إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

بر الوالدين في منظور الشريعة الإسلامية

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بر الوالدين في منظور الشريعة الإسلامية

    تعتبر عاطفة الأمومة والأبوة من أقوى العواطف وأشدها تأثيرا لأنها تضم بين حناياها الوليد في مراحل نموه فيشعر بالدفء والحب والرحمة والشفقة، حتى يشب ويترعرع، وتستمر هذه العاطفة حتى يصبح الوليد يافعا فرجلا فشيخا. والبر منه ما هو متعلق بالآباء والأمهات، ومنه ما هو متعلق بالأبناء، وسنتناول في هذا العدد مسألة بر الوالدين، من خلال طرح الحكم الشرعي، الذي بينته الهيئة الشرعية مشكورة مأجورة.

    السؤال:
    ما حكم بر الوالدين في الشريعة الإسلامية، وحكم من يعقهما؟

    جواب الهيئة الشرعية:
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
    بر الوالدين لغة: الصدق في المحبة وهو خلاف العقوق.
    بر الوالدين اصطلاحا: الإحسان إلى الوالدين، والتعطف عليهما، والرفق بهما، والرعاية لحقوقهما، وعدم الإساءة إليهما، وإكرام صديقهما من بعدهما.

    كيفية البر

    أن تبذل لهما ما ملكت، وان تطيعهما فيما أمراك به، إلا أن يكون في معصية، وان تطعمهما الطعام، وأن تكسوهما، وان تخدمهما إذا احتاجا إلى كل ذلك، وأن تجيب دعوتهما وتمتثل لأمرهما ما لم يكن في معصية، والتكلم معهما باللين، وان لا تدعوهما باسمهما وأن تمشي خلفهما وأن تدعو لهما بالمغفرة.

    صور بر الوالدين

    إن الله تعالى جعل بر الوالدين مقرونا بعبادته وتوحيده، لقوله تعالى: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً) وكذلك فإن الله تعالى قرن شكرهما بشكره (أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ) وإن بر الوالدين أفضل الأعمال بعد الصلاة، أن لا يتعرض لسبهما ولا شتمهما، ويكون البر بالموافقة على أغراضهما ويكون العقوق في مخالفة أغراض الوالدين الجائزة لهما، ويجعل بعض الفقهاء بر الوالد مساوياً لبر الوالدة وبعضهم يرجح بر الأم، كما يجب بر الوالدين الكافرين إذا كان لهما عهد وفي حدود طاعة الله، ومن البر أن لا يجاهد جهاد الكفاية إلا بإذنهما أما عندما يكون الجهاد فرض عين فلا إذن، وان يصل أهل ود الوالدين وهذا تمام البر والصلة، والمراعاة الزائدة لهما في حالة الكبر والضعف ولذلك خصها الله بالذكر (إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا).
    فضلاً إلى ذلك كله، أن لا تقول لهما ما فيه أدنى تبرم لان في ذلك كفرا للنعمة وجحدا للتربية ورد الوصية الإلهية: (فلا تقل لهما أف)، وأن يجعل نفسه مع والديه في خير ذلة في أقواله وسكناته ونظره، ولا يحد إليهما بصره وان يتلطف معهما بقول لين لطيف كريم، والترحم عليهما والدعاء لهما وان يرحمهما كما رحماه، ويرفق بهما كما رفقا به، ويتذكر أنهما ربياه صغيرا، وآثراه على أنفسهما فسهرا ونام وجاعا وشبع وتعريا وكسي، ومهما فعل الابن من اجل والديه، يكون لهما فضل التقدم بالمعروف.

    الآيات الواردة في بر الوالدين

    قوله تعالى(وإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً)، وقوله تعالى(وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً)، و (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً).
    وقوله تعالى: )وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ * وإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ).
    وقوله تعالى: (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْراً)، وقوله عز وجل: (وَبَرّاً بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُن جَبَّاراً عَصِيّاً)، وقوله سبحانه وتعالى: (وَبَرّاً بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً).

