجسامهم معتدلة وأخلاقهم حسنة كأهل الشام والأتراك والعراق وإيران والصين
ومن كان من هؤلاء أميل إلى ناحية الجنوب كان أكثر فهما و ذكاءا كاليابانيين والصينيين الذين غزو العالم بمنتجاتهم الصناعية
ومن كان منهم أقرب إلى ناحية الشرق كان أقوى نفسا وأشد عزيمة كالأفغان الذين حاربوا الروس وانتصروا على الشيوعية وهم من الدول النامية
ومن كان منهم أميل إلى ناحية الغرب فهم ألين نفسا وأسهل عريكة وأشد أنسا كأهل مصر والمعروف عنهم أنهم أهل نكته وفكاهة
3. سكان خط عرض 50 شمالا كالروس والبريطانيين
فإنهم يبعدون عن الشمس وحرارتها لذا نجد ألوان بشرتهم بيضاء وشعورهم سبطة شقراء وأبدانهم عظيمة و طبائعهم مائلة للبرودة لذا شاع عن الشعب الإنجليزي بأنه بارد
أدلة تثبت صحة التنجيم
• من ذلك أن المهندس الإلكتروني الأمريكي ( جون نيلسون ) اثبت في عام 1951 وجود صلة ظاهرة بين صعوبة أو سهولة استخدام موجات الراديو القصيرة وبين أوضاع الكواكب المحيطة بالأرض , فقد وجد نيلسون إن العواصف المغناطيسية , التي هي سبب اضطراب الإرسال اللاسلكي – تحدث عندما يقترب من الأرض كوكبان أو اكثر في زوايا قائمة , وبناء على ذلك استطاع نيلسون ان يتنبأ بالاضطرابات المغناطيسية المقبلة بنسبة نجاح بلغت 93% .
• فمثلا قام العالم الطبيعي دكتور رودلف توماشيك الرئيس السابق لمجلس الطبيعة الجغرافية العالمي بدراسة وتحليل 134 زلزالا كبير , ووجد أن أوضاع الكواكب من حيث المكان والزمان لها علاقة بظاهرة الزلازل , إذ غالبا ما يحدث الزلزال عندما تقترب من الأرض ثلاثة كواكب وهم بالتحديد المشتري و اورانوس ونبتون
• وعالم روسي يدعى دكتور بودشيبا يكين اكتشف وجود علاقة قوية بين ظاهرة الكلف الشمسي التي تحدث نتيجة العواصف المغناطيسية على سطح الشمس وبين زيادة حوادث الطرق على الأرض وفسر بودشيبا يكين ذلك بأن الكلف الشمسي ينتج كميات هائلة من الإشعاعات فوق البنفسجية وهذه بدورها تؤثر على الجسم البشري و تجعله اكثر بطئا في الاستجابة للمؤثرات الخارجية مما يتسبب في سوء القيادة واحتمال كثرة الحوادث في الطرق , وتأيدت هذه النظرية أيضا في أبحاث أخرى أجريت في ألمانيا الغربية
• ومن أهم الأبحاث التي أجريت حول تأثير الشمس والقمر في الحياة الأرضية تلك التي قام بها الدكتور فرانك براون أستاذ علم الأحياء ( البيولوجيا ) بجامعة نورث وسترن الأمريكية , إذ أجرى مع فريق مساعديه أبحاثا استغرقت 25 عاما على ما أسموه (( الساعة البيولوجية )) أي الإيقاع الطبيعي المنتظم لكل أنواع الحياة على الأرض , وهذا الإيقاع يبدو في مظاهرة كثيرة مثل نوبات النوم واليقظة , وحركة النبات أثناء الليل , وانفتاح وانغلاق أصداف المحار , وتغير ألوان بعض الحشرات و الأحياء المائية , وتوصل دكتور براون إلى نظرية أدهشت الأوساط العلمية وهي أن كل هذه الظواهر و أمثالها تتبع نمطا من الإيقاع لا ينبع من (( ساعة داخلية )) في الحيوان أو النبات و إنما من تأثيرات كونية وبالذات المتصلة بالشمس والقمر,
• فمثلا الفئران التي تحيا داخل أقفاص مظلمة مددا طويلة وجد أنها تكون اكثر نشاطا عندما يرتفع القمر فوق الأفق منها في غياب القمر , كما لو كانت تعرف بغريزتها متى يرتفع القمر فتنشط تبعا لذلك تماما كما كانت تفعل وهي طليقة , ولكنها الآن لا تراه .
