بسم الله الرحمن الرحيم
تقع قرية شاش حمدان على بعد حوالي 4 كم من سد تشرين، وعلى بعد 2 كم من جبل خالدi على الضفة الغربية لنهر الفرات . وقد ذكر عبد القادر الريحاوي قرية شاش حمدان والمدفن في مسح عام 1963 م تحت رقم 25 كـ «موقع لمدينة قديمة على ضفة الفرات وغير مهدد بفيضان النهر».
وفي عام 1995 زار المنطقة فان لون أثناء قيامه بمسح في منطقة الطبقة، وذكر قرية شاش حمدان وذكر أيضا وجود مدافن أرضية محفورة ضمن الصخر على ضفة الفرات وداخلها قبور حجرية معقودة (arcosolia)، وتحدث عن وجود مدفن مميز جدرانه الأربعة مزينة بمنحوتات إنسانية وحيوانية فريدة، وأنه مهدد بغمر مياه الفرات.
وفي عام 1996 م وأثناء أعمال البعثة الاسترالية في موقع جبل خالد زارت البعثة المدفن المذكور وتنبهوا لأهميته حيث شكلوا فريقاً لتنقيبه وتوثيقه ودراسته.
تاريخ المدفن وأهميته:
أًُرخ المدفن من قبل البعثة الأسترالية في العصر الروماني ( نهاية القرن الأول وبداية القرن الثاني الميلادي) معتمدين بذلك على مقارنة المنحوتات وتقنية نحتها مع منحوتات تدمر، والحضر، وكذلك دورا اروبوس إضافة إلى اللقى التي عثر عليها داخل المدفن كالأواني الفخارية، والزجاجية...الخ، وغير ذلك من اللقى الجنائزية التي كانت تقدم للمتوفين.
تأتي أهمية المدفن بغناه بالمنحوتات وتنوع مواضيعها، وكذلك العثور على بقايا من الألواح الجصية وأجزاء لوحة فسيفسائية كانت تغطي أرضية المدفن ، وهي مخربة لم يبق منها إلا بعض الأجزاء البسيطة. عموماً فإن وجود هذه العناصر توحي بأهمية هذا المدفن والمكانة التي كان يتمتع بها كمركز لإتمام الطقوس والشعائر الجنائزية قبل دفن المتوفين، كما أنه يمدنا بمعلومات هامة عن عادات السكان وطقوسهم في المنطقة. من جهة أخرى تأتي أهمية المدفن باعتباره المثال الوحيد الذي عثر عليه حتى الوقت الحاضر في المنطقة، مع وجود استثناءات بسيطة لا ترقى إلى مستواه.
وصف المدفن:
يقع المدفن على الضفة الغربية للفرات محفوراً ضمن جرف صخري، اتجاهه شرق- غرب، وحالياً يمكن الوصول إليه من خلال قارب حيث أن مياه الفرات غمرت المنطقة بجواره، إضافة إلى وجود العديد من المدافن الأخرى على الجرف الصخري المذكور موزعة على طول ضفة الفرات في المنطقة المذكورة. إلا أن هذا المدفن يتمتع بأهمية خاصة فهو ليس مدفناً بالمعنى الحقيقي وإنما عبارة عن قاعة لممارسة الشعائر والطقوس الجنائزية التي يبدو أنها كانت مرتبطة بالمنطقة، وهذا ما نستدل عليه من موقع المدفن وطراز بنائه ومحتوياته من المنحوتات التي تشغل كامل جدران المدفن.
مدخل المدفن:
وهو مخرب، يتجه نحو الشرق ويطل حالياً على مياه الفرات بعد أن ارتفع منسوبها . وفيما يبدو كان هناك درج لا تزال بعض بقاياه ظاهرة تنحدر أسفل مياه الفرات، ويبلغ عرض واجهة المدخل حوالي 15 م وفي منتصفها مدخل يبلغ عرضه حالياً 2 م نلج منه إلى داخل المدفن من خلال ثلاث درجات بعرض 2 م وتنخفض الدرجات حوالي 3 م عن مستوى المدخل لنصل إلى الحجرة المركزية التي تأخذ شكل مستطيل تقريباً .