    الأحاديث الواردة في بر الوالدين

    عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم أي العمل أحب إلى الله عز وجل؟ قال: الصلاة على وقتها، قلت: ثم أي؟ قال: بر الوالدين، قلت: ثم أي؟ قال الجهاد في سبيل الله.
    وعن معاوية رضي الله عنه، قال: قلت يا رسول الله، من أبر؟ قال: أمك، قلت: ثم من؟ قال: أمك، قلت: ثم من؟ قال: أمك، قلت: ثم من؟ قال: أبوك، ثم الأقربين فالأقربين.
    عن انس رضي الله عنه قال: أتى رجل رسول الله عليه الصلاة والسلام، فقال: إني اشتهي الجهاد فلا اقدر عليه، قال: هل بقي من والديك احد؟ قال: أمي، قال: قابل الله في برها فإذا فعلت ذلك، فأنت حاج ومعتمر ومجاهد، فإذا رضيت عنك فاتق وبرها.
    عن عمر بن الخطاب قال: سمعت رسول الله، يقول: (إن خير التابعين رجل يقال له اويس وله والدة وكان به بياض فمروه فليستغفر لكم).
    عن عائشة رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله ودخلت الجنة، فسمعت فيها قراءة، فقلت من هذا؟ قالوا حارثة بن النعمان، كذلك البر كذلك البر وكان ابر الناس بأمه.
    عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام، بروا آباءكم، تبركم أبناؤكم، وعفوا تعف نساؤكم.
    عن توبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله لا يزيد في العمر إلا البر، ولا يرد القضاء إلا الدعاء، وان الرجل ليعدم الرزق بخطيئة يعملها.
    عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله (لا يجزي ولد والدا إلا أن يجده مملوكا فيشتريه فيعتقه).
    عن سهل بن معاذ رضي الله عنه إن رسول الله، قال: من بر والديه طوبى له زاد الله في عمره.

    أهم حقوق الوالدين

    1- الإحسان وهو أعلى درجات العمل الصالح لأنه يعني أداء الواجب مع مراقبة الله تعالى فيه، ويكون بالإنفاق عليهما إن كانا محتاجين، ورفع مستواهما إن كانت حالة الوالدين دون حالة الولد في المعيشة، مثلما فعل يوسف عليه السلام مع والديه، بعد أن آتاه الله الملك، إذ جاء بهما من البدو ورفعهما إلى العرش، قال تعالى: (وبالوالدين إحسانا).
    2- الكلمة الطيبة وحسن المعاملة وخاصة في حالة الضعف لأنها تبعث على الثقة وتشيع في النفس روح البهجة، فالكلمة الطيبة تبلغ في النفس شأنا عظيما، قال تعالى: (إما يبلغن عندك الكبر احدهما، أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما).
    3- التواضع ولين الجانب: فلا يجوز التهاون بحق الوالدين أو الترفع عليهما مهما علت مكانة وجاهة الولد؛ يجب أن يتواضع لوالديه ويلين لهما جانبه (واخفض لهما جناح الذل من الرحمة).
    4- الدعاء لهما: الدعاء له اثر عظيم في الدنيا والآخرة، وهو من حسن الدعاء وعظيم البر، ولا يقتصر على الحياة، بل يمتد إلى ما بعد الممات، فإذا مات ابن ادم انقطع عمله إلا من ثلاث، ومنها ولد صالح يدعو له، قال تعالى (وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا).
    5- الوفاء، وصلة أهل ودهما: فقد سأل رجل من بني سلمة، فقال يا رسول الله هل بقي من بر أبوي شيء ابرهما به بعد موتهما؟ قال نعم الصلاة عليهما، والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما بعد موتهما، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما وإكرام صديقهما، وأيضاً قوله صلى الله عليه وسلم: (وإن أبر البر، أن يصل الرجل أهل ود أبيه).

    فوائد بر الوالدين

    أنه طريق الوصول إلى الجنة، والزيادة في العمر، والبركة في المال والنسل، وهو من أسباب سعادة المرء في الدارين، وحسن الخاتمة، ونيل محبة الله ومحبة الناس، ورفع الذكر في الآخرة وحسن السيرة، ويفرج الكرب، ومن حفظ ود أبيه لا يطفئ الله نوره، وببر الوالدين تطمئن النفس ويهدأ القلب وتستقر الأسرة.

    http://www.ghoraba.net/upp/00/7_1249870506.jpg

  • #2
    بر الوالدين نِعمة من الله - عز وجل - يمن بها على من يشاء من عباده هناك أمور تعين الإنسان على بر والديه، إذا أخذ بها، وسعى إليها
    ومما يدل على عظم حق الوالدين، وسعة رحمة رب العالمين - أن كان بر الوالدين لا ينقطع حتى بعد الممات

    بر الوالدين أقرته الفطر السوية، واتفقت عليه الشرائع السماوية، وهو خلق الأنبياء، ودأب الصالحين
    كما أنه دليل على صدق الإيمان، وكرم النفس، وحسن الوفاء

    لله يجزاك الخير اخي السبع على الموضوع

    اللهم ارزقنا بر الوالدين يا كريم

    لك فائق احترامي وتقديري


    تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

    قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
    "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
    وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

    تعليق


    • #3
      جزاكم الله خير



      تعليق

      يعمل...
      X