بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
حفريات سلطة الآثار في ميسر
الموقع - لمحة عامة:
تقع القرية على بعد 4 كم شمالي باقة الغربية وعلى بعد ما يقارب 600 م، شمال-غربي كيبوتس "ميتسر", بين المنحدرات الغربية من جبل "منشيه" وبين السهل الداخلي, وبأرتفاع 70 م من على مستوى سطح البحر. أما من حيث المبنى الجيولوجي (طبقات الصخور) فالمنطقه معروفة بكونها قسماً من قعر نابلس ومن ناحية الأنتماء فأنها من فئة صخور جبل المكبر في منطقة القدس.
منطقة ألتقاء جبل "مينشي" والسهل الداخلي معروفة بكثرة آبار الماء, من بينها يجدر الذكر عين أساوير, عين السيار, بدوسة وبورين في منطقة باقة الغربية, عين جت وأبطن. أما في قرية ميسر, فتم العثور على أكثر من 40 بأراً خلال الأستكشافات الأثرية. ذلك بالإضافة إلى الطرق الرئيسية الهامة التي مرت بالقرب من قرية ميسر في العصور القديمة: الطريق المارة من مدينة قيسارية إلى مجدو ومنها شرقا, وطريق البحر المارة من يما الأثرية (المعروفة باسم "ياحم") منها إلى جث, عرونه, مجدو وحتى سوريا.
الحفريات الأثرية:
حفريات واستكشافات أثرية عديدة جرت في قرية ميسر, نذكر منها: في سنوات إل- 1970 تم العثور على مبنى عمومي يعود إلى الفترة الرومانية, من خلال حفريات سلطة ألآثار بإدارة الباحث أفلباوم. نتائج هذه الحفريات لم تنشر حتى اليوم.
بين الأعوام 1980-1985 تم أجراء مسح أثري بيد طاقم البروفسور "آدم زرطال" من جامعة حيفا والذي نشرت نتائجه في كتابه من عام 2000, خلاله تم الإشارة إلى موقع قبر الشيخ ميسر بمركز التل بالقرب من الجامع الحالي. في قمة التلة عثر على بقايا جدران, محاجر قديمة, آبار ماء ومغاور استعملت للقبور.
العديد من المكتشفات الأثرية والتي تعود للفترة الرومانية, تم الكشف عنها خلال التنقيبات الأثرية التي أجرتها سلطة الآثار خلال فترات عديدة منها: عام 1994 عثر على "طواقي حمام" (كولومبارية) خلال التنقيبات التي أجرتها الباحثة "عيريت أوربين". خلال العام 1999 تم الكشف عن سلسلة مدرجات زراعية ومبان سكنية تعود للفترة الرومانية من خلال الحفريات التي أجراها الباحث أياد عواودة. كذلك في عام 2002 تم الكشف عن آثار قسم من القرية التي يعود تاريخها للحقبات الرومانية والبيزنطية, من خلال الحفريات التي أجراها الباحث كارم سعيد. عام 2003 أجريت تنقيبات بالقسم الشرقي من القرية خلالها تم العثور على بقايا منازل سكنية وحمام عمومي من الفترة الرومانية.
الحمام العمومي:
عام 2003 أجرت سلطة ألآثار حفريات أثرية في القسم الشرقي من القرية أثر بدأ أعمال بناء بالموقع. خلال الحفريات تم الكشف عن آثار عديدة من بينها جدران مبان سكنية, أرضيات وغيرها. إلا أن المكتشف الأكثر أهمية من بينها كان الحمام العمومي. تاريخ المكتشفات يعود إلى عدة حقبات زمنية ابتدأ من الفترة الرومانية وحتى الفترات ألإسلامية.
