بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه وبعد،
فلما كان من الواجب على كل امرأة مسلمة معرفة أحكام طهارتها حتى تصح عبادتها .من أجل ذلك .. فيسرنا أن نقدم لكم شرح كافى لكل امرأة ..
تيسير أحكام الحيض
لفضيلة الشيخ / محمد حسن عبد الغفار
والآن مع المحاضرة الثانية.. والتى هى بعنوان ..
هل تحيض الحامل أم لا ؟ .. وماهيعلامات الطُهر والاستحاضة وأحكامها؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره .. ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهدى الله فلا مضل له .. ومن يضلل فلا هادى له .. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمد عبده ورسوله ..
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُون﴾
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾
أما بعد ،
فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى ، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة فى النار ..
ثم أما بعد
ندخل فى الكلام عن الحيض قد انتهينا فى المحاضرة الماضية في أصناف النساء فى الحيض قلنا :
الأولى : المبتدئة
والثانية : المعتادة
والثالثة : المميزة ..
الآن ندخل فى علامات الطهر : القصة البيضاء .أو الجفاف ..
وهل تحيض الحامل أم لا ؟
امرأة حامل نزل عليها الدم هل تحسبه دم حيض أم لا تحسبه دم حيض .. امرأة حامل فى الشهر الثالث انقطع دمها فنزل عليها في مبتدأ الشهر الثالث واستمر معها خمسة أيام ثم انقطع ثم عاود عليها فيالشهر الرابع ونزل عليها في نفس الميعاد الدم، ثم رأت النقاء، الطهر بعد ذلك سواء الجفاف أو القصة البيضاء، ثم في الشهر السابع إلى الشهر التاسع وينزل عليها الدم .. هل هذا الدم هو دم حيض أم دم علة وفساد ؟
كل الأطبة يقولون أنه دم مرض .. والقاعدة عنديأنى لا أخذ بالطب قبل الشرع .. إذ أن الطب نظريات تخطئ وتصيب،والشرع وحيمن ربنا جل فى علاه ليس فيه محل للخطأولا الصواب..
أقول أن اختلفالعلماء فيهذه المسألة على قولين :
الأطبة جميعاً حتى الشيخ / ياسرعارض فيهذه المسألة .. لأنه طبيب وقال:أن لا يمكن أن أقبل أن يكون هذا الدم دم حيض للطب .. قلت الطب يخطئ ويصيب .. لكن الشرع لا يخطئ ويصيب.
القول الأول قول الأحناف والحنابلة :
قالواإذا رأت المرأة الحامل الدم .. فإن هذا الدميعتبردم علة .. دم فساد .. يعنى دم مرض يعنى تغسل المحل .. وتتحفظوتصلي وتتوضأ لكل صلاة .. يعنى ليسدم حيض ولا يأخذ أحكام الحيض ..
قالوا ولنا في ذلك أدلة :
الدليل الأول:
ما رواه أبو داود عن أبى سعيد الخدري رضي الله عنه وأرضاه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في سبايا الأنصار :
( لا توطأحامل حتى تضع .. ولا غير ذات حمل حتى تحيض )
الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: الألباني - المصدر: إرواء الغليل - الصفحة أو الرقم: 2138 خلاصة حكم المحدث: صحيح
فقول النبى صلى الله عليه وسلم لا توطأيعنى لا تنكح حتى تضع .. لمَ ؟ حتى لا تسقى زرع غيرك بمائك ..مفهوم .. حتى لا يأتى ماء الرجلعلى ماء الرجل السابق الذى جامع هذه المرأة التي كانت زوجته.. ولا ذات حمل حتى تحيض .. كأنه صلى الله عليه وسلم قال بأن الحامل لا تحيض لأنه جعل علامةبراءة الرحم عندها أنها حامل فلا تحيض.. وهذه دلالة على أن الحامل لا تحيض ..كـأنه صلى الله عليه وسلم يقول أن الحامل لا تحيض والحائل هى التى تحيض ..