الحجرة المركزية:
تأخذ شكل مستطيل أبعاده 11.23 × 11.80 م، ويبدو أن سقفها كان محمولاً على أعمدة لا تزال قواعدها في المكان وهي من الطراز الكورنثي وقواعدها مستطيلة الشكل أربعة من كل جانب، وفي المنتصف يوجد مذبح مواجه للمدخل وفي صدر الجدار المواجه للمدخل يوجد قبر حجري معقود كبير، كما يوجد اثنان آخران في الجدار الشرقي أحدهما على يمين المدخل والآخر في الجهة اليسرى. كما يلاحظ وجود مجرى صغير محفور ضمن الأرضية يبدأ بجانب المذبح ويتجه نحو المعزبة المتوضعة في الجهة اليسرى من المدخل، والذي يطل بدوره على مجرى الفرات، وأعتقد أن الغاية من هذا المجرى كانت تصريف دم الذبائح والقرابين التي كانت تنحر أثناء ممارسة الطقوس والشعائر الجنائزية.
المنحوتات:
كما ذكرنا أعلاه تأتي أهمية المدفن من غناه بالمنحوتات الممثلة على جدرانه الداخلية، والتي تحمل رموزاً لها معنى طقسي وديني، والموجودة على جدار المدخل في الجهة اليمنى، كذلك الجهة اليسرى من المدخل، إلا أنه من الصعب تمييز الشخصيات الممثلة، أما المنحوتات الأكثر أهمية فتحتل الجدار الشمالي والجنوبي.
- الجدار يمين المدخل:
نلاحظ وجود حقلين من المنحوتات : في الحقل الأول من الأسفل نجد تمثيلاً لأربعة أشخاص (ذكور) فُصل بينهم بعمود من الطراز الكورنثي، يرتدون لباساً موحداً مؤلفاً من عباءة (العباءة الإغريقية المعروفة بالخيتون) تلتف حول الكتف الأيسر وتنسدل باتجاه القدمين، بينما الكتف الأيمن عار، وجوههم غير واضحة، ويبدو أنهم يحملون بأيديهم قرابين، ونلاحظ أن النحات قد قصد توجيه الجسد نحو المدخل (ربما كانت الغاية التعبير عن الاستقبال) على عكس المنحوتات الممثلة فوق الجدار الشمالي والجنوبي التي سنأتي على ذكرها لاحقاً. أما في الحقل الثاني فنجد تمثيلاً لأربعة أشخاص أيضاً، لكن الشخص الرابع الذي يتوضع تمثيله بالقرب من المدخل مخرب بالكامل، ومعالمهم جميعاً مشوهة أيضاً بحيث لا نستطيع تمييزهم (ذكور أ إناث)، لكن يبدو أنهم مشابهون للحقل الأول .
تقع قرية شاش حمدان على بعد حوالي 4 كم من سد تشرين، وعلى بعد 2 كم من جبل خالدi على الضفة الغربية لنهر الفرات . وقد ذكر عبد القادر الريحاوي قرية شاش حمدان والمدفن في مسح عام 1963 م تحت رقم 25 كـ «موقع لمدينة قديمة على ضفة الفرات وغير مهدد بفيضان النهر».
وفي عام 1995 زار المنطقة فان لون أثناء قيامه بمسح في منطقة الطبقة، وذكر قرية شاش حمدان وذكر أيضا وجود مدافن أرضية محفورة ضمن الصخر على ضفة الفرات وداخلها قبور حجرية معقودة (arcosolia)، وتحدث عن وجود مدفن مميز جدرانه الأربعة مزينة بمنحوتات إنسانية وحيوانية فريدة، وأنه مهدد بغمر مياه الفرات.
وفي عام 1996 م وأثناء أعمال البعثة الاسترالية في موقع جبل خالد زارت البعثة المدفن المذكور وتنبهوا لأهميته حيث شكلوا فريقاً لتنقيبه وتوثيقه ودراسته.
تاريخ المدفن وأهميته:
أًُرخ المدفن من قبل البعثة الأسترالية في العصر الروماني ( نهاية القرن الأول وبداية القرن الثاني الميلادي) معتمدين بذلك على مقارنة المنحوتات وتقنية نحتها مع منحوتات تدمر، والحضر، وكذلك دورا اروبوس إضافة إلى اللقى التي عثر عليها داخل المدفن كالأواني الفخارية، والزجاجية...الخ، وغير ذلك من اللقى الجنائزية التي كانت تقدم للمتوفين.
تأتي أهمية المدفن بغناه بالمنحوتات وتنوع مواضيعها، وكذلك العثور على بقايا من الألواح الجصية وأجزاء لوحة فسيفسائية كانت تغطي أرضية المدفن ، وهي مخربة لم يبق منها إلا بعض الأجزاء البسيطة. عموماً فإن وجود هذه العناصر توحي بأهمية هذا المدفن والمكانة التي كان يتمتع بها كمركز لإتمام الطقوس والشعائر الجنائزية قبل دفن المتوفين، كما أنه يمدنا بمعلومات هامة عن عادات السكان وطقوسهم في المنطقة. من جهة أخرى تأتي أهمية المدفن باعتباره المثال الوحيد الذي عثر عليه حتى الوقت الحاضر في المنطقة، مع وجود استثناءات بسيطة لا ترقى إلى مستواه.