من الفترة الرومانية تم الكشف عن قسم من حمام عمومي. ولم يكن بالإمكان التنقيب عن جميع أجزائه لكونه يقع بين منزلين, لذلك لم تتسنى الفرصة للكشف عن كافة أجزائه. أما الأقسام التابعة للحمام العمومي والتي كان بالإمكان الكشف عنها فقد جزأً صغيراً من غرفة البخار الساخنة (Caldarium) وفيها مشكاة صغيرة بالإضافة إلى قسم من الجدران بالقسم الشمالي من الغرفة الساخنة. من الجهة الجنوبية فقد حد الغرفة الساخنة جدار طويل جدا (أكثر من 9 أمتار وعرضه ما يقارب 1 م) محوره اتجاه شرق – غرب. بسبب قلة المكتشفات مثل أدوات الفخار فكان من الصعب تحديد السنوات التي تم فيها بناء الحمام, سوى أنه من الفترة الرومانية ما بين القرن الأول قبل الميلاد وحتى القرن الثاني ميلادية.
اما المشكاة في طرف الغرفة الساخنة, فمن المحتمل أنها كانت حوض للمياه وذلك, استنادا إلى قطع الطين التي كانت تغطي حائط المشكاة. إلى الجنوب من المشكاة عثر على أعمدة من الطين (لا زالت بمكانها على ارتفاع 1.2 م) والتي كانت تحمل أرضية الطابق الثاني والذي فيه كانت غرفة البخار.
أما المكتشفات والتي يعود تاريخها إلى نهاية الفترة الرومانية وبداية الفترة البيزنطية, فقد شملت قسم من الجدران والأرضيات والتي كانت كما يبدو تابعة لغرفتان ليس بعيدا من الحمام العمومي إلى الجنوب الشرقي منه. من الواضح أن الحمام العمومي لا يزال في الاستعمال خلال الفترة البيزنطية.
في القرن السابع ميلادي أي في بداية الفترة الإسلامية, تم تفكيك الحمام العمومي بشكل نهائي وبطل استعماله. هذا ما نستدله من أكوام التراب التي غطت الحمام بعد خرابه وقد شملت أدوات فخار يعود تاريخها إلى الفترة الأموية.
يمكننا أجمال القول بأن الحمام العمومي من الفترة الرومانية يشابه الحمامات المعروفة لنا من بيسان, الحمة, قيسارية وغيرها. الحمام العمومي كان جزأً من تراث الحياة اليومية في الفترة الرومانية. أضف إلى ذلك اكتشاف الكتابة المخصصة إلى الآلهة "زفس" يمكننا القول بأنه في الفترة الرومانية سكن الموقع كتيبة من الجنود والذين كانت مهمتهم الرئيسية الحفاظ على أمن الطريق المارة إلى مجدو. كذلك من المحتمل أن سكان الموقع كنوا من الجنود الرومان الذين استقالوا من الخدمة العسكرية والذين تلقوا الأراضي عند اعتزالهم الخدمة العسكرية.
الحفريات من عام 2005:
خلال الأشهر حزيران وتموز من عام 2005 أجرت سلطة الآثار حفريات أثرية في قرية ميسر بالشارع الرئيسي وذلك بأعقاب أعمال أمداد خطوط للمجاري بالقرية بيد المجلس الإقليمي "مينشي" والذي مول أيضا تكاليف الحفريات الأثرية.
لكون الحفريات في الشارع الرئيسي من القرية فقد أجريت على مساحه صغيرة جدا إلا أنها دلت على نتائج هامة, حيث عثر من خلالها على طبقتان رئيسيتان: الأولى تعود إلى الفترة البيزنطية وتشمل بمركزها آثار بئر ماء حفر بالطبقة الصخرية.
أما الطبقة الثانية من المكتشفات فيعود تاريخها إلى الفترة العباسية (القرون التاسع والعاشر ميلادية). من هذه الحقبة التاريخية تم الكشف عن آثار مبنى مكون من أربع غرف, منها حفظت بعض الجدران والأرضيات المرصوفة بالحجارة والطين.
هذه المكتشفات تتلاءم مع الاستيطان بالموقع الذي تم بالقرن التاسع ميلادي حول قبر الشيخ ميسر الموجود اليوم بمركز التل.