والدليل الآخر الذى استدل به :
الدليل الثاني:
كما في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلمعن ابن عمر أنه طلق امرأته وهي حائض فذكر ذلك عمر للنبي صلى الله عليه وسلم فقال (مُره فليراجعها ثم يطلقها وهي طاهر أو حامل )
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 1656 خلاصة حكم المحدث: صحيح
طاهر يعنى خالية من الحيض والحامل يعنى أنها لا تحيض .. فجعل الحمل علامة على عدم الحيض .القول الثانى هو قول الشافعية والمالكية :
قالوا أن الدم الذيتراه المرأة وقدثبت معه وترى بعده الطهر .. هذا الدم وإن كانت حامل فإنه دم حيض .. وذلك إذا توفرت شروطه .. وما هى شروطه ؟ مقدمات تعرفها المرأة آلام في الظهرآلام فيالبطن .. هذه الآلام مقدمات للحيض. فقالوا أنه لو أن هذا الدم له مقدمات، الآلام التي تظهر على المرأة، ثم بعد ذلك الصفات المعروفة لدم الحيض (أنه أسود، وثخين كما بينا سابقا).
فجعلوا مقدمات الحيض ومواصفاته هى الشرط وأنه دم حيض وإن كانت حامل.
طيب وما هو دليلكم ؟
* قالوا دليلنا على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم قال :
(إن دم الحيض ، دم أسود يعرف ، فإذا كان ذلك ، فأمسكي عن الصلاة ، وإذا كان الآخر ، فتوضئي ، وصلي )
الراوي: عائشة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح النسائي - الصفحة أو الرقم: 216 خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح
فجعل دم الحيض أسود يعرف حتى وإن كانت حاملاأو كانت حائلا .
* الرواية الثانية ..
عن عائشة رضى الله عنها وأرضاها .. وعائشة رضى الله عنها امرأة وكانت أفقه من الرجال فى ذلك ..
سئلت عائشة رضي الله عنها وأرضاها في امرأة حامل رأت الدم فقالت : لا تصلي .. ولم تعتبر هذا الدم دم فساد وعلة، بل بالعكس فأكسبته أحكام دم الحيض، فكأن عائشة رضي الله عنها وأرضاها تقول هذه الحامل الدم الذي نزل منها هو دم حيض، وانظروا إلى وجه الدلالة ..هذا الكلام فتي مِنْ مَنْ؟ من الفقيهة الحميراء وانتشر بين ابن عباس وابن عمر وزيد ابن ثابت ..انتشرت هذه الفتوى بين فطاحل الصحابة وأهل العلم .. فإن كانت هذه الفتوى خاطئة فماذا يحدث؟ يحابونعائشة لأنها زوج النبي ويسكتون ! لا بل هذا دين ويجب أن يتحرى الخطأ من الصواب ..
أما رأيتم على بن أبى طالب كيف يعنف ابن عباس ويقول له فينكاح المتعة بعد ما أفتىبه،قال له علي:
(إنك رجل تائه إن رسول الله حرم نكاح المتعة ).
الراوي: علي بن أبي طالب المحدث: الألباني - المصدر: صحيح النسائي - الصفحة أو الرقم: 4345 خلاصة حكم المحدث: صحيح
وعبد الله بن الزبير وبعد ما افتى ابن عباس بنكاح المتعة أنه حلال .. قام ابن الزبير خطيبا وهو خليفة على مكة قال: مالي أرى رجلا قد أعمى الله بصيرته كما أعمى بصره يفتي بنكاح المتعة.. -وكان ابن عباس قد عمي بصرا في آخر عمره - .. كل هذا لما ؟ لينصر دين الله وسنة نبيه صلوات الله عليه وسلم .وما العلم إلا قال الله وقال رسول الله فقط،ولا نقول قال الشيخ الفلاني ولا الشيخ العلاني ..العلـم قـال الله قـال رسوله ..... قال الصحابة ليس بالتمويه
ما العلم نصبك للخلاف سفاهة ...... بين الرسول وبين قول فقيه
قال ابن عباس ومالي أراك أعرابيا جلفا غليظا، فقال له ابن الزبير:تقول ذلك وقد حرم النبي صلى الله عليه وسلم نكاح المتعة، والله والذي نفسي بيده لو سمعتك تفتي بهذا لأمثلن بك أمام الناس، هل قال افعلن هذا؟ ولأرجمنك حتى الموت (انظروا كأنه يراها زنا، انظروا كيف يحافظون على سنة النبي صلى الله عليه وسلم.
