طرق القوافل البرية :
لابد من الإشارة هنا إلى عدد من الثوابت :
1 - إن الطرق البرية في الجزيرة العربية غالبها طرق صحراوية أو شبه صحراوية, ولهذا تتغير معالم الطريق باستمرار لأن الرمال دائمة الحركة بفعل تقلبات الرياح التي تغير معالم الطريق, أو جزء منه.
2 – يعتمد الطريق الصحراوي في نجاحه واستمراره على مدى ما في الطريق من مياه, وبخاصة مياه الآبار أو العيون إن وجدت, لأن الماء روح الطريق البري , خصوصاً في الطرق الطويلة, التي تتباعد فيها المسافات بين البلدات.
3 – لابد أن يؤخذ في الحسبان مدى أمن الطريق البري؛ فقد كانت حوادث السلب والنهب والاعتداء على القوافل في الصحراء, وظاهرة مألوفة في ظل غياب السلطة المركزية أو في حالات ضعفها.
4 – إن الطرق البرية التي كانت تسلكها القوافل التجارية هي التي تسلكها قوافل الحجيج أحياناً أو التي يسلكها المسافرون أو حاملوا البريد, لأنها طرق مأنوسة من حيث كثرة روادها وتنوع سبلهم.
5 – لابد أن تؤخذ بعين الاعتبار وسيلة النقل التي تتناسب مع طبيعة الطريق البري, ويعتمد هذا الأمر على حركة الحيوان وتحمله عناء الطريق والسفر, ومدى مايستطيع حمله, بالإضافة إلى سرعته. ولهذا تنوع الحيوان المستخدم في النقل من جمال وبغال وحمير وخيول. وكثيراً ماكانت الخيول تستخدم في الحملات العسكرية الموجهة ضد الدولتين السعوديتين المذكورتين من قبل ولاة العثمانيين في العراق العثماني وولاية مصر العثمانية, وهي في ذلك توازي جناح المشاة. وكانت الحملات العثمانية تستأجر الجمال من القبائل أو تأخذها منها عنوةً لاستخدامها في نقل الأسلحة والمؤن.
الطرق البرية القادمة من الشمال :
هناك عدد كبير من الطرق البرية تأتي من البصرة ومن الكويت, ومن النجف, من أهمها:
- طريق البصرة – الكويت – القطيف :
مراحله :
الكويت, أبوحليفة, السّلوع, الحزيم, المجاثة, السّودة, الردايف, الحبل, الجزيرة, الجبيل, البياض, الأوجام, القطيف.
ويلاحظ على هذا الطريق أن الماء متوافر نسبياً في الجزء الشمالي منه. أما قسمه الجنوبي فيمر عبر تلال رملية, ويكون الماء فيه نادراً. ( بلي 1991 : 136 ).
وهناك طريق من الكويت إلى القطيف أقصر نسبياً من الطريق الأول.
مراحله :
الكويت الفنطاس, أبوحليفة, وهنا يلتقي مع الطريق الأول, ثم يتجه إلى مراغة ثم إلى حمض ثم إلى السّودة ثم إلى دُبيبة أو دُبيب ثم إلى الصّباخة, ومنها إلى القطيف. وهذان الطريقان تجاريان ويستخدمان من قبل المسافرين.
- طريق الكويت – الأحساء – العقير :
مراحله :
الكويت مَلَح, الصُّبيحيِّة, الوفراء, عَرْق, حَمض, نُقَيْر, النعيرية, نطاع, ثاج, مغار, بئر جودة, الثليماء, الأحساء ( بلي 1991 : 138 ), ثم إلى الجشة وفيها تجد القوافل والمسافرون محطة للاستراحة, ويتوافر فيها الماء العذب, وهي قريبة أيضاً من العقير, وقريبة من الأحساء (الهفوف) ثم تتجه القوافل والمسافرون من الجشة إلى العقير. ويتميز هذا الجزء من الطريق من الأحساء إلى العقير بأن الرمال فيه ناعمة, وأحياناً تمحو الرمال الطريق وهذا مايعرف عادة بزحف الرمال. وطريق الأحساء – العقير, طريق سالك ومستمر دون توقف لأن مسافة الطريق قصيرة جداً ( البسام 1993 : 45 ؛ لوريمر د. ت : 2 / 854 ), وهو طريق تجاري في عمومه.
- طريق الكويت – الرياض عبر سدوس :
مراحله :
الكويت, ملح, لقيط, الوفراء وهذه المراحل كلها في منطقة العدان. ثم يتجه الطريق إلى دَّلة الكبريت ثم إلى الوريعة وهما في منطقة الشَّق. ثم إلى كنيسات والمهريات, ثم إلى غراء, وهي جميعها في منطقة الصُّمان. ثم يتجه الطريق نحو عريق الدّحول, ثم أوتاد وهما في منطقة الدهناء, ثم إلى شَويَّة في منطقة العرمة ثم إلى عريق بنبان ثم إلى سدوس, والملقى, ثم إلى الرياض, وهذه المراحل جميعها في منطقة العارض.
-و هناك طريق آخر من الكويت إلى الرياض :
مراحله :
الكويت ، ملح ، لقيط ، الوفراء ، اللهابة ، الدجاني ، سدوس ، الصفرات ، حريملاء ، الملقى ، الرياض .
و المياه في هذين الطريقين تراوح بين الملوحة و العذوبة . باستثناء المراحل التي يمر في الصمان فإن كل المراحل الباقية هنا عذبة المياه ( بلي 1991 : 132 ) . ويعد هذا الطريق من الطرق التجارية المهمة التي تصل إلى وسط البلاد النجدية .
-طريق الكويت – الرياض عبر الزلفي :
يتجه الطريق من الكويت مارا بمنطقة العدان ، و اللصافة ، و اللهابة و منها الزلفي ، و الغاط ، و المجمعة ، و التويم ، وثادق ، و حريملاء ، و سدوس ، و الدرعية ، و عرقة ثم الرياض .
و هذا الطريق هو طريق تجاري تسير فيه القوافل التجارية المحملة بالبضائع من الكويت إلى المنطقة الوسطى من نجد . و تستغرق هذه الرحلة نحو ( 18 ) يوماً بسير القوافل . و لهذا الطريق تشعباته مثل طريق الزلفي ، واسط ، روضة الربيعي ، بريدة . و من بريدة إلى عنيزة . و من عنيزة إلى الرياض ماراً بالمذنب و شقراء ( الحازمي 1991 : 228 ؛ الجاسر 1399 : 195 – 199 ؛ لوريمر د.ت 4 / 1666 – 1672 ) .
-طريق الكويت – الرياض عبر وبرة :
مراحله :
الكويت ، الصبيحية ، آبار وبرة ، آبار رماح ، خفس بنبان ، سدوس ، الدرعية ثم إلى الرياض .
و لا بد أن ننوه هنا بأن هذا الطريق طريق قديم ، و استخدامه قليل ، و تستغرق رحلته نحو ( 12 ) يوماً بسير القوافل ( الجاسر 1399 : 1 / 334 ؛ الحازمي 1991 : 229 ) .
- طريق البصرة – بريدة – مكة المكرمة :
مراحله :
البصرة ، الزبير ، الرقعي ، ضرابين ، مطرية ، أم الفهود ، ثمامي ، جبة ، عين ابن فهيد ، الطرفية ، بريدة ، و منها يتجه فرع إلى عنيزة . و يتجه فرع من هذا الطريق إلى حائل مارا بالعيون ثم إلى كهفة ثم فيد و منها إلى حائل .
و يتجه الطريق من بريدة إلى الرس ، شبيكية ، مجرور ، عقبة ، مرات ، عشيرة و منها إلى مكة المكرمة ( لوريمر د.ت : 4 / 1329 – 1336 ؛ الحازمي 1991 : 226 ) .
أن هذا الطريق يستخدمه الحجاج القادمون من البصرة و من الكويت ، أي يستخدمه الحجاج القادمون من الشمال و الشمال الشرقي من إيران و العراق و الكويت ، و مدة الرحلة بواسطة القوافل ( 30 ) يوماً بسير القوافل . و على الرغم من قلة الماء في هذا الطريق باستثناء فصلي الشتاء و الربيع ، إلا إنه طريق جيد نسبياً .
-طريق الكويت – بريدة :
و هو طريق للقوافل التجارية و المسافرين من الكويت إلى منطقة القصيم التي تشتهر بالأعمال التجارية ، إلى جانب شهرتها الزراعية ، و معروف أيضاء أن ميناء الكويت يعد من أهم الموانئ التي ترفد إقليم نجد بحاجاته من السلع و البضائع المستوردة . و تشير المصادر إلى أن مالا يقل عن ( 20 ) قافلة تجارية تأتي من مناطق نجد لتحميل البضائع و السلع المطلوبة ( لوريمر د.ت : 404 / 1316 ؛ الحازمي 1991 : 227 ) .
مراحل هذا الطريق :
الكويت ، الجهراء ،أم عمارة ، الرقعي و منها يتجه الطريق صوب بريدة قاطعا المراحل نفسها التي سلكها طريق البصرة – بريدة الذي مر آنفا.
- طريق الهفوف – الرياض :
مراحله :
الهفوف ، آبار جودة في منطقة الطف أو عن طريق آبار العويسة ثم إلى أبو جفان و منها باتجاه الرياض .
و تقطع القوافل هذا الطريق في مدة ( 7 ) أيام . و من هذا الطريق يتجه فرع إلى الخرج و الأفلاج ووادي الدوسر ( لوريمر د.ت : 5 / 1636 – 1638 ؛ ابن خميس 1398 : 236 – 237 ) .
و هناك طريق آخر يبدا من الهفوف إلى آبار جودة ثم يخترق الدهناء حتى يصل إلى آبار الرمحية ، و منها إلى الثمامة ، بنبان ، الدرعية ، الرياض ( Paigrave 1969 : 324 – 330 ).