ومثل ذلك أيضا حركة انفتاح انغلاق المحار .. إذ كان المعتقد أن هذه الحركة تحدث تبعا لحالة المد والجزر فعند المد تفتح المحارة كي تتغذى, وفي الجزر تغلق صدفتها كي تحمى نفسها , ولكن دكتور براون اثبت أن هذه الحركة تتعلق بالشمس والقمر مباشرة وليس بظاهرة المد والجزر في حد ذاتها , إذ اخذ دكتور براون محاريات من شاطئ المحيط الهادي ونقلها إلى معمله بالقرب من شاطئ المحيط الأطلسي حيث وضعها في صناديق مظلمة تحوى كمية ثابتة من الماء , وخلال أسبوعين فقدت هذه المحاريات عادتها القديمة في الانفتاح والانغلاق طبق لحركة المد والجزر في المحيط الأطلسي رغم أنها لم تغمر في مياهه
• ولكن ماذا عن الإنسان هل يمكن أن يكون للشمس والقمر والكواكب تأثير عليه كما يدعي المنجمون ؟
دلت
• نشرت عام 1960 قام بها عالم أمريكي يدعى دكتور ليونارد رافيتز من جامعة ديوك على وجود علاقة مباشرة بين سلوك البشر وبين القمر , وتتفق هذه النتيجة مع الاعتقاد القديم في الارتباط بين القمر والجنون .
• وقد دلت الأبحاث العلمية على وجود علاقة وثيقة بين تغير أشكال القمر والكثير من الأمراض العصبية كالتشنج والصرع حتى أن بعض الدول في أوربا تسمى المصحة العقلية بالملجأ القمري
فقد قام دكتور رافيتز خلال مدة طويلة بقياس الشحنات الكهربائية الضعيفة التي يطلقها الجسم البشري بصفته مستمرة فوجد ان هذه الشحنات تتغير باستمرار طبقا لمنازل القمر وتبلغ قمتها عندما يكون القمر بدرا , وفي هذه الحالة تكون اكثر ظهورا لدى المرضى العقليين وغير أسوياء الشخصية منها لدى الأشخاص العاديين , وعادة ما تكثر الجرائم الناتجة عن السلوك السيكوباتي كجرائم الحريق العمد والسرقة وجنون السرعة في الليالي القمرية
• كما اتضح ان القمر قد يكون له تأثير على الولادة اذ قام عالم ياباني في عام 1938 بدراسة 33.000 ثلاثة وثلاثين الف حالة ولادة .فوجد أن معظم الولادات تحدث عندما يكون القمر كاملا واقلها أثناء المحاق
• , ثم أيد عالم أمريكي في الطب النسائي هذه النتيجة في تقرير عام 1967 بعد دراسة شملت حوالي نصف مليون حالة ولادة
• والمعتقد منذ زمن طويل أن الدورة الشهرية لدى النساء والتي يبلغ طولها 28 يوما أي المدة بين اكتمالين للقمر مرتبطة على نحو ما بدورة القمر , وتوجد الآن شواهد علمية تؤيد ذلك , ففي أوائل هذا القرن قام الكيميائي السويسريدكتور سافنت ايرنيبوس بدراسة شملت 11 ألف سيدة فوجد أن ذروة الطمث في معظم هذه الحالات تحدث عند اكتمال القمر الجديد وفي عام 1960 أكد باحثان ألمانيان نفس النتيجة بناء على جداول سجلت ذروة الدورات الشهرية لدى 10 آلاف سيدة قاما بها خلال 14 سنة .