فعائشة أفتت بذلك أمام الصحابة بمحفل من الصحابة والصحابةسكوت، هل ترونهم يحابون عائشة على دين الله؟.. لا ..بمعنى أنه لما سكتوا سميناه هذا أصوليا إجماعا، سكوتيا فكأنهم وافقوا وقالوا نعم الفتوى التي أفتت بها عائشة وأن الدم الذي ينزل من المرأة الحامل هو دم حيض، هذا من الأثر أما من النظر والعقل، فنقول الأصل في النساء الصحة دون المرض، والأصل في الدماء الذي يرخيه الرحم هو دم حيض ما لم يدل دليل وتأتي قرينة على انه دم فساد أو دم علة، فإذا تردد الدم النازل من الرحم بين أن يكون دم حيض ودم فساد أو دم مرض، ماذا نقول؟ الفقيه ماذا سيقول؟؟ العالم الذي تعلم هذه الرسالة ماذا سيقول؟ تردد الدم بين الأصل وبين الفرع .. الدم هنا للأصل أوللفرع ؟
العمل عبادة والصلاة عبادة .. الأصل هنا الصلاة والعمل فرع .. تعارض الفرع مع الأصلفنقدم الأصل دونالفرع ..فنقول هنا الأصل .. وهو دم الحيض .. والفرع دم الفساد، فتردد بين أن يكون أصلا أو يكون فرعا، إذن نقول هو أصل، فيكون الدم الخارج الأصل فيه هو أنه دم حيض إلا أن يأتي دليل من طبيبة ثقة تقول أنه دم عرق انفجر مثلا.
ننتقل إلى جزء آخر ألا وهو :
علامات الطُهر عند المرأة :
فعلامات الطهر عند المرأة على علامتين:
*العلامة الأولى:
القصة البيضاء..القصةالبيضاء هو إدخال القطنة فتخرج بسائل أبيض.. هذا السائل الأبيض هو علامة الطهر.. القصة البيضاء هو السائل الأبيض يعنى بعد ما يرتفع الدم تنزلالقصة البيضاء..
*العلامة الثانية :
هى الجفاف.. تدخل القطنة البيضاء تخرج كما هى بدون أيشيء ..
إذن علامات الطهر عند النساء .. هى علامتان القصة البيضاء والجفاف .
الدليل على ذلك القصة البيضاء حديث عائشة رضي الله عنها وأرضاها: كان النساء يبعثن إليها بالكرسف أي القطنة وفيها الصفرة والكدرة فتقول لهن لا تعجلن حتى ترين القصة البيضاء ..
الراوي: عائشة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 2272 خلاصة حكم المحدث: صحيح
والصفرة والكدرة تبين أن المرأة على مشارف الطهر .. يعنى المرأة في الأول ينزل عليها دم شديد وبعد ذلكيخف وينزل نقط وبعده سائل أصفر متكدروهذه هيعلامة أن المرأة على مقتبلالطهر يعنى بعد يوم أو يومين ستكون طاهرة، ولا تكون طاهرة حتى ينزل السائل الأبيض..
ثم ننتقل مسألة أخرى وهى :
الاستحاضة وأحكامها :
الاستحاضة معناها استمرار الدم على المرأة، يعنى المرأة مثلاينزل عليها الدم لمدة خمس سنينولا ينقطع بحال من الأحوال..هذا هو معنى الاستحاضة،وهذا الذيحدث فى عصررسول الله صلى الله عليه وسلم مع صحابيات فضليات جليلات. كانت المرأة تأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم تقول إني أستحاض فلا أطهر، الدم ينزل بغزارة على المرأة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم..فمعنى الاستحاضة هو أن المرأة ترى الدم يستمر معها ولا ينقطع وممكن أيضا من تعريف الاستحاضة أن الدم ينزل من المرأة أيام كثيرة ولكن ينقطع بعد ذلك، مثلا هي عادتها خمسة أيام فيستمر الدم معها لغاية 17 يوما، فنقول هذه الأيام الزيادة استحاضة وحتى ولو رأت الطهر بعد اليوم السابع عشر لابد أن نحسب هذه الأيام من الاستحاضة.
إذن نقسم الاستحاضة إلى قسمين :
القسم الأول:
استحاضة مستمرة .. وهو الدم المستمر ولا ينقطع خمس سنوات ..سبع سنين ...