و تجدر الإشارة هنا إلى أن قوافل الحجيج القادمة من مناطق شرق الجزيرة ، من الأحساء ، و عمان و مناطق الساحل العماني و البحرين ، و جزءا من حجاج إيران القادمين بحراً إلى البحرين أو العقير أو الدمام ، كل هؤلاء كانوا يستخدمون الطريقين المذكورين . و كانت الرحلة من الهفوف إلى الرياض تستغرق نحو ( 10 ) أيام . و من الرياض تتوجه قوافل الحجاج إلى مكة المكرمة ، و تمر بالمراحل التالية : الرياض ، الدرعية ، سدوس ، العوينة ، مرات ، الدوادمي ، المويه ،عشيرة ، السيل ، مكة المكرمة ، ( صبري 1983 : 1 / 250 ) .
- طريق العقير – الهفوف – الرياض :
العقير ، الجشة ، الهفوف ، غريميل ، الفروق ، جودة ، ربيدة ، البريصة ، الحوقة ، وثيلان ، الدغم ، الرياض ( بلي 1991 : 134 ).
يمر هذا الطريق من النفوذ الأحساء و الصمان و الدهناء و العرمة . و المياه في أغلب مراحل الطريق نادرة جداً في فصلي الصيف و الخريف ، و يتحسن الوضع في فصلي الشتاء و الربيع . و يمر الطريق بآبار مالحة .
-طريق آخر من العقير – الهفوف – الرياض :
العقير ، الهفوف ، الفروق ، ربيدة ، عريق ، سعد ، مخيط ، الدغم ( بلي 1991 : 134 ) .
و يسير هذا الطريق مسافة طويلة في الصمان ثم يدخل الدهناء ثم العرمة . و يخلو الطريق من الماء في جزء كبير منه . و هناك آبار في الصمان يمكن الشرب منها .
- طريق عنيزة – الرياض :
مراحله :
عنيزة ، المذنب ، عين الصوينع ، البرود ، شقراء ، ثرمداء ، الرغبة ، ثادق ، حريملاء ، سدوس ، الرياض . ( لوريمر د.ت : جغرافي : 5 / 1666 – 1668 ) .
يمر هذا الطريق بتلال و مناطق مزروعة ، و الماء فيه متوافر و صالح للشرب . و يعد هذا الطريق من الطرق الجيدة لأنه يربط مركز وسط نجد بالمدن الكبيرة في منطقة القصيم .
-طريق بريدة – الرياض :
مراحله :
بريدة ، روضة الربيعي ، الزلفي ، الغاط ، المجمعة ، التويم ، ثادق ، حريملاء ، سدوس ، الرياض .( لوريمر د.ت : 5 / 1673 – 1675 ) .
و يمر هذا الطريق عبر تلال و رمال و سهل قاحل ، و يوجد فيه حصى يعوق سير الدواب أحيانا . ووجود الماء في هذا الطريق يسهل السفر فيه . و بين عنيزة و مكة المكرمة طريق آخر تستخدمه قوافل الحجاج .
و هناك طريق بري مهم يأتي من بلاد الشام و مناطق البحر المتوسط فيدخل الجزيرة من شمالها الغربي فيمر بكاف و الجوف و جبة ثم إلى النهاية الشمالية الغربية لجبل أجا ثم إلى حائل . و يعرف هذا الطريق بطريق كاف – حائل ( لوريمر د.ت : 5 / 1666 – 1663 ) .
طرق أقل أهمية :
و قد سلك المسافرون طرقاً أقل أهمية من حيث كثافة استخدام الطريق ، منها طريق تيماء – حائل ، و قد وصفه الرحالة الأوروبي داوتي Doughty بناء على معلومات تحدث بها أهالي المنطقة ( لوريمر د.ت : 5 / 1681 ) .
و الجدول رقم ( 2 / 1 ) يبين الأيام التي تستغرق الرحلات من المركز إلى البلد لبمراد السفر إليه و بالعكس . و هذا الجدول مأخوذ عن رحلة لويس بلي المترجمة .
و هناك طرق تطوق صحراء الربع الخالي منها :
طريق من بلدة سلوى القطرية على الخليج العربي ماراً بواحة يبرين على أطراف الربع الخالي ثم إلى السيح في الأفلاج ثم إلى السليل في وادي الدواسر ثم إلى واحة نجران الكبرى الواقعة على الزاوية الشرقية من حدود اليمن ( حمزة 1968 : 397 ) .
و طريق من واحة نجران الكبرى مراً بالجوف ثم مأرب في اليمن ، و هذا الطريق يحده القسم الجنوبي من صحراء الربع الخالي عن حدود اليمن ، و يواصل الطريق إلى الشرق محاذياً المناطق الجبلية في وادي حضرموت إلى المهرة ، و قارا ، ورملة مغشن و هي واحة فيها نخيل و عيون . ( حمزة 1968 : 397 – 398 ) .
ثانيا : الطرق التي سلكها الرحالة الأوربيون :
حظيت الجزيرة العربية باهتمام عدد كبير من الرحالة الأوروبين الذين زاروا مناطقها ، و سجلوا معلومات قمية و مفيدة عن تلك المناطق و سكانها من النواحي الجغرافية و التاريخية و الآثارية و الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية ، مما أفاد منه المؤرخون و الآثاريون و الاجتماعيون المعنيةن بتاريخ الجزيرة و سكانها .
أما أهداف هذه الرحلات فمتعددة و مختلفة ؛ منها السياسية ، و العلمية ، و جريا وراء المعرفة ، و حب الاستطلاع و الكشف ، و منها ما هو خدمة لمصالح دولهم ، و منها ما كان يهدف إلى جمع المعلومات التي تطلبها الجمعيات و المؤسسات الجغرافية الأوروبية ، و هناك عدد من الرحالة الأوروبيين الذين يجرون وراء الشهرة عن طريق المغامرة التي هي في الغالب وليدة الطموح و التخطيط للمستقبل ( أبو علية 1986 : 128 – 130 ) .
و نقدم هنا معلومات موجزة ذات دلالة عن الطرق التي سلكها هؤلاء الرحالة لتتكامل الصورة عن طرق المواصلات البرية في الجزيرة العربية في مناطق الدولتين السعوديتين الأولى و الثانية .
الطريق الذي سلكه الرحالة بور كهارت :
الرحالة بوركهارت Burckhardt سويسري الأصل ، مولود في مدينة لوزان السويسرية عام 1189 هـ / 1784 م . توجه بوركهارت إلى الجزيرة مالطا و منها إلى سورية . و استقر في مدينة حلب مدة عامين درس خلالهما اللغة العربية حتى أتقنها ، و درس علوم الدين الإسلامي ، و قيل إنه أشهر إسلامه . و تجول بين القبائل العربية ، خاصة قبيلة عنزة . و من حلب توجه إلى الأردن و زار البتراء ، و هو أول عالم يكتشفها . ثم زار القاهرة و منها توجه إلى بلاد النوبة في الجنوب ، و قصد مع النوبيين و السودانيين مكة المكرمة لأداء فريضة الحج و كان ذلك في يوليو 1229 هـ / 1814 م . و قد وصف بوركهارت رحلاته في الكتاب ( رحلات في الجزيرة العربية (Travels in Arabia ) ).
توجه بوركهارت من مدينة سواكن على البحر الأحمر إلى مدينة جدة و منها إلى الطائف . ثم توجه إلى مكة المكرمة و أدى فريضة الحج . و توجه بعد ذلك إلى المدينة المنورة و أقام فيها ثلاثة أشهر . ثم توجه إلى ينبع على ساحل البحر الأحمر الشمالي ، و منها توجه إلى القاهرة ( السديري 1989 : 98 ) .
و قدم روبن بدول Robin Bidwell معلومات جد مفيدة عن رحلات بوركهارت في كتابه الرحالة في الجزيرة العربية Travellers in Arabia .
الطريق الذي سلكه الكابتن سادلر Sadleir :
أوفدت حكومة الهند البريطانية عام 1235 هـ / 1819 م . فورسادلر الكابتن الإنجليزي لمعرفة أوضاع الجزيرة العربية إبان حملة إبراهيم باشا ، و تقديم التهنئة لإبراهيم باشا على نجاحاته العسكرية في الجزيرة العربية بعد انتصاره على الدولة السعودية الأولى و إسقاط عاصمتها الدرعية 1233 هـ / 1818 م . و قد دون سادلر معلوماته عن رحلته هذه تحت عنوان ( يوميات رحلة عبر الجزيرة العربية من القطيف إلى ينبع على البحر الأحمر ( Dilary of a Journey across Arabia form AL Khatif to Yambo in the Red Sea ).
توجه سادلر من القطيف على ساحل الخليج إلى الأحساء ثم إلى آبار رماح ثم إلى الدرعية . و من الدرعية تابع رحلته إلى ثرمداء و منها إلى شقراء ، ثم إلى عيون السر و المذنب ثم إلى عنيزة و الرس ثم إلى الحناكية ، ثم إلى المدينة المنورة ثم إلى الملقى و منها إل ينبع . و قدم سادلر معلومات تاريخية قمية دونها في تقريره إلى حكومة الهند البريطانية ، المسؤولة عن شؤون الجزيرة العربية في قسمها الشرقي .