وصف المدفن:
يقع المدفن على الضفة الغربية للفرات محفوراً ضمن جرف صخري، اتجاهه شرق- غرب، وحالياً يمكن الوصول إليه من خلال قارب حيث أن مياه الفرات غمرت المنطقة بجواره، إضافة إلى وجود العديد من المدافن الأخرى على الجرف الصخري المذكور موزعة على طول ضفة الفرات في المنطقة المذكورة. إلا أن هذا المدفن يتمتع بأهمية خاصة فهو ليس مدفناً بالمعنى الحقيقي وإنما عبارة عن قاعة لممارسة الشعائر والطقوس الجنائزية التي يبدو أنها كانت مرتبطة بالمنطقة، وهذا ما نستدل عليه من موقع المدفن وطراز بنائه ومحتوياته من المنحوتات التي تشغل كامل جدران المدفن.
مدخل المدفن:
وهو مخرب، يتجه نحو الشرق ويطل حالياً على مياه الفرات بعد أن ارتفع منسوبها . وفيما يبدو كان هناك درج لا تزال بعض بقاياه ظاهرة تنحدر أسفل مياه الفرات، ويبلغ عرض واجهة المدخل حوالي 15 م وفي منتصفها مدخل يبلغ عرضه حالياً 2 م نلج منه إلى داخل المدفن من خلال ثلاث درجات بعرض 2 م وتنخفض الدرجات حوالي 3 م عن مستوى المدخل لنصل إلى الحجرة المركزية التي تأخذ شكل مستطيل تقريباً .
الحجرة المركزية:
تأخذ شكل مستطيل أبعاده 11.23 × 11.80 م، ويبدو أن سقفها كان محمولاً على أعمدة لا تزال قواعدها في المكان وهي من الطراز الكورنثي وقواعدها مستطيلة الشكل أربعة من كل جانب، وفي المنتصف يوجد مذبح مواجه للمدخل وفي صدر الجدار المواجه للمدخل يوجد قبر حجري معقود كبير، كما يوجد اثنان آخران في الجدار الشرقي أحدهما على يمين المدخل والآخر في الجهة اليسرى. كما يلاحظ وجود مجرى صغير محفور ضمن الأرضية يبدأ بجانب المذبح ويتجه نحو المعزبة المتوضعة في الجهة اليسرى من المدخل، والذي يطل بدوره على مجرى الفرات، وأعتقد أن الغاية من هذا المجرى كانت تصريف دم الذبائح والقرابين التي كانت تنحر أثناء ممارسة الطقوس والشعائر الجنائزية.
المنحوتات:
كما ذكرنا أعلاه تأتي أهمية المدفن من غناه بالمنحوتات الممثلة على جدرانه الداخلية، والتي تحمل رموزاً لها معنى طقسي وديني، والموجودة على جدار المدخل في الجهة اليمنى، كذلك الجهة اليسرى من المدخل، إلا أنه من الصعب تمييز الشخصيات الممثلة، أما المنحوتات الأكثر أهمية فتحتل الجدار الشمالي والجنوبي.
- الجدار يمين المدخل:
نلاحظ وجود حقلين من المنحوتات : في الحقل الأول من الأسفل نجد تمثيلاً لأربعة أشخاص (ذكور) فُصل بينهم بعمود من الطراز الكورنثي، يرتدون لباساً موحداً مؤلفاً من عباءة (العباءة الإغريقية المعروفة بالخيتون) تلتف حول الكتف الأيسر وتنسدل باتجاه القدمين، بينما الكتف الأيمن عار، وجوههم غير واضحة، ويبدو أنهم يحملون بأيديهم قرابين، ونلاحظ أن النحات قد قصد توجيه الجسد نحو المدخل (ربما كانت الغاية التعبير عن الاستقبال) على عكس المنحوتات الممثلة فوق الجدار الشمالي والجنوبي التي سنأتي على ذكرها لاحقاً. أما في الحقل الثاني فنجد تمثيلاً لأربعة أشخاص أيضاً، لكن الشخص الرابع الذي يتوضع تمثيله بالقرب من المدخل مخرب بالكامل، ومعالمهم جميعاً مشوهة أيضاً بحيث لا نستطيع تمييزهم (ذكور أ إناث)، لكن يبدو أنهم مشابهون للحقل الأول .
تعليق