القسم الثانى :
استحاضة منقطعة.. مثلاً أن تستمر معها فوق عادتها سبعة أيام أو عشرة أيام .. المهم أنها تعبر الـ15 يوم .. فالأيام التى تزيد عن 15 يوم نعتبرها استحاضة ..
الدليل على ذلك ما رواه البخاري في صحيحه:
أن عائشة رضى الله عنها وأرضاهاقالت : فاطمة بن أبى حبيش قالت للرسول صلى الله عليه وسلميا رسول الله .. أنى امرأة أستحاض ولا أطهر .. (فهذه استحاضة مستمرة)
الراوي: عائشة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح النسائي - الصفحة أو الرقم: 212 خلاصة حكم المحدث: صحيح
(الثلاثة نساء اللاتي كن يستحضن ولا يطهرن كن بنات عم وهذا دليل لنا على أنه لابد للمرأة أن تنظر في مثيلاتها من أهلها).
أيضا في مسند أحمد حمنة بنت جحش فقالت يا رسول الله إني أستحاض حيضة كثيرة شديدة، (يعني أنها أقل من الأولى لكنها أيضا مستمرة، والدم ينزل منها بغزارة، هذا معنى الإستحاضة، استمرار الدم على المرأة ويفوق عادتها.
أحوال النساء اللاتي استمر الدم معهن وحكمذلك : ؟هل هو حيض؟ هل هو استحاضة؟ هل هو طهر؟. ماذا نقول فيحكم المرأة الذى استمر معها الدم؟
نقول أننا قسمنا النساء إلى أصناف ثلاثة بالنسبة لدم الحيض .. امرأة معتادة .. وامرأة مميزة .. وامرأة مبتدئة .. ولكل منها حكم ..
الأولى المميزة:
التي تعرف كيف تميز بين دم الحيض وغيره .. تميز بين دم الحيض وبين دم الاستحاضة .. كأنها جاءها الدم خمسة أيام ثم استمر معها، هذه المرأة المميزة أول دفعة من الدم عرفت أن هذا الدم هو دم الحيض، بلونه ورائحته، وصفته المعروفة ثم بعد خمسة أيام يوم نقائها، يوم طهرها، استمر الدم معها فنظرت في آخر اليوم فوجدت الدم الذي نزل بعد خمسة أيام هو دم أحمر رقيق، وهي امرأة لبيبة تعرف كيف تفرق، فتقول الخمسة أيام الأولى الدم الأسود الثخين كان حيضا والدم الأحمر الرقيق يصبح استحاضة، فتعتبر نفسها طاهرة فتغتسل غسل الطهر –مع نزول الدم؟ نعم مع نزول الدم-وتغسل المحل وتتحفظ .. وتتوضأ للصلاة وتفعل ذلك كل صلاةحتى ينقطع عنها الدم.
* الدليل على ذلك : قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لفاطمة بنت أبى حبيش بعد ما قالت له أنى استحاض فلا أطهر .. قال لها النبي صلى الله عليه وسلم: دم الحيض أسود يعرف .. فإذاكان ذلك فأمسكيعن الصلاة.. فكأنه يقول لفاطمة أنتيامرأة مميزة فميزي،تعرفين بين الدم الأسود والدم الأحمر فإن كان الدم أسود فأمسكيعن الصلاة والصوم، وإن كان الآخر فتوضئيوصلى فإنما هو عرق .. إذن هو استحاضة وليس بحيض.
الثانية المعتادة:
تعرف عادتها وتحفظ عادتها تأتيها خمسة أيام أو سبعة أيام..من كل شهر ولسنوات طوالثم جاءت فى يوم أتعسها زوجها فلم يوف بحقها،أو أصابها بمصابأو جاءهاما يؤذيها في بدنها أو ما جاء يؤذيها معنوياً .. فاستمر الدم معها فماذا نقول؟؟.. فنقول لها إن كنت معتادة وتحفظي عادتك وعادت نساء أهلك كذلك فأنتي تنظري في أيام العادة سبعة أيام .. وكانت طبقة الدم واحدة يعني الدم واحد، كله أسود، نزل سبعة عشر يوما أسودا، نقول لها عادتك خمسة أيام فاحسبي خمسة أيام أو عادتك سبعة أيام احسبي سبعة أيام ثم اليوم الثامن بعد ذلك هو استحاضة.. وتأخذين حكم المستحاضة .. تتوضئين لكل صلاة وتصلين، ولا تقضى الصلاة فى السبع أيام الأولىوتتوضأ لكن تقضي الصوم.