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
حفريات سلطة الآثار في ميسر
الموقع - لمحة عامة:
تقع القرية على بعد 4 كم شمالي باقة الغربية وعلى بعد ما يقارب 600 م، شمال-غربي كيبوتس "ميتسر", بين المنحدرات الغربية من جبل "منشيه" وبين السهل الداخلي, وبأرتفاع 70 م من على مستوى سطح البحر. أما من حيث المبنى الجيولوجي (طبقات الصخور) فالمنطقه معروفة بكونها قسماً من قعر نابلس ومن ناحية الأنتماء فأنها من فئة صخور جبل المكبر في منطقة القدس.
منطقة ألتقاء جبل "مينشي" والسهل الداخلي معروفة بكثرة آبار الماء, من بينها يجدر الذكر عين أساوير, عين السيار, بدوسة وبورين في منطقة باقة الغربية, عين جت وأبطن. أما في قرية ميسر, فتم العثور على أكثر من 40 بأراً خلال الأستكشافات الأثرية. ذلك بالإضافة إلى الطرق الرئيسية الهامة التي مرت بالقرب من قرية ميسر في العصور القديمة: الطريق المارة من مدينة قيسارية إلى مجدو ومنها شرقا, وطريق البحر المارة من يما الأثرية (المعروفة باسم "ياحم") منها إلى جث, عرونه, مجدو وحتى سوريا.
الحفريات الأثرية:
حفريات واستكشافات أثرية عديدة جرت في قرية ميسر, نذكر منها: في سنوات إل- 1970 تم العثور على مبنى عمومي يعود إلى الفترة الرومانية, من خلال حفريات سلطة ألآثار بإدارة الباحث أفلباوم. نتائج هذه الحفريات لم تنشر حتى اليوم.
بين الأعوام 1980-1985 تم أجراء مسح أثري بيد طاقم البروفسور "آدم زرطال" من جامعة حيفا والذي نشرت نتائجه في كتابه من عام 2000, خلاله تم الإشارة إلى موقع قبر الشيخ ميسر بمركز التل بالقرب من الجامع الحالي. في قمة التلة عثر على بقايا جدران, محاجر قديمة, آبار ماء ومغاور استعملت للقبور.
العديد من المكتشفات الأثرية والتي تعود للفترة الرومانية, تم الكشف عنها خلال التنقيبات الأثرية التي أجرتها سلطة الآثار خلال فترات عديدة منها: عام 1994 عثر على "طواقي حمام" (كولومبارية) خلال التنقيبات التي أجرتها الباحثة "عيريت أوربين". خلال العام 1999 تم الكشف عن سلسلة مدرجات زراعية ومبان سكنية تعود للفترة الرومانية من خلال الحفريات التي أجراها الباحث أياد عواودة. كذلك في عام 2002 تم الكشف عن آثار قسم من القرية التي يعود تاريخها للحقبات الرومانية والبيزنطية, من خلال الحفريات التي أجراها الباحث كارم سعيد. عام 2003 أجريت تنقيبات بالقسم الشرقي من القرية خلالها تم العثور على بقايا منازل سكنية وحمام عمومي من الفترة الرومانية.
الحمام العمومي:
عام 2003 أجرت سلطة ألآثار حفريات أثرية في القسم الشرقي من القرية أثر بدأ أعمال بناء بالموقع. خلال الحفريات تم الكشف عن آثار عديدة من بينها جدران مبان سكنية, أرضيات وغيرها. إلا أن المكتشف الأكثر أهمية من بينها كان الحمام العمومي. تاريخ المكتشفات يعود إلى عدة حقبات زمنية ابتدأ من الفترة الرومانية وحتى الفترات ألإسلامية.
