عالمة أمريكية تعيد تفسير التاريخ اليهود خرجوا من مصر بسبب التغيرات المناخية والبراكين
طرحت عالمة أمريكية تفسيرا جديدا لخروج اليهود من مصر في عهد النبي موسي عليه السلام، اثار اهتماما واسعا في اوساط علماء الجيولوجيا والاديان والتاريخ والتوراة علي حد سواء. واعتاد اليهود الترويج الي ان خروجهم من مصر كان مرتبطا بحياة الذل والعبودية التي عاشوها في عهد الفراعنة، ورغبتهم في الخلاص من كل ذلك. إلا ان الباحثة الامريكية ذهبت في تفسيرها، الذي تضمنه كتاب جديد اصدرته جامعة برينستون الامريكية، قبل ايام، الي ان خروج اليهود من مصر، يرتبط اساسا بوقوع تسونامي وبراكين قبل 36 سنة، اثرت بالسلب الي حد كبير في مختلف نواحي الحياة بمصر، من نبات وحيوان ومناخ وانسان وصحة، دفعهم الي المسارعة بالهجرة من مصر هربا من الموت الذي لاحق ملايين المصريين بسبب انتشار الاوبئة والتغيرات المناخية التي حدثت آنذاك. وتقول العالمة الجيولوجية باربرا سيفرتسن، من جامعة شيكاغو، مؤلفة الكتاب، ان خروج اليهود من مصر وقع فعليا مرتين، وليس مرة واحدة، ويفصل بين المرتين هامش زمني مدته عام. وذكرت المؤلفة ان ما دفعها الي البحث في هذه الاشكالية التاريخية عدم وجود اية اشارة في اي من الوثائق ومخطوطات البردي الفرعونية الي أي من الاحداث الدراماتيكية التي ورد ذكرها في التوراة في لحظة خروج اليهود من مصر، والتي تتمثل في انتشار الاوبئة والامراض القاتلة بين المصريين، وغرق الفرعون وجيشه في البحر، وهروب مئات الالاف من العبيد الي خارج حدود مصر. ولهذا السبب يجد العلماء صعوبة في تحديد سياق تاريخي واقعي لقصة خروج اليهود من مصر، وربط ما ورد في التوراة بالاحداث التاريخية المعروفة من مصادر اخري. وتقول باربرا ان الوصف الوارد في التوراة لخروج اليهود من مصر يمزج بين حدثين تم دمجهما في قصة واحدة. وتقول الباحثة ان الاحداث غير الطبيعية التي وقعت في زمن خروج اليهود من مصر، يمكن تفسيرها بموجب ظواهر معروفة تحدث بعد انشقاقات وانفجارات ضخمة جدا. وقالت مؤلفة الكتاب، الذي يحمل عنوان انقسام البحر، لصحيفة هآرتس الاسرائيلية ان الخروج الاول لليهود من مصر حدث في سنة 168 قبل الميلاد. وفي هذا العام وقع انشطار ضخم في جزيرة سانتوريني في اليونان. وكانت له آثار ضخمة من اقوي الآثار في التاريخ، حيث وصلت الي مصر، وأدت الي ظواهر مناخية دراماتيكية. وتقول الانقسام أدي الي ان السماء باتت مشبعة بالمخلفات البركانية. وتسببت كثافة الرماد في حجب الشمس وانتشار الظلام علي المنطقة في عز الظهيرة، بالاضافة الي الرعد والبرق والامطار الحامضية. وتضيف عندما قرأت وصف الاحداث في التوراة ادركت علي الفور انها مرتبطة بانفجارات بركانية. وتقول فهمت بوضوح ان تلك الاحداث هي انفجار براكين، ولكنني لم اجد أي تفسير علمي جاد يقول ذلك. عندئذ قررت الكتابة في هذا الموضوع. واشارت الي ان خبراء واساتذة التوراة حاولوا لأكثر من أربعة عقود، وضع قصة خروج اليهود من مصر في السياق التاريخي، لكن جميع محاولاتهم باءت بالفشل. وتساءلت عما يمكن ان يحول نهر النيل الي نهر من الدم، ويؤدي الي تكدس الارض والسماء بالحشرات وان يحل الظلام في منتصف النهار! وتؤكد باربرا ان خروج اليهود من مصر كان في الحقيقة هجرة جماعية تمت علي مرحلتين بسبب انفجارات بركانية تكررت مرتين ايضا. وبمرور الوقت وحدت التقاليد والقصص الشفوية اليهودية بين الحدثين وجعلت منهما حدثا واحدا كما تظهر في التوراة الان. وتقول المؤلفة ان الهجرة الجماعية الاولي لليهود من مصر تمت في اعقاب اندلاع براكين بحضارة مينون في جزيرة كريت اليونانية بالعصر البرونزي عام 168 قبل الميلاد. وترتب علي هذه البراكين حدوث الآفات التسع الواردة في التوراة، بما تتضمنه. وبعد قرنين من ذلك تقريبا وقعت الهجرة الجماعية الثانية لليهود من مصر بعد اندلاع بركان في بحر ايجه دمر جزيرة يالي، وخلق الافة العاشرة المتمثلة في الطاعون وحلول الظلام وسلسلة من موجات المد التي تعرف بتسونامي تسببت في انقسام البحار، وغرق جيش فرعون الذي كان يطارد اليهود. وتقول الباحثة، التي تتولي رئاسة تحرير مجلة جورنال اوف جيولوجي لأكثر من خمسة وعشرين عاما ان اليهود احتلوا مدينة اريحا في فلسطين التي كانت تعرف آنذاك بارض كنعان قبل نهاية القرن السادس عشر قبل الميلاد.
تعليق