وهناك دليل على وجود ارتباط بين النزيف بوجه عام وبين مراحل القمر
• وقد وجد الجراح الأمريكي دكتور اديسون اندروز بعد فحص 1000 حالة لنزيف غير معتاد عقب عمليات استئصال اللوز أن 82% من هذه الحالات تحدث بين المرحلتين الأولى والثالثة من دورة القمر ,ولذلك كان هذا الطبيب يختار أن يجري عملياته الجراحية في ليالي المحاق .
• وجد بعض العلماء والباحثون مثل جورج جامبو وستشن إن زيادة الكلف الشمسي يتزامن مع الأحداث العالمية الكبرى على سطح الأرض مما جعلهم يعتقدون أن هناك ثمة صلة بين زيادة الكلف الشمسي والثورات العالمية حيث وجدوا تزامنا يدعو للدهشة مع الثورات العالمية لذلك أورد الأستاذ فؤاد صروف في كتابه آفاق العلم قوله " إن ستشن يقول إن البحث في التاريخ الحديث يسفر عن خمسة /ن الأزمات السبعة العظيمة التي أبتلى بها العالم في الخمسين سنة الأخيرة وافقت في تواريخها كثرة الكلف وقلته
فهل الموافقة مجرد اتفاق أو أن في جعبة العلم ما يفسر هذه الظواهر الغريبة )
كذلك جرى ذات مرة حديث بين الصحفية فاطمة أبو زيد المحررة آنذاك بمجلة الإذاعة والتلفزيون وبين العالم المصري العربي الدكتور فاروق الباز
وسألته سؤالا واضحا حيث قالت : إن كثيرا من علماء الفلك يقولون أن النجوم والكواكب تتحكم في مصير الإنسان وصفاته أيضا ؟
فأجاب الدكتور فاروق الباز " أقسم بالله العظيم بأنني أعتقد في هذا الكلام لأن الإنسان يولد في وقت معين و لأننا نعلم أن مدارات الكواكب تؤثر على الأرض كلها فلماذا لا تؤثر في الإنسان وقت مولده الذي تكون فيه الكواكب في وضع معين فلماذا لا تكون هناك علاقة بين الاثنين
قالت الصحفية " هذه شهادة يعتز بها علماء الفلك وتؤدي إلى رواج بضاعتهم فهل أنت مصر على ما تقول ؟
أجابها قائلا : " ولماذا لا تقولين المنجمين أنا أصر على أقوالي في هذا و أؤكد أن العلم ما زال عاجزا عن اكتشاف أشياء كثيرة تدور حولنا
التاريخ يؤكد إصابات المنجمين
• يذكر التاريخ أن المنجمين أخبروا فرعون أنه سيولد غلام من بني إسرائيل سيكون زوال ملك فرعون على يديه لذا أمر فرعون بقتل كل طفل يولد في بنى إسرائيل لذا قال الله تعالى {وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوَءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ }البقرة49
• و عندما ولد رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم قالت منجموا اليهود لقد ظهر الليلة نجم أحمد
• ويذكر لنا الأصمعي أنه دخل على الرشيد يوما مسلما عليه بالخلافة فلما خف الناس قال الرشيد للأصمعي ألا تريد أن ترى ولدي محمد وعبد الله فقال الأصمعي بلى فبعث الرشيد إليهما فلما أقبلا وسلما على الرشيد بالخلافة أومأ إليهما بالجلوس فجلس محمد عن يمينه و جلس عبد الله عن يساره
ثم أمر الرشيد الأصمعي بمطارحتهما الأدب فكان لا يلقي عليما شيئا إلا أجابا فيه و أصابا