من الفترة الرومانية تم الكشف عن قسم من حمام عمومي. ولم يكن بالإمكان التنقيب عن جميع أجزائه لكونه يقع بين منزلين, لذلك لم تتسنى الفرصة للكشف عن كافة أجزائه. أما الأقسام التابعة للحمام العمومي والتي كان بالإمكان الكشف عنها فقد جزأً صغيراً من غرفة البخار الساخنة (Caldarium) وفيها مشكاة صغيرة بالإضافة إلى قسم من الجدران بالقسم الشمالي من الغرفة الساخنة. من الجهة الجنوبية فقد حد الغرفة الساخنة جدار طويل جدا (أكثر من 9 أمتار وعرضه ما يقارب 1 م) محوره اتجاه شرق – غرب. بسبب قلة المكتشفات مثل أدوات الفخار فكان من الصعب تحديد السنوات التي تم فيها بناء الحمام, سوى أنه من الفترة الرومانية ما بين القرن الأول قبل الميلاد وحتى القرن الثاني ميلادية.
اما المشكاة في طرف الغرفة الساخنة, فمن المحتمل أنها كانت حوض للمياه وذلك, استنادا إلى قطع الطين التي كانت تغطي حائط المشكاة. إلى الجنوب من المشكاة عثر على أعمدة من الطين (لا زالت بمكانها على ارتفاع 1.2 م) والتي كانت تحمل أرضية الطابق الثاني والذي فيه كانت غرفة البخار.
أما المكتشفات والتي يعود تاريخها إلى نهاية الفترة الرومانية وبداية الفترة البيزنطية, فقد شملت قسم من الجدران والأرضيات والتي كانت كما يبدو تابعة لغرفتان ليس بعيدا من الحمام العمومي إلى الجنوب الشرقي منه. من الواضح أن الحمام العمومي لا يزال في الاستعمال خلال الفترة البيزنطية.
في القرن السابع ميلادي أي في بداية الفترة الإسلامية, تم تفكيك الحمام العمومي بشكل نهائي وبطل استعماله. هذا ما نستدله من أكوام التراب التي غطت الحمام بعد خرابه وقد شملت أدوات فخار يعود تاريخها إلى الفترة الأموية.
يمكننا أجمال القول بأن الحمام العمومي من الفترة الرومانية يشابه الحمامات المعروفة لنا من بيسان, الحمة, قيسارية وغيرها. الحمام العمومي كان جزأً من تراث الحياة اليومية في الفترة الرومانية. أضف إلى ذلك اكتشاف الكتابة المخصصة إلى الآلهة "زفس" يمكننا القول بأنه في الفترة الرومانية سكن الموقع كتيبة من الجنود والذين كانت مهمتهم الرئيسية الحفاظ على أمن الطريق المارة إلى مجدو. كذلك من المحتمل أن سكان الموقع كنوا من الجنود الرومان الذين استقالوا من الخدمة العسكرية والذين تلقوا الأراضي عند اعتزالهم الخدمة العسكرية.
الحفريات من عام 2005:
خلال الأشهر حزيران وتموز من عام 2005 أجرت سلطة الآثار حفريات أثرية في قرية ميسر بالشارع الرئيسي وذلك بأعقاب أعمال أمداد خطوط للمجاري بالقرية بيد المجلس الإقليمي "مينشي" والذي مول أيضا تكاليف الحفريات الأثرية.
لكون الحفريات في الشارع الرئيسي من القرية فقد أجريت على مساحه صغيرة جدا إلا أنها دلت على نتائج هامة, حيث عثر من خلالها على طبقتان رئيسيتان: الأولى تعود إلى الفترة البيزنطية وتشمل بمركزها آثار بئر ماء حفر بالطبقة الصخرية.
أما الطبقة الثانية من المكتشفات فيعود تاريخها إلى الفترة العباسية (القرون التاسع والعاشر ميلادية). من هذه الحقبة التاريخية تم الكشف عن آثار مبنى مكون من أربع غرف, منها حفظت بعض الجدران والأرضيات المرصوفة بالحجارة والطين.
هذه المكتشفات تتلاءم مع الاستيطان بالموقع الذي تم بالقرن التاسع ميلادي حول قبر الشيخ ميسر الموجود اليوم بمركز التل.
تعليق