* الدليل :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لصنف النساء عندما قالوا أنهم لا يستطيعون أن يميزوا فيقول لها الرسول فأنتى صنف آخر من النساء ، قالت ام حبيبة : أنى استحاض حيضاً كثيراً .. واستحاض ولا أطهر أفلا أدع الصلاة ؟ قال لها : لا إنما هو عرض .. ولكن دعيالصلاة قدر الأيام التى كنتيتحيضين فيها .. ثم اغتسلى وصلي ..
الصنف الثالث :
ولا تكون مميزة ولا معتادة وهى المبتدئة : ليس لها عادة تعرفها ولا تعرف أن تميز .. إذا قلنا لها دم الحيض أسود ودم الاستحاضة أحمر قالت الكل أسود في أسود، وقلنا لها طيب مادام أمك تعتاد سبعة أيام فأنت كذلك اعتدي سبعة أيام، قالت أنهم كلهم تأتيهم الدم مرة ثلاثا ومرة خمسا ومرة سبعا، -وهذا نكاية فيمن يفعلن هذا اللولب، ويرتكبن هذا من خلف أزواجهن، فلهن عند الله ما تستحق المرأة لذلك، لأن هذا لا يصح في حال من الأحوال- الإضطرابات في حيض المرأة كله بسبب حبوب تنظيم النسل، واللولب الذي تركبه المرأة. فتأتي المرأة لا تعرف لها عادة ولا تعرف كيف تميز، ماذا تفعل؟؟ امرأة ركبت اللولب وعصت الله ورسوله في ذلك، إلا أن تكون طبيبة مسلمة ثقة أن هذا ليس له أضرار، وأنها لو حملت ستؤدى فلها أن تفعل ذلك، فهذه المرأة التي ليس لها عادة تعرفها وليست من اللاتي يميزن دم الحيض عن دم الاستحاضة ماذا تفعل هذه المرأة المضطربة؟ نقول لها أرجعى إلى غالب عادة النساء وغالب عادة النساء ستة أو سبعة أيام .. فاعتبري الستة أيام حيض ثم تطهري واغتسلي غسل الطهر، ثم بعد ذلك توضئي لكل صلاة وصلي.
والدليل على ذلك في المرأة التي يستمر معها الدم من أول مرة أو بفعلها هي بما جنت يدها استمر معها الدم ولا تعرف كيف تميز واضطربت العادة : قول النبى صلى الله عليه وسلم لحمنة بنت جحش ..
( إنما هذا ركضة من ركضات الشيطان فتحيضي في علم الله ستة أيام أو سبعة أيام ثم اغتسلى حتى إذا رأيت أنكِ طهرتِ واستنقيتِ فصلي أربعا وعشرين أو ثلاثا وعشرين ليلة وأيامها وصومي )
الراوي: حمنة بنت جحش المحدث: الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 287 خلاصة حكم المحدث: حسن
فتتحيض ستة أو سبعة –"أو" هنا هي ليست للتخيير بل للحيطة - ثم تغتسل غسل الطهر ثم تتوضأ لكل صلاة وتصلي..
ندخل على الصفرة والكدرة، ويعقبها أن ترى المرأة الدم يوما والطهر يوما، مثلا يوم السبت ينزل الدم ويوم الأحد ترى الطهر، يوم الاثنين ينزل الدم ويوم الثلاثاء ترى الجفاف، يوم الأربعاء ينزل الدم.. كيف نحسب هذا؟ في الدرس القادم إن شاء الله.
أقول قولي هذا واستغفر الله ليولكم ..وجزاكم الله خيرا
جزى الله الشيخ خيرا على هذا الجهد المبارك ونسأل الله تبارك وتعالى أن يبارك في الشيخ وأن يرفع درجته وأن ينفعنا بعلمه .. ولا تنسونا ولا تنسوا الشيخ من دعوة بالغيب.
وجزاكم الله خيرا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تعليق