هل هناك مانع شرعي أو عقلي من تعدي القرين أذاه عن الوسوسة إلى إحداث أمور عضوية؟ الطيار
نص الفتوى:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... بعض الرقاة والمعالجين يتعاملون مع القرين كمرض يصيب الإنسان وهم يرون من ناحية عملية أن أذاه قد يتعدى الوسوسة إلى أمور عضوية من صرع ونطق على لسان المصاب وغير ذلك مما أحدث هذا المذهب جدلاً وإنكاراً من قبل البعض الآخر على أن القرين لا يتعدى أذاه الوسوسة .. فهل هناك مانع شرعي أو عقلي من تعدي القرين أذاه عن الوسوسة إلى إحداث أمور عضوية.
الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فالوارد في الحديث الذي رواه مسلم عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ وَقَدْ وُكِّلَ بِهِ قَرِينُهُ مِنَ الْجِنِّ». قَالُوا وَإِيَّاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ «وَإِيَّايَ إِلاَّ أَنَّ اللَّهَ أَعَانَنِي عَلَيْهِ فَأَسْلَمَ فَلاَ يَأْمُرُنِى إِلاَّ بِخَيْرٍ»، وفي لفظ «وَقَدْ وُكِّلَ بِهِ قَرِينُهُ مِنَ الْجِنِّ وَقَرِينُهُ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ»، أن فيه دلالة على أن هناك قرينين، الأول من الجن وهو الذي يسوس للإنسان بالشر ويحضه عليه، والثاني من الملائكة وهو الذي يذكر الإنسان بالخير ويحثه عليه، وهذا فيه بيان أن القرين لا يتجاوز ضرره الوسوسة فقط كما هو ظاهر اللفظ، أما الأذى العضوي فلا يقع منه، والناظر لحال المصابين من الناس بالمس والسحر يتبين له أن غالب الأذى يكون من جن سوى القرين، وإلا لو كان للقرين سلطان على الإنسان سوى الوسوسة لسبب ذلك ضرراً عظيماً لكل مسلم ولكلف الله عباده ما لا يطيقون، وهذا غير واقع فيمن تأمل ذلك.
ووصيتي لك أخي الكريم بعدم الخوض في المسائل الغيبية التي لا تعود عليك ولا على المسلمين بالنفع، إنما يكون منهج المسلم في ذلك هو الإتباع وليس الابتداع، وغالب من يخوضون في تلك المسائل يتلاعب بهم الشيطان ليصدهم عن صراط الله المستقيم، وأشغل نفسك بما يعود عليك وعلى المسلمين بالنفع، ومن كان يرقي الناس ويقوم بعلاجهم فأجره عظيم إذا كان يتبع هدي النبي صلى الله عليه وسلم في كل ما ورد عنه.
والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
فضلية الشيخ أ.د عبدالله الطيار حفظه الله
المصدر موقع منارالاسلام
http://www.m-islam.net/news.php?action=show&id=2295
نص الفتوى:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... بعض الرقاة والمعالجين يتعاملون مع القرين كمرض يصيب الإنسان وهم يرون من ناحية عملية أن أذاه قد يتعدى الوسوسة إلى أمور عضوية من صرع ونطق على لسان المصاب وغير ذلك مما أحدث هذا المذهب جدلاً وإنكاراً من قبل البعض الآخر على أن القرين لا يتعدى أذاه الوسوسة .. فهل هناك مانع شرعي أو عقلي من تعدي القرين أذاه عن الوسوسة إلى إحداث أمور عضوية.
الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فالوارد في الحديث الذي رواه مسلم عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ وَقَدْ وُكِّلَ بِهِ قَرِينُهُ مِنَ الْجِنِّ». قَالُوا وَإِيَّاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ «وَإِيَّايَ إِلاَّ أَنَّ اللَّهَ أَعَانَنِي عَلَيْهِ فَأَسْلَمَ فَلاَ يَأْمُرُنِى إِلاَّ بِخَيْرٍ»، وفي لفظ «وَقَدْ وُكِّلَ بِهِ قَرِينُهُ مِنَ الْجِنِّ وَقَرِينُهُ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ»، أن فيه دلالة على أن هناك قرينين، الأول من الجن وهو الذي يسوس للإنسان بالشر ويحضه عليه، والثاني من الملائكة وهو الذي يذكر الإنسان بالخير ويحثه عليه، وهذا فيه بيان أن القرين لا يتجاوز ضرره الوسوسة فقط كما هو ظاهر اللفظ، أما الأذى العضوي فلا يقع منه، والناظر لحال المصابين من الناس بالمس والسحر يتبين له أن غالب الأذى يكون من جن سوى القرين، وإلا لو كان للقرين سلطان على الإنسان سوى الوسوسة لسبب ذلك ضرراً عظيماً لكل مسلم ولكلف الله عباده ما لا يطيقون، وهذا غير واقع فيمن تأمل ذلك.
ووصيتي لك أخي الكريم بعدم الخوض في المسائل الغيبية التي لا تعود عليك ولا على المسلمين بالنفع، إنما يكون منهج المسلم في ذلك هو الإتباع وليس الابتداع، وغالب من يخوضون في تلك المسائل يتلاعب بهم الشيطان ليصدهم عن صراط الله المستقيم، وأشغل نفسك بما يعود عليك وعلى المسلمين بالنفع، ومن كان يرقي الناس ويقوم بعلاجهم فأجره عظيم إذا كان يتبع هدي النبي صلى الله عليه وسلم في كل ما ورد عنه.
والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
فضلية الشيخ أ.د عبدالله الطيار حفظه الله
المصدر موقع منارالاسلام
http://www.m-islam.net/news.php?action=show&id=2295
تعليق