فقال الرشيد للأصمعي كيف ترى أدبهما فقال الأصمعي ما رأيت في مثل سنهما ذكاء وجودة الفكر أطال الله بقائهما فضمهما إلى صدره ثم سبقته عبرة فبكي ثم أذن لهما بالقيام فانصرفا ثم قال الرشيد فكيف بهما إذا اشتهر تعاديهما وبدأ تباغضهما و وقع بأسهما بينهما حتى سفك الدماء
وكان المأمون يقول لمن حوله إن والدي الرشيد سمع ما جرى بيني وبين أخي محمد وما يجري لنا من أحداث من موسى بن جعفر
• وفي العصر الحديث في منتصف القرن العشرون ظهر منجم معروف باسم العبقري الفلكي
وكان لهذا الرجل الكثير من النبوءات الصادقة نذكر منها
1. تحدث في عام 1956م عن حرب تقع بين مصر وإسرائيل في اكتو بر تشرين الأول
2. في عام 1958م ذكر أحداثا مثيرة جدا تقع في العراق و أن الملكية ستنقلب إلى جمهورية وتحدث عن مقتل الملك فيصل و نوري السعيد رئيس الوزراء آنذاك
3. في عام 1966 م أرسل خطابا إلى السيد سامي شرف سكرتير الرئيس عبد الناصر آنذاك وحذر من أن اليهود يبتون النية لاحتلال قناة السويس في عام 1967م بل إنه حدد يوم النكسة 5 يونيو 1967م
4. تنبأ بوفاة عبد الناصر بل و حدد يوم وفاته في 28 سبتمبر من عام 1970م
5. كذلك تنبأ بحرب أكتوبر 1973م وانتصار العرب على إسرائيل
وهنا يطرح سؤال نفسه بإلحاح
هل يخطئ المنجم ؟!
ولكي نكون منصفين نقول :
حيث أن المنجم في المقام الأول والآخر ما هو إلا بشر فهو يخطئ ويصيب
وكل البشر يخطئ لذا قال صلى الله عليه وسلم " كل بنى آدم خطاء وخير الخطاءين التوابون "
ولكن الفكرة الأساسية أن نسبة الإصابة أكبر من نسبة الخطأ إذا طبق قوانين التنجيم بشكل صحيح وكما تعلمون فلكل قاعدة شواذ
بعضا من أخفاقات المنجمين
وكما ذكرنا إصابات المنجمين نذكر بعض اخفاقات المنجمين إحقاقا للحق و للأمانة العلمية والتاريخية
ولعل اشهر حادثة الكل يذكرها ويتحجج بها على بطلان التنجيم فتح عمورية أيام الخليفة المعتصم حيث أن المنجمون طلبوا إلى المعتصم تأجيل فتح عمورية لبعد اختفاء المذنب ولكن المعتصم غزا بلاد الروم وفتح عمورية وقال أبو تمام يسخر من المنجمين قصيدته البائية
السيف اصدق أنباء من الكتب في حده الحد بين الجد واللعب
علماء آمنوا بالتنجيم
وقد استمال علم أحكام النجوم عددا من ألمع العقليات في الأجيال المختلفة منهم
أر سطو و دانتي وأفلاطون وميلتون وفيثاغورس و أبوقراط وجون كيبلر وكوبرنيكوس و جاليليو ونيوتن
والدكتور كارل يونج حيث قال ( إن علم أحكام النجوم علم يؤيده علم النفس دون قيود لأن علم أحكام النجوم يمثل كافة المعرفة السيكولوجية لما سبق من العصور )
يقول اينشتاين أحد عباقرة القرن العشرين صاحب نظرية النسبية" التنجيم علم بذاته ملهم تعلمت بفضله الكثير وأنا أدين له بالكثير إن معطيات العلوم الجيوفيزيائية تبرز قدرة النجوم والكواكب السيارة على مصير الأرض والتنجيم بدوره وبمعنى ما يقويها ولهذا السبب فهو نوع من إكسير الحياة للإنسانية "
تعليق