الطريق الذي سلكه جورج أوغست والن :
الرحالة جورج أوغست والن George Augustus Wallin سويسري ، يتقن العربية ، درس الطب و أسلم و سمى نفسه الشيخ عبدالولي ، و هو رائد في الوصول إلى مناطق شمال الجزيرة العربية ، و قدم للقارئ معلومات مفيدة جداً عن المنطقة في كتاب تحت عنوان ( رحلات في الجزيرة العربية Travels in Arabia ) كانت الرحلة الأولى عام 1261 هـ / 1845 م و الثانية 1264 هـ / 1848 م . و يذكر والن أن أهل الجوف يعتبرون مدينتهم في وسط الدينا ، و لهذا يطلقون عليها اسم جوف الدنيا . ( السدير 1989 : 105 ) . و بناءً عليه فإن والن اتخذ من الجوف نقطة فانطلق منها إلى النبك ، ثم وادي السرحان ، و مريرة ، و قرارة ، و الحازم ، و الأزرق ، و بصرى ، و حريرة ، ورزلي ، و العوج ، و دمشق ( Wallin , 1845 : 150 – 151 ) .
و اعطى والن معلومات عن عدد الأيام التي تستغرقها الطريق من الجوف إلى الرياض عبر جبل شمر و القصيم ، فقال إنها تستغرق من ( 12 ) إلى ( 13 ) يوماً . أما إذا قطعت الطريق النفوذ فتحتاج إلى ( 7 ) أيام فقط ، و تستغرق الطريق من تيماء إلى المدينة المنورة ( 10 ) أيام ( السديري 1989 :105 ) .
الطريق الذي سلكه وليم جيفوردبالجريف :
غادر بالجريف (William Gifford Palgrave ) مدينة معان في 17 ذي الحجة 1278 هـ / 16 يونيو 1862 م إلى الجوف التي وصلها في 2 محرم 1279 هـ / 30 يونيو 1862 م . و هو يهودي الأصل تنصر ثم اعتنق المذهب الكاثوليكي , و انضم إلى جماعة اليسوعيين ، ثم تحول بعد ذلك إلى البروتستانتية بعد رحلاته هذه ، و قد تسمى أثناء رحلاته باسم سالم أبو محمود القيسي ، و انتحل صفة طبيب ، و رافقه رجل يوناني كان مديراً لمدرسة يونانية في مدينة زحلة اللبنانية ( السديري 1989 : 105 ؛ أبو علية 1995 : 137 – 139 ) .
و معروف أن بالجريف جاء من بلاد الشام إلى معان في عام 1278 هـ / 1862 م ، ثم توجه إلى الجوف ووصل إلها في فصل الصيف ، و منها إلى مدينة حائل عاصمة جبل شمر ، و مركز ثقل آل رشيد ، و موطن الخيول العربية الأصيلة ، و منها إلى بريدة في منطقة القصيم ، و من بريد توجه صوب الرياض عاصمة الدولة السعودية في عهد الإمام فيصل بن تركي . و سلك بالجريف في سيره طريق بريدة – الرياض ، و هو طريق طويل و متعرج ، ويقطع معظمه منطقة سدير ، و لم يستطع أي أوروبي اجتيازه قبله ، . و كانت محطات الطريق الذي سلكه بالجريف كثيرة ، أهمها بريدة ، الزلفي ، الغاط ، المجمعة ، التويم ، ثادق ، حريملاء ، سدوس ، و هي النقطة التي يدخل منها إلى وادي حنيفة ، حيث مدينة الرياض ( لوريمر د.ت : 5 / 1669 – 1672 ؛ Palgrave 1865 : 324 - 330 ) .
أقام بالجريف في الرياض مدة خمسين يوما ، و أخيرا اكتشف المسؤولون السعوديون أمره فدعاه الأمير عبدالله بن فيصل لمقابلته في ديوانه ، و كان بحضور رجال الدولة ( أبو علية 1995 : 139 ) . فقال له الأمير عبدالله :« أنت جاسوس علينا ، و انا أعرف حق المعلرفة من أنت ، هل أنت طبيب ؟ لا ، إنك جاسوس نصراني من المفسدين ، جئت لتفسد علينا ديننا ، و سوف تنال عقابك الموت » ( Palgrave , 1865 : 192 – 193 ) . و عليه غادر بالجريف الرياض عبر طريق الهفوف ماراً بآبار الرميحية ، الدهناء ، منطقة الطف ، آبار جودة ، الهفوف ، و ظل البيت الذي أقام فيه بالجريف في الهفوف قائما مدة طويلة ثم هدم .
الطريق الذي سلكه كارلو جوارماني :
جاء كارلو جوارماني Carlo Guarmani الإيطالي إلى وسط الجزيرة العربية و الجوف بعد رحلة وليم بالجريف مباشرة ، و كان ذلك عام 1280 هـ / 1864 م ، مرسلا من قبل الإمبراطور نابليون الثالث و الملك فكتور عمانويل الثاني لشراء الخيول العربية الأصيلة من نجد ، بالاضافة إلى الدوافع السياسية الأخرى ( السديرس 1989 : 108 ) .
ابتدأت رحلة جوارماني من مدينة القدس الشريف ، ثم اتجه صوب الأردن إلى معان يرافقه أربعة من بدو فلسطين ، مارا بديار القبائل العربية مثل : التعامرة و بني حميدة و بني صخر و الشرارات . و هو يتقن اللغة العربية و يلبس الزي العربي . و قدم جوارماني معلومات جيدة عن قبائل العربية التي احتك بها ، ذاكراً آل رشيد و آل الشعلان ، و شيوخ عتيبة مثل ابن ربيعان . و قدم وصفا ممتازا للمناطق و البلدان التي مر بها مثل تيماء و الجوف و غيرهما .و كانت مراحل طريق جوارماني على الوجه التالي :
القدس ، معان ، تيماء ، خيبر ، عنيزة ، ثم إلى حائل وجبة و الجوف و كاف عند الطرف الشمالي لوادي السرحان ، و من هناك واصل سيره إلى بلاد الشام ووصل إلى مدينة دمشق ( السديري 1989 : 108 – 109 ) .
و قد ألف جوارماني مؤلفا بالايطالية عن رحلته الطويلة نسبيا في المناطق الشمالية من نجد سماه ، ( شمال نجد : رحلة من القدس إلى عنيزة في القصيم ) ترجم إلى الإنجليزية ، و قامت بترجمته الليدي كابل كور Cabel Crue و طبع في لندن عام 1938 هـ .
الطريق الذي سلكه الرحالة داوتي :
ولد تشارلز دواتي Charles Doughty في إنجلترا عام 1259 هـ / 1843 م ، وزار المناطق الشمالية و الوسطى و الغربية من الجزيرة العربية بيم عامي 1293 – 1295 هـ / 1876 – 1878 م ، و كتب مؤلفا عن رحلاته في صحراء الجزيرة تحت اسم ( رحلات في الصحراء الجزيرة Travels in Arabia Deserta ) ، و جاء في مجلدين ، و طبع بكيمبردج بإنجلترا عام 1888 م . و قد زار داوتي فلسطين و سورية ، و سافر مع الحجاج الشوام إلى الديار المقدسة عن طريق مدائن صالح . و سلك الطرق التالية :
-طريق من قلعة المعظم إلى تيماء ، و مراحله : قلعة المعظم ، جال أم أرطة ، حصاة القانص ، خبرة الرولة ، تيماء . و يصل طول هذا الطريق إلى نحو ( 90 ) كيلاً ( The Gce States 1996 : 142 ) .
-طريق مكة – حائل ، و مراحله : مكة ، البركة ، حطة ، سبختين ، رأس السبخة ، الجريسية ، وادي حمض ، أبة مغبر ، عجاجة ، السليمي ، أركان ، حائل ، ز طول هذا الطريق نحو ( 770 ) كيلاً (The Gce States 148 - 149) .
-طريق مكة – القصيم ، و مراحله : مكة ، عين زيمة ، عشيرة ، الدفينة ، الصفوية ، ضرية ، الشبيكية ، مسكة ، الرس ، الخبراء ، بريدة ، (The Gec Statcs 1996 : 150 0152) .
-طريق مكة – عنيزة ، و مراحله : مكة المكرمة ، عشيرة ، المويه ، عفيف ، الشعيب ، و منها يتجه الطريق إلى عنيزة . و طول هذا الطريق نحو ( 780 ) كيلاً (The Gce States 1996 : 152 – 153).
-طريق مكة – الرياض ، و مراحله : مكة ، عين زيمة ، السيل ، عشيرة ، المويه ، عفيف ، الشعراء ، الدوادمي ، و منها يتجه الطريق صوب الرياض ، و طول هذا الطريق نحو ( 890 ) كيلاً (The Gec States 1996 : 154 – 155 ) .
الطريق الذي سلكته الرحالة الليدي آن بلنت :
ولدت الليدي آن بلنت Lady Anne Blu nt في إنجلترا ، و هي حفيدة الشاعر الإنجليزي اللورد بيرون ، و قد تزوجت ولفرد بلنت ، و جاءت مع زوجها لشراء الجياد العربية الأصيلة فزار شمال الجزيرة العربية عام 1295 هـ / 1878 م . و ارتحل ولفرد يلنت و زوجته من دمشق متوجهين إلى حائل ، و سلكا طريق دمشق ، إلى الكاف في وادي السرحان ، ثم إلى الجوف ، و منها إلى سكاكا ، و آبار الشقيق ، ثم إلى حائل (Freeth Zehre and Winstone 1978 : 277 ).
الطريق الذي سلكه الرحالة تشارلز خوبير :
تشالرلز هوبير Chales Huber فرنسي من أصل ألزاسي ، قام برحلتين إلى الجزيرة العربية ، الأولى عام 1295 هـ / 1878 م وصل فيها إلى حائل ، و الثانية من عام 1300 هـ - 1301 هـ / 1883 م – 1884 م زار خلالها الجوف . و قد نشر هوبير مادونه من معلومات تحت عنوان : رحلات في الجزيرة العربية (Journal d’un voyage en Arabie , 1883 – 1884 ). و اعتمد تشارلز هوبير على ذكر المسافات و القياسات بالدقائق و الساعات .
و بدأت مراحل طريقه من كاف في وادي السرحان ، إلى إثرة ، و سكاكا ، و الطوير ، و الجوف ، و من الجوف توجه إلى حائل ( السديري 1989 : 117 – 118 ) .
الطريق الذي سلكه الرحالة آرتشيبالد فوردر :
آرتشيبالد فوردر Archibald Forder راهب إنجليزي كان يعيش في مطلع القرن العشرين الميلادي ، زار الشمال الجزيرة العربية عام 1318 هـ / 1900 م الميلادي و ألف كتابا عن رحلته سماه ( مغامرات بين العرب في الصحراء (Adventures among Arabs in Desert )، طبعه في مدينة بوسطن بولاية ماساتشوستس الأمريكية عام 1318 هـ / 1905 م .
و هدف رحلة آرتشيبالد التنصير في بلاد المسلمين لأنه راهب و منصر ، و قد بدأ رحلته عام 1318 هـ / 1900 م ، ، من كاف ، إلى إثرة ، ثم إلى الجوف التي مكث فيها طيلة شهر رمضان ( السديري 1989 : 119 – 121 ).
و طبيعي أن هناك رحلات أخرى يأتي إطارها الزمني بعد فترة عهدي الدولتين السعوديتين : الأولى و الثانية ، من أهمها رحلات الرحالة التشيكيي موزل (Musil ) الذي زار الكثير من البلاد العربية مثل شرقي الأردن و سورية و شمال الجزيرة العربية ، و كتب مؤلفات مفيدة و مهمة عن رحلاته و تجاربه مثل العربية الصحراويةArabia Deserta ) طبع في نيويورك عام 1927 م ، و ( شمال نجد Northern Negd ) طبع في نيويورك عام 1928 م ، و ( سلوك بدو الرولة و عاداتهم The Manners and Customs of Rwala Bedouins ) طيع في نيويورك عام 1928 م ، و رحلة الكابتن بتلر Butler Captain S.S و الكابتن إيلمر Captain L.Aylmer اللذين زارا منطقة حائل عام 1235 هـ / 1908 م و ألفا كتابا عنوانه ( من بغداد إلى دمشق عبر الجوف ). و رحلة الأبوين الفرنسيين جوسان و سافنياك اللذين زار شمال الحجاز عام 1907 – 1909 م .
و رحلة الكابتن ليشمان Captain Leachman في المنطقة الشمالية الشرقية من الجزيرة العربية يرافقه دوغلاس كاروثرز Doyglas Carruthers uthers عام 1329 هـ / 1911 م . و كتب ليشمان مقالا عنوانه ( رحلة في شمال شرق الجزيرة العربية ) ، كما كتب دوغلاس كتابا بعنوان (مغامرة في الجزيرة العرب) ، طبع في لندن عام 1935 م . بالإضافة إلى رحلات وليم شكسبير William Shakespear و جيرترود بل Gertrude Bell و باركلي رونكير Barcly Raunkiaer و غيرهم .
طرق سلكتها الحملات العسكرية العثمانية :
استخدمت القوات العثمانية القادمة من العراق العثماني و من ولاية مصر طرق عدة أثناء حربها مع قوات الدولة السعودية الأولى و الدولة السعودية الثانية ، و كانت الطرق التي تسلكها القوات مرتبطة بالهدف الحربي و المنطقة المشمولة بالخطة العسكرية .
1- حملة علي باشا :
و من أهم الحملات القادمة نت العراق العثماني ، حملة علي باشا أو ما عرف بحملة علي كيخيا. و الواقع أن المصادر الأولية لم تذكر لنا بالتفصيل البلدات التي مرت بها الحملة ، لكن بإمكاننا وضع خط تقريبي لها من خلال أسماء المواقع التي ذكرت في الحدث التاريخي .
انقسمت حملة علي باشا إلى فريقين الأول المدفعية و المشاة ، و قد توجه هذا الفريق يالسفن عبر الخليج إلى موانئ الأحساء ، و الأمر الذي يهمنا هنا طريق البر الذي سلكته قوات على باشا ، و كانت مؤلفة من الفرسان تحت قيادته ، و سلكت طريق بغداد ، البصرة ، الجهراء ، الكويت ، النعيرية ، نطاح ، ثاج ، آبار جودة ، المبرز ، الهفوف .
2- حملة أحمد طوسون 1266 هـ / 1811 م :
أ – الجناح البحري : تجمعت القوات في بركة الحج في مصر ثم توجهت إلى السويس بالبحر إلى ينبع .
ب- الجناح البري و كان بقيادي طوسون ، خرج براً إلى العقبة ، ثم المويلح ، ثم ضباء ، ثم الوجه ، ثم إلى ميناء ينبع الذي اتخده طوسون مركزاً رئيسًا لرسو سفنه على البحر الأحمر ، و من ينبع البحر اتجه طوسون من المشاة إلى ينبع البر أو ينبع النخل ،ثم إلى بدر ، ثم إلى الخيف ، ثم إلى قرية السويق ثم إلى منزلة الصفراء ، و هناك هزمت قواته قبل وصولها إلى المدينة المنورة ، فاضطر طوسون إلى العودة إلى ينبع .
3- حملة أحمد بونابرت 1227 هـ / 1812 م :
و هي حملة مساعدة لطوسون ، و كان طوسون قد نقل مركز قيادته إلى بدر ، ثم زحف بقواته إلى وادي الصفراء و احتله ، و توجه بعد ذلك إلى عقبة الجديدة ، ثم إلى المدينة المنورة و استولى عليها ، و منها تقدمت القوات إلى الحناكية . ثم عاد طوسون إلى جدة ، و منها إلى مكة ، و الطائف ، ثم إلى تربة .
4 – حملة محمد علي 1228 هـ / 1813 م :
و صل محمد علي من القاهرة إلى السويس 1228 هـ / 1813 م ، و منها إلى ميناء القصير ، ثم إلى ميناء جدة ، و منها توجه مع قواته إلى مكة المكرمة ثم إلى الطائف ، ثم إلى كلاخ ، ثم إلى بسل ، ثم إلى تربة ، ورنية ، و بيشة ، ثم إلى خميس مشيط ، ثم أبها ، و منها إلى صبيا ، و نجران . و كان جانب من قوات محمد علي باشا قد توجه من جدة إلى القنفذة .
5 – حملة إبراهيم باشا 1231 هـ / 1816 م :
توجه إبراهيم باشا مع قواته من القاهرة إلى السويس ، ثم العقبة ، ثم الوجه ، ثم ينبع البحر ، ثم إلى سهل بدر ، ثم ثنية واسط ، ثم إلى الصفراء ، ثم إلى السلسلة ثم إلى سهل بدر ، ثم ثنية واسط ، ثم إلى المدينة المنورة ، ثم اتخذ الصويدرة قاعدة لقولته قبل أن يتوجه إلى الحناكية ، و من الحناكية إلى الرس ، ثم الخبراء ، ثم عنيزة ، ثم أشيقر ، ثم الفرعة ،ثم شقراء ،ثم ضرماء بوابة الدرعية . ثم وادي حنيفة صوب الدرعية العاصمة .
و لم تتوقف حملات محمد علي باشا على نجد في الدور السعودي الثاني ، و إنما ازدادت و تركزت لأن محمد علي يعمل في ذلك الوقت باسمه و لمصلحته ، منفصلا عن الدولة العثمانية . فأرسل حملة عسكرية قوية يراسها قائده إسماعيل آغا و الأمير السعودي خالد بن سعود الكبير المؤيد لمحمد علي لخلافة مع الإمام فيصل بن تركي في فترة حكمه الاولى ، و كانت الحملة عام 1252 – 1253 هـ/ 1836 – 1837 م .
6 – حملة إسماعيل آغا:
جاءت قوات إسماعيل آغا من السويس بحراً ، و بالطريق البحري المألوف مروراً بالمويلح ، و ضباء ، و الوجه ، و أملج ، و ينبع البحر ، و المدينة المنورة ، و الحناكية ، و الرس ، و الخبراء ، و عنيزة ، توجهت قوات فرعية إلى حائل مركز جبل شمر ، و مركز ثقل آل رشيد .
و من عنيزة تابعت الحملة سيرها صوب الرياض و منها صوب الخرج في الجنوب الرياض ثم إلى الخفس ، فالحوطة ، فالحلوة ، و هناك انكسرت قوات إسماعيل آغا انكسارا شنيعا أمام قوات أهالي جنوب الرياض ( ابن بشر 1983 : 140 – 150 ؛ أبو علية 1995 : 56 – 60 ) .
ارجو ان ينال على اعجابكم ويكون لكم عوناً في البحث عن مرادكم
لابد من الإشارة هنا إلى عدد من الثوابت :
1 - إن الطرق البرية في الجزيرة العربية غالبها طرق صحراوية أو شبه صحراوية, ولهذا تتغير معالم الطريق باستمرار لأن الرمال دائمة الحركة بفعل تقلبات الرياح التي تغير معالم الطريق, أو جزء منه.
2 – يعتمد الطريق الصحراوي في نجاحه واستمراره على مدى ما في الطريق من مياه, وبخاصة مياه الآبار أو العيون إن وجدت, لأن الماء روح الطريق البري , خصوصاً في الطرق الطويلة, التي تتباعد فيها المسافات بين البلدات.
3 – لابد أن يؤخذ في الحسبان مدى أمن الطريق البري؛ فقد كانت حوادث السلب والنهب والاعتداء على القوافل في الصحراء, وظاهرة مألوفة في ظل غياب السلطة المركزية أو في حالات ضعفها.
4 – إن الطرق البرية التي كانت تسلكها القوافل التجارية هي التي تسلكها قوافل الحجيج أحياناً أو التي يسلكها المسافرون أو حاملوا البريد, لأنها طرق مأنوسة من حيث كثرة روادها وتنوع سبلهم.
5 – لابد أن تؤخذ بعين الاعتبار وسيلة النقل التي تتناسب مع طبيعة الطريق البري, ويعتمد هذا الأمر على حركة الحيوان وتحمله عناء الطريق والسفر, ومدى مايستطيع حمله, بالإضافة إلى سرعته. ولهذا تنوع الحيوان المستخدم في النقل من جمال وبغال وحمير وخيول. وكثيراً ماكانت الخيول تستخدم في الحملات العسكرية الموجهة ضد الدولتين السعوديتين المذكورتين من قبل ولاة العثمانيين في العراق العثماني وولاية مصر العثمانية, وهي في ذلك توازي جناح المشاة. وكانت الحملات العثمانية تستأجر الجمال من القبائل أو تأخذها منها عنوةً لاستخدامها في نقل الأسلحة والمؤن.
الطرق البرية القادمة من الشمال :
هناك عدد كبير من الطرق البرية تأتي من البصرة ومن الكويت, ومن النجف, من أهمها:
- طريق البصرة – الكويت – القطيف :
مراحله :
الكويت, أبوحليفة, السّلوع, الحزيم, المجاثة, السّودة, الردايف, الحبل, الجزيرة, الجبيل, البياض, الأوجام, القطيف.
ويلاحظ على هذا الطريق أن الماء متوافر نسبياً في الجزء الشمالي منه. أما قسمه الجنوبي فيمر عبر تلال رملية, ويكون الماء فيه نادراً. ( بلي 1991 : 136 ).
وهناك طريق من الكويت إلى القطيف أقصر نسبياً من الطريق الأول.
مراحله :
الكويت الفنطاس, أبوحليفة, وهنا يلتقي مع الطريق الأول, ثم يتجه إلى مراغة ثم إلى حمض ثم إلى السّودة ثم إلى دُبيبة أو دُبيب ثم إلى الصّباخة, ومنها إلى القطيف. وهذان الطريقان تجاريان ويستخدمان من قبل المسافرين.
- طريق الكويت – الأحساء – العقير :
مراحله :
الكويت مَلَح, الصُّبيحيِّة, الوفراء, عَرْق, حَمض, نُقَيْر, النعيرية, نطاع, ثاج, مغار, بئر جودة, الثليماء, الأحساء ( بلي 1991 : 138 ), ثم إلى الجشة وفيها تجد القوافل والمسافرون محطة للاستراحة, ويتوافر فيها الماء العذب, وهي قريبة أيضاً من العقير, وقريبة من الأحساء (الهفوف) ثم تتجه القوافل والمسافرون من الجشة إلى العقير. ويتميز هذا الجزء من الطريق من الأحساء إلى العقير بأن الرمال فيه ناعمة, وأحياناً تمحو الرمال الطريق وهذا مايعرف عادة بزحف الرمال. وطريق الأحساء – العقير, طريق سالك ومستمر دون توقف لأن مسافة الطريق قصيرة جداً ( البسام 1993 : 45 ؛ لوريمر د. ت : 2 / 854 ), وهو طريق تجاري في عمومه.
- طريق الكويت – الرياض عبر سدوس :
مراحله :
الكويت, ملح, لقيط, الوفراء وهذه المراحل كلها في منطقة العدان. ثم يتجه الطريق إلى دَّلة الكبريت ثم إلى الوريعة وهما في منطقة الشَّق. ثم إلى كنيسات والمهريات, ثم إلى غراء, وهي جميعها في منطقة الصُّمان. ثم يتجه الطريق نحو عريق الدّحول, ثم أوتاد وهما في منطقة الدهناء, ثم إلى شَويَّة في منطقة العرمة ثم إلى عريق بنبان ثم إلى سدوس, والملقى, ثم إلى الرياض, وهذه المراحل جميعها في منطقة العارض.
-و هناك طريق آخر من الكويت إلى الرياض :
مراحله :
الكويت ، ملح ، لقيط ، الوفراء ، اللهابة ، الدجاني ، سدوس ، الصفرات ، حريملاء ، الملقى ، الرياض .
و المياه في هذين الطريقين تراوح بين الملوحة و العذوبة . باستثناء المراحل التي يمر في الصمان فإن كل المراحل الباقية هنا عذبة المياه ( بلي 1991 : 132 ) . ويعد هذا الطريق من الطرق التجارية المهمة التي تصل إلى وسط البلاد النجدية .
-طريق الكويت – الرياض عبر الزلفي :
يتجه الطريق من الكويت مارا بمنطقة العدان ، و اللصافة ، و اللهابة و منها الزلفي ، و الغاط ، و المجمعة ، و التويم ، وثادق ، و حريملاء ، و سدوس ، و الدرعية ، و عرقة ثم الرياض .
و هذا الطريق هو طريق تجاري تسير فيه القوافل التجارية المحملة بالبضائع من الكويت إلى المنطقة الوسطى من نجد . و تستغرق هذه الرحلة نحو ( 18 ) يوماً بسير القوافل . و لهذا الطريق تشعباته مثل طريق الزلفي ، واسط ، روضة الربيعي ، بريدة . و من بريدة إلى عنيزة . و من عنيزة إلى الرياض ماراً بالمذنب و شقراء ( الحازمي 1991 : 228 ؛ الجاسر 1399 : 195 – 199 ؛ لوريمر د.ت 4 / 1666 – 1672 ) .
-طريق الكويت – الرياض عبر وبرة :
مراحله :
الكويت ، الصبيحية ، آبار وبرة ، آبار رماح ، خفس بنبان ، سدوس ، الدرعية ثم إلى الرياض .
و لا بد أن ننوه هنا بأن هذا الطريق طريق قديم ، و استخدامه قليل ، و تستغرق رحلته نحو ( 12 ) يوماً بسير القوافل ( الجاسر 1399 : 1 / 334 ؛ الحازمي 1991 : 229 ) .
- طريق البصرة – بريدة – مكة المكرمة :
مراحله :
البصرة ، الزبير ، الرقعي ، ضرابين ، مطرية ، أم الفهود ، ثمامي ، جبة ، عين ابن فهيد ، الطرفية ، بريدة ، و منها يتجه فرع إلى عنيزة . و يتجه فرع من هذا الطريق إلى حائل مارا بالعيون ثم إلى كهفة ثم فيد و منها إلى حائل .
و يتجه الطريق من بريدة إلى الرس ، شبيكية ، مجرور ، عقبة ، مرات ، عشيرة و منها إلى مكة المكرمة ( لوريمر د.ت : 4 / 1329 – 1336 ؛ الحازمي 1991 : 226 ) .
أن هذا الطريق يستخدمه الحجاج القادمون من البصرة و من الكويت ، أي يستخدمه الحجاج القادمون من الشمال و الشمال الشرقي من إيران و العراق و الكويت ، و مدة الرحلة بواسطة القوافل ( 30 ) يوماً بسير القوافل . و على الرغم من قلة الماء في هذا الطريق باستثناء فصلي الشتاء و الربيع ، إلا إنه طريق جيد نسبياً .
-طريق الكويت – بريدة :
و هو طريق للقوافل التجارية و المسافرين من الكويت إلى منطقة القصيم التي تشتهر بالأعمال التجارية ، إلى جانب شهرتها الزراعية ، و معروف أيضاء أن ميناء الكويت يعد من أهم الموانئ التي ترفد إقليم نجد بحاجاته من السلع و البضائع المستوردة . و تشير المصادر إلى أن مالا يقل عن ( 20 ) قافلة تجارية تأتي من مناطق نجد لتحميل البضائع و السلع المطلوبة ( لوريمر د.ت : 404 / 1316 ؛ الحازمي 1991 : 227 ) .
مراحل هذا الطريق :
الكويت ، الجهراء ،أم عمارة ، الرقعي و منها يتجه الطريق صوب بريدة قاطعا المراحل نفسها التي سلكها طريق البصرة – بريدة الذي مر آنفا.
- طريق الهفوف – الرياض :
مراحله :
الهفوف ، آبار جودة في منطقة الطف أو عن طريق آبار العويسة ثم إلى أبو جفان و منها باتجاه الرياض .
و تقطع القوافل هذا الطريق في مدة ( 7 ) أيام . و من هذا الطريق يتجه فرع إلى الخرج و الأفلاج ووادي الدوسر ( لوريمر د.ت : 5 / 1636 – 1638 ؛ ابن خميس 1398 : 236 – 237 ) .
و هناك طريق آخر يبدا من الهفوف إلى آبار جودة ثم يخترق الدهناء حتى يصل إلى آبار الرمحية ، و منها إلى الثمامة ، بنبان ، الدرعية ، الرياض ( Paigrave 1969 : 324 – 330 ).
و تجدر الإشارة هنا إلى أن قوافل الحجيج القادمة من مناطق شرق الجزيرة ، من الأحساء ، و عمان و مناطق الساحل العماني و البحرين ، و جزءا من حجاج إيران القادمين بحراً إلى البحرين أو العقير أو الدمام ، كل هؤلاء كانوا يستخدمون الطريقين المذكورين . و كانت الرحلة من الهفوف إلى الرياض تستغرق نحو ( 10 ) أيام . و من الرياض تتوجه قوافل الحجاج إلى مكة المكرمة ، و تمر بالمراحل التالية : الرياض ، الدرعية ، سدوس ، العوينة ، مرات ، الدوادمي ، المويه ،عشيرة ، السيل ، مكة المكرمة ، ( صبري 1983 : 1 / 250 ) .
- طريق العقير – الهفوف – الرياض :
العقير ، الجشة ، الهفوف ، غريميل ، الفروق ، جودة ، ربيدة ، البريصة ، الحوقة ، وثيلان ، الدغم ، الرياض ( بلي 1991 : 134 ).
يمر هذا الطريق من النفوذ الأحساء و الصمان و الدهناء و العرمة . و المياه في أغلب مراحل الطريق نادرة جداً في فصلي الصيف و الخريف ، و يتحسن الوضع في فصلي الشتاء و الربيع . و يمر الطريق بآبار مالحة .
-طريق آخر من العقير – الهفوف – الرياض :
العقير ، الهفوف ، الفروق ، ربيدة ، عريق ، سعد ، مخيط ، الدغم ( بلي 1991 : 134 ) .
و يسير هذا الطريق مسافة طويلة في الصمان ثم يدخل الدهناء ثم العرمة . و يخلو الطريق من الماء في جزء كبير منه . و هناك آبار في الصمان يمكن الشرب منها .
- طريق عنيزة – الرياض :
مراحله :
عنيزة ، المذنب ، عين الصوينع ، البرود ، شقراء ، ثرمداء ، الرغبة ، ثادق ، حريملاء ، سدوس ، الرياض . ( لوريمر د.ت : جغرافي : 5 / 1666 – 1668 ) .
يمر هذا الطريق بتلال و مناطق مزروعة ، و الماء فيه متوافر و صالح للشرب . و يعد هذا الطريق من الطرق الجيدة لأنه يربط مركز وسط نجد بالمدن الكبيرة في منطقة القصيم .
-طريق بريدة – الرياض :
مراحله :
بريدة ، روضة الربيعي ، الزلفي ، الغاط ، المجمعة ، التويم ، ثادق ، حريملاء ، سدوس ، الرياض .( لوريمر د.ت : 5 / 1673 – 1675 ) .
و يمر هذا الطريق عبر تلال و رمال و سهل قاحل ، و يوجد فيه حصى يعوق سير الدواب أحيانا . ووجود الماء في هذا الطريق يسهل السفر فيه . و بين عنيزة و مكة المكرمة طريق آخر تستخدمه قوافل الحجاج .
و هناك طريق بري مهم يأتي من بلاد الشام و مناطق البحر المتوسط فيدخل الجزيرة من شمالها الغربي فيمر بكاف و الجوف و جبة ثم إلى النهاية الشمالية الغربية لجبل أجا ثم إلى حائل . و يعرف هذا الطريق بطريق كاف – حائل ( لوريمر د.ت : 5 / 1666 – 1663 ) .
طرق أقل أهمية :
و قد سلك المسافرون طرقاً أقل أهمية من حيث كثافة استخدام الطريق ، منها طريق تيماء – حائل ، و قد وصفه الرحالة الأوروبي داوتي Doughty بناء على معلومات تحدث بها أهالي المنطقة ( لوريمر د.ت : 5 / 1681 ) .
و الجدول رقم ( 2 / 1 ) يبين الأيام التي تستغرق الرحلات من المركز إلى البلد لبمراد السفر إليه و بالعكس . و هذا الجدول مأخوذ عن رحلة لويس بلي المترجمة .
و هناك طرق تطوق صحراء الربع الخالي منها :
طريق من بلدة سلوى القطرية على الخليج العربي ماراً بواحة يبرين على أطراف الربع الخالي ثم إلى السيح في الأفلاج ثم إلى السليل في وادي الدواسر ثم إلى واحة نجران الكبرى الواقعة على الزاوية الشرقية من حدود اليمن ( حمزة 1968 : 397 ) .
و طريق من واحة نجران الكبرى مراً بالجوف ثم مأرب في اليمن ، و هذا الطريق يحده القسم الجنوبي من صحراء الربع الخالي عن حدود اليمن ، و يواصل الطريق إلى الشرق محاذياً المناطق الجبلية في وادي حضرموت إلى المهرة ، و قارا ، ورملة مغشن و هي واحة فيها نخيل و عيون . ( حمزة 1968 : 397 – 398 ) .
المــكان
عدد الأيام
من الرياض إلى الكويت
12 يوماً
من الرياض إلى القطيف
8 أيام
من الرياض إلى الأحساء
6أيام
من الرياض إلى العقير
في حدود 8 أيام
من الرياض إلى الزلفي
4 أيام
من الرياض إلى القصيم
5 أيام
من الرياض إلى جبل شمر
9 أيام
من الرياض إلى الجوف
12 يوماً
من الرياض إلى وادي الدواسر
7 أيام
من الرياض إلى الوشم
4 أيام
من الرياض إلى الحريق
يومان
من الرياض إلى الخرج
نحو يومين
من الرياض إلى مكة المكرمة
18 يوماً
من الرياض إلى الحوطة
يومان
من الكويت إلى القطيف
6 أيام
من الكويت إلى العقير
10 أيام
من الكويت إلى الزلفي
10 أيام
من الكويت إلى القصيم
12 يوماً
من الكويت إلى جبل شمر
16 يوماً
من الكويت إلى مكة المكرمة
26 يوماً
-( بلي 1991 : 140 ) . عدد الأيام
من الرياض إلى الكويت
12 يوماً
من الرياض إلى القطيف
8 أيام
من الرياض إلى الأحساء
6أيام
من الرياض إلى العقير
في حدود 8 أيام
من الرياض إلى الزلفي
4 أيام
من الرياض إلى القصيم
5 أيام
من الرياض إلى جبل شمر
9 أيام
من الرياض إلى الجوف
12 يوماً
من الرياض إلى وادي الدواسر
7 أيام
من الرياض إلى الوشم
4 أيام
من الرياض إلى الحريق
يومان
من الرياض إلى الخرج
نحو يومين
من الرياض إلى مكة المكرمة
18 يوماً
من الرياض إلى الحوطة
يومان
من الكويت إلى القطيف
6 أيام
من الكويت إلى العقير
10 أيام
من الكويت إلى الزلفي
10 أيام
من الكويت إلى القصيم
12 يوماً
من الكويت إلى جبل شمر
16 يوماً
من الكويت إلى مكة المكرمة
26 يوماً
ثانيا : الطرق التي سلكها الرحالة الأوربيون :
حظيت الجزيرة العربية باهتمام عدد كبير من الرحالة الأوروبين الذين زاروا مناطقها ، و سجلوا معلومات قمية و مفيدة عن تلك المناطق و سكانها من النواحي الجغرافية و التاريخية و الآثارية و الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية ، مما أفاد منه المؤرخون و الآثاريون و الاجتماعيون المعنيةن بتاريخ الجزيرة و سكانها .
أما أهداف هذه الرحلات فمتعددة و مختلفة ؛ منها السياسية ، و العلمية ، و جريا وراء المعرفة ، و حب الاستطلاع و الكشف ، و منها ما هو خدمة لمصالح دولهم ، و منها ما كان يهدف إلى جمع المعلومات التي تطلبها الجمعيات و المؤسسات الجغرافية الأوروبية ، و هناك عدد من الرحالة الأوروبيين الذين يجرون وراء الشهرة عن طريق المغامرة التي هي في الغالب وليدة الطموح و التخطيط للمستقبل ( أبو علية 1986 : 128 – 130 ) .
و نقدم هنا معلومات موجزة ذات دلالة عن الطرق التي سلكها هؤلاء الرحالة لتتكامل الصورة عن طرق المواصلات البرية في الجزيرة العربية في مناطق الدولتين السعوديتين الأولى و الثانية .
الطريق الذي سلكه الرحالة بور كهارت :
الرحالة بوركهارت Burckhardt سويسري الأصل ، مولود في مدينة لوزان السويسرية عام 1189 هـ / 1784 م . توجه بوركهارت إلى الجزيرة مالطا و منها إلى سورية . و استقر في مدينة حلب مدة عامين درس خلالهما اللغة العربية حتى أتقنها ، و درس علوم الدين الإسلامي ، و قيل إنه أشهر إسلامه . و تجول بين القبائل العربية ، خاصة قبيلة عنزة . و من حلب توجه إلى الأردن و زار البتراء ، و هو أول عالم يكتشفها . ثم زار القاهرة و منها توجه إلى بلاد النوبة في الجنوب ، و قصد مع النوبيين و السودانيين مكة المكرمة لأداء فريضة الحج و كان ذلك في يوليو 1229 هـ / 1814 م . و قد وصف بوركهارت رحلاته في الكتاب ( رحلات في الجزيرة العربية (Travels in Arabia ) ).
توجه بوركهارت من مدينة سواكن على البحر الأحمر إلى مدينة جدة و منها إلى الطائف . ثم توجه إلى مكة المكرمة و أدى فريضة الحج . و توجه بعد ذلك إلى المدينة المنورة و أقام فيها ثلاثة أشهر . ثم توجه إلى ينبع على ساحل البحر الأحمر الشمالي ، و منها توجه إلى القاهرة ( السديري 1989 : 98 ) .
و قدم روبن بدول Robin Bidwell معلومات جد مفيدة عن رحلات بوركهارت في كتابه الرحالة في الجزيرة العربية Travellers in Arabia .
الطريق الذي سلكه الكابتن سادلر Sadleir :
أوفدت حكومة الهند البريطانية عام 1235 هـ / 1819 م . فورسادلر الكابتن الإنجليزي لمعرفة أوضاع الجزيرة العربية إبان حملة إبراهيم باشا ، و تقديم التهنئة لإبراهيم باشا على نجاحاته العسكرية في الجزيرة العربية بعد انتصاره على الدولة السعودية الأولى و إسقاط عاصمتها الدرعية 1233 هـ / 1818 م . و قد دون سادلر معلوماته عن رحلته هذه تحت عنوان ( يوميات رحلة عبر الجزيرة العربية من القطيف إلى ينبع على البحر الأحمر ( Dilary of a Journey across Arabia form AL Khatif to Yambo in the Red Sea ).
توجه سادلر من القطيف على ساحل الخليج إلى الأحساء ثم إلى آبار رماح ثم إلى الدرعية . و من الدرعية تابع رحلته إلى ثرمداء و منها إلى شقراء ، ثم إلى عيون السر و المذنب ثم إلى عنيزة و الرس ثم إلى الحناكية ، ثم إلى المدينة المنورة ثم إلى الملقى و منها إل ينبع . و قدم سادلر معلومات تاريخية قمية دونها في تقريره إلى حكومة الهند البريطانية ، المسؤولة عن شؤون الجزيرة العربية في قسمها الشرقي .
الطريق الذي سلكه جورج أوغست والن :
الرحالة جورج أوغست والن George Augustus Wallin سويسري ، يتقن العربية ، درس الطب و أسلم و سمى نفسه الشيخ عبدالولي ، و هو رائد في الوصول إلى مناطق شمال الجزيرة العربية ، و قدم للقارئ معلومات مفيدة جداً عن المنطقة في كتاب تحت عنوان ( رحلات في الجزيرة العربية Travels in Arabia ) كانت الرحلة الأولى عام 1261 هـ / 1845 م و الثانية 1264 هـ / 1848 م . و يذكر والن أن أهل الجوف يعتبرون مدينتهم في وسط الدينا ، و لهذا يطلقون عليها اسم جوف الدنيا . ( السدير 1989 : 105 ) . و بناءً عليه فإن والن اتخذ من الجوف نقطة فانطلق منها إلى النبك ، ثم وادي السرحان ، و مريرة ، و قرارة ، و الحازم ، و الأزرق ، و بصرى ، و حريرة ، ورزلي ، و العوج ، و دمشق ( Wallin , 1845 : 150 – 151 ) .
و اعطى والن معلومات عن عدد الأيام التي تستغرقها الطريق من الجوف إلى الرياض عبر جبل شمر و القصيم ، فقال إنها تستغرق من ( 12 ) إلى ( 13 ) يوماً . أما إذا قطعت الطريق النفوذ فتحتاج إلى ( 7 ) أيام فقط ، و تستغرق الطريق من تيماء إلى المدينة المنورة ( 10 ) أيام ( السديري 1989 :105 ) .
الطريق الذي سلكه وليم جيفوردبالجريف :
غادر بالجريف (William Gifford Palgrave ) مدينة معان في 17 ذي الحجة 1278 هـ / 16 يونيو 1862 م إلى الجوف التي وصلها في 2 محرم 1279 هـ / 30 يونيو 1862 م . و هو يهودي الأصل تنصر ثم اعتنق المذهب الكاثوليكي , و انضم إلى جماعة اليسوعيين ، ثم تحول بعد ذلك إلى البروتستانتية بعد رحلاته هذه ، و قد تسمى أثناء رحلاته باسم سالم أبو محمود القيسي ، و انتحل صفة طبيب ، و رافقه رجل يوناني كان مديراً لمدرسة يونانية في مدينة زحلة اللبنانية ( السديري 1989 : 105 ؛ أبو علية 1995 : 137 – 139 ) .
و معروف أن بالجريف جاء من بلاد الشام إلى معان في عام 1278 هـ / 1862 م ، ثم توجه إلى الجوف ووصل إلها في فصل الصيف ، و منها إلى مدينة حائل عاصمة جبل شمر ، و مركز ثقل آل رشيد ، و موطن الخيول العربية الأصيلة ، و منها إلى بريدة في منطقة القصيم ، و من بريد توجه صوب الرياض عاصمة الدولة السعودية في عهد الإمام فيصل بن تركي . و سلك بالجريف في سيره طريق بريدة – الرياض ، و هو طريق طويل و متعرج ، ويقطع معظمه منطقة سدير ، و لم يستطع أي أوروبي اجتيازه قبله ، . و كانت محطات الطريق الذي سلكه بالجريف كثيرة ، أهمها بريدة ، الزلفي ، الغاط ، المجمعة ، التويم ، ثادق ، حريملاء ، سدوس ، و هي النقطة التي يدخل منها إلى وادي حنيفة ، حيث مدينة الرياض ( لوريمر د.ت : 5 / 1669 – 1672 ؛ Palgrave 1865 : 324 - 330 ) .
أقام بالجريف في الرياض مدة خمسين يوما ، و أخيرا اكتشف المسؤولون السعوديون أمره فدعاه الأمير عبدالله بن فيصل لمقابلته في ديوانه ، و كان بحضور رجال الدولة ( أبو علية 1995 : 139 ) . فقال له الأمير عبدالله :« أنت جاسوس علينا ، و انا أعرف حق المعلرفة من أنت ، هل أنت طبيب ؟ لا ، إنك جاسوس نصراني من المفسدين ، جئت لتفسد علينا ديننا ، و سوف تنال عقابك الموت » ( Palgrave , 1865 : 192 – 193 ) . و عليه غادر بالجريف الرياض عبر طريق الهفوف ماراً بآبار الرميحية ، الدهناء ، منطقة الطف ، آبار جودة ، الهفوف ، و ظل البيت الذي أقام فيه بالجريف في الهفوف قائما مدة طويلة ثم هدم .
الطريق الذي سلكه كارلو جوارماني :
جاء كارلو جوارماني Carlo Guarmani الإيطالي إلى وسط الجزيرة العربية و الجوف بعد رحلة وليم بالجريف مباشرة ، و كان ذلك عام 1280 هـ / 1864 م ، مرسلا من قبل الإمبراطور نابليون الثالث و الملك فكتور عمانويل الثاني لشراء الخيول العربية الأصيلة من نجد ، بالاضافة إلى الدوافع السياسية الأخرى ( السديرس 1989 : 108 ) .
ابتدأت رحلة جوارماني من مدينة القدس الشريف ، ثم اتجه صوب الأردن إلى معان يرافقه أربعة من بدو فلسطين ، مارا بديار القبائل العربية مثل : التعامرة و بني حميدة و بني صخر و الشرارات . و هو يتقن اللغة العربية و يلبس الزي العربي . و قدم جوارماني معلومات جيدة عن قبائل العربية التي احتك بها ، ذاكراً آل رشيد و آل الشعلان ، و شيوخ عتيبة مثل ابن ربيعان . و قدم وصفا ممتازا للمناطق و البلدان التي مر بها مثل تيماء و الجوف و غيرهما .و كانت مراحل طريق جوارماني على الوجه التالي :
القدس ، معان ، تيماء ، خيبر ، عنيزة ، ثم إلى حائل وجبة و الجوف و كاف عند الطرف الشمالي لوادي السرحان ، و من هناك واصل سيره إلى بلاد الشام ووصل إلى مدينة دمشق ( السديري 1989 : 108 – 109 ) .
و قد ألف جوارماني مؤلفا بالايطالية عن رحلته الطويلة نسبيا في المناطق الشمالية من نجد سماه ، ( شمال نجد : رحلة من القدس إلى عنيزة في القصيم ) ترجم إلى الإنجليزية ، و قامت بترجمته الليدي كابل كور Cabel Crue و طبع في لندن عام 1938 هـ .
الطريق الذي سلكه الرحالة داوتي :
ولد تشارلز دواتي Charles Doughty في إنجلترا عام 1259 هـ / 1843 م ، وزار المناطق الشمالية و الوسطى و الغربية من الجزيرة العربية بيم عامي 1293 – 1295 هـ / 1876 – 1878 م ، و كتب مؤلفا عن رحلاته في صحراء الجزيرة تحت اسم ( رحلات في الصحراء الجزيرة Travels in Arabia Deserta ) ، و جاء في مجلدين ، و طبع بكيمبردج بإنجلترا عام 1888 م . و قد زار داوتي فلسطين و سورية ، و سافر مع الحجاج الشوام إلى الديار المقدسة عن طريق مدائن صالح . و سلك الطرق التالية :
-طريق من قلعة المعظم إلى تيماء ، و مراحله : قلعة المعظم ، جال أم أرطة ، حصاة القانص ، خبرة الرولة ، تيماء . و يصل طول هذا الطريق إلى نحو ( 90 ) كيلاً ( The Gce States 1996 : 142 ) .
-طريق مكة – حائل ، و مراحله : مكة ، البركة ، حطة ، سبختين ، رأس السبخة ، الجريسية ، وادي حمض ، أبة مغبر ، عجاجة ، السليمي ، أركان ، حائل ، ز طول هذا الطريق نحو ( 770 ) كيلاً (The Gce States 148 - 149) .
-طريق مكة – القصيم ، و مراحله : مكة ، عين زيمة ، عشيرة ، الدفينة ، الصفوية ، ضرية ، الشبيكية ، مسكة ، الرس ، الخبراء ، بريدة ، (The Gec Statcs 1996 : 150 0152) .
-طريق مكة – عنيزة ، و مراحله : مكة المكرمة ، عشيرة ، المويه ، عفيف ، الشعيب ، و منها يتجه الطريق إلى عنيزة . و طول هذا الطريق نحو ( 780 ) كيلاً (The Gce States 1996 : 152 – 153).
-طريق مكة – الرياض ، و مراحله : مكة ، عين زيمة ، السيل ، عشيرة ، المويه ، عفيف ، الشعراء ، الدوادمي ، و منها يتجه الطريق صوب الرياض ، و طول هذا الطريق نحو ( 890 ) كيلاً (The Gec States 1996 : 154 – 155 ) .
الطريق الذي سلكته الرحالة الليدي آن بلنت :
ولدت الليدي آن بلنت Lady Anne Blu nt في إنجلترا ، و هي حفيدة الشاعر الإنجليزي اللورد بيرون ، و قد تزوجت ولفرد بلنت ، و جاءت مع زوجها لشراء الجياد العربية الأصيلة فزار شمال الجزيرة العربية عام 1295 هـ / 1878 م . و ارتحل ولفرد يلنت و زوجته من دمشق متوجهين إلى حائل ، و سلكا طريق دمشق ، إلى الكاف في وادي السرحان ، ثم إلى الجوف ، و منها إلى سكاكا ، و آبار الشقيق ، ثم إلى حائل (Freeth Zehre and Winstone 1978 : 277 ).
الطريق الذي سلكه الرحالة تشارلز خوبير :
تشالرلز هوبير Chales Huber فرنسي من أصل ألزاسي ، قام برحلتين إلى الجزيرة العربية ، الأولى عام 1295 هـ / 1878 م وصل فيها إلى حائل ، و الثانية من عام 1300 هـ - 1301 هـ / 1883 م – 1884 م زار خلالها الجوف . و قد نشر هوبير مادونه من معلومات تحت عنوان : رحلات في الجزيرة العربية (Journal d’un voyage en Arabie , 1883 – 1884 ). و اعتمد تشارلز هوبير على ذكر المسافات و القياسات بالدقائق و الساعات .
و بدأت مراحل طريقه من كاف في وادي السرحان ، إلى إثرة ، و سكاكا ، و الطوير ، و الجوف ، و من الجوف توجه إلى حائل ( السديري 1989 : 117 – 118 ) .
الطريق الذي سلكه الرحالة آرتشيبالد فوردر :
آرتشيبالد فوردر Archibald Forder راهب إنجليزي كان يعيش في مطلع القرن العشرين الميلادي ، زار الشمال الجزيرة العربية عام 1318 هـ / 1900 م الميلادي و ألف كتابا عن رحلته سماه ( مغامرات بين العرب في الصحراء (Adventures among Arabs in Desert )، طبعه في مدينة بوسطن بولاية ماساتشوستس الأمريكية عام 1318 هـ / 1905 م .
و هدف رحلة آرتشيبالد التنصير في بلاد المسلمين لأنه راهب و منصر ، و قد بدأ رحلته عام 1318 هـ / 1900 م ، ، من كاف ، إلى إثرة ، ثم إلى الجوف التي مكث فيها طيلة شهر رمضان ( السديري 1989 : 119 – 121 ).
و طبيعي أن هناك رحلات أخرى يأتي إطارها الزمني بعد فترة عهدي الدولتين السعوديتين : الأولى و الثانية ، من أهمها رحلات الرحالة التشيكيي موزل (Musil ) الذي زار الكثير من البلاد العربية مثل شرقي الأردن و سورية و شمال الجزيرة العربية ، و كتب مؤلفات مفيدة و مهمة عن رحلاته و تجاربه مثل العربية الصحراويةArabia Deserta ) طبع في نيويورك عام 1927 م ، و ( شمال نجد Northern Negd ) طبع في نيويورك عام 1928 م ، و ( سلوك بدو الرولة و عاداتهم The Manners and Customs of Rwala Bedouins ) طيع في نيويورك عام 1928 م ، و رحلة الكابتن بتلر Butler Captain S.S و الكابتن إيلمر Captain L.Aylmer اللذين زارا منطقة حائل عام 1235 هـ / 1908 م و ألفا كتابا عنوانه ( من بغداد إلى دمشق عبر الجوف ). و رحلة الأبوين الفرنسيين جوسان و سافنياك اللذين زار شمال الحجاز عام 1907 – 1909 م .
و رحلة الكابتن ليشمان Captain Leachman في المنطقة الشمالية الشرقية من الجزيرة العربية يرافقه دوغلاس كاروثرز Doyglas Carruthers uthers عام 1329 هـ / 1911 م . و كتب ليشمان مقالا عنوانه ( رحلة في شمال شرق الجزيرة العربية ) ، كما كتب دوغلاس كتابا بعنوان (مغامرة في الجزيرة العرب) ، طبع في لندن عام 1935 م . بالإضافة إلى رحلات وليم شكسبير William Shakespear و جيرترود بل Gertrude Bell و باركلي رونكير Barcly Raunkiaer و غيرهم .
طرق سلكتها الحملات العسكرية العثمانية :
استخدمت القوات العثمانية القادمة من العراق العثماني و من ولاية مصر طرق عدة أثناء حربها مع قوات الدولة السعودية الأولى و الدولة السعودية الثانية ، و كانت الطرق التي تسلكها القوات مرتبطة بالهدف الحربي و المنطقة المشمولة بالخطة العسكرية .
1- حملة علي باشا :
و من أهم الحملات القادمة نت العراق العثماني ، حملة علي باشا أو ما عرف بحملة علي كيخيا. و الواقع أن المصادر الأولية لم تذكر لنا بالتفصيل البلدات التي مرت بها الحملة ، لكن بإمكاننا وضع خط تقريبي لها من خلال أسماء المواقع التي ذكرت في الحدث التاريخي .
انقسمت حملة علي باشا إلى فريقين الأول المدفعية و المشاة ، و قد توجه هذا الفريق يالسفن عبر الخليج إلى موانئ الأحساء ، و الأمر الذي يهمنا هنا طريق البر الذي سلكته قوات على باشا ، و كانت مؤلفة من الفرسان تحت قيادته ، و سلكت طريق بغداد ، البصرة ، الجهراء ، الكويت ، النعيرية ، نطاح ، ثاج ، آبار جودة ، المبرز ، الهفوف .
2- حملة أحمد طوسون 1266 هـ / 1811 م :
أ – الجناح البحري : تجمعت القوات في بركة الحج في مصر ثم توجهت إلى السويس بالبحر إلى ينبع .
ب- الجناح البري و كان بقيادي طوسون ، خرج براً إلى العقبة ، ثم المويلح ، ثم ضباء ، ثم الوجه ، ثم إلى ميناء ينبع الذي اتخده طوسون مركزاً رئيسًا لرسو سفنه على البحر الأحمر ، و من ينبع البحر اتجه طوسون من المشاة إلى ينبع البر أو ينبع النخل ،ثم إلى بدر ، ثم إلى الخيف ، ثم إلى قرية السويق ثم إلى منزلة الصفراء ، و هناك هزمت قواته قبل وصولها إلى المدينة المنورة ، فاضطر طوسون إلى العودة إلى ينبع .
3- حملة أحمد بونابرت 1227 هـ / 1812 م :
و هي حملة مساعدة لطوسون ، و كان طوسون قد نقل مركز قيادته إلى بدر ، ثم زحف بقواته إلى وادي الصفراء و احتله ، و توجه بعد ذلك إلى عقبة الجديدة ، ثم إلى المدينة المنورة و استولى عليها ، و منها تقدمت القوات إلى الحناكية . ثم عاد طوسون إلى جدة ، و منها إلى مكة ، و الطائف ، ثم إلى تربة .
4 – حملة محمد علي 1228 هـ / 1813 م :
و صل محمد علي من القاهرة إلى السويس 1228 هـ / 1813 م ، و منها إلى ميناء القصير ، ثم إلى ميناء جدة ، و منها توجه مع قواته إلى مكة المكرمة ثم إلى الطائف ، ثم إلى كلاخ ، ثم إلى بسل ، ثم إلى تربة ، ورنية ، و بيشة ، ثم إلى خميس مشيط ، ثم أبها ، و منها إلى صبيا ، و نجران . و كان جانب من قوات محمد علي باشا قد توجه من جدة إلى القنفذة .
5 – حملة إبراهيم باشا 1231 هـ / 1816 م :
توجه إبراهيم باشا مع قواته من القاهرة إلى السويس ، ثم العقبة ، ثم الوجه ، ثم ينبع البحر ، ثم إلى سهل بدر ، ثم ثنية واسط ، ثم إلى الصفراء ، ثم إلى السلسلة ثم إلى سهل بدر ، ثم ثنية واسط ، ثم إلى المدينة المنورة ، ثم اتخذ الصويدرة قاعدة لقولته قبل أن يتوجه إلى الحناكية ، و من الحناكية إلى الرس ، ثم الخبراء ، ثم عنيزة ، ثم أشيقر ، ثم الفرعة ،ثم شقراء ،ثم ضرماء بوابة الدرعية . ثم وادي حنيفة صوب الدرعية العاصمة .
و لم تتوقف حملات محمد علي باشا على نجد في الدور السعودي الثاني ، و إنما ازدادت و تركزت لأن محمد علي يعمل في ذلك الوقت باسمه و لمصلحته ، منفصلا عن الدولة العثمانية . فأرسل حملة عسكرية قوية يراسها قائده إسماعيل آغا و الأمير السعودي خالد بن سعود الكبير المؤيد لمحمد علي لخلافة مع الإمام فيصل بن تركي في فترة حكمه الاولى ، و كانت الحملة عام 1252 – 1253 هـ/ 1836 – 1837 م .
6 – حملة إسماعيل آغا:
جاءت قوات إسماعيل آغا من السويس بحراً ، و بالطريق البحري المألوف مروراً بالمويلح ، و ضباء ، و الوجه ، و أملج ، و ينبع البحر ، و المدينة المنورة ، و الحناكية ، و الرس ، و الخبراء ، و عنيزة ، توجهت قوات فرعية إلى حائل مركز جبل شمر ، و مركز ثقل آل رشيد .
و من عنيزة تابعت الحملة سيرها صوب الرياض و منها صوب الخرج في الجنوب الرياض ثم إلى الخفس ، فالحوطة ، فالحلوة ، و هناك انكسرت قوات إسماعيل آغا انكسارا شنيعا أمام قوات أهالي جنوب الرياض ( ابن بشر 1983 : 140 – 150 ؛ أبو علية 1995 : 56 – 60 ) .
ارجو ان ينال على اعجابكم ويكون لكم عوناً في البحث عن مرادكم